شعار الموقع

شرح كتاب جامع بيان العلم وفضله_2

00:00
00:00
تحميل
95

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالصَّلَاة والسلام عَلَى أشرف الأنبياء والمرسلين نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه ومن ولاه وبعد.

القارئ:

قَالَ المؤلف رحمه الله: باب قوله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة عَلَى كل مسلم».

19 - وأخبرنا خلف بن جعفر حدثنا عبد الوهاب بن الحسن بدمشق قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف، حدثنا أبو التقي هشام بن عبد الملك، أخبرنا المعافى بن عمران، حدثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثني حسام بن مصك، عن مسلم الأعور، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة عَلَى كُلّ مسلم».

20 - وقرأت عَلَى أبي القاسم خلف بن القاسم بن سهل، أن أبا بكر محمد بن العباس بن وصيف الأبزاري حدثه بغزة قال: حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال: حدثنا العباس بن إسماعيل، حدثنا الحسن بن عطية، حدثنا طريف بن سليمان أبو عاتكة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة عَلَى كل مسلم».

 شرح الشيخ:

الشيخ: إيش قَالَ عَلَى تخريجه, تكلم عَلَيْه؟

الطالب: نعم يا شيخ.

الشيخ: لا يصح هَذَا؛ هَذَا موضوع, إيش قَالَ عَلَيْه؟

الطالب: قلت: وَهَذَا سندٌ ضعيف.

الشيخ: بس؟

الطالب: أخرجه المصنف وابن جميع في معجمه من طريقين عن محمد بن أيوب ابن أبي يحيى القلزمي القرشي, قَالَ: حدثنا عمران بن هارون, حدثنا بقية بن الوليد, حدثنا جرير بن حازم عنه, وَهَذَا سندٌ ضعيف, وذكره من طريق آخر قَالَ: محمد بن أيوب بن أبي يحيى القلزمي لَمْ أقف عَلَى ترجمه, غير أَنَّهُ ذكر في الأنساب للسمعاني ضمن شيوخ غسان بن محمد بن يوسف القلزمي شيخ ابن جميع, والراوي عنه عند المصنف محمد بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله القاضي, لَمْ أقف عَلَى ترجمته أَيْضًا؛ ثُمَّ وجدت بعد في ترجمة مسلمة بن القاسم القرطبي عن ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس, ما يفيد أن محمد بن عبد الله القاضي هَذَا هُوَ غسان, فَقَالَ: وسمع ( ...03:11) من محمد بن عبد الله المعروف بغسان.

الشيخ: ما ذكر كلام ابن الجوزي في الموضوعات؟

الطالب: لَمْ يذكر.

الشيخ: من المحقق هَذَا؟

الطالب: المحقق أبو الأشبال الزهيري.

الشيخ: نعم.

الطالب: الأول يا شيخ ذكر في حديث آخر أنه موضوع, من طريق آخر أَنَّهُ موضوع.

الشيخ: سيأتي؟

الطالب: نعم.

القارئ:

21 - ورواه ابن الأعرابي، عن عباس الدوري والحسن بن علان قالا: حدثنا الحسن بن عطية عن أبي عاتكة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله وزاد: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يطلب».

شرح الشيخ:

وَهَذَا صحيح.

القارئ:

22 - وأخبرنا يعيش بن سعيد بن محمد أبو القاسم الوراق قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا محمد بن غالب التمتام قال: حدثنا الحسن بن عطية البزاز بالكوفة قال: حدثني أبو عاتكة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «اطلبوا العلم ولو بالصين فَإِن طلب العلم فريضة عَلَى كل مسلم».

23 - وحدثنا يعيش, أخبرنا قاسم، حدثنا محمد بن غالب التمتام قال: أخبرنا بشر بن محمد السكري أبو أحمد، حدثنا زياد بن ميمون، عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «طلب العلم فريضة عَلَى كل مسلم، والله يحب إغاثة اللهفان».

24 - وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان، أخبرنا قاسم بن أصبغ, أخبرنا أحمد بن زهير, أخبرنا خلف بن الوليد قال: حدثنا سلام الطويل قال: أخبرنا زياد بن ميمون، عن أنس بن مالك قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة عَلَى كُلّ مسلم».

25 - وأخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا مسلمة بن القاسم، أخبرنا يعقوب بن إسحاق المعروف بابن حجر العسقلاني، حدثنا عبد الجبار بن أبي السري العسقلاني قال: حدثنا رواد بن الجراح قال: حدثنا عبد القدوس الوحاظي، عن حماد، عن إبراهيم قال: ما سمعت من أنس بن مالك إلا حديثًا واحدًا سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة عَلَى كُلّ مسلم».

26 - ورواه ابن الأعرابي حدثنا عباس حدثنا رواد بن الجراح حدثنا عبد القدوس عن حماد عن إبراهيم مثله سواء.

27 - وذكر أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني، حدثنا سليمان بن سلمة الخبائري قال: حدثنا بقية بن الوليد، أخبرنا الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة عَلَى كُلّ مسلم» وهَذَا الحديث لم يروه عن بقية، عن الأوزاعي إلا الخبائري وهو سليمان بن سلمة بن عبد الجبار الخبائري الحمصي ابن أخي عبد الله بن عبد الجبار الخبائري وليس سليمان هَذَا عندهم بالقوي وأكثر الرواة عن بقية يروون هَذَا الحديث عن بقية، عن حفص بن سليمان، عن كثير بن شنظير، عن محمد بن سيرين، عن أنس، ويروونه عن بقية أَيْضًا، عن أبي عبد السلام الوحاظي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك ولا يعرف من حديث الأوزاعي إلا من رواية سليمان بن سلمة الخبائري، عن بقية بن الوليد، عَلَى أن سليمان الخبائري قد جمع هَذِهِ الأسانيد كلها في هَذَا الحديث عن بقية ".

28 - وأخبرنا أبو عبد الله عبيد بن محمد، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد القاضي بالقلزم إملاءً، حدثنا محمد بن أيوب بن أبي يحيى القلزمي، حدثنا عمران بن هارون قال: أخبرنا بقية بن الوليد أخبرنا جرير بن حازم، عن الزبير بن الخريت، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم واجب عَلَى كُلّ مسلم».

29 - وأخبرنا أحمد حدثنا مسلمة، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني، حدثنا يوسف بن محمد الفريابي ببيت المقدس.

شرح الشيخ:

الشيخ: الفريابي بالباء أم بالنون.

الطالب: ما عَلَيْه تشكيل يا شيخ.

الشيخ: الفريابي, الفريابي عبيد؟

الطالب: أحسن الله إليك عبيد هُوَ خطأ.

القارئ:

 حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة عَلَى كُلّ مسلم».

القارئ:

30 - حدثنا خلف بن القاسم ِ, أخبرنا الحسن بن رشيق، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، حدثنا جعفر بن حميد قال: حدثنا حفص بن سليمان، عن كثير بن شنظير، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة عَلَى كُلّ مسلم».

31 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد وعبيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن سلمة بن سلمون، حدثنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود، حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: " طلب العلم واجبٌ ولم يصح فيه الخبر إلا أن معناه أن يلزمه طلب علم ما يحتاج إليه من وضوئه وصلاته وزكاته إن كان له مال وكذَلِكَ الحج وغيره، قال: وما وجب عليه من ذَلِكَ لم يستأذن أبويه في الخروج إليه وما كان منه فضيلة لم يخرج إلى طلبه حَتَّى يستأذن أبويه قال أبو عمر: " يريد إسحاق، والله أعلم، أن الحديث في وجوب طلب العلم في أسانيده مقال لأهل العلم بالنقل ولكن معناه صحيح عندهم وإن كانوا قد اختلفوا فيه اختلافًا متقاربًا عَلَى ما نذكره ها هنا إن شاء الله ".

32 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع بمصر, أخبرنا المقدام بن داود بن تليد، أخبرنا عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن وهب قال: سُئِلَ  مالك عن طلب العلم أهو فريضة عَلَى الناس؟ فقال: " لا، والله ولكن يطلب منه المرء ما ينتفع به في دينه ".

شرح الشيخ:

هَذَا هُوَ الواجب ما يقيم الدين.

القارئ:

33 - وروينا عن الحسن بن الربيع قَالَ: سألت ابن المبارك عن قول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة عَلَى كل مسلم» قال: ليس هو الذي يطلبونه ولكن فريضة عَلَى من وقع في شيء من أمر دينه أن يسأل عنه حَتَّى يعلمه .

34 - حدثنا عبد الوارث، أخبرنا قاسم، أخبرنا ابن وضاح، أخبرنا محمد بن معاوية الحضرمي قال: سُئِلَ مالك بن أنس وأنا أسمع عن الحديث الذي يذكر فيه «طلب العلم فريضة عَلَى كل مسلم» فقال: ما أحسن طلب العلم ولكن فريضة فلا .

35 - وذكر عبد الملك بن حبيب، أَنَّهُ سمع عبد الملك بن الماجشون قال: سمعت مالكًا، وَسُئِلَ  عن طلب العلم أواجب؟ فقال:  " أَمَّا معرفة شرائعه وسننه وفقهه الظاهر فواجب، وغير ذَلِكَ منه لمن ضعف عنه فلا شيء عَلَيْه " هكذا ذكر ابن حبيب ولا يشبه هَذَا لفظ مالك ولا معنى قوله والله أعلم ".

36 - أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ، أخبرنا أحمد بن زهير أخبرنا أبو الفتح نصر بن المغيرة، قَالَ: قال سفيان يعني ابن عيينة: " طلب العلم والجهاد فريضة عَلَى جماعتهم ويجزئ فيه بعضهم عن بَعْض " وقرأ هَذِهِ الآية: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ}[التوبة/122].

37 - حدثنا خلف بن القاسم، أخبرنا محمد بن أحمد بن كامل، حدثنا أحمد بن محمد بن رشدين قال: سمعت أحمد بن صالح، وَسُئِلَ عما جاء في طلب العلم فريضة عَلَى كل مسلم فقال أحمد: " معناه عندي إذا قام به قوم سقط عن الباقين مثل الجهاد ".

شرح الشيخ:

يعني صفته فرض كفاية.

القارئ:

38 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ببغداد حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: سمعت علي بن الحسن بن شقيق قال: قلت لابن المبارك: ما الَّذِي لا يسع المؤمن من تعليم العلم إلا أن يطلبه؟ وما الذي يجب عليه أن يتعلمه قال: " لا يسعه أن يقدم عَلَى شيء إلا بعلم ولا يسعه حتى يسأل " قال أبو عمر: " قد أجمع العلماء عَلَى أن من العلم ما هو فرض متعين " قال أبو عمر: قد أجمع العلماء.

شرح الشيخ:

أبو عمر هي كنية أبي عبد البر.

القارئ:

قال أبو عمر: " قد أجمع العلماء عَلَى أن من العلم ما هو فرض متعين عَلَى كل امرئ في خاصة نفسه ومنه ما هو فرض عَلَى الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه عن أهل ذَلِكَ الموضع " واختلفوا في تلخيص ذَلِكَ والذي يلزم الجميع فرضه من ذَلِكَ ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه نحو: الشهادة باللسان والإقرار بالقلب بأن الله وحده لا شريك له ولا شبه له ولا مثل له {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد}[الإخلاص/3-4].

خالق كل شيء وإليه يرجع كل شيء، المحيي المميت الحي الذي لا يموت عالم الغيب والشهادة هما عنده سواء لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء هو الأول والآخر والظاهر والباطن، والذي عليه جماعة أهل السنة والجماعة أَنَّهُ لم يزل بصفاته وأسمائه ليس لأوليته ابتداء ولا لآخريته انقضاء، هو عَلَى العرش استوى، والشهادة بأن محمدا عبده ورسوله وخاتم أنبيائه حق وأن البعث بعد الموت للمجازاة بالأعمال، والخلود في الآخرة لأهل السعادة بالإيمان والطاعة في الجنة، ولأهل الشقاوة بالكفر والجحود في السعير حق وأن القرآن كلام الله وما فيه حق من عند الله يلزم الإيمان بجميعه، واستعمال محكمه وأن الصلوات الخمس فريضة ويلزمه من علمها علم ما لا تتم إلا به من طهارتها وسائر أحكامه.

وأن صوم رمضان فرض، ويلزمه علم ما يفسد صومه، وما لا يتم إلا به، وإن كان ذا مال، وقدرة عَلَى الحج لزمه فرضًا أن يعرف ما تجب فيه الزكاة ومتى تجب وفي كم تجب ولزمه أن يعلم بأن الحج عليه فرض مرة واحدة في دهره إن استطاع السبيل إليه, إلى أشياء يلزمه معرفة جملها ولا يعذر بجهلها نحو تحريم الزنا وتحريم الخمر وأكل الخنزير وأكل الميتة، والأنجاس كلها والسرقة والربا والغصب والرشوة في الحكم، والشهادة بالزور، وأكل أموال الناس بالباطل وبغير طيب من أنفسهم إلا إذا كان شيئًا لا يتشاح فيه ولا يرغب في مثله.

وتحريم الظلم كله وهو كل ما منع الله عز وجل منه ورسوله صلى الله عليه وسلم وتحريم نكاح الأمهات والبنات والأخوات ومن ذكر معهن، وتحريم قتل النفس المؤمنة بغير حق، وما كان مثل هَذَا كله مما قد نطق به الكتاب وأجمعت الأمة عليه، ثُمَّ سائر العلم، وطلبه والتفقه فيه وتعليم الناس إياه وفتواهم به في مصالح دينهم ودنياهم والحكم به بينهم فرض عَلَى الكفاية يلزم الجميع فرضه فإذا قام به قائم سقط فرضه عن الباقين بموضعه لا خلاف بين العلماء في ذَلِكَ وحجتهم فيه قول الله عز وجل {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون}[التوبة/122].

فألزم النفير في ذَلِكَ البعض دون الكل، ثم ينصرفون فيعلمون غيرهم والطائفة في لسان العرب الواحد فما فوقه وكذَلِكَ الجهاد فرض عَلَى الكفاية لقول الله عز وجل {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ}[النساء/95]. إلى قوله {وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء/95].

ففضل المجاهد ولم يذم المتخلف والآيات في فرض الجهاد كثيرة جدًا, وترتيبها مع الآية التي ذكرنا عَلَى حسب ما وصفنا عند جماعة أهل العلم؛ فإن أظل العدو بلدة لزم الفرض حينئذ جميع أهلها وكل من قرب منها إن علم ضعفها عنه وأمكنه نصرتها لزمه فرض ذَلِكَ أَيْضًا " قال أبو عمر: ورد السلام عند أصحابنا من هَذَا الباب فرض عَلَى الكفاية لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

39 - «وإن رد السلام واحد من القوم أجزأ عنهم» وخالفهم العراقيون فجعلوه فرضًا معينًا عَلَى كل واحد من الجماعة إذا سلم عليهم وقد ذكرنا وجه القولين والحجة لمذهب الحجازيين في كتاب التمهيد لآثار الموطأ، والآية المبينة لرد السلام بإجماع هي قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}[النساء/86].

ومن هَذَا الباب أَيْضًا تكفين الموتى وغسلهم، والصلاة عليهم، ومواراتهم، والقيام بالشهادة عند الحكام فإن كان الشاهدان عدلين، ولا شاهد له غيرهما تعين الفرض عليهما، وصار من القسم الأول، ومن هَذَا الباب عند جماعة من أهل العلم، الأذان في الأمصار، وقيام رمضان، وأكثر الفقهاء يجعلون ذَلِكَ سنة وفضيلة، وقد ذكر قوم من العلماء في هَذَا الباب عيادة المريض، وتشميت العاطس قالوا: هَذَا كله فرض عَلَى الكفاية.

39 - وقال أهل الظاهر: بل ذَلِكَ كله فرض متعين واحتجوا بحديث.

40 - البراء بن عازب قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع، أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي، وتشميت العاطس، ونصر المظلوم وإبرار القسم» الحديث وقد ذكرنا هَذِهِ السبع وغيرها عَلَى اختلاف أحكامها عند العلماء في كتاب التمهيد وخالفهم جمهور العلماء فقالوا: ليس تشميت العاطس من هَذَا الباب وكذَلِكَ عيادة المريض، وإنما ذَلِكَ ندب وفضيلة وحسن أدب أمر به للتحاب والألفة ولا حرج عَلَى من قصر عنه إلا إِنَّهُ مقصر عن حظ نفسه في اتباع السنة وأدبها.

شرح الشيخ:

بركة, قف عَلَى هَذَا, كلام عظيم كلام ابن عبد البر يحتاج إعادة إن شاء الله ( ...24:24) قَالَ أبو عمر يوم الحادي عشر إن شاء الله نشوف التفصيل فيه.

والخلاصة: أن العمل نوعان:

منه ما لا يسع المكلف جهله هَذَا فرض عين, هُوَ الَّذِي يقيم دينه, يعلم عنى الشَّهَادَة, معنى الشهادتين شهادة ألا إله إِلَّا الله وأن محمد رسول الله, ويعتقد بقلبه ويعلم كيف يؤدي الطهارة, وَالصَّلَاة, ويؤدي الصيام, ويؤدي الحج إِذَا وجب عَلَيْه, وما زاد عَلَى ذَلِكَ فرض كفاية عَلَى الأمة إِذَا قام به البعض سقط عن الباقين, والأفراد مستحب في حقهم.

وفق الله الجميع لطاعته وسبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد