بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:...
القارئ:
قال المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى:
177 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ببغداد، قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة، عمن حدثه، عن كثير بن قيس قال: كنت عند أبي الدرداء بدمشق، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإنه ليستغفر للعالم من في السموات والأرض حتى الحيتان في البحر وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظٍ وافر» وأما قول حمزة أيضًا: إنه لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر بن بكر فقد رواه عنه ابن المبارك على أني أقول: إن الأوزاعي لم يقمه وقد خلط فيه.
شرح الشيخ:
الشيخ: أعد؟.
الطالب: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ببغداد، قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة، عمن حدثه.
الشيخ: (عمن حدثه) فيه مجهول الآن.
الطالب: عمن حدثه، عن كثير بن قيس قال: كنت عند أبي الدرداء بدمشق، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإنه ليستغفر للعالم من في السموات والأرض حتى الحيتان في البحر وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظٍ وافر» وأما قول حمزة أيضًا: إنه لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر بن بكر فقد رواه عنه ابن المبارك على أني أقول: إن الأوزاعي لم يقمه وقد خلط فيه.
الشيخ: تكلم على السند؟.
الطالب: ما تكلم.
الشيخ: الحديث له أصل في النسخة الثانية.
الطالب: له أصل الحديث هذا؟.
الشيخ: نعم له شواهد كثيرة وهذا الطريق فيه مجهول لكن له طرق أخرى وبعض الجمل يشهد له ما في الصحيحين.
القارئ:
178 – قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا الحِماني، قال: حدثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن كثير بن قيس، عن يزيد بن سمرة، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ما تقدم.
شرح الشيخ:
وهذا كذلك من طريق أخرى.
القارئ:
179 - ومن حديث الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غدا لعلمٍ يتعلمه سهل الله له طريقًا إلى الجنة وفرشت له الملائكة أجنحتها وصلت عليه حيتان البحر وملائكة السماء».
شرح الشيخ:
معنى: «صلت عليه» يعني: دعت له, الحديث هذا حديثٌ عظيم فيه جملٌ عظيمة وَهَذِهِ الجمل لها شواهد المؤلف ساق طرق متعددة فيها, فيه دليل على فضل العلم, وتعلم العلم, وتعليمه لمَن خلصت نيته وأنه من أفضل القربات وأجل الطاعات, وأنه طريق من طرق الجنة, وما ذاك إلا لأن المتعلم يتبصر ويتفقه في شريعة الله وفي دين الله ليعبد ربه على بصيرة, ثُمَّ يدعو غيره ويُنقذ نفسه من الجهل ويخرج من الجهل ويُخرج غيره من الجهل.
القارئ:
قال: «وللعالم على العابد من الفضل كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، والعلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بالحظ الوافر وموت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تُسد، ونجم طمس وموت قبيلة أيسر من موت عالم».
180 – قال: أخبرني خلف بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن مطرف، قال: حدثنا أيوب بن سليمان ومحمد بن عمر بن لبابة قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم أبو زيد قال: قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن أبي حمزة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: «معلم الخير يستغفر له أو يشفع له كل شيء حتى الحوت في البحر».
181 - وأخبرنا محمد بن رُشيق، قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا علي بن أحمد بن سليمان، قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: أنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: «معلم الخير يصلي عليه دواب الأرض حتى الحوت في البحر».
182 – قال: حدثنا خلف بن القاسم الحافظ، قال: حدثنا أبو علي بن السكن الحافظ، قال: حدثنا حاتم بن محبوب الهروي، قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن خالد بن أبي يزيد، عن خالد بن عبد الأعلى، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علماء هذه الأمة رجلان: فرجل أعطاه الله علمًا فبذله للناس ولم يأخذ عليه صُفرًا ولم يشتر به ثمنًا أولئك يصلي عليهم طير السماء وحيتان البحر ودواب الأرض والكرام الكاتبون، ورجل آتاه الله علمًا فضن به عن عباده وأخذ به صُفرًا واشترى به ثمنًا».
شرح الشيخ:
«ضن به» يعني: بخل به ولم يبذله.
القارئ:
«فذلك يأتي يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار».
شرح الشيخ:
الشيخ: أعد السند؟.
الطالب: قال: حدثنا خلف بن القاسم الحافظ، قال: حدثنا أبو علي بن السكن الحافظ، قال: حدثنا حاتم بن محبوب الهروي، قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن خالد بن أبي يزيد، عن خالد بن عبد الأعلى، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علماء هذه الأمة رجلان: فرجل أعطاه الله علمًا فبذله للناس ولم يأخذ عليه صُفرًا ولم يشتر به ثمنًا أولئك يصلي عليهم طير السماء وحيتان البحر ودواب الأرض والكرام الكاتبون، ورجل آتاه الله علمًا فضن به عن عباده وأخذ به صُفرًا واشترى به ثمنًا فذلك يأتي يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار».
الشيخ: تكلم على سنده؟.
الطالب: قال: إسناده ضعيف, حاتم بن محبوب الهروي هو أبو يزيد الشامي, قال الذهبي في "العبر": كان ثقة, وخالد بن أبي يزيد هو أبو عبد الرحيم الحراني وثقه يحي بن معين, وقال أحمد وأبو حاتم: لا بأس به, وشيخه خالد بن عبد الأعلى لم أهتدي إلى ترجمته, والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباسٍ شيئًا.
الشيخ: لكن المعنى صحيح أن مَنْ بذل العلم لوجه الله فله ثوابٌ عظيم, ومَن اعتاض به ثمنًا وأرد الدنيا فليس له إلا الدنيا ولا حول ولا قوة إلا بالله, السند طويل عشرة رجال, سند طويل يحتاج إلى مراجعة الرجال وَقَدْ يكون فيها ضعف, هذا السند طويل.
القارئ:
183 – قال: وأخبرنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا الحسن بن رُشيق، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا سلمة بن رجاء، عن الوليد بن جميل، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير» قال أبو عمر: الصلاة ها هنا الدعاء والاستغفار، وهو بمعنى قول الملائكة تضع أجنحتها أي تدعو، والله أعلم.
شرح الشيخ:
الصلاة معناه: الدعاء, مثل قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}[التوبة/103] يعني: ادعُ لهم, وَالصَّلَاة معناها في اللغة: الدعاء, (يصلون عليهم) يعني: يدعون لهم.
باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لمستمع العلم وحافظه ومبلغه.
شرح الشيخ:
بارك الله لك.
