بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:...
القارئ:
قال المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى:
95 - حدثنا أحمد بن فتح، قال: حدثنا الحسن بن رُشيق، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا يحيى بن صالح الأيلي، عن إسماعيل بن أمية، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة».
شرح الشيخ:
الشيخ: تخريجه, إيش قال عليه في التخريج؟.
الطالب: الطبعة اللي عندي ما فيها تخريج.
الشيخ: ينبغي أن يكون الطبعة اللي فيها تخريج أحسن.
الطالب: إسناده ضعيف, يحي بن صالح الأيلي قال العقيلي عن إسماعيل بن امية عن عطاء أحاديث مناكير أخشى أن تكون منقلبة, هو بعمر بن قيس أشبه, وقال الذهبي في "الميزان": روى عنه يحي بن بكير مناكير وعد هذا منها وله شاهدان:
الأول: من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ قال: أخرجه ابن عدي في الكامل ثُمَّ البيهقي من طريقه ابن السُني وأبو نعيم في كتابيهما "رياضة المتعلمين", كلهم من رواية عمرو بن الحُصين قال: حدثنا بن علاثة, قال: حدثنا خصيف عن مجاهد عنه وفي آخره زيادة «الله أعلم ما بين كل درجتين» قلت: هذا إسنادٌ واهن عمرو بن الحُصين هو العقيلي البصري في الجزري متروك الحديث, وشيخه هو محمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي, قال الحافظ: صدوق يخطئ وخصيف هو ابن عبد الرحمن الجزري ، صدوق سيء الحفظ، اختلط بآخره.
وأخرجه ابن عدي من طريق عبد الله بن محرر، عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا بزيادة :«ما بين كل درجتين مسيرة مائة عام، حضر الفرس السريع».
وقال: وهذا بهذا الإسناد منكر ، لا أعلم يرويه عن الزهري إلا أن محرر، ومحمد بن عبد الملك وجميعًا ضعيفان.
الثاني: حديث عبد الرحمن بن عوف رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ, أخرجه أبو يعلى في مسنده قال: حدثنا موسى بن محمد بن حيان, قال: حدثني محمد بن عمر بن عبد الله بالرومي قال: سمعت الخليل بن مرة يحدث عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوفٍ عن أبيه به وعنده: «ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض» وليس عنده لفظ «المؤمن».
قال الهيثمي في المجمع: رواه أبو يعلى، وفيه الخليل بن مرة ، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: لم أر حديثًا منكراً، وهو من جملة من يكتب حديثه، وليس هو بمتروك.
وجملة القول: أن الحديث لا يصح به وجهٍ والله أعلم.
الشيخ: مَنْ المحقق؟.
الطالب: أبو الأشبال الزُهيري.
الشيخ: أعد المتن؟.
الطالب: حدثنا أحمد بن فتح، قال: حدثنا الحسن بن رُشيق، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا يحيى بن صالح الأيلي، عن إسماعيل بن أمية، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة».
الشيخ: بهذا الحديث ضعيف, لكن لاشك أن المؤمن فضله لاشك أنه يفضل والنصوص دلت على فضله, قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر/28], وفي الحديث: «المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» لكن هذا الحديث كونه«سبعين درجة» ضعيف هذا لا يصح, لكن المؤمن له فضل من النصوص الأخرى لكن تحديده بِأَنَّهُ سبعين هذا ضعيف.
القارئ:
96 – قال: وحدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن وضاح، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن قيس الملائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل العلم خير من فضل العبادة ومَلاك الدين الورع».
شرح الشيخ:
ومِلاك.
الطالب: ضبطها بالفتح.
الشيخ: إيش قال عليه, تخريجه؟.
الطالب: قال: إسناده ضعيف والحديث صحيح ورجال إسناده ثقات لولا الإعضال بين عمرو بن قيس المُلائي والنبي r, وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف, قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان به, وهو في جزء ابن وضاح من رواية ابن عبد البر عن سعيد بن نصرٍ به وللحديث شواهد «فضل العلم خير من فضل العبادة ومَلاك الدين الورع».
الشيخ: يعني هذا له شواهد, لاشك أن فضل العلم أكثر من فضل العبادة.
الطالب: الشواهد أقرأها؟.
الشيخ: ما شواهده؟.
الطالب: أولًا حديث حذيفة بن اليمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَما أخرجه البزار في مسنده, وأبو نُعيم في "الحلية", والحاكم في "المستدرك", وابن عدي في "الكامل", وعنه ابن الجوزي في "العلل", جميعًا من طريق عباد بن يعقوب الروجاني الأسدي, قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن مطرف بن عبد الله بن شخير عنهم مرفوعًا به, قال البزار: لا نعلمه مرفوعًا إلا عن حذيفة من هذا الوجه, وسكت عنه الحاكم وتبعه الذهبي, وقال أبو نعيم: لم يروه متصلًا عن الأعمش إلا عبد الله بن عبد القدوس, ورواه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن مطرف عن النبي r من دون حذيفة, ورواه قتادة وحُميد بن هلال عن مطرف من قوله.
الشيخ: الشاهد الثاني؟.
الطالب: فقط واحد.
الشيخ: على كل حال فضل العلم له أدلة.
القارئ:
97 – قال: حدثني خلف بن القاسم، قال: حدثنا علي بن أحمد بن سعيد بن زكير، قال: حدثنا علي بن يعقوب، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن أبي المدور قال: أخبرنا حبيب بن إبراهيم، قال: حدثنا شبل بن عباد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يبعث الله العالم والعابد، فيقال للعابد: ادخل الجنة, ويقال للعالم: اشفع للناس كما أحسنت أدبهم» قال شبل: يعني تعليمهم.
98 - وروي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمت الغبطة، ونعمت الهدية كلمة حكمة تسمعها فتنطوي عليها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم تعلمه إياها تعدل عبادة سنة».
شرح الشيخ:
الشيخ: تخريجه؟.
الطالب: قال: ضعيفٌ جدًا أخرجه متصلًا الطبراني في الكبير.
الشيخ: كل الأحاديث التي يسوقها في الباب كلها ضعيفة لكن هذا الذي وجد في الباب, ولعلها لها شواهد, أعد المتن.
الطالب: «نعمت الغبطة، ونعمت الهدية كلمة حكمة تسمعها فتنطوي عليها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم تعلمه إياها تعدل عبادة سنة».
القارئ:
99 – قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثني أبي قال: حدثنا بكر بن خنيس، عن ضرار بن عمرو، عن قتادة قال: «باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول».
100 – قال: وحدثني خلف بن القاسم، قال: حدثنا ابن السكن، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هارون الربعي بالبصرة قال: حدثني صهيب بن محمد بن عباد، قال: حدثنا بشر بن إبراهيم، قال: حدثنا خليفة بن سليمان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العلم خير من العبادة ومَلاك الدين الورع».
101 – قال: وأخبرنا خلف بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن خالد ح وحدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا الحسن بن رُشيق، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي قالا: قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: أنا معلى بن مهدي قال: حدثنا سوار بن مصعب، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل العلم أفضل من العبادة ومَلاك الدين الورع».
شرح الشيخ:
الليث بن سليم هو ضعيف, إيش قال عليه؟.
الطالب: قال: إسناده ضعيف جدًا, قال: فيه سوار بن مصعب هو الهمداني الكوفي أبو عبد الله الأعمى المؤذن, قال ابن معين: ليس بشيء, وقال البخاري: منكر الحديث, وقال النسائي: متروك, وقال أبو داود: ليس بثقة, وثَم علةٌ أخرى: ليث, هو ابن أبي سُليم وهو ضعيف أيضًا.
القارئ:
102 – قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا الحجاج، قال: حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت حميد بن هلال قال: سمعت مطرفًا يقول: «فضل العلم خير من فضل العمل وخير دينكم الورع» ورواه قتادة، وغيلان بن جرير، عن مطرف مثله بمعناه.
103 – قال: أخبرنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا سعيد بن أحمد الفهري قال: حدثنا عبد الله بن أبي مريم، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي قال: حدثنا صدقة بن عبد الله، عن زيد بن واقد، عن حرام بن حكيم، عن عمه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه، قليل سائلوه، كثير معطوه العمل فيه خير من العلم وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه قليل معطوه كثير سائلوه، العلم فيه خير من العمل».
104 – قال: وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا أبو سلمة التبوذكي، قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا قتادة، أن مطرفًا يعني ابن الشخير، قال: «فضل العلم أفضل من فضل العبادة وخير دينكم الورع».
105 – قال: وحدثني عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: وحدثني موسى بن إسماعيل قال: حدثني أبو هلال الراسبي، عن قتادة, قال: قال مطرف: «فضل العلم أعجب إليّ من فضل العبادة».
106 – قال: أخبرنا خلف بن سعيد، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: «حظ من علم أحب إليّ من حظ من عبادة، ولأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أُبتلى فأصبر، ونظرت في الخير الذي لا شر فيه فلم أر مثل المعافاة والشكر».
107 - وقال قتادة، قال ابن عباس: «تذاكر العلم بعض ليلة أحب إليّ من إحيائها».
108 – قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد، وعُبيد بن محمد قالا: أخبرنا الحسن بن سلمة قال: حدثنا عبد الله بن الجارود، قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال: قلت لأحمد بن حنبل: قوله «تذاكر العلم بعض ليلة أحب إليّ من إحيائها» أي علم أراد؟ قال: "هو العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم، قلت: في الوضوء، والصلاة، والصوم، والحج، والطلاق ونحو هذا؟ قال: نعم" قال إسحاق بن منصور: وقال إسحاق بن راهويه: هو كما قال أحمد.
109 - وروى يزيد بن هارون، عن يزيد بن عياض، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، أنه قال: «لأن أجلس ساعة فأفقه في ديني أحب إليّ من أن أحيي ليلة إلى الصباح».
110 - وروى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: «ما عُبد الله بمثل الفقه».
111 – قال: أخبرني خلف بن القاسم، قال: حدثنا ابن أبي الخصيب، قال: حدثنا أبو عقيل أنس بن سلم بن الحسن بن سلم، قال: حدثنا المزداد بن جميل قال: سمعت رجلًا يسأل المعافى بن عمران، فقال: يا أبا عمران أيهما أحب إليك أقوم أصلي الليل كله أو أكتب الحديث؟ فقال: «حديثٌ تكتبه أحب إليّ من قيامك من أول الليل إلى آخره».
112 - وروى عيسى بن سعيد المقرئ، شيخنا رحمه الله، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ببغداد، قال: حدثنا أبو هشام الحمصي, قال: حدثنا مزداد بن جميل قال: "سأل عمرو بن إسماعيل وهو رجل من أهل الحديث المعافى بن عمران أي شيء أحب إليك أصلي أو أكتب الحديث؟ فقال: كتابة حديث واحد أحب إليّ من صلاة ليلة".
113 - وروى أبو قطن، عن أبي حرة، عن الحسن: «العالم خير من الزاهد في الدنيا المجتهد في العبادة».
114 – قال: حدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا سعيد بن عثمان بن السكن، قال: حدثنا أحمد بن عيسى الخواص ببغداد، قال: حدثنا عباس الترقفي، قال: حدثنا عبد الله بن غالب العباداني، قال: حدثنا خلف بن أعين، عن عبد الله بن زياد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن تغدو فتتعلم بابًا من العلم خير لك من أن تصلي مئة ركعة».
115 – قال: أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا الحجاج بن نُصير، قال: حدثنا هلال بن عبد الرحمن الحنفي، عن عطاء بن أبي ميمونة مولى أنس بن مالك رضي الله عنه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وأبي ذر قالا: «بابٌ من العلم تتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوع، وباب من العلم تعلمه عمل به أو لم يعمل به أحب إلينا من مائة ركعة تطوع» وقالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا جاء الموت طالب العلم وهو على تلك الحال مات شهيدًا».
شرح الشيخ:
الشيخ: تكلم عليه؟.
الطالب: قال: إسناده ضعيفٌ جدًا.
الشيخ: على كل حال: الأحاديث كلها ضعيفة لكن فضل العلم يُغني عن هذه الأحاديث التي مرت, الأحاديث الصحيحة في فضل العلم «وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وَإِنَّمَا ورثوا العلم» والآيات: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}[الزمر/9] وغيرها من الأحاديث الصحيحة: «لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آية خيرٌ له من ناقته» إلى آخره, «وطالب العلم يستغفر له مَنْ في البر ومَن في البحر والحيتان في البحر» إلى آخر الأحاديث الصحية فيها غُنية عن هذا, هذا الأحاديث كلها ضعيفة لكن تكون من الشواهد ولعل يكون لها شواهد تتقوى بها.
قف على هذا, وفق الله الجميع لطاعته.