شعار الموقع

مسائل الجاهلية (3) المسألة الثالثة والثمانون – إلى نهاية المسائل

00:00
00:00
تحميل
206

المتن

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين , أما بعد اللهم علمنا بما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا اللهم اغفر لشيخنا و للحاضرين و السامعين .

الثالثة و الثمانون

اتخاذ السرج على القبور .

الشرح

الثالثة و الثمانون من مسائل الاتخاذ السرج على القبور لأن هذا من وسائل الشرك و النبي ﷺ لعن من اتخذ السرج على القبور . قال : لعن الله زائرات القبور و المتخذين عليها المساجد و السرج لأن الذين يتخذون على القبور المساجد وسيلة إلى الشرك اذا اتخذ القبر مسجد فإن الشيطان يستدرج بهؤلاء فأولا يصلون عند القبر و يدعون عند القبر ثم يستدرجهم إلى أن يصلوا لصاحب القبر و كذلك اتخاذ السرج على القبور هذا من مسائل الشرك و كذلك وضع الرياحين و تجسيس القبر و صب الرياحين و العطور هذا كله من وسائل الشرك لأنه إذا رأى الناس هذا القبر و قد بني عليه قبة وجسس و وضع عليه الزهور و الرياحين تعالوا بذلك إلى التردد إليه فكان وسيلة من وسائل الشرك و كذلك إنارة السرج و الإنارة و الإضاءة كل هذا من وسائل الشرك و من أخلاق أهل الجاهلية .

المتن

الرابعة و الثمانون

اتخاذها أعيادا .

الشرح

الرابعة و الثمانون من أخلاق أهل الجاهلية اتخاذ قبور الأنبياء أعيادا أو آثار الأنبياء أعيادا قال عليه الصلاة والسلام لا تتخذوا قبري عيدا و قال الله  لا تجعلوا قبري وثنا يعبد و معنى اتخاذها أعيادا أنه يتردد عليه يتردد على القبر كما أن العيد يعود و يتكرر فكذلك التكرار و الترداد على القبور و آثار الأنبياء بزعم التعبد لله أو أن هناك فضل أو بقصد الاقتداء بالأنبياء هذا من أعمال أهل الجاهلية .. فلا تتخذ القبور مساجد و لا تتخذ أعيادا و في الحديث لا تجعلوا رؤوسكم قبورا لا تجعلوا رؤوسكم قبورا يعني لا تجعلوها كالقبور و صلوا فيها و لا تتخذوا قبري عيدا و صلوا عليه فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم يعني لا تجعلوا قبري كالعيد الذي يتكرر فتكررون الزيارة و الرحال و إن كانت الزيارة لقبر النبي ﷺ و كذلك زيارة القبور اذا كانت في البلد مشروعة أن يزور القبر و يدعوا له . زيارة القبر فيها مصلحة و فيها فائدة للحي و الميت , الحي يتذكر الآخرة و يقوى قلبه و الميت يستفيد من الدعاء هذا مشروع إذا كان في البلد من غير شد رحل من غير أن يسافر لكن كونه يتخذه عيد و يكرر الزيارة في كل يوم كما يفعل في العيد فإن هذا نهى عنه النبي ﷺ أن يجعل قبره عيدا و أن تجعل القبور عيدا كما في كل عيد يتكرر و يعود و إنما الزيارة يُزار بين وقت و آخر من غير أن يتخذه عيدا .

المتن

الخامسة و الثمانون

الذبح عند القبور

الشرح

الخامسة و الثمانون من أخلاق أهل الجاهلية و مسائلهم الذبح عند القبور و هذا من وسائل الشرك أيضا يذبح عند القبر و ثبت عن النبي ﷺ " سأله رجل فقال يا رسول الله إني نذرت أن أذبح إبلا مبوالة اسم مكان فقال النبي ﷺ هل كان فيها وتر من أوتار أهل الجاهلية يعبد قال لا فقال هل كان فيها عيدا من أعيادهم قال لا قال فأذن لك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله و لا في ما لا يملك (...)"  فالذبح عند القبور أو في مكان من أعياد أهل الجاهلية من وسائل الشرك فإن كان يذبح يتقرب بالذبح لله لكنه إذا ذبح عند القبر أو ذبح في المكان الذي يذبح فيه لغير الله أو فيه عيد من أعياد أهل الجاهلية أو وترا من أوتارهم فإنه يتشبه بالكفار الذين يذبحون للقبور و يذبحون للأوثان فيكون مشابها لهم ثم إنه تتدرج بها الحال فيذبح لصاحب القبر ففي المرة الأولى يذبح لله ثم يذبح لصاحب القبر فلهذا لا يجوز الذبح للقبور سدا للذريعة لأن هذا من وسائل الشرك فإنه بالذبح لصاحب القبر صار شركا أكبر . قال الله تعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ و قال تعالى فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ .

المتن

السادسة و الثمانون

التبرك بآثار المعظمين كدار الندوة و افتخار من كانت تحت يده بذلك كما قيل لحكيم بن حزام بعت مكرمة قريش فقال ذهبت المكارم إلا التقوى .

الشرح

السادسة و الثمانون التبرك بآثار المعظمين هذا من أخلاق أهل الجاهلية يتبرك بآثار المعظمين من آبائه و أجداده كدار الندوة فإن هذا المكان يتشاور فيه قريش يسموا هذا دار الندوة يتشاورون في أمورهم فبعض الناس يعظم دار الندوة و هذا من أخلاق أهل الجاهلية و يتبرك بآثارهم بآثار المعظمين عنده فيتبرك بآثار المعظمين كالتبرك بدار الندوة و كذلك افتخار من كانت تحت يده بذلك فيفتخر بذلك فلما قيل لحكيم بن حزام بعت مكرمة قريش فقال ذهبت المكارم إلا التقوى ما بقي إلا التقوى . قال الله تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ فلا يجوز لنا أن  نتبرك بآثار المعظمين و لا نفتخر بشيء مما كان في الجاهلية فإن هذا من أخلاق أهل الجاهلية .

المتن

السابعة و الثمانون

الفخر بالأحساب .

الشرح

السابعة و الثمانون من مسائل أهل الجاهلية الفخر بالأحساب يعني أحساب الناس و أنسابهم يعني يفخر على الناس بأنه من قبيلة كذا من قبيلة تميم أو من قبيلة قصير و غيرها فهذا من أخلاق أهل الجاهلية لأن الزلفى عند الله و القربى ليست بالأحساب إنما هي بالتقوى قال الله تعالى  إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .

المتن

الثامنة و الثمانون

الطعن في الأنساب .

الشرح

الثامنة و الثمانون الطعن في الأنساب يعني عيبها و تنقصها هذا  عكس التي قبلها الأولى التفاخر بالأحساب و الأنساب و التعاظم على الناس قال النبي ﷺ  إن الله رفع عنكم أغلال أهل الجاهلية و أصحابها و تعظيمها للآباء و افتخارها بالأحساب أو كما قال عليه الصلاة و السلام . و الطعن في الأنساب عيبها و تنقصها فيقول كذا و قبيلة كذا أحسن من قبيلة كذا في كهذا و يطعن في الأنساب هذا من أخلاق أهل الجاهلية . النسب لا يقدم و لا يؤخر لا تقل أصلي و فصلي أبدا , إن أكرمكم عند الله أتقاكم , كلكم لآدم و آدم من تراب .

المتن

التاسعة و الثمانون

الاستسقاء بالأنواء .

الشرح

التاسعة و الثمانون الاستسقاء بالأنواء , الأنواء هي النجوم و الاستسقاء طلب السقيا فينزل مطر من النجوم . يعني يزعمون أنها سبب و كانت العرب تستقي بالأنواء و كانت النجوم لها منازل و منازل القمر ثمان و عشرون منزلة و في كل منزلة ينزل القمر في ليلة في ثمان و عشرين منزلة ينزل هذه المنازل و كانت العرب تزعم أنه إذا سقط النجم في المشرق و ظهر رقيبه في المغرب نزل مطر و نسبوه إليه هذا من الاستسقاء بالنجوم يعني نسبة السقيا و المطر إلى النجوم فإذا اعتقد أن النجم هو الذي ينزل مطر فهذا شرك أكبر يكفر به و إذا اعتقد أنه سبب فهذا شرك أصغر لأن الله لا يجعله سببا و هذه من أخلاق الجاهلية الفخر بالأحساب و الطعن بالأنساب و الاستسقاء بالنجوم من أخلاق أهل الجاهلية التي بقيت منتشرة و موجودة من سنين و هم مسلمون .

المتن

التسعون

النياحة .

الشرح

التسعون النياحة و هي رفع الصوت بالبكاء على الميت و العويل و الصراخ و من ذلك أيضا شق الثوب و نتف الشعر و لطم الخد كل هذا من النياحة إذا مات له ميت شق ثوبه و كان أهل الجاهلية يفعلون هذا و كذلك في البوادي إذا بلغها الميت شقت جيبها أو كذلك نتف الشعر و لطم الخد و الندب كتعداد محاسن الميت كل هذا من أخلاق أهل الجاهلية من النياحة على الميت و النياحة من كبائر الذنوب و هذه الأمور الأربع الفخر بالأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء بالنجوم و النياحة على الميت أخبر النبي ﷺ أنها من أمور الجاهلية و أنها باقية , باقية في الناس . قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح أربع من أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونها الفخر بالأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء في النجوم و النياحة على الميت و هذه الأمور الأربعة أخبر النبي أنها باقية و أن الناس لا يتركونها و هي من خصال أهل الجاهلية , و ليس معنى ذلك أن كل واحد من الناس يفعلها لا فالمعنى أنها موجودة في الأمة يفعلها بعض الناس أنها موجودة و لم تنتهي , كانت يفعلها الجاهلية فكانت في هذه الأمة حتى بعد الإسلام يفعلها بعض الناس و المقصود للنبي ﷺ بقوله من أمور الجاهلية لا يتركونها التحذير , التحذير من فعلها و التشبه بأهل الجاهلية , و هذا الحديث و أمثاله يفيد فائدتين , فعندما أخبر النبي ﷺ أن أمور أهل الجاهلية باقية فيه فائدتان , الفائدة الأولى هي علم من أعلام النبوة دليل على صدق النبي ﷺ و أنه رسول الله حقا حيث أخبر فوقع كما أخبر , أخبر أن هذه الخصال موجودة في الجاهلية و أنها موجودة في الناس و موجودة في هذه الأمة حتى بعد الإسلام و أنهم لا يتركونها يعني يفعلها بعض الناس , و ليس المراد أن كل واحد يفعلها بنفسه . هذا الأمر الأول علم من أعلام النبوة دليل على صدق النبي ﷺ أنه أخبر ان هذه الأمور واقعة فوقعت كما أخبر .

الأمر الثاني التحذير , التحذير من فعلها التحذير من الفخر بالأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء بالنجوم و النياحة التحذير من فعلها فالرسول ﷺ يحذرنا من فعل هذه الأفعال لأنها محرمة و يخبرنا بأنها واقعة و أنه لا بد أن يفعلها بعض الناس ففيه التحذير , فأنت أيها المسلم احذر بنفسك و كن من الذين لا يفعلونها و إن كان بعض الناس يفعلها فاحذر و اعلم أنها من كبائر الذنوب و من خصال أهل الجاهلية فعليك أن تحذرها فهذا فيه تحذير للأمة أن تفعلها و إن كانت واقعة و يفعلها بعض الناس .

المتن

الحادية و التسعون

أن اجل فضائلهم البغي فذكر الله فيه ما ذكر .

الشرح

الحادية و التسعون أن أجل فضائل أهل الجاهلية البغي , البغي على الناس بغير حق البغي و العدوان بأن يبغي عليه و يعتدي عليه في نفسه أو ماله أو بدنه و هذا من الظلم و من العدوان و ذكر الله فيه ما ذكر فقال سبحانه إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فالبغي البغي على الناس و العدوان عليهم في دمائهم و أموالهم و أعراضهم و الفحشاء المعاصي التي فحشت و غلظ اثمها كالزنا و اللواط و القذف و المنكر عام في الأمور كلها فهذه من الفضائل عندهم كما يفعل بعض البوادي في الجاهلية يعني يعتبرون هذا فضيلة كونه يغير على قوم و يأخذ مواشيهم و يقتله و يأخذ سلاحه يعتبرون هذه فضيلة هذا من الفضائل يعني كونه شجاع هذا شجاع استطاع أن يغرق قرنه و يقتله و يأخذ فرسه و سلاحه يعتبرونه من الفضائل من أجل الفضائل و هي من البغي و العدوان و الظلم و الواجب الحذر من هذا الأمر من العدوان على الناس في دمائهم و أموالهم من أعظم الجرائم وهي حقوق الناس مبنية على المشاحة وإراقة الدماء أمرها عظيم وأول ما (...)الناس يوم القيامة في الدماء و كذلك أموالهم مال المسلم له طب من نفسه و كذلك العرض مثل الغيبة و النميمة و السخرية و الاستهزاء و الزنا و اللواط كلها من أعظم الذرائع نسأل الله العافية .

المتن

الثانية و التسعون

أن أجل فضائلهم الفخر و لو بحق فنهي عنه .

الشرح

الثانية و التسعون أن أجل فضائلهم أجل فضائل أهل الجاهلية الفخر التفاخر على الناس قال ﷺ عبية الجاهلية و فخرها بالآباء من نسل آدم و آدم من تراب إن الله (15:09) عبية الجاهلية و فخرها بالآباء فالجاهلية يتفاخرون بالآباء و يعتبرون أن هذا من أجل الفضائل و لهم أسواق يتمادحون و يتفاخرون فهذه من أخلاق أهل الجاهلية و لو بحق و لو كان الإنسان شريف و نسيب ليس له أن يفخر على غيره , لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى و لا فضل لأحمر على أصفر الا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم , كلكم لآدم و آدم من تراب حتى لو أنه بحق و لو كنت نسيب و لو كنت حسيب عليك ألا تفخر و عليك أن تعلم أن الفخر و الحسب لا يفيدك عند الله ما لم يكن عملك صالحا فأنت عليك أن تجاهد نفسك على العمل الصالح و عليك اخلاص العمل لله و المتابعة للنبي ﷺ هذا الذي ينفعك أما الحسب و النسب لا يفيدك و لو كنت من أحسب الناس حسيبا نسيبا , ما نفع أبا جهل كونه حسيب و نسيب كونه من قريش و كونه من نبي هاشم , ما نفعه ؟ و لا ضر بلال و صهيب , بلال الحبشي و صهيب الرومي و سلمان الفارسي , ما ضرهم ؟ رفعهم الله بالإيمان و أبو جهل و أبو لهب حسيب كل منهم حسيب و نسيب عم النبي ﷺ و مع ذلك وضعهم الإسلام بسبب كفرهم و عنادهم و رفع الله و أعز الله بلال و سلمان و صهيب بالإيمان و عبد الرحمن بن عوف زوج بلال أخته و هو حبشي , إن أكرمكم عند الله أتقاكم فلا يجب على الإنسان أن يفخر بنسبه و لو كان بحق و إنما عليه أن يحسن العمل و يتقن العمل و يخلص العمل لله هذا هو الذي يرفعه .

المتن

الثالثة و التسعون

أن تعصب الإنسان لطائفته على الحق و الباطل أمر لا بد منه عندهم , فذكر الله فيه ما ذكر .

الشرح

الثالثة و التسعون أن من أخلاق أهل الجاهلية تعصب الإنسان لطائفته على الحق و الباطل , التعصب هذا تعصب مذموم كونه يتعصب لطائفته أو لقبيلته يكون معهم على الحق و على الباطل و يرون أن هذا أمر لا بد منه أن يكون معهم , هذا من أخلاق أهل الجاهلية و هذا باطل و الواجب عليه أن يكون معهم على الحق و إذا كانوا على الباطل ينصحهم و لا يكون معهم على الباطل و لا يعينهم على الباطل لأن الله تعالى يقول وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.

المتن

الرابعة و التسعون

أن من دينهم أخذ الرجل بجريمة غيره فأنزل الله وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى

الشرح

الرابعة و التسعون أن من دين أهل الجاهلية أخذ الرجل بجريمة غيره و هذه المسألة موجودة عند البوادي و غيرهم فإذا قتل الرجل شخص ثم هرب فإنهم يقتلون واحدا من القبيلة ما ذنبه ؟ أو يقتلون أباه أو اخاه , ما ذنبه ؟ الرجل الذي قتل هو المطالب , أما أن يقتل أباه أو يقتل أخاه أو يقتل رجل من القبيلة , هذه من أخلاق أهل الجاهلية يؤاخذون الإنسان بجريمة غيره , كيف يؤخذ أباه أو يؤخذ أخاه بجريمة غيره , خذوا المجرم أما أن يقتل شخص آخر ليس له ذنب فهذا من العدوان و لذلك أنزل الله وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى فهذه النفس التي حملت الوزر لا يحمل على غيره .

المتن

الخامسة و التسعون

تعيير الرجل بما في غيره فقال أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية 

الشرح

الخامسة و التسعون من خصال أهل الجاهلية تعيير الرجل بما في غيره أن يعير الرجل بعيب في غيره , بعيب في أبيه أو في أخيه أو في قبيلته هذا من أخلاق أهل الجاهلية و هذا حصل لأبي ذر الصحابي الجليل كان له عبد فقال له يا ابن السوداء , فقال له يا ابن السوداء فقال له النبي ﷺ أعيرته بأمه , إنك امرؤ فيك جاهلية فقال يا رسول الله عليك (19:29) قال نعم و هذا استنبط فيه العلماء أن الرجل الصالح قد يكون فيه خصلة من خصال أهل الجاهلية , و إذا كان فيه خصلة من خصال أهل الجاهلية ليس معنى ذلك أنه يخرج من الإسلام لا , قد تكون هذه الخصلة لا تخرج من الإسلام مثل التعيير عيره بأمه هذه من خصال أهل الجاهلية لكن لا يقال أنها من كبائر الذنوب و لا يقال أنها تخرج من الملة و لكنها من خصال اهل الجاهلية يجب للإنسان أن يتركها و أن يجاهد نفسه على تركها , و لهذا كانت هذه الخصلة في أبي ذر لما عير هذا الخادم فقال يا ابن السوداء قال انك امرؤ فيك جاهلية , فنبهه النبي ﷺ على ذلك , و أبو ذر من خيار المؤمنين و أرضاه , و غيره من باب أولى اذا كان أبو ذر قال له النبي ﷺ انك امرؤ فيك جاهلية فغيره من باب أولى , فالواجب على الإنسان ألا يعير غيره ألا يعير الإنسان بما في غيره فهذا عيره بأمه فقال يا ابن السوداء .

المتن

السادسة و التسعون

الافتخار بولاية البيت فذمهم الله بقوله مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ

الشرح

السادسة و التسعون الافتخار بولاية البيت فهذا لا يكفي لولاية البيت إنما يكون شرف مع إيمان أما مع عدم الإيمان فلا يفيد و لذلك ذمهم الله بقوله مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ فهذه الولاية يكون فيها شرف للإنسان مع الإيمان أما مع عدم الإيمان فليست شرف و ليست فخرا .

المتن

السابعة و التسعون

الافتخار بكونهم ذرية الأنبياء فأتى الله بقوله تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ

الشرح

السابعة و التسعون الافتخار بكونهم ذرية الأنبياء كبني اسرائيل و غيرهم يزعمون أنهم من سلالة الأنبياء و أنهم من الأسباط و الأسباط هم آل يعقوب عليهم الصلاة و السلام و أنهم أسباط بني إسرائيل فالأسباط في العجم كالقبائل في العرب فهم كالأسباط فهم من ذرية يوسف بن يعقوب و يعقوب هو ابن إسحاق و إسحاق ابن إبراهيم فافتخروا , فهم يفتخرون أنهم يكونون من ذرية الأنبياء فقال الله تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ يعني مضت  لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ لهم ما كسبوا من الطاعات و لا يفيدكم ذلك شيئا اعملوا أنتم , أما أن تفتخروا بآبائكم و أجدادكم فلا يفيدكم شيئا إنما يفيدكم العمل .

المتن

الثامنة و التسعون

الافتخار بالصنائع كفعل أهل الرحلتين على أهل الحرب .

الشرح

الثامنة و التسعون الافتخار بالصنائع كفعل أهل الرحلتين على أهل الحرب يعني فعل أهل الرحلتين التجارة في مكة , كانوا يرتحلون رحلتين رحلة في الشتاء و رحلة في الصيف , رحلة في الشتاء إلى اليمن و رحلة في الصيف إلى الشام و لذلك ذم الله عليهم بقوله لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ۝ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ۝ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ۝ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ فالرحلة في الشتاء تكون إلى اليمن لأن الجو قد يكون دافئ و الرحلة في الصيف إلى الشام لأنه يكون بارد في الشتاء فيكون مناسب في الصيف و هم يفتخرون على أهل الحرب و الزروع و المزارع يقولون نحن نفتخر أن يكون نحن أهل الرحلتين تجار و أنتم أهل الحرب , فهذا من خصال أهل الجاهلية فلا يفتخر بالصنائع  و لا يفتخر بالتجارة و إنما الفخر بطاعة الله عز وجل هذا هو الذي ينفع الإنسان و لا يفتخر أيضا على غيره حتى بالطاعات و يحمد الله تعالى أن وفقه للطاعة .

المتن

التاسعة و التسعون

عظمة الدنيا في قلوبهم كقولهم لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم .

الشرح

التاسعة و التسعون من خصال أهل الجاهلية عظمة الدنيا في قلوبهم يعظمونها و الواجب على الإنسان أن يعظم الآخرة و الدنيا يستعين بها على طاعة الله و من تعظيم عظمة الدنيا في قلوبهم أنهم يعظمون أهل الدنيا الذين عندهم أموال و احتقروا النبي ﷺ و قالوا كيف القرآن ينزل على هذا اليتيم و لا ينزل على الغني الكبير المعروف في الطائف أو في مكة و قالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم من هذا و من هذا , لماذا لا ينزل القرآن على هذا العظيم عظيم مكة و عظيم الطائف و إنما ينزل على هذا اليتيم هذا قالوه لأنهم يعظمون الدنيا في قلوبهم فهم ينظرون إلى الجاه و المال فعظموا ذلك في قلوبهم و لم ينظروا إلى الآخرة و لهذا اعترضوا على الله و قالوا كيف ينزل القرآن على هذا اليتيم و لم ينزله على هذا الرجل العظيم و هذا الرجل العظيم .

المتن

المائة

التحكم على الله كما في الآية .

الشرح

المائة التحكم على الله كما في الآية يقولوا وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ هذا تحكم على الله اعتراض على الله , قال الله رد عليهم أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الله أعلم حيث يجعل رسالته الله عليم بالذوات التي تصلح لغرس الكرامة و بالذوات التي لا تصلح فكيف تفرضون على الله هذا تحكم و الله تعالى له حكمة بالغة " و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله و تعالى عما يشركون .

المتن

الحادية بعد المائة

ازدراء الفقراء فأتاهم بقوله وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ .

الشرح

الحادية بعد المائة من أخلاق أهل الجاهلية و صفاتهم ازدراء الفقراء يعني احتقار الفقراء فإن قريش عندما جاءوا للنبي ﷺ لما عرض عليهم الإسلام و عنده الفقراء كعمار و صهيب و بلال احتقروهم و قالوا اطرد هؤلاء حتى نسمع منك فإنا لا نجلس مع هؤلاء الفقراء فأنزل الله وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ هذا فيه تحذير من هذه الصفات فهذا الفقير قد يكون أقرب منك إلى الله و قد يكون لهذا الفقير عمل صالح كيف تزدريه قد يكون أتقى لله منك .

المتن

الثانية بعد المائة

رميهم أتباع الرسول بعدم الإخلاص و طلب الدنيا فأجابهم بقوله مَا عَلَيْكَمِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ و أمثالها .

الشرح

الثانية بعد المائة أنهم يرمون أتباع الرسل بعدم الإخلاص و طلب الدنيا و أنهم غير مخلصين و أنهم يطلبون الدنيا  فالله تعالى رد عليهم بقوله وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ فأخبر الله أنهم يريدون وجهه لا يريدون الدنيا ثم قال مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ رد الله عليهم بهذا , و هذا رمي بعدم الإخلاص و طلب الدنيا هذا قول بلا علم .

المتن

الثالثة بعد المائة

الكفر بالملائكة .

الشرح

الثالثة بعد المائة الكفر بالملائكة و هذا من كفر بملك من الملائكة فهو كافر لأنه أنكر أصل من أصول الدين ومن أصول الإيمان و أركان الإيمان و هو الإيمان بالملائكة قال الله تعالى ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰۤىِٕكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِ و قال سبحانه وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ و من أنكر الملائكة أو ملكا من الملائكة أو اعتقد أن الملائكة ليسوا أشخاص و ذوات محسوسة و لكنهم أشباح و أشكال نورانية كما يقول الفلاسفة فهو كافر .

المتن

الرابعة بعد المائة

الكفر بالرسل .

الشرح

الرابعة بالمائة الكفر بالرسل كما في قوله تعالى  كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ  كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ المُرْسَلِينَ و هذا من صفات أهل الجاهلية تكذيب الرسل و إذا كذب رسولا فقد كذب الجميع فقوم نوح كذبوا نوح فأخبر الله أن تكذيبهم تكذيب جميع المرسلين فقال  كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ.

المتن

الخامسة بعد المائة

الكفر بالكتب .

الشرح

الخامسة بعد المائة الكفر بالكتب المنزلة فمن كفر بالقرآن أو الإنجيل أو التوراة أو الزبور أو بشيء منها فإنه يكفر لأنه مكذب لله و لرسوله قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ۝ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا.

المتن

السادسة بعد المائة

الإعراض عما جاء عن الله .

الشرح

السادسة بعد المائة الإعراض عن ما جاء عن الله هذا من أخلاق اهل الجاهلية أن يعرض عن ما جاء عن الله و يستعين عن ذلك بالسحر و بكتب الضلال و البدع و هذا فيه تحذير من هذا العمل .

المتن

السابعة بعد المائة

الكفر باليوم الآخر .

الشرح

السابعة بعد المائة الكفر باليوم الآخر و هو يوم القيامة فمن أنكر اليوم الآخر و هو يوم القيامة فهو كافر قال الله تعالى زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ و كذلك من كفر بالجنة و بالنار كل هذا من (أنواع الكفر .

المتن

الثامنة بعد المائة

التكذيب بلقاء الله .

الشرح

التكذيب بلقاء الله هذا من أنواع الكفر قال الله تعالى وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ و كذلك قال الله تعالى عن الكفار وَكَذَّبُوا۟ بِلِقَاۤءِ ٱلۡـَٔاخِرَةِ فهذا من أنواع الكفر فكل إنسان يلاقي ربه يوم القيامة و يحاسبه .

المتن

التاسعة بعد المائة

التكذيب ببعض ما أخبرت به الرسل عن اليوم الآخر كما في قوله أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ و منها التكذيب بقوله مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ و قوله لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ و قوله إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ .

الشرح

التاسعة بعد المائة التكذيب بماضي ما أخبرت به الرسل عن اليوم الآخر فمن كذب باليوم الآخر كفر و من كذب ببعض ما أخبر عن اليوم كفر , فمن كذب بلقاء الله كفر كما في قوله أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ و كذلك التكذيب بقوله مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ في سورة الفاتحة و هو يوم الجزاء و الحساب فمن أنكر الجزاء و الحساب و كذب بذلك كفر و قوله  لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ فمن أنكر الشفاعة كفر و قوله  إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ إلا أهل التوحيد فيكذب بهذا , بالشفاعة و يقول أن الشفاعة للكافر , هذا مكذب لله و هذه من خصال أهل الجاهلية .

المتن

العاشرة بعد المائة

قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس .

الشرح

العاشرة بعد المائة قتل الذين يأمرون بالقسط يعني بالعدل من الناس هذا من أخلاق أهل الجاهلية , بينها الله في كتابه قال إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ  فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ فهذه من خصال أهل الجاهلية أنهم يقتلون الذين يأمرون بالقسط بالعدل من الناس و هم أتباع الأنبياء .

المتن

الحادية عشرة بعد المائة

الإيمان بالجبت و الطاغوت .

الشرح

الحادية عشرة بعد المائة الإيمان بالجبت و الطاغوت و الجبت كل ما له خرافة و يشبه السحر و الطاغوت يشمل الشيطان و كل ما عبد من دون الله فمن أخلاق اليهود أنهم يؤمنون بالجبت و الطاغوت فهذا من أخلاقهم , في التحذير من هذا العمل قال الله تعالى  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا .

المتن

الثانية عشرة بعد المائة

تفضيل دين المشركين على دين المسلمين .

الشرح

الثانية عشرة بعد المائة تفضيل دين المشركين على دين المسلمين , هذه من خصال أهل الجاهلية و كفار قريش أرسلت إلى اليهود في المدينة مندوبين يسألونهم فقالوا هل ديننا أحسن أم دين محمد ؟ قالوا أعرضوا ما عندكم .. ما عندكم ؟ قالوا نحن نسقي الحديد و ننحر الكومى و نفعل كذا و كذا و ننصر المظلوم و محمد صنبور ليس معه أحد تبعه سراق الحديث (42 : 33 ) فقالوا اليهوديان الكافران : دينكم أحسن من دين محمد فأنزل الله هذه الآية  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا *أَولئكَ الذِينَ لَعنَهُمُ اللّه وَ من يلعَن اللّه فَلَن تجَدَ لَهُ نَصٍيرَا.

المتن

الثالثة عشرة بعد المائة

لبس الحق بالباطل .

الشرح

الثالثة عشرة بعد المائة لبس الحق بالباطل و هذا من أخلاق اليهود و غيرهم فلا يجوز للمسلم أن يتشبه بهم بأن يلبس الحق بالباطل بل عليه أن يوضح الحق و لا يلبسه بالباطل حتى لا يشتبه  .

المتن

الرابعة عشرة بعد المائة

كتمان الحق مع العلم به .

الشرح

الرابعة عشرة بعد المائة كتمان الحق كونه يكتم الحق مع علمه و الواجب على الإنسان أن يظهر الحق و لا يكتمه و هاتان المسألتان بين الله انهما من أخلاق اليهود قال الله تعالى وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ يا بني إسرائيل .. خاطب الله بني إسرائيل يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ و ذكر من النواهي التي نهاهم الله عنها وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ فيه تحذير من لبس الحق بالباطل لبسه يلبس هذا بهذا فلا يتميز أحدهما من الآخر و كتمان الحق يخفي الحق مع علمه به .

المتن

الخامسة عشرة بعد المائة

قاعدة الضلال و هي القول على الله بلا علم .

الشرح

الخامسة عشرة بعد المائة قاعدة الضلال و هي القول على الله بلا علم وهذا مما حرمه الله و أخبر أنه فوق الشرك قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ وأخبر أنه من إرادة الشيطان في سورة البقرة إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ تَقُولوا عَلَى اللّه ما لا تَعلَمُون فهو من إرادة الشيطان و القول على الله بلا علم فوق الشرك يشمل الشرك و غيره فالمشرك قال على الله بغير علم و كذلك من أفتى بغير علم فقد قال الله بلا علم فهو يشمل الشرك و غيره فهذه قاعدة الضلال القول على الله بلا علم التحذير من هذا و أن هذا من أخلاق أهل الجاهلية أنهم يقولون على الله بلا علم .

المتن

السادسة عشرة بعد المائة

التناقض الواضح لما كذبوا بالحق كما قال تعالى  بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ

الشرح

السادسة عشرة بعد المائة التناقض الواضح لما كذبوا بالحق فهم يكذبون بالحق و هم نفوسهم فيها شك تخالجهم الشكوك فهذا تناقض منهي فهم يكذبون في الظاهر و قلوبهم عندها شك و ريب ما عندهم يقين فما في قلوبهم يناقض ما يتكلمون به بألسنتهم فهذا من أخلاق أهل الجاهلية التناقض و الواجب على المسلم أن يكون واضحا و أن يعمل الله بالحق قال الله تعالى بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ مختلط .

المتن

السابعة عشرة بعد المائة

الإيمان ببعض المنزل دون البعض .

الشرح

السابعة عشرة بعد المائة الإيمان ببعض المنزل دون البعض يعني يؤمنون ببعض القرآن و يكفرون ببعضه , ما يوافق أهواءهم يؤمنون به و ما يخالف أهواءهم يكفرون به , قال الله تعالى لليهود  أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖوَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗوَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ فمن كذب بآية من القرآن أو بحرف من القرآن كفر فحكمه حكم من كذب بالقرآن فمن كذب بالقرآن كفر و من كذب ببعض القرآن كفر و من كذب بآية كفر و من كذب بحرف كفر .

المتن

الثامنة عشرة بعد المائة

التفريق بين الرسل .

الشرح

الثامنة عشرة بعد المائة التفريق بعد الرسل بأن يؤمنون ببعض الرسل و يكفرون ببعض كما يفعل اليهود يقولون نؤمن بموسى و كذلك النصارى يقولون بعيسى و لا نؤمن بمحمد هذا تفريق بين الرسل كلهم أرسلهم الله و الرسل متضامنون فالمتقدم بشر بالمتأخر و المتأخر صدق المتقدم قال الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ۝  أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً كل واحدة من هذه كفر الذين يكفرون بالله و رسله و الذين يفرقون بين الله و رسله و الذين يقولون نؤمن ببعض و نكفر ببعض هم الكافرون حقا كل واحد من هذه الأنواع كفر مستقل .

المتن

التاسعة عشرة بعد المائة

مخاصمتهم فيما ليس لهم به علم .

الشرح

التاسعة عشرة بعد المائة مخاصمتهم فيما ليس لهم بهم علم يخاصمون بشيء لا يعلمونه ليس عندهم علم يجادلون بالباطل قال الله وَيُجَادِلُون بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فهذا من تعصبهم و عنادهم , شيء لا يعلمونه و مع ذلك يجادلون بالباطل و يخاصمون بالباطل و هم لا يعلمون و الواجب على الإنسان أن يقف عند حده إن كان يعلم هذا الشيء فإنه يدلي بحجته و إن كان لا يعلم فليقف .

المتن

العشرون بعد المائة

دعواهم اتباع السلف مع التصريح بمخالفتهم .

الشرح

العشرون بعد المائة دعواهم اتباع السلف و أنهم يتبعون السلف الذين سبقوهم على الحق مع أنهم يصرحون بمخالفتهم و هذا تناقض منهم و الواجب على المسلم أن يكون مع الحق و أن لا يتناقض وأن يتبع الحق و أن يحذر من المخالفة .

المتن

الحادية و العشرون بعد المائة

صدهم عن سبيل الله من آمن به .

الشرح

الحادية و العشرون بعد المائة صدهم عن سبيل الله من آمن به و هذه من أخلاق الكفار من آمن يصدونه عن سبيل الله وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ و هذا فيه تحذير من هذا العمل , و الذين يصدون عن سبيل الله كفرهم أغلظ من كفروا من أنفسهم و لم يصدوا غيرهم لأن هؤلاء يحملون أوزارهم و أوزار غيرهم , الكافر إثمه كافر و له إثم عظيم لكن إذا كان كافر و يصد عن سبيل الله صار إثمه أعظم , قال تعالى  الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ.

المتن

الثانية و العشرون بعد المائة

مودتهم الكفر و الكافرين .

الشرح

الثانية و العشرون بعد المائة مودتهم الكفر و الكافرين يعني محبتهم للكفر و محبتهم للكافرين و هذه من أنواع الردة من أنواع الكفر , من أحب الكفار و الكفر أو أحب الكفار لكفرهم كفر , إلا إذا كان أحبهم محبة طبيعية إذ أحبه لكونه والد محبة طبيعية و يعطف عليه أو يحسن إليه و يسقيه و يطعمه قال الله تعالى في الوالدين الكافرين وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَاتُطِعْهُمَا ثم قال وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا فكون الإنسان ينفق على قريبه الكافر أو يحسن إليه أو يطعمه إذا لم يكن حربي فلا ينافي , لكن لا يحبه محبة في دينه فإذا أحبه محبة في دينه كان كافرا مثله فإذا أحب الكفر أو الكافر كان كافرا أما المحبة الطبيعية فليست من هذا الباب .

المتن

الثالثة و العشرون بعد المائة و الرابعة و الخامسة و السادسة و السابعة و الثامنة و العشرون بعد المائة

العيافة و الطرق و الطيرة و الكهانة و التحاكم إلى الطاغوت و كراهة التزويج بين العيدين و الله أعلم و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم .

الشرح

 هذه المسائل يعني العيافة و الطرق و الطيرة و الكهانة  و التحاكم إلى الطاغوت و كراهة التزويج بين العيدين ست مسائل كلها من مسائل أهل الجاهلية , الأولى العيافة .. العيافة جزر الطير , جزر الطير فكان أهل الجاهلية يزجرون الطير فإذا ذهب من الجهة اليمين تيمنوا و إذا ذهب جهة اليسار تشاءموا و يقولون فإذا أراد أحدهم سفرا أو زواجا زجر الطير فإذا ذهب من الجهة اليمين سافر و إذا ذهب من الجهة الشمال أحجب أو تزوج و كذلك إذا أراد أحد تجارة يزجر الطير ومن لا يزجر و لا يعرف زجر الطير يذهب إلى بعض القبائل المتخصصة عندهم تخصص في هذا و عندهم معرفة و دراية بزجر الطير حتى يزجر له الطير و لهذا يقولون الشاعر الجاهلي يقول أن قبيلة في الجاهلية يسموا بنو لهب عندهم خبرة و دراية بزجر الطير إذا زجروا الطير فاعمل بزجره يقول الشاعر الجاهلي ..خبير بني لهم فلا تكن ملغيا .. مقالة لهبي إذا الطير غرتي.. فعندهم خبرة في زجر الطير فإذا زجر الطير واحد من بني لهب فلا تلغي مقالته إذا مرت الطير بل اعمل بها هذا من جهلهم و ضلالهم , ماذا عند الطير كون هذا الطير يذهب يمين و الذي يأتي من الأمام يسمونه الناطح و النطيح و الذي يأتي من الخلف يسمونه القاعد و القعيد و إذا مر الطير قالوا خير خير أو مرت البومة على أحدهم يقول تبعا على نفسي أو أحد من أهل بيتي هذا من جهلهم هذا من العيافة على الطير و التشاؤم بها بذهابها و إيابها هذه من أخلاق أهل الجاهلية . و الطرق الخط في العرض و الضرب بالحصى هذه من أعمال أهل الجاهلية و أيضا نوع من أنواع الكهانة يخط خطوط في العرض و يعينها أو يضرب بالحصى و يدعي شيئا من علم الغيب يدعي أنه يحصل له حظ في كذا أو يحصل له تجارة أو يحصل له مال بخطوط يعملها أو حصى يضربها كلها من أخلاق أهل الجاهلية و فيه تحذير منها و الطيرة التشاؤم و هي عامة أعم من العيافة .. العيافة التشاؤم بالطير و الطيرة أعم قد يكون تشاؤم بالطير و قد يكون تشاؤم بالأماكن أو بالأشخاص أو قد يتشاءم بالشخص بعض الناس يتشاءم بالشخص حتى بعض الناس و هو منتسب للإسلام و هو من أهل الإسلام يتشاءم ببعض الناس فبعض الناس إذا كان عندهم دكان ثم فتح الدكان و جاء أول واحد يشتري منه أعور أغلق الدكان و تشاءم , هذا من التشاؤم هذا من الطيرة يتشاءم بالطير يتشاءم بالشخص يتشاءم بالفعل يتشاءم بالبقعة و الأرض يتشاءم بشيء من الطعام كل هذا من أخلاق الجاهلية و من أخلاق المشركين و من أخلاق آل فرعون قال الله تعالى عن آل فرعون فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ ۖوَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ قال الله  أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ و الرسل الذين أرسلهم إلى أهل القرية لما قابلوا  إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَ لَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ فقالوا الرسل طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ما أصابكم من شر بسبب أعمالكم و أفعالكم القبيحة ليست بمخالفة الناصحين أَىِٕن ذُكِّرۡتُمۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمࣱ مُّسۡرِفُونَ يعني من أجل أننا ذكرناكم تشاءمتم بنا بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ و من أخلاقهم الكهانة و الكهانة هي ادعاء علم الغيب عن طريق الكاهن و هو الذي يدعي علم الغيب و يكون له رأي من الجن يخبره بالمغيبات فيدعي علم الغيب فيأتي رأي من الجن و الشياطين معروف أنهم يصعدون إلى طبقات الجو و أنهم يسمعون بعض كلام الملائكة كما في الحديث الذين في العنان ثم يسمع الكلمة التي تكلم و سمعت من السماء , الله تعالى يتكلم الوحي يسمعه جبريل ثم جبريل يسمعه لملائكة السماء الدنيا ثم الثانية ثم الثانية حتى يأتي إلى أهل الدنيا و حتى يلقونه إلى الملائكة في السحاب و الشياطين يركب بعضهم بعض فيسمع الفوقاني الكلمة سمعت من السماء ثم يلقيها لمن تحته و الآخر يلقيها لمن تحته حتى يصل إلى من في الأرض فيلقيها من في الأرض في أذن الكاهن و يقرها في أذنه كقر الزجاجة قر قر قر يقرقرها فإذا وصلت إلى أذن الكاهن كذب معها مائة كذبة و أخبر الناس بهذا الكذب الكثير و هي واحدة صحيحة فقط لأنها سمعت من السماء فالناس يصدقون بهذا الكذب الكثير هذا فيه قبول النفوس للباطل كيف ما يعتبرون بالمائة و يعتبرون بالواحدة فإذا قيل كان هذا كذا قال أليس كذا قال الكاهن لا في اليوم الفلاني كذا و كذا فوقع فيصدقونه بتلك الكذبة هذه من أخلاق أهل الجاهلية هذا الكاهن يكون له رأي من الجن و الشهب تلاحقهم و تحرقهم تارة تصل النجم و الشهب إلى الشيطان قبل أن يلقيها في أذن الولي و تارة يلقيها قبل أن يدركه الشهاب مرة و مرة , مرة يحترق و مرة يلقيها و هذا يدل على أن عددهم كثير عدد لا حصر له من الشياطين يتوالدون و يتناسلون هذه الكهانة و قيل الذي يتلو عما في الضمير و قيل الكاهن هو الذي يدعي علم الغيب عن طريق رأي من الجن يخبره و قيل هو الذي يخبر عما في الضمير هذه الكهانة دعوى علم الغيب عن طريق رأي من الجن و من أخلاقهم التحاكم إلى الطاغوت كما قال الله تعالى يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ يعني المنافقين يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ   والطاغوت كل ما سوى الشريعة هو الطاغوت فمن يتحاكم إلى ما يخالف شرع الله فقد تحاكم إلى الطاغوت و الطاغوت كل ما تجاوز الحد.

المسألة الأخيرة من مسائل أهل الجاهلية كراهة التزويج بين العيدين كانوا أهل الجاهلية يكرهون و يتشاءمون بالزواج بين العيدين بين عيد الفطر و عيد الأضحى و هذا من جهلهم و ضلالهم فلا يتزوجوا في شوال و لا في ذو القعدة و قالت عائشة رضي الله عنها يعني تكذبهم أن النبي ﷺ تزوجني في شوال فمن أحضى مني عند رسول الله من أحضى من عائشة ؟ عائشة تزوجها النبي ﷺ بين العيدين و هي أحضى نسائه و أحب نسائه فهذا من جهل أهل الجاهلية و ضلالهم فليس هناك كراهة في الزواج بين العيدين و من كره ذلك فقد تشبه بأهل الجاهلية .. و فق الله الجميع لطاعته و ثبت الله الجميع على الهدى و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .الآن نكون قد انتهينا من هذه الرسالة و تكون هذه الليلة هي آخر جلسة في هذه الدورة نسأله الله للجميع العلم النافع و العمل الصالح .

الطالب

جزى الله الشيخ على ما قام به و نفعه و جعل ذلك في ميزان حسناته إنه سميع مجيب .. و لعلنا نأخذ سؤال أو سؤالين:

 يقول هذا السائل : البعض يزعم أن كل من تعبد بدين نبيه فمآله إلى الفلاح حتى في زماننا سواء كان مسلما أو يهوديا أو نصرانيا فنرجو منكم توجيه النصيحة لهؤلاء .

الشيخ

من اعتقد هذا الاعتقاد فهو مرتد لأن الله سبحانه و تعالى نسخ الشرائع ببعثة محمد ﷺ و لا يجوز لأحد أن يبقى على اليهودية أو أن يتعبد باليهودية أو بالنصرانية و قد أخذ الله الميثاق على جميع الأنبياء و إن بعث محمد و أنت حي لتتبعنه وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ و لَتنصُرنّه قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِين فمن قال أنه يجوز للإنسان أن يتعبد باليهودية أو بالنصرانية أو بالفلسفة و أن هناك طريق يوصله إلى الله من غير طريق النبي ﷺ فهو تكذيب على المسلمين و إذا كان اعتقد هذا الاعتقاد أو أظهر اعتقاده في مكان أو في دولة تحكم بشريعة الله فيجب على الحاكم الشرعي أن يستتيبه فإن تاب و إلا قتل مرتدا لا يغسل و لا يصلى عليه و لا يدفن في مقابر المسلمين نسأل الله السلامة و العافية . اليهودية باطلة و النصرانية باطلة لا بد أن تعتقد أن اليهود على دين باطل و أن النصراني دينه باطل و أن الوثني على دين باطل لا بد أن تعتقد هذا فإن لم تعتقد هذا ما كفرت بالطاغوت و لا آمنت بالله و لا حركت كلمة التوحيد لا إله الا الله .. لا إله أن تؤمن بالطاغوت هذا إيمان بالطاغوت الذي يقول أن اليهود على حق و النصارى على حق كلهم على دين باطل (نُسخت الشرائع) يجب على اليهودي أن يؤمن بمحمد ﷺ و يكون من هذه الأمة و النصراني كذلك و الحديث الصحيح الذي رواه مسلم يقول النبي ﷺ و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي و لا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار.

الطالب

أحسن الله إليك .. هذا سائل يقول هل لنا أن نقسم مسائل الجاهلية إلى عدة أقسام منها ما هو مكفر مخرجا من الملة و منها ما هو كبيرة من الكبائر و منها ما هو دون ذلك ؟

الشيخ

نعم هذا صحيح مررنا بهذا .. لكن الغالب الأغلب أنها أعمال كفرية لكن بعضها ليس بأعمال كفرية مثل التزويج بين العيدين و مثل ما في الأنساب و الفخر بالأحساب كل هذه لا تخرج من الملة و الطعن في الأنساب هذه كلها معاصي و قد تكون كبائر لا تخرج من الملة .

و فق الله الجميع لطاعته و ثبت الله الجميع على الهدى و صلى الله و سلم على نبيه محمد و على آله و صحبه أجمعين .

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد