وصية الباجي4
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
( متن )
وعليكما بِالصّدقِ فَإِنَّهُ زين وإياكما وَالْكذب فَإِنَّهُ شين وَمن شهر بِالصّدقِ فَهُوَ نَاطِق مَحْمُود وَمن عرف بِالْكَذِبِ فَهُوَ سَاكِت مهجور مَذْمُوم وَأَقل عقوبات الْكذَّاب أَلا يقبل صدقه وَلَا يتَحَقَّق حَقه وَمَا وصف الله تَعَالَى أحدا بِالْكَذِبِ إِلَّا ذاما لَهُ وَلَا وصف الله تَعَالَى أحدا بِالصّدقِ إِلَّا مادحا لَهُ و مرفعا بِهِ
( شرح )
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين , أما بعد :
قال الحافظ بن وليد الباجي رحمه الله في وصيته لولديه ( وعليكما بِالصّدقِ فَإِنَّهُ زين وإياكما وَالْكذب فَإِنَّهُ شين ) كلمة زين و شين لها أصل في الشرع ثبت أن رجلا عربيا جاء إلى النبي ﷺ و قال يا محمد : إن حمدي زين و إن ذمي شين فقال النبي ﷺ ذاك الله عز و جل ( و عليكما بالصدق ) يعني الزما الصدق ( وعليكما بِالصّدقِ فَإِنَّهُ زين وإياكما وَالْكذب فَإِنَّهُ شين ) حثهما على الصدق و حذرهما من الكذب و الصدق و الصادقون هم أهل الفوز و الرضوان و الكذب و الكاذبون هم أهل الخسارة .
فالمؤمن بالله صادق المؤمن بالله و رسوله عن إيمان و إخلاص و المنافق كاذب قال الله تعالى إِذَا جَاۤءَكَ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ قَالُوا۟ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ یَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَكَـٰذِبُونَ و الأعمال و الأفعال تصدق الأقوال , كما قال الرسول ﷺ البيعان بالخيار ما لم يتفرقا إن صدقا و بينا بورك لهما في بيعهما إن صدقا في بيعهما و بينا و هذا عمل البيع عمل , عمل و قول فإن صدقا و بينا بورك لهما في بيعهما و إن كتما و كذبا محقت بركة بيعهما , و الصادق مع الله و المخلص لله في عمله الذي تصدق أقواله أعماله و وعد الله الصادقين بوعد كريم قال الله تعالى قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا یَوۡمُ یَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِینَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ ذَ ٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ و قال الله سبحانه إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِینَ وَٱلۡمُسۡلِمَـٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ وَٱلۡقَـٰنِتِینَ وَٱلۡقَـٰنِتَـٰتِ وَٱلصَّـٰدِقِینَ وَٱلصَّـٰدِقَـٰتِ وَٱلصَّـٰبِرِینَ وَٱلصَّـٰبِرَ ٰتِ وَٱلۡخَـٰشِعِینَ وَٱلۡخَـٰشِعَـٰتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِینَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَـٰتِ وَٱلصَّـٰۤىِٕمِینَ وَٱلصَّـٰۤىِٕمَـٰتِ وَٱلۡحَـٰفِظِینَ فُرُوجَهُمۡ وَٱلۡحَـٰفِظَـٰتِ وَٱلذَّ ٰكِرِینَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا وَٱلذَّ ٰكِرَ ٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةࣰ وَأَجۡرًا عَظِیمࣰا فهذا الوصية فيها كلمات شاملة عامة منها هذه الكلمات ( عليكم بالصدق ) فإنه قد يبدو للإنسان أن المراد بالصدق في القول فقط و لكنه عام في القول و الفعل و الاعتقاد قال ( و من شهر بالصدق فهو ناطق محمود ) لاشك أن من اشتهر بالصدق فهو ناطق محمود , محمود عند الله و عند الناس ( و من عرف بالكذب فهو ساكت مهجور مذموم ) قال ( و أقل عقوبة الكذاب ألا يقبل صدقه ) يعني في الدنيا و العقوبة التي أعدها الله له في الآخرة أعظم يعني لا يقبل صدقه لأنه عرف بالكذب لهذا يقال قد يصدق الكذوب للتقليل و لكنه لا يقبل صدقه إن علم بالكذب و لا يتحقق حقه قال ( و ما وصف الله تعالى أحدا بالكذب إلا ذاما له و لا وصف الله تعالى أحد بالصدق إلا مادحا له و مرافعا له ) و هذا واضح كما سبق من النصوص .
( متن )
وعليكما بأَدَاء الْأَمَانَة وإياكما والإلمام بالخيانة أديا الْأَمَانَة إِلَى من ائتمنكما وَلَا تخونا من خانكما وأوفيا بالعهد إِن الْعَهْد كَانَ مسؤولا أوفيا الْكَيْل وَالْوَزْن فَإِن النَّقْص فِيهِ مقت لَا ينقص المَال بل ينقص الدّين وَالمْال .
( شرح )
و هذا فيه حث على أداء الأمانة و تحذير من الخيانة فالنصية السابقة و الجملة السابقة حث على الصدق و تحذير من الكذب و هذه النصيحة حث على أداء الأمانة و تحذير من الخيانة قال ( و عليكما بأداء الأمانة و إياكما والإلمام بالخيانة أديا الْأَمَانَة إِلَى من ائتمنكما وَلَا تخونا من خانكما ) ( و عليكما بأداء الأمانة ) هذا عام ( و إياكما و الإلمام بالخيانة ) عام الأمانة عامة يشمل الوديعة و يشمل غيرها و الحقوق التي أؤتمن عليها الإنسان و تطلق الأمانة على أمانه التكليف كما قال الله تعالى إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَیۡنَ أَن یَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا لكن ليس هذا مراد المؤلف قال ( و عليكما بأداء الأمانة ) عام هذا في حفظ الحقوق المؤتمن عليها و في الأمانات و في الودائع و لذلك قال (و إياكما والإلمام بالخيانة أديا الْأَمَانَة إِلَى من ائتمنكما ) الظاهر أن هذا من الوديعة (وَلَا تخونا من خانكما ) هذا مأخوذ من حديث أدي الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك ( و أوفيا بالعهد ) العهد الذي يقطعه الإنسان على نفسه كالحلف و الأيمان و العهود يجب على الإنسان أن يفي بها و لهذا قال الله سبحانه و تعالى وَأَوۡفُوا۟ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡـُٔولࣰا مسؤولا صاحبه بالوفاء به , ثم قال ( أوفيا الْكَيْل وَالْوَزْن فَإِن النَّقْص فِيهِ مقت لَا ينقص المَال بل ينقص الدّين وَالمْال ) و قد توعد الله سبحانه و تعالى المطففين الذين يستوفون الكيل لأنفسهم و ينقصون غيرهم فقال سبحانه وَیۡلࣱ لِّلۡمُطَفِّفِینَ ٱلَّذِینَ إِذَا ٱكۡتَالُوا۟ عَلَى ٱلنَّاسِ یَسۡتَوۡفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ یُخۡسِرُونَ و توعدهم فقال أَلَا یَظُنُّ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ لِیَوۡمٍ عَظِیمࣲ یَوۡمَ یَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ و قد كانت بعض الأمم اشتهرت بنقص الكيل و الميزان و هي أمة شعيب فنهاها نبيها عن ذلك و أمرها بإيفاء الكيل كما قال الله عن النبي شعيب وَیَـٰقَوۡمِ أَوۡفُوا۟ ٱلۡمِكۡیَالَ وَٱلۡمِیزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا تَبۡخَسُوا۟ ٱلنَّاسَ أَشۡیَاۤءَهُمۡ وَلَا تَعۡثَوۡا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِینَ فنقص الكيل و الميزان من الإفساد في الأرض أَوۡفُوا۟ ٱلۡكَیۡلَ وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلۡمُخۡسِرِینَ في الآية الأخرى وَزِنُوا۟ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِیمِۚ و إذا كان هذا الوعيد في نقص الكيل و الميزان في الدنيا فنقص الكيل و الميزان في الدين أعظم و أعظم الذي ينقص الصلاة و لا يؤديها في طمأنينة قد نقص الكيل قد نقص الوزن و الكيل المعنوي قد نقص الكيل و الوزن في الدين و لهذا قال أنس بن مالك أنه قال ( إذا كان هذا الوعيد لميزان في الدنيا فكيف بميزان الدين .. ) و من أدى الصلاة كما أمره الله بطمأنينة فله ما وعده الله له من الأجر و من طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين في قوله تعالى وَیۡلࣱ لِّلۡمُطَفِّفِینَ ٱلَّذِینَ إِذَا ٱكۡتَالُوا۟ عَلَى ٱلنَّاسِ یَسۡتَوۡفُونَ فإذا كان التطفيف في مكيال الدنيا فالتطفيف في مكيال الدين أعظم و أعظم .
( متن )
وإياكما والعون على سفك دم بِكَلِمَة أَو الْمُشَاركَة فِيهِ بِلَفْظَة فَلَا يزَال الْإِنْسَان فِي فسحة من دينه مَا لم يغمس يَده أَو لِسَانه فِي دم امرئ مُسلم قَالَ الله تَعَالَى وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِیمࣰا
( شرح )
و هذا الجملة في التحذير من سفك الدم و القتل قال ( وإياكما والعون على سفك دم بِكَلِمَة أَو الْمُشَاركَة فِيهِ بِلَفْظَة ) بكلمة يعني يقول اقتل فلان , أو المشاركة فيه بلفظة أو بنصف كلمة كما جاء في الحديث ( من عان على قتل مسلم بشطر كلمة أوجب الله له النار ) كأن يقول أق الهمزة و القاف فقط أق هذه شطر كلمة لو قال المسلم أق لأعان بشطر كلمة فعليه الوعيد الشديد فلا يجوز العون على قتل مسلم بكلمة أو المشاركة فيه بلفظة ثم بين غضب القتل بغير حق ( فَلَا يزَال الْإِنْسَان فِي فسحة من دينه مَا لم يغمس يَده أَو لِسَانه فِي دم امرئ مُسلم ) و جاء حديث بهذا المعنى قول النبي ﷺ لا يزال المؤمن أو لا يزال الرجل أو لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما قَالَ الله تَعَالَى وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِیمࣰا وعيد كما توعد الله القاتل بخمس عقوبات جزاؤه جهنم الثانية خالدا فيه الخلد و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما نسأل الله العافية و في الحديث يقول النبي ﷺ لزوال الدنيا بأسرها أهون على الله من قتل رجل مسلم و قال الله تعالى في كتابه العظيم مِنۡ أَجۡلِ ذَ ٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَیۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِیعࣰا وَمَنۡ أَحۡیَاهَا فَكَأَنَّمَاۤ أَحۡیَا ٱلنَّاسَ جَمِیعࣰاۚ وَلَقَدۡ جَاۤءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِیرࣰا مِّنۡهُم بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ فِی ٱلۡأَرۡضِ لَمُسۡرِفُونَ و من أعظ الجرائم و يلي الشرك بالله عز و جل في الحديث يقول النبي ﷺ اجتنبوا السبع الموبقات قال : و ما هن يا رسول الله قال : الشرك باله و السحر و قتل النفس و السحر لا يكون إلا بالشرك إذا أشرك صاحبه يتصل بالشياطين ثم بعد الشرك القتل نسأل الله العافية و لكنه القاتل إذا لم يستحله لا يكفر عند أهل السنة و الجماعة لأنه مرتكب جريمة عظيمة إذا لم يستحله فهو ضعيف الإيمان و ناقص الإيمان و لا يكون مشركا و لا يكون كافرا إلا إذا استحله و قال إنه حلال فإنه يكون كافرا لأنه أنكر أمرا معلوما في الدين بالضرورة كما لو استحل الخمر و الزنا أو الربا أو الرشوة أو عقوق الوالدين أو قطيعة الرحم أو ما كان معلوما في الدين بالضرورة كما لو أنكر وجوب الصلاة و جوب الزكاة أو وجوب الصوم أو وجوب الحج فإنه يكون مرتدا نعوذ بالله لأنه أنكر أمرا معلوما في الدين بالضرورة وجوبا أو تحريما.
( متن )
وَاجْتنَاب الزنا من أَخْلَاق الْفُضَلَاء ومواقعته عَار فِي الدُّنْيَا وَعَذَاب فِي الْأُخْرَى قَالَ الله تَعَالَى وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰۤۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَـٰحِشَةࣰ وَسَاۤءَ سَبِیلࣰا
( شرح )
هذا في التحذير من الزنا و الزنا من أعظم الجرائم و من أفحشها و أبشعها و أشنعها و ذلك لما فيه من إلصاق العار بالزاني و بالمرأة و بأوليائها و بزوجها إذا كان لها زوج و إدخال أولاد غير شرعيين و التسبب في إدخال أولاد غير شرعيين فهو ليس من أخلاق الفضلاء لكنه من أخلاق الأراذل و لهذا قال المؤلف (وَاجْتنَاب الزنا من أَخْلَاق الْفُضَلَاء و مواقعته عَار فِي الدُّنْيَا وَعَذَاب فِي الآخرة ) و قد توعد الله الزاني بوعيد شديد مع القتل و الشرك كما في سورة الفرقان وَٱلَّذِینَ لَا یَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ وَلَا یَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا یَزۡنُونَۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ یَلۡقَ أَثَامࣰا یُضَـٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَیَخۡلُدۡ فِیهِۦ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ و في الدنيا عقوبة الزانية و الزاني فَٱجۡلِدُوا۟ كُلَّ وَ ٰحِدࣲ مِّنۡهُمَا مِا۟ئَةَ جَلۡدَةࣲ و في الحديث البكر بالبكر جلد مئة و تغريب عام يجلد البكر مئة جلدة و يغرب عام و إن كان محصن قد تزوج و لو في العمر مرة و لو لم يكن معه زوجة فإن عقوبته إذا ثبت عليه الزنا بالإقرار أو بالبينة الرجم بالحجارة الرجم بالحجارة حتى يموت , الآية التي نسخ لفظها و بقي حكمها في سورة الفرقان ( و الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله و الله عزيز حكيم ) و قد رجم النبي ﷺ ماعدا و الغامدية و رجم الخلفاء وفي حديث عبادة بن الصامت البكر بالبكر جلد مئة و تغريب عام و الثيب بالثيب الجلد و الرجم ثم نسخ الجلد في حق الثيب و بقي الرجم و قال الله تعالى وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰۤۖ نهى عن القربان يعني لا تقربوه لا تفعلوا الأسباب التي تكون سببا في الوصول إليه ما قال : ولا تزنوا , قال وَلَا تَقۡرَبُوا۟ أبلغ هذا , أبلغ , نهى عن القربان نهى عن القربان وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰۤۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَـٰحِشَة و هو الذنب العظيم الذي فحش و عظم و طال قبحه وَسَاۤءَ سَبِیلࣰا ذم له وَسَاۤءَ يعني قبح سَبِیلࣰا سبيل الزنا .
( متن )
وإياكما وَشرب الْخمر فَإِنَّهَا أم الْكَبَائِر و المجرئة على المآثم وَقد حرمهَا الله فِي كِتَابه الْعَزِيز فَقَالَ عز من قَائِل إِنَّمَا یُرِیدُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَن یُوقِعَ بَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ فِی ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَیۡسِرِ وَیَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ وحسبكما بِشَيْء يذهب الْعقل وَيفْسد اللب وَقد تَركهَا قوم فِي الْجَاهِلِيَّة تكرما فإياكما ومقاربتها والتدنس برجسها وَقد وصفهَا الله تَعَالَى بذلك وقرنها بالأنصاب والأزلام فَقَالَ عز من قَائِل إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَیۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَـٰمُ رِجۡسࣱ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ فَبين تَعَالَى أَنَّهَا من عمل الشَّيْطَان ووصفها بالرجس وَقرن الْفَلاح باجتنابها فَهَل يستجيز عَاقل يصدق الباري فِي خَبره تبَارك اسْمه في خبره وَيعلم أَنه أَرَادَ الْخَيْر لنا مِنْهَا حذرنا عَنهُ مِمَّا أَن يقربهَا أَو يتدنس بهَا حين نهى .
( شرح )
و هذا فيه التحذير من الخمر قال ( و إياكما و شرب الخمر فإنها أم الكبائر ) و قد جاء في الأثر أنها أم الخبائث و قال : أم الخبائث ( و المجرئة على المآثم ) هذا صحيح فإنها تجرئ الإنسان على المآثم فإذا سكر قد يفعل الزنا و قد يفعل اللواط و قد يقتل و قد يسب فهي أم الخبائث و يروى أن امرأة أرسلت صبيا لها تدعو رجلا عابدا قالت له إنه يأتي لحاجة فأتى فأغلقت الأبواب فقالت : إنما دعوتك لتفعل الفاحشة ليفعل الفاحشة بها أو ليقتل هذا الغلام أو ليشرب كأسا من خمر و أنه لا حيلة من خلاصه و قد غلقت الأبواب فلما رأى أنه لا حيلة له اختار الخمر فشرب الخمر فلما سكر قال زيدوني فزادوه فلم يلبث أن قتل الغلام و فعل الفاحشة فهي أم الخبائث و المجرئة على المآثم و قد حرمها الله تعالى في كتابه فقال عز من قائل إِنَّمَا یُرِیدُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَن یُوقِعَ بَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ فِی ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَیۡسِرِ وَیَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ الآية التي فيها تحريم الخمر الآية التي قبل هذه الآية , و لعلها سهو من المؤلف أو أنها سقطت الآية الأولى الآية الأولى التي حرمت الخمر قوله تعالى یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَیۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَـٰمُ رِجۡسࣱ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ قوله ( فاجتنبوه ) هذا هو التحريم اجتنبوه ما قال لا تفعلوه فاجتنبوه الاجتناب أبلغ و ثبت أن عمر بن الخطاب قال ( اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ) فنزلت آية البقرة فتليت عليه یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَیۡسِرِۖ قُلۡ فِیهِمَاۤ إِثۡمࣱ كَبِیرࣱ الآية , فقال ( اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ) فنزلت آية النساء یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُوا۟ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِی سَبِیلٍ حَتَّىٰ تَغۡتَسِلُوا۟ۚ فدعي عمر فقرأت عليه فقال ( اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ) فنزلت آية آل عمران یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَیۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَـٰمُ رِجۡسࣱ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ فدعي عمر فقرئت عليه فقال ( انتهينا انتهينا ) انتهينا هذه الآية التي حرمت الخبر تحريكما باهتا أما الآية التي بعدها فهذه فيها بيان المفاسد التي تترتب على شرب الخمر إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَیۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَـٰمُ رِجۡسࣱ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ و الآية الأخرى فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ فقال عمر : انتهينا ،انتهينا يعني كأن الآية الأولى سقطت , سقطت من بعد النسخ أو أنه اكتفى بالآية هذه يتكلم عن قوله فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ و إلا الآية الأولى لابد منها قوله ( فاجتنبوه ) ثم قال في الآية الأخرى فَهَل أَنْتُم مُنْتَهُونَ فيه بيان المفاسد التي تترتب على شرب الخمر و أنه توقع العداوة و البغضاء و تصد عن ذكر الله و عن الصلاة قال المؤلف في نصيحته لولديه (وحسبكما بِشَيْء يذهب الْعقل وَيفْسد اللب ) يعني يكفيكما دلالة على فسادها أنها تذهب العق و تفسد اللب و اللب هو العقل ( و قد تركها قوم في الجاهلية تكرما ) نعم تركوها و ليس عندهم أمر و لا نهي ما عندهم شريعة و لكن تركوها تنزها و تكرما و نبينا ﷺ حماه الله و صانه من شرب الخمر قبل البعثة فلم يشرب خمرا و لم يحضر عيدا و لا احتفالا و لم يسجد لصنم عليه الصلاة السلام قال ( و إياكما و مقاربتها ) تحذير آخر يعني إياكم و القرب يعني أبلغ لا تقربوها ما قال إياكما و شربها قال و إياكما و مقاربتها أبلغ النهي عن القربان أبلغ ( و التدنس برجسها و قد وصفها الله تعالى بذلك و قرنها بالأنصاب و الأزلام ) إِنَّمَا يُرِيد الشَّيْطَان أَن يُوقع بَيْنكُم الْعَدَاوَة والبغضاء فِي الْخمر وَالْميسر ويصدكم عَن ذكر الله قرنها في الآية الأولى إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَیۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَـٰمُ و هذا يدل على أن المؤلف يعني أراد الآية الأولى لكنها سقطت عليه إما سقطت منه أو سقطت من النساخ و قرنها بالأنصاب و الأزلام فقال عز من قائل ( إنما الخمر و الميسر ) و الأولى فقال عز من قائل إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَیۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَـٰمُ رِجۡسࣱ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ هنا أتى بالآيتين بالآية الأولى فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ قال ( فبين تعالى أنها من عمل الشيطان ووصفها بالرجس وَقرن الْفَلاح باجتنابها ) لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ لعل هنا للتعليل و ليست للترجي و المعنى لكي تفلحوا لأن الله لا يرجو أحد و لا يخاف من أحد فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ يعني لكي تفلحوا لأجل أن تفلحوا قال ( فَهَل يستجيز عَاقل يصدق البارئ فِي خَبره تبَارك اسْمه في خبره ) لما أخبر أنها رجز ( وَيعلم أَنه أَرَادَ الْخَيْر لنا مِنْهَا حذرنا عَنهُ مِمَّا أَن يقربهَا أَو يتدنس بهَا حين نهى ) نعم قد يغلبه الهوى و أنه لا يكون كافر إذا فعلها إذا شربها من طاعة الهوى و الشيطان قال ( فَهَل يستجيز عَاقل يصدق البارئ ) نعم مصدق و لكن يحصل عنده غفلة و لا يمكن أن يكون عنده تصور كامل و يضعف الإيمان عنده الإيمان فيشرب الخمر و هو مصدق لله في خبره هذه العبارة من المؤلف فيها يعني قوله ( فَهَل يستجيز عَاقل يصدق البارئ ) كأن يعني ظاهرها فإنما يستجيز ذلك أن من يشربها أنه لا يستجيز هذا لكن مقصوده أن الذي يحلها و يبيحها هذا لاشك أنه كافر لأنه مكذب لله فهو لا يستجيز يعني لا يرى حلها و لكنه يفعلها طاعة لهوى الشيطان فيضعف إيمانه .
( متن )
وإياكما والربا فَإِن الله تَعَالَى قد نهى عَنهُ وتوعد بمحاربة من لم يتب مِنْهُ فَقَالَ عز من قَائِل یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَذَرُوا۟ مَا بَقِیَ مِنَ ٱلرِّبَوٰۤا۟ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُوا۟ فَأۡذَنُوا۟ بِحَرۡبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَقَالَ تَعَالَى یَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰا۟ وَیُرۡبِی ٱلصَّدَقَـٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِیمٍ
( شرح )
هذا المقطع و هذه الجملة فيها تحريم من الربا قال ( و إياكما و الربا ) يعني احذرا الربا و الربا أصله في اللغة الزيادة و الربا الأعظم هو ربا النسيئة الربا نوعان ربا النسيئة و ربا الفضل ربا النسيئة هو التأخير و لهذا ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال الربا بالنسيئة و قال إنما الربا بالنسيئة يعني الربا الأعظم كقوله ﷺ الحج عرفة و هناك ربا الفضل و هو الزيادة في الذهب و الفضة في التبادل تبادل السلع الربويات أو العملات التي ثبتت للأشياء كما في حديث عبادة بن الصامت أن النبي ﷺ قال الذهب بالذهب و الفضة بالفضة و البر بالبر و الشعير بالشعير و التمر بالتمر و الملح بالملح مثلا بمثل سواء يد بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربا فإذا بيعت هذه الأصناف الستة الذهب و الفضة و البر و الشعير و التمر و الملح إذا بيع الواحد منها بجنسه وجب أمران الأمر الأول التماثل فلا يزيد أحد عن آخر و الأمر الثاني التقابض في مجلس العقد ذهب بذهب لابد أن يكون يدا بيد و يكون ذهب مثل الذهب وزنا بوزن و لو كان أحدهما جديد و الآخر قديم و المخرج من هذا هو أن تبيع الذهب القديم بدراهم من فضة أو بسلعة ثم تشتري بالدراهم ذهبا جديدا أما ذهب بذهب فلا يجوز الزيادة و كذلك الفضة بالفضة و البر بالبر لا يزيد أحدهما على الآخر بالكيل و إذا اختلفت هذه الأصناف ذهب بفضة بر بشعير تمر بملح سقط شرط و بقي شرط سقط شرط التماثل يجوز أن يزيد أحدهما على الآخر يجوز أن تبيع عشرة أعصع من التمر بصاع من البر لا بأس لكن بقي شرط و هو التقابض في مجلس العقد هذه اتفق العلماء عليها و حتى الظاهرية قال : و ماعدا ذلك هل يقاس عليها غيرها , اختلف العلماء فيها فجمهور العلماء على أنها تقاس بغيرها لأنها شاركتها بالعلة فالذهب و الفضة العلة فيهما الثمنية كل ما كان ذهب كل ما كان ثمنا للأشياء فإنه يجري فيه الربا كالأوراق النقدية و لهذا قال الإمام مالك رحمه الله : لو تعامل الناس بالجلود لكان لها حكم الذهب والفضة , تعامل الناس بالورق أو الجلود لها حكم الذهب و الفضة العلة بالثمنية العملات العملة السعودية مثلا لا يجوز الزيادة أو التأخير عملة أخرى بعملة أخرى يجوز الزيادة لكن لابد من التقابض في مجلس العقد فالحنابلة قالوا : يقاس عليها ما شارك في العلة , الأربعة التمر و الشعير و البر و الملح فالعلة عند الحنابلة في الكيل و الوزن و العلة عند الشافعية: الطعم و العلة عند المالكية الادخار و الأقرب أنه يقاس عليه ما شاركها كل مطعوم مدخر و يكال أو يوزن أما ما لا يكال و لا يدخر و لو كان مطعوما كالتفاح و البرتقال و الخضروات هذه لا يجري فيها الربا قال ( وإياكما والربا فَإِن الله تَعَالَى قد نهى عَنهُ وتوعد بمحاربة من لم يتب مِنْهُ فَقَالَ عز من قَائِل یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَذَرُوا۟ مَا بَقِیَ مِنَ ٱلرِّبَوٰۤا۟ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُوا۟ فَأۡذَنُوا۟ بِحَرۡبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ و هذا يدل على عظم جريمة الربا لما فيه من الظلم و استغلال المحتاج ففيه ظلم الربا و فيه استغلال للمسلم و فيه إذا تعامل الناس بالربا انقطع المعروف الصدقة و القرض الحسن , و كذلك تنقطع الحركة التجارية و التبادل التجاري و البيع فيه حركة فيه انتقال كل يستفيد الحامل يستفيد و البائع يستفيد و المشتري يستفيد أما الربا فإنه يتكدس تتكدس الأموال عند طائفة من الناس و هم نائمون على فرشهم يستغلون ضعف الفقراء و يمتصون دمائهم و لهذا وعد الله المرابي بوعيد شديد لم يتوعد عليه معصية من المعاصي فَأۡذَنُوا۟ بِحَرۡبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ و العياذ بالله إن ل تفعلوا و تتركوا الربا ائذنوا بحرب من الله و رسوله و من حارب الله و رسوله فهو هالك جاء في الأثر أنه يقال للمرابي يوم القيامة : خذ سلاحك قم خذ سلاحك فحارب ربك , نسأل الله العافية توعد الله المرابي بهذا الوعيد توعد بالمحق یَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰا۟ و توعد بأنه يبعث يوم القيامة مجنون في قول الله ٱلَّذِینَ یَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰا۟ لَا یَقُومُونَ إِلَّا كَمَا یَقُومُ ٱلَّذِی یَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡبَیۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰا۟ۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَیۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا۟ۚ فَمَن جَاۤءَهُۥ مَوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥۤ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ قال الله وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَیۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا۟ۚ.
( متن )
وَلَا تأكلا مَال أحد بِغَيْر حق وإياكما وَمَال الْيَتِيم فقد قَالَ عز وَجل إِنَّ ٱلَّذِینَ یَأۡكُلُونَ أَمۡوَ ٰلَ ٱلۡیَتَـٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا یَأۡكُلُونَ فِی بُطُونِهِمۡ نَارࣰاۖ وَسَیَصۡلَوۡنَ سَعِیرࣰا
( شرح )
هذه الوصية فيها النهي عن أكل مال أحد بغير حق , قال ( وَلَا تأكلا مَال أحد بِغَيْر حق ) و هذا عام يشمل أكل مال أحد بالسرقة أو الغصب أو السلب و النهب أو الخيانة أو الغش أو الخداع أو تنفذ السلعة بحلف كاذب أو الرشوة أو جحد دين بالحق أو إخفاء العيب بالسلعة كل هذا من أكل المال بالباطل قال الله تعالى یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأۡكُلُوۤا۟ أَمۡوَ ٰلَكُم بَیۡنَكُم بِٱلۡبَـٰطِلِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَ تِجَـٰرَةً عَن تَرَاضࣲ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِیمࣰا قال سبحانه وَلَا تَأۡكُلُوۤا۟ أَمۡوَ ٰلَكُم بَیۡنَكُم بِٱلۡبَـٰطِلِ وَتُدۡلُوا۟ بِهَاۤ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُوا۟ فَرِیقࣰا مِّنۡ أَمۡوَ ٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ قال ( و إياكما و مال اليتيم ) و هو داخل في أكل المال بالباطل خص مال اليتيم لأهميته و أكل مال اليتيم من كبائر الذنوب توعد الله صاحبه بالنار إِنَّ ٱلَّذِینَ یَأۡكُلُونَ أَمۡوَ ٰلَ ٱلۡیَتَـٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا یَأۡكُلُونَ فِی بُطُونِهِمۡ نَارࣰاۖ وَسَیَصۡلَوۡنَ سَعِیرࣰا و في الحديث اجتنبوا السبع الموبقات و ذكر منها أكل مال اليتيم السبع الموبقات التي توبق صاحبها في الإثم وفي النار و اليتيم هو الذي فقد أباه و هو صغير دون البلوغ الواجب العطف إليه و الإحسان إليه و تربية ماله و تجنيبه الأخطاء فإذا أكل ماله و العياذ بالله دل على ظلمه و جشعه و قسوة قلبه اليتيم يحتاج إلى رحمة و مسح رأس اليتيم يلين القلوب و هذا و العياذ بالله أكل مال اليتيم يبادر اليتيم قبل بلوغه فيأكل ماله و لهذا قال وَلَا تَأۡكُلُوهَاۤ إِسۡرَافࣰا وَبِدَارًا أَن یَكۡبَرُوا۟ لا تأكلوا مال اليتيم تبادرون كبره قبل أن يكبر و يعقل و يطالب بماله توعد الله آكل مال اليتيم بالنار و العياذ بالله دل على أنه من الكبائر .
( متن )
وعليكما بِطَلَب الْحَلَال وَاجْتنَاب الْحَرَام فَإِن عدمتما الْحَلَال فالجآ إِلَى الْمُتَشَابه.
( شرح )
قال ( و عليكما بطلب الحلال و اجتناب الحرام ) هذا فيه الحث على طلب الحلال و اجتناب الحرام و الله سبحانه و تعالى أباح للمسلم الحلال هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ لَكُم مَّا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا هُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولࣰا فَٱمۡشُوا۟ فِی مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا۟ مِن رِّزۡقِهِۦۖ وَإِلَیۡهِ ٱلنُّشُورُ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَیۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا۟ الحلال عن طريق البيع و عن الطريق التجارة التي ليس فيها محذور عن طريق العمالة عن طريق الحرفة كأن يكون نجار يكون حداد يكون صائغ يكون أيضا كالحرف الجديدة الآن موجودة يكون سباك أو كهربائي و هكذا يكون بناء هذا هو الحلال حلال عن طريق تأجير , تأجير السلعة و البيت أو الأرض و الحلال يكون بالأجرة التي يأخذها صاحبها و البيت و الصنعة التي بيد الإنسان و الزراعة و الحلال إذا نبت الجسم على الحلال فإن الله تعالى يبارك في الإنسان يبارك له في رزقه و ينبت جسده على الحلال و يتقبل الله دعائه و إذا أكل الحرام نبت جسمه على الحرام و لا يستجاب له دعاء و لا تقبل أعماله و كل جسد ينبت على الحرام فالنار أولى به قال ( فَإِن عدمتما الْحَلَال فالجآ إِلَى الْمُتَشَابه ) يعني هذه العبارة فيها نظر فالأولى تركه أن يحثهما على الحلال و اجتناب الحرام بل المعنى أن يقول و اجتنبا المتشابه فإن المتشابه قد يقد إلى الحرام فإن فعل الإنسان المتشابه كان وسيلة للوصول إلى الحرام و المتشابه برزخ بين الحرام و الحلال فإذا اجتنب الإنسان هذا المتشابه بعد عن الحرام و إذا فعل المتشابه وصل إلى الحرام في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال الحلال بين و الحرام و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد ستبرأ لدينه و عرضه و من وقع في الشبهات و قع في الحرام كالراعي يرعى عند الحمى ألا فإن لكل ملك حمى ألا و إن حمى الله محارمه ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب فقال النبي ﷺ فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه فكيف يقول المؤلف الجئا إلى المتشابه يعني يقول للضرورة إذا لم تجدا الحلال فالجآ إلى المتشابه لكن نقول لا يعدم الإنسان الحلال لا يعدم الإنسان الحلال لكن إذا لم يجد الحلال قد يقال في هذه الحالة أنه يحل له المتشابه يكون المتشابه في حقه حلالا ما يكون متشابها فمثلا إذا اضطر إلى أكل الميتة , الميتة حرام فإذا اضطر إليها صارت حلال بالنسبة له إذا لم يجد الحلال المقصود أن هذه الجملة فيها إشكال يقول ( فَإِن عدمتما الْحَلَال فالجآ إِلَى الْمُتَشَابه ) نقول لا يعدم المسلم إن شاء الله الحلال فالأولى أن يقول : عليكما بطلب الحلال و اجتناب الحرام و لا يفتح لهما باب في اللجوء إلى المتشابه لأن هذه الجملة قد يتعلق بها بعض الناس و النصيحة و إن كانت لولديه إلا أنها عامة يتعلق بها بعض الناس فيفعل المتشابه و يقول أنا عدمت الحلال و يتأول و يتأول و يرى أنه في حل من هذا فلا يفتح الباب له بل نقول اجتنب الحرام و المتشابه .
( متن )
وإياكما وَالظُّلم فَإِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة والظالم مَذْمُوم الْخَلَائق مبغض إِلَى الْخَالق.
( شرح )
هذه الجملة فيها التحذير من الظلم , قال ( إياكما و الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) و الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه كأن يعتدي على أحد , يعتدي على أحد في ماله أو في بدنه يعتدي عليه في بدنه يضربه بغير حق أو يسجنه بغير حق أو يقتله بغير حق أو يجرح جسده بغير حق أو يقطع عضوا من أعضائه بغير حق أو يأكل ماله بغير حق عن طريق السرقة أو الغصب كل هذا من الظلم أو الخيانة أو غير ذلك و أعظم الظلم الشرك بالله عز و جل لأنه وضع الشيء في غير موضعه الله تعالى خلق الإنسان لعبادته فإذا عبد غيره و ضع العبادة في غير محلها فوقع في أعظم الظلم قال تعالى عن لقمان یَـٰبُنَیَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِیمࣱ أعظم الظلم هو الشرك بالله عز و جل ثم ظلم الخلق في دمائهم و أبشارهم و أجسادهم ثم ظلم الخلق في أموالهم ثم ظلم الخلق في أعراضهم الغيبة و النميمة و الزنا و العياذ بالله و الانجرار و الاحتقار و السخرية كل هذا هذه جملة عامة ( وإياكما وَالظُّلم فَإِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة والظالم مَذْمُوم الْخَلَائق مبغض إِلَى الْخالق ) هذا لاشك فيه هذه الجملة تحتها أمور عظيمة يعني هذه الجملة تشمل فيها كل ما سبق من الوصايا التي حذر منها تشمل تحذير الربا و الزنا و الخمر كل هذه من الظلم , و الشرك أعظم ظلم الشرك (إياكما و الظلم ) و الشرك أعظم الظلم و ظلم الناس في دمائهم و ظلم الناس في أموالهم و ظلم الناس في أعراضهم فهي عامة .
( متن )
وإياكما والنميمة فَإِن أول من يمقت عَلَيْهَا من تنقل إِلَيْهِ وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّات.
( شرح )
هذا في التحذير من النميمة و النميمة داخلة في الظلم كما سبق و النميمة هي نقل الكلام من شخص إلى شخص على وجه الإفساد كأن تأتي إلى شخص تقول فلان قال فيك كذا و كذا حتى تفسد العلاقة بينهما أو من جماعة إلى جماعة أو من قبيلة إلى قبيلة أو من دولة إلى دولة أو من قرية إلى قرية ينقل الكلام من شخص إلى شخص و هو ممقوت و أول من يمقته من تنقل إليه و اعلم أن من نم إليك فإنه ينم عنك من نقل إليك الكلام فقد ينقل عنك إلى غيرك ( وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّات يعني نمام و هذا حديث ثابت حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه و رواه مسلم رواه الشيخان و غيرهما و القتات النمام .
( متن )
وإياكما والحسد فَإِنَّهُ دَاء يهْلك صَاحبه ويعطب تَابعه.
( شرح )
هذا فيه التحذير من الحسد و الحسد المذموم و هو تمني زوال النعمة عن الغير تمني زوال النعمة عن الغير يتمنى أن تزول النعمة عن أخيه إذا كان صاحب أموال ينفق أمواله في سبيل الله تعالى تمنى أن يكون معدما سواء انتقل إليه أو لا أو إلى غيره يتمنى أن تزول عنه , شخص عنده ولد يتمنى أن تزول عنه النعمة و أنه ليس له أولا شخص يحسد شخص يتمنى أن يزول ما عنده من العلم أو من حفظه للقران أما النوع الثاني الغبطة , الغبطة هذه ليست محرمة و هي تتمنى أن يكون لك مثل ما للغير من غير أن تتمنى زوالها هذه الغبطة قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح لا حسد إلا في اثنتين رجلا آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل و آناء النهار و رجل آتاه الله مالا فينفقه آناء الليل و آناء النهار و في لفظ لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها و رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق يعني على إنفاقه بالحق الحسد الغبطة هنا تتمنى أن يكون لك مثله تتمنى أن تكون حافظا مثله قارئا للقرآن تتمنى أن يكون لك مالا تنفقه مثله من غير أن تتمنى انتقالها عنه فإن تمنيت انتقالها عنه فهذا هو الحسد المذموم الذي يأكل الحسنات كما يأكل النار الحطب قال تعالى وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ و الحاسد إبليس حسد آدم فتسبب في إخراجه من الجنة و سوس له حتى أغواه و لهذا قال ( وإياكما والحسد فَإِنَّهُ دَاء يهْلك صَاحبه ويعطب تَابعه ) لاشك أن صاحبه هالك يعطب يعني يختم من العطب ،العطب هو الهلاك أيضا تابعه يعني من تبعه في ذلك إبليس أول من حسد إبليس حسد آدم .
( متن )
وإياكما وَالْفَوَاحِش فَإِن الله تَعَالَى حرم مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن وَالْإِثْم وَالْبَغي بِغَيْر الْحق .
( شرح )
و هذا فيه التحذير من الفواحش جمع فاحشة و الفواحش هي الذنوب و الفاحشة هي الذنب العظيم الذي عظم فحشه كالزنا و اللواط و غير ذلك من الفواحش التي عظمت قال تعالى في الزنا وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰۤۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَـٰحِشَةࣰ وَسَاۤءَ سَبِیلࣰا قال ( فَإِن الله تَعَالَى حرم الفواحش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن ) سواء كان منها خفيا أو ظاهرا كالزنا و السرقة وشرب الخمر هذه كلها من الفواحش و عقوق الوالدين و كذلك أعمال القلوب الخبيثة كالعجب و الكبر و احتقار الناس و البطر و غير ذلك من أعمال القلوب و العجب من أعمال القلوب الخبيثة قال (وإياكم والفواحش فَإِن الله تَعَالَى حرم مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن ) كما قال تعالى وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلۡفَوَ ٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ و حرم الله البغي بغير حق البغي العدوان على الغير بغير حق .
( متن )
وإياكما والغيبة فَإِنَّهَا تحبط الْحَسَنَات وتكثر السَّيِّئَات وتبعد من الْخَالِق وَتبْغض إِلَى الْمَخْلُوق .
( شرح )
نعم و هذه الجمل فيها تحذير من الغيبة و الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ذكرك أخاك بما يكره كما بينها النبي ﷺ و هي فاكهة كثير من الناس في المجالس , فلان طويل فلان قصير فلان بخيل فلان لئيم فلان قال كذا فلان لم يقل كذا قيل يا رسول الله إن كان في أخي ما أقول , قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته و إن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته فإذا تكلمت في غيبته فأنت بين أمرين إما غيبة إما بهتان إن كان فيه ما تقول فهذا غيبة و إن لم يكن فيه ما تقول فهذا بهتان إذا ما الحيلة ! الحيلة تسكت لا تتكلم لا هذا و لا هذا تأتيه هو تسأله تقول : يا فلان أنت فعلت كذا أو قيل فيك كذا أهذا صحيح , أما تتكلم في غيبته فلا أو تقول أنت فيك كذا و كذا انصحه أما أن تتكلم في غيبته فلا و لو كان موجودا فيه بعض الناس يقول ما اغتبته و الله ما قلت شيئا إلا و هو فيه نقول نعم و لو كان فيه غيبة , الرسول ﷺ يقول إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته لا تقول في غيبته ما يكرهه و إن كان فيه أما إذا لم يكن فيه فهو بهتان أعظم و أعظم الله تعالى يقول وَلَا یَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَیُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن یَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِیهِ مَیۡتࣰا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ يعني هل يستطيع الإنسان أن يأكل لحما ميتا فكيف إذا كان هذا اللحم الميت لحم إنسان فكيف إذا كان الإنسان أخوك المسلم أَیُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن یَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِیهِ مَیۡتࣰا فَكَرِهۡتُمُوهُۚقال ( فإنها تحبط الحسنات ) لأنها كبيرة من كبائر الذنوب ( وتكثر السَّيِّئَات وتبعد من الْخَالِق وَتبْغض إِلَى الْمَخْلُوق ) و هذا صحيح الغيبة تذهب الحسنات و تكثر السيئات و الذنوب و تبعد من الخالق العاصي إذا عصى ابتعد عن ربه ( و تبغض المخلوق ) لاشك أن المخلوق يكرهون المغتاب .
( متن )
وإياكما وَالْكبر فَإِن صَاحبه فِي مقت الله متقلب وَإِلَى سخطه مُنْقَلب .
( شرح )
هذا فيه تحذير من الكبر و الكبر يكون أصغر و يكون أكبر و الكبر الأكبر الذي يخرج من الملة الكبر الاستكبار عن عبادة الله و هذا وقع فيه إبليس إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ استكبر عن عبادة الله أمره الله بالسجود عبادة له فاستكبر و أبا فكان من الكافرين و وقع فيه فرعون استكبر عن عبادة الله و اليهود أَفَكُلَّمَا جَاۤءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰۤ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ كفر بالاستكبار عن العبادة الاستكبار يعني الرفض رفض العبادة الرفض يرفض عبادة الله و يترك عبادته فلا يعبد الله لا يتواضع لله و كفر أبي طالب من الاستكبار فقد كان يعلم صدق النبي ﷺ و لهذا قال في قصيدته المشهورة :
لقد علمت بأن دين محمد | من خير أديان البرية دينا |
لولا الملامة أو حذاري سبة | لوجدتني سمحا بذاك مبينا |
منعه الملامة و العار و لما حضرته الوفاة جاءه النبي ﷺ فأمره و دعاه إلى الإسلام فيقول ( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) و كان عنده أبو جهل و ابن أمية ( أترغب عن ملة أبيك عبد المطلب ) ذكره بملته الأولى فكان آخر ما قال (و على ملة عبد المطلب ) و أبا أن يقول لا إله إلا الله فكان مستكبرا عن عبادة الله و اتباع رسوله و هذا الكبر الأكبر و الكبر الأصغر الذي هو دون الشرك بطر الحق و غمط الناس رد الحق و احتقار الناس و ازدرائهم ترد الحق فيما دون الشرك فيما دون الشرك يرد الحق و إذا رد هذا الحق صار عاصيا لأنه لم يصل إلى الشرك فرد الحق الكبر بطر الحق و غمط الناس احتقارهم و ازدرائهم و لهذا قال المؤلف ( وإياكما وَالْكبر فَإِن صَاحبه فِي مقت الله متقلب وَإِلَى سخطه مُنْقَلب ) المقت البغض إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُنَادَوۡنَ لَمَقۡتُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُ مقت الله يعني بغض الله لهم ( صَاحبه فِي مقت الله متقلب ) و هو مبغوض عند الله ( وَإِلَى سخطه مُنْقَلب ) .
( متن )
وإياكما وَالْبخل فَإِنَّهُ لَا دَاء أدوؤ مِنْهُ لَا تسلم عَلَيْهِ ديانَة وَلَا تتمّ مَعَه سيادة .
( شرح )
هذا فيه تحذير من البخل و البخل هو منع الواجب أن يبخل بالواجب كأن يبخل بالزكاة يبخل بالنفقات الواجبة عليه النفقة على أولاده و على المماليك و البهائم و غيرها و الشح أشد من البخل فإنه بخل و زيادة فإن البخيل يقصر في أداء الواجب و الصحيح يجمع المال بالحلال و الحرام و يمنع الواجب قال تعالى وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ الشحيح هو الذي يجمع المال بالحلال و الحرام ثم يمنع الواجب و البخيل هو الذي يمنع الواجب فالشح أشد من البخل و من أدى الزكاة و أدى الحقوق الواجبة فقد برئ من البخل قال ( وإياكما وَالْبخل فَإِنَّهُ لَا دَاء أدوؤ مِنْهُ ) و هذا قاله الصديق لما سأله بعض الناس قال : إما أن تعطيني و إما أن أبخلك قال ( لا داء أدوؤ من البخل ) ( لَا تسلم عَلَيْهِ ديانَة وَلَا تتمّ مَعَه سيادة ) يعني الإنسان لا يسلم دين الإنسان لاشك أن البخيل لا يسلم دينه لأنه لم يؤد الواجب ( و لا تتم معه سيادة ) لاشك أن البخيل لا يكون سيدا
( متن )
وإياكما ومواقف الخزي وكل مَا كرهتما أَن يظْهر عَلَيْكُمَا فاجتنباه وَمَا علمتما أَن النَّاس يعيبونه فِي الْمَلأ فَلَا تأتياه فِي الْخَلَاء .
( شرح )
و هذا عام ( إياكما و مواقف الخزي ) يعني لا تفعلا شيئا يكون فيه خزي لكما و ذم لكما و هذا عام مجمل يشمل فعل جميع السيئات كلها فيها خزي للإنسان الشرك و المعاصي و كذلك أيضا الأمور التي تزين الإنسان تزين الإنسان فعلها و الأمور التي تشين الإنسان فعلها ينبغي للإنسان أن يجتنبها و هي خوارم المروءة و من شرط قبول الشهادة أن يكون الإنسان عدل و أن يجتنب خوارم المروءة التي تشين الإنسان لأن يفعل الإنسان ما يجمله و يترك ما يشينه قال ( وكل مَا كرهتما أَن يظْهر عَلَيْكُمَا فاجتنباه ) كل شيء تكرهان ظهوره فاجتنباه من خوارم المروءة ( وَمَا علمتما أَن النَّاس يعيبونه فِي الْمَلأ فَلَا تأتياه فِي الْخَلَاء ) يعني كل شيء يعيبه الناس أمامهم فلا ينبغي للإنسان أن يفعله و ليس عنده أحد إذا خلا من الناس الشيء الذي يعيبه الناس عليك لا تفعله وحدك .
( متن )
فَإِن بلغ أَحَدكُمَا أَن يسترعيه الله أمة بِحكم أَو فَتْوَى فليمتثل الْعدْل جهده ويجتنب الْجور وغدره فَإِن الجائر مضاد لله فِي حكمه كَاذِب عَلَيْهِ فِي خَبره مغير لشَرِيعَتِهِ مُخَالف لَهُ فِي خليقته قَالَ الله تَعَالَى وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ
وَقد رُوِيَ ( أَن الْخلق كلهم عِيَال الله وَأَن أحب الْخلق إِلَى الله أحوطهم لِعِيَالِهِ ) وَرُوِيَ (مَا من امْرئ استرعي رعية فَلم يحطهَا بنصيحة إِلَّا حرم الله تَعَالَى عَلَيْهِ الْجنَّة) .
( شرح )
يقول المؤلف رحمه الله تعالى ( فَإِن بلغ أَحَدكُمَا أَن يسترعيه الله أمة بِحكم أَو فَتْوَى فليمتثل الْعدْل جهده ) يعني لو وصل أحدكما إلى الحكم تعلم و صار حاكما يحكم بين الناس يعني قاضيا أو مفتيا يفتي فعليه أن يمتثل العدل في جهده إن كان حاكم قاضي يحكم بين الناس بالعدل و إن كان مفتيا كذلك يفتي بالعدل و لا يفتي بالجهل و لهذا قال ( و يجتنب الجور و غدره ) الجور في الحاكم هو أن يميل في الحكم فيجور و يظلم أحدا من خصمين أو كذلك المفتي إذا كان يفتي بغير الحق بهذا جور و غدر قال ( فإن الجائر مضاد لله في حكمه ) إن الجائر ظالم ضد العدل ( فَإِن الجائر مضاد لله فِي حكمه كَاذِب عَلَيْهِ فِي خَبره ) لأنه غير و بدل غير الحق و بدل الحق ( مضاد لله فِي حكمه كَاذِب عَلَيْهِ فِي خَبره مغير لشَرِيعَتِهِ ) قال الله تعالى وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ يعني خارجون عن طاعة الله وَقد رُوِيَ (أَن الْخلق كلهم عِيَال الله وَأَن أحب الْخلق إِلَى الله أحوطهم لِعِيَالِهِ) و هذا حديث ضعيف , ضعيف جدا كما قال المحشي رواه ( 1:01:05 ) ابن أبي الدنيا في قضايا الحوائج و هو في مسنده و البزار و أبو العين في الحلية و هو حديث ضعيف لا يصح وَرُوِيَ مَا من امْرئ استرعي رعية فَلم يحطهَا بنصيحة إِلَّا حرم الله تَعَالَى عَلَيْهِ الْجنَّة و هذا الحديث ثبت في الصحيحين مع قريب من هذا اللفظ مَا من امْرئ استرعي رعية فَلم يحطهَا بنصيحة إِلَّا حرم الله تَعَالَى عَلَيْهِ الْجنَّة و في لفظ ( إلا لمس الجنة معهم ) في مسلم ( إلا لمس الجنة معهم ) فهذا فيه أن من كان استرعاه الله رعية , من كان إماما للمسلمين أو أميرا أو وزيرا أو مديرا فعليه أن يقوم بواجب الرعاية و عليه الوعيد الشديد إن لم يقم بواجب النصيحة , إلا حرم الله عليه الجنة نسأل الله العافية , في لفظ البخاري مَا من عبد يسترعيه الله رعية فَلم يحطهَا بنصيحة إِلَّا لم يجد رائحة الْجنَّة.
( متن )
وإياكما وَشَهَادَة الزُّور فَإِنَّهَا تقطع ظهر صَاحبهَا وتفسد دين متقلدها وتخلد قبح ذكره وَأول من يمقته وينم عَلَيْهِ الْمَشْهُود لَهُ .
( شرح )
هذا في التحذير من شهادة الزور و الزور معناها الميل تسمى الشهادة بالزور لميلها عن الحق و هو أن يشهد بغير الحق كأن يشهد عند القاضي بأن فلانا له حق و هو كاذب وهو لا يعلم أو فلان قال كذا و هو لا يعلم أو فلان فعل كذا و هو لا يعلم و من ذلك ما يفعله بعض الناس يتساهل به يشهد أن فلان ابن لفلان و ليس ابنا له أو فلانة زوجة لفلان و ليست بزوجة له حتى يأخذ مال من الدولة من الشؤون و غيرها يسأل بعض الناس و يقول هذا حق للدولة فيسأل فيشهد أن هذه المرأة زوجة لفلان و هي مطلقة أو يشهد أن هذا ابن لفلان أو يأخذ مال و يكون صاحب المال قد مات يكون لشخص مات يستمر يأخذ له مال من بيت المال و هو قد مات كل هذا من الظلم و هذه الشهادة من شهادة الزور و الله تعالى قرن شهادة الزور بعبادة الأوثان قال فَٱجۡتَنِبُوا۟ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَـٰنِ وَٱجۡتَنِبُوا۟ قَوۡلَ ٱلزُّورِ و شهادة الزور من كبائر الذنوب قال عليه الصلاة و السلام ألا أنبأكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله و عقوق الوالدين و كان متكئ فجلس و قال : ألا و قول الزور ألا و شهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت الصحابة قالوا : ليته سكت حتى لا يشق على نفسه و إنما قام عند شهادة الزور و لم يقم عند الشرك و هو أعظم و عقوق الوالدين لأن شهادة الزور الداعي إليها و الباعث لها كثير و لأن الناس يتساهلون بها و لهذا النبي ﷺ اهتم بها و قام و كان متكئ فجلس و كررها للتحذير منها و يروى أن النبي ﷺ قال لرجل يريد أن يشهد ترى الشمس قال نعم قال على مثلها فاشهد أو دع لكن الحديث ضعيف .
( متن )
وإياكما والرشوة فَإِنَّهَا تعمي عين الْبَصِير وتحط قدر الرفيع .
( شرح )
قال ( و إياكما و الرشوة ) الرشوة هو المال الذي يعطى للضعفاء بغير حق للعامل عامل الصدقة العمال الذي يعطيهم و يبعثهم الإمام لقبض الزكاة و قوله كذلك الموظفين , حتى يوظف شخصا بغير حق أو ت يعطيه ما لا يستحق هذا رشوة , و سميت رشوة لأنها لأن الإنسان يصل , الراشي يصل المرتشي بهذا المال و منه الرشا , الرشا هو الحبل الذي يدلى في البئر ليستخرج به الماء و يكون واسطة بينه و بين الدلو , رِشا و رُشا و رَشا الرِشا الحبل بالكسر و الرُشا جمع رشوة و هو المال الذي يؤخذ و الرَشا ولد الغزال يختلف هذه من المثلثات رِشا و رُشا و رَشا فقال (فَإِنَّهَا تعمي عين الْبَصِير ) لاشك ( عين الْبَصِير وتحط قدر الرفيع ) لاشك أن من أخذ الرشوة عميت بصيرته و حط قدره .
( متن )
وإياكما والأغاني فَإِن الْغناء ينْبت الْفِتْنَة فِي الْقلب ويولد خواطر السوء فِي النَّفس .
( شرح )
هذا فيه التحذير من الغناء و أن الغناء ينبت النفاق في القلب و هذا مروي عن بعض السلف بعضهم قال : الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع و الوارد في الأغاني أنها تذهب النفوس و تقعدها و قال عليه الصلاة و السلام كما ثبت في صحيح البخاري ليكن من أمتي أقوام يستحلون الحرا و الخمر و الحرير و المعازف و المعازف هي الغناء قال تعالى وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَشۡتَرِی لَهۡوَ ٱلۡحَدِیثِ لِیُضِلَّ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ بِغَیۡرِ عِلۡمࣲ وَیَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ جعل ابن مسعود إنه قال: و الله إن لهو الحديث لهو الغناء و الله إن لهو الحديث لهو الغناء و الله إن لهو الحديث الغناء و هو من اللغو قال تعالى وَٱلَّذِینَ لَا یَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا۟ بِٱللَّغۡوِ مَرُّوا۟ كِرَامࣰا هذا من أوصاف عباد الرحمن و من أوصاف المؤمنين وَٱلَّذِینَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ فالواجب على المسلم ترك الغناء ترك سماع الغناء الذي يجمد النفوس و يقعدها لما فيه من التطريب و الفتنة و لأنه رقية الزنا و وسيلة إليه الغناء رقية الزنا و وسيلة نسأل الله العافية تأتي المغنية و المؤدية تمتد و تثني ثم يكون وسيلة إلى الزنا و لما غنت جاريتان عند حمزة بن عبد المطلب و كان قد شرب الخمر قبل أن تحرم في بدر و حث على قتل الناقتين كان فيه ناقتين لعلي بن أبي طالب أخذ السيف و جب أسنامهما و بقر بطونهما و استخرج أمعاءهما فجاء علي فوجد منظرا فظيعا فلم يملك حتى ذهب إلى النبي ﷺ فأخبره كان سكران قبل أن تحرم الخمر هكذا بسبب المغنيتين حثتاه , جاريتين تغنيان :
ألا يا حمز بالشرف النواء , يعني عليك بالشارفين الناقتين فما كان منه إلا أن أخذ السيف و جب أسنامهما و شق و بقر بطونهما و استخرج أمعاءهما , خمر و غناء و هو رقية الزنا و العياذ بالله و وسيلة لكل شر و لا يدخل في ذلك النظم الذي ينظمه العلماء في الفقه و في العقائد و في غيرها و كذلك الشعر الذي يشبه الإنشاد و لا محذور فيه فإن حسان كان ينشد الشعر في مسجد النبي ﷺ فقال النبي ﷺ ( 1:09:55 ) لكن الغناء الذي يذهب النفوس و يقعدها و الذي فيه من الطرب و الحث على الباطل .
( متن )
وإياكما وَالشطْرَنْج والنرد فَإِنَّهُ شغل البطالين ومحاولة المترفين يفْسد الْعُمر ويشغل عَن الْفَرْض وَيجب أَن يكون عمركما أعز عَلَيْكُمَا وَأفضل عندكما من أَن تقطعاه بِمثل هَذِه السخافات الَّتِي لَا تجدي وتفسداه بِهَذِهِ الحماقات الَّتِي تضر وتردي .
( شرح )
هذا فيه التحذير من الشطرنج و النرد و هما نوعان يلعب بهما نوعان من القمار و إذا كان فيهما مال صار من الميسر المحرم و إذا لم يكن فيهما مال جاء في الأثر النهي عنهما فهما من وسائل التي تكون سببا في ضياع الأوقات و ترك الواجبات و ترك الفضائل و لهذا قال ( و إياكما و الشطرنج و النرد ) أنواع معروفة من اللعب يلعب بهما قد يكون بورق أو بغير ورق و لها أوصاف معروفة الشطرنج و النرد يلعب بهما قال ( فإنه شغل البطالين ) الذين لا عمل لهم بطال لا يجد وقت لذلك يريد أن يقطع وقته باللعب بالنرد و الشطرنج و يضيع وقته باللعب بالورق الآن يضيع وقته ( و محاولة المترفين ) المترفين الذين ليس لهم هم إلا اللعب ( يفْسد الْعُمر ويشغل عَن الْفَرْض ) لاشك أن هذا واقع و قال بعض الناس يلعب بالورق في وقت الصلاة فيترك الصلاة و بعض الناس يلعبون بالنرد أو الشطرنج وقت الصلاة أو بالورق حتى تطلع الشمس و يضيع وقت الفجر و هذا محرم إذا أدى إلى ترك الواجب و فعل المحرم لاشك أن الأمر فيه تحريم ( وَيجب أَن يكون عمركما أعز عَلَيْكُمَا وَأفضل عندكما من أَن تقطعاه بِمثل هَذِه السخافات الَّتِي لَا تجدي وتفسداه بِهَذِهِ الحماقات الَّتِي تضر وتردي ) صدق رحمه الله لاشك أن العمر و الوقت ثمين و عمر الإنسان هو الوقت و ينبغي للإنسان أ يشغله بما ينفعه في دينه و دنياه أما اللعب بالنرد و الشطرنج و إضاعة الأوقات و كذلك لعب الكرة و تضييع الأوقات في لعب الكرة بعض الناس من العشاء إلى أذان الفجر و هم يلعبون بالورق أو الشطرنج و إذا أدى إلى ترك الواجب و فعل المحرم فهذا لاشك في تحريمه و إذا لم يكن يؤدي إلى ذلك و إن كان فيه يؤدي أيضا إلى الشحناء و العداوة و البغضاء كذلك و إذا لم يكن فيه شيء فأقل أحواله الكراهة لكن النرد و الشطرنج جاء ما يدل على النهي عنهما .
( متن )
وإياكما وَالْقَضَاء بالنجوم والتكهن فَإِن ذَلِك لمن صدقه مخرج عَن الدّين ومدخل لَهُ فِي جملَة المارقين .
( شرح )
هذا فيه التحذير من القضاء بالنجوم و التكهن ( فإن ذلك مخرج من الدين ) نعم الكهانة هي الإخبار عن المغيبات من المستقبل و هو شرك لما فيه من دعوى علم الغيب و لما فيه من ارتكاب الباطل و السحر عزائم و رقى و عقد تؤثر في القلوب و الأبدان فتمرضه و تقتله و تفرق بين الرجل و زوجه و الساحر الذي يطلب من الشياطين كافر لأنه لأن هناك عقد بينه و بين الجني و الجني لا يقبل منه حتى يكفر بالله عز و جل و الكهانة كفر و شرك لما فيه من ادعاء علم الغيب و ارتكاب الباطل و الكاهن هو الذي يخبر عن مغيبات المستقبل و قيل الذي يخبر عما في الضمير و كذلك أيضا العراف الذي يخبر عن مغيبات المستقبل و يدعي علم الغيب و يخبر عن مكان المسروق و الضالة و المنجم هو الذي يستدل بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية و النظر في النجوم و الاستدلال بها على علم الغيب كفر بالله عز وجل و لهذا قال المؤلف ( و إياكما و القضاء بالنجوم ) القضاء بالنجوم العمل بالنجوم و الكهانة و الاستدلال به على علم الغيب شرك أكبر مخرج من الملة , قال ابن عباس في قوم يكتبون أبا جاد و ينظرون في النجوم ( ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق ) يكتبون أبْجَدْ، هَوِّزْ، حُطِّيْ، كَلِمن سعفص،قرشت،ثخذ،ضظغ هذه يسمونها الحروف الأبجدية يستدلون بها يكتبون الحروف أبا جاد و ينظرون في النجوم و يستدلون بها على المغيبات أو على الحظ كما يكتب على الصحف الآن إذا أردت أن تعرف حظك انظر ولدت في أي نجم كل هذا من التنجيم المحرم و لهذا قال (وإياكما وَالْقَضَاء بالنجوم والتكهن فَإِن ذَلِك لمن صدقه مخرج عَن الدّين ) و لهذا قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح من أتى كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ إذا صدق في دعوى علم الغيب كفر قال فقد كفر بما أنزل على محمد اختلف العلماء فيه قيل إنه كفر أكبر و قيل كفر أصغر و قيل بالترقب و لكن إذا صدق في دعوى علم الغيب فلا شك في كفره لأنه مكذب لله بقوله تعالى قُل لَّا یَعۡلَمُ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَیۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا یَشۡعُرُونَ أَیَّانَ یُبۡعَثُونَ بَلِ ٱدَّ ٰرَكَ عِلۡمُهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۚ بَلۡ هُمۡ فِی شَكࣲّ مِّنۡهَاۖ بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَءِذَا كُنَّا تُرَ ٰبࣰا وَءَابَاۤؤُنَاۤ أَىِٕنَّا لَمُخۡرَجُونَ فالواجب الحذر من التنجيم و من الكهانة و العرافة و كذلك من يقرأ في الكف و الفنجان , من يقرأ في الكف أو يفتح الكتاب و يحضر الجن أو يخط في التراب و الرمل الرمال و يدعي علم الغيب و كذلك الضرب بالحصى كل هذه إذا ادعى بها علم الغيب فهو كافر , الساحر كل هؤلاء كفرة , الساحر يدعي علم الغيب عن طريق العقد و الكاهن يدعي علم الغيب عن طريق الإخبار عن مغيبات المستقبل و المنجم يدعي علم الغيب عن طريق النظر في النجوم و العراف يدعي علم الغيب عن طريق الإخبار عن مكان المسروق و مكان الضالة و الرمال يدعي علم الغيب عن طريق الخط في الرمل و الضرب في الحصى و الذي يفتح الكف يقرأ في الكف أو الفنجان و يفتح الكتاب و يحضر الجن و يدعي علم الغيب كل هؤلاء كفرة لكن طرقهم متعددة و لهذا قال ( وإياكما وَالْقَضَاء بالنجوم والتكهن فَإِن ذَلِك لمن صدقه مخرج عَن الدّين ومدخل لَهُ فِي جملَة المارقين ) الذين مرقوا عن دين الإسلام نسأل الله السلامة و العافية , و الحديث ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له و من أتى كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ و في الحديث من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما نسأل الله السلامة و العافية .
( متن )
وَأما تَعْدِيل الْكَوَاكِب وتمييز أشخاصها وَمَعْرِفَة أَوْقَات طُلُوعهَا وغروبها وَتَعْيِين منازلها وبروجها وأوقات نزُول الشَّمْس وَالْقَمَر بهَا وترتيب درجاتها للاهتداء بِهِا وتعرف السَّاعَات وأوقات الصَّلَوَات بالظلال وَ بهَا فَإِنَّهُ حسن يدرك ذَلِك كُله بطرِيق الْحساب معلوم و وجه من الصواب مَفْهُوم قَالَ الله تَعَالَى وَهُوَ الَّذِي جعل لكم النُّجُوم لتهتدوا بهَا فِي ظلمات الْبر وَالْبَحْر وَقَالَ عز من قَائِل هُوَ الَّذِي جعل الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نورا وَقدره منَازِل لِتَعْلَمُوا عدد السنين والحساب مَا خلق الله ذَلِك إِلَّا بِالْحَقِّ يفصل الْآيَات لقوم يعلمُونَ.
( شرح )
ما ذكره المؤلف هنا في تعديل الكواكب قال هذا يسمى علم التسيير , علم التسيير علم النجوم ثلاثة أنواع علم التأثير و علم التسيير و علم التأثير نوعان النوع الأول : إدعاء أن النجوم كائنة مختارة و أنها مؤثرة و أن العالم السفلي مبني على تأثير العالم العلوي و هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية يستدل مثلا في النجوم على وقوع ينظر في النجوم فيقول سيقع حرب يستدل بالنجوم على شخص غلاء الأسعار يستدل بالنجوم يدعي أن مثلا ستحصل أمطار أو ينظر في النجوم فيقول فستقوم دولة ينظر في لنجوم فيقول تذهب دولة ينظر في النجوم فيقول يولد عظيم أو يموت عظيم هذا التنجيم هذا شرك في الربوبية دعوى أن النجوم مؤثرة و أنها مسيرة و هذا شرك الصابئة و نبيهم الخليل إبراهيم عليه السلام هذا شرك أكبر بالله العظيم لاشك في ذلك , النوع الثاني : الاستدلال بالكواكب على علم الغيب دون الاعتقاد أنها مؤثرة كأن يستدل بطلوع الكواكب و غروبها و اجتماعها و افتراقها على علم الغيب كأن يقول كما يحصل عند العرب يستلون بالنجوم و يقولون إذا الاستسقاء بالأنواء كما جاء في الحديث و أن الاستسقاء بالأنواء نوع من كأن يقول ينظر في الأنواء و الأنواء جمع نوء و هي منازل القمر و هي ثمانية و عشرون منزلا ينزل في كل منزلة منها و هي تدور على السنة في كل منزلة ثلاثة عشرة يوما و يقولن أن النجم إذا كان في المشرق إذا سقط النجم في المشرق طلع رقيبه في المغرب و يزعم أن نزول المطر ينسبونه إليه هذا الاستدلال بالنجوم محرم الاستسقاء بالنجوم كمثلا ينظر في النجوم و يستدل بها على أنه يحصل في الأرض يحصل كذا و كذا , الأول النوع الأول : يدعي أن النجوم مؤثرة بذاتها أن النجوم هي المؤثرة بذاتها و هي الفاعلة و هي المختارة و هي المسيرة للعالم السفلي و النوع الثاني : لا يعتقد بأن النجوم مؤثرة يقول المؤثر هو الله لكنه يدعي علم الغيب بواسطتها يقول إذا اجتمعت النجوم حصل كذا و كذا و إذا افترقت حصل كذا إذا غاب النجم حصل من كذا من دعوى علم الغيب مطر أو زمن نزوله فهذا أيضا كفر بالله , أما علم التسيير فهو أن يستدل بالكواكب و غيرها على أمور مباحة كأن يستدل بها على معرفة أوقات البذر الفلاحين ينظرون في النجوم فيعرفون أوقات البذر و يعرفون أوقات الفصول أوقات السنة و ينظر في النجوم و يستدل بها على وقت الظهر ينظر في الشمس زوالها حتى يعرف الزوال فهذا يسمى علم التسيير علم التسيير لا بأس به عند جمهور العلماء و مع ذلك منعه بعض العلماء منع منه أحمد و إسحاق و رخص فيه ابن عيينة كما قال العلماء و كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب قال رخص فيه أحمد إسحاق و منعه قوم و جماعة من أهل اللم حتى علم التسيير سدا للذريعة لكن جمهور العلماء على أنه مباح كما قال الحافظ بن رجب : علم التسيير مباح لما فيه من المصلحة تستدل بالنجوم على معرفة فصول السنة و معرفة أوقات البذر و معرفة العلامات بنجم القطب تعرف جهة الشمال حتى تعرف طريقك و أنت سائر في البر أو في البحر في الليل أو في النهار هذا لا بأس به في أصح قول العلماء عند جمهور العلماء و لهذا قال الحافظ بن رجب علم التسيير مباح و أما علم التأثير فهو باطل قليله و كثيره و أما علم التسيير فتعلم ما يحتاج إليه لا بأس به قال : و ينبغي أن لا يتوسع أيضا في علم التسيير و ألا يتعمق فيه لأن التعمق فيه يفضي إلى تخطئة السلف في القبلة من التعمق في ذلك أن بعض الناس صاروا يتعمقون في معرفة القبلة و صاروا يقيسون القبلة بالشعرة بالدقيقة فصار بعض الناس يقول أن كثيرا من المساجد قبلتها مائلة , مائلة عن القبلة المحراب مائل عن القبلة لأن عندنا البوصلة الآن دقيقة بالشعرة و وجدها مائلة فهذا يفضي إلى تخطئة المسلمين و العلماء الذين صلوا و أنهم صلوا على غير القبلة مع أن الانحراف اليسير لا يضر إذا كانت الجهة واحدة إذا كانت الجهة واحدة و الانحراف يسير لا يضر ما ينبغي التشدد في هذا لكن إذا كان جهة القبلة هاهنا ثم استدبرها فصارت عن اليمين أو الشمال هذا الذي يضر أما إذا كانت الجهة واحدة و الميل يسير لا يضر و لهذا قال العلماء أن التعمق في علم التسيير يفضي إلى تخطئة السلف في صلواتهم و المقصود أن علم التسيير لا بأس به في أصح قول العلماء عند جمهور العلماء و إن كان بعض العلماء منعه و هو تعلم منازل القمر حتى يعرف القبلة يعرف وقت الصلاة تعلم منازل القمر حتى يعرف إذا كان فلاح وقت البذر متى فصول السنة متى يأتي الشتاء متى يأتي الخريف تعلم منازل القمر حتى يعرف النجوم حتى يعرف الجهات حتى يسير في البر أو في البحر هذا لا بأس به و هذا هو الذي أشار إليه و قال ( وَأما تَعْدِيل الْكَوَاكِب وتمييز أشخاصها وَمَعْرِفَة أَوْقَات طُلُوعهَا وغروبها وَتَعْيِين منازلها وبروجها وأوقات نزُول الشَّمْس وَالْقَمَر بهَا وترتيب درجاتها للاهتداء بِهِا ) هذا هو للاهتداء بها تهتدي بها في ظلمات البر و البحر كما قال الله تعالى وَهُوَ الَّذِي جعل لكم النُّجُوم لتهتدوا بهَا فِي ظلمات الْبر وَالْبَحْر و قال قتادة رحمه الله : خلقت النجوم لثلاث : زينة للسماء و رجوما للشياطين و علامات يهتدى بها , قال الله تعالى ( و علامات و بالنجم هم يهتدون ) فلا بأس بهذا لا بأس به عند جمهور العلماء و لهذا قال ( للاهتداء به ) إذا تعلمه لماذا للاهتداء به لا لدعوى علم الغيب ( وتعرف السَّاعَات وأوقات الصَّلَوَات بالظلال ) الظل إذا زالت الشمس كان ظل كظل الزوال زاد عن ظل الزوال دخل وقت الظهر هذا معنى قوله ( وتعرف السَّاعَات وأوقات الصَّلَوَات بالظلال وَ بهَا فَإِنَّهُ حسن يدرك ذَلِك كُله بطرِيق الْحساب معلوم و وجه من الصواب مَفْهُوم ) ثم استدل بالآية قال الله تعالى وَهُوَ الَّذِي جعل لكم النُّجُوم لتهتدوا بهَا فِي ظلمات الْبر وَالْبَحْر هُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِیَاۤءࣰ وَٱلۡقَمَرَ نُورࣰا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُوا۟ عَدَدَ ٱلسِّنِینَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَ ٰلِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ یُفَصِّلُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ هذا الشاهد لِتَعۡلَمُوا۟ عَدَدَ ٱلسِّنِینَ وَٱلۡحِسَابَۚ من دوران الشمس و القمر , القمر يعرف بالشهر و الشمس و الليل و النهار تعرف بها الأيام لِتَعۡلَمُوا۟ عَدَدَ ٱلسِّنِینَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَ ٰلِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ یُفَصِّلُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ و الخلاصة أن علم التأثير محرم و هو نوعان , النوع الأول : و هو ادعاء أن النجوم فاعلة مختارة و هذا شرك في الربوبية و هو شرك الصابئة , و الثاني : دعوى علم الغيب بالنجوم بالنظر في اجتماعها و افتراقها و أما علم التسيير فهو النظر للنجوم لمعرفة القبلة و لمعرفة أوقات الصلوات و لمعرفة أوقات البذر للفلاحين و لمعرفة الفصول و لمعرفة الطرق في الليل أو النهار في البر أو في البحر فهذا لا بأس به .
وفق الله الجميع لطاعته و صلى الله و سلم على نبينا محمد .
...................................................
أسئلة :
سؤال :
هل الكحول الموجودة في العطور نجسة و هل تجوز الصلاة في الثياب التي رش عليها هذه العطور ؟
جواب :
الكحول مسكرة و إذا كثرت فهي مسكرة و المسكر نجس عند جمهور العلماء , كل مسكر فهو خمر و كل خمر نجسة و هذا إذا كانت الكحول إذا كانت فيه نسبة قوية أما إذا كانت النسبة قليلة فإنها مغمورة مثل نقطة من البول في ماء كثير ما تؤثر فكذلك إذا كان ليل من الكحول مثل إذا كان نسبة , نسبة قوية مثلا 80% 90% فهذه تؤثر و الخمر نجسة عند جمهور العلماء و ذهب جمع من أهل العلم إلى أن الخمر ليس نجسة و أنها نجاسة معنوية و ليست نجاسة حسية و استدلوا بأدلة منها أن الخمر لما حرمت أمر بإراقتها فأراقها الناس في الأسواق و الناس يمشون و ليس لهم حذاء فتصيب أرجلهم و ثيابهم و لم يأمر الناس بغسلها قالوا فدل ذلك على أنها ليست نجسة , نجسة حسية و لكنها نجاسة معنوية على كل حال الأحوط للمسلم لا يستعمل الكحول و ليست طيب بعض الناس يسميها طيب لأن رائحتها قوية وليست لذيذة بل هي سيئة و معقمة للجروح ليست طيب هي معقمة للجروح فبعض الناس يستعملها ليس طيب الطيب معروف ماء الورد و دهن العود هذه الأطياب و المسك أما الكحول هذه ليست طيب يعقم فيها الجروح و رائحتها ليست طيبة و ليست لذيذة هذه سيئة و قوية و مؤذية .
سؤال :
ذكر مساوئ الرجل في جماعة لا يعرفونه هل هذا يعد من الغيبة ؟
جواب :
نعم إذا سماه يعد من الغيبة لأنهم قد يعرفونه لكن إذا كان لا يسمي أحد يقول بعض الناس يفعل كذا و كذا ولا يسمي أحد فهذا لم يغتب أحد لكن إذا قال شخص اسمه كذا أو شخص يفعل كذا ها يبحث عنه و يعرف فلا ينبغي أن يسمى .