بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:...
القارئ:
قال المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى:
248 – قال: وأخبرني عبد الرحمن بن يحيى قراءة مني عليه، أن أبا الحسن علي بن محمد بن مسرور حدثهم، قال: حدثنا أحمد بن داود، قال: حدثنا سحنون، قال: حدثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن أبي عبيد، عن ابن سيرين قال: دخلت المسجد والأسود بن سريع يقص وقد اجتمع أهل المسجد وفي ناحية أخرى من المسجد حلقة من أهل الفقه يتحدثون بالفقه ويتذاكرون فركعت ما بين حلقة الذكر وحلقة الفقه فلما فرغت من السبحة قلت: لو أني أتيت الأسود بن سريع فجلست إليه فعسى أن تصيبهم إجابة أو رحمة فتصيبني معهم، ثم قلت: لو أتيت الحلقة التي يتذاكرون فيها الفقه فتفقهت معهم لعلي أسمع كلمة لم أسمعها فأعمل بها فلم أزل أحدث نفسي بذلك وأساورها حتى جاوزتهم فلم أجلس إلى واحد منهم وانصرفت فأتاني آت في المنام، فقال: أنت الذي وقفت بين الحلقتين؟ قلت: نعم قال: أما إنك لو أتيت الحلقة التي يتذاكرون فيها الفقه لوجدت جبريل معهم.
249 - ولما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة قال لجاريته: ويحك هل أصبحنا؟، قالت: لا، ثم تركها ساعة، ثم قال: انظري، فقالت: نعم، فقال: أعوذ بالله من صباح إلى النار، ثم قال: مرحبًا بالموت مرحبا بزائر جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار.
شرح الشيخ:
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ يرحب بالموت لما قدم من العمل الصالح رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ وأرضاه, وهو الذي قال فيه النبيr: «أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ» قال: إنه تقدم العلماء بغتوة, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ توفي وهو ابن أربعين سنة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ بطاعون عمواس في الشام, ومع ذلك يرحب بالموت: (مرحبًا بالموت مرحبا بزائر جاء على فاقة) مثل الإنسان المحتاج جاءه الطعام على شدة الفاقة وشدة الحاجة يكون موقعه شديد؛ يعني: موقعه مؤثر, فكذلك معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ يقول: إن الموت جاء على فاقة؛ يعني: مشتاق إلى الموت؛ لأنه مشتاق إلى الله عز وجل, قال: (مرحبًا بالموت مرحبا بزائر جاء على فاقة) والناس يكرهون الموت كما قالت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إني أكره الموت, فَقَالَ النبي: ليس ذلك «ولكن المؤمن إذا كُشف له عن مستقبله ولقى الملائكة بُشر برحمة الله وبرضوانه وجنته فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه, والكافر إذا كُشف له عن مستقبله ورأى ما أمامه كره لقاء الله فكره الله لقاءه».
قال النبي r في الحديث الصحيح: «مَن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومَن كره لقاء الله كره الله لقاءه, فقالت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يا رسول الله أكراهية الموت كلنا نكره الموت» فبين لها أن ليس المراد هذا وَإِنَّمَا المراد لما يُكشف للإنسان عن مستقبله, وهذا معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يقول: (مرحبًا بالموت مرحبًا بزائر جاء على فاقة) يعني: على اشتياق.
القارئ:
249 - ولما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة قال لجاريته: ويحك هل أصبحنا؟، قالت: لا، ثم تركها ساعة، ثم قال: انظري، فقالت: نعم، فقال: أعوذ بالله من صباح إلى النار، ثم قال: مرحبًا بالموت مرحبًا بزائرٍ جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن كنت أحب البقاء لمكابدة الليل الطويل ولظمأ الهواجر في الحر الشديد، ولمزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر.
شرح الشيخ:
يعني: هو ما يحب البقاء في هذه الدنيا ليغرس الأشجار, ويشق الأنهار, ويبني البنايات أو يجمع الدراهم والأرصدة؛ لا.
- إنما هو محب لأمور ثلاثة:
الأمر الأول: مكابدة الليالي الطوال بالقيام, يقوم ويصلي ويراوح بين جبهته ورجليه.
الأمر الثاني: الصيام, ظمأ الهواجر.
الأمر الثالث: مزاحمة ركب العلماء في حِلق الذكر.
لهذه الأمور الثلاثة يحب البقاء في الدنيا, وما عدا ذلك ليس له إربٌ في أمور الدنيا لا في الأموال ولا في شق الأنهار ولا في غرس الأشجار, ولا في جمع الأموال, وَإِنَّمَا يحب البقاء لهذه الأمور الثلاثة: قيام الليل, صيام النهار, ومزاحمة العلماء في العلم.
الشيخ: تخريجه ما قال عليه؟.
الطالب: قال: إسناده ضعيف, لجهالة الراوي عن معاذ وشجاع بن الوليد هو السكوني ذكر إسناده أبو بكر الكوفي وإن كان من رجال الصحيحين إلا أن الحافظ قال عنه في التقريب: صدوقٌ ورع له أوهام.
الشيخ: وهذا مشهور عن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ.
القارئ:
250 – قال: حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن كامل، قال: حدثنا محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا محمد بن حسين، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الضرير، قال: حدثنا عمار بن الراهب، وكان من العاملين لله عز وجل في دار الدنيا قال: رأيت مسكينة الطقاوية في منامي وكانت من المواظبات على حلق الذكر، قلت: مرحبًا مسكينة، قالت: هيهات ذهبت والله يا عمار المسكنة وجاء الغناء الأكبر، قلت: هيه، قالت: ما تسأل عمن أتيح له الجنة فتذهب حيث شاءت قال: قلت: وبم ذلك؟ قالت: بمجالس الذكر، والصبر على الفقر.
شرح الشيخ:
الشيخ: تخريجه؟.
الطالب: ما ذكر شيء.
القارئ:
251 – قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا مسلمة، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق العسقلاني، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عمير بن سنان قال: أخبرنا حسين بن منصور النيسابوري قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي، قال: حدثنا الحكم بن عبيد الله، قال: حدثنا عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العالم أمين الله في الأرض».
شرح الشيخ:
الشيخ: تخريجه؟.
الطالب: قال: إسناده موضوع, يعقوب بن إسحاق العسقلاني قال عنه الذهبي في الميزان: كذاب.
القارئ:
252 – قال: حدثنا إبراهيم بن شاكر، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان، قال: حدثنا سعيد بن خمير، وسعيد بن عثمان قالا: قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن صالح، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا هشام، عن الحسن في قوله: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}[البقرة/ 201] قال: "العلم والعبادة"، {وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً}[البقرة/ 201] قال: "الجنة".
253 – قال: وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الملك بن بحر الجلاب، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا سنيد قال: قال: حدثنا عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، وهشام بن حسان جميعا عن الحسن في قوله: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً}[البقرة/201] قال: "الحسنة في الدنيا العلم والعبادة، والحسنة في الآخرة الجنة"
254 - وقال ابن وهب، سمعت سفيان الثوري يقول: "الحسنة في الدنيا الرزق الطيب والعلم، والحسنة في الآخرة الجنة".
255 – قال: وحدثني محمد بن رشيق قراءة عليه مني، أن الحسن بن علي بن داود حدثهم، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن جابر، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا هاشم بن الوليد، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن هشام، عن الحسن قال:
شرح الشيخ:
الحسنة في الدنيا عامة تشمل: العلم النافع, الرزق الواسع, الرزق الحلال, الزوجة الصالحة, والعلم والعبادة كله داخلٌ في هذا, وهذا تفسيرٌ لبعضهم لما يتناوله المعنى, والحسنة في الآخرة: الجنة.
القارئ:
255 – قال: وحدثني محمد بن رشيق قراءة عليه مني، أن الحسن بن علي بن داود حدثهم، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن جابر، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا هاشم بن الوليد، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن هشام، عن الحسن قال: «إن الرجل ليتعلم الباب من العلم فيعمل به خير من الدنيا وما فيها».
شرح الشيخ:
لاشك لأن الدنيا زائلة وهذا الباب اللي يتعلمه ثوابه باقي.
الشيخ: تخرجه؟.
الطالب: قال: إسناده ضعيف, قال: هشام هو ابن حسان الأزدي ثقة غير أن في روايته عن الحسن مقال, وكان يُرسل عنه.
الشيخ: لكن المعنى صحيح, كان المؤلف أكثر ما يسوق الأحاديث الضعيفة في هذا.
القارئ:
256 – قال: وروى عبد الملك بن عبد ربه الطائي، عن عطاء بن يزيد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن حدث بحديث فعمل به أعطي أجر ذلك».
شرح الشيخ:
الطالب: قال: إسناده ضعيف, عبد الملك بن عبد ربه الطائي قال الذهبي في الميزان: منكر الحديث.
القارئ:
257 – قال: وروينا عن عبد الله بن مسعود من طرق أنه كان يقول إذا رأى الشباب يطلبون العلم: "مرحبًا بينابيع الحكمة ومصابيح الظلم، خليقان الثياب، جُدد القلوب، حِلس البيوت ريحان كل قبيلة".
شرح الشيخ:
الشيخ: تخريجه؟.
الطالب: قال: أخرجه الدارمي في سننه, قال: أخبرنا يعلى, قال: حدثنا محمد بن عون عن إبراهيم بن عيسى, قال: قال ابن مسعود: "كونوا ينابيع العلم مصابيح الهدى أحلاس البيوت سُرج الليل جُدد القلوب خلقان الثياب تُعرفون في أهل السماء وتُخفون على أهل الأرض" وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًا, محمد بن عون هو الخُرساني, قال الحافظ: متروك الحديث وله شاهد من قول علي وفي إسناده ذكر من لم أقف على ترجمته.
القارئ:
258 – قال: وحدثنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا مسلمة بن القاسم، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عمير، قال: حدثنا سريج بن يونس البغدادي، قال: حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم، ح وحدثنا أحمد، حدثنا مسلمة، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا محمد بن سليمان بن هشام، عن أبي قطن، عن أبي حرة، عن الحسن قال: «العالم خير من الزاهد في الدنيا، المجتهد في العبادة» قال ابن عمير: زادني أبو عبد الله محمد بن أسلم في حديث الحسن هذا «ينشر حكمة الله فإن قُبلت حمد الله وإن ردت حمد الله».
شرح الشيخ:
المعنى صحيح وإن كان قد يكون ضعيف هذا لكن المعنى صحيح.
الشيخ: سنده؟.
الطالب: إسناده ضعيف.
القارئ:
259 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "لا يزال الفقيه يصلي قالوا: وكيف يصلي؟ قال: ذكر الله تعالى على قلبه ولسانه".
260 – قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا يحيى بن مالك بن عائذ قال: حدثنا محمد بن الحسن بن زكريا قال: أخبرنا أحمد بن سعيد بن عبد الله الدمشقي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثنا أبو الحسن المدائني قال: خطب زياد، ذات يوم على منبر الكوفة فقال: أيها الناس، إني بت ليلتي هذه مهتمًا بخلال ثلاث، بذي العلم، وبذي الشرف، وبذي السن، رأيت أن أتقدم إليكم فيهن بالنصيحة رأيت إعظام ذوي الشرف، وإجلال ذوي العلم، وتوقير ذوي الأسنان، والله لا أوتى برجل رد على ذي علم ليضع بذلك منه إلا عاقبته ولا أوتى برجل رد على ذي شرف ليضع بذلك من شرفه إلا عاقبته ولا أوتى برجل رد على ذي شيبة ليضعه بذلك إلا عاقبته، إنما الناس بأعلامهم وعلمائهم وذوي أسنانهم.
261 - وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا» يعني: حقه.
262 – قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا الحوطي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بكر بن زرعة الخولاني، عن لقمان بن عامر، عن أبي عنبة الخولاني قال: "رُب كلمةٍ خير من إعطاء المال".
شرح الشيخ:
قال تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى}[البقرة/263], قد تكون هذه الكلمة أيضًا تعليم, تعليم يعلمه كلمة ينفعه الله بها, والصدقة قد يكون تأثيرها قليل, وَهَذِهِ الكلمة يحيى الله بها قلبه, يعلمه كلمة التوحيد خيرٌ من صدقة, خيرٌ من أن يعطيه صدقة.
القارئ:
263 - قال: وأخبرنا الحوطي قال: حدثنا أبو حيوة شريح بن يزيد، عن أبي سبأ عتبة بن تميم، عن أبي عمير الصوري أبان بن سليم قال: "كلمة حكمة لك من أخيك خير لك من مال يعطيك؛ لأن المال يطغيك، والكلمة تهديك".
264 - وقال صالح المُري: سمعت الحسن البصري يقول: "الدنيا كلها ظلمة إلا مجالس العلماء".
265 – قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عبد الجبار بن عاصم، قال: حدثنا أبو المليح، عن ميمون قال: "إن مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد".
266 - وروينا عن عبد الله بن المبارك أنه قال: "خُير سليمان بن داود بين الملك والعلم فاختار العلم فأتاه الله الملك والعلم باختياره العلم".
267 – قال: وجدت في كتاب أبي رحمه الله بخطه: أنشدنا أبو عمر أحمد بن سعيد لبعض الأدباء:
رأيت العلم صاحبه شريف |
|
وإن ولدته آباء لئام |
وليس يزال يرفعه إلى أن |
|
يعظم قدره القوم الكرام |
ويتبعونه في كل أمر |
|
كراع الضأن تتبعه السوام |
ويحمل قوله في كل أفق |
|
ومن يكن عالمًا فهو الإمام |
فلولا العلم ما سعدت نفوس |
|
ولا عرف الحلال ولا الحرام |
فبالعلم النجاة من المخازي |
|
وبالجهل المذلة والرغام |
شرح الشيخ:
الرغام هو الأرض يعني: يُرغم أنفه في الأرض.
القارئ:
هو الهادي الدليل إلى المعالي |
|
ومصباح يضيء به الظلام |
كذاك عن الرسول أتى عليه |
|
من الله التحية والسلام |
وفي رواية أخرى:
وإن طلابه حق على من |
|
له عقل وليس به سقام |
فإما عالما تغدو وإما |
|
إلى التعليم يخرجك اغتنام |
وسائر ذلك من لا خير فيه |
|
ومن يك عالمًا فهو الإمام |
كذاك عن النبي أتى عليه |
|
من الله التحية والسلام |
وهذه الأبيات نسبها بعض الناس إلى منصور بن الفقيه، وليست له وإنما هي لبكر بن حماد صحيحة، وأنشدناها عنه جماعة.
268 – قال: حدثنا أبو عبد الله، عبيد بن محمد، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد القاضي القلزمي، قال: حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى القلزمي، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن خنيس الكلاعي بدمياط، حدثنا موسى بن محمد بن عطاء القرشي، قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن الحسن، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا العلم؛ فإن تعليمه لله خشية وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة؛ لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة وهو الأنس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة وأئمة يقتص آثارهم، ويُقتدى بأفعالهم ويُنتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه؛ لأن العلم حياة القلوب من الجهل ومصابيح الأبصار من الظلم يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلا في الدنيا والآخرة، والتفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام وهو إمام والعمل تابعه يُلهمه السعداء ويُحرمه الأشقياء» هكذا حدثنيه أبو عبد الله عبيد بن محمد رحمه الله مرفوعا بالإسناد المذكور وهو حديث حسن جدا ولكن ليس له إسناد قوي.
شرح الشيخ:
الشيخ: إيش قال عليه؟.
الطالب: قال: إسناده موضوع في الحاشية.
الشيخ: كيف يقول حسن ويقول موضوع هذا؟.
الطالب: ابن عبد البر يقول: حسن جدًا, المحقق يقول: موضوع.
الشيخ: المحققين بعضهم عندهم مبالغة.
قف على الحديث هذا, رَحِمَهُ اللَّهُ كتاب جمع فيه ما ورد في الباب لكن الغالب كلها ضعيفة.