بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وَالصَّلَاة والسلام عَلَى أشرف الأنبياء والمرسلين وَعَلَى آله وصحبه أجمعين, أَمَّا بعد, اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.
القارئ:
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى:
باب حمد السؤال والإلحاح في طلب العلم وذم ما منع منه
شرح الشيخ:
يعني بيان الكلام المحمود من السؤال وطلب العلم وبيان المذموم, فينقسم إِلَى قسمين:
- قسم ممدوح.
- وقسم مذموم.
قسم ممدوح محمود إذا كان السؤال لطلب العلم وللفائدة, وقسم مذموم إذا كان المقصد منها الرياء أو إعنات المسئول وإيقاعه في الحرج هَذَا المذموم, إذا كان يسأل للفائدة محمود, إذا كان يسأل لغير الفائدة فهذا مذموم.
القارئ:
519 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شفاء العي السؤال».
شرح الشيخ:
يعني حينما يكون عنده جهل شفاؤه السؤال يسأل للفائدة هَذَا ممدوح.
القارئ:
520 - وقالت عائشة رضي الله عنها: «رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن أمر دينهن».
شرح الشيخ:
قصدهن الفائدة هَذَا ممدوح.
القارئ:
521 - وقالت أم سليم: «يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق هل على المرأة من غسل»؟
522 - «واستحيا علي رضي الله عنه أن يسأل عن المذي لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابنته التي كانت عنده فأمر المقداد وعمارًا فسألا له رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك» وهذه الأحاديث مشهورة الأسانيد وقد ذكرتها من طرق في التمهيد.
523 - وقال عبد الله بن مسعود: «زيادة العلم الابتغاء، ودرك العلم السؤال فتعلم ما جهلت واعمل بما علمت».
شرح الشيخ:
دركه يعني إدراكه, يعني يدرك العلم بالسؤال, والابتغاء إذا كان يبتغي الفائدة فهذا فيه زيادة علم.
القارئ:
524 - وقال ابن شهاب: «العلم خزانة مفتاحها المسألة».
525 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا محمد بن بكر بن داسة، قال: أخبرنا أبو داود، قال: أخبرنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، عن شعبة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة قالت: «نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين ويتفقهن فيه».
526 - قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله، أن محمد بن معاوية القرشي أخبرهم، قال: حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح قال: سمعت ابن عباس، يخبر أن رجلاً أصابه جرح على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أصابه احتلام فأمر بالاغتسال فقر فمات.
شرح الشيخ:
أصابه القر والبرد فمات.
القارئ:
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «قتلوه قتلهم الله ألم يكن شفاء العي السؤال؟».
شرح الشيخ:
وَهَذَا يعرف بحديث الشجة, الرجل أصابته شجة ثُمَّ أصابه احتلام فسأل, قال للناس: هَلْ له رخصة يتيمم قالوا: لا, لَابُدَّ أن تغتسل, اغتسل فمات, فقال النَّبِيّ: « قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لَمْ يعلموا فإنما شفاء العي السؤال» هَذَا حديث ضعيف هَذَا.
القارئ:
هكذا رواه عبد الحميد بن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس، ورواه عبد الرزاق، عن الأوزاعي، عن رجل، عن عطاء، عن ابن عباس مثله سواء، وعبد الرزاق أثبت من عبد الحميد وزاد عبد الرزاق قال عطاء: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو اغتسل وترك موضع الجراح».
527 - وأنشدت لبعض المتقدمين:
إذا كنت في بلد جاهلاً |
|
وللعلم ملتمسا فاسأل |
فإن السؤال شفاء العمى |
|
كما قيل في المثل الأول |
528 - وقال الفرزدق:
ألا خبروني أيها الناس إنما |
|
سألت ومن يسأل عن العلم يعلم |
سؤال امرئ لم يعقل العلم صدره |
|
وما السائل الواعي الأحاديث كالعم |
529 - وقال أمية بن أبي الصلت:
لا يذهبن بك التفريط منتظرا |
|
طول الأناة ولا يطمح بك العجل |
فقد يزيد السؤال المرء تجربة |
|
ويستريح إلى الأخبار من يسل |
530 - وقال سابق:
وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلها |
|
ولا البصير كأعمى ما له بصر |
فاستخبر الناس عما أنت جاهله |
|
إذا عميت فقد يجلو العمى الخبر |
وله أَيْضًا:
وقد يقتل الجهل السؤال ويشتفي |
|
إذا عاين الأمر المهم المعاين |
وفي البحث قدما والسؤال لذي العمى |
|
شفاء وأشفى منهما ما تعاين |
531 - أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو هلال، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة: " أن معاوية بن أبي سفيان دعا دغفلاً النسابة.
شرح الشيخ:
قف عَلَى الحديث هَذَا.