بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى أشرف الأنبياء والمرسلين وَعَلَى آله وصحبه أجمعين, أَمَّا بعد, اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.
القارئ:
قال المصنف رحمه الله في تتمة باب جامع في الحال الَّتِي يُسأل بها العلم:
643 - ورأيت في بعض كتب العجم " سئل جالينوس بم كنت أعلم قرنائك بالطب؟ قال: لأني أنفقت في زيت المصابيح لدرس الكتب مثل ما أنفقوا في شرب الخمر ".
شرح الشيخ:
هَذَا من الفلاسفة والأطباء, طبيب فيلسوف, ما عندهم كهرباء المصابيح عَلَى الزيت, أنفق من الزيت مثل ما أنفقوا في شرب الخمر.
القارئ:
644 - وروي مثل هذا عن أفلاطون، والله أعلم.
شرح الشيخ:
أفلاطون كذلك فيلسوف وهو شيخ أرسطو, أرسطاليس رئيس الفلاسفة المشائين.
القارئ:
645 - وقيل لبزرجمهر: " بم أدركت ما أدركت من العلم؟ قال: ببكور كبكور الغراب وصبر كصبر الحمار وحرص كحرص الخنزير ".
شرح الشيخ:
مشهور بالحرص عَلَى أيْ شيء الخنزير, وبكور الغراب معروف, صبر كصبر الحمار يحمل عليه أثقال وهو صابر يتحمل, والغراب يبكر يأتي في البكور, في أول الصباح.
القارئ:
646 - وسئل أبو عثمان سعيد بن محمد الحداد عن رجل من أهل إفريقية من جيرانه منسوب إلى العلم قيل له: " كيف منزلته من العلم؟ فقال: ما أدري هو بالليل يشرب وبالنهار يركب فأنى له بالعلم ".
شرح الشيخ:
يعني بالليل يشرب والنهار يركب يعني ذهاب وإياب, في الليل أكل وفي النهار ذهاب وإياب كيف يحصل عَلَى العلم؟!
القارئ:
647 - وأخبرنا بعض أصحابنا قال: حدثنا محمد بن عمرون أبو عبد الله بمصر قال: حدثنا أحمد بن مسعود، قال: حدثنا إبراهيم بن جميل، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال: " سألت فضيل بن عياض رحمه الله، عن الصبر على المصيبات فقال: أن لا تبث.
شرح الشيخ:
يعني لا تتكلم ما تبوح ما في نفسك عَلَى الصبر تسكت.
القارئ:
قال: وسألته عن الزهد، فقال: الزهد القناعة وهو الغنى.
شرح الشيخ:
القناعة قناعة القلب أن يكون عنده قناعة, مثل الحديث: «الغنى غنى النفس».
القارئ:
وسألته عن الورع، فقال: اجتناب المحارم، وسألته عن التواضع فقال: أن تخضع للحق وتنقاد له ممن سمعته ولو كان أجهل الناس لزمك أن تقبله منه.
شرح الشيخ:
نعم قبول الْحَقِّ, هَذَا التواضع للحق.
القارئ:
قال: وكان يقال: علم علمك من يجهل وتعلم ممن يعلم؛ إذا فعلت ذلك علمت ما جهلت وحفظت ما علمت.
648 - وقال محمد بن مناذر:
ابذل العلم ولا تبخل به |
|
وإلى علمك علمًا فاستفد |
وتلق العلم من مستوثق |
|
ليس تعتاض من العلم الصفد |
فاغتنمها حكمة بالغة |
|
ليس فيها للألدين مسدد |
649 - وفيما رواه شيخنا عيسى بن سعيد المقرئ، عن أبي بكر محمد بن صالح الأبهري أَنَّهُ أنشده لبعضهم:
إذا لم يذاكر ذو العلوم بعلمه |
|
ولم يستزد علمًا نسي ما تعلما |
وكم جامع للعلم في كل مذهب |
|
يزيد على الأيام في جمعه عما |
650 - وقال آخر:
ما يدرك العلم إلا مشتغل |
|
بالعلم همته القرطاس والقلم |
651 - وقال رجل لأبي هريرة رضي الله عنه: " إني أريد أن أتعلم العلم وأخاف أن أضيعه، فقال أبو هريرة: كفى بتركك له تضييعا".
شرح الشيخ:
أنت الآن تركته هَذَا تضييعه الآن.
القارئ:
باب كيفية الرتبة في أخذ العلم.
شرح الشيخ:
بركة.