( المتن)
والجنة حق، والنار حق، وهما مخلوقتان لا تفنيان أبدًا؛ فالجنة ثواب لأوليائه، والنار عقاب لأهل معصيته، إلا من رحم الله عز وجل
( الشرح )
نعم مبحث الجنة والنار يقول المؤلف رحمه الله والجنة حق والنار حق وهما مخلوقتان لا تفنيان لا تفنيان أبدا فالجنة ثواب لأوليائه والنار عقاب لأهل معصيته إلا من رحم الله عز وجل هذا عقيدة أهل السنة والجماعة في أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان يعني إثباتهما حق يجب على المسلم أن يعتقد ثبوت الجنة والنار وأن الله تعالى خلق الجنة وأعدها لأوليائه أعدها كرامة لأوليائه وخلق النار وأعدها عذابا لأعدائه ولأهل معصيته ولهذا قال المؤلف رحمه الله والجنة حق والنار حق وهما مخلوقتان يعني مخلوقتان الآن لا تفنيان أبدا هذا هو الصواب أن الجنة والنار مخلوقتان الآن وأنهما دائمتان أبدا لا تبيدان ولا تفنيان مدى الدهور إلى ما لا نهاية والجنة ثواب لأوليائه أعدها الله لأوليائه وأوليائه هم المؤمنون كل مؤمن هو ولي لله والنار عذاب لأهل معصيته إلا من رحم الله عز وجل والأدلة على والإيمان بالجنة والنار داخل في الإيمان باليوم الأخر الإيمان باليوم الأخر الإيمان باليوم الأخر الإيمان بالبعث والحساب والجزاء والصراط والميزان والجنة والنار والأدلة في هذا كثيرة كما قال تعالى : أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِینَ في الجنة وقال في النار : أُعِدَّتۡ لِلۡكَـٰفِرِینَ أعدت وهيئت إذا هي مخلوقة وثبت في الحديث أن المؤمن إذا دخل قبره يفتح لو من باب الجنة ويأتيه من روحها وطيبها والكافر يفتح له باب من النار فيأتيه من عذابها وسمومها نعوذ بالله وأرواح المؤمنين في الجنة تنعم في البرزخ ولها صلة بالبدن وأرواح الكفار تعذب في النار ولها صلة بالبدن وثبت أن النبي ﷺ قال دخلت الجنة فرأيت أهلها كذا وكذا من حديث الرؤيا أن النبي رأى أقوام يعذبون ورأى الزناة والزواني يأتيهم لهب ورأى آكل الربا يعذب يقام حجرا يسبح في النهر ورأى بعض المعذبين في النار وكذلك في صلاة الكسوف كشف عن الجنة والنار قال رأيت الجنة والنار في عرض هذا الحائط ودليت له الجنة كشف له عن الجنة ودولي عنقود حتى تقدم في الصفوف كأنه يتناول شيئا ثم عرضت عليه النار وقربت وتكأكأ وتأخر وتأخرت الصفوف كل هذه من الأدلة التي تدل على وجود الجنة والنار من أنكر البعث أو أنكر الجنة والنار فهو كافر لأنه مكذب لله ومن كذب الله كفر ولأنه لا يؤمن بالآخرة وذهبت المعتزلة إلى أن الجنة والنار معدومتان الآن وأنهما لا تخلقان إلا يوم القيامة قالت المعتزلة إن الجنة والنار لا تخلقان إلا يوم القيامة شبهتهم عقلية هم يعتمدون على عقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة يقولون إن الجنة والنار إنما تخلقان يوم القيامة إذا جاء الجزاء الآن ما في جزاء فالقول بأنهما مخلوقتان هذا عبث وجودهما الآن عبث والعبث محال على الله فكيف تخلقان وليس هناك جزاء ولا عذاب خلقهما الآن ولا جزاء عبث والعبث محال على الله هذا باطل نقول الجواب من قال لكم أنه لا جزاء الآن ؟سمعتم الأدلة التي فيها أن أرواح المؤمنين تنعم في الجنة في الحديث نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله إلى جسده يوم يبعثون يأكل على شكل طائر وأرواح الشهداء ثبت في الحديث أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسبح في الجنة تأكل من ثمارها وترد أنهارها وكذلك يفتح للمؤمن باب إلى الجنة في قبره ويفتح للكافر باب إلى النار ما قال أنهم معطلة والحور العين فيها هذا من جهل المعتزلة وضلالهم ثم النصوص أعدت للمتقين الجنة والنار أعدت للكافرين فقول المعتزلة قول باطل قول فاسد مصادم للنصوص مصادم للعقل فهم اعتمدوا على آرائهم وتركوا النصوص ورآهم ظهريا فلذلك ضلوا وأضلوا نسأل الله السلامة والعافية وذهبت الجهمية إلى أن الجنة والنار تفنيان يوم القيامة تفنيان بعد مدة طويلة قالوا الجنة تبقى مدة يتنعم فيها المؤمنون والكافر والنار تبقى مدة يعذب فيها الكفار ثم بعد مدة تفنيان وهذا من أبطل الباطل أفسد ما قيل في هذا أنهما تفنيان ولهذا أنكر أهل البدع على الجهم وصاحوا به وبدعوه وضللوه النصوص صريحة في بقائهما وذهب الهذيل ابن علاف شيخ المعتزلة في القرن الثالث الهجري إلى أنها تفنى حركات أهل الجنة وأهل النار تجمد تفنى الحركات حركات أهل الجنة والنار ابن القيم رحمه الله ناقش العلاف قال كيف تكون حال على هذا القول الفاسد كيف تكون حال من تناول عنقودا ثم فنيت حركته يبقى ممدود اليد كيف حال من كان كذا ومن كان كذا ومن كان كذا يتنعم في الجنة ثم يبقى الحركة مشلولة وروي عن بعض السلف أن الجنة أن النار تفنى بعد مدة طويلة ينسب هذا لبعض السلف وفيه بعض الآثار لكن الآثار كلها لا تخلو من مقال وانقطاع وحمل بعض أهل العلم كلام ما روي عن بعض السلف على محمل حسن وهو أن كلامهم أن قولهم على أن النار تفنى محمول على الطبقة طبقة من طبقة النار وهي الطبقة التي يكون فيها العصاة إذا أخرج العصاة والموحدين ولم يبق فيها أحد فنيت الطبقة التي هم فيها أما الكفار فإنهم نارهم لا تفنى وتبقى أبد الآباد هذا هو الصواب ومن نسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم أنه يقول بفناء النار فقد غلط كلام ابن تيمية رحمه الله صريح في أن النار تبقى وأما ابن القيم رحمه الله فإنه نقل في كتاب الروح وفي بعض كتبه أو أطال نقل القولين وأقوال من يقول بفناء النار وقال من قال من الناس إن ابن القيم يرى أن النار تفنى والأقرب والله أعلم أن ابن القيم له قولان في المسألة وأنه رجع عن أحدهما ذكر القولين له قولان رجع عن أحدهما ولعله رجع عن القول بفناء النار أما شيخ الإسلام فكلامه صريح في أن النار مثل الجنة دائمتان لا تفنيان وعصاة الموحدين الذين يدخلون النار لا يبقون فيها يمكثون فيها على حسب جرائمهم ثم يخرجهم الله برحمة أرحم الراحمين يخرجهم الله بشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الرحمين وقد ثبت أن نبينا ﷺ يشفع في العصاة أربع شفاعات أربع مرات كل مرة يحد الله له حدا علامة ويخرجهم في بعض الأحاديث أخرج من النار من كان في قلبه مثقال برة من إيمان وقال في بعضهم مثقال شعيرة وفي بعضهم مثقال ذرة وفي المرة الثانية أخرج من النار كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان وفي المرة الأخيرة أخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان وذلك أن المعاصي لا تقضي على الإيمان ولو كثرت ولو عظمت لكنها تضعفه إنما يقضي على الإيمان الكفر والعصاة الموحدون الذين ماتوا على التوحيد أقسام منهم من يعفو الله عنه ومنهم من يستحق دخول النار ثم يشفع فيه فيشفع الله فيه ومنهم من يدخل النار ويعذب ثم يخرجون منها بشفاعة الشافعين بشفاعة نبينا ﷺ ويشفع الأنبياء ويشفع الملائكة ويشفع الأفراد و الصالحون وتبقى بقية لا تنالهم الشفاعة فيخرجهم رب العالمين برحمته ومنهم من يطول مكثه بسبب كثرة جرائمه أو فحشها أو غلظها كالقاتل فإن الله أخبر أنه مخلد وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ وَلَعَنَهُ والمراد بالخلود هنا المكث الطويل فهو مكث طويل لكن له أمد ونهاية بخلاف خلود الكفرة فإنه خلود مؤبد لا نهاية له نسأل الله السلامة والعافية ويخرجون ثبت في الحديث أنهم يخرجون منها ضبائر ضبائر قد انتحشوا وصاروا فحما فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في (12:59) السيل فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فإذا تكامل خروج العصاة ولم يبق أحد فإن النار تطبق على الكفرة والعياذ بالله بجميع أصنافه فلا يخرجون منها أبد الآباد اليهود والنصارى والوثنين والملاحدة والمنافقون في الدرك الأسفل منها كما قال تعالى : إِنَّهَا عَلَیۡهِم مُّؤۡصَدَةࣱ يعني مطبقة مغلقة وقال تعالى : یُرِیدُونَ أَن یَخۡرُجُوا۟ مِنَ ٱلنَّارِ وَمَا هُم بِخَـٰرِجِینَ مِنۡهَاۖ وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّقِیمࣱ قال وما هم بخارجين من النار وقال سبحانه كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَـٰهُمۡ سَعِیرࣰا وقال سبحانه : لَّـٰبِثِینَ فِیهَاۤ أَحۡقَابࣰا والأحقاب يوم الحقب وهي المدة المتطاولة كلما انتهى حقب يعقبه حقب إلى ما لا نهاية نسأل الله السلامة والعافية . . نعم
( المتن )
والصراط حق
( الشرح )
والصراط حق والصراط الإيمان بالصراط داخل في الإيمان باليوم الآخر والصراط هو الجسر المنصوب على متن جهنم والجسر الجسر منصوب على النار ينصب الصراط يوم القيامة فيمر عليه الناس على قدر أعمالهم وذلك بعد الحساب والجزاء بعد أن يقف الناس بين يدي الله للحساب ثم تتطاير الصحف فمن الناس من يعطى كتابه بيمينه ومن الناس من يعطى كتابه بشماله ملوية وراء ظهره وهم الكفرة نعوذ بالله والمؤمنون المؤمن يعطى كتابه بيمينه والكافر يعطى كتابه بشماله ملوية وراء ظهره ثم الورود على حوض نبينا ﷺ ثم الميزان ثم المرور على الصراط فالمرور على الصراط يجعل على متن جهنم فيمر الناس على قدر أعمالهم فالزمرة الأولى تمر كالبرق والثانية بعدها كالريح وكالطير وكأجاود الخيل وكالرجل يعدو عدوا وكالرجل يزحف زحفا ومنهم من يخطب ويلقى في النار بواسطة كلاليب تخطف من أمرت بخطفه والنبي ﷺ قائم على الصراط يقول اللهم سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد فمن تجاوز الصراط نجا فهو إلى الجنة ومن سقط سقط في النار وهؤلاء المؤمنون الذين لهم حسنات وسيئات وأما الكفار فإنهم ليس لهم حسنات بل تعد ذنوبهم ثم يقرون عليه ثم يساقون إلى النار سوقا نعوذ بالله كما قال سبحانه وتعالى : یَوۡمَ نَحۡشُرُ ٱلۡمُتَّقِینَ إِلَى ٱلرَّحۡمَـٰنِ وَفۡدࣰا وَنَسُوقُ ٱلۡمُجۡرِمِینَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرۡدࣰا ومن تجاوز الصراط إذا تجاوزه المؤمنون يوقفون أيضا على صراط آخر وقيل أنه طرف الصراط خاص بالمؤمنين حتى يقتص لبعضهم البعض مظالم كانت بينهم يقتص بعضهم لبعض إذا اعتدى من المؤمنين هذا ظلمه في شيء من المال أو العرض يقتص مظالم بينهم فإذا اقتص بعضهم من بعض صفى الله تعالى قلوبهم وصدورهم ونزع الغل الذي في صدورهم فدخلوا الجنة على غاية من الصفاء بعد شفاعة النبي صلى لله عليه وسلم لهم لأن النبي يشفع لهم حتى يؤذن لهم في دخول الجنة نسأل الله الكريم من فضله .. نعم
( المتن )
والميزان الذي له كفتان يوزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئها حق.
( الشرح )
الميزان يجب الإيمان به وأنه حق كما قال المؤلف رحمه الله وأنه له كفتان توزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئها فالميزان ميزان حسي له كفتان جاء ورد في بيان الكفتين وأن الكفة الواحدة أعظم من طباق السموات والأرض توزن فيها أعمال العباد فمن ثقلت موازينه نجا ومن خفت موازينه هلك ويوزن الأشخاص أيضا فمنهم من يثقل ومنهم من يخف على حسب الأعمال ولهذا جاء في الحديث ثبت في الحديث النبي ﷺ قال : يؤتى بالرجل السمين لا يزن عند الله جناح بعوضة ثم قرأ ﷺ : فَلَا نُقِیمُ لَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَزۡنࣰا وثبت أن عبد الله بن مسعود كان دقيق الساقين فكشفت الريح عن ساقيه أمام الصحابة فضحكوا فقال النبي ﷺ مم تضحكون : قالوا يا رسول الله من دقة ساقية فقال عليه الصلاة والسلام والذي نفسيي بيده لهما في الميزان عند الله أثقل من جبل أحد فالثقل والخفة بحسب الأعمال الصالحة فلابد من الإيمان بالميزان وأنه ميزان حسي له كفتان توزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئها واختلف العلماء هل هو ميزان واحد أم موازين متعددة فمن العلماء من قال موازين متعددة لكل أمة ميزان استدلوا بقوله تعالى : وَنَضَعُ ٱلۡمَوَ ٰزِینَ ٱلۡقِسۡطَ لِیَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسࣱ شَیۡـࣰٔا وقيل أنه ميزان واحد وإنما جمعت الموازين باعتبار تعدد الموزون وأهل السنة والجماعة يؤمنون بالميزان والصراط وأنه ميزان حسي له كفتان والصراط صراط حسي وذهبت المعتزلة إلى إنكار الصراط الحسي والصراط والميزان الحسي وقالوا أن الميزان ليس ميزانا حسيا قالوا ما في ميزان حسي قالوا إن الله ما يحتاج إلى الميزان الذي يحتاج إلى الميزان البقال والفوال هو الذي يحتاج إلى الميزان أما الرب لا يحتاج إلى ميزان وقالوا المراد بالميزان العدل وذلك أن المعتزلة يعملون عقولهم ويصادمون بها النصوص ولهذا أنكروا أن يكون الميزان حسي قالوا ما في ميزان حسي المراد العدل والله تعالى لا يحتاج إلى الميزان وكذلك الصراط وهذا من أبطل الباطل و الصواب أنه ميزان حسي كما أن الصراط صراط حسي والصراط منصوب على متن جهنم والله تعالى أقسم في كتابه أن كل أحد يرد النار قال تعالى : وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمࣰا مَّقۡضِیࣰّا قسم فاختلف العلماء في الورود فقيل هو دخول النار وقيل هو المرور على الصراط والصواب الأول وهو المرور على الصراط والذين قالوا إن المراد الدخول استدلوا بقوله ثُمَّ نُنَجِّی ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوا۟ وأجيب بأنه لا يلزم من النجاة حصول العذاب والهلاك فالأنبياء نجاهم الله ولم يصبهم ما أصاب أممهم من قبل فَلَمَّا جَاۤءَ أَمۡرُنَا نَجَّیۡنَا صَـٰلِحࣰا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ فأخبر الله نجينا صالح وصالح ما أصابه الأذى كذلك الأنبياء فلا يلزم من النجاة الوقوع في العذاب فلهذا الصواب المراد بالورود المرور على الصراط وقول المعتزلة أن الصراط صراط معنوي وأن الميزان ميزان معنوي و ليس حسيا باطل فاسد مصادم للنصوص ...نعم
( المتن )
والحوض المكرم به نبينا ﷺ وعلى آله حق .
( الشرح )
الحوض المكرم به نبينا ﷺ وعلى آله حق الحوض حق والحوض هو حوض نبينا ﷺ في موقف القيامة ثبت في الأحاديث الصحيحة أن لنبينا ﷺ حوضا في موقف القيامة حوض عظيم ومورد كريم طوله مسافة شهر وعرضه مسافة شهر وأوانيه كيزان ينشر فيها عدد نجوم السماء وماؤه أشد بياض من اللبن وأحلا من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا حتى يدخل الجنة نسأل الله الكريم من فضله ويصب فيه ميزابان من نهر الكوثر في الجنة نسأل الله وإياكم من فضله وثبت أن النبي ﷺ قال : إني فرطكم على الحوض والفرط هو السابق الذي يتقدم القوم ويهيئ لهم ويعد لهم ما يحتاجون يعني أسبقكم وأتقدمكم وثبت في الأحاديث أنه يأتي قوم يردون على الحوض فيطردون تطردهم الملائكة ويذادون كما تذاد الإبل العطاش فيقول النبي ﷺ: يا ربي أصحابي أصحابي وفي لفظ أصيحابي أصيحابي فيقال للنبي ﷺ : إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فقال النبي ﷺ : سحقا سحقا لمن غير بعدي يعني بعدا وقال العلماء هؤلاء هم الأعراب الذين أسلموا ولم يثبت الإيمان في قلوبهم فارتدوا والعياذ بالله وأما الصحابة الكرام الذين ثبت الإيمان في قلوبهم ورسخ فإن الله عصمهم وسلمهم من الردة و هذا الحوض كما سمعتم طوله شهر ومسافة شهر وفي بعض الأحاديث أن مسافته ما بين الشام ومكة ومابين جرباء وأذرح واختلفت المسافة ومن العلماء من جمع بينهما اختلاف المسافة بالطول أو بالعرض ومنهم من جمع بينهما باختلاف السير فالمسافة تحمل على السير السريع المسافة القصيرة والمسافة الطويلة تحمل على السير البطيء واختلف العلماء هل الأنبياء لهم أحواض أم هو خاص بنبينا ﷺ جاء في الترمذي أن لكل نبي حوضا ولكن حوض نبينا ﷺ أعظمها وأفضلها وأحلاها وأكثرها واردا جعلنا الله وإياكم منهم بمنه وفضله واختلف العلماء في الحوض والميزان أيهما يقدم فمن العلماء من قال الحوض مقدم قبل الميزان ومنهم من قال قبل الميزان الميزان هو الأول ورجح المحققون أن الحوض يكون أولا لأنه لو كان الميزان أولا لكان من خفت موازينه يعرف أنه لا يرد فلا يأتي وثبت في الأحاديث أنه يذاد قوم غيروا وبدلوا فدل على أن الحوض قبل الميزان ولأن الناس يقومون من قبورهم عطاشا فيناسب أن يكن الحوض قبل ذلك وكذلك الصراط والميزان اختلف العلماء أيهما يسبق الآخر فمن العلماء من قال الميزان هو الأول ومنهم من قال الصراط هو الأول والأرجح أن الحوض والميزان والصراط في خلاف أيهم الأول والصواب أن الحوض أولا ثم الميزان ثم الصراط ومن العلماء من قال أن الحوض بعد الصراط وأجيب بأنه كيف يكون الحوض بعد الصراط الحوض يصب في ميزابان من نهر الجنة والصراط منصوب على متن جهنم لو كان بعد الصراط لكان النار تحول بين الميزابين وبين الحوض ومنهم من قال إن الحوض إذا كان طويل مسافة شهر يمكن أن يكون طرفه بعد الصراط ومنهم من قال أن المؤمنين يشربون مرتين قبل الصراط وبعد الصراط ومنهم من قال من العلماء من قال بعضهم أن الناس أقسام منهم من يشرب يرد على الحوض قبل الصراط ومنهم من يكون بعد الصراط ولكن الصواب أن الصراط يكون بعد ذلك لأن الصراط منصوب على متن جهنم ومن تجاوز الصراط وصل إلى الجنة فكيف يرجع إلى الحوض لا يرجع إلى الأرض الصراط منصوب على متن جهنم يصعد الناس عليه إلى الجنة من تجاوز الصراط الصراط آخر شيء هذا هو الصواب حتى من جهة المعنى الصراط آخر بعد الميزان وبعد الحوض لأن من تجاوز الصراط وصل إلى الجنة فلا يرجع مرة أخرى إلى الأرض .. نعم
( المتن )
والشفاعة حق. وإن ناسًا من أهل التوحيد يخرجون من النار بالشفاعة حق.
( الشرح )
يقول المؤلف رحمه الله والشفاعة حق. وإن ناسًا من أهل التوحيد يخرجون من النار بالشفاعة حق الشفاعة حق والشفاعة أنواع ومنها ما هو خاص بالنبي ﷺ ومنها ما هو مشترك بينه وبين غيره والشفاعة هي الوساطة وهي طلب الخير للغير أو مساعدة ذي الحاجة عندما يملك الحاجة والشفاعة في اللغة الوساطة وهي أن تضم صوتك إلى صوت الطالب فيكون الشيء شفعا بعد أن كان وترا فإذا قال لك شخص اشفع لي عند فلان أو عند الرئيس أو عند الأمير أو المدير هو في الأول وحده طالب فإذا شفعت له ضممت صوتك إلى صوته وضممت نفسك إليه فصرتما شفعا بعد أن كان هو وترا والشفاعة أنواع أعظمها الشفاعة العظمى التي يتأخر عنها أولو العزم الخمسة وآدم آدم يتأخر ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى إذا وقف الناس بين يدي الله للحساب يقفون موقفا عظيما طويلا تدنوا الشمس من الرؤوس ويزاد في حرارتها فيموج الناس بعضهم إلى بعض فيطلبون من يشفع إلى الله حتى يريحهم من هذا الموقف يحاسبهم ورد في حديث الشفاعة الطويل أن الناس يأتون آدم أول ثم يعتذر لأنه أكل من الشجرة فيقول لهم اذهبوا إلى نوح ثم يعتذر نوح ويقول أنه دعا على أهل الأرض ثم يقول لهم اذهبوا إلى إبراهيم فيعتذر وأنه كذب في حياته ثلاث كذبات ويعتذر ولكن يقول اذهبوا إلى موسى فيعتذر فيقول أنه قتل نفسا لم يؤمر بقتلها يعني قبل النبوة ويعتذر فيقول اذهبوا إلى عيسى فيعتذر عيسى ولم يذكر ذنبا فيقول اذهبوا إلى محمد فإنه عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتون إلى النبي صلى الله إلى نبينا ﷺ فيقول أنا لها أنا لها ثم يأتي عليه الصلاة والسلام فيسجد تحت العرش ويفتح الله عليه بمحامد يلهمه إياها لا يحسنها في دار الدنيا ثم يأتيه الإذن من الرب فيقول الله تعال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع فيسأل ربه الشفاعة فيقول يا ربي أسألك أن تقضي بين عبادك فيشفعه الله هذه الشفاعة العظمى في أهل الموقف وهي عامه للمؤمنين و الكفار عامة لأهل الموقف جميعا شفاعة في أن يحاسب الله العباد والنبي ﷺ لا يبدأ في الشفاعة أولا بل لا بد من الإذن ولهذا لا يبدأ بالشفاعة ولا يستطيع أحدا أن يشفع عند الله إلا بعد الإذن قال تعالى : مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِ وإنما يبدأ يسجد أولا يسجد تحت العرش ويحمد الله حتى يأتيه الإذن فيقول الله يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع فلا بد من الإذن الشفاعة لها شرطان الشرط الأول الإذن للشافع أن يشفع والثاني رضاه عن المشفوع له كما قال سبحانه : وَلَا یَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ قال مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِ هذا الشرط الأول وَلَا یَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ هذا الشرط الثاني قال تعالى : وَكَم مِّن مَّلَكࣲ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ لَا تُغۡنِی شَفَـٰعَتُهُمۡ شَیۡـًٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن یَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیَرۡضَىٰۤ فيشفعه الله في الخلائق فيقضي الله بينهم وهذا هو المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون قال الله تعالى : وَمِنَ ٱلَّیۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةࣰ لَّكَ عَسَىٰۤ أَن یَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامࣰا مَّحۡمُودࣰا فيقضي الله تعالى بين الخلائق ويحاسبهم في وقت واحد يحاسب جميع الخلائق كم لله من مخلوق في وقت واحد لا يلهيه شأن عن شأن يحاسبهم في وقت واحد ويفرغ منهم في مقدار منتصف النهار ويقيل أهل الجنة في الجنة وقت القيلولة يكون أهل الجنة في الجنة نسأل الله أن يجعلنا منهم قال الله تعالى : أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِ یَوۡمَىِٕذٍ خَیۡرࣱ مُّسۡتَقَرࣰّا وَأَحۡسَنُ مَقِیلࣰا قيلولة في الجنة بمقدار منتصف النهار يحاسبهم سبحانه وتعالى في وقت واحد كما أنه يخلقهم ويرزقهم ويعافيهم في وقت واحد هو الذي خلقهم فلا يلهيه شأن عن شأن لكن المخلوق ضعيف المخلوق لا يستطيع أن يكلم ثلاثة أو أربعة في وقت واحد إذا كلم ثلاثة ما أسمع أقول له انتظر حتى أسمع لأن مخلوق ضعيف أما الخالق فيحاسب الخلائق كلهم في وقت واحد ويفرغ منهم بمدار منتصف النهار ويقرر المؤمن بذنوبه كما في الحديث يقرره بذنوبه أما تعرف كذا ذنب كذا يوم كذا فيقول سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم سبحانه وتعالى هذه الشفاعة العظمى وهي خاصة بنبينا ﷺ وهذا هو المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون الشفاعة الثانية الشفاعة لأهل الجنة في الإذن لهم بدخولها لا يدخلون الجنة حتى يشفع لهم نبينا ﷺ هذه خاصة به الشفاعة الثالثة شفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب ,أبو طالب كان يحمي لنبي ﷺ ويذود عنه ويدافع عنه فخف كفره خف كفره فلذلك يشفع النبي فيه شفاعة تخفيف لا شفاعة إخراج تخفيف العذاب فقط ثبت في الحديث الصحيح في صحيح كسلم أن النبي ﷺ قيل له : إن أبا طالب يحميك ويحوطك ويذود عنك فهل نفعته قال نعم وجدته في غمرات من نار فأخرجته إلى ضحضاح إلى ضحضاح إلى ضحضاح ولو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار وفي لفظ إن أهون الناس عذابا أبو طالب وإن له نعلين يغلي منهما دماغه من نار وفي لفظ أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل في أخمصيه جمرتين من نار يغلي منهما دماغه نسأل الله السلامة والعافية وهو من شدة ما يجد يظن أنه أشد أهل النار عذابا وهو أخفهم هذه شفاعة التخفيف وهناك الشفاعة في قوم من العصاة استحقوا دخول النار فلا يدخلونها والشفاعة في قوم دخلوها حتى يخرجوا منها الشفاعة العظمى والشفاعة لأهل الجنة بدخولها أثبتها المعتزلة والخوارج وأما الشفاعة في العصاة فأنكرها الخوارج والمعتزلة مع أن الأحاديث فيها متواترة كما سبق أن النبي يشفع أربع شفاعات والأفراد يشفعون والملائكة يشفعون وهي متواترة ومع ذلك أنكرها الخوارج والمعتزلة لأن الخوارج يرون كفر أصحاب الكبيرة قالوا صاحب الكبيرة كافر ويجب أن يخلد في النار وكذلك المعتزلة يخلدون في النار ويقلون يجب على الله عقلا أن ينفذ وعيده وليس له أن يرحمه والعياذ بالله وأنكروا خروج العصاة من النار ولهذا أنكر عليهم أهل السنة وصاحوا بهم وبدعوهم وضللوهم قالوا الأحاديث متواترة كيف تنكرون الأحاديث المتواترة متواترة في خروج العصاة من النار ومع ذلك أنكروها والله تعالى يقول في كتابه العظيم : إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِۦ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَ ٰلِكَ لِمَن یَشَاۤءُۚ هذه الشفاعات هناك شفاعة لأهل الجنة لرفع درجة قوم من أهل الجنة حتى يزاد ثوابهم الشفاعة أقسام الشفاعة العظمى في أهل الموقف حتى يقضى بينهم الشفاعة في تخفيف العذاب عن أبي طالب الشفاعة في الإذن لأهل الجنة بدخولها هذه الثلاثة خاصة بالنبي ﷺ الشفاعة في رفع درجات قوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم الشفاعة في من دخل النار حتى يخرج منها الشفاعة في قوم استحقوا دخول النار فلا يدخلونها ومنهم من زاد الشفاعة في قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم والمعتزلة والخوارج أنكروا الشفاعة في العصاة قالوا العصاة ليس لهم شفاعة واستدلوا بالنصوص الآيات التي فيها نفي الشفاعة عن الكفار مِّن قَبۡلِ أَن یَأۡتِیَ یَوۡمࣱ لَّا بَیۡعࣱ فِیهِ وَلَا خُلَّةࣱ وَلَا شَفَـٰعَةࣱۗ مَا لِلظَّـٰلِمِینَ مِنۡ حَمِیمࣲ وَلَا شَفِیعࣲ یُطَاعُ فالآيات التي في الكفار جعلوها في العصاة . . نعم
( المتن )
وعذاب القبر حق ومنكر ونكير حق والكرام الكاتبون حق.
( الشرح )
يقول المؤلف رحمه الله : وعذاب القبر حق ومنكر ونكير حق والكرام الكاتبون حق عذاب القبر حق وكذلك أيضا نعيم القبر حق كان على المؤلف أن يقول وعذاب القبر حق ونعيم القبر حق عذاب القبر ثابت وكذلك نعيم القبر دل عليه القرآن ودلت عليه الأحاديث من الأدلة على إثبات عذاب القبر قول الله تعالى في آل فرعون : ٱلنَّارُ یُعۡرَضُونَ عَلَیۡهَا غُدُوࣰّا وَعَشِیࣰّاۚ وَیَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوۤا۟ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ يقول النار يعرضون عليها غدوا وعشيا هذا في القبر في البرزخ بدليل قوله بعد ذلك ويوم القيامة ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ومن الأدلة قول الله تعالى : وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذۡ یَتَوَفَّى ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَـٰرَهُمۡ وَذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلۡحَرِیقِ هذا عذاب في البرزخ يضربون وجههم وأدبارهم عند الموت بعد الموت يبدأ عذاب القبر ونعيمه وقال سبحانه وتعالى : وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔایَـٰتِهِ وقال وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِی غَمَرَ ٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ بَاسِطُوۤا۟ أَیۡدِیهِمۡ أَخۡرِجُوۤا۟ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡیَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَایَـٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ قَالَ أُوحِیَ إِلَیَّ وَلَمۡ یُوحَ إِلَیۡهِ شَیۡءࣱ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثۡلَ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُۗ وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِی غَمَرَ ٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ بَاسِطُوۤا۟ أَیۡدِیهِمۡ أَخۡرِجُوۤا۟ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡیَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَایَـٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ هذا فيه إثبات عذاب القبر ومن الأدلة على نعيم القبر قوله تعالى : إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ تَتَنَزَّلُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَبۡشِرُوا۟ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی كُنتُمۡ تُوعَدُونَ نَحۡنُ أَوۡلِیَاۤؤُكُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَشۡتَهِیۤ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَدَّعُونَ وثبت في الأحاديث الصحيحة أن المؤمن إذا مات يفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويوسع له في قبره مد البصر وأن الكافر يفتح له باب إلى النار فيأتيه من عذابها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه وثبت في حديث البراء في قصة قبض روح المؤمن وكيفية قبض روح المؤمن وكيفية قبض روح الفاجر والكافر وسؤال الملكين قال إن العبد في حديث البراء أن العبد إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزل إليه الملائكة بيض الوجوه فيقولون أيتها الروح الطيبة اخرجي اخرجي إلى رحمة من الله اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فإذا أخذها ملك الموت لم يدعوها في يده حتى يضعوها في كفن من الجنة قالوا إن المؤمن إذا مات نزل إليه الملائكة بيض الوجوه معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة فيقف ملك الموت عند رأسه فيقول أيتها الروح الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فإذا أخذها ملك الموت لم يدعها الملائكة الذين معه في يده طرفة عين حتى يضعها في ذلك الكفن وذلك الحنوط فيصعدون بها إلى السماء ويخرج منها كأطيب ريح مسك وجدت على وجه الأرض فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا فيقول هذه روح فلان ابن فلان بأحب أسمائه إليه وأحسن أسمائه إليه فإذا انتهوا به إلى السماء فتحت أبواب السماء له حتى ينتهى به إلى السماء التي فيها الله فينادي منادي فيقول الله تعالى اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه إلى جسده في قبره فيأتيه ملكان يقال لأحدهما منكر والآخر نكير فيجلسانه ويقعدانه فيقولون له من ربك فيقول ربي الله يقولون له ما دينك يقول ديني الإسلام فيقولون من نبيك فيقول هو رسول الله ما علمك بهذا الرجل فيقولون من نبيك فيقول محمد عليه الصلاة والسلام يقولون ما علمك يقول هو رسول الله يقولون ما علمك يقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي منادي من السماء فيقول أن صدق فافرشوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها وأما الكافر أو الفاجر فإذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيقف ملك الموت عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى غضب من الله وسخط فتتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يضعوها في ذلك المسوح ثم يصعد بها إلى السماء فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة فيخرج منها كأنتن ريح خبيثة وجدت على وجه الأرض فلا يمرون بها على ملأ إلا قالوا ما هذا فيقولون روح فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا فإذا انتهوا بها إلى الأسماء أغلقت أبواب السماء دونها ثم قرأ رسول الله ﷺ : وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّیۡرُ أَوۡ تَهۡوِی بِهِ ٱلرِّیحُ فِی مَكَانࣲ سَحِیقࣲ وقرأ لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَ ٰبُ ٱلسَّمَاۤءِ وَلَا یَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ یَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِی سَمِّ ٱلۡخِیَاطِۚ وَكَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلۡمُجۡرِمِینَ فتتطرح روحه إلى الأرض طرحا وتعاد إلى جسده فيأتيه ملكان وفي لفظ ملكان أزرقان أسودان يقال لأحدهما منكر و الآخر نكير فيجلسانه ويقعدانه فيقولان له من ربك فلا يستطيع أن يجيب فيقول ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون شيء فقتلته فيقال له ما دينك فيقول ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون شيء فقلته فيقال له من نبيك فيقول ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته لا يستطيع أن يجيب والعياذ بالله على هذه الأجوبة يخذل فيقولان له لا دريت ولا تليت لا دريت يعني لا عرفت الحق بنفسك ولا تبعت من عرف الحق ويضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل أحد إلا الإنسان ولو سمعه الإنسان لصعق ثم يضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه ويفتح له باب إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها نعوذ بالله نسأل الله السلامة والعافية وفي الحديث يقول النبي ﷺ : لولا ألا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع والصواب أن نعيم القبر وعذابه حق وأن النعيم والعذاب يكون للروح والجسد معا فالروح تنعم مفرده وتنعم متصلة بالجسد والروح روح المؤمن في الجنة تنقل إلى الجنة ولها صلة بالجسد وروح الكافر تلقى في النار ولها صلة بالجسد وتنعم الروح مفردة ومتصلة بالجسد وتعذب روح الفاجر مفردة ومتصلة بالجسد هذا هو الصواب والجسد يبلى ويكون ترابا والروح باقية في نعيم أو في عذاب وذهبت المعتزلة إلى أن العذاب والنعيم يكون للروح وأنكروا أن يكون للجسد وهذا باطل قالوا أن الجسد يفنى وكل من مات لا بد أن يناله ما قدر له أمور البرزخ أمور غيبية لا دخل للعقل فيها فيجب الإيمان بها كل أحد يسأل ويضيق عليه ويوسع له سواء دفن أو لم يدفن قبر أو لم يقبر فمن أكلته السباع والطيور والحيتان في البحر ومن صلب عل خشبة كل هؤلاء ينالهم ما كتب الله لهم من النعيم والعذاب وتضييق القبر و توسيعه والسؤال لأن أمور الغيب لا دخل للعقل فيها نؤمن بها والله أعلم بالكيفية يجب الإيمان بعذاب القبر ونعيمه وبسؤال منكر ونكير كل إنسان لابد أن يحصل له ذلك على أي حالة كان في دفنه ومكانه . . نعم .
( المتن )
البعث بعد الموت حق
(الشرح )
و قبل ذلك , الكرام الكاتبون الكرام الكاتبون حق الكرام الكاتبون الملائكة الذين يكتبون الحسنات والسيئات كما قال سبحانه : إِذۡ یَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّیَانِ عَنِ ٱلۡیَمِینِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِیدࣱ مَّا یَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَیۡهِ رَقِیبٌ عَتِیدࣱ وقال سبحانه : وَإِنَّ عَلَیۡكُمۡ لَحَـٰفِظِینَ كِرَامࣰا كَـٰتِبِینَ فكل إنسان وكل به ملكان كتبة واحد على اليمين يكتب الحسنات والآخر على الشمال يكتب السيئات كما قال سبحانه وتعالى : إِذۡ یَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّیَانِ عَنِ ٱلۡیَمِینِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِیدࣱ مَّا یَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَیۡهِ رَقِیبٌ عَتِیدࣱ وقال سبحانه : وَإِنَّ عَلَیۡكُمۡ لَحَـٰفِظِینَ كِرَامࣰا كَـٰتِبِینَ كما أن الإنسان أيضا وكل به ملكان للحفظ حفظة واحد أمامه وواحد خلفه اثنان عن يمينه وشماله كتبة فالذي عن يمينه يكتب الحسنات والذي عن شماله يكتب السيئات واثنان حفظة أمامه وخلفه أربعة أملاك في الليل وأربعه أملاك في النهار بدلا الحافظان والكاتبان ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر كما قال عليه الصلاة والسلام يتعاقبون فيكم ملائكة في الليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الصبح وفي صلاة العصر ينزل ملائكة الليل ويصعد ملائكة النهار وفي صلاة الفجر ينزل ملائكة النهار ويصعد ملائكة الليل والإيمان بالملائكة أصل من أصول الإيمان ركن من أركان الإيمان من لم يؤمن بالملائكة فهو كافر ومن أنكر ملكا من الملائكة فهو كافر ومكذب لله والملائكة هم الكرام خلقهم الله من نور كما في صحيح مسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم وهم لا يعصون الله ما أمرهم والله تعالى جعل لهم وظائف متعددة منهم الكتبة كما سمعتم يكتبون الحسنات والسيئات و منهم الحفظة منهم من وكل بتدبير أمر النطفة حتى يتم خلقها ومنهم من هو موكل بالجبال ومنهم موكل بالجنة وإكراما لأهلها ومنهم موكل بالنار وإعداد العذاب لأهلها والملائكة والنار لها مالك والجنة لها خازن ومنهم من هو موكل بالقطر والماء ومنهم موكل بالنبات ومنهم موكل بالنجوم ومنهم ملائكة موكلون بعمارة السموات منهم موكل بحملة العرش حملة العرش أربعة وفي يوم القيامة ثمانية وَیَحۡمِلُ عَرۡشَ رَبِّكَ فَوۡقَهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ ثَمَـٰنِیَةࣱ ومنهم (الكروبيون والذين حول العرش وهم مع الحملة من أفضل الملائكة ومنهم من يعمرون السماوات بالعبادة بالركوع والقيام والسجود ومنهم من يطوف بالبيت المعمور وهو بيت كعبة سماوية تحاذ الكعبة الأرضية لو سقطت لسقط عليه يدخله كل يوم وهو البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك للطواف والصلة ولا يعودون إليها إلى آخر الدهر ما يصلهم الدور لكثرة الملائكة وكل حركة في السماوات والأرض فهي ناشئة عن الملائكة فهم المرسلات عرفا وهم العاصفات عصفا وهم الناشرات نشرا وهم الفارقات فرقا وهم الملقيات ذكرا وهم النازعات غرقا وهم الناشطات نشطا وهم السابحات سبحا وهم السابقات سبقا وهم المدبرات أمرا كل هذه دخل في الملائكة وكل حركة في السموات والأرض فهي ناشئة عن الملائكة بأمر الله الكوني خلافا لأعداء الله الفلاسفة الذين يقولون أن النجوم هي المدبرة الملائكة وظفهم الله بهذه الوظيفة فلا بد من الإيمان بهم واعتقاد أنهم ذوات وأشخاص محسوسة تذهب وتصعد وتنزل وتجيء وترى وتخاطب الرسول ﷺ وأما الفلاسفة فإنهم أنكروا الملائكة وقالوا الملائكة عبارة عن أشباح وأشكال نورانية وإذا تقربوا إلى أهل الإسلام قالوا عبارة عن معاني الملائكة عبارة عن أمور معنوية الملائكة أمور معنوية تبعث على الخير وعلى الإحسان وعلى الإيثار وعلى الشجاعة والإقدام والشياطين أمور معنوية تبعث على الشر والإيذاء وهؤلاء كفرة والعياذ بالله الملائكة أشخاص وذوات محسوسة وكل حركة في السماوات والأرض فهي ناشئة عن الملائكة بأمر الله الكوني فلا بد من الإيمان بهم ومنهم الكرام الكاتبون .. نعم .
( المتن )
والبعث بعد الموت حق
(الشرح )
والبعث من بعد الموت حق البعث في اللغة الإثارة وشرعا بعث الأجساد وإعادة الأرواح إليها إعادة الأرواح إلى الأجساد بعد خلقها وقيام الناس من قبورهم للبعث والحساب فالبعث حق فمن أنكر البعث وهو أصل من أصول الإيمان فمن أنكر البعث فهو كافر بإجماع المسلمين والله تعالى أمر نبيه أن يقسم على البعث في ثلاث مواضع من كتابه فقال سبحانه وتعالى : زَعَمَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَن لَّن یُبۡعَثُوا۟ۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّی لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَ ٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣱ أمر الله نبيه أن يحلف وأن يقسم على البعث والساعة زَعَمَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَن لَّن یُبۡعَثُوا۟ۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّی لَتُبۡعَثُنَّ قال زعم الذين كفروا كفرهم وقال سبحانه : وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَا تَأۡتِینَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّی لَتَأۡتِیَنَّكُمۡ وقال سبحانه : وَیَسۡتَنۢبِـُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ يعني البعث قُلۡ إِی وَرَبِّیۤ إِنَّهُۥ لَحَقࣱّۖ أمر الله أن يقسم على البعث في هذه المواضع ومن أنكر البعث فهو كافر والبعث حق وذلك أن الإنسان إذا مات ودفن في الأرض تأكل الأرض الجسد ولا يبقى إلا عجب الذنب وعجب الذنب هو العصعص وهو آخر فقرة في العمود الفقري كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال أن النبي ﷺ قال: كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب منه خلق ابن آدم ومنه يركب فإذا نفخ إسرافيل في الصور النفخة الأولى مات الناس نفخة الصعق ثم يمكث الناس بعد نفخة الصعق أربعين ينزل الله به مطرا تنبت به أجساد الناس ويعيد الله الذرات التي استحالت لأنه عالم وقادر قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَـٰبٌ حَفِیظُۢ فيعيد الذرات التي استحالت تعاد الذرات هي هي ويبعث الإنسان ببدنه خلافا للجهم الجهم بن صفوان يقول الذي يعاد شخص آخر بلي جسم الإنسان والذي يعاد شخص آخر والعياذ بالله هذا من أبطل الباطل وأفسد ما قيل إن الذي ينعم ويعذب شخص آخر غير الذي مات هذا بلي انتهى بلي جسمه ثم عيد شخص آخر وهذا كفر وضلال والعياذ بالله وهو الذي فتح باب لابن سينا فأنكر البعث لما قال الجهم إن الذي يعاد غير الجسد قال ابن سينا إذا ما في بعث أنكر البعث فتح الباب لابن سينا فأنكر البعث والعياذ بالله يعيد الله الذرات التي استحالت وينشئ الله الخلق تنشئة قوية فإذا تم خلقهم أمر الله اسرافيل فنفخ في الصور النفخة الثانية فتتطاير الأرواح إلى أجسادها فتدخل كل روح في جسدها فيقوم الناس من قبورهم ينفضون التراب عن رؤوسهم حفاة لا نعال عليهم عراة لا ثياب عليهم غرلا غير مختونين كل شخص بصره إلى السماء وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلًا عَمَّا یَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا یُؤَخِّرُهُمۡ لِیَوۡمࣲ تَشۡخَصُ فِیهِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ قالت عائشة يا رسول الله الرجال والنساء عراة ينظر بعضهم إلى بعض فقال رسول الله الأمر أشد من ذلك كل شاخص بصره إلى السماء لا ينظر أحد على أحد الأمر عظيم الإنسان في الدنيا إذا ذهل لا يراك وأنت أمامه فكيف الذهول يكون في يوم القيامة؟ الناس ما تكون في حالها وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِیدࣱ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَیۡءٌ عَظِیمࣱ یَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّاۤ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِیدࣱ هل في هذه الحالة يمكن لأحد أن ينظر إلى أحد ؟ ما يمكن كل مشغول بنفسه كل مشغول بنفسه فَإِذَا جَاۤءَتِ ٱلصَّاۤخَّةُ یَوۡمَ یَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِیهِ وَأُمِّهِۦ وَأَبِیهِ وَصَـٰحِبَتِهِۦ وَبَنِیهِ لِكُلِّ ٱمۡرِئࣲ مِّنۡهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ شَأۡنࣱ یُغۡنِیهِ النفخة الأولى نفخة الصعق والنفخة الثانية نفخة البعث كما قال سبحانه : وَنُفِخَ فِی ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَاۤءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِیَامࣱ یَنظُرُونَ لا بد من الإيمان بالبعث وأن الناس يبعثون من لم يؤمن بالبعث فهو كافر بإجماع المسلمين نسأل الله السلامة والعافية ولهذا قال المؤلف رحمه الله والبعث من بعد الموت حق ... نعم يقول الإخوان أنه انتهى الوقت نقف هنا و نسأل الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح والثبات على دينه حتى الممات وصلى الله على محمد وآله وصحبه وفق الله الجميع لطاعته وثبت الله الجميع على الهدى وصلى الله على محمد...