( المتن )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والسامعين
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
السابعة والثلاثون
التعبد باتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله
( الشرح )
نعم السابعة والثلاثون أنهم يتعبدون باتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله ورد الله عليهم بقوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ وقوله تعالى اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ يحلون الحرام ويحرمون الحلال ويعتقدون حله ويحرمون عليهم الحلال ويعتقدون حله هذا هو اتخاذ الأرباب من دون الله نعم
( المتن )
الثامنة والثلاثون
الإلحاد في الصفات كقوله تعالى وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ
( الشرح )
الثامنة والثلاثون الإلحاد في الصفات الإلحاد في الصفات يعني الميل بها عن الحق إما بإنكارها أو تأويلها تأويلاً فاسداَ
كقوله تعالى وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ هذا إلحاد ظنوا أن الله لا يعلم أنه لا يعلم بأعمالهم هذا إلحاد حيث جحدوا وقالوا أن الله لا يعلم بأعمالهم نعم
( المتن )
التاسعة والثلاثون
الإلحاد في الأسماء كقوله وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ
الشرح /
نعم التاسعة والثلاثون الإلحاد في الأسماء يعني الميل بها عن الحق ومن أعظم الميل جحدها كقوله وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ يعني يجحدون اسم الرحمن ولما أرادت قريش أن تكتب الصلح مع النبي ﷺ صلح الحديبية لما قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا لا يعرف الرحمن إلا الرحمن اكتب باسمك اللهم وهذا من جحدهم لاسم الرحمن قالوا لا يوجد اسم الله اكتب باسمك اللهم وهذا من الإلحاد في أسماء الله
( المتن )
الأربعون
التعطيل كقول آل فرعون
( الشرح )
الأربعون التعطيل كتعطيل الرب سبحانه وتعالى تعطيل يعني إنكار الرب سبحانه وتعالى كما قال فرعون أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى
ادعى أنه الرب وأنكر الرب العظيم وقال ما علمت لكم من إله غيري أنكر الرب العظيم الذي قامت بأمره السماوات والأرض هذا أعظم التعطيل أبطل المخلوقان والمصنوعات من خالقها وهو الله
( المتن )
الحادي والأربعون
نسبة النقائص لله سبحانه كالولد والحاجة والتعب مع تنزيهه رهبانهم عن بعض ذلك
( الشرح )
(الحادي والأربعون نسبة النقائص إلى الله إليه سبحانه كالولد قالوا وَقَالُواْ اتَّخَذَ الرحمن وَلَداً والحاجة كقول الله تعالى لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ نسبوا الله إلى الحاجة والتعب قالت اليهود لما أنزل الله تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ قالوا قالت اليهود قبحهم الله أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام أولها الأحد وآخرها الجمعة ثم تعب واستراح في يوم السبت فعز الله (وجل جلاله عن قول هذا لو أن الله أخبرنا ما ظن الإنسان أن هناك من يجرؤ أن يقول أن الله تعب وأن الله فقير لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ لكن هذا قول اليهود عندهم جرأة على الرب فأنزل الله وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ من تعب وإعياء مع تنزيه رهبانهم عن بعض ذلك رهبانهم وعبداهم ينزهونهم عن التعب وينزهونهم عن الحاجة ومع ذلك ينسبون الحاجة إلى الله تعالى الله عن ذلك نعم
( المتن )
الثانية والأربعون
الشرك في الملك كقول المجوس
( الشرح )
الثانية والأربعون الشرك في الملك الشرك في ملك الله كقول المجوس الذين يدعون أن الكون له خالقان خالق للخير وهو النور وخالق للشر وهو الظلمة فأشركوا في الملك والله تعالى هو المالك الذي ليس له شريك نعم
( المتن )
الثالثة والأربعون
جحود القدر
( الشرح )
نعم الثالثة والأربعون يجحدون القدر وأن الله تعالى لا يقدر الأشياء وينكرون ويجحدون وجحود القدر هذا كفر وردة فالإيمان بالقدر من أصول الإيمان الستة فمن جحد القدر كفر وكان متبعاً لأهل الجاهلية نعم
الله قدر الأشياء قبل كونها في الأزل علم الأشياء في الأزل قبل أن توجد ثم كتبها في اللوح المحفوظ ثم كل شيء في هذا الوجود كل شيء وقع في هذا الوجود أراد الله وجوده ثم إن كل في هذا الوجود الله خلقه هذه مراتب القدر الأربعة علم الله بالأشياء قبل كونها ثم كتابتها في اللوح المحفوظ التي هي الذوات والصفات والأفعال والحركات والسكنات والغنى والفقر والعز والذل والشقاء والسعادة كل شيء مكتوب وكل شيء في هذا القدر موجود لا بد أن تسبقه إرادة الله وهذه المرتبة الثالثة ثم الخلق والإجلال كل شيء خلقه الله في هذا الوجود خير أو شر الله خالق كل شيء وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا
نعم من مسائل الجاهلية جحود القدر نعم
( المتن )
الرابعة والأربعون
الاحتجاج على الله به
( الشرح )
الاحتجاج على الله بالقدر كقول المشركين يحتجون على شركهم لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ يحتجون على الله بالشرك بأن الله قدر عليهم وشاء تعالى الله عما يقولون نعم
الله أعطاهم السمع والبصر والفؤاد وأعطاهم القدرة على العمل والترك نعم
( المتن )
الخامسة والأربعون
معارضة شرع الله بقدره
( الشرح )
نعم الخامسة والأربعون يعارضون شرع الله بالقدر يقولون أن الله أمر بالصلاة وقدر علينا أن لا نصلي الله تعالى أمر بشيء وقدر علينا أن لا نفعله هم يعترضون على شرع الله يعارضون شرع الله بقدره وهذا أبطل الباطل وليس القدر حجة للعاصي على معصيته لأن الله أعطاه السمع والبصر ولهذا فإن العاجز لا يكلف ,العاجز إذا فقد العقل سقط التكليف والعاقل يكلف والمريض في الصحيح يؤمر أن يصلي قائم والمريض يصلي قائم لأنه عاجز في الحديث يصلي قائم فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع على جنبك فكيف يعارض شرع الله بقدره والله تعالى إنما يكلف المستطيع والعاجز لا يكلف يسقط عنه ما عجز عنه نعم
( المتن )
السادسة والأربعون
مسبة الدهر كقولهم نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ
( الشرح )
السادسة والأربعين من أعمالهم الجاهلية ومسائلهم مسبة الدهر أنهم يسبون الدهر كقولهم نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ نعم
( المتن )
السابعة والأربعون
إضافة نعم الله إلى غيره كقوله يَعْرِفُونَ نِعْمَة اللَّه ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا
( الشرح )
نعم السابعة والأربعون ينسبون نعم الله لغيره ينسبون نعمة الله لغيره الدليل قول الله تعالى يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ
( المتن )
الثامنة والأربعون
الكفر بآيات الله
( الشرح )
نعم الثامنة والأربعون من مسائل الجاهلية أنهم كفروا بآيات الله ومن كفر بآيات الله لم يؤمنوا بالقرآن كله بل جحدوا القرآن كله ولم يؤمنوا أنه من عند الله
( المتن )
التاسعة والأربعون
جحد بعضها
( الشرح )
التاسعة والأربعون جحد بعضها إذا جحد بعض آيات الله فهو كافر وإذا جحد الجميع فهو كافر أيضاً و الآيات تنقسم إلى قسمين فيه آيات الله القرآنية وفيه آيات الله الكونية آيات الله الكونية السماوات والأرضين والليل والنهار والشمس والقمر هذا من جحدها فقد جحد ربوبية الله جحد خلق الله للسماوات والأرض والنوع الثاني يجحد آيات الله يجحد القرآن وأنه كلام الله
( المتن )
الخمسون
قولهم مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ
( الشرح )
الخمسون قولهم مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ
يعني أنكروا نزول الوحي على الأنبياء قالوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ
وقال الله تعالى وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ
رد الله عليهم قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ
ولله قل الله الذي نزل الكتاب على موسى ثم ذرهم في خوضهم يلعبون نعم فإنكارهم نزول الوحي على بشر مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ما أنزل الله على بشر من شيء من الوحي
( المتن )
الحادية والخمسون
قولهم في القرآن إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ
( الشرح )
الحادية والخمسون قولهم في القرآن إنه ليس كلام الله إنما هو قول البشر أنزل الله تعالى أنزل في الآيات في الوليد بن المغيرة قال ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ثم تبعه بقوله سَأُصْلِيهِ سَقَرَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ. لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ. لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ. عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ
( المتن )
الثانية والخمسون
القدح في حكمة الله تعالى
( الشرح )
نعم الثانية والخمسون القدح في حكمة الله تعالى يقدحون في حكمة الله ويعترضون على الله ويقولون ويعترضون على حكمة الله في توفيقه للإيمان الضعفاء كعمار وصهيب قالوا الحق لو كان خيراً ما سبقونا إليه فالحق لا يكون إلا مع هؤلاء وكذلك أيضاً اعترضوا على الله قالوا كيف ينزل الله القرآن على محمد لماذا لم ينزل القرآن على رجل عظيم, عظيم مكة وعظيم الطائف وقالوا وْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا نعم
( المتن )
الثالثة والخمسون
إعمال الحيل الظاهرة والباطنة في دفع ما جاءت به الرسل كقوله تعالى وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وقوله وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ
( الشرح )
نعم الثالثة والخمسون إعمال الحيل الظاهرة والباطنة في دفع ما جاءت به الرسل يدبرون الحيل سواء كانت باطنة أو ظاهرة ويتشاورون في رد ما جاءت به الرسل من الحق كأن يقولون هذا سحر هذا ساحر هذا شاعر هذا قول البشر فهم يدبرون الحيل الظاهرة والباطنة في رد ما جاءت به الرسل وعدم قبوله كقوله وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ وأخبر الله تعالى عن اليهود قال وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ اسمعوا الحيلة قال بعضهم لبعض اذهبوا لمحمد وقولوا آمنا دخلنا في أول النهار وفي آخر النهار اكفروا حتى (يقول الناس لولا أنهم وجدوا خلل وأنهم باطل ما رجعوا حتى يقتدي بهم الأميون لأن ما عندهم علم الأميون العرب, العرب يقتدون بكم فأنتم أهل الكتاب وهم يظهرون الإيمان أول النهار ثم يكفرون آخره لعل من كان على ذلك ) يرجع عن دينه هذه من الحيل في دفع الحق وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ نسأل الله العافية
( المتن )
الرابعة والخمسون
الإقرار بالحق يتوصل به إلى دفعه كما قال في الآية
( الشرح )
نعم الرابعة والخمسون أنهم يقرون بالحق ليتوصلوا إلى رد الحق كما في الآية السابقة هم أقروا بالحق وآمنوا وقالوا دخلنا في دينك يا محمد آمنا وهذا هو الحق لأجل الدفع حتى يكفروا في آخر النهار (حتى يردهم نعم
( المتن )
الخامسة والخمسون
التعصب في المذهب قوله فيها وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ
( الشرح )
نعم الخامسة والخمسون التعصب للمذهب يتعصبون لما هم عليه كقولهم وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ أما الطوائف الأخرى لا وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ هذا تعصب والواجب على الإنسان أن يعمل بالحق ويقبل بالحق نعم
( المتن )
السادسة والخمسون
تسمية لاتباع الإسلام شركاً كما ذكره في قول الله تعالى مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ
( الشرح )
نعم السادسة والخمسون
تسمية اتباع الإسلام شركاً يقول من تبع الإسلام فهو مشرك كما قال الله تعالى في قوله مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ يقول إنهم يقولون إن إذا اتبعوا محمد أشركتم أي عبدتم محمد فرد الله عليهم بقوله يعني إذا اتبعتم الأنبياء يعني عبدتموهم من دون الله رد الله عليهم بقوله النبي لا يمكن الذي يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ويأمر الناس بعبادة نفسه لا يمكن هذا , هذا مستحيل لأن الله من عليه بالهداية ووفقه لا يمكن فهو معصوم من الشرك ولهذا قال الله مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ يعني هو النبي ثم يقول للناس اعبدوني من دون الله لا يمكن هذا , هذا معصوم النبي الذي اصطفاه الله للنبوة عصمه الله من الشرك مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ نعم
( المتن )
السابعة والخمسون
تحريف الكلم عن مواضعه
( الشرح )
المسألة السابعة والخمسون هي تحريف الكلم عن مواضعه يحرفون الكلم عن مواضعه والتحريف يكون في اللفظ ويكون في المعنى فاليهود لما قال لهم الله لما قال لهم أنبياءهم قال لهم نبيهم ادخلوا الباب سجداً باب بيت المقدس ادخلوا الباب وقولوا حطة ادخلوا الباب سجداً يعني ركوعاً خاضعين لله الخضوع والذل لله وقولوا حطة حط يا الله عنا ذنوبنا واغفر لنا فغيروا في القول والفعل أما بالفعل أمرهم الله أن يدخلوا ركوعاً فدخلوا يزحفون على مقاعدهم هذا التغيير أما بالفعل فلما قال لهم الله قولوا حطة قالوا حنطة (زادوا نون ) فهذا من تحريف الكلم عن مواضعه وكذلك من حرف القرآن وفسره بغير معناه لأن القرآن حفظه الله بحفظه لا يمكن لأحد أن يغير لفظه فصاروا يغيرون المعنى ويحرفونه يحرفون الكلم عن مواضعه نعم يحرفون الكلم عن مواضعه هذه من صفات أهل الجاهلية الكفرة واليهود حرفوا الألفاظ وأشباههم حرفوا المعاني
( المتن )
الثامنة والخمسون
لي الألسنة بالكتاب
( الشرح )
نعم الثامنة والخمسون يلوون ألسنتهم بالكتاب قال الله تعالى وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ فهذا لي الألسنة بالكتاب هذا فريق من أهل الكتاب من اليهود يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من أهل الكتاب يعني يزورون ويموهون حتى يظن الناس أن هذا من كتاب الله وهو مما كتبوه ونسبوه إلى الله ولهذا قال الله وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وما هو من عند الله
نعم
( المتن )
التاسعة والخمسون
تلقيب أهل الهدى بالصباة والحشوية
( الشرح )
نعم الثامنة والخمسون تلقيب أهل الهدى بالصباة يقولون من تبع الحق فهذا صابي كما أن المشركين من آمن منهم ودخل في الإسلام قالوا هذا صابي ثمامة لما كان رئيساً لأهل نجد لما أخذه الصحابة وأسروه ثم أسلم بعد ذلك ولما جاء إلى أهل مكة أو كفار مكة قالوا صبوت يا ثمامة صبوت قال بل أسلمت لله رب العالمين ولا والله ما بعث فيكم حب حنطة من اليمامة حتى (يأذن لي رسول الله فقهم يقولون لمن أسلم صابي يسمونهم صباة وكذلك أيضاً هم يلقبون أهل الهدى بالصباة هذا من موافقة المشركين من أخلاهم وكذلك يسمون أهل الحق بالحشوية أهل البدع يسمونهم بالحشوية حشوي من الحشو أو من الأشياء التي تنبت في الزرع وهي لا فائدة منها يسمونها الحشوية نعم
( المتن )
الستون
افتراء الكذب على الله
( الشرح )
الستون افتراء الكذب يفترون على الله الكذب وهم يعلمون وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ فهؤلاء يفترون على الله الكذب الكفرة من ذلك أنهم يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هذا من عند الله هذا من افتراء الكذب هذه المسائل التي خالف فيها النبي أهل الجاهلية نعم
( المتن )
الحادية والستون
التكذيب
( الشرح )
الحادية والستون التكذيب تكذيب الرسل فيما جاؤوا به من عند الله نعم الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل ليصدقوا وليؤمنوا بهم أرسلهم لهداية الناس فالواجب الإيمان بهم وتصديقهم واتباعهم وتعزيرهم وتوقيرهم وهؤلاء يكذبونهم
( المتن )
الثانية والستون
كونهم إذا غلبوا بالحجة فزعوا إلى الشكوى للملوك كما قالوا أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ
( الشرح )
نعم الثانية والستون / كونهم إذا غلبوا بالحجة فزعوا إلى القوة فزعوا إلى القوة لأنهم لا يستطيعون أن يقابلوا الحجة بالحجة فإذا غلبوا فزعوا إلى الشكوى إلى الملوك ذهبوا إلى الملوك والأمراء وقالوا هؤلاء يريدون أن يفسدوا الناس عليك يريدون أن يخرجوا عليك يريدون الملك كما قال قوم فرعون لفرعون أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ
وكذلك أتباعهم من المبتدعة تدري المبتدعة إذا غلبهم أهل السنة بالحجة وبينوا لهم ما هم عليه من الباطل ذهبوا إلى الملوك والأمراء قالوا هؤلاء يريدون أن يخرجون عليكم يريدون أن ينفروا الناس منكم يريدون كذا يفزعون للقوة لأنهم لا يستطيعون مقاومة الحجة بالحجة فيفزعون إلى القوة نعم
فرعون كذلك لما عجز عن مقابلة موسى فزع إلى القوة قال قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ففزع إلى القوة لجأ إلى القوة لأنه لا يستطيع مقابلة موسى بالحجة نعم
( المتن )
الثالثة والستون
رمي أهل الحق بالفساد في الأرض كما في الآية
( الشرح )
الثالثة والستون رميهم أهل الحق بالفساد في الأرض كقولهم أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ
( المتن )
المسألة الحادية والستون
التكذيب
( الشرح )
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين أما بعد فالمسألة الحادية والستون من المسائل التي خالف فيه الرسول ﷺ أهل الجاهلية من الأميين والكتابيين التكذيب فإن من صفات الكفرة التكذيب للرسل تكذيب ما جاؤوا به من عند الله والكفر كما سبق أنواع من أنواعه التكذيب ومن أنواعه الربا والاستكبار مع التصديق ومن أنواعه الظن ومن أنواعه النفاق ومن أنواعه الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به هذه كلها من أنواع الكفر وهي معتقد الجاهلية تارة يكون الكافر يكذب ويجحد يكذب الرسل ويجحد بلسانه وإن كان مصدقاً بقلبه وتارة يصدق بلسانه ولكن يستكبر ويأبى عن الامتناع والعمل كإبليس وفرعون وأبي جهل وأبي طالب وغيرهم من الكفرة الذين يقرون ويعترفون أن ما جاء به محمد ﷺ هو الحق لكنهم يأبون ويستكبرون عن الاتباع و الانقياد والعمل فهذا نوع وهذا نوع كلها من مسائل الجاهلية بعض الكفرة يكذب وبعضهم يأبى ويستكبر وبعضهم يكون عنده شك و ظن في الساعة أو في القيامة أو في البعث أو في ربوبية الله أو في ألوهيته أو في أسمائه أو في القدر بعضهم يكون عنده نفاق يظهر الإيمان ويبطن الكفر فيقول كفر بالنفاق وبعضهم يكون كفرهم بالإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعبد الله فهذه وجوه التكذيب نعم
( المتن )
الثانية والستون
كونهم إذا غلبوا بالحجة فزعوا بالشكوى إلى الملوك كما قالوا أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ
( الشرح )
نعم الثانية والستون كونهم إذا غلبوا بالحجة كونهم لا يستطيعون المقاومة بالحجة فزعوا إلى الشكوى إلى السلطان إلى الملوك كما قال الله عن الملأ من قوم فرعون والأشراف أنهم قالوا لفرعون أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ فقال لهم سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ نعم وهذا يدل على الانهزام لأنهم مغلوبون ولو كان عندهم غلبه لقابلوا الحجة بالحجة لكنهم لجأوا إلى القوة لعجزهم عن مقابلة الحجة بالحجة نعم
( المتن )
الثالثة والستون
رميهم أهل الحق بالفساد في الأرض كما في الآية
( الشرح )
نعم الثالثة والستون أنهم يرمون أهل الصلاح وأهل التقوى والأنبياء وأتباعهم بأنهم مفسدون في الأرض كما في الآية أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ فرعون يخشى من موسى على قومه من أن ينشر الفساد فرعون مشفق يظهر نفسه أنه مشفق على قومه وأنه يخشى أن يفسد موسى عليهم دينهم وأن يفسد في الأرض هكذا فانقلبت الموازيين عند الكفرة
( المتن )
الرابعة والستون
رميهم إياهم بانتقاص دين الملك كما قال تعالى وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ وكما قال تعالى إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ
( الشرح )
نعم الرابعة والستون من صفات أهل الجاهلية من أخلاق أهل الجاهلية الذين خالفوا فيها الرسول ﷺ رميهم بانتقاص دين الملك وأنهم يريدون أن ينتقصوا دين الملك كما قال الله عن الملأ من قوم فرعون وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ يعني موسى وقومه يفسدون في الأرض ويتركونك وينقصون آلهتك وكما قال الله أن فرعون قال إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ نعم
( المتن )
الخامسة والستون
رميهم إياهم بانتقاص آلهة الملك كما في الآية
( الشرح )
نعم الخامسة والستون رميهم المصلحين بأنهم ينتقصون معبود الملك آلهة الملك وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ وهذا الدليل يدل أن فرعن له آلهة يعبدها من دون الله كما قال الله كما دلت الآية الكريمة وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ دل على أن فرعون له آلهة يعبده في السر يعبده فيكون فرعون مشرك وجاحد مشرك لأن له آلهة يعبدها ولهذا قال وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ وجاحد لأنه أنكر الرب العظيم الذي قامت بأمره السماوات والأرض قال عن نفسه وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قال لموسى وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قال مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فهو جاحد معطل يكون كافر بالجحود والتعطيل وكافرا بالشرك لأن له آلهة يعبدها من دون الله نعم
( المتن )
السادسة والستون
رميهم إياهم بتبديل الدين كما قال تعالى إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ
( الشرح )
نعم السادسة والستون رميهم إياهم بتبديل الدين فهذه كلها يستنبطها المؤلف رحمه الله من آية واحدة
الأولى رميهم إياهم بانتقاص آلهة الملك والتي بعدها رميهم إياهم بتبديل الدين كما قال تعالى عن فرعون أنه قال إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ نعم
( المتن )
السابعة والستون
رميهم إياهم بانتقاص الملك كقولهم وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ
( الشرح )
السابعة والستون/ رميهم إياهم بانتقاص الملك نفسه كقولهم وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ فهذه الآية استنبط المؤلف منها عدة مسائل رميهم إياهم أنهم يرمون بانتقاص دين الملك أو رميهم إياهم بانتقاص الملك نفسه ورميهم إياهم بانتقاص آلهة الملك رميهم بانتقاص الدين رميهم إياهم بالفساد بالأرض كل هذا من آية واحدة هذا القرآن العظيم مع التأمل والتدبر يستفيد منه المسلم مسائل وأحكام وفوائد عظيمة فإذا تدبر الإنسان القرآن حصل على العلم الغزير
فتدبر القرآن و اتباع الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن
( المتن )
الثامنة والستون
دعواهم العمل بما عندهم من الحق، كقولهم نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا مع تركهم إياه
( الشرح )
نعم الثامنة والستين دعواهم العمل بما عندهم من الحق، يدعون أنهم يعملون بما عندهم من الحق مع تركهم إياه وهم كاذبون ومع ذلك يدعون أنهم يعملون بما عندهم من الحق كقوله تعالى وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا يكفينا ما عندنا إذا قيل لليهود آمنوا بما أنزل الله من القرآن قالوا لا يكفينا أن نؤمن بالتوراة التي عندنا وهم كذبة لو آمنوا بالتوراة لآمنوا بالقرآن لأن كتاب الله التوراة يدعو إلى الإيمان بالقرآن يدعوهم إلى الإيمان بالقرآن نعم
( المتن )
التاسعة والستون
الزيادة في العبادة كفعلهم يوم عاشوراء
( الشرح )
نعم التاسعة والستون / الزيادة في العبادة كفعلهم يوم عاشوراء وهذا يحتمل أنه يراد به الصيام فإن النبي ﷺ وإذا باليهود يصومون اليوم العاشر قالوا هذا يوم صالح نجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فيه فرعون وقومه فصامه موسى شكراً لله ونحن نصومه ويحتمل أنهم يفعلون أشياء يتعبدون بها في يوم عاشوراء غير الصيام لم تشرع نعم
( المتن )
السبعون
نقصهم منها كتركهم الوقوف بعرفات
( الشرح )
السبعون / نقصهم من العبادة التي قبلها الزيادة في العبادة فلا يجوز للإنسان أن يزيد في العبادة الزيادة في العبادة توقيفية فلا يزيد ولا ينقص فلا يجوز للإنسان أن يزيد في الصلاة ركوعاً أو سجودا ً أو ركعة أو يؤخر العبادة أو يقدمها كذلك لا يجوز له أن ينتقص منها شيئاً فالزيادة في العبادة من أعمال الجاهلية وكذلك النقص منها النقص كتركهم الوقوف بعرفات وهذا تفعله قريش أهل مكة كانوا يحجون وهم مشركون الكفار يحجون وهم مشركون كان الكفار يحجون وهم مشركون ويصومون هذا على دين إبراهيم ويصلون وابتدعت قريش بدعة وهي النقص في العبادة فكان الحجاج يحجون ويتجاوزون حدود الحرم إلى عرفة فيقفون بعرفة فابتدعت قريش ونقصت العبادة فصاروا يقفون بمزدلفة فصار الحجاج كلهم يقفون بعرفة إلا قريش فإنهم يقفون بمزدلفة ويقولون نحن أهل الحرم فلا نتجاوز الحرم نحن أهل مكة ونحن (الحمس لتحمسهم في العبادة فيقولون نحن أهل الحرم ونحن الحمس فلا نتجاوز الحرم فيقفون في مزدلفة والحجاج يقفون بعرفة فخالفهم النبي ﷺ فلما حج النبي ﷺ جاوز مزدلفة إلى عرفة ولما رآه بعض المشركين قالوا ماله أحمسي ويتجاوز المزدلفة فالنبي ﷺ خالفهم فهذا من أعمال أهل الجاهلية ومسائل أهل الجاهلية أنهم ينقصون من العبادة كفعل كفار قريش فإنهم تركوا الوقوف بعرفة ونقصهم مع أنه ركن من أركان الحج وصاروا يقفون بمزدلفة زعم منهم أنهم لا يتجاوزون الحرم لا يتجاوزون الحرم لأنهم أهل الحرم لأن مزدلفة من الحرم وعرفة ليست من الحرم نعم
( المتن )
الحادية والسبعون
تركهم الواجب ورعاً
( الشرح )
الحادية والسبعون من مسائل أهل الجاهلية تركهم الواجب ورعاً بزعمهم يتورعون كالمثال السابق كتركهم الوقوف بعرفة بزعمهم أن هذا ورع لأنهم أهل الحرم فلا يتجاوزون الحرم تورعاً وتعظيماً للحرم بزعمهم وهذا باطل لأن الواجب العمل بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله العمل بما جاءت به الرسل وترك ما جاءت به الرسل تورعاً هذا من دين أهل الجاهلية ومن مسائل أهل الجاهلية نعم
( المتن )
الثانية والسبعون
تعبدهم بترك الطيبات من الزرق
( الشرح )
الثانية والسبعون أنهم تعبدهم بترك الطيبات من الزرق الطيبات التي أحلها الله وهذا من جهلهم وضلالهم قال الله تعالى قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ فكانوا يحرمون بعض الطيبات وبعض المباحات ومن ذلك أن الواحد منهم إذا أحرم فلا يظل رأسه سقف فإذا جاء لدخول البيت وهو محرم فلا يدخل مع الباب إنما يتسلق الجدار فنزل قوله تعالى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وكذلك يتعبدون بترك الطيبات من الزرق أنواع من المآكل والمشارب وكما أيضاً يفعلون يفعل الحجاج غير الحجاج الذين هم من خارج مكة كان الواحد منهم لا يقف بثيابه بزعم أنها نجسة وإنما يستعير ثوباً لرجل من أهل مكة لأنه أحمسي فإن لم يجد طاف عريانا وكذلك المرأة في الجاهلية تطوف في ثوب في ثوب أحمسي فإن لم تجد طافت عريانة تطوف وهي عريانة وتضع يدها على فرجها وتقول اليوم يبدو كله أو بعضه وما بدا منها فيغفر لها وهذا من جهلهم وضلالهم نعم
( المتن )
الثالثة والسبعون
تعبدهم بترك زينة الله
( الشرح )
نعم الثالثة والسبعون / تعبدهم بترك زينة الله التي أخرجها لعباده ورد عليهم الله قل من حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ نعم
( المتن )
الرابعة والسبعون
دعوتهم الناس إلى الضلال بغير علم
( الشرح )
نعم الرابعة والسبعون / دعوتهم الناس إلى الضلال بغير علم ولا بصيرة من ذلك أيضاً دعوة كفار قريش بعضهم بعضاً للوقوف بمزدلفة بدل الوقوف بعرفة هذا ضلال بغير علم من ذلك كونهم ينصرفون كون الكفار ينصرفون من عرفة قبل غروب الشمس إذا صارت الشمس على رؤوس الجبال كعمائم الرجال انصرفوا فخالفهم النبي ﷺ فلا ينصرف من عرفة حتى غربت الشمس واستحكم غروبها وعاب القوس وكذلك الانصراف من مزدلفة كان في الجاهلية لا ينصرفون من مزدلفة حتى تشرق الشمس لا ينصرفون حتى تطلع الشمس وتشرق على الجبال ويقولون قولتهم المشهورة أشرق كبير كي ما نغير إذا أشرقت عليهم الشمس انصرفوا فخالفهم النبي ﷺ فاندفع إلى مزدلفة وقبل طلوع الشمس فخالفهم في الموضعين في عرفة لا ينصرفون قبل غروب الشمس فخالفهم ولا ينصرف إلا بعد غروب الشمس في مزدلفة لا ينصرفون إلا بعد طلوع الشمس فخالفهم وانصرف قبل طلوع الشمس عليه الصلاة والسلام فهديه عليه الصلاة والسلام يخالف هدي الجاهلية نعم
( المتن )
الخامسة والسبعون
دعوتهم إياهم للكفر مع العلم
( الشرح )
نعم الخامسة والسبعون من مسائل اهل الجاهلية دعوتهم الناس للكفر مع العلم يدعون الناس للكفر بمحمد ﷺ وعدم الإيمان به (وهم يعلمون أنه صادق وأنه رسول من عند الله ولكن حملهم على ذلك الكبر أفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ حملهم على الكبر فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فالكبر وصف كفار قريش واليهود كلهم منعهم من الدخول في الإسلام والإيمان بمحمد ﷺ وبما جاء به من عند الله الكبر حملهم على ذلك الكبر نسأل الله السلامة والعافية فهم يريدون الناس أن يدعوا بعضهم بعضاً إلى الضلال بغير علم يدعون الناس إلى عدم الإيمان يدعونهم بغير علم وبعضهم يدعوهم إلى الضلال مع العلم نعم منهم يدعوا الناس إلى الضلال بغير علم ومنهم من يدعوا الناس إلى الضلال مع العلم كما المسألة التي بعدها نعم
( المتن )
المسألة الخامسة والسبعون
دعوتهم إياهم إلى الكفر مع العلم
( الشرح )
نعم الخامسة والسبعين يدعون الناس إلى الكفر مع العلم والتي قبلها يدعون الناس إلى الضلال بغير علم وهما مسألتان من الكفرة من يدعو الناس إلى الضلال بغير علم ومنهم من يدعوا الناس إلى الضلال والكفر مع العلم قسم من الكفار يتصف بالصفة الأولى وقسم آخر يتصف بالصفة الثانية الواجب الحذر من هذه الصفات والبعد عنها نعم
( المتن )
السادسة والسبعون
المكر الكبّار كفعل قوم نوح
( الشرح )
نعم السادسة والسبعون / المكر الكبّار كفعل قوم نوح قال الله تعالى وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً فمكرهم الكبار أنهم عصوا الرسول عليه الصلاة والسلام وأوصى بعضهم بعضاً بالتمسك بعبادة الأصنام والأوثان وود ويغوث ويعوق وسواع هذه أسماء أصنام وكانت أسماء رجال صالحين فعكفوا على قبورهم وصوروا التماثيل لهم فصارت أسماء أصنام كما في صحيح بخاري عن ابن عباس أنه قال في ود وسواع ويغوث قال هذه أسماء رجال صالحين في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم نعم
( المتن )
السابعة والسبعون / أن أئمتهم إما عالم فاجر وإما عابد جاهل كم في قوله وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ إلى قوله وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ
( الشرح )
نعم السابعة والسبعون / أن أئمة الكفرة إما عالم فاجر كقوله تعالى وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ هذا فاجر هؤلاء الفجرة علم مع فجور
يسمعون كلام الله ثم يحرفونه عن جهل وإلا عن علم قال مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ مع العلم فدل على أن هذا الفجور الذي يفعل هذا فاجر لأنه يحرف الكلم من بعد ما علمه وعقله ليس عن جهل بل عن عناد والصنف الثاني من أئمتهم العابد الجاهل كقوله تعالى وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ومنهم يعني من أهل الكلام أميون يعني لا يقرؤون ولا يكتبون وينسبون إلى أمهاتهم لأنه بالعادة الأم لا تقرأ ولا تكتب في كثير من الأزمان والأمكنة لا يعلمون الكتاب إلا أماني إلا مجرد تلاوة بغير فهم لا يعلمونه إلا أماني إلا تلاوة مجردة وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ هذا يدل على الجهل فهؤلاء القادة جهلة عباد الجهلة الطائفة الأولى علماء فجرة يحرفون الكلم من بعد ما عقلوه والطائفة الثانية جهال لا يعلمون من كتابهم إلا مجرد التلاوة من غير فهم للمعاني نعم
( المتن )
الثامنة و السبعون
دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس
( الشرح )
نعم الثامنة و السبعون / دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس وهذا أصل اليهود فيقول وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ يدعون أنهم هم أولياء الله من دون الناس وهم الخلاص الذين اصطفاهم الله وأحبهم وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ فرد الله عليهم قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ المَصير لو كنتم أحباء الله وأولياءه لم يعذبكم بذنوبكم فدل هذا على كذبهم هذه الدعاوي دعوى أنه ولي الله وأنه محبوب المحبوب الخالص وأن له منزلة عند الله ليست لغيره هذه من صفات الكفار وكذلك بعض الفرق الضالة يدعون أنهم من نسل طاهر وأنهم من فرقة وأنهم أهل الحق وأن من سواهم على الباطل وأنهم خرجوا من أرحام طاهرة دون غيرهم من الناس هؤلاء لهم شبه من اليهود يشابهون اليهود فيأخذون حكمهم نعم
( المتن )
التاسعة والسبعون
دعواهم محبة الله مع تركهم شرعه فطالبهم الله بقوله إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
( الشرح )
دعواهم محبة الله مع تركهم شرعه يدعون محبة الله كما في الآية الأخرى وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ يقولون أنهم أحباب الله مع أنهم يتركون شرعه وهذا يدل على بطلان هذه الدعوة المحبوب يتبع يوافق المحبوب فيما يحبه لا يخالفه لا يخالفون شرع الله فطالبهم الله بقوله قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ هذه الآية كما سبق تسمى آية المحنة آية الامتحان والاختبار ادعى القوم محبة الله فامتحنهم الله بهذه الآية قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ يعني صادقين فَاتَّبِعُونِي فمن اتبع الرسول ﷺ فهو صادق في دعواه المحبة ومن لم يتبعه فهو كاذب ولهذا تسمى هذه الآية آية المحنة نعم
( المتن )
الثمانون
تمنيهم الأماني الكاذبة كقولهم لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وقولهم لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى
( الشرح )
نعم الثمانون تمنيهم الأماني الكاذبة هذا وصف اليهود كقولهم وَقَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّاۤ أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰ رد الله عليهم قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ وهذه الأيام المعدودة يزعمون أنها سبعة أيام وهي الأيام التي عبدوا فيها العجل ولما جاء نفر من اليهود إلى النبي ﷺ فسألهم من أهل النار قالوا نحن نمكث فيها أياما ثم تخلفونه أنتم فقال كذبتم والله لا نخلفكم عليه الصلاة والسلام وكقولهم من التمني يتمنون على الله الأماني ومن تمنيهم أنهم قالوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى فاليهود قالوا لا يدخل الجنة إلا اليهود والنصارى قالوا لن يدخل الجنة إلا النصارى أو تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم هاتوا الدليل قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وكذلك رد الله عليهم في الآية الأخرى قلْ إِن كَانَتْ لليهود قلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ إن كانت الدار خالصة لكم وأنكم أهل الجنة وأنكم أحباء الله ورسوله فتمنوا الموت حتى تصلون إلى السعادة التي تزعمونها قال تعالى وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ بين الله أنه يوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ولهذا قال وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا اليهود أحرص الناس على حياتهم حتى من المشركين يوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وهل ينفعهم ذلك ؟؟وقال الله وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ حتى لو عمره ألف سنة مصيره العذاب لتموتن ولو عمرت ما عمر نوح وبعد الموت تجد العمل أمامك نعم
( المتن )
الحادية والثمانون
اتخاذ قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد
( الشرح )
الحادية والثمانون من مسائل الجاهلية التي خالفهم فيها النبي صلى الله لعيه وسلم اتخاذهم قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد واتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد وسيلة للشرك وسيلة قريبة للشرك فإن الإنسان إذا اتخذ القبر مسجد وتردد عليه وصلى عنده ودعا عنده فإن ذلك وسيلة إلى أن يدعو صاحب القبر ويصلي له ولهذا حذر النبي ﷺ أشد التحذير من اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد قال النبي في الحديث الصحيح لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد يحذر مما صنعوا وكان في آخر حياته عليه الصلاة والسلام لما حضره الموت كان على وجهه خميصة يكشفها ويضعها من شدة السكرات فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد قالت عائشة رضي الله عنها يحذر مما صنعوا وقالت ولولا ذلك ل.. لكن خشي أن يتخذ مسجدا ) في هذه الحالة عند الموت عليه الصلاة والسلام يحذر من اتخاذ الأنبياء مساجد لأنه وسيلة قريبة إلى الشرك كما أنه أوصى بالصلاة وأوصى بملك اليمين عند موته عليه الصلاة والسلام كل ذلك يدل على العناية بهذه الأمور فاتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد من مسائل أهل الجاهلية لأنهم يتخذون القبور مساجد ثم يعبدون أصحابها من دون الله نعم
( المتن )
الثانية والثمانون
اتخاذ آثار أنبياءهم مساجد كما ذكر عن عمر
( الشرح )
نعم الثانية والثمانون / اتخاذ آثار الأنبياء مساجد كما ذكر عن عمر أنه نهى عن تتبع آثار الأنبياء وقال ( إنما أهلك من كان قبلكم باتخاذ آثار الأنبياء ) يعني اتخاذ آثار الأنبياء مساجد يعني يتتبع المكان الذي جلس فيه النبي ثم يصلي فيه وكذلك أيضاً تتبع آثار الأنبياء والجلوس فيها مثلا المكان الذي ينام فيه ينام فيه والمكان الذي يبول فيه يبول فيه هذه من العادات هذه غير مشروعة على الصحيح ولم يفعلها كبار الصحابة وإن كان هذا روي عن عمر أنه يتتبع آثار النبي ﷺ المكان الذي ينزل فيه ينزل فيه هذا اجتهاد منه لكن كبار الصحابة كعمر وأبي بكر وغيرهم لم يفعلوا هذا فالصواب أن هذا غير مشروع فلا نتتبع آثار الأنبياء وفق الله الجميع لطاعته وثبت الله الجميع على هداه وصلى الله وسلم على نبينا محمد .