بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمدٍ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:...
القارئ:
قال المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى:
116 - وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن فطيس، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا ابن وهب قال: "كنت عند مالك بن أنس فجاءت صلاة الظهر أو العصر وأنا أقرأ عليه وأنظر في العلم بين يديه فجمعت كتبي وقمت لأركع فقال لي مالك: ما هذا؟ قلت: أقوم للصلاة قال: إن هذا لعجب فما الذي قمت إليه بأفضل من الذي كنت فيه إذا صحت النية فيه".
شرح الشيخ:
يعني: كان يريد أن يتنفل, يصلي نافلة, قال: أنت الآن تطلب العلم وتريد تتنفل العلم أفضل, يقول: "ليس هذا بأفضل من هذا" لأن هذا نفعٌ متعدي وهذا نفعٌ قاصر, قول مال يعني: خليك تبقى في العلم وَأَمَّا الصلاة النافلة هذه نفعها قاصر.
القارئ:
117 - وحدثني قاسم بن محمد أبو محمد، قال: حدثنا خالد بن سعد، قال: حدثنا محمد بن فطيس، فذكر بإسناده مثله.
شرح الشيخ:
الشيخ: إيش قال عليه؟.
الطالب: قال: إسناده صحيح ورجاله ثقات, وخالد بن سعد هو أبو القاسم القرطبي الإمام الحافظ الثقة.
القارئ:
118 – قال: وأخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن مالك، قال: حدثنا علي بن محمد بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: "طلب العلم أفضل من الصلاة النافلة".
119 – قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هشام، قال: حدثنا علي بن عمر، قال: حدثنا الحسن بن سعيد العسكري، قال: حدثنا ابن منيع، قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا يحيى بن يمان أو وكيع قال: سمعت سفيان الثوري يقول: "ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت النية".
شرح الشيخ:
الشيخ: تكلم عليه؟.
الطالب: قال: "طلب العلم أفضل من الصلاة النافلة" عند الشافعي, وسفيان قال: "ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت النية".
الشافعي قال: إسناده صحيح ورجاله ثقات, ويحي بن مالك هو ابن عائد بن كيسان من أهل طُرطوشة يُكنى: أبا زكريا, ومحمد بن يوسف هو الفريابي الثقة الحافظ, وأثر سفيان قال: إسناده حسن, علي بن عمر هو الإيديجي والعسكري هو: الحسن بن عبد الله بن سعيد الإمام المحدث صاحب التصانيف, وشيخه: أبو القاسم البغوي عبد الله بن محمد ونُسب لجده لأمه أحمد بن منيع لكثرة ملازمته إياه, وشك سُريج في شيخه أهو وكيع أو يحي بن يمان لا يضر في حُسن إسناده إذا كان من حديث ابن يمان فَإِنَّهُ صدوقٌ يخطئ, وإن كان من حديث وكيع فإسناده صحيح والله تعالى أعلم.
القارئ:
قال الشافعي: "طلب العلم أفضل من الصلاة النافلة", وقال سفيان: "ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت النية".
120 - حدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا ابن شعبان، قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان، قال: حدثنا أحمد بن عمرو، قال: حدثنا نُعيم بن حماد، قال: حدثنا وكيع قال: سمعت سفيان الثوري يقول: "لا أعلم من العبادة شيئًا أفضل من أن يعلم الناس العلم".
121 - حدثنا خلف بن أبي جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن الحسن الكلابي، قال: حدثنا أحمد بن عمير، قال: حدثنا محمد بن الوزير، قال: حدثنا الوليد يعني ابن مسلم، قال: حدثنا أبو سعد روح بن جناح، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد".
شرح الشيخ:
الشيخ: إيش قال عليه؟.
الطالب: قال: إسناده موضوع, خلف بن أبي جعفر هو خلف بن أحمد القرطبي أبو القاسم المعروف بابن أبي جعفر, قال ابن الفرضي في "تاريخ علماء الأندلس": حدث وكتبت عنه ولم يكن ممن يفهم وكان شيخًا كثير الملق.
الشيخ: هذا صحيح الفقيه شديد على الشيطان؛ لأن الشيطان لا يستطيع أن يضل الفقيه, ولأن الفقيه يعلم الناس, بخلاف العابد فَإِنَّهُ قد يضل ويذل.
القارئ:
122 – قال: وأخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا علي بن بحر بن بري، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي سعد روح بن جُناح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فقيه واحد أشد - أراه قال - على إبليس من ألف عابد».
شرح الشيخ:
الشيخ: عن مَنْ؟.
الطالب: عن ابن عباس مرفوعًا, قال: والصواب أنه روح بن جُناح لا مروان وهما أخوان, وَلَقَدْ كناه هشام بن عمار بأبي سعيد ويغلب على ظني أنه أبو سعد وهي كُنية روح ولم أجد في شيءٍ من كتب الرجال من ذكر كنية لمروان بن جُناح, والله تعالى أعلم, ولعل ذكر مروان هنا خطأ من هشام بن عمار فقد رواه عند ابن ماجة عن روح بن جُناح وهو المعروف, ثُمَّ إني لم أجد رواية هشام بن عمار عن مروان إلا عند المصنف وبحثت عنها في المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي رواية الحسن بن محمد الفسوي فلم أجدها والله أعلم, وانظر سابقه ولاحقه.
الشيخ: تكلم عن سنده؟.
الطالب: يقول: انظر سابقه؛ يعني: كما قبل.
الشيخ: هو مرفوع.
الطالب: هنا مرفوع أيضًا رفعه هنا, مرفوع كذلك.
القارئ:
كذا قالا عن الوليد بن مسلم، عن أبي سعد روح بن جناح وخالفهما هشام بن عمار، فقال مروان بن جناح.
123 – قال: أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا مروان بن جناح أبو سعيد، عن مجاهد، أنه سمع ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد».
124 – قال: وقرأت على خلف بن القاسم، أن سعيد بن السكن حدثهم قال: حدثنا الحسين بن الحسن أبو علي البزاز ببخارى، قال: حدثنا عبيد بن واصل البيكندي قال: حدثنا الحسن بن الحارث البيكندي، قال: حدثنا عثمان بن مخارق الكوفي، وأثنى عليه خيرًا، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه قال: «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد».
125 - وروى يزيد بن هارون، عن يزيد بن عياض عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه وما عُبد الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد».
شرح الشيخ:
الشيخ: أبو هريرة؟.
الطالب: عن النبي مرفوع, قال: إسناده موضوع.
القارئ:
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه وما عُبد الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد».
126 - وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لموت ألف عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت العاقل البصير بحلال الله وحرامه».
شرح الشيخ:
الطالب: قال: إسناده ضعيف.
الشيخ: فيه إيش؟.
الطالب: ما ذكر شيء.
القارئ:
127 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "إن الشياطين قالوا لإبليس: يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ما لا تفرح بموت العابد؟ فقال: انطلقوا فانطلقوا إلى عابد قائم يصلي فقالوا له: إنا نريد أن نسألك، فانصرف، فقال له إبليس: هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقال: لا، فقال: أترونه؟ كفر في ساعة، ثم جاء إلى عالم في حلقة يضاحك أصحابه ويحدثهم، فقال: إنا نريد أن نسألك، فقال: سل، فقال: هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ قال: نعم, قال: وكيف؟ قال: يقول لذلك إذا أراد: كن فيكون، قال إبليس: أترون ذلك؟ لا يعدو نفسه وهذا يفسد عليّ عالمًا كثيرًا".
شرح الشيخ:
الشيخ: كذا لا يعدو نفسه؟.
الطالب: لا يؤثر على غيره.
الشيخ: (... 11:28) تخريجه؟.
الطالب: قال: إسناده ضعيف.
