بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
أيها الأحبة في الله يسر إخوانكم في تسجيلات الراية الإسلامية بالرياض أن يقدموا لكم دروس الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي والتي ألقيت بجامع الأمير سلطان بمدينة الرياض ومع تفسير سورة البقرة من كتاب تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير رحمه الله تعالى، نسأله تعالى أن ينفع المسلمين بهذه الدروس وأن يجزي الشيخ عبد العزيز الراجحي خير الجزاء والآن نترككم مع مادة هذه الدروس.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:
[سورة البقرة مدنية، وآياتها ست وثمانون ومائتان.
بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر وأعن يا كريم
ذكر ما ورد في فضلها: قال الإمام أحمد: حدثنا عارم حدثنا معتمر عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة:255] من تحت العرش فوصلت بها -أو: فوصلت بسورة البقرة-، و(يس) قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم)، انفرد به أحمد.
وقد رواه أحمد -أيضا- عن عارم عن عبد الله بن المبارك عن سليمان التيمي عن أبي عثمان - وليس بـ النهدي - عن أبيه عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرءوها على موتاكم) يعني: (يس)، فقد تبين بهذا الإسناد معرفة المبهم في الرواية الأولى].
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تبين بالسند الثاني الرجل المبهم السند الأول فيه مبهم، لكن سمي في السند الثاني فزال الإبهام، ومعنى (اقرءوا على موتاكم (يس) يعني: اقرءوا على المحتضرين.
الأحاديث في قراءة (يس) على الموتى لا بأس بها لكن المعنى اقرءوا على موتاكم يعني على من حضره الموت، اقرءوا على الموتى يعني المحتضرين الذي حضره الموت وليس المراد قراءة القرآن بعد الموت؛ فإن قراءة القرآن بعد الموت وعند القبر بدعة ليست بمشروعة، ولكن المعنى اقرءوا على موتاكم يعني المحتضرين.
قال بعض العلماء: الحكمة من ذلك أنها تخفف عليه نزع الموت في سياق الموت المقصود اقرءوا على موتاكم يعني الذين حضرهم الموت المحتضرين لا أنها تقرأ بعد خروج روحه لأن القراءة على الميت لا تفيده بعد موته وهي بدعة سواء قبل الدفن أو بعده
وأبو عثمان قال عنه في (التقريب): ليس بالنهدي المقبول من الرابعة قيل اسمه سعد
في (تهذيب الكمال): قال ابن المديني: لم يرو عنه غير التيمي، وهو إسناد مجهول.
وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: هو أبو عثمان السلي.
وذكره ابن حبان في كتاب (الثقات).
الشيخ أبو عثمان النهدي هو الذي فيه ضعف هذا غير النهدي قال فيه ماذا؟
في (تهذيب الكمال): قال ابن المديني: لم يرو عنه غير التيمي، وهو إسناد مجهول.
وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: هو أبو عثمان السلي.
وذكره ابن حبان في كتاب (الثقات).
الشيخ من الراوي عنه هنا في السند؟
سليمان التيمي أخرج له أبو داود والنسائي والترمذي قيل اسمه سعد هذا الكلام في تهذيب الكمال ابن حجر قال عنه مقبول من الرابعة اسمه سعد
الشيخ مقبول يعني عند المتابعة له متابعة اقرءوا على الموتى يس فيها أخبار
[وقد أخرج هذا الحديث على هذه الصفة في الرواية الثانية أبو داود والنسائي وابن ماجة، وقد روى الترمذي من حديث حكيم بن جبير -وفيه ضعف- عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وفيها آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي)].
الشيخ نعم وهي أفضل آية في القرآن أفضل آية في القرآن آية الكرسي أعظم آية وأعظم سورة في القرآن الفاتحة فاتحة الكتاب أعظم سورة في القرآن سورة الفاتحة وأعظم آية آية الكرسي.
[وفي مسند أحمد وصحيح مسلم والترمذي والنسائي من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم قبورا؛ فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان) وقال الترمذي: حسن صحيح].
قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا بيوتكم قبورا" أي: لا تعطلوها من الصلاة والقراءة فتكون بمنزلة القبور؛ لأن القبور لا يقرأ فيها ولا يصلى فيها، فإذا عطل الإنسان البيت من القراءة والصلاة صار بمنزلة القبور.
وهذا فيه حث على الصلاة في البيوت، في الحديث الآخر: (صلوا في بيوتكم؛ فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة).
جاء في الحديث الآخر في آية الكرسي: (من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه الشيطان حتى يصبح)، رواه البخاري في الصحيح.
فإذا قرأ البقرة ففيها آية الكرسي، والشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
[وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثني ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تقرأ فيه) سنان بن سعد -ويقال بالعكس- وثقه ابن معين، واستنكر حديثه أحمد بن حنبل وغيره.
وقال أبو عبيد: حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبد الله -يعني ابن مسعود - رضي الله عنه قال: (إن الشيطان يفر من البيت يسمع فيه سورة البقرة)، ورواه النسائي في (اليوم والليلة)، وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث شعبة، ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه].
وهذا كما جاء في الحديث الآخر " أن الشيطان إذا سمع الأذان ولى وله ضراط ثم يرجع فإذا سمع الإقامة التثويب ولى" وكذلك إذا سمع قراءة القرآن يفر ولا يمنع منه أنه يرجع يفر عند قراءة القرآن ثم يرجع لا يمنع أن يرجع بعد ذلك كما أنه إذا سمع الأذان يفر ثم يرجع وكذلك إذا سمع الإقامة
القراءة إذا قرأ الإنسان بنفسه وكذلك أيضا إذا سمع فيه خير كونه يستمع لكن كونه يقرأه بنفسه هذا أفضل يحصل على أجر القراءة أما كونه يستمع يستفيد هذا مستمع لكن إذا لم يتيسر يقرأ لسانه طيب خير
[وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثني ابن أبي مريم عن ابن لهيعة]
ابن لهيعة ضعيف محتمل في السند السابق قال أبو عبيد؟
[وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثني ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك]
ابن لهيعة ضعيف في السند سنان بن سعد ذكر المؤلف أنه متكلم فيه؟
سؤال يكفي هذا التسجيل المسجل لسورة البقرة؟
كون الإنسان يقرأ بنفسه فإن هذا هو الأصل الأصل أن الإنسان يقرأ بنفسه قصد أن يتعبد، لكن إذا لم يتيسر أن يقرأ ولا يكون هناك قارئ وجاء بمسجل خير السماع
سؤال ولا يلزم أن يكون في جلسة واحدة؟ يلزم أن يكون في جلسة واحدة؟
إذا قرأ آية الكرسي نعم يحصل له هذا جاء أنها تكون في يوم فإذا قرأها في يوم
فإذا قرئت مرة واحدة كفت؟ سورة البقرة كاملة يطرد الشيطان؟
يفر ويرجع مثلما يفر من الأذان ويرجع
[وقال ابن مردويه: حدثنا أحمد بن كامل حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى يتغنى ويدع سورة البقرة يقرؤها؛ فإن الشيطان يفر من البيت تقرأ فيه سورة البقرة، وإن أصفر البيوت الجوف الصفر من كتاب الله)].
الصفر: يعني الخالي، يقال: فلان صفر اليدين أي: خالي، الصفر الخالي
السند فيه أبو عبيد قال أبو عبيد
[ابن مردويه حدثنا أحمد بن كامل حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود]
فيه عنعنة أبي إسحاق المدلس
الطالب وإن أصفر البيوت ...
محتمل أصفر يعني أخلى أو أصفر البيت الصفر الخالي ومنه الصفر العدد، ما فيه شيء ومنه الحديث في الصحيح: (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا) أي: خاليتين، فالصفر الخالي، (أصفر البيوت) يعني أخلاه، من الخلو
[وإن أصفر البيوت الجوف الصفر من كتاب الله وهكذا رواه النسائي في (اليوم والليلة) عن محمد بن نصر عن أيوب بن سليمان به.
وروى الدارمي في مسنده عن ابن مسعود قال: (ما من بيت تقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط).
وقال: (إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لبابا، وإن لباب القرآن المفصل)].
قوله صلى الله عليه وسلم: (ما من بيت تقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط)
هذا كما جاء في الأذان، فإن الشيطان إذا سمع الأذان ولى وله ضراط، وكذلك إذا سمع القرآن ولى وله ضراط، ولا يمنع من هذا أن يرجع، في الحديث في الأذان أنه، إذا انتهى المؤذن رجع فيوسوس، فإذا سمع الإقامة التثويب ولى، ثم يرجع فيوسوس بين المرء وبين نفسه فيذكره بالأشياء التي نسيها، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا، اذكر كذا، حتى ينصرف من صلاته ولا يدري إن صلى يعني كم صلى.
أصفر يعني خال ومعنى أصفر أنه بيت فقير خال من الخير
[وروى أيضا من طريق الشعبي قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة، أربع من أولها، وآية الكرسي، وآيتان بعدها، وثلاث آيات من آخرها) وفي رواية لم يقربه ولا أهله يومئذ الشيطان)].
وهذا السند ضعيف؛ لأنه منقطع، فـ الشعبي لم يدرك ابن مسعود رضي الله عنه، وأيضا في متنه غرابة، فإنه عد آيتين بعد آية الكرسي، والمعروف أربع آيات من أول سورة البقرة وآية الكرسي وآيتان من آخر سورة البقرة هنا عد ثلاث آيتين بعد آية الكرسي
[وفي رواية: (لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان، ولا شيء يكرهه، ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق)].
كذلك هذا أيضا من الغرابة [(لا يقرأن على مجنون إلا أفاق)].
[وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن البقرة، وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام).
رواه أبو القاسم الطبراني وأبو حاتم ابن حبان في صحيحه وابن مردويه من حديث الأزرق بن علي حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم عن سهل به، وعند ابن حبان خالد بن سعيد المديني].
وأبو حاتم ابن حبان، الواو زائدة، ابن حبان هو أبو حاتم، وأبو حاتم ابن حبان هو غير أبي حاتم الرازي صاحب الجرح والتعديل.
وهذا الحديث السابق فيه أن الشيطان لا يدخله ثلاثة أيام والحديث فيه ضعف، وخالد هذا متكلم فيه. ابن سعد أو ابن سعيد وعلى هذا فالشيطان لا يدخله ثلاثة أيام ما يدخل هذا السبب
[وقد روى الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذو عدد، فاستقرأهم، فاستقرأ كل واحد منهم ما معه من القرآن، فأتى على رجل من أحدثهم سنا فقال: ما معك يا فلان؟ فقال: معي كذا وكذا وسورة البقرة.
فقال: أمعك سورة البقرة؟! قال: نعم.
قال: اذهب فأنت أميرهم.
فقال رجل من أشرافهم: والله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا أني خشيت ألا أقوم بها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلموا القرآن واقرءوه؛ فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسك)].
لاشك أن القرآن كالجراب فيه مسك قرأه وتعلمه وعمل به استفاد من هذا المسك في هذا الجراب، ومن قرأه ولم يعمل به لم يستفد فاته هذا الخير الكثير، بل إنه يكون وبالا عليه إذا لم يعمل به، والعياذ بالله.
[هذا لفظ رواية الترمذي، ثم قال: هذا حديث حسن، ثم رواه من حديث الليث عن سعيد عن عطاء مولى أبي أحمد مرسلا، فالله أعلم].
[قال البخاري: وقال الليث: حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير رضي الله عنه قال: (بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ يا ابن حضير.
قال: قد أشفقت -يا رسول الله- على يحيى وكان منها قريبا، فرفعت رأسي وانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها.
قال: وتدري ما ذاك؟! قال: لا.
قال: تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم).
وهكذا رواه الإمام العالم أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب (فضائل القرآن) عن عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير عن الليث به، وقد روي من وجه آخر عن أسيد بن حضير كما تقدم، والله أعلم].
روي هذا أنه في سورة الكهف أنه كان يقرأ سورة الكهف، وذكر الحافظ أثر في هذا وأنها جالت الفرس، وأنها كانت قريبة من ولده يحيى كما جاء في هذا الحديث.
[وقد وقع نحوا من هذا لـ ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه، وذلك فيما رواه أبو عبيد: حدثنا عباد بن عباد عن جرير بن حازم عن عمه جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟! قال: فلعله قرأ سورة البقرة قال: فسألت ثابتا فقال: قرأت سورة البقرة)].
[تزهر] يعني: تضيء أو تنير، والحديث ضعيف؛ لأنه فيه مبهم أشياخ المدينة، وكذلك مرسل، لأنه ليس فيه صحابي ساقط
[وهذا إسناد جيد، إلا أن فيه إبهاما، ثم هو مرسل، والله أعلم].
الشيخ فيكون ضعيفا جيد يعني رجاله رجال السند لا بأس بهم، لولا الانقطاع الإرسال في الصحابي والإبهام.
[ذكر ما ورد في فضلها مع آل عمران.
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو نعيم حدثنا بشر بن مهاجر حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: (تعلموا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة ...)]
والبطلة: السحرة
[(...قال: ثم سكت ساعة ثم قال: تعلموا سورة البقرة وآل عمران؛ فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك.
فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة.
فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتان لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟! فيقال: بأخذ ولدكما القرآن.
ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها.
فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا)].
وشاحب اللون يعني: متغير اللون، وقوله: [(أظمأتك في الهواجر)] يعني: الصوم المراد أنه يصوم وهذا هو خلق أهل القرآن الذين يعملون بالقرآن، يصومون في النهار ويصلون في الليل؛ لأنهم يعملون بالقرآن، فهم أسبق الناس إلى الطاعات، فلذلك يعملون بالقرآن والقرآن فيه الدعوة إلى الصيام والصلاة والعمل ولهذا قال: (أظماتك في الهواجر) يعني: من كثرة الصيام (وأسهرت ليلك) بسبب القيام لأنه يقوم في الليل ويصلي (أظماتك في الهواجر) لأنه يصوم (وأسهرت ليلك) لأنه يقوم الليل
قارئ القرآن هو أسبق الناس إلى هذا الذين يعملون بالقرآن هم أهل الله وخاصته
قارئ القرآن يشمل الحافظ وغير الحافظ، الذي يقرأ ولو من المصحف يعمل بالقرآن فهو على خير عظيم يقرأ من المصحف ويصلي يعمل بالقرآن، يمتثل الأوامر ويجتنب النواهي والذي يحفظ ولا يعمل ما ينفعه المهم العمل فإذا حفظ يكون أفضل وإذا لم يحفظه وهو يعمل يكون على خير.
سؤال في هذا الحديث فهو في صعود مادام يقرأ في حديث عبد الله بن عمرو " يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ..."
هذا من الشواهد
هل يكون في حق الحافظ؟ ما هو ظاهر إنه في حق الحافظ؟ اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؟
ظاهره والله أعلم يشمل حتى من قرأ في المصحف يقرأ ويرتل من المصحف إذا كان يقرأ ويتدبر ويتأمل ويتفهم ويعمل فهو على خير لكن لا شك أن الذي يحفظ هو أفضل إن تيسر وإن لم يتيسر يقرأ ولو كان من المصحف تقرؤها تقرأ وتصعد في درج الجنة فلا يزال في صعود مادام يقرأ
فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها يشعر أنه في حفظ الله لأن الإنسان الذي يقرأ من المصحف سيقرأ كل القرآن إن كان فيها يعني فيه تفريق بين الحفظ القليل والحفظ الكثير
الله أعلم يشمل غير الحافظ الذي يقرأ عن ظهر قلب ويعمل وهو على خير ويكرره وهو على خير
سؤال
السبب القيام لأنه يقوم الليل يصلي الليل يصلي ويقرأ صلاة الليل فيها قراءة
بدون صلاة يقول هل يشمله هذا الحديث
على خير لكن كونه يقرأ ويصلي يجمع بينهما ويصلي فهو يقرأ ويراوح بين الجباه والأقدام، يقرأ القرآن في القيام في الركوع والسجود يتضرع إلى الله يدعو الله هذا هو الأفضل.
ينبغي للإنسان أن يختار الأفضل، قراءة القرآن عبادة لا شك لكن ما ينبغي للإنسان أن يترك الأفضل وهذا من حرص الشيطان على إضاعة الفضل على ابن آدم؛ لأن الشيطان يحرص على الإنسان أولا يدعوه له يعني مواقف مع الإنسان يدعوه إلى الكفر أولا والعياذ بالله والشرك، هذه الخطوة الأولى فإن ظفر به حصلت بغيته، وإن لم يظفر به دعاه إلى البدعة، فإن لم يظفر به دعاه إلى الكبيرة، فإن لم يظفر به دعاه إلى الصغيرة، فإن لم يظفر به دعاه إلى التوسع في المباحات، فإن لم يظفر به دعاه إلى أن يفعل المفضول ويترك الفاضل، مثل هذا يقول ما فيه داع اقرأ القرآن ولا تصل، أنت على خير، اقرأ القرآن فيفوت عليه الفضيلة كونه يقرأ ويصلي هذا أفضل أو مثلا يدعوه إلى أن يتعبد ويصلي الليل ويصوم النهار ولا فيه داع تطلب العلم، ولا تحضر الحلقات أنت الآن تتعبد هذا فوت عليه الأفضل، الأفضل طلب العلم، بعض الناس يتعبد ويصلي ويصوم ولكن ما يحرص على طلب العلم هذا فات عليه الأفضل فوت عليه الأفضل استفد. الشيطان من الخاسر هو الشيطان الدرجة التي بين فعل الفاضل والمفضول هذه صارت للشيطان لا ينبغي للإنسان أن يترك الأفضل ويعمل الفاضل.
[وروى ابن ماجة من حديث بشر بن المهاجر بعضه، وهذا إسناد حسن على شرط مسلم، فإن بشرا هذا خرج له مسلم، ووثقه ابن معين، وقال النسائي: ما به بأس.
إلا أن الإمام أحمد قال فيه: هو منكر الحديث، قد اعتبرت أحاديثه فإذا هي تأتي بالعجب.
وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه.
وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال ابن عدي: روى ما لا يتابع عليه.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي]
يعني جمع بين الأقوال هذه ولخصها في قوله لين الحديث للكلام الكثير فيه لكن لبعضه شواهد
[قلت: ولكن لبعضه شواهد، فمن ذلك حديث أبي أمامة الباهلي.
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الملك بن عمر حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرءوا القرآن؛ فإنه شافع لأهله يوم القيامة، اقرءوا الزهراوين -البقرة وآل عمران- فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان طير صواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة.
ثم قال: اقرءوا البقرة؛ فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)].
يعني العمل عمل الإنسان بقراءة البقرة وآل عمران يأتي هذا العمل كأنه غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف، عمل الإنسان هو الذي يستظل به معروف أن البقرة وآل عمران كلام الله، المعنى عمل الإنسان قراءته وعمله بالقرآن هو الذي يأتي يظل به كما جاء في الحديث الآخر أن الإنسان إذا وضع في قبره جاءه رجل حسن الوجه حسن الصورة طيب الريح، فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح.
الفاجر يأتيه رجل قبيح الوجه منتن الريح، فيقول: من أنت وجهك الوجه يجيء بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث. هذا العمل الصالح والعمل الخبيث يأتي في صورة رجل
كذلك عمل الإنسان بالبقرة وآل عمران يأتيان يظللان صاحبهما عمله وقراءته
[وقد رواه مسلم في الصلاة من حديث معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام عن جده أبي سلام ممطور الحبشي عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي به.
الزهراوان: المنيرتان. والغياية: ما أظلك من فوقك. والفرق: القطعة من الشيء. والصواف: المصطفة المتضامة. والبطلة: السحرة. ومعنى (لا تستطيعها) أي لا يمكنهم حفظها، وقيل: لا تستطيع النفوذ في قارئها. والله أعلم].
أي أن قوله: (لا تستطيعها البطلة) معناه: يعني السحرة لا يستطيعون حفظها؛ لأن القرآن مناف لما هم عليه من الشرك، فالقرآن توحيد والسحرة مشركون، فلا يستطيعون حفظها وهم على شركهم، أو لا يستطيعون العمل في صاحبها، فسحرهم فيه لا ينفذ. لا ينفذ سحرهم في قارئها
يقال: وجد من النصارى من حفظ القرآن وهو على كفره! يكون القول الثاني هو الأقرب
أحسب -والله أعلم- وجد هذا وهم بعيد ليس المراد والله أعلم الحفظ مجرد الحفظ، بل المراد الحفظ الذي يكون معه العمل، كما جاء عن الصحابة أنهم كانوا إذا يتعلموا عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا معانيها والعمل بها، ويسمى حفظا.
ومثل ما جاء في الحديث: (إن لله تسعة وتسعين اسما -مائة إلا واحدا- من أحصاها دخل الجنة) هذا لمن حفظها وليس المراد حفظها بالعد فقط، إنما الحفظ الملازم للعمل الذي يتبعه العمل، فالسحرة وكذلك الكفرة ما يفيدهم حفظ الآيات إذا حفظوها وهم لم يعملوا بها.
[ومن ذلك حديث النواس بن سمعان، قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال: سمعت النواس بن سمعان الكلابي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنها فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما).
ورواه مسلم عن إسحاق بن منصور عن يزيد بن عبد ربه به، والترمذي من حديث الوليد بن عبد الرحمن الجرشي به، وقال: حسن غريب].
يحتمل أن تكون تقدمهم بمعنى: تكون مقدمهم، مثل "يقدم قومه يوم القيامة " [هود:98] أما قدم يقدم إذا ورد، مثل: فلان قدم البلد. قدم يقدم
أما إذا كان يتقدم شيء يقال يقدم مثل قوله تعالى " يقدم قومه يوم القيامة " يعني يصير أولهم تقدمه على معنى أنها تكون أول تكون في الأول ثم يتبعها بعد ذلك
"...تقدمهم سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنها فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما).
ورواه مسلم عن إسحاق بن منصور عن يزيد بن عبد ربه به، والترمذي من حديث الوليد بن عبد الرحمن الجرشي به، وقال: حسن غريب].
(بينهما شرق) يعني نور بينهما نور.
[وقال أبو عبيد: حدثنا حجاج عن حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير قال: قال حماد: أحسبه عن أبي منيب عن عمه أن رجلا قرأ البقرة وآل عمران، فلما قضى صلاته قال له كعب: أقرأت البقرة وآل عمران؟ قال: نعم.
قال: فوالذي نفسي بيده إن فيهما اسم الله الذي إذا دعي به استجاب.
قال: فأخبرني به.
قال: لا والله لا أخبرك به، ولو أخبرتك به لأوشكت أن تدعوه بدعوة أهلك فيها أنا وأنت].
هذا كعب الأحبار ممن أسلم في زمن عمر بن الخطاب، من أسلم من أهل الكتاب ينقل عن بني إسرائيل كثيرا. هذا ظن منه أنه إذا قرأها يدعو باسم الله الأعظم والمعروف أن اسم الله الأعظم هو عند كثير من العلماء جاء في ثلاث آيات: في سورة البقرة في قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة:255] آية الكرسي، وفي أول سورة آل عمران في: {ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب} [آل عمران:2] وفي سورة طه: {وعنت الوجوه للحي القيوم} [طه:111].
وقال آخرون: اسم الله الأعظم المراد الأعظم بمعنى العظيم، وأسماء الله كلها حسنى وكلها عظيمة، كل أسماء الله حسنى وكلها عظيمة فمعنى الأعظم العظيم وهذا وصف لجميع أسماء الله تعالى.
[وحدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن سليم بن عامر أنه سمع أبا أمامة رضي الله عنه يقول: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل]
صدع يعني شق.
[يقول: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم قارئ يقرأ سورة البقرة؟ وهل فيكم قارئ يقرأ سورة آل عمران؟ قال: فإذا قال الرجل: نعم دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فيخطران به الجبل].
(يخطران) يعني يتجاوزان الخطر، يعني: يتجاوزان به الجبل الوعر.
[وحدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي عمران أنه سمع أم الدرداء تقول: إن رجلا ممن قرأ القرآن أغار على جار له فقتله، وإنه أقيد به فقتل، فما زال القرآن ينسل منه سورة سورة حتى بقيت البقرة وآل عمران جمعة، ثم إن آل عمران انسلت منه وأقامت البقرة جمعة]
أسبوع يعني صار القرآن ينسل وبقيت البقرة وآل عمران أسبوعا، ثم انسلت آل عمران فبقيت البقرة أسبوعا ثم انسلت، والمعنى أن البقرة وآل عمران بقيتا هما الأخيرتان وهذا يدل على فضلهما.
[فقيل لها: {ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد} [ق:29] قال: فخرجت كأنها السحابة العظيمة. قال أبو عبيد: أراه يعنى أنهما كانتا معه في قبره يدافعان عنه ويؤنسانه، فكانتا من آخر ما بقي معه من القرآن].
[وقال -أيضا-: حدثنا أبو مسهر الغساني عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدث أنه من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح. قال: فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئه].
هذا إن صح محمول على من قرأهما عن إيمان وصدق ورغبة، لا عن نفاق.
[وحدثنا يزيد عن ورقاء بن إياس عن سعيد بن جبير قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من قرأ البقرة وآل عمران في ليلة كان -أو كتب- من القانتين. فيه انقطاع، ولكن ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله وآله وسلم قرأ بهما في ركعة واحدة].
فيه انقطاع، من الراوي عن عمر سعيد بن جبير سعيد لم يدرك عمر "
نعم ثبت في الليل قرأ بالبقرة وآل عمران والنساء، كما في حديث حذيفة، في ركعة واحدة لا يمر بآية فيها رحمة إلا وقف يسأل، ولا بآية عذاب إلا وقف يتعوذ، ولا بآية تسبيح إلا وقف يسبح، وهذا قول عظيم مع التدبر، من يستطيع هذا خمسة أجزاء وربع في ركعة واحدة مع التدبر؟! قال حذيفة: (ثم ركع فكان ركوعه قريبا من قيامه ثم رفع ثم سجد فكان سجوده قريبا من قيامه)، هذا تحمل عظيم، مع أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، تقول له عائشة رضي الله عنها: (لم تفعل هذا -يا رسول الله- وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أكون عبدا شكورا) عليه الصلاة والسلام إنما يفعل هذا تعبدا لله عز وجل وشكرا لله، ولتتأسى به أمته عليه الصلاة والسلام.
وهذه النصوص فيها فضل هاتين السورتين العظيمتين، وذلك لما اشتملتا عليه من الأحكام العظيمة والأوامر والنواهي والآداب والأعمال والأوصاف والأخلاق للمؤمنين، والتحذير من صفات المنافقين والكفرة والفساق.
قال الحافظ رحمه الله: [ذكر ما ورد في فضل السبع الطوال: قال أبو عبيد: حدثنا هشام بن إسماعيل الدمشقي عن أحمد بن شعيب عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت السبع الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل) هذا حديث غريب، وسعيد بن أبي بشير فيه لين].
سعيد بن أبي بشير ضعيف
[وقد رواه أبو عبيد عن عبد الله بن صالح عن الليث عن سعيد بن أبي هلال قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، فذكره، والله أعلم].
[وقد رواه أبو عبيد عن عبد الله بن صالح عن الليث عن سعيد بن أبي هلال قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، فذكره، والله أعلم].
هذا معضل؛ ساقط أكثر من واحد بعد سعيد بن أبي هلال.
[ثم قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب عن حبيب بن هند الأسلمي عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أخذ السبع فهو حبر)].
يعني: عالم، من أخذ السبع الطوال من أخذها وعمل بها قرأها وعمل بها فهو (حبر) كالحبر وكالحبر بكسر الحاء وفتحها. فهو عالم
-إن صح- محمول على المراد من أخذها وعمل بها.
[وهذا -أيضا- غريب، وحبيب بن هند بن أسماء بن هند بن حارثة الأسلمي، وروى عنه عمرو بن عمرو وعبد الله بن أبي بكرة، وذكره أبو حاتم الرازي ولم يذكر فيه جرحا، والله أعلم.
وقد رواه الإمام أحمد عن سليمان بن داود وحسين كلاهما عن إسماعيل بن جعفر به، ورواه -أيضا- عن أبي سعيد عن سليمان بن بلال عن حبيب بن هند عن عائشة رضي الله عنها (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أخذ السبع الأول من القرآن فهو حبر).
قال أحمد: وحدثنا حسين حدثنا ابن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قال عبد الله بن أحمد: وهذا أرى فيه: (عن أبيه عن الأعرج)، ولكن كذا كان في الكتاب، فلا أدري أغفله أبي، أو كذا هو مرسل.
وروى الترمذي عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وهم ذوو عدد وقدم عليهم أحدثهم سنا لحفظه سورة البقرة، وقال له: اذهب فأنت أميرهم) وصححه الترمذي ثم قال أبو عبيد: حدثنا هشيم أنبأنا أبو بشر عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} [الحجر:87] قال: هي السبع الطول: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس.
قال: وقال مجاهد: هي السبع الطول، وهكذا قال مكحول، وعطية بن قيس، وأبو محمد الفارسي، وشداد بن أوس، ويحيى بن الحارث الذماري في تفسير الآية بذلك وفي تعدادها، وإن يونس هي السابعة].
وهذا ضعيف، في تفسير السبع لأمرين: الأمر الأول: أن السبع المثاني هي الفاتحة ليست السبع السور، قال كما جاء في الحديث: (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته).
وثانيا: أنه عد السبع الطوال عد يونس وترك التوبة وهي أطول منها، جعل السابعة يونس التوبة قبلها في ترتيب المصحف وهي أطول منها فيكون هذا فيه نكارة من جهتين
السبع المثاني هي الفاتحة، سبع آيات تسمى المثاني لأنها تثنى في كل ركعة، ليس المراد السبع الطوال.
[فصل: والبقرة جميعها مدنية بلا خلاف، وهي من أوائل ما نزل بها، لكن قوله تعالى فيه: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} [البقرة:281] الآية يقال: إنها آخر ما نزل من القرآن، ويحتمل أن تكون منها، وكذلك آيات الربا من آخر ما نزل، وكان خالد بن معدان يسمي البقرة فسطاط القرآن].
يقال: فسطاط وفسطاط وفسطاط. مثلث الفاء
[قال بعض العلماء: وهي مشتملة على ألف خبر وألف أمر وألف نهي، وقال العادون: آياتها مائتان وثمانون وسبع آيات، وكلماتها ستة آلاف كلمة ومائتان وإحدى وعشرون كلمة، وحروفها خمسة وعشرون ألفا وخمسمائة حرف، فالله أعلم.
قال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: نزلت بالمدينة سورة البقرة، وقال: خصيف عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة.
وقال الواقدي: حدثني الضحاك بن عثمان عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن ثابت عن أبيه قال: نزلت البقرة بالمدينة.
وهكذا قال غير واحد من الأئمة والعلماء والمفسرين، ولا خلاف فيه].
وإن كان في بعضهم خصيف هذا ضعيف، لكن المعروف عند العلماء أنها مدنية، والمعنى أنها نزلت بعد الهجرة، وهذا هو الصواب في تعريف المدني والمكي، المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعد الهجرة ولو كان نزل في مكة، فمثلا قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} [المائدة:3] نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وهي من آية المائدة، ومدنية هذا هو الصواب، هناك أقوال لأهل العلم في تعريف المدني والمكي، أن المكي ما نزل بمكة والمدني ما نزل بالمدينة، وما نزل في الأسفار فلا يصنف، والصواب أن المكي ما نزل قبل الهجرة، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني ولو نزل في مكة أو في الأسفار.
[وقال ابن مردويه: حدثنا محمد بن معمر حدثنا الحسن بن علي بن الوليد الفارسي حدثنا خلف بن هشام وقال حدثنا عيسى بن ميمون عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا: سورة البقرة، ولا سورة آل عمران، ولا سورة النساء، وكذا القرآن كله، ولكن قولوا: السورة التي يذكر فيها البقرة، والتي يذكر فيها آل عمران، وكذا القرآن كله) هذا حديث غريب لا يصح رفعه، وعيسى بن ميمون هذا هو أبو سلمة الخواص، وهو ضعيف الرواية لا يحتج به.
وقد ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه (أنه رمى الجمرة من بطن الوادي، فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه، ثم قال: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة) أخرجاه.
وروى ابن مردويه من حديث شعبة عن عقيل بن طلحة عن عتبة بن مرثد قال: (رأى النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخرا فقال: يا أصحاب سورة البقرة) وأظن هذا كان يوم حنين يوم ولوا مدبرين أمر العباس فناداهم: يا أصحاب الشجرة -يعني أهل بيعة الرضوان، وفي رواية: يا أصحاب سورة البقرة- لينشطهم بذلك، فجعلوا يقبلون من كل وجه].
وجعلوا يقولون يا لبيك يا لبيك في حنين وكان العباس جهوري الصوت-: يا أصحاب سورة البقرة، يا أصحاب سورة البقرة؛ فجعلوا يعطفون عليه عطف البقر على أولادها يقولون: يا لبيك، يا لبيك، رضي الله عنهم وأرضاهم.
[وكذلك يوم اليمامة مع أصحاب مسيلمة جعل الصحابة يفرون لكثافة جيش بني حنيفة، فجعل المهاجرون والأنصار يتنادون: يا أصحاب سورة البقرة.
حتى فتح الله عليهم، رضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين].
وهذا ثابت الصواب أنه لا بأس بقول (سورة البقرة) كما في حديث ابن مسعود لما رمى جمرة العقبة قال: (هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة)، وأما حديث أنس السابق فهو ضعيف " لا تقولوا سورة البقرة " هذا ثابت في الصحيحين وكذلك ثبت من الحديث السابق مخالف للأحاديث الصحيحة التي منها حديث ابن مسعود، وكذلك حديث (تعلموا سورة البقرة)، وفي غزوة حنين: (يا أصحاب سورة البقرة)، وفي يوم اليمامة: (يا أصحاب سورة البقرة). المعروف المنع من سورة البقرة هذا معروف عن الحجاج بن يوسف أمير العراق كان يتورع يقول: لا تقولوا سورة البقرة، قولوا: السورة التي تذكر فيها البقرة، والسورة التي تذكر فيها آل عمران. كما جاء أنه نهى يقال سورة البقرة وإنما يقول السورة التي تذكر فيها البقرة وهذا ورع في الحديث لا وجه له، مخالف للنصوص، والصواب أنه لا بأس بقول سورة البقرة ويتورع من قول (سورة البقرة) ولم يتورع من قتل العدد الكبير وإراقة الدماء، نسأل الله السلامة والعافية.
فالمقصود أن قول (سورة البقرة) لا بأس به. أما حديث أنس هذا كما سبق ضعيف " لا تقولوا سورة البقرة يخالف الأحاديث الصحيحة
يعني سورة البقرة هذا المراد هذا حذف من باب الاختصار
فيه أدلة كثيرة وتورع الحجاج لا وجه له
(عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود ")
هذا هو الواقع الآن الواقع يؤيد هذا اليهود ليسوا إلا قلة قليلة الآن في المكاتب جاءهم كثير يريد أن يسلم أعداد كثيرة هائلة من النصارى ولم نسمع عن يهودي واحد هل سمعتم عن يهودي أسلم ما سمعت وذلك أن اليهود عندهم عتو وعناد واستكبار نسأل الله السلامة والعافية
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
[بسم الله الرحمن الرحيم: {الم} [البقرة:1].
قد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور، فمنهم من قال: هي مما استأثر الله بعلمه.
فردوا علمها إلى الله ولم يفسرها، حكاه القرطبي في تفسيره عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين، وقاله عامر الشعبي وسفيان الثوري والربيع بن خثيم، واختاره أبو حاتم ابن حبان].
الصحيح (الربيع بن خثيم) بالتصغير وتقديم الثاء على الياء.
[ومنهم من فسرها، واختلف هؤلاء في معناها، فقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: إنما هي أسماء السور.
قال العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في تفسيره: وعليه إطباق الأكثر ونقله عن سيبويه أنه نص عليه، ويعتضد لهذا بما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم} [السجدة:1] و {هل أتى على الإنسان} [الإنسان:1]).
وقال سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال: (ألم) و (حم) و (المص) و (ص) فواتح افتتح الله بها القرآن.
وكذا قال غيره عن مجاهد، وقال مجاهد في رواية أبي حذيفة موسى بن مسعود عن شبل عن ابن أبي نجيح عنه أنه قال: (الم) اسم من أسماء القرآن.
وهكذا قال قتادة وزيد بن أسلم، ولعل هذا يرجع إلى معنى قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أنه اسم من أسماء السور؛ فإن كل سورة يطلق عليها اسم القرآن؛ فإنه يبعد أن يكون (المص) اسما للقرآن كله؛ لأن المتبادر إلى فهم سامع من يقول: قرأت (المص) إنما ذلك عبارة عن سورة الأعراف لا لمجموع القرآن، والله أعلم.
[وقيل: هي اسم من أسماء الله تعالى، فقال الشعبي: فواتح السور من أسماء الله تعالى.
وكذلك قال سالم بن عبد الله وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير، وقال شعبة عن السدي بلغني أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الم) اسم من أسماء الله الأعظم.
وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث شعبة].
هذا منقطع، والصواب القول الأول، أن الله تعالى أعلم بمعناها، هذه الحروف في أوائل السور لم يأت نص يعتمد عليه أو بأنها من أسماء السور، أو من أسماء الله. لا دليل عليه
الصواب كما قال هو القول الأول وهو مروي عدد من الصحابة عن الخلفاء الراشدين الله أعلم بمعناها
وأما الحكمة في إيرادها كما سيأتي ينقل المؤلف رحمه الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية وعن المزي أن الحكمة في الإتيان بها في أوائل السور بيان إعجاز القرآن، وأن القرآن نزل بلغة العرب الحروف الهجائية الثمانية والعشرين، ومع ذلك تحدى الله البشر أن يأتوا بمثله أو بعشر سور أو بسورة فعجزوا.
فافتتح الله هذه السور الحكمة لبيان إعجاز القرآن أما معناها فالله أعلم كما قال أهل القول الأول أما القول بأنها من أسماء السور أو أنها من أسماء الله لا دليل عليه
نعم ولكن الحكمة من إيرادها في أوائل السور كما ذكر شيخ الإسلام والمزي رحمه الله إنها لبيان إعجاز القرآن ولذلك كل سورة تفتتح بهذه الحروف يأتي بعدها بيان القرآن وإعجازه: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه} [البقرة:1 - 2]: {الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم * نزل عليك الكتاب} [آل عمران:1 - 3]: {ق والقرآن المجيد} ق:1]: {المص * كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج} [الأعراف:1 - 2]. كل سورة تبدأ بالحروف المقطعة يأتي بيان إعجاز القرآن هذا أقره شيخ الإسلام رحمة الله عليه كما ينقله الحافظ رحمه الله
(ألم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب)
(وقال شعبة عن السدي بلغني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (ألم): اسم من أسماء الله الأعظم]. هكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث شعبة ورواه ابن جرير عن بندار عن ابن مهدي عن شعبة قال ...)
وهذا لقب لمحمد بن بشار
(قال سألت عن شعبة قال سألت السدي عن "حم" و"طس" و"ألم "فقال قال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما هي اسم الله الأعظم)
الأول السدي عن ابن عباس يقول بلغني هذا منقطع،
[وقال ابن جرير: وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو النعمان حدثنا شعبة عن إسماعيل السدي عن مرة الهمداني قال: قال عبد الله، فذكر نحوه
وحكى مثله عن علي وابن عباس، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: هو قسم أقسم الله به، وهو من أسماء الله تعالى.
وروى ابن أبي حاتم وابن جرير من حديث ابن علية عن خالد الحذاء عن عكرمة أنه قال: (الم) قسم.
ورويا -أيضا- من حديث شريك بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما: (الم) قال: أنا الله أعلم.
وكذا قال سعيد بن جبير، وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (الم) قال: أما (الم) فهي حروف استفتحت من حروف هجاء أسماء الله تعالى.
وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى: (الم) قال: هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفا دارت فيها الألسن كلها، ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو من آلائه وبلائه ...)
آلائه نعمه وبلائه امتحانه واختباره
(...وليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم.
قال عيسى ابن مريم عليه السلام وعجب فقال: أعجب أنهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه، فكيف يكفرون به؟! فالألف مفتاح اسم الله، واللام مفتاح اسمه لطيف، والميم مفتاح اسمه مجيد، فالألف آلاء الله، واللام لطف الله، والميم مجد الله، والألف سنة، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون سنة.
هذا لفظ ابن أبي حاتم.
[ونحوه رواه ابن جرير، ثم شرع يوجه كل واحد من هذه الأقوال ويوفق بينها، وأنه لا منافاة بين كل واحد منها وبين الآخر، وأن الجمع ممكن، فهي أسماء للسور ومن أسماء الله تعالى يفتتح بها السور، فكل حرف منها دل على اسم من أسمائه وصفة من صفاته، كما افتتح سورا كثيرة بتحميده وتسبيحه وتعظيمه، قال: ولا مانع من دلالة الحرف منها على اسم من أسماء الله وعلى صفة من صفاته وعلى مدة وغير ذلك، كما ذكره الربيع بن أنس عن أبي العالية؛ لأن الكلمة الواحدة تطلق على معان كثيرة، كلفظ الأمة، فإنها تطلق ويراد بها الدين، كقوله تعالى: {إنا وجدنا آباءنا على أمة} [الزخرف:22]، وتطلق ويراد بها الرجل المطيع لله، كقوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين} [النحل:120]، وتطلق ويراد بها الجماعة، كقوله تعالى: {وجد عليه أمة من الناس يسقون} [القصص:23]، وقوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا} [النحل:36]، وتطلق ويراد بها الحين من الدهر، كقوله تعالى: {وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة} [يوسف:45] أي: بعد حين على أصح القولين، قال: فكذلك هذا.
هذا حاصل كلامه موجها].
يعني هذا حاصل كلام ابن جرير رحمه الله، وجه هذا بأنه لا مانع من أن تكون هذه الحروف المقطعة من أسماء الله ومن أسماء السور، في لفظ واحد مثل لفظ (الأمة) يأتي لمعان متعددة، يأتي بمعنى جماعة ويأتي بمعنى الدين ويأتي بمعنى الدهر والزمان " قد ادكر بعد أمة " بعد حين وزمان " إنا وجدنا آباءنا على أمة " على دين وملة " ووجد أمة من الناس يسقون " يعني جماعة ويطلق على الرجل المطيع يقتدى به " إن إبراهيم كان أمة " قال فكذلك هذه الحروف هي من أسماء الله ومن أسماء السور لكن يختلف هذا لأن هذه المعاني في وقت واحد، بل على حسب السياق، تأتي في سياق بمعنى الجماعة، وتأتي في سياق بمعنى الدين، ليست في سياق واحد أما هذا التوجيه الذي وجهه ابن جرير معناه في وقت واحد يقول في وقت واحد هي أسماء للسور، وهي في نفس الوقت أسماء لله، وهي في نفس الوقت تفيد المدد والآجال، فالتنظير ليس مماثلا، كما تعقب الحافظ رحمه الله.
[هذا حاصل كلامه موجها ولكن هذا ليس كما ذكره أبو العالية، فإن أبا العالية زعم أن الحرف دل على هذا وعلى هذا وعلى هذا معا)]
معا يعني في وقت واحد في سياق واحد يدل على هذا وعلى هذا من أسماء الله وأسماء السور ويدل على المدد وهو قسم على قول بأنه قسم هذا بعيد
[(ولفظ (الأمة) وما أشبهها من الألفاظ المشتركة في الاصطلاح إنما دل في القرآن في كل موطن على معنى واحد دل عليه سياق الكلام، فأما حمله على مجموع محامله إذا أمكن فمسألة مختلف فيها بين علماء الأصول ليس هذا موضع البحث فيها، والله أعلم.
ثم إن لفظة الأمة تدل على كل من معانيها في سياق الكلام بدلالة الوضع، فأما دلالة الحرف الواحد على اسم يمكن أن يدل على اسم آخر من غير أن يكون أحدهما أولى من الآخر في التقدير أو الإضمار بوضع ولا بغيره فهذا مما لا يفهم إلا بتوقيف، والمسألة مختلف فيها، وليس فيها إجماع حتى يحكم به، وما أنشدوه من الشواهد على صحة إطلاق الحرف الواحد على بقية الكلمة فإن في السياق ما يدل على ما حذف، بخلاف هذا، كما قال الشاعر: قلنا قفي لنا فقالت قاف لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف تعني: وقفت].
يعني قال قاف دل عليه ما سبق قفي قالت: قاف يعني قالت وقفت.
هذا اختصر الكلمة واكتفى بالحرف قاف لدلالة ما قبله عليه.
[وقال الآخر: ما للظليم عال كيف لا يا ينقض عنه جلده إذا يا فقال ابن جرير: كأنه أراد أن يقول: إذا يفعل كذا وكذا، فاكتفى بالياء من (يفعل).
وقال الآخر: بالخير خيرات وإن شرا فا ولا أريد الشر إلا أن تا يقول: وإن شرا فشرا، ولا أريد الشر إلا أن تشاء)]
حذف بقية الكلمة واكتفى بالحرف الأول هذا يختلف عن هذا هذا فيه دليل أما حمل
الحرف الواحد على معان متعددة مثل (الم) في نفس السياق هذا يحتاج إلى دليل كما ذكرنا، مع أن هذه الأقوال كلها ليس عليها دليل، فالصواب القول الأول، هو أنه لا يعلم معانيها الله أعلم بمعناها لا يعلم معناها إلا الله. أما القول من أسماء السور أو من أسماء الله أو أنها قسم أو أنها مدد تدل على المدد والآجال كل هذا لا دليل عليه والصواب الأسلم كما قال الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمة الله عليه القول الأول وهو مروي عن عدد من الصحابة منهم الخلفاء الراشدون الأربعة الله أعلم بمعناها وأما الحكمة في إيرادها فكما سيأتي النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية والحجاج المزي أن الحكمة من ذلك فهي بيان إعجاز القرآن
[(يقول: وإن شرا فشرا، ولا أريد الشر إلا أن تشاء فاكتفى بالفاء والتاء من الكلمتين عن بقيتهما ولكن هذا ظاهر من سياق الكلام والله أعلم].
[قال القرطبي: وفي الحديث: (من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة) الحديث، قال سفيان: هو أن يقول في اقتل: (اق)، وقال خصيف عن مجاهد أنه قال: فواتح السور كلها (ق) و (ص) و (حم) و (طسم) و (الر) وغير ذلك هجاء موضوع.
وقال بعض أهل العربية: هي حروف من حروف المعجم استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها التي هي تتمة الثمانية والعشرين حرفا، كما يقول القائل: ابني يكتب في (أب ت ث)، أي: في حروف المعجم الثمانية والعشرين، فيستغنى بذكر بعضها عن مجموعها، حكاه ابن جرير.