شعار الموقع

شرح كتاب جامع بيان العلم وفضله_30

00:00
00:00
تحميل
77

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى أشرف الأنبياء والمرسلين, وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.

أَمَّا بعد: ...

القارئ:

قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

394 - وأخبرنا خلف بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز, قال: حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، قال: حدثنا شريك، عن ليث، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: «ما يرغبني في الحياة إلا خصلتان الصادقة والوهط، فأما الصادقة فصحيفة كتبتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا الوهط فأرض تصدق بها عمرو بن العاص كان يقوم عليها».

شرح الشيخ:

يعني أَنَّهُ يكتب هَذَا فيه دليل عَلَى الكتابة الصادقة يكتب, فيه دليل عَلَى كتابة الحديث, وأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا منع من كتابة الحديث أولًا, ثُمَّ بعد ذَلِكَ لما زال ما يُخشى .. النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن كتابة الحديث لئلا يختلط بالقرآن, فلما زال هَذَا الحسبان أذن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالكتابة.

القارئ:

395 - وقرأت على خلف بن القاسم، أن علي بن أحمد بن علي الحربي حدثهم، قال: حدثنا محمد بن عبدة، قال: حدثنا محمد بن سليمان لوين قال: حدثنا عبد الحميد بن سليمان، عن عبد الله بن المثنى، عن عمه ثمامة بن أنس عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قيدوا العلم بالكتاب».

شرح الشيخ:

تخريجه إيش قال عليه؟

الطالب: قال: إسناده ضعيف والحديث حسن.

الشيخ: حسن بشواهده من طرق أخرى.

القارئ:

396 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الله بن يونس، قال: حدثنا بقي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان، عن عمه، أَنَّهُ سمع عمر بن الخطاب يقول: «قيدوا العلم بالكتاب».

397 - قال أبو بكر، وحدثنا حسين بن علي، عن الربيع بن سعد قال: «رأيت جابرًا يكتب عند ابن سابط في ألواح».

398 - قال: وحدثنا وكيع، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال ابن عباس رضي الله عنه «قيدوا العلم بالكتاب».

399 - وقال: وحدثنا أبو أسامة، عن مسعر، عن معن قال: " أخرج إلي عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود كتابا وحلف لي: إنه خط أبيه بيده ".

400 - قال: وحدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم قال: «لا بأس بكتاب الأطراف».

شرح الشيخ:

إبراهيم النخعي إيش قال عليه؟

الطالب: قال: إسناده صحيح.

الشيخ: الأطراف قصده أطراف الحديث.

الطالب: قال: إسناده صحيح وأخرجه ابن أبي شيبة وأبو خيثمة ومن طريقه الخطيب في الجامع وأبو نعيم عن جرير به, والمراد بالأطراف أوائل الحديث.

القارئ:

401 - قال: وحدثنا وكيع، عن أبي كبران قال: سمعت الضحاك يقول: «إذا سمعت شيئًا، فاكتبه ولو في حائط».

402 - قال: وحدثنا وكيع، عن حسين بن عقيل قال: «أملى علي الضحاك مناسك الحج».

403 - قال: وحدثنا وكيع، عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز، عن بشير بن نهيك قال: " كنت أكتب ما أسمع من أبي هريرة فلما أردت أن أفارقه أتيته بكتابي فقلت: هذا سمعته منك؟ قال: نعم ".

404 - قال: وأخبرنا يحيى بن آدم، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، عن ابن سيرين قال: «كنت ألقى عبيدة بالأطراف فأسأله».

405 -: قال وحدثني ابن نمير، عن عثمان بن حكيم، عن سعيد بن جبير: «أنه كان يكون مع ابن عباس فيسمع منه الحديث فيكتبه في واسطة الرحل فإذا نزل نسخه».

406 - قال: وحدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: «الكتاب أحب إلينا من النسيان».

شرح الشيخ:

صحيح الإنسان ينسى آفته النسيان والكتاب في تقييد.

القارئ:

407 - قال: وحدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي المليح قال: " تعيبون علينا الكتاب وقد قال الله تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ}[طه/52] ".

408 - قال: وحدثنا وكيع، عن أبيه، عن عبد الله بن حنش قال: «رأيتهم عند البراء يكتبون على أيديهم بالقصب».

شرح الشيخ:

إذا لَمْ يكن عندهم شيء كتبوا له في يده؛ حَتَّى لا ينسى.

القارئ:

409 - قال: وحدثنا ابن إدريس، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عباس: «أَنَّهُ أرخص له أن يكتب» وأحاديث أبي بكر بن أبي شيبة هذه كلها عندي بالإسناد الذي في أولها عنه.

410 - أخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثنا عبد الله بن المثنى، عن ثمامة قال: كان أنس يقول لبنيه: «يا بني قيدوا العلم بالكتاب».

411 - وأخبرنا خلف بن القاسم، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا عبد الله بن ذكوان، قال: حدثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن الحسن بن جابر قال: «سألت أبا أمامة، عن كتاب العلم، فلم ير به بأسًا».

412 - أخبرني عبيد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن مسرور، قال: حدثنا عيسى بن مسكين، قال: حدثنا محمد بن سنجر، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عبد الله بن المؤمل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو يرفعه قال: «قيدوا العلم»، قلت: وما تقييده؟ قال: «الكتاب».

413 - وأخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: أخبرنا أحمد بن زهير، قال: أخبرنا سعيد بن سليمان قال: أخبرنا عبد الله بن المؤمل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، أقيد العلم؟ قال: «قيدوا العلم» قال عطاء: وما تقييد العلم؟ قال: الكتاب.

414 - أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قراءة مني عليه، أن أحمد بن سعيد حدثه، قال: حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: حدثنا عباس الدوري، قال: حدثنا يحيى بن معين ح وحدثنا أحمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا بقي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حرملة قال: «كنت سيئ الحفظ فرخص لي سعيد بن المسيب في الكتاب».

415 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عباس، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن حسن، عن عبد العزيز الدراوردي قال: «أول من دون العلم وكتبه ابن شهاب».

416 - قال الزبير، وحدثني أبو غزية، وغيره عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: «كنا نكتب الحلال والحرام، وكان ابن شهاب يكتب كل ما سمع، فلما احتيج إليه علمت أَنَّهُ أعلم النَّاس».

417 - حدثنا خلف بن أحمد، وعبد الرحمن بن يحيى قالا: حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا محمد بن علي بن مروان، حدثنا محمد بن حمير، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا سوادة بن حيان قال: سمعت معاوية بن قرة يقول: «من لم يكتب العلم فلا تعدوه عالمًا».

418 - وحدثاني قالا: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن علي بن مروان قال: سمعت خالد بن خداش البغدادي ثقة قال: ودعت مالك بن أنس، فقلت: يا أبا عبد الله أوصني، فقال: «عليك بتقوى الله في السر والعلانية، والنصح لكل مسلم، وكتابة العلم من عند أهله».

419 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن زبان، قال: أخبرنا الحارث بن مسكين، قال: أخبرنا ابن القاسم، عن مالك قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: «لأن أكون كتبت كل ما كنت أسمع أحب إلي من أن يكون لي مثل مالي».

420 - وأخبرنا أبو زيد عبد الرحمن بن يحيى بن محمد، قال: حدثنا علي بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا أحمد بن أبي سليمان، قال: حدثنا سحنون، قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا مالك، سمع يحيى بن سعيد، مثله سواء في جامعه.

421 - وقال ابن وهب، وأخبرني السري بن يحيى، عن الحسن «أَنَّهُ كان لا يرى بكتاب العلم بأسًا، وقد كان أملى التفسير فكتب».

422 - قال ابن وهب، وأخبرني عبيد الله بن أبي جعفر، عن الفضل بن حسن بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه قال: تحدثت عند أبي هريرة بحديث فأنكره، فقلت: إني قد سمعته منك، قال: «إن كنت سمعته مني، فهو مكتوب عندي»، فأخذ بيدي إلى بيته فأرانا كتبًا كثيرة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد ذلك الحديث فقال: «قد أخبرتك أني إن كنت قد حدثتك به فهو مكتوب عندي». هذا خلاف ما تقدم من أول هذا الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ لَمْ يكن يكتب وأن عبد الله بن عمرو كتب، وحديثه ذاك أصح في النقل من هذا؛ لِأَنَّهُ أثبت إسنادا عند أهل الحديث، إلا أن الحديثين قد يسوغ التأول في الجمع بينهما.

423 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش قال: قال الحسن: «إن لنا كتبا نتعاهدها».

424 - وذكر الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: أخبرنا شعبة بحديث، ثُمَّ قال: «هذا وجدته مكتوبًا عندي في الصحيفة».

425 - قال: وسمعت شبابة يقول: سمعت شعبة يقول: «إذا رأيتموني أثج الحديث فاعلموا أني تحفظته من كتاب».

426 - وأخبرنا عبد الوارث، قال: أخبرنا قاسم، قال: أخبرنا الخشني، قال: أخبرنا الرياشي قال: قال الخليل بن أحمد، «اجعل ما تكتب بيت مال، وما في صدرك للنفقة».

427 - وذكر عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه أحرقت كتبه يوم الحرة، وكان يقول: «وددت لو أن عندي كتبي بأهلي ومالي».

428 - أخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: أخبرنا ابن الأصبهاني، قال: أخبرنا شريك، عن أبي روق، عن عامر الشعبي قال: «الكتاب قيد العلم».

429 - وأخبرنا خلف بن القاسم، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، قال: أخبرنا أبو زرعة، قال: أخبرنا أبو مسهر، قال: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: " يجلس إلى العالم ثلاثة: رجل يأخذ كل ما يسمع فذلك حاطب ليل، ورجل لا يكتب ويسمع فيقال له جليس العالم، ورجل ينتقي وهو خيرهم"، وقال مرة أخرى: «وذلك العالم». قال أبو عمر: العرب تضرب المثل بحاطب الليل للذي يجمع كل ما يسمع من غث وسمين، وصحيح وسقيم، وباطل وحق؛ لِأَنَّ المحتطب بالليل ربما ضم أفعى فنهشته وهو يحسبها من الحطب.

430 - وفي مثل هذا يقول بشر بن المعتمر:

وحاطب يحطب في بجاده
 

 

في ظلمة الليل وفي سواده
 

يحطب في بجاده الأسم الذكر
 

 

والأسود السالخ مكروه النظر
 

 

431 - أخبرني أحمد بن محمد، وعبيد بن محمد قالا: حدثنا الحسن بن سلمة، قال: حدثنا ابن الجارود قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال: قلت لأحمد بن حنبل من كره كتاب العلم؟ قال: «كرهه قوم ورخص فيه آخرون»، قلت له: لو لم يكتب العلم لذهب؟ قال: «نعم، ولولا كتابة العلم أي شيء كنا نحن؟ ». قال إسحاق بن منصور: وسألت إسحاق بن راهويه، فقال: كما قال أحمد سواء.

432 - أخبرنا خلف بن القاسم، قال: أخبرنا أبو الميمون، قال: حدثنا أبو زرعة قال: سمعت أبا نعيم، وذكر له حماد بن زيد، وابن علية.

شرح الشيخ:

باقي الباب طويل؟ قف عَلَى قصة ابن علية. هَذَا فيه دليل عَلَى أن كتابة الحديث كثيرة, لكن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نهى في أول الأمر لئلا يختلط بالقرآن, وَإِلَّا الكتابة لَابُدَّ  منها, كتب الأئمة لولا أَنَّهَا دونت لضاعت.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد