شعار الموقع

شرح كتاب جامع بيان العلم وفضله_32

00:00
00:00
تحميل
89

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى أشرف الأنبياء والمرسلين وَعَلَى آله وصحبه أجمعين, أَمَّا بعد, اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.

القارئ:

قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

باب: في معارضة الكتاب

448 - أخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم, قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، أن أباه، قال له: «كتبت؟ » قال: نعم قال: «عارضت؟ » قال: لا قال: «لم تكتب».

449 - وحدثنا أحمد بن قاسم، قال: حدثنا محمد بن معاوية، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا الهيثم بن خارجة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة قال: قال لي أبي: «أي بني كتبت؟ »، قلت: نعم قال: «عارضت؟ »، قلت: لا، قال: «لم تكتب».

450 - وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا عبد الملك بن بحر، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا عفان قال: حدثنا أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير قال: «الذي يكتب ولا يعارض مثل الذي يدخل الخلاء ولا يستنجي».

451 - وأخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا الحوطي ح قال: وحدثنا أحمد بن سعيد بن بشر، قال: حدثنا محمد بن أبي دليم، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا سليمان بن سليم الحمصي قالا: حدثنا بقية، عن الأوزاعي قال: «مثل الذي يكتب ولا يعارض مثل الذي يدخل الخلاء ولا يستنجي».

452 - وذكر الحسن بن علي الحلواني في كتاب المعرفة قال: سمعت عبد الرزاق يقول: سمعت معمرًا يقول: «لو عورض الكتاب مائة مرة ما كاد يسلم من أن يكون فيه سقط» أو قال: «خطأ».

شرح الشيخ:

عارضه يعني أَنَّهُ يعيده, يعني ما يكفي أن يكون الإنسان يكتب؛ بَلْ لَابُدَّ أن يرجعه ويعيده ويعرضه مرة أخرى, يعرض كتابته عَلَى الشيخ مرةً أخرى؛ لِأَنَّهُ قد يكون فيه سقط, مثل الَّذِي يتوضأ ولا يستنجي, يعني ما توضأ؛ كذلك الَّذِي يكتب ما حرر حَتَّى يعرضه عَلَى الشيخ نعم.

القارئ:

باب الأمر بإصلاح اللحن والخطأ في الحديث وتتبع ألفاظه ومعانيه

453 - أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا ابن الأصبهاني، قال: حدثنا شريك، عن جابر، عن عامر يعني الشعبي قال: «لا بأس بإقامة اللحن في الحديث».

454 - أخبرنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو الميمون البجلي بدمشق، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا الوليد بن عتبة، قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: «أعربوا الحديث، فإن القوم كانوا عربًا».

شرح الشيخ:

تكلم عليه أعربوا الحديث؟

الطالب: قال: إسناده صحيح, فإن القوم كانوا عربًا.

الشيخ: أعربوا الحديث يعني اضبطوه, في الحديث: «من قرأ الْقُرْآن فأعربه» أعربه قرأه قراءةً صحيحة, «أعربوا الحديث، فإن القوم كانوا عربًا» عُربا أو عَربًا؟ ما تكلم عليه عندك؟

الطالب: لعله اقرؤوا الحديث قراءة صحيحة.

الشيخ: نعم واضبطوه.

القارئ:

455 - وأخبرنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن معاوية، قال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: «أعربوا الحديث؛ فإن القوم كانوا عربًا».

456 - حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: أخبرنا ابن الأصبهاني، قال: حدثنا ابن نمير، عن شريك، عن جابر قال: " سألت عامرًا يعني الشعبي، وأبا جعفر يعني محمد بن علي، والقاسم يعني ابن محمد، وعطاء يعني ابن أبي رباح عن الرجل يحدث بالحديث فيلحن أأحدث به كما سمعت أم أعربه؟ فقالوا: لا بل أعربه ".

شرح الشيخ:

يعني صحح ما تقرأ من ملحن.

القارئ:

457 - أخبرنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الدمشقي، قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي، قال: حدثنا هشام، قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: «لا بأس بإصلاح اللحن والخطأ في الحديث».

458 - حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا علي، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا سحنون قال: حدثنا ابن وهب قال: سمعت معاوية بن صالح، يحدث عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: «حسبكم إذا جئناكم بالحديث على معناه».

459 - قال: وسمعت معاوية بن صالح، يحدث عن ربيعة بن يزيد، أن أبا الدرداء، كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فرغ منه قال: «اللهم إن لم يكن هكذا فكشكله».

460 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير, قال: حدثنا أبي حدثنا معن، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي الدرداء، فذكر مثله سواء.

461 - قال: وحدثنا أبي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عون، عن محمد بن سيرين قال: " كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ففرغ منه قال: «أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم».

462 - قال: وحدثنا أبو غسان، حدثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله، أَنَّهُ حدث يومًا بحديث فقال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أرعد وأرعدت ثيابه وقال: أو نحو هذا أو شبه هذا " قال أبو عمر: كلها حدثني بها عبد الوارث عن قاسم عن أحمد بن زهير أبي خيثمة.

463 - وروى عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود معنى حديث مسروق هذا إلا أَنَّهُ قال: أو نحو ذلك أو قريبًا من ذَلِكَ.

464 - وحدثنا خلف بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: «كنت أسمع الحديث من عشرة، اللفظ مختلف والمعنى واحد».

465 - وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد الفقيه ببغداد, قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن محمد قال: «كنت أسمع الحديث من عشرة، المعنى واحد واللفظ مختلف».

466 - حدثنا خلف بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن مطرف، قال: حدثنا أبو صالح أيوب بن سليمان، وأبو عبد الله محمد بن لبابة قالا: حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا معاذ بن الحكم الواسطي، عن عبد الرحمن بن زياد، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن قال: قلنا: يا أبا سعيد: " إنك تحدثنا بالحديث أنت أجود له سياقا منا قال: إذا كان المعنى واحدا فلا بأس ".

467 - وأخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، قال: حدثنا إبراهيم بن بكر، قال: حدثنا محمد بن الحسين الأزدي، قال: حدثنا عمران بن موسى بن فضالة، قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: " سألت أبا الوليد عن الرجل يصيب في كتابة الحرف المعجم غير معجم أو يجد الحرف المعجم بغير تعجيمه نحو التاء ثاء والباء ياء وعنده في ذلك التصحيف والناس يقولون الصواب قال: «يرجع إلى قول الناس فإن الأصل الصحة».

468 - قال أبو موسى، وسألت عبد الله بن داود، عن الرجل يسمع الحديث فيذهب من حفظه أو يذهب عنه فيذكره صاحبه أيصير إليه؟ قال: «نعم» قال الله تعالى: {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى}[البقرة: 282].

469 - قال الأزدي، وأخبرنا الغلابي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: «لا بأس أن يقول الرجل حديثه على العربية».

470 - أخبرنا محمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن معاوية، قال: أخبرنا إبراهيم بن موسى بن جميل، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا نصر بن علي قال: أخبرنا الأصمعي قال: سمعت ابن عون يقول: «أدركت ثلاثة يتشددون في الحروف، وثلاثة يرخصون في المعاني، فأما الذين يتشددون في الحروف فالقاسم، ورجاء، وابن سيرين، وكان أصحاب المعاني الحسن والشعبي وإبراهيم».

471 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا المقدام بن داود بن عيسى بن تليد قالا: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: دخلت أنا وأبو الأزهر، على واثلة بن الأسقع فقلنا: يا أبا الأسقع، حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه وهم ولا زيادة ولا نقصان، قال: " هل قرأ أحد منكم من القرآن هذه الليلة شيئًا؟ قال: " فقلنا: نعم وما نحن له بحافظين حتى إنا لنزيد الواو والألف وننقص، قال: «هذا القرآن مذ كذا بين أظهركم لا تألون حفظه، وإنكم تزعمون أنكم تزيدون وتنقصون فكيف بأحاديث سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى ألا يكون سمعناها منه إلا مرة واحدة، حسبكم إذا حدثتكم بالحديث على المعنى».

472 - وحدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الله بن يونس، قال: حدثنا بقي بن مخلد، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون قال: " كان من يتبع أن يحدث بالحديث كما سمع، محمد بن سيرين، والقاسم بن محمد، ورجاء بن حيوة، وكان ممن لا يتبع ذلك الحسن، وإبراهيم، والشعبي قال ابن عون: فقلت لمحمد: إن فلانًا لا يتبع الحديث أن يحدث به كما سمع فقال: أما إنه لو اتبعه كان خيرا له ".

473 - وبه عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص، عن أشعث، عن الحسن، والشعبي: «أنهما كانا لا يريان بأسًا بتقديم الحديث وتأخيره، وكان ابن سيرين يتكلفه كما سمع».

474 - وبه عن أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك، عن جابر، عن عامر قال: قلت له: " أسمع اللحن في الحديث قال: أقمه ".

475 - وأخبرنا خلف بن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى قالا: حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا سعيد بن عثمان، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أشهب قال: " سألت مالكًا رحمه الله عن الأحاديث يقدم فيها ويؤخر والمعنى واحد قال: «أما ما كان من قول النبي صلى الله عليه وسلم فإني أكره ذلك، وأكره أن يزاد فيها أو ينقص وما كان منها غير قول النبي صلى الله عليه وسلم فلا أرى بذلك بأسًا» قلت: حديث النبي صلى الله عليه وسلم يزاد فيه الواو والألف والمعنى واحد قال: «أرجو أن يكون هذا خفيفًا».

476 - أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد، وعبد الرحمن بن يحيى قالا: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن علي المدائني بمصر, قال: حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي، قال: حدثنا علي بن الحسن قال: " قلت لابن المبارك، يكون في الحديث لحن أقومه؟ قال: «نعم؛ لأن القوم لم يكونوا يلحنون، اللحن منا» قال أبو عمر: «وكان ممن يأبى أن ينصرف عن اللحن فيما روي عنه نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما، وأبو معمر عبد الله بن صخر الأزدي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح، ومحمد بن سيرين».

477 - ذكر أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية قال: «كنا نريد نافعًا على إقامة اللحن في الحديث فيأبى».

478 - وحدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا يوسف بن عدي، قال: حدثنا عثام بن علي، عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي معمر قال: «إني لأسمع في الحديث لحنًا فألحن اتباعًا لما سمعت».

479 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن الحسن الأنصاري، قال: حدثنا الزبير بن بكار الزبيري، قال: حدثنا عياش بن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، عن أبيه: " أَنَّهُ جاءه الدراوردي عبد العزيز بن محمد يعرض عليه الحديث فجعل يقرأ ويلحن لحنا منكرا فقال له المغيرة: ويحك يا دراوردي، كنت بإقامة لسانك قبل طلب هذا الشأن أحرى " والقول في هذا الباب ما قاله الحسن والشعبي وعطاء ومن تابعهم وهو الصواب وبالله التوفيق.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد