الحمد لله رب العالمين وَالصَّلَاة والسلام عَلَى أشرف الأنبياء والمرسلين وَعَلَى آله وصحبه أجمعين, أَمَّا بعد, اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.
القارئ:
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
باب ذكر الرخصة في كتاب العلم
386 - أخبرني عبد الله بن محمد, قال: أخبرني محمد بن بكر قال: وحدثنا أبو داود، قال: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرنا أبي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو هريرة قال: لما فتحت مكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الخطبة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقام رجل من اليمن يقال له: أبو شاه فقال: يا رسول الله، اكتبوا لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اكتبوا لأبي شاه» يعني الخطبة.
شرح الشيخ:
هَذَا دليل عَلَى كتابة العلم, وما جاء من النهي عن الكتابة هَذَا محمول عَلَى أَنَّهُ كان أولًا؛ لئلا يختلط بالقرآن ما ليس منه, ثُمَّ رخص, وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يكتب كما قال أبو هريرة: كان يكتب ولا أكتب, هَذِهِ الأدلة تدل عَلَى الرخصة في كتابة العلم, وَإِنَّمَا النهي إِنَّمَا نهي النَّبِيّ لما قال: «لا تكتبوا عني غير الْقُرْآن فمن كتب عني غير الْقُرْآن فليمحه» هَذَا كان أولًا خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه, ثُمَّ بعد ذَلِكَ رخص النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في الكتابة.
القارئ:
387 - أخبرني خلف بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، أنه سمع أبا هريرة يقول: «لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثًا مني إلا عبد الله بن عمرو بن العاص؛ فإنه كتب ولم أكتب».
شرح الشيخ:
دَلَّ عَلَى أَنَّهُ كتب بإذن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رخص له, دَلَّ عَلَى جواز الكتابة.
القارئ:
388 - قرأت على أبي القاسم خلف بن القاسم، أن أبا الميمون عبد الرحمن بن عمر بن راشد البجلي الدمشقي، حدثهم بدمشق، قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن صفوان الدمشقي، قال: حدثنا أحمد بن خالد الوهبي قال: قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول الله، أكتب كل ما أسمع منك؟ قال: «نعم» قلت: في الرضا والغضب؟ قال: «نعم، فإني لا أقول في ذلك كله إلا حقًا».
شرح الشيخ:
هَذَا إذن في الكتابة ترخيص.
القارئ:
389 - أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا مسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة قالا: قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن الأخنس، عن الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه، رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم في الرضا والغضب؟ فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بإصبعه إلى فيه وقال: «اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق».
390 - وقرأت على سعيد بن نصر، أن قاسم بن أصبغ حدثهم، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحميدي، ح وقرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الملك، أن أحمد بن محمد بن زياد البصري، حدثهم بمكة، قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قالا جميعًا: قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا مطرف بن طريف قال: سمعت الشعبي يقول: أخبرني أبو جحيفة قال: " قلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن؟ قال: " لا، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا أن يعطي الله عبدًا فهما في كتابه وما في هذه الصحيفة " قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: " العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر ".
شرح الشيخ:
وَهَذِهِ كتابة فيه الترخيص بالكتابة.
القارئ:
391 - وقد روي عن علي رضي الله عنه في هذه الصحيفة وجهان أحدهما تحريم المدينة، ولعن من انتسب لغير مواليه في حديث فيه طول وفيه «المسلمون تتكافأ دماؤهم» الحديث، رواه عن علي يزيد التيمي وخِلاس.