بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:...
القارئ:
قال المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى:
268 - حدثنا أبو عبد الله عُبيد بن محمد، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد القاضي القلزمي، قال: حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى القلزمي، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن خنيس الكلاعي بدمياط، قال: حدثنا موسى بن محمد بن عطاء القرشي، قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن الحسن، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا العلم؛ فإن تعليمه لله خشية وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة؛ لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة وهو الأنس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقوامًا فيجعلهم في الخير قادة وأئمة يقتص آثارهم، ويُقتدى بأفعالهم ويُنتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه؛ لأن العلم حياة القلوب من الجهل ومصابيح الأبصار من الظلم يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلا في الدنيا والآخرة، والتفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام وهو إمام والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء» هكذا حدثنيه أبو عبد الله عبيد بن محمد رحمه الله مرفوعًا بالإسناد المذكور وهو حديث حسن جدًا ولكن ليس له إسناد قوي.
شرح الشيخ:
يعني: حسن من جهة المتن يعني.
القارئ:
268 - ورويناه من طرق شتى موقوفا منها:
269 – ما حدثنيه أبو زيد عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن مطرف، قال: حدثنا سعيد بن عثمان الأعناقي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثنا علي بن معبد قال: حدثني موسى قال: سمعت هاشم بن مخلد قال: سمعت أبا عصمة نوح بن أبي مريم يحدث عن رجاء بن حيوة، عن معاذ بن جبل قال: «تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية» وذكر الحديث بحاله سواء موقوفًا على معاذ.
شرح الشيخ:
الشيخ: تخريجه تكلم عليه؟.
الطالب: إسناده ضعيف جدًا موقوفًا, وَأَيْضًا مرفوعًا, بل موضوعٌ أيضًا.
الشيخ: كان المحقق عنده مبالغة.
القارئ:
270 – قال: حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن عتبة الرازي، قال: حدثنا هارون بن كامل، قال: حدثنا علي بن معبد قال: "رأيت في المنام كأن أصحاب الحديث عندي وأنا أذم طلاب الحديث كما كنت أذمهم في اليقظة فكنت أتكلم فيهم فجاءني شيخ أبيض الرأس واللحية فقام بين يدي ورفع يديه, وقال: قال ابن مسعود: يرفع حجاب ويوضع حجاب لطالب العلم حتى يصل إلى الرب عز وجل".
271 – قال: أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا خالد بن يزيد، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع».
شرح الشيخ:
الشيخ: تعليق عليه؟.
الطالب: إسناده ضعيف.
الطالب: (... 05:37)
272 – قال: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، وخلف بن أحمد قالا: قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن النعمان بالقيروان، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن مروان البغدادي بالإسكندرية، قال: حدثنا الحسن بن الربيع قال: قال ابن المبارك، قال لي سفيان الثوري: "ما يراد الله عز وجل بشيء أفضل من طلب العلم وما طُلب العلم في زمان أفضل منه اليوم".
273 – قال: وحدثاني قالا: قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن علي بن مروان، قال: حدثنا محمد بن السابق، قال: حدثنا زائدة، عن هشام، عن الحسن قال: "إن كان الرجل ليصيب الباب من أبواب العلم فينتفع به فيكون خيرًا له من الدنيا لو جعلها في الآخرة", قال أبو عمر: "حسبك بقوله: لو جعلها في الآخرة".
شرح الشيخ:
"فيكون خيرًا له من الدنيا لو جعلها في الآخرة" إيش قال عليه؟.
الطالب: قال: إسناده ضعيف جدًا, قال: هذا الأثر رجاله ثقات رجال الصحيحين لولا ما قيل في رواية هشام وهو ابن حسان الأزدي عن الحسن البصري, فَإِنَّهُ كان يرسل عنه, وَقَدْ مرت ترجمته مرارًا وبيان أنه لم يسمع من الحسن شيئًا.
الشيخ: فيكون منقطع, أعد السند.
الطالب: قال: وحدثاني قالا: قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن علي بن مروان، قال: حدثنا محمد بن السابق، قال: حدثنا زائدة، عن هشام، عن الحسن.
الشيخ: موقوف على الحسن, أكمل المتن.
الطالب: قال: "إن كان الرجل ليصيب الباب من أبواب العلم فينتفع به فيكون خيرًا له من الدنيا لو جعلها في الآخرة", قال أبو عمر: "حسبك بقوله: لو جعلها في الآخرة".
القارئ:
274 – قال: وحدثاني قالا: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن علي، حدثني عبد الله بن الضحاك، أنا عبد الرزاق، قال: سمعت سفيان يقول لرجل من العرب: "ويحكم اطلبوا العلم؛ فإني أخاف أن يخرج العلم من عندكم فيصير إلى غيركم فتذلوا، اطلبوا العلم؛ فإنه شرفٌ في الدنيا وشرفٌ في الآخرة".
275 – وقال؛ أي إسحاق بن إبراهيم: وأخبرنا محمد بن علي قال: سمعت خالد بن خداش ثقة قال: "ودعت مالك بن أنس فقلت: يا أبا عبد الله، أوصني فقال: عليك بتقوى الله في السر والعلانية، والنصح لكل مسلم، وكتابة العلم من عند أهله".
276 – قال: أنشدني أبو بكر قاسم بن مروان لنفسه:
ما لي بقيت وأهل العلم قد ذهبوا |
|
عنا وراحوا إلى الرحمن وانقلبوا |
أصبحت بعدهم شيخًا أخا كبر |
|
كالسلك تعتادني الأسقام والوصب |
صحبتهم وذمام الظرف يجمعنا |
|
دهرًا دهيرًا فزانوا كل من صحبوا |
شرح الشيخ:
الشيخ: ظرف؟.
الطالب: في نسخة بالطاء "طرف يجمعنا".
القارئ:
في قصيدة طويلة يذكر قومًا من فقهاء قرطبة سلفوا رحمهم الله وفي شعره ذلك:
والعلم زين وتشريف لصاحبه |
|
أتت إلينا بذا الأنباء والكتب |
والعلم يرفع أقوامًا بلا حسب |
|
فكيف من كان ذا علم له حسب |
فاطلب بعلمك وجه الله محتسبًا |
|
فما سوى العلم فهو اللهو واللعب |
277 – قال: ولي معارضة لقول القائل وهو أبو حاطب:
وإذا طلبت من العلوم أجلها |
|
فأجلها منها مقيم الألسن |
العلم يرفع كل بيت هين |
|
والفقه يجمل باللبيب الدين |
والحر يكرم بالوقار وبالنهى |
|
والمرء تحقره إذا لم يرزن |
فإذا طلبت من العلوم أجلها |
|
فأجلها عند التقي المؤمن |
علم الديانة وهو أرفعها لدى |
|
كل امرئ متيقظ متدين |
هذا الصحيح ولا مقالة جاهل |
|
فأجلها منها مقيم الألسن |
لو كان مهتديا لقال مبادرا |
|
فأجلها منها مقيم الأدين |
278 - ولبعض الأدباء:
يعد رفيع القوم من كان عالمًا |
|
وإن لم يكن في قومه بحسيب |
وإن حل أرضًا عاش فيها بعلمه |
|
وما عالم في بلدة بغريب |
279 - وفي حكمة داود عليه السلام: "العلم في الصدر كالمصباح في البيت".
280 - وقيل لبعض حكماء الأوائل: "أي الأشياء ينبغي للعالم أن يقتنيه؟ قال: الأشياء التي إذا غرقت سفينته سبحت معه؛ يعني العلم".
281 - وقال غيره منهم: "مَن اتخذ العلم لجامًا اتخذه الناس إمامًا، ومن عرف بالحكمة لاحظته العلوم بالوقار".
شرح الشيخ:
وقال غيره: منهم.
الطالب: هنا وقال غيره منهم؛ متصلة.
الشيخ: تصلح, قال غيره؛ يعني: غيره من الحكماء.
القارئ:
282 - وقال عبد الملك بن مروان لبنيه: "يا بني تعلموا العلم فإن استغنيتم كان لكم كمالًا وإن افتقرتم كان لكم مالًا".
283 - وعن أبي الدرداء أنه قال: "يرزق الله العلم السعداء ويَحرمه الأشقياء".
شرح الشيخ:
الصحيح: ويُحرمه.
القارئ:
284 - وفي رواية كميل بن زياد النخعي، عن علي عليه السلام قال: "العلم خير من المال؛ لأن المال تحرسه، والعلم يحرسك، والمال تفنيه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق، والعلم حاكمٌ والمال محكومٌ عليه مات خزان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة".
شرح الشيخ:
الشيخ: إيش قال في تخريجه؟.
الطالب: قال: إسناده ضعيف.
الشيخ: قال علي, ذكر الإسناد؟.
الطالب: سبق يقول: أبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية ضعيفٌ رافضي وشيخه عبد الرحمن بن جُندب الفزاري مجهول.
الشيخ: الرافضة شوهوا تاريخ أهل البيت.
القارئ:
285 - قال أبو عمر: من قول علي هذا أخذ سابق البربري قوله والله أعلم:
موت التقي حياة لا انقطاع لها |
|
قد مات قوم وهم في الناس أحياء |
286 - قال إسماعيل بن جعفر بن سليمان الهاشمي: عجبت لمن لم يكتب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرُمة.
287 - وأنشدنا أبو القاسم محمد بن نصر بن حامد الرومي الكاتب لنفسه في أبيات ذوات عدد:
إنما العلم منحة ليس في ذا منازع |
|
هو للنفس لذة وهو للقدر رافع |
يُعَرف الناس ربهم وهو ميت شاسع |
|
فضّل الناس كلهم فاضل فيه بارع |
288 - وقال آخر:
لا بارك الله في قوم إذا سمعوا |
|
ذا اللب ينطق بالأمثال والحكم |
قالوا وليس بهم إلا نفساته |
|
أنافع ذا من الإفلاس والعدم |
289 - ولأبي سليمان جليس ثعلب:
لقد ضلت حلوم من أناس |
|
يرون العلم إفلاسًا وشؤمًا |
كسانًا علمنا فخرًا وجودًا |
|
وبالجهل اكتسوا عجزًا ولومًا |
هم الثيران إن فكرت فيهم |
|
فكيف بأن ترى ثورًا عليمًا |
فجانبهم ولا تعتب عليهم |
|
وكن للكتب دونهم نديمًا |
290 - وقال آخر:
العلم بلغ قومًا ذروة الشرف |
|
وصاحب العلم محفوظ من الخرف |
يا صاحب العلم مهلًا لا تدنسه |
|
بالموبقات فما للعلم من خلف |
291 - وقال آخر:
لو أن العلم مثل لكان نورًا |
|
يضاهي الشمس أو يحكي النهارا |
كذاك الجهل أظلم جانباه |
|
ونور العلم أشرق واستنارا |