شعار الموقع

شرح كتاب جامع بيان العلم وفضله_16

00:00
00:00
تحميل
116

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أما بعد:...

القارئ:

قال المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى: باب ذكر حديث أبي الدرداء في ذلك وما كان في مثل معناه.

169 – قال: قرأت على عبد الرحمن بن يحيى، وأحمد بن فتح، أن حمزة بن محمد، حدثهم إملاء بمصر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، قال: حدثنا علي بن أحمد بن المثنى، قال: حدثنا غسان بن الربيع، عن إسماعيل بن عياش، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن جميل بن قيس، أن رجلًا جاء من المدينة إلى أبي الدرداء، وهو بدمشق فسأله عن حديث فقال له أبو الدرداء: ما جاءت بك حاجة ولا جئت في طلب التجارة ولا جئت إلا في طلب الحديث؟ فقال الرجل: بلى، فقال له أبو الدرداء: أبشر؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبدٍ يخرج يطلب علما إلا وضعت له الملائكة أجنحتها وسُلك به طريق إلى الجنة وإنه ليستغفر للعالم مَن في السموات ومَن في الأرض حتى الحيتان في البحر، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ولكنهم ورثوا العلم فمَن أخذه أخذ بحظٍ وافر».

170 - قال حمزة: كذا قال إسماعيل بن عياش: في هذا الحديث جميل بن قيس، وقال محمد بن يزيد وغيره، عن عاصم بن رجاء، عن كثير بن قيس, قال: والقلب إلى ما قاله محمد بن يزيد أميل، قال حمزة: وقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، عن عبد السلام بن سُليم، عن يزيد بن سمرة، وغيره من أهل العلم، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه عن الأوزاعي بشر بن بكر قال حمزة: ولا أعلم أحدًا من أصحاب الأوزاعي حدث به، عن الأوزاعي غيره وهو حديث حسن غريب قال أبو عمر: أما قول حمزة: إن إسماعيل بن عياش يقول: في هذا الحديث جميل بن قيس فليس كما قال، وإنما رواه عن داود بن جميل لا عن جميل بن قيس، ومن قال: جميل بن قيس فقد جاء بواضح من الخطأ، وإنما هو داود بن جميل، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء هذا هو الصواب، وكذلك رواه كل من قوم إسناده، وجوده إسماعيل بن عياش وغيره.

شرح الشيخ:

بسم الله, والحمد لله, وَالصَّلَاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه.

أما بعد:...

هذا الحديث حديثٌ مشهور, وجاء في عدة أخبار: «أن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وَإِنَّمَا ورثوا العلم فمَن أخذه أخذ بحظٍ وافر», «وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع», «ومَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله به له طريقًا إلى الجنة».

كل هذه الأحاديث ثابتة, وهذا فيه فضل العلم, وفضل أهل العلم, ومن أهل العلم العاملين بالله بأسمائه وصفاته وأفعاله, وبدينه وشرعه, العلماء العاملون الذين يتوسمون خُطى النبي r, أما مَنْ تعلم العلم ولم يعمل به فهذا قد اتصف بصفات اليهود والعياذ بالله, ومغضوبٌ عليه, نسأل الله السلامة والعافية, وكذلك مَنْ تعبد على جهلِ وضلال هو من الضالين كالنصارى وأشباههم.

القارئ:

171 – قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ببغداد, قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الفسوي، قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس قال: جاء رجل من أهل المدينة إلى أبي الدرداء بدمشق يسأله عن حديث بلغه أنه يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو الدرداء: ما جاء بك أتجارة؟ قال: لا، قال: ولا جئت طالب حاجة؟ قال: لا, قال: وما جئت تطلب إلا هذا الحديث؟ قال: نعم: قال: فاشهد إن كنت صادقًا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل يخرج من بيته يطلب علمًا إلا وضعت الملائكة أجنحتها» وساق الحديث بنحو ما تقدم.

172 – قال: وأخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال: حدثنا إبراهيم بن بكر بن عمران، قال: حدثنا محمد بن الحسين الأزدي الموصلي، قال: حدثنا أحمد بن سهل قال: أخبرنا الحكم بن موسى قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس قال: أقبل رجل من أهل المدينة إلى أبي الدرداء، فقال أبو الدرداء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقًا إلى الجنة».

وذكر الحديث وهكذا إسناد هذا الحديث عند من يتقنه ويجوده، كذلك رواه عبد الله بن داود الخريبي، وإسماعيل بن عياش على ما ذكرنا، وحديث إسماعيل بن عياش، عن أهل الشام خاصة مستقيم، وعاصم بن رجاء بن حيوة هذا ثقة مشهور، روى عنه إسماعيل بن عياش والخريبي عبد الله بن داود، وأبو نعيم، وعبد الله بن يزيد بن الصلت وغيرهم من أهل الشام وأهل العراق، ويروي عاصم بن رجاء بن حيوة هذا عن أبيه، وعن مكحول، وعن محمد بن المنكدر، وأما داود بن جميل فمجهول ولا يُعرف هو ولا أبوه ولا نعلم أحدًا روى عنه غير عاصم بن رجاء، وأما كثير بن قيس فروى عن أبي الدرداء، وابن عمر وسمع منهما، وروى عنه داود بن جميل، والوليد بن مرة وليسا بالمشهورين وأما إسناد حديث حمزة ففاسد فيه إسقاط رجل وتصحيف اسم آخر.

173 – قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود قال: سمعت عاصم بن رجاء بن حيوة، يحدث عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس قال: كنت جالسًا مع أبي الدرداء، فجاءه رجل، فقال: يا أبا الدرداء، إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني عنك أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئت لحاجة, قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم فمَن أخذه أخذ بحظ وافر».

174 – قال: أخبرنا أبو بكر، وسيم بن أحمد بن محمد قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب بمصر إملاءً علينا منه، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن بهزاد، قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق بن دينار البصري سنة سبع وستين ومائتين، قال: قال: حدثنا عبد الله بن داود الخريبي، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس قال: كنت جالسًا مع أبي الدرداء فأتى رجل، فقال: يا أبا الدرداء جئتك من المدينة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما جئت لحاجة؟ قال: لا, قال: ولا لتجارة؟ قال: لا, قال: ولا جئت إلا لهذا؟ قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض وكل شيء حتى الحيتان في جوف الماء، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمَن أخذ به أخذ بحظ وافر».

175 – قال: وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن يونس الكديمي، قال: حدثنا عبد الله بن داود بن عامر، قال: حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة، قال: حدثنا داود بن جميل، عن كثير بن قيس قال: كنت مع أبي الدرداء بمسجد دمشق، فأتاه رجل فقال: يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما جاء بك حاجة غيره؟ ولا جئت لتجارة ولا جئت إلا فيه؟ قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن سلك طريق علم سهل الله له طريقًا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم وإن السموات والأرض لتستغفر له والحوت في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمَن أخذ به أخذ بحظ وافر».

176 – قال: وأخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ قالا: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة، عمن حدثه، عن كثير بن قيس قال: كنت عند أبي الدرداء بدمشق، فأقبل رجل من أهل المدينة فقال: جئتك في حديث بلغني عنك أنك تحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما جاء بك تجارة؟» قال: لا قال: «ولا طلب حاجة؟» قال: لا قال: «ولا جئت إلا في طلب هذا الحديث؟»، وذكر مثله.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد