بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين؛ نبينا محمدٍ عليه افضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:...
القارئ:
قال المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى: باب ذكر حديث صفوان بن عسال في فضل العلم
162 - قرأت على أبي عثمان سعيد بن نصر، حدثكم قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا عارم بن الفضل، قال: حدثنا الصعق بن حزن، عن علي بن الحكم، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش قال: جاء رجل من مراد يقال له صفوان بن عسال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر قال: قلت: يا رسول الله، إني جئت أطلب العلم قال: «مرحبًا بطالب العلم، إن طالب العلم لتحف به الملائكة وتظلله بأجنحتها فيركب بعضها بعضا حتى تعلو إلى السماء الدنيا من حبهم لما يطلب فما جئت تطلب؟ قال: قلت: يا رسول الله، لا أزال أسافر بين مكة والمدينة فأفتني عن المسح على الخفين » وذكر الحديث
163 - وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن خليفة رحمه الله قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن الحسين البغدادي بمكة، قال: حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، قال: حدثنا علي بن سهل بن المغيرة البزار أبو الحسن، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال فقال: ما جاء بك؟ قال: قلت: طلب العلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يطلب».
164 - وحدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا بكر بن حماد، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال فذكر مثله بتمامه.
165 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس قال: أخبرنا أبو جعفر الرازي، قال: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال: ما جاء بك؟ قلت: ابتغاء العلم قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من خرج من بيته ابتغاء العلم وضعت الملائكة أجنحتها رضًا لما يصنع».
166 - حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش قال: غدوت على صفوان بن عسال المرادي، فقال: ما جاء بك؟ فقلت: ابتغاء العلم، فقال: ألا أبشرك؟ ورفع الحديث, قال أبو عمر: حديث صفوان بن عسال هذا وقفه قوم عن عاصم، ورفعه عنه آخرون وهو حديث صحيح حسن ثابت محفوظ مرفوع ومثله لا يقال بالرأي وممن وقفه سفيان بن عيينة.
167 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي، قال: حدثنا علي بن حرب الطائي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم بن أبي النجود، سمع زِرًا يقول: أتيت صفوان بن عسال المرادي، فقال: ما جاء بك؟ فقلت: ابتغاء العلم، فقال: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يطلب، قلت: حاك في نفسي مسح على الخفين, وذكر الحديث مرفوعا في المسح على الخفين».
168 - وذكره يونس بن عبد الأعلى، وأبو بكر بن أبي شيبة قالا: قال: حدثنا سفيان بن عيينة بإسناده مثله سواء ورواه عن عاصم جماعة منهم همام، وزيد بن أبي أنيسة، وأبو جعفر الرازي، قال أبو عمر: قد ظن قوم أن هذا الحديث لم يرفعه إلا حماد بن سلمة، وأبو جعفر الرازي وليس كما ظنوا.
شرح الشيخ:
الشيخ: تكلم عليه في الحاشية؟.
الطالب: قال: إسناده حسن, حديث صفوان, والحديث إسناده حسن والحديث إسناده صحيح.
بسم الله, والحمد لله, وَالصَّلَاة والسلام على رسول, نعم الحديث حسنٌ اُختلف في رفعه ووقفه, عاصم بن أبي النجود فيه كلام, وصاحب القراءات قال: هو في القراءة جيد لكن في الحديث فيه بَعْض الشيء, رواية الحديث عاصم بن أبي النجود, قراءة عاصم حفص عن عاصم هذا جيد في القراءة, ولكنه في الرواية, في رواية الحديث.
وهذا المؤلف ذكر أنه اُختلف في رفعه ووقفه منهم مَنْ رفعه ومنهم مَنْ وقفه, وعلى كل حال الحديث له شواهد, وفيه فضل طلب العلم «وأن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع» وهذا يدل على فضل طلب العلم, والملائكة هم عبادٌ مكرمون عند الله عز وجل, حينما يضعون أجنحتهم لطالب العلم هذا يدل على أن رضا العلم رضًا لله عز وجل, الملائكة توافق ربها, ففيه فضل طلب العلم, والأدلة في فضل طلب العلم كثيرة, «مَنْ سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة».
قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}[الزمر/9].
وهم أهل الخشية التامة, قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر/28] والمراد: أهل العلم العاملين بعلمهم المخلصين له.