القارئ:
128 - وقال عبد الله بن وهب صاحب مالك: "وكان أول أمري في العبادة قبل طلب العلم فولع بي الشيطان في ذكر عيسى ابن مريم كيف خلقه الله عز وجل؟ ونحو هذا، فشكوت ذلك إلى شيخ، فقال لي: ابن وهب, قلت: نعم, قال: اطلب العلم فكان سبب طلبي للعلم".
شرح الشيخ:
يعني: الشبهة أوصلت له, الشيطان في داخله, فلما طلب العلم زالت عنه الشبهة (... 12:28) ومنذ طلب العلم زالت عنه الشبهة.
القارئ:
129 – قال: ومن حديث ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بين العالم والعابد مئة درجة بين كل درجتين حضر الجواد المضمر سبعين سنة».
شرح الشيخ:
(... 13:04) يعني: سرعة السبعين جواد الفرس المضمر؛ مضَمر يعني: حتى يكون سريع العدو, الخيل المضمرة هي: يؤتى بالخيل وتُحبس مدة أربعين يومًا وتُعلف علف خاص ويوضع عليها الجِلال حتى تعرق وتضمر وتكون قوية فتخرج بعد ذلك قوية سريعة؛ يعني: هذا الجواد المضمر يمشي مسافة مئة عام لا يقطعها, لاشك أن العالم الذي يعمل بالعلم لاشك له مزية وأنه من الصديقين لكن كونه هذه المسافة يحتاج إلى,, ماذا قال عليه في تخريجه؟.
الطالب: قال: ضعيف, ثُمَّ قال: ومن دون ابن عون لا يحتج به، قال: ضعيف, وقول المصنف: ومن دون ابن عون لا يحتج به، هو تصريحٌ منه بعدم صحة الحديث, وعزاه السيوطي في الجامع إلى مسند الفردوس وأشار إليه بالضعف, وتبعه على التضعيف فضيلة الشيخ/ ناصر الدَّين الألباني وهو في مسند الفردوس بلفظ: «بين المجاهد والقاعد مئة درجة» فذكره, وله إسنادٌ آخر عن أبي هريرة مرفوعًا أخرجه أبو يعلى في مسنده, وعنه ابن عدي في الكامل من طريق عبد الله بن محرر عن الزهري, عن أبي سلمة عنه بنحوه وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًا, عبد الله بن محرر ضعيفٌ جدًا.
وقال النسائي: وعمرو بن علي متروك الحديث, وقال يحي بن معين: ليس بثقة, وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرو أخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب", قال العراقي: وسنده ضعيف, قلت: فيه خارجة بن مصعب وهو ضعيف, وشاهدٌ آخر من حديث عبد الرحمن بن عوف أخرجه أبو يعلى بلفظ: «فُضل العالم على العابد سبعين درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض», وفيه الخليل بن مُرة قال البخاري: منكر الحديث, فالإسناد ضعيفٌ جدًا.
الشيخ: اللي قبله ما قال عليه؟.
الطالب: ما علق عليه.
القارئ:
130 - وقال أبو جعفر محمد بن علي بن حسين: "عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد" رواه أبو حمزة، عن محمد بن علي.
شرح الشيخ:
الشيخ: تخريجه؟.
الطالب: قال: أبو جعفر محمد بن علي بن حُسين هو أبو جعفر الباقري العلوي الفاطمي المدني ولد زين العابدين.
القارئ:
131 - وروى معاوية بن عمار، عن جعفر بن محمد أنه قال: "رواية الحديث وبثه في الناس أفضل من عبادة ألف عابد".
شرح الشيخ:
الشيخ: إيش قال عليه؟.
الطالب: ما تكلم عليه.
132 – قال: وحدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا أبو الفتح البخاري نصر بن المغيرة قال: قال سفيان بن عيينة، قال عمر بن عبد العزيز: "من عمل في غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح".
شرح الشيخ:
الشيخ: ماذا قال؟.
الطالب: رجاله ثقات.
القارئ:
باب قوله صلى الله عليه وسلم: «العلام والمتعلم شريكان».
شرح الشيخ:
وفق الله الجميع لطاعته, وصلى الله وسلم على نبينا محمد.