بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وَالصَّلَاة والسلام عَلَى أشرف الأنبياء والمرسلين وَعَلَى آله وصحبه أجمعين, أَمَّا بعد, اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.
القارئ:
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتاب [جامع بيان العلم وفضله] في تتمة باب حمد السؤال والإلحاح في طلب العلم وذم ما منع منه:
531 - أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو هلال، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة: " أن معاوية بن أبي سفيان دعا دغفلاً النسابة فسأله عن العربية، وسأله عن أنساب الناس، وسأله عن النجوم فإذا رجل عالم فقال: يا دغفل، من أين حفظت هذا؟ قال: «حفظت هذا بقلب عقول ولسان سئول» وذكر تمام الخبر.
532 - وذكر ابن مجاهد، قال: حدثنا موسى بن إسحاق، قال: حدثنا هارون بن حاتم، قال: قال: حدثنا عبد الرحمن، عن عيسى الهمداني، عن المسيب بن عبد خير، عن أبيه قال: قال عمر: " من علم فليعلم ومن لم يعلم فيسأل العلماء، ألا إن القرآن نزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف ".
533 - وروى علي بن حوشب قال: سمعت مكحولًا يقول: " قدمت دمشق وما أنا بشيء من العلم أعلم مني بكذا لباب ذكره من أبواب العلم، قال: فأمسك أهلها عن مسألتي حتى ذهب ".
534 - وذكر الحلواني، قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث، عن ابن شهاب قال: «العلم خزائن ومفاتيحها السؤال».
شرح الشيخ:
هَذَا عن الزهري, علق عليه؟
الطالب: قال: إسناده حسن.
الشيخ: لاشك أن السؤال مفتاح العلم, سؤال الاسترشاد.
القارئ:
535 - قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا علي، قال: أخبرنا أحمد قال: حدثنا سحنون، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: «إن العلم خزائن وتفتحها المسألة».
536 - وأخبرنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن عمر بن موسى قال: حدثني أبي، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب قال: «إن هذا العلم خزانة وتفتحها المسألة».
537 - وأخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ببغداد قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: كان الخليل يقول: «العلوم أقفال والسؤالات مفاتيحها».
538 - قال أبو عمر: " كان الأصمعي ينشد:
شفاء العمى طول السؤال وإنما |
|
تمام العمى طول السكوت على الجهل |
539 - وقال سابق البربري:
والعلم يشفي إذا استشفى الجهول به |
|
وبالدواء قديمًا يحسم الداء |
540 - وقال آخر:
إذا كنت لا تدري ولم تك بالذي |
|
يسائل من يدري فكيف إذا تدري؟ |
538 - وروينا عن الخليل بن أحمد رحمه الله أَنَّهُ قال: " إن لم تعلم الناس ثوابًا فعلمهم لتدرس بتعليمهم علمك ولا تجزع بتفريع السؤال؛ فإنه ينبهك على علم ما لم تعلم ".
شرح الشيخ:
الطالب: ما المقصود بتفريع السؤال؟ تفريغ السؤال من السائل؟
الشيخ: أعد.
الطالب: " إن لم تعلم الناس ثوابًا فعلمهم لتدرس بتعليمهم علمك.
الشيخ: يقول: إن لم تعلمهم لأجل الثواب, فعلمهم لأجل أن تنتفع بتعليمهم تستفيد أنت لتعصم نفسك.
الطالب: قال: ولا تجزع بتفريع السؤال, وفي نسخة: من تقريع السؤال. فَإِنَّهُ ينبهك عَلَى علم ما لَمْ تعلم.
الشيخ: أعد قال الخليل بن أحمد إيش؟
الطالب: " إن لم تعلم الناس ثوابًا فعلمهم لتدرس بتعليمهم علمك ولا تجزع بتفريع السؤال؛ فإنه ينبهك على علم ما لم تعلم ".
الشيخ: يعني لا يزال ( ...06:49) الأسئلة حَتَّى يستفيد وتعلم شيئًا ما كان يعلمه.
القارئ:
542 - أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا داود بن أيوب بن أبي حجر قال: قدم رجل على ابن المبارك وعنده أهل الحديث فاستحيا أن يسأل، وجعل أهل الحديث يسألونه قال: فنظر ابن المبارك، إليه فكتب بطاقة وألقاها إليه فإذا فيها:
إن تلبست عن سؤالك عبد الله |
|
ترجع غدا بخفي حنين |
فأعنت الشيخ بالسؤال تجده |
|
سلسا يلقاك بالراحتين |
وإذا لم تصح صياح الثكالى |
|
قمت عنه وأنت صفر اليدين |
شرح الشيخ:
خفي حنين المثل المشهور ترجع بخفي حنين.
القارئ:
543 - وأنشد ابن الأعرابي:
وسل الفقيه تكن فقيها مثله |
|
من يتتبع في علم بفقه يمهر |
شرح الشيخ:
الطالب: في نسخة: ومن يسع في علم بفقه يمهر.
الشيخ: يكون ماهرًا يعني, يعني من يجمع بين العلم والفقه يكون ماهرًا هَذَا ظاهره, هَذَا كلام من؟
الطالب: هَذَا ابن الأعرابي.
القارئ:
وتدبر الذي تعني به |
|
لا خير في علم بغير تدبر |
544 - وروينا عن وهب بن منبه، وسليمان بن يسار أنهما قالا: «حسن المسألة نصف العلم، والرفق نصف العيش».
545 - وسئل الأصمعي بم نلت ما نلت؟ قال: " بكثرة سؤالي وتلقفي الحكمة الشرود ".
شرح الشيخ:
الحكمة يعني يقتنصها قبل أن تذهب, عمن هَذَا؟
الطالب: عن الأصمعي.
الشيخ: عن الأصمعي قال إيش؟
الطالب: بم نلت ما نلت؟ قال: " بكثرة سؤالي وتلقفي الحكمة الشرود ".
الشيخ: يعني السؤال مفتاح.
القارئ:
546 - أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن معن قال: قال لي عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: «ما شيء إلا وقد علمت منه إلا أشياء كنت أستحي أن أسأل عنها فكبرت وفي جهالتها».
شرح الشيخ:
يعني الشيء الَّذِي يستحي, قال البخاري: لا ينال العلم مستحًى ولا مستكبر, استحى فكبرت واستمرت جهالتها معه, من يستحي أن يطلب العلم ويجلس مع الطلاب ويزاحمهم الركب يبقى عَلَى جهالته, طول حياته يبقى جاهل, لا ينال العلم مستحًى ولا مستكبر.
القارئ:
547 - أخبرنا خلف بن سعيد، أنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر الحكم بن أبان، عن عكرمة قال: قال لي علي رضي الله عنه: " خمس احفظوهن لو ركبتم الإبل لأنضيتموهن من قبل أن تصيبوهن: لا يخاف عبد إلا ذنبه ولا يرجو إلا ربه ولا يستحي جاهل أن يسأل ولا يستحي عالم إن لم يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس له، ولا إيمان لمن لا صبر له ".
548 - وحدثنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن مطرف، قال: حدثنا سعيد بن عثمان، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا سفيان عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي قال: قال لي علي بن أبي طالب: «خذوا عني هؤلاء الكلمات فلو رحلتم فيهن المطي حتى أنضيتموه لم تبلغوه، لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي إذا كان لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحي إذا سئل عما لم يعلم أن يقول لا أعلم»، وذكر تمام الخبر مثله.
شرح الشيخ:
وَهَذِهِ كلها خصال طيبة. قف عَلَى: وقال علي.