بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمدٍ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:...
القارئ:
قال المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى في تتمة باب: دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لمستمع العلم وحافظه ومبلغه.
196 - حدثنا أحمد بن قاسم، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا محمد بن عمر الواقدي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، فذكر بإسناده مثله ورواه القدامي وهو عبد الله بن محمد بن ربيعة الخراساني، عن مالك، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. والقدامي ضعيف وله عن مالك أشياء انفرد بها لم يتابع عليها
197 - أخبرناه محمد بن علي بن عمر، قال: حدثنا أحمد بن نصر بن طالب، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس، قال: حدثنا القدامي، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى، فقال: «نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، ثم أداها إلى من لم يسمعها فرُب حامل فقه لا فقه له، ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يُغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله والنصيحة لذوي الأمر ولزوم جماعة المسلمين؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم» ورواه أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنس.
198 - وجدت في أصل سماع أبي رحمه الله بخطه أن محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال حدثهم، قال: حدثنا سعيد بن عثمان، قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا معان بن رفاعة قال: حدثني عبد الوهاب بن بخت قال: حدثني أنس بن مالك, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها غيره فرُب حامل فقه غير فقيه، ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يُغل عليهن صدر مؤمن: إخلاص العمل لله, ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم».
شرح الشيخ:
يعني: لا يُخفيها الإنسان ولا يتركها «إخلاص العمل لله, ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم» رواه الإمام مسلم في صحيحه.
القارئ:
199 – قال: وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سهل البغدادي المعروف ببكير أو ابن بكير الحداد بمكة، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الجبار بن عاصم، قال: حدثنا هانئ بن عبد الرحمن، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: حدثنا عقبة بن وساج، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله من سمع قولي لم يزد فيه وأداه إلى من لم يسمعه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم» وذكر مثله سواء. قال أبو عمر: ورواه أيضًا عبد الله بن عمرو بن العاص.
200 – قال: أخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبيد الله، عن شهر بن حوشب، أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رُب حامل فقهٍ غير فقيه، ومن لم ينفعه فقهه ضره جهله».
201 - ومن حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله من تعلم فريضة أو فريضتين فعمل بهما أو علمهما لمن يعمل بهما».
202 – قال: وحدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: أخبرنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي قال: حدثنا يحيى بن سليم، قال: حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن محمد بن المنكدر، وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أفاد المسلم أخاه فائدة أحسن من حديث حسن بلغه فبلغه».
203 - أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسمعون ويُسمع منكم ويُسمع ممن يسمع منكم» وفي هذا الحديث دليل على تبليغ العلم ونشره.
باب قوله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا».
شرح الشيخ:
غدًا في تفسير إن شاء الله, التفسير ثلاثة أيام.
القارئ:
باب قوله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا».
204 - أخبرنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا علي بن أحمد بن سعيد بن بكر، قال: حدثنا علي بن يعقوب بن سويد، قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن عوف بن سفيان الطائي، قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن كثير بن دينار، قال: حدثنا بقية، عن المعلى، عن السدي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حمل من أمتي أربعين حديثًا لقي الله يوم القيامة فقيها عالمًا» قال أبو عمر: علي بن يعقوب بن سويد ينسبونه إلى الكذب ووضع الحديث، وإسناد هذا الحديث كله ضعيف.
شرح الشيخ:
الشيخ: في حاشية عليه؟.
الطالب: قال: إسناده موضوع.
القارئ:
205 – قال: وأخبرنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا مسلمة بن القاسم، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن حجر العسقلاني بعسقلان قال: حدثنا أبو أحمد حميد بن مخلد بن زنجويه، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير, قال: حدثنا مالك بن أنس، عن نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من السنة حتى يؤديها إليهم كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة» قال أبو عمر: هذا أحسن إسناد جاء به هذا الحديث، ولكنه غير محفوظ ولا معروف من حديث مالك ومن رواه عن مالك فقد أخطأ عليه وأضاف ما ليس من روايته إليه.
شرح الشيخ:
المؤلف يرى الإسناد ضعيفٌ جدًا لا يصل إلى درجة الوضع, المحشي يقول: موضوع, هذا مبالغة منه.
الطالب: قال كذاب.
الشيخ: إذا ثبت أنه كذاب يصير موضوع, قد يكون متهم بالكذب, المؤلف كَأَنَّهُ رأى أنه ما يصل إلى درجة الموضوع إنما ضعيفٌ جدًا؛ لأنه متهمٌ بالكذب, إذا كان متهم بالكذب فَهُوَ ضعيف جدًا, وإذا ثبت أنه كذاب ودجال صار موضوع.
القارئ:
206 – قال: وحدثني خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو طالب محمد بن بكر المقدسي ببيت المقدس، قال: حدثنا أحمد بن جمهور، قال: حدثنا عمرو بن الحصين، قال: حدثنا أبو علاثة، قال: حدثنا خصيف، عن مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا فيما ينفعهم في أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة» يعني فقيها عالمًا.
شرح الشيخ:
خُصيف ضعيف.
القارئ:
207 – قال: وأخبرنا أحمد، أنا مسلمة، أنا يعقوب بن إسحاق المعروف بابن حجر، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عمر، قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا علي بن عيسى، عن عمرو بن الأزهر، عن أبان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يحفظ على أمتي أربعين حديثًا يعلمهم بها أمر دينهم إلا جيء به يوم القيامة فقيل له: اشفع لمن شئت».
208 – قال: وحدثنا أحمد قال: حدثنا مسلمة، قال: حدثنا أبو الحسن يعقوب بن إسحاق العسقلاني، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عمر أبو عبد الله الطوسي، قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا إسحاق بن نجيح، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من السنة كنت له شفيعًا يوم القيامة».
209 - ورواه ابن أبي رواد، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم أربعين حديثًا من أمر دينه بعثه الله في زمرة الفقهاء والعلماء».
210 – قال: وحدثني خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن, قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا سعدان بن نصر، قال: حدثنا خالد بن إسماعيل المدني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة رفعه قال: «من تعلم من أمتي أربعين حديثًا يفقه بها في دينه كان فقيهًا عالمًا».
شرح الشيخ:
الشيخ: تخريج الأحاديث هذه؟.
الطالب: كلها إسنادها موضوع.
الشيخ: الظاهر أنه في مبالغة, كلها موضوعة, لو كانت موضوعة ما أتى بها المؤلف, المؤلف يرى أنها ضعيفة, والوضع هذا مبالغة من المحشي, هي ضعيفة.
القارئ:
قال أبو علي بن السكن: خالد بن إسماعيل أبو الوليد المخزومي منكر الحديث، روى عن هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر وجماعة أحاديث لا يتابع عليها، قال أبو علي: وليس يروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه ثابت.
شرح الشيخ:
س: في مسألة الأربعين وجهٌ ثابت؟.
ج: الأحاديث كلها فيها ضعف, قد يُقَالُ إذا اجتمعت يشد بعضها بعضًا وهي ضعيفة.