بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, الصَّلَاة والسلام عَلَى أشرف الأنبياء والمرسلين, وَعَلَى آله وصحبه أجمعين, أَمَّا بعد, اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.
القارئ:
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
باب فضل التعلم في الصغر والحض عليه
480 - حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي، قال: حدثنا أحمد بن الفضل الدينوري، قال: حدثنا أبو عيسى الرملي، قال: حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد قال: حدثني محمد بن أبي السري، قال: حدثنا يوسف بن عطية، قال: حدثنا مرزوق أبو عبد الله عن مكحول، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر وهو على ذلك كتب له أجر سبعين صديقًا».
شرح الشيخ:
تخريجه؟
الطالب: إسناده ضعيف جدًا
الشيخ: اقرأ التعليق.
الطالب: قال: محمد بن أبي السري هُوَ ابن المتوكل العسقلاني, قال الحافظ: صدوق عارف له أوهام كثيرة, وثقه ابن معين ولينه أبو حاتم, وقال ابن عدي: كثير الغلط, ويوسف بن عطية هُوَ البصري الصفاء مجمع عَلَى ضعفه؛ بَلْ قال النسائي: متروك, وَسُئِلَ عنه يحيى بن معين قال: ليس بشيء, وكناه البخاري أبا سهل, وقال: منكر الحديث, والحديث أخرجه الطبراني في الكبير بسنده وفيه يوسف بن عطية وهو متروك الحديث.
الشيخ: ضعيف جدًا, أكثر الأحاديث الَّتِي يوردها المؤلف كلها أكثرها ضعيفة, لكن قصده أن يورد ما ورد في الباب, «أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة حَتَّى يَكبر وهو على ذلك كتب له أجر سبعين صديقًا» هَذَا ضعيف, لكن التعلم في الصغير ينبغي المبادرة والحث عليها, أَمَّا كون هَذَا الأجر!.
القارئ:
481 - حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا سعيد بن أحمد بن جعفر الفهري بمصر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: حدثنا صدقة بن عبد الله، عن طلحة بن زيد، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تعلم العلم وهو شاب كان كوشم في حجر، ومن تعلم العلم بعدما يدخل في السن كان كالكاتب على ظهر الماء».
شرح الشيخ:
لا يصح هَذَا إيش قال عليه؟
الطالب: إسناده موضوع.
الشيخ: هَذَا كان مشهور عند النَّاس, التعلم في الصغر كالنقش في الحجر, صحيح هَذَا المعنى صحيح؛ لكن كونه حديث هَذَا باطل.
الطالب: ثبتت عن غيره من السَّلَف؟
الشيخ: نعم يعني من الحكمة أو من كلام العقلاء فَهُوَ صحيح أن التعلم في الصغر كالنقش في الحجر, يعني يثبت وَهَذَا واقع.
القارئ:
482 - أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا أبو سليمان البخاري، قال: حدثنا شيخ من أهل البصرة عن معبد، عن الحسن قال: «طلب الحديث في الصغر كالنقش في الحجر».
شرح الشيخ:
هَذَا موقوف عَلَى الحسن وفيه ضعيف وفيه مجهول فلا يصح.
القارئ:
483 - وأخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير ح، وحدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قالا: قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: «ما حفظت وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة».
شرح الشيخ:
هَذَا صحيح, لفظه صحيح يثبت.
القارئ:
484 - أخبرنا قاسم بن محمد أبو محمد رحمه الله قال: حدثنا خالد بن سعد، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن حيون، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل, قال: حدثني أبي، قال: حدثنا مطلب بن زياد، قال: حدثنا محمد بن أبان قال: قال الحسن بن علي، لبنيه ولبني أخيه: «تعلموا العلم؛ فإنكم صغار قوم وتكونون كبارهم غدًا فمن لم يحفظ منكم فليكتب».
485 - وأخبرنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو الميمون البجلي، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا أحمد بن شبويه، قال: حدثنا ابن نمير، عن الأعمش قال: قال لي إبراهيم، وأنا شاب في فريضة: «احفظ هذه لعلك أن تسأل عنها».
شرح الشيخ:
قال: وأنا شاب في فريضة كذا؟
الطالب: عَلَى مسألة فرضية لعلها.
الشيخ: إيش قال عليه؟
الطالب: إسناده صحيح.
الشيخ: في مسألة فريضة أو فريضة؟
الطالب: كاتب فريضة.
الشيخ: محتمل أن تكون مسألة متعلقة بالفرائض.
القارئ:
486 - وحدثنا خلف بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن علي بن مروان، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش قال: قال لي إبراهيم وأنا غلام في فريضة: «احفظ هذه فلعلك أن تسأل عنها».
شرح الشيخ:
إبراهيم بن يزيد النخعي.
القارئ:
487 - وأخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا عمارة بن غزية، عن عثمان بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، أَنَّهُ كان يقول لبنيه: «يا بني إن أزهد النَّاس في عالم أهله فهلموا إلي فتعلموا مني؛ فإنكم توشكون أن تكونوا كبار قوم، إني كنت صغيرًا لا ينظر إلي فلما أدركت من السن ما أدركت جعل الناس يسألوني، وما شيء أشد على امرئ من أن يسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله».
شرح الشيخ:
«إن أزهد النَّاس في عالم أهله» هَذَا هُوَ الواقع في الغالب؛ لِأَنَّهُ يعيش بينهم وإذا كثر المساس قل الإحساس, النَّاس يأتون من بعيد يسألونه وأهله ما يسألونه عن شيء, ولهذا قال عروة: «إن أزهد النَّاس في عالم أهله».
488 - أنشدني أبو نصر هارون بن موسى النحوي قال: أنشدني إسماعيل بن القاسم قال: أنشدنا ابن الأنباري قال: أنشدني أبي في أبيات ذكرها:
فهبني عذرت الفتى جاهلاً |
|
فما العذر فيه إذا المرء شاخا |
شرح الشيخ:
يعني نعذره إذا كان شابًا لكن كيف نعذره إذا كان شيخًا؟ لِأَنَّهُ فرط وصل إِلَى الشيخوخة ولا علم.
القارئ:
489 - وكان يقال: من أدب ابنه صغيرًا قرت عينه كبيرًا.
490 - ولابن أغبس في أبيات له:
ما أقبح الجهل على من بدا |
|
برأسه الشيب وما أشنعه |
شرح الشيخ:
ترجمه الأغبش هَذَا, ذكر له ترجمة؟
الطالب: لا.
القارئ:
491 - ولغيره:
رأيت الفهم لم يكن انتهابًا |
|
ولم يقسم على عدد السنين |
ولو أن السنين تقاسمته |
|
حوى الآباء أنصبة البنين |
شرح الشيخ:
لولا الأقسام كان الأب يأخذ من الابن نصيبه, لكن يقسم.
القارئ:
492 - وقال آخر:
يقوم من ميل الغلام المؤدب |
|
ولا ينفع التأديب والرأس أشيب |
شرح الشيخ:
يقوم من ميل الغلام يعني من انحرافه, يعني الشاب تقدر أن تقومه, تقوم الاعوجاج فيه, لكن الشيب ما فيه فائدة, ولذلك تجدون الآن المنصرين الآن والكفرة يركزون عَلَى الشباب؛ لِأَنَّ الشباب يتغير بخلاف الشيوخ الكبار ما يستطيعون في الغالب, الشيخ الكبير عَلَى ما نشأ عليه, فلا يستطيعوا أن يغيروه, لكن الشباب يستطيعون فيركزون عَلَى الشباب.
القارئ:
493 - وقال أمية بن أبي الصلت:
إن الغلام مطيع من يؤدبه |
|
ولا يطيعك ذو شيب بتأديب |
شرح الشيخ:
نعم الغلام مطيع مثل العجين, لكن الشيخ الكبير ما تستطيع.
القارئ:
494 - وقال آخر:
يقوم بالثقاف العود لدنا |
|
ولا يتقوم العود الصليب |
شرح الشيخ:
الطالب: الثقاف ما تسوى به الرماح (العود لدنًا) يعني لينًا.
الشيخ: العود الين يقوم والصلب لا يقوم, كذلك الشيخ صلب والغلام لين.
القارئ:
495 - وقال سابق البربري رحمه الله:
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل |
|
وليس ينفع عند الكبرة الأدب |
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت |
|
ولن يلين إذا قومته الخشب |
شرح الشيخ:
الأحداث جمع حدث وهو الصغير (في مهل) عَلَى مهل تفصل عليه, مرة بعد مرة بعد مرة وهكذا.
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ... ولن يلين إذا قومته الخشب
بعضهم يرى (إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت ... ولا تلين إذا كانت من الخشب) بعضهم يرونها هكذا.
القارئ:
496 - ويقال في المثل في مثل هذا: إنما يطبع الطين إذا كان رطبًا. وقد أخذه منصور في غير هذا المعنى فقال:
ولم تدم قط حال |
|
فاطبع وطينك رطب |
497 - وقال محمد بن مناذر من شعره المطول:
وإذا ما يبس العود عَلَى |
|
أود لم يستقم منه الأود |
شرح الشيخ:
قف عَلَى هَذَا.