شعار الموقع

شرح كتاب جامع بيان العلم وفضله_3

00:00
00:00
تحميل
120

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وآله وصحبه أجمعين، اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

القارئ:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين:

قال الأديب أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد الأشيري: قَالَ: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن موهب الجذامي، قَالَ: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الحافظ قال: الحمد لله المبتدئ بالنعم، بارئ النسم، ومنشر الرمم، ورازق الأمم الذي علمنا ما لم نكن نعلم، وصلى الله عَلَى سيدنا محمد خاتم النبيين، وَعَلَى آله الطيبين، والحمد لله رب العالمين، أَمَّا بعد، فإنك سألتني رحمك الله عن معنى العلم، وفضل طلبه، وحمد السعى فيه، والعناية به، وعن تثبيت الحجاج بالعلم.

شرح الشيخ:

هَذَا كتاب "جامع بيان العلم وفضله " لابن عبد البر رحمه الله، وَهَذَا فيه دليل عَلَى أَنَّهُ كتب هَذَا الكتاب جواب عن سؤال قَالَ: (أَمَّا بعد) أجاب السائل.

القارئ:

أَمَّا بعد، فإنك سألتني رحمك الله عن معنى العلم، وفضل طلبه، وحمد السعي فيه، والعناية به، وعن تثبيت الحجاج بالعلم، وتبيين فساد القول في دين الله بغير فهم وتحريم الحكم بغير حجة، وما الذي أجيز من الاحتجاج والجدل؟ وما الذي كره منه؟ وما الذي ذم من الرأي؟ وما حمد منه؟ وما جوز من التقليد وما ذم منه؟

ورغبت أن أقدم لك قبل هَذَا من آداب التعلم وما يلزم العالم والمتعلم التخلق به، والمواظبة عليه، وكيف وجه الطلب، وما حمد ومدح منه من الاجتهاد والنصب إلى سائر أنواع التعلم وفضل ذَلِكَ، وتلخيصه بابًا بابًا مما روي عن سلف هَذِهِ الأمة رضي الله عنهم أجمعين لتتبع هديهم، وتسلك سبيلهم، وتعرف ما اعتمدوا عليه من ذَلِكَ مجتمعين أو مختلفين في المعنى منه، فأجبتك إلى ما رغبت، وسارعت فيما طلبت رجاء عظيم الثواب، وطمعًا في الزلفى يوم المآب، ولما أخذه الله تعالى عَلَى المسئول العالم بما سُئِلَ  عنه من بيان ما طلب منه، وترك الكتمان لما علمه، قَالَ الله تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ }[آل عمران/187].

وقال صلى الله عليه وسلم «من سُئِلَ  عن علم فكتمه جاء يَوْم الْقِيامَة ملجما بلجام من نار».

1- قرأت عَلَى عبد الوارث بن سفيان، أن قاسم بن أصبغ، حدثهم قال: حدثنا بكر بن حماد قال: حدثنا مسدد, قَالَ: حدثنا عبد الوارث، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «من سُئِلَ عن علم علمه فكتمه جاء يَوْم الْقِيامَة عَلَيْه لجام من نار» قال أبو عمر: " الرجل الذي يرويه عن عطاء يقولون: إنه الحجاج بن أرطاة وليس عندي كذَلِكَ والله أعلم، والحجاج بن أرطاة مشهور أَيْضًا بالتدليس عندهم ".

2 - حدثنا أبو عثمان سعيد بن نصر, قَالَ: حدثنا قاسم بن أصبغ, قَالَ: حدثنا محمد بن أبي العوام, قَالَ: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سُئِلَ  عن علم يعلمه فكتمه» فذكر نحوه.

3 - ورواه حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم، عن عطاء، لم يقل: عن رجل، أخبرنا عبد الله بن محمد قَالَ: حدثنا محمد بن بكر, قَالَ: حدثنا أبو داود, قَالَ: حدثنا موسى بن إسماعيل, قَالَ: حدثنا حماد قال: حدثنا علي بن الحكم، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سُئِلَ  عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يَوْم الْقِيامَة».

4 - وكذَلِكَ رواه عمارة الصيدلاني، عن علي بن الحكم، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل حفظ علمًا فسئل عنه فكتمه إلا جاء يَوْم الْقِيامَة ملجمًا بلجام من نار».

5- حدثنا سعيد بن نصر, قَالَ: حدثنا قاسم بن أصبغ, قَالَ: حدثنا محمد بن وضاح, قَالَ: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة, قَالَ: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا عمارة بن زاذان قال: حدثنا علي بن الحكم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.

6 - ورواه ليث بن أبي سليم، عن عطاء، حدثنا خلف بن جعفر، قَالَ: حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن خريم بن مروان العقيلي قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون قال: حدثنا ليث بن أبي سليم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كتم علمًا عنده»، فذكر معناه ورواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أَيْضًا عبد الله بن عمرو بن العاص كما رواه أبو هريرة .

شرح الشيخ:

ليث بن أبي سليم ضعيف لكن الحديث له طرق.

القارئ:

7 - حدثنا عبد الرحمن بن يحيى, قَالَ: حدثنا علي بن محمد بن مسرور, قَالَ: حدثنا أحمد بن داود، قَالَ: حدثنا سحنون بن سعيد, قَالَ: حدثنا ابن وهب, قَالَ: حدثني عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كتم علمًا ألجمه الله يَوْم الْقِيامَة بلجام من نار».

8 - وهَذَا الحديث رواه عبد الله بن المبارك، عن عبد الله بن وهب بإسناده هَذَا مثله وهَذَا يخرج في رواية النظير عن النظير، والصغير عن الكبير. حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن، قَالَ: حدثنا قاسم بن أصبغ، قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل، قَالَ: حدثنا نعيم بن حماد، قَالَ: حدثنا ابن المبارك، قَالَ: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كتم علمًا»، فذكره

9 - ورواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن مسعود من حديث سوار بن مصعب، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كتم علمًا ينتفع به جاء يَوْم الْقِيامَة ملجمًا بلجام من نار».

10 - حدثنا محمد بن إبراهيم، قَالَ: حدثنا أحمد بن مطرف قال: أنا سعيد بن عثمان، وسعيد بن خمير قال: أنا يونس بن عبد الأعَلَى قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: قال الحسن: " دخلنا فاغتممنا وخرجنا فلم نزدد إلا غمًا: اللهم إليك نشكو هَذَا الغثاء الذي كنا نحدث عنه، إن أجبناهم لم يفقهوا وإن سكتنا عنهم وكلناهم إلى عي شديد، والله لولا ما أخذ الله عَلَى العلماء في علمهم ما أنبأناهم بشيء أبدًا ".

11 - وأخبرنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان, قَالَ: أخبرنا قاسم بن أصبغ, قَالَ: حدثنا أحمد بن زهير, قَالَ: أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قَالَ: أخبرنا جويرية بن أسماء، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، أنه كان يقول: " لولا آيتان في كتاب الله عز وجل ما حدثتكم شيئًا، إن الله تعالى يَقُول: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى}[البقرة/159] . هَذِهِ الآية والتي تليها ثُمَّ قال: إن النَّاس يقولون: أكثر أبو هريرة "، وذكر الحديث.

12 - حدثنا قاسم بن محمد، قَالَ: حدثنا خالد بن سعد قال: حدثنا أحمد بن عمرو قَالَ: أخبرنا محمد بن سنجر قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثني سليمان بن بلال, قَالَ: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن يزيد بن هرمز قال: كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن خمس خلال، فقال ابن عباس: " إن الناس يقولون: إن ابن عباس يكاتب الحرورية ولولا أني أخاف أن أكتم علمًا ما كتبت إليه وذكر الحديث.

شرح الشيخ:

هَذَا فيه الوعيد الشديد عَلَى من كتم العلم وأَنَّهُ يجب بذل العلم وليس للإنسان أن يكتمه, خصوصًا إِذَا كان في أمس الحاجة إليه أو سأل, فَإِنَّهُ يجب عَلَيْه أن يجيب السائل عند سؤاله وكذلك يجب أن يبين عند الحاجة, وكذلك عند إجابة السائل, وَهَذَا إِذَا كان عنده علم وهُوَ متحقق منه, أَمَّا إِذَا كان عنده شك فلا, ليس له أن يفتي إِلَّا بعلم.

القارئ:

13 - وقالت الحكماء: من كتم علمًا فكأنه جاهله، وقد جمع أقوام في مثل ما سئلنا عنه وذكرناه في كتابنا هَذَا أبوابًا لو رأيتها كافية دللت عَلَيْهَا, ولكني رأيت كل واحد منهم جمع ما حضره وحفظه وما خشي التفلت عليه وأحب أن ينظر المسترشد إليه, ولو أغفل العلماء جمع الأخبار وتمييز الآثار وتركوا ضم كل نوع إِلَى بابه وكل شكل من العلم إِلَى شكله؛ لبطلت الحكمة وضاع العلم ودرس وإن كان لعمري قد درس منه الكثير لعدم العناية وقلة الرعاية والاشتغال بالدنيا، والكلب عليها، ولكن الله عز وجل يبقي لهَذَا العلم قومًا وإن قلوا يحفظون عَلَى الأمة أصوله ويميزون فروعه فضلاً من الله ونعمة، ولا يزال الناس بخير ما بقي الأول حَتَّى يتعلم منه الآخر.

14 - فإن ذهاب العلم بذهاب العلماء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسترى هَذَا المعنى وشبهه في كتابنا هَذَا إن شاء الله بحوله وقوته فالحول والقوة لله وهو حسبي ونعم الوكيل.

باب قوله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة عَلَى كل مسلم».

شرح الشيخ:

هَذَا كتاب عظيم في بيان العلم والحث عَلَى طلب العلم والتحذير من كتمان العلم, وهُوَ كتاب فيه ترغيب وحث, فيه أَيْضًا تهييج لأهل العلم, لكن لَابُدَّ فيه من الإخلاص وصدق النية, وَلَابُدَّ فيه من العناية والمتابعة للدروس العلمية, وتقييد الفوائد.

وفق الله الجميع وصلى الله وسلم عَلَى نَبِيّنَا محمد.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد