شعار الموقع

شرح كتاب جامع بيان العلم وفضله_34

00:00
00:00
تحميل
96

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وَالصَّلَاة والسلام عَلَى أشرف الأنبياء والمرسلين وَعَلَى آله وصحبه أجمعين, أَمَّا بعد, اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.

القارئ:

قال المؤلف رحمه الله تعالى:

498 - ومما ينشد لخلف الأحمر:

خير ما ورث الرجال بنيهم
 

 

أدب صالح وحسن الثناء
 

هو خير من الدنانير والأوراق
 

 

في يوم شدة أو رخاء
 

تلك تفنى والدين والأدب الصا
 

 

لح لا يفنيان حتى اللقاء
 

إذا تأدبت يا بني صغيرا
 

 

كنت يوما تعد في الكبراء
 

وإذا ما أضعت نفسك ألفيت
 

 

كبيرا في زمرة الغوغاء
 

ليس عطف القضيب إن كان
 

 

رطبا وإذا كان يابسا بسواء
 

 

هكذا أنشدها غير واحد لخلف الأحمر، وأنشدها الخشني رحمه الله لإبراهيم بن داود البغدادي في قصيدة له طويلة يوصي فيها ابنه أولها:

يا بني اقترب من الفقهاء
 

 

وتعلم تكن من العلماء
 

 

499 - وكان يقال: من أدب ابنه أرغم أنف عدوه

500 - أخبرنا أحمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا بقي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن علية، عن ابن عون، عن محمد قال: " كانوا يقولون: أكرم ولدك وأحسن أدبه ".

501 - قال أبو بكر: وحدثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: " قال سليمان بن داود لابنه: من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا عن ولده ".

شرح الشيخ:

إيش قال عليه؟ علق عليه؟

الطالب: إسناده صحيح إِلَى يحيى بن أبي كثير, وأخرجه ابن أبي شيبة عن عيسى بن يونس به وعنده عَلَى ولده, والصواب: عن ولده والله أعلم.

الشيخ: أين السند؟

الطالب: السند: قال أبو بكر: وحدثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: " قال سليمان بن داود لابنه: من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا عن ولده ".

الشيخ: صحيح عن يحيى بن أبي كثير؟

الطالب: عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه.

الشيخ: وبين يحيى بن كثير وسليمان دهور, ومفازات تنقطع دونها أعناق المطي, كيف يحيى بن أبي كثير ينقل عنه سليمان بن داود؟!

الطالب: لعل المراد كناية عن التأديب؟

الشيخ: نعم عن التأديب لكن عن المقالة أسأل, قال سليمان بن داود.

الطالب: قال سليمان بن داود لابنه: من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا عن ولده.

الشيخ: باستمرار؟ التأديب يكون عند الحاجة.

القارئ:

502 - وأنشدني أحمد بن محمد بن هاشم قال: أنشدني علي بن عمر بن موسى القاضي قال: أنشدنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله المقرئ قال: أنشدنا أبو عبد الله نفطويه لنفسه:

أراني أنسى ما تعلمت في الكبر
 

 

ولست بناس ما تعلمت في الصغر
 

وما العلم إلا بالتعلم في الصبا
 

 

وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر
 

ولو فلق القلب المعلم في الصبا
 

 

لألفي فيه العلم كالنقش في الحجر
 

وما العلم بعد الشيب إلا تعسف
 

 

إذا كل قلب المرء والسمع والبصر
 

وما المرء إلا اثنان عقل ومنطق
 

 

فمن فاته هذا وهذا فقد دمر
 

 

503 - وقال آخر:

إن الحداثة لا تقصر
 

 

بالفتى المرزوق ذهنا
 

لكن تذكي عقله
 

 

فيفوق أكبر منه سنا
 

 

504 - وقال آخر:

إذا ما المرء لم يولد لبيبا
 

 

فليس بنافع قدم الولادة
 

 

505 - وحدثنا خلف بن أحمد، وعبد الرحمن بن يحيى قالا: قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحسين المدائني، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب بن الماجشون قال: قال لنا ابن شهاب، ونحن نسأله: «لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم».

506 - وذكره الحسن الحلواني في كتاب المعرفة قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: قال: حدثنا أبو سلمة يوسف بن الماجشون قال: قال لي ابن شهاب ولأخ لي وابن عم ونحن فتيان نسأله عن العلم: " لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم ".

شرح الشيخ:

هَذَا فيه نظر, عمر رضي الله عنه كان يجمع كبار الصَّحَابَة, يجمع أهل بدر ما يجمع الفتيان الصغار, ولما أدخل ابن عباس وكان صغير أنكر بَعْض الصَّحَابَة, فبين لهم عمر أن ابن عباس له رأي, إيش قال عليه؟

الطالب: إسناده صحيح.

الشيخ: فإن عمر.

الطالب: فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم.

الشيخ: هَذَا فيه نظر, الفتيان إذا كان المراد بهم الرجال الأقوياء, إِنَّمَا هُوَ يجمع أهل الرأي والكبار ما هم الفتيان هَذَا فيه نظر, معروف من عمر رضي الله عنه أَنَّهُ إذا حصل أمر يجمع أهل بدر, وأهل بدر كبار ما هم صغار, ما هم فتيان.

القارئ:

507 - قال الحلواني، وحدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت يعلى بن حكيم، يحدث عن عكرمة، عن ابن عباس قال: " لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاب، قلت لشاب من الأنصار: يا فلان هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنتعلم منهم؛ فإنهم كثير، قال: العجب لك يا ابن عباس أترى أن الناس يحتاجون إليك وفي الأرض من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فتركت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أَنَّهُ سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلاً فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح على وجهي حتى يخرج، فإذا خرج قال: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك؟ فأقول: حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك، قال: فيقول: فهلا بعثت إلي حتى آتيك، فأقول: أنا أحق أن آتيك فكان ذلك الرجل بعد ذَلِكَ يراني وقد ذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتاج إلي النَّاس فيقول: كنت أعقل مني ".

508 - وحدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: أخبرنا أبو عبيد قال: أخبرنا ابن علية، ومعاذ، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن الأحنف بن قيس، عن عمر رضي الله عنه قال: «تفقهوا قبل أن تسودوا».

509 - وحدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الله بن يونس، قال: حدثنا بقي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: قال عمر، «تفقهوا قبل أن تسودوا».

شرح الشيخ:

في رواية: «تفقهوا قبل أن تسودوا» وجاء «وبعد أن تسودوا» هَذَا لا يمنع, إذا سود الإنسان وصار له رئاسة أو عمل ما يستطيع أن يواصل طلب العلم, لكن قبل أن يسود, قبل أن يتولى العمل هُوَ متفرغ,  ولهذا قال: «تفقهوا قبل أن تسودوا» إذا سود انشغل بالسيادة, وجاء عنه قال: «وبعد أن  تسودوا» يعني إذا أمكن حَتَّى ولو بعد السيادة.

القارئ:

510 - قال أبو بكر، وحدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله قال: «تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه».

شرح الشيخ:

تكلم عليه؟

الطالب: قال: إسناده صحيح.

الشيخ: يختل؟

الطالب: لعل بمعنى يحتاج إليه.

الشيخ: كلمة يختل.

الطالب: في نسخة يخيل ( ...12:09) وعند الدارمي: متى يختلف إليه, وعند أبي خيثمة: يختل إليه, معناه متى يحتاج النَّاس إِلَى ما عنده من الخلة الحاجة.

الشيخ: أعد.

الطالب: قال: «تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه».

الشيخ: لعله يعني يكون النَّاس في حاجة إِلَى خلته.

القارئ:

511 - وقرأت على عبد الوارث أن قاسمًا حدثهم قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الغازي قال: أخبرني عبد الله بن شبيب، عن إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الحزامي قال: أخبرنا عبد الملك بن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون قال: أتيت المنذر بن عبد الله الحزامي، وأنا حديث السن، فلما تحدثت اهتز إلي على غيرة لما رأى في بعض الفصاحة فقال لي: «من أنت؟ » فقلت له: عبد الملك بن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، فقال: «اطلب العلم، فإن معك حذاءك وسقاءك».

512 - وذكر ابن وهب، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، أن لقمان الحكيم قال لابنه: «يا بني ابتغ العلم صغيرًا فإن ابتغاء العلم يشق على الكبير».

513 - قال أبو عمر: " أنشدني غير واحد لصالح بن عبد القدوس في شعر له:

وإن من أدبته في الصبا
 

 

كالعود يسقى الماء في غرسه
 

حتى تراه مونقا ناضرا
 

 

بعد الذي أبصرت من يبسه
 

والشيخ لا يترك أخلاقه
 

 

حتى يوارى في ثرى رمسه
 

إذا ارعوى عاد إلى جهله
 

 

كذا الصبا عاد إلى نكسه
 

 

514 - أخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا ابن الغازي، قال: حدثنا عبد الله بن شبيب قال: قال إبراهيم بن المنذر الحزامي، «ما رأيت شابًا قط لا يطلب العلم وَلَاسِيَّمَا إذا كانت له حدة إلا رحمته».

515 - قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثني بقية بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن سماعة قال: حدثني أبو عثمان القرشي، عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يستحي الشيخ أن يتعلم من الشباب».

شرح الشيخ:

نعم هَذَا الَّذِي ينبغي أن يتواضع.

الطالب: إسناده ضعيف هَذَا الحديث.

الشيخ: لكن معناه صحيح, بَعْض الشيوخ يكون عنده أنفة ما يقبل من الصغار, إذا كان طالب علم صغير وعرف الفتوى ونقلها فينبغي للكبير أن يقبلها منه.

القارئ:

516 - قال: حدثنا أحمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن فطيس، قال: حدثنا مالك بن سيف، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثنا الفضيل بن عياض، عن الأعمش، عن شقيق قال: قال عبد الله بن مسعود: «يا أيها الناس تعلموا العلم فإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه؟ ».

517 - وذكره عبد الرزاق، عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، سواء.

518 - وذكره عبد الرزاق، عن معمر عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن مسعود قال: «عليكم بالعلم؛ فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو إلى ما عنده؟».

شرح الشيخ:

تخريجه؟

الطالب: إسناده صحيح.

الشيخ: «عليكم بالعلم؛ فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو إلى ما عنده؟» نعم صحيح, وَأَيْضًا هُوَ عبادة, تعلم العلم الشرعي.

القارئ:

باب حمد السؤال والإلحاح في طلب العلم وذم ما منع منه

شرح الشيخ:

بركة قف عَلَى هَذَا.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد