شعار الموقع

سورة البقرة - 29

00:00
00:00
تحميل
52

وقال علي بن الحسين زين العابدين: إذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي مناد، أين الصابرون ليدخلوا الجنة قبل الحساب؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون إلى الجنة، فيقولون قبل الحساب؟ قالوا نعم، قالوا ومن أنتم؟ قالوا: نحن الصابرون، قالوا وما كان صبركم قالوا: صبرنا على طاعة الله وصبرنا عن معصية الله حتى توفانا الله، قالوا: أنتم كما قلتم ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين قلت: ويشهد لهذا قوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10] وقال سعيد بن جبير: الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منه، واحتسابه عند الله رجاء ثوابه وقد يجزع الرجل وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر]

يجزع يعني نفسه تكون جزعة، وإن كانت جوارحه متجلدة، جوارحه ساكنة متجلدة لكن نفسه جزعة ساخطة.

[وقد يجزع الرجل وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر]

وهذا أخذه من قوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر:10] منزلتهم من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد، كان علي ينادي: «ألا لا إيمان لمن لا صبر له» من فقد الصبر فقد الإيمان لابد، ما يحصل الإيمان ولا يحصل أداء الواجبات إلا بالصبر وجدنا خير عيشنا بالصبر

نفسه تكون جزعة، وإن كانت جوارحه متجلدة، جوارحه ساكنة متجلدة لكنه جازع يتسخط، ساخط على ربه ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[وقوله تعالى {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء} يخبر تعالى أن الشهداء في برزخهم أحياء يرزقون، كما جاء في صحيح مسلم: إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال: ماذا تبغون؟ فقالوا: يا ربنا وأي شيء نبغي، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟ ثم عاد عليهم بمثل هذا فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا، قالوا: نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا فنقاتل في سبيلك حتى نقتل فيك مرة أخرى لما يرون من ثواب الشهادة فيقول الرب جل جلاله: {إني كتبت أنهم إليها لا يرجعون}]

هذا ذكره في صحيح مسلم "إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها" (فاطلع عليهم ربك اطلاعة) هو لا شك أن هذا ثابت، وهذا فيه فضل الشهداء.

[وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن الإمام الشافعي عن الإمام مالك عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نسمة المؤمن طائر تعلق (يعني تأكل) في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه"]

وهذا الحديث مسلسل بالأئمة، رواه الإمام أحمد عن الإمام الشافعي، عن الإمام مالك، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه كعب بن مالك، مسلسل بالأئمة: «نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه» يعني: المؤمن، النسمة يعني: الروح، روح المؤمن، روح المؤمن تكون على شكل طائر تتنعم في الجنة، تأكل وأما أرواح الشهداء فإنها تتنعم أكمل من تنعم سائر المؤمنين، فإن أرواح الشهداء تكون في حواصل طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، فتنعم الشهداء أكثر من تنعم سائر المؤمنين، سائر المؤمنين تتنعم الروح وحدها، تأخذ شكل طائر، نسمة، وأما أرواح الشهداء فإنها تكون في حواصل طير خضر؛ لأن الشهداء لما بذلوا أجسادهم لله حتى بليت وقتلت عوض الله الأرواح أجسادا تتنعم بواسطتها وهي حواصل طير خضر، بخلاف سائر المؤمنين فإن أرواحهم تتنعم وحدها من دون واسطة أرواح الشهداء بواسطة حواصل طير خضر، لما بذلوا أجسامهم لله عوضهم الله أجسادا غيرها تكون في حواصل طير خضر، وأما المؤمنون فإن أرواحهم تتنعم وحدها، «نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة» يأكل "حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه" لها صلة بجسده حياة برزخية لكن ترد إلى جسدها يوم القيامة ردا كاملا تكون فيه، ما يكون مثل البرزخ الآن، البرزخ الآن الأحكام في البرزخ على الروح أغلب، والجسد يناله ما قدر له، وفي الدار الدنيا الأحكام على الجسد أكثر، فإذا تألم الإنسان أو تنعم فالجسد أكثر والروح تبع، وفي البرزخ بالعكس إذا تألم الإنسان أو تنعم يكون على الروح والجسد تابع، وفي يوم القيامة ينال كل من الجسد والروح حظه على حد سواء بأكمل الحالات.

[ففيه دلالة لعموم المؤمنين أيضا وإن كان الشهداء قد خصصوا بالذكر في القرآن تشريفا وتكريما وتعظيما

قوله تعالى {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين (155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة:155-157]

أخبر تعالى أنه يبتلي عباده، أي يختبرهم ويمتحنهم كما قال تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} [محمد: 31] فتارة بالسراء وتارة بالضراء من خوف وجوع كما قال تعالى: {فأذاقها الله لباس الجوع والخوف} [النحل: 112] فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ولهذا قال لباس الجوع والخوف وقال هاهنا: {بشيء من الخوف والجوع} أي بقليل من ذلك {ونقص من الأموال} أي ذهاب بعضها {والأنفس} كموت الأصحاب والأقارب والأحباب والثمرات أي لا تغل الحدائق والمزارع كعادتها قال بعض السلف: فكانت بعض النخيل لا تثمر غير واحدة، وكل هذا وأمثاله مما يختبر الله به عباده فمن صبر أثابه ومن قنط أحل به عقابه ولهذا قال تعالى: {وبشر الصابرين} وقد حكى بعض المفسرين أن المراد من الخوف هاهنا خوف الله، وبالجوع صيام رمضان، وبنقص الأموال الزكاة، والأنفس الأمراض، والثمرات الأولاد، وفي هذا نظر، والله أعلم.

ثم بين تعالى من الصابرين الذين شكرهم فقال {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} أي تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم وعلموا أنهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة ولهذا أخبر تعالى عما أعطاهم على ذلك، فقال {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة} أي ثناء من الله عليهم]

فهذه الآيات الكريمات فيها بيان أنه سبحانه وتعالى يبتلي عباده بالسراء والضراء، يختبرهم ويمتحنهم سبحانه وتعالى هو يبتليهم بالسراء ليتبين الشاكر من الكافر والجاحد بنعمة الله، ويبتليهم بالضراء ليتبين الصابر من الجازع يبتلي عباده بالسراء والضراء، بالسراء بالعافية هل يشكر ربه على عافيته ويستعملها في طاعة الله أو يستعملها في معاصيه، يبتلي بالمال، يبتلي بالولد، يبتلي بالمال من الثمار والزروع والنقود والعقارات وغيرها، هو ابتلاء من الله لعباده هل يشكر هذا الذي أنعم الله عليه بهذه النعمة أو يكفرها ويجحدها أو يستعملها في معاصي الله عز وجل؛ ابتلاء وامتحان كما أنه يبتلي بالضراء بعض عباده بالفقر هل يصبر أو يجزع، بالمرض، بفقد الأحبة، بفقد الأولاد، والأمراض، والمصائب، ونقص الأموال والأنفس والثمرات؛ كل هذا ابتلاء من الله U واختبار لعباده، ويبتليهم بالسراء، بالمال، بالولد بالعافية والصحة، إلى غير ذلك، فما من أحد إلا وهو مبتلى إما بالسراء أو بالضراء كما قال سبحانه وتعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور}[الملك:2]

فالمعافى مبتلى بعافيته هل يشكر وهل يستعملها في طاعة الله، أو يستعملها في معاصيه، والمريض مبتلى بمرضه هل يصبر أو يجزع، والغني مبتلى بغناه وماله هل يشكر الله، وهل يستعمل هذا المال في طاعة الله أو في معاصيه، والفقير مبتلى بفقره هل يصبر أو يجزع هل يصبر فيكون صابرا ويحصل له الأجر؟ أو يجزع أو يكون متسخط بقضاء الله وقدره، ولهذا قال سبحانه وتعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع} كذلك الخوف هذا من الضراء والأمن من السراء والجوع، والفقر والغنى أيضا مقابل له من السراء {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات} ثم قال سبحانه: {وبشر الصابرين} هذه بشارة بشر الصابرين بشرهم بما لهم من الجزاء الذي ذكره سبحانه وتعالى في الآية الثانية، وبين سبحانه وتعالى من هم الصابرون فقال: { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} يسلمون لقضاء الله وقدره، ولا يعترضون على قضاء الله وقدره، ويقولون: {إنا لله وإنا إليه راجعون} يتسلون بهذه الكلمة العظيمة {إنا لله} يعني: إنا ملك لله وعبيد له يتصرف فينا كيف يشاء بمقتضى علمه وحكمته، وربك حكيم عليم: {إن ربك حكيم عليم}[الأنعام:83] فله الحكمة البالغة سبحانه وتعالى، يبتلي بالسراء والضراء لحكمة بالغة؛ لأنه سبحانه وتعالى حكيم في خلقه، وفي قضائه وفي قدره، وفي شرعه، وفي أمره ونهيه، ويخلق بحكمة، ويأمر بحكمة، وينهى عن حكمة {إنا لله} يعني: إنا ملك لله وعبيد له يتصرف فينا كيف يشاء بمقتضى علمه وحكمته، {وإنا إليه راجعون} في الدار الآخرة، وهذا فيه استعداد، ينبغي للإنسان إذا علم أنه راجع إلى الله ينبغي أن يستعد للقاء الله تعالى بالعمل الصالح حتى يحصل الجزاء الحسن.

ثم بين سبحانه وتعالى ثواب الصابرين، فقال: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة:157] هم المهتدون في الدنيا، ولهم صلوات وثناء الله عليهم في الملأ الأعلى، ورحمة، يرحمهم الله سبحانه وتعالى ومن رحمه الله فهو السعيد، فهذه الآيات عظيمة لمن تأملها وتدبرها، وكل آيات القرآن الحكيم عظيمة، لكن المهم التدبر والتعقل والتفهم، ثم الامتثال والعمل.

هل يدخل في هذه الآية موت العالم؟ لا شك أن موت العلماء مصيبة هو من المصائب لا شك مصائب على الأمة؛ لأن في موت العلماء قبض للعلم، وقد ثبت في الصحيح أن النبي r قال "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بموت العلماء حتى إذا لم يبقَ عالم" وفي لفظ "حتى إذا لم يبقِ عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" لا شك أن موت العالم مصيبة عظمية، ونقص عظيم قد جاء في سنن ابن ماجة: «لفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد» وإن كان الحديث ضعيف ولا يصح لكن هناك شواهد وأدلة أخرى تدل على أن موت العالم أمره عظيم، ولهذا شديد على الشيطان، فهو شديد على الشيطان لا شك في هذا؛ لأن العابد قد يضله الشيطان بسبب جهله، بخلاف العالم فإنه يبصر الناس ويبين لهم الحق.

ما تكون خاصة في الأقارب؟ عامة في الأقارب وفي غيرهم، المصيبة على الأمة لا شك.

[ولهذا أخبر تعالى عما أعطاهم على ذلك، فقال: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة} أي ثناء من الله عليهم، قال سعيد بن جبير: أي أمنة من العذاب {وأولئك هم المهتدون} قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t: نعم العدلان ونعمت العلاوة]

هذا ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب الجنائز، قال: (نعم العدلان ونعمت العلاوة) يعني: أن الله تعالى بين جزاء الصبر فقال: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة} فالصلوات والرحمة هما العدلان، حمل البعير من الجانبين، والعلاوة: زيادة على الحمل ما يكون بين العدلين، جعل الصلوات والرحمة هذه العدلان، حمل البعير، والهداية هي العلاوة التي تكون زيادة على الحمل بين العدلين

حمل البعير يكون من الجانبين على اليمين وعلى الشمال هذا حمل البعير عدلان وهذه الصلوات والرحمة، ثم ما يكون من زيادة على الحمل وهي العلاوة بينهما، فالعدلان: الصلوات والرحمة، والعلاوة التي هي زيادة على الحمل هي الهداية: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة} العدلان: الصلوات والرحمة؛ يعني: ثواب عظيم، جزاء عظيم للصابرين.

والصلوات إذا أطلقت وحدها دخلت فيها الرحمة، وإذا قرنت مع الرحمة صار المراد بها ثناء الله على عبده في الملأ الأعلى، أصح ما قيل في صلاة الله على عبده: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى كما روى البخاري رحمه الله عن أبي العالية أنه قال: صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، كقوله سبحانه: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} [الأحزاب:56].

اللهم صل على محمد دعاء، سؤال الله أن يثني على نبيه في الملأ الأعلى، فهؤلاء الصابرين لهم صلوات من الله، ثناء الله، ورحمة من الله، ثناء ورحمة، عدلان، وفوق ذلك العلاوة وهي الهداية، فهم مهتدون في الدنيا لأن هذا طريق السعادة صبروا واحتسبوا وسلموا لأمر الله، وامتثلوا أمر الله فحصلت لهم السعادة.

[قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t: نعم العدلان ونعمت العلاوة {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة} فهذان العدلان {وأولئك هم المهتدون} فهذه العلاوة وهي ما توضع بين العدلين وهي زيادة في الحمل]

حمل البعير، هذه زيادة، حمل البعير العدلين، لكن الزيادة فوقه هي العلاوة، البعير يكون الحمل عدلين من الجانبين فعدلان هذا حمل، ثم يوضع زيادة بينهما عليه، زيادة على الحمل.

[فكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضا]

أعطوا الثواب الكامل، وزادهم الله العلاوة وهي الهداية، فضل عظيم للصابرين.

[وقد ورد في ثواب الاسترجاع وهو قول: إنا لله وإنا إليه راجعون عند المصائب أحاديث كثيرة، فمن ذلك ما رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا يونس بن محمد حدثنا ليث يعني ابن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب عن أم سلمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالت: أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا سررت به قال: «لا يصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، إلا فعل ذلك به»]

(اللهم أجرني) فيها وجهان: فيها اللهم آجرني بالمد، وفيها: اللهم أجرني، سؤال الأجر من الله، (وأخلف لي) أخلف لي خيرا من الرباعي، ويجوز: واخلف لي لكن أخلف لي أفصح أخلف لي خيرا منها.

هذا الحديث ضعيف؛ لأن المطلب بن حنطب لم يسمع من أم سلمة فيكون منقطع، وقيل: إنه مدلس لكن أصح منه ما في الصحيحين رواه مسلم عن أم سلمة، كذلك البخاري عن أم سلمة رضي الله عنها، يغني عنه حديث أم سلمة لما مات أبو سلمة قالت: من خير من أبي سلمة، ثم قالت هذا الدعاء فأخلف الله عليها بالنبي r.

[قالت أم سلمة: فحفظت ذلك منه، فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت: اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ثم رجعت إلى نفسي فقلت: من أين لي خير من أبي سلمة؟ فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدبغ إهابا لي فغسلت يدي من القرظ وأذنت له]

الإهاب: الجلد، القرظ: الذي يدبغ به الجلد.

[فغسلت يدي من القرظ وأذنت له فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف فقعد عليها فخطبني إلى نفسي، فلما فرغ من مقالته قلت: يا رسول الله ما بي ألا يكون بك الرغبة، لكني امرأة في غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به، وأنا امرأة قد دخلت في السن وأنا ذات عيال، فقال: «أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز وجل عنك وأما ما ذكرت من السن قد أصابني مثل الذي أصابك وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي»]

الرسول r يتزوج ويعدد زوجاته لحكم ومصالح تتعلق بالإسلام والدعوة إلى الله U، وليس المراد التعدد مثل ما يفعله بعض الناس ولهذا جميع الزوجات كلها ثيبات ما عدا عائشة رضي الله عنها، كلها ثيبات مصالح تتعلق بالدعوة والقبائل، ومناصرة الإسلام، ونقل الشريعة والأحكام للناس، ولو أراد r أن يتزوج أبكارا لحصل له وأعطي r، ليس المراد من أجل الشهوة كما يفعل بعض الناس والتلذذ بل يعدد r لمصالح التي تتعلق بدعوة الإسلام، وتبليغ الإسلام، ونقل أحكام الشريعة، وانتشار الإسلام في القبائل، وتقوية الصلة بينه وبين القبائل r.

[قالت: فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أم سلمة بعد: أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه: رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي صحيح مسلم عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها» قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم]

هذا الحديث يغني عن الحديث السابق، هذا الحديث في مسلم والظاهر أنه في البخاري أيضا لكن مع اختلاف بعض الألفاظ في الصحيحين وهذا يغني عن الحديث الأول حديث المطلب بن حنطب، في البخاري في كتاب الجنائز ما مر بنا.

[وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد وعباد بن عباد قالا: حدثنا هشام بن أبي هشام حدثنا عباد بن زياد عن أمه عن فاطمة ابنة الحسين عن أبيها الحسين بن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها وقال عباد قدم عهدها فيحدث لذلك استرجاعا إلا جدد الله له عن ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب» ورواه ابن ماجه في سننه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن هشام بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها]

(حدثنا هشام بن أبي هشام حدثنا عباد بن زياد عن أمه عن فاطمة ابنة الحسين)

أبهم أمه، كله يدور على أمه وأمه مبهمة، يكون ضعيف

[ورواه ابن ماجه في سننه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن هشام بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها، وقد رواه إسماعيل بن علية ويزيد بن هارون عن هشام بن زياد عن أبيه، كذا عن فاطمة عن أبيها]

أم هشام من المبهمات، فهو ضعيف وكذلك أمه مبهمة، مجهولة، متن الحديث؟

[«ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها وقال عباد قدم عهدها فيحدث لذلك استرجاعا إلا جدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب»]

فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي عن النبي r والحسين صغير لما توفي النبي r، فيكون مرسل صحابي يحمل على أنه سمعه من الصحابة لو صح، لكن الحديث ما صح، الحديث ضعيف، هشام هذا ضعيف وأمه مبهمة، لكن لا شك أن الإنسان إذا سلم لله U واسترجع، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا لا شك أنه يرجى له المثوبة، لكن كونه يعطى مثل أجره لما حصلت المصيبة هذا هو الذي دل عليه الحديث ويحتاج إلى نظر

[وقال الإمام أحمد: أنبأنا يحيى بن إسحاق السيلحيني]

يقال السيلحيني ويقال: السالحيني؛ يعني: تسهل الياء ألفا لينة.

[وقال الإمام أحمد: أنبأنا يحيى بن إسحاق السيلحيني أنبأنا حماد بن سلمة عن أبي سنان قال: دفنت ابنا لي وإني لفي القبر إذ أخذ بيدي أبو طلحة يعني الخولاني فأخرجني وقال لي: ألا أبشرك؟ قلت: بلى، قال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قال الله: يا ملك الموت قبضت ولد عبدي؟ قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟ قال: نعم. قال: فما قال؟ قال: حمدك واسترجع. قال: ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد»]

السيلحيني بفتح المهملة واللام بينهما تحتية ساكنة، ثم مهملة مكسورة، ثم تحتية، ثم نون، البغدادي عن يحيى بن أيوب، وحماد بن سلمة، وطائفة.

يروي عن حماد بن سلمة وطائفة، وعنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله المخرمي، قال ابن السعد: كان ثقة حافظا، وقال أحمد: شيخ ثقة، وقال ابن معين: صدوق مات سنة ست وعشرين ومائة.

السيلحيني عن أبي سنان أبو سنان ضعيف هذا وضعيف جدا أيضا، قيل عنه: متروك

يحدث عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى

[وقال الإمام أحمد: أنبأنا يحيى بن إسحاق السيلحيني أنبأنا حماد بن سلمة عن أبي سنان قال: دفنت ابنا لي وإني لفي القبر إذ أخذ بيدي أبو طلحة يعني الخولاني فأخرجني وقال لي: ألا أبشرك؟ قلت: بلى قال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى]

أبو سنان وثقه ابن معين في رواية يعقوب بن شيبة وقواه ابن حبان وضعفه أحمد والنسائي.

المقصود أنه ضعيف لكن لا شك أن الاسترجاع فضله عظيم ودلت عليه الآية الكريمة والآية كافية في هذا واضحة: {وبشر الصابرين (155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة:155-157].

[ثم رواه عن علي بن إسحاق عن عبد الله بن المبارك فذكره، وهكذا رواه الترمذي عن سويد بن نصر عن ابن المبارك به، وقال حسن غريب واسم أبي سنان عيسى بن سنان]

(الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب بمهملتين ثم معجمة كدحرج الأزدي الأشعري أبو عبد الرحمن الطبري الدمشقي، وليها لعمر بن عبد العزيز ولي دمشق، عن أبيه وأبي موسى، وعنه مكحول وحريز بن عثمان، والأوزاعي وثقه العجلي)

العجلي متساهل، يمكن يقول فيه الحافظ مقبول في مثل هذا

[{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} [البقرة:158]

قال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة، قال: قلت]

هو يسأل خالته عائشة عن الآية أشكل عليه ما فهمهما فأولها على غير تأويلها فبينت له عائشة رضي الله عنها.

[قال: قلت أرأيت قول الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}؟ قلت: فو الله ما على أحد جناح ألا يطوف بهما، فقالت عائشة: بئسما قلت يا ابن أختي إنها لو كانت على ما أولتها عليه كانت فلا جناح عليه ألا يطوف بهما ولكنها إنما أنزلت أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل، وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية. فأنزل الله عز وجل: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} قالت عائشة: ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما فليس لأحد أن يدع الطواف بهما أخرجاه في الصحيحين]

الحديث رواه الشيخان معروف، وفيه دليل على أن معرفة سبب النزول يعود على فهم الآية، عائشة بينت له سبب النزول، فعروة فهم من الآية فهم غير صحيح، فهم أن من حج فلا إثم عليه أن يترك الطواف بين الصفا والمروة، أن يترك السعي؛ لأن الله يقول: {فلا جناح عليه أن يطوف بهما} فعائشة رضي الله عنها بينت له سبب المنزل، فقالت: لو كان كما قلت لقال الله: فلا جناح عليه ألا يطوف بهما، لكن الله يقول: {فلا جناح عليه أن يطوف بهما} فلو كانت كما فهمها لنفى الله الطواف فقالت لو كان كما قلت لقال الله: فلا جناح عليه ألا يطوف بهما ولكن سبب النزول يبين هذا وهو: أن الناس كانوا في الجاهلية وضعوا صنمين على الصفا والمروة صنم اسمه إساف، والثاني اسمه نائلة على المروة، واحد على الصفا وواحد على المروة، فإذا طافوا طافوا بينهما، بين الصنمين، فلما جاء الإسلام تحرجوا، قالوا: كيف نطوف كما كنا في الجاهلية بين الصنمين فأنزل الله: {فلا جناح عليه أن يطوف بهما} وأزيلت الأصنام ولا جناح على الإنسان أن يطوف بين الصفا والمروة لزوال المحظور حينئذ؛ لأن الإسلام يجب ما قبله، والأصنام أزيلت فلا جناح، فأنزل الله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} ولو كانت كما فهما عروة لجاء النفي: ألا يطوف بهما، هو فهم من الآية أنها تدل على ترك الطواف، فهم من الآية أنها تدل على ترك السعي بين الصفا والمروة، والإنسان يحج ولا يسعى لا جناح عليه، وإن سعى فلا حرج، لكن إن ترك السعي فلا جناح عليه، الآية إنما جاءت لتحرج المسلمين في الطواف بينهما، وقد كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك، وأمر الجاهلية نوعان: أمر أقره الإسلام، وأمر نفاه الإسلام فأمور الجاهلية نوعان: نوع أقره الإسلام، وهذا مما أقره الإسلام وهو الطواف بين الصفا والمروة؛ لأنه ركن من أركان الحج، ركن في الحج وركن في العمرة على الصحيح وفيه خلاف ثلاثة أقوال لأهل العلم كما ذكر المؤلف وغيره الطواف: قيل ركن، وقيل واجب، وقيل مستحب، فالأرجح أنه ركن، فهو ركن، فالله تعالى نفى الجناح ولو كان أهل الجاهلية يطوفوا بين الصنمين فهذا مما أقره الإسلام، والأصنام أزيلت ونفى الله الحرج الذي كانوا يتحرجون به، الذي يتحرجون من أجله في الطواف بينهما

ما في تحرج، والتحرج هذا منهم، لكن شرعه الله وأقره، هذا مما أقره، هذا مثل قوله: {وإذا حللتم فاصطادوا} [المائدة:2] نهى الله المحرم عن الصيد ثم أباحه، ومثل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا} [الجمعة:9] ثم جاء الأمر: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض} [الجمعة:10].

[وفي رواية عن الزهري أنه قال فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال إن هذا العلم ما كنت سمعته ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون إن الناس إلا من ذكرت عائشة كانوا يقولون إن طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية وقال آخرون من الأنصار إنما أمرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر بالطواف بين الصفا والمروة فأنزل الله تعالى {إن الصفا والمروة من شعائر الله}]

وهذا من أمور الجاهلية التي أقرها الإسلام؛ لأن هذا من المناسك التي ورثوها عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فليس كل أمور الجاهلية باطلة، فما ورثوه عن دين إبراهيم أقره الإسلام.

[قال أبو بكر بن عبد الرحمن: فلعلها نزلت في هؤلاء وهؤلاء ورواه البخاري من حديث مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بنحو ما تقدم، ثم قال البخاري: حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنسا عن الصفا والمروة، قال كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما جاء الإسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله عز وجل: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} وذكر القرطبي في تفسيره عن ابن عباس قال كانت الشياطين تفرق بين الصفا والمروة الليل كله وكانت بينهما آلهة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطواف بينهما، فنزلت هذه الآية وقال الشعبي كان إساف على الصفا وكانت نائلة على المروة، وكانوا يستلمونها فتحرجوا بعد الإسلام من الطواف بينهما فنزلت هذه الآية]

وهما حجران: صنمان، وقيل: إنهما كانا رجل وامرأة، وأنه فجر بها في الكعبة فمسخهما الله، حجرين، فأهل الجاهلية أخذوهما وجعلوا أحدهما على الصفا والثاني على المروة، وصاروا يطوفون بينهما، فلما جاء الإسلام تحرجوا من الطواف بين الصفا والمروة وهما موجودان، فالله تعالى نفى هذا الحرج، نفى هذا الجناح عنهم، قال: {فلا جناح عليه}.

[قلت ذكر محمد بن إسحاق في كتاب السيرة أن إسافا ونائلة كانا بشرين، فزنيا داخل الكعبة فمسخا حجرين فنصبتهما قريش تجاه الكعبة ليعتبر بهما الناس، فلما طال عهدهما عبدا، ثم حولا إلى الصفا والمروة، فنصبا هنالك فكان من طاف بالصفا والمروة يستلمهما، ولهذا يقول أبو طالب في قصيدته المشهورة:

وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم ... بمفضى السيول من إساف ونائل]

بالباء أحسن، بمفضى، مفضى مصدر ميمي مثل: مدخل، مخرج، أبو طالب له قصيدة لامية طويلة ليكون ركابهم على الإبل بمفضى السيول، مفضى السيول؛ يعني: تفضي إليه السيول يعني: هذا مكان الأشعرون، يعني: الأشعريون، ينزلون بهذا المكان مفضى السيول

 (وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم ... لمفضى السيول من إساف ونائل).

الحجران، الصنمان، على ما كانوا عليه في الجاهلية؛ لأن الصفا والمروة كانا مفضى السيول، وادي بين الجبلين.

[وفي صحيح مسلم من حديث جابر الطويل، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من طوافه بالبيت عاد إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من باب الصفا وهو يقول إن الصفا والمروة من شعائر الله ثم قال: «أبدأ بما بدأ الله به» وفي رواية النسائي «ابدءوا بما بدأ الله به» وقال الإمام أحمد: حدثنا سريج حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عطاء بن أبي رباح عن صفية بنت شيبة عن حبيبة بنت أبي تجراة]

حبيبة فيها أربعة أوجه كما في "إتحاف المهرة" حبيبة بالباء بعدها مثناة وبعدها باء، حبيبة وحبيبة، مصغر ومكبر، وفيها وجهان آخران بالمثناة، بعدها مثناة: حيية، وحيية، مصغر ومكبر، حبيبة وحبيبة، وحيية وحيية، أربعة أوجه بنت تجراة، تجراة: بفتح التاء، وبعدها جيم ساكنة، وبعدها راء، وبعدها ألف، وآخرها تاء مربوطة، يقال حبيبة بنت تجراة، ويقال حبيبة بنت تجراة، ويقال: حيية بنت تجراة، ويقال: حيية بنت تجراة

سريج بن نعمان هذا شيخ الإمام أحمد، سريج مصغر أوله سين مهملة مضمومة، وآخره جيم، سريج.

[وقال الإمام أحمد: حدثنا سريج حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عطاء بن أبي رباح عن صفية بنت شيبة عن حبيبة بنت أبي تجراة، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى، حتى أرى ركبتيه من شدة السعي يدور به إزاره وهو يقول: «اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي» ثم رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق: أنبأنا معمر عن واصل مولى أبي عيينة عن موسى بن عبيدة عن صفية بنت شيبة، أن امرأة أخبرتها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة يقول: «كتب عليكم السعي فاسعوا»]

هذا ضعيف، موسى بن عبيدة هذا ضعيف.

(سند الإمام أحمد عن عبد الرزاق: أنبأنا معمر عن واصل مولى أبي عيينة عن موسى بن عبيدة عن صفية بنت شيبة، أن امرأة أخبرتها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم) هذا السند الثاني ضعيف.

 (وقال الإمام أحمد: حدثنا سريج حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عطاء بن أبي رباح عن صفية بنت شيبة عن حبيبة بنت أبي تجراة، قالت) صفية تروي عن حبيبة.

لكن هذا فيه أن النبي r كان يسعى سعيا شديدا، تدور به إزاره، قالت: رأيت النبي r.

(وقال الإمام أحمد: حدثنا سريج حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عطاء بن أبي رباح عن صفية بنت شيبة عن حبيبة بنت أبي تجراة، قالت

السند الثاني رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق، قال: (أنبأنا معمر عن واصل مولى أبي عيينة عن موسى بن عبيدة عن صفية بنت شيبة، أن امرأة أخبرتها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم).

موسى هذا ضعيف عنده مناكير، لكن هو ثابت؛ يعني: السعي بين العلمين، تدور به إزاره، لكن هذا فيه أنها قالت (حتى إني أرى ركبتيه أو هكذا) لكن السعي هذا ثابت، السعي بين العلمين، وهو في حديث جابر في صحيح مسلم، سعى هذا سعي مجهول، هذا ثابت لكن هذا فيه أنها قالت (تدور به إزاره وإني أرى ركبتيه) أما سعيه r هذا ثابت في الصحيح في مسلم، في حديث جابر الطويل المعروف

"أنه إذا انصبت قدمه في بطن الوادي سعى سعيا كالمجهود" 

[وقد استدل بهذا الحديث على مذهب من يرى أن السعي بين الصفا والمروة ركن في الحج، كما هو مذهب الشافعي ومن وافقه، ورواية عن أحمد وهو المشهور عن مالك وقيل إنه واجب وليس بركن فإن تركه عمدا أو سهوا جبره بدم وهو رواية عن أحمد وبه يقول طائفة وقيل بل مستحب، وإليه ذهب أبو حنيفة والثوري والشعبي وابن سيرين وروي عن أنس وابن عمر وابن عباس وحكي عن مالك في العتبية.

قال القرطبي: واحتجوا بقوله تعالى {ومن تطوع خيرا} والقول الأول أرجح لأنه عليه الصلاة السلام طاف بينهما، وقال: «لتأخذوا عني مناسككم» فكل ما فعله في حجته تلك واجب لابد من فعله في الحج إلا ما خرج بدليل والله أعلم.

وقد تقدم قوله عليه السلام «اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي» فقد بين الله تعالى أن الطواف بين الصفا والمروة من شعائر الله، أي مما شرع الله تعالى لإبراهيم في مناسك الحج، وقد تقدم في حديث ابن عباس، أن أصل ذلك مأخوذ من طواف هاجر وتردادها بين الصفا والمروة في طلب الماء لولدها لما نفذ ماؤهما وزادهما حين تركهما إبراهيم عليه السلام هنالك، وليس عندهما أحد من الناس، فلما خافت على ولدها الضيعة هنالك، ونفد ما عندهما، قامت تطلب الغوث من الله عز وجل، فلم تزل تتردد في هذه البقعة المشرفة بين الصفا والمروة، متذللة خائفة وجلة مضطرة فقيرة إلى الله عز وجل، حتى كشف الله كربتها، وآنس غربتها، وفرج شدتها، وأنبع لها زمزم التي ماؤها «طعام طعم، وشفاء سقم» فالساعي بينهما ينبغي له أن يستحضر فقره وذله وحاجته إلى الله، في هداية قلبه وصلاح حاله وغفران ذنبه، وأن يلتجئ إلى الله عز وجل، لتفريج ما هو به من النقائص والعيوب، وأن يهديه إلى الصراط المستقيم، وأن يثبته عليه إلى مماته وأن يحوله من حاله الذي هو عليه من الذنوب والمعاصي، إلى حال الكمال والغفران والسداد والاستقامة كما فعل بهاجر عليها السلام.

وهذا كلام عظيم يكتب بماء الذهب، كلام ينبغي أن ينقل، الإنسان ينبغي أن يستحضر هذا يستحضر فقره وذله وحاجته إلى الله عز وجل، فإن هاجر رضي الله عنها تتردد بين الصفا والمروة، تظهر ذلها وفقرها وحاجتها حتى أغاثها الله، مستغيثة بالله فجاءها الغوث، أرسل الله جبرائيل فغمز الأرض بجناحه حتى نبع الماء جاءها الغوث، فكذلك على الإنسان أن يستحضر هذا وأنه محتاج إلى هداية ربه، وإصلاح حاله، وإصلاح قلبه.

لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول للإنسان ولا قوة إلا بالله، يلجأ إلى الله، والله تعالى هو القوي المتين، يلجأ إلى الله ويتبرأ من حوله وقوته ويعتمد على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله؛ يعني: لا أتحول من حال إلى حال إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله.

[وقوله: {ومن تطوع خيرا} قيل زاد في طوافه بينهما على قدر الواجب، ثامنة وتاسعة ونحو ذلك، وقيل يطوف بينهما في حجة تطوع أو عمرة تطوع، وقيل: المراد تطوع خيرا في سائر العبادات]

هذا هو الأقرب (تطوع خيرا في سائر العبادات) أما زيادة الثامنة والتاسعة لا وجه له، ليس مشروع يزيد الإنسان في الطواف أو السعي.

ما في إفراد السعي؟ لا ما يشرع إلا في حج أو عمرة.

[حكى ذلك الرازي، وعزا الثالث إلى الحسن البصري، والله أعلم، وقوله {فإن الله شاكر عليم} أي يثيب على القليل بالكثير، عليم بقدر الجزاء فلا يبخس أحدا ثوابه، ولا يظلم مثقال ذرة {وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} [النساء: 40].

{إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (159) إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم (160) إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (161) خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون} [البقرة:159-162].

هذا وعيد شديد لمن كتم ما جاء به الرسل من الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة، والهدى النافع للقلوب من بعد ما بينه الله تعالى لعباده في كتبه التي أنزلها على رسله.

قال أبو العالية: نزلت في أهل الكتاب، كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أخبر أنهم يلعنهم كل شيء على صنيعهم ذلك، فكما أن العالم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في الماء، والطير في الهواء، فهؤلاء بخلاف العلماء، فيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، وقد ورد في الحديث المسند من طرائق يشد بعضها بعضا عن أبي هريرة وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار». والذي في الصحيح عن أبي هريرة أنه قال: لولا آية في كتاب الله، ما حدثت أحدا شيئا {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى} الآية]

يعني: هذه الآية وإن كانت في أهل الكتاب فإنها تشمل من كتم العلم من هذه الأمة الذين يكتمون الحق والعلم من أجل مآكلهم وشهواتهم ورئاستهم، يشملهم هذا الوعيد، وإن كان الوعيد في أهل الكتاب لكنه يشمل أيضا من كتم العلم لأجل الدنيا، ولأجل المناصب، والشهوات، ومن كتم العلم لأجل أن تبقى لهم مآكلهم وشهواتهم، ورئاساتهم يشملهم هذا الوعيد، نسأل الله السلامة والعافية.

وهذه الآية ذكرها الله تحذيرا لنا، تحذيرا للعلماء من أن يكتموا العلم الذي أنزل الله، فتحل عليهم اللعنة كما حلت على من قبلهم، كما حلت على أهل الكتاب ليست خاصة بأهل الكتاب كما قال بعضهم: مضى القوم ولم يعن به سوانا مضوا وانتهوا، فالمقصود نحن الآن، هذا تحذير للعلماء أن يكتموا العلم فيصيبهم ما أصاب الكافرين من أهل الكتاب.

[وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عمار بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن المنهال بن عمرو، عن زاذان أبي عمر عن البراء بن عازب، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فقال: «إن الكافر يضرب ضربة بين عينيه، يسمعها كل دابة غير الثقلين، فتلعنه كل دابة سمعت صوته، فذلك قول الله تعالى: {أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} يعني دواب الأرض»]

هذا ضعيف ليث بن أبي سليم، وزاذان أبي عمر تلميذه الراوي عنه المنهال بن عمرو إذا الآفة ليث بن أبي سليم.

[ورواه ابن ماجه عن محمد بن الصباح، عن عامر بن محمد به، وقال عطاء بن أبي رباح: كل دابة والجن والإنس، وقال مجاهد: إذا أجدبت الأرض، قال البهائم: هذا من أجل عصاة بني آدم، لعن الله عصاة بني آدم، وقال أبو العالية والربيع بن أنس وقتادة ويلعنهم اللاعنون يعني تلعنهم الملائكة والمؤمنون، وقد جاء في الحديث أن العالم يستغفر له كل شيء، حتى الحيتان في البحر، وجاء في هذه الآية أن كاتم العلم يلعنه الله والملائكة والناس أجمعون واللاعنون أيضا، وهم كل فصيح وأعجمي، إما بلسان المقال أو الحال، أو لو كان له عقل ويوم القيامة والله أعلم]

(أو لو كان له عقل) بلسان المقال أو بلسان الحال، (أو لو كان له عقل) يكفي عنه بلسان الحال، بلسان الحال يعني: أو لو كان له عقل، بلسان المقال كافي عن قوله: (أو لو كان له عقل).

[ثم استثنى الله تعالى من هؤلاء من تاب إليه، فقال: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا} أي رجعوا عما كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم وبينوا للناس ما كانوا يكتمونه {فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم} وفي هذا دلالة على أن الداعية إلى كفر، أو بدعة إذا تاب إلى الله تاب الله عليه]

وفيه: أن الكاتم من توبته أن يبين، من صحة توبته أن يبين ما كتمه، ولهذا قال: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا} لابد أن يبين ما كتمه، من تمام توبته، يتوب ويندم على ما مضى ويعزم على ألا يعود، ويصلح عمله، ويبين ما كتمه، ولهذا قال: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا} يصح العمل، يتوب ويندم على ما مضى، ويستقيم على الطاعة، ويبين ما كتمه.

[وقد ورد أن الأمم السابقة لم تكن التوبة تقبل من مثل هؤلاء منهم ولكن هذا من شريعة نبي التوبة ونبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه ثم أخبر تعالى عمن كفر به واستمر به الحال إلى مماته بأن {عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها} أي في اللعنة التابعة لهم إلى يوم القيامة ثم المصاحبة لهم في نار جهنم التي {لا يخفف عنهم العذاب} فيها أي لا ينقص عما هم فيه {ولا هم ينظرون} أي لا يغير عنهم ساعة واحدة ولا يفتر بل هو متواصل دائم فنعوذ بالله من ذلك]

أي: لا يبدل ولا ينقص، نسأل الله العافية.

[بل هو متواصل دائم فنعوذ بالله من ذلك، قال أبو العالية وقتادة إن الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه الله ثم تلعنه الملائكة، ثم يلعنه الناس أجمعون

 فصل لا خلاف في جواز لعن الكفار، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن بعده من الأئمة، يلعنون الكفرة في القنوت وغيره، فأما الكافر المعين، فقد ذهب جماعة من العلماء إلى أنه لا يلعن لأنا لا ندري بما يختم الله له، واستدل بعضهم بالآية {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.

وقالت طائفة أخرى: بل يجوز لعن الكافر المعين، واختاره الفقيه أبو بكر بن العربي المالكي ولكنه احتج بحديث فيه ضعف، واستدل غيره بقوله عليه السلام في قصة الذي كان يؤتى به سكران فيحده، فقال رجل لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله» فدل على أن من لا يحب الله ورسوله يلعن، والله أعلم]

وهذه المسألة وهي لعن الكافر ولعن الفاسق كما ذكر الحافظ رحمه الله لعن الكافر على العموم ولعن الفاسق على العموم لا خلاف في جوازه؛ ولأنه يلعن بوصف: لعن الله اليهود، لعن الله النصارى، لعن الله الوثنيين؛ يلعن بوصف، لعن الكفار بالعموم من اليهود، لعن الله المنافقين، لعن الله الكفار، لعن الله اليهود، كذلك لعن الفاسق بوصفه كما في الحديث: «لعن الله السارق يسرق الحبل فتقطع يده، ويسرق البيضة فتقطع يده» لعن الله الزاني، لعن الله شارب الخمر؛ بوصفه، أما الكافر المعين والفاسق المعين ففيه خلاف، فيه قولان في لعن الكافر المعين، وقولان في لعن الفاسق المعين، من قال: إنه يلعن الكافر المعين احتج بهذه الآية، قال: إن الآية فيها لعن الكافر، واحتج أيضا بأن النبي r دعا على بعض الكفار بأعيانهم، كما قال: «اللهم العن صفوان بن أمية، اللهم العن شيبة بن ربيعة» ثم نهاه الله، قال: هذا يدل على جواز لعن الكافر بعينه.

وكذلك أيضا الحديث الذي كان يشرب الخمر قال: «لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله» قال: والكافر لا يحب الله ورسوله فيلعن.

ومن منع قال: إنه لا يدري ما خاتمته، كيف يلعن قد يتوب الله عليه، ولأن الله نهى نبيه عن لعن الخصم بعينه قال: {ليس لك من الأمر شيء} [آل عمران:128] فدل على أنه لا يلعن، ومن منع من لعن الفاسق بعينه استدل بحديث الرجل الذي يؤتى به ويجلد في الخمر، فلعنه بعضهم فقال النبي r: «لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله» قالوا: هذا دليل على أنه لا يلعن الفاسق بعينه، ومن أجاز لعنه استدل ببعض النصوص التي فيها اللعن: لعن الله السارق، لعن الله شارب الخمر، لعن الله من وسم دابته في وجهها، لكن هذا لعن بالوصف.

الصواب: أنه لا يلعن الكافر بعينه، ولا يلعن الفاسق بعينه، لكن بعضهم قال: من اشتد أذاه على المسلمين والكفرة فإنه يلعن بعينه وإلا الأصل ألا يلعن، الصواب: أنه لا يلعن الكافر بعينه لكن بالعموم؛ لأنه قد يتوب، ولأن الله تعالى اشترط موته على الكفر، قال: {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله} [البقرة:161] لعنه لما مات على الكفر، اشترط موته على الكفر، {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله} [البقرة:161] فالكافر الذي لم يمت ما يدرى حاله قد يتوب الله عليه، فالمقصود: أن الأرجح من القولين: أنه لا يلعن الكافر بعينه، ولا يلعن الفاسق بعينه، هذا هو الأرجح.

النبي r لعن الشيطان قال: «ألعنك بلعنة الله» ولكن الأحسن الاستعاذة بالله منه

أقول: من تاب فقد أصلح، والتوبة من الإصلاح.

[قوله تعالى {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} [البقرة:163].

قال رحمه الله: يخبر تعالى عن تفرده بالإلهية، وأنه لا شريك له ولا عديل له، بل هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا إله إلا هو، وأنه الرحمن الرحيم وقد تقدم تفسير هذين الاسمين في أول الفاتحة وفي الحديث عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} [البقرة: 255] والم {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة:255] ثم ذكر الدليل على تفرده بالإلهية بخلق السموات والأرض وما فيهما وما بين ذلك مما ذرأ وبرأ من المخلوقات الدالة على وحدانيته، فقال: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون}[البقرة:164]

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد