( المتن )
قال أبو محمد وسمعت أبي يقول و علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر .
( الشرح )
قال أبو محمد وعبد الرحمن ابن أبي حاتم يروي عن أبيه الرسالة لأبي حاتم الرازي وأبي زرعة الرازي عبد الرحمن وأبي حاتم هو أبو محمد يروي عن أبيه قال أبو محمد سمعت أبي يقول و علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر يعني علامة أهل البدع أنهم يقعون في أهل الأثر أهل الحديث ويغتابونهم ويثلبونهم ويذكرون ويذكرون معايبهم وذلك لما في قلوبهم من مرض فعلامة أهل البدع أنهم يسبون أهل الحديث وأهل السنة والجماعة ويقعون في أعراضهم ويذكرون مثالبهم ومساوئهم وإن لم تكن مثالب ولكن يجعلونها مثالب وما لم يكن مثلبا يحورونه ويحولونه حتى يكون مثلبا وقد يجعلون محاسنهم مثالبا ويسمونها بغير اسمها تسمية يكون فيها تنفير كما سيذكر المؤلف يسمونه تسمية تنفر الناس عنهم فيجعلون عملهم بالكتاب والسنة وعملهم بظاهر النصوص وإجراء النصوص على ظاهرها وإثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام من الأسماء والصفات يجعلونها مثلبا ويجعلون ذلك إثباتهم للأسماء والصفات تنقصا للرب فيقعون فيهم فإذا رأيت من يقع في أهل السنة والحديث ويذكر مثالبهم و معايبهم ويضخم الهفوات فاعلم أن ذلك دليل على أنه من أهل البدع وهذه ليست مثالبا إثباتهم للكتاب والسنة إثباتهم لما دل عليه الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته ليس مثلبا ولكنه من محاسنهم ومن توفيق الله لهم ولكن أهل البدع أهل البدع أبوا إلا أن يجعلوه مثلبا أسوة بأعداء الله الكفرة الذين ينقمون على المؤمنين إيمانهم وتوحيدهم فيعذبونهم ويؤذونهم وَمَا نَقَمُوا۟ مِنۡهُمۡ إِلَّاۤ أَن یُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَمِیدِ ٱلَّذِی لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ هذه علامة أهل البدع علامتهم أن يقعوا في أعراض أهل السنة والحديث يثلبونهم ويعيبونهم ويجعلون إثباتهم للأسماء والصفات وإجراء النصوص على ظاهرها مثلبا و عيبا يلمزونهم به وينتقصونهم .. نعم
( المتن )
وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر السنة حشوية، يريدون إبطال الآثار.
( الشرح )
هذه علامة الزنادقة والزنادقة جمع زنديق والزنديق هو المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر يقال له زنديق وأصل الكلمة فارسية ثم عربت الزنادقة جمع زنديق وكان الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر يسمى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم منافقا والله تعالى سماهم منافقين في القرآن الكريم إِذَا جَاۤءَكَ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ قَالُوا۟ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وهو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر ثم بعد عصر الصحابة لما دخل في الإسلام بعض الملاحدة وتستروا باسم الإسلام وأخفوا كفرهم ونفاقهم صاروا يسمون زنادقة يسمى زنديق وهو المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر ويطلق الزنديق على الجاحد المعطل الذي جحد أسماء الله وصفاته على الجاحد المعطل الذي أنكر الذي أنكر وجود الله وعطل المصنوعات وصانعيها وعطل الصانع من صفات كماله, الصانع هو الرب سبحانه وتعالى من باب الخبر هذا فمن عطل المصنوعات من صانعها أي المخلوقات من خالقها أو عطل الصانع من صفاته يسمى زنديق ويطلق على المنافق زنديق ثم صار في هذا الزمن في زماننا المنافق يسمى علماني والمنافقون يسمون علمانيون فالعلماني في هذا الزمن هو المنافق هو الزنديق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر يسمى في زمن النبي منافق ثم صار بعد ذلك يسمى زنديق ثم صار يسمى في زماننا يسمى علماني والمنافقون علمانيون فالعلماني هو المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر نعوذ بالله والمنافق في الدرك الأسفل من النار في الدرك الأسفل من النار لأنه مكذب لله ولرسوله ولأنه وافق اليهود والنصارى في الكفر والوثنين وزاد عليهم بالخداع فالكافر اليهودي والنصراني والوثني عدو مكشوف تأخذ حذرك لكن المنافق الذي يعيش بين أظهر المسلمين وهو يوافق الكفرة في الكفر و لكنه يظهر الإسلام ليتوصل إلى مآربه من الكيد للإسلام وأهله ومن الطعن في الإسلام ومن تدبير المكائد للقضاء على الإسلام والمسلمين فلذلك زاد عذاب المنافق وصار في الدرك الأسفل من النار فعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر حشوية يقول المؤلف يريدون إبطال الآثار فهم يسمونهم حشوية لقب ينبزونهم به لتنفير الناس عنهم والحشوية في اللغة هم حشو الناس ورذالهم قال حشو الناس في اللغة قال ابن المنظور في لسان العرب حشو الناس رذالهم يعني الأراذل والحشو في الاصطلاح عبارة عن الزائد الذي لا طائل تحته فأهل البدع ينبزون أهل السنة وأهل الحديث بهذا اللقب يسمونهم حشوية لأنهم رذال الناس وهم لا فائدة منهم ولا طائل تحتهم فهم حشوة في وجود الناس وفضلة في الأمم زائدة حشوة زائدين فهم حشوة زائدون في الوجود حشو زائد في الوجود لا قيمة لهم وفضلة في الناس فالشيء الزائد الذي لا قيمة له والشيء الفضلة الذي زيادة عن الحاجة ينبزون أهل السنة بهذا اللقب وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمة الله نبزهم بالسنة بهذا اللقب في الكافية الشافية قال وحشوية يعنون حشوا في الوجود وفضلة في أمة الإيمان هم حشوية في وجود الناس حشوية فضلة في الأمة زائدون لا حاجة فيهم و حشوية يعنون حشوا في الوجود وفضلة في أمة الإيمان ويظن جاهلهم بأنهم حشو رب العباد بداخل الأكوان يعني أنهم حشوية في الوجود وفضلة في الناس زائدون والجهال يظنون أن معنى الحشو بأنهم يقولون بأن الله في السماء وأن الله داخل المخلوقات يعني جهالهم يظنون أن معنى الحشو أنهم يقولون أن الله في السماء وفوق خلقه قد حشو رب العباد بالأكوان يقولون أن الله في السماء وأنه فوق العرش فهم حشو رب العباد في داخل الأكوان وجعلوه مستقلا فهم ينبزون أهل السنة بهذا اللقب ولهذا قال حشوية يعنون حشوا في الوجود وفضلة في أمة الإيمان ويظن جاهلهم بأنهم حشو رب العباد بداخل الأكوان فهذه من علامات أهل البدع تسميتهم لأهل الأثر حشوية يقول المؤلف يريدون إبطال الآثار يريدون إبطال السنن والأحاديث التي فيها أن الله في السماء, والقرآن يحرفون معانيه لا يستطيعون إبطاله ولكنهم يحرفون المعاني ويبطلون النصوص كحديث الجارية أين الله قال في السماء قالوا هذا النبي صلى الله عليه وسلم خاطب الجارية الأعجمية سألها سؤالا فاسدا وأجاب بجواب فاسد يناسب عقلها وإلا لا يسأل عن الله بأين, أين الله لا يسأل عن الله بأين أين يسأل بها عن المكان والله ليس له مكان عندهم فقالوا سؤال الجارية الرسل صلى الله عليه وسلم سألها سؤال يناسب عقلها سؤالا فاسدا وأجابها بجواب فاسد وإلا مقصوده أن يقول من الله؟ هكذا يقولون وهكذا اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أخفى الحق وسأل سؤالا فاسدا وأقر الجارية على الجواب الفاسد يناسب عقلها , أين يسأل عن المكان والله ليس له مكان من قال إن الله في السماء عندهم كفر يقول أنت حشوت الرب جعلته مستقلا جعلته فوق المخلوقات جعلته محصورا محدودا جسما متحيزا هذا كفر عندهم ولهذا قالوا الرسول قال أين الله ليس مقصوده أن يسأل عن المكان بل المقصود أن يقول من الله لكن لا تعرف هذا فسألها سؤالا يناسب عقلها أعجمية جاهلة ما تفهم ولما أجابت قالت في السماء سكت وأقرها على جواب فاسد لأنها لا تعرف إلا هذا نسأل الله السلامة والعافية يريدون بذلك إبطال الآثار والسنن عندما يسمون أهل السنن حشوية يريدون بذلك إبطال الآثار والسنن والأحاديث .
( المتن)
وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبَّهة ونابتة .
( الشرح )
وعلامة الجهمية أتباع الجهم بن صفوان الجهمية أتباع الجهم بن صفوان الجهم بن صفوان يتزعم عقيدة نفي الصفات نفي الأسماء والصفات نسبت عقيدة الجهم إليه لأنه نشرها ودافع عنها وإلا فالمؤسس لعقيدة نفي الصفات هو الجعد بن درهم أول من تكلم في نفي الصفات الجعد بن درهم أنكر أن يتخذ الله إبراهيم خليلا وأن يكلم الله موسى تكليما فقتله خالد بن عبد الله القسري ثم توسع الجهم في عقيدة نفي الصفات حتى نسبت العقيدة إليه فالجهم بن صفوان أخذ عن الجعد بن درهم والجعد أخذ عن أبان بن سمعان وأبان بن سمعان أخذ عن طالوت ابن أخت لبيد ابن الأعصم وطالوت أخذ عن خاله لبيد ابن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الجهم أخذ عن الفلاسفة والصابئة فتكون عقيدة نفي الصفات تتصل باليهود اليهود والصابئة والمشركين الجهم أخذ عن الجعد والجعد أخذ عن أبان بن سمعان وأبان أخذ عن طالوت وطالوت أخذ عن خاله لبيد ابن الأعصم اليهودي الذي سحر الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الجعد أخذ عن الصابئة وعن المشركين في بلاد حران فتكون سلسلة عقيدة نفي الصفات تتصل باليهود والمشركين والصابئة فعلامة الجهمية الذين ينكرون الأسماء والصفات تسميتهم أهل السنة مشبهة فمن أثبت الأسماء والصفات قالوا هذا مشبه إذا قلت لله علم قلت لله علم وقدرة وسمع وبصر قالوا أنت مشبه شبهته بالمخلوق المخلوق له علم وقدرة وسمع وبصر سموا مشبهة لكن نحن نقول أن الله له متصف بالصفات التي وصف بها نفسه أو وصفه بها الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لا يماثل أحدا من خلقه فالخالق له صفات تخصه وأسماء تخصه والمخلوق له صفات تخصه وأسماء تخصه كما قال تعالى: لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ وقال سبحانه وقال سبحانه: هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِیࣰّا يعني مساميا ومماثلا وهذا الاستفهام يعني نفي يعني لا تعلم له مساميا ومماثلا قال سبحانه: فَلَا تَجۡعَلُوا۟ لِلَّهِ أَندَادࣰا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ وقال سبحانه: فَلَا تَضۡرِبُوا۟ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ فعلامة الجهمية تسمية أهل السنة مشبهة ونابتة وهم في الأساس طائفة من الحشوية أي أنهم أنبتوا بدعا غريبة في الإسلام نابتة لأنهم أنبتوا بدعا غريبة في الإسلام وعدَّ ابن نديم نابتة الحشوية والمجبرة في فن واحد وهكذا ينبزونهم بهذه الألقاب لتنفير الناس منهم ويسمونهم غثاء يسمونهم من الألقاب التي ينبزونهم بها حشوية مشبهة ونابتة ومدبرة ويسمونهم غثاء وهو ما يعلو ماء السيل من الزبد وما يوجد معه من الأوساخ يسمون أهل السنة غثاء ويقولون إن الحشوية غثاء باعتبار رذالتهم وخستهم لخبث الرأي والتصرف هكذا ويسمونهم غثر والغثر هم سفلة الناس وأراذلهم ويسمونهم رعاع و أغثار وحملة أسفار كل هذه ألقاب ينبز بها أهل البدع أهل السنة لتنفير الناس منهم حشوية نابتة مجبرة غثاء غتر رعاع وكلها من أباطلهم وأراجيفهم لتنفير الناس من أهل الحق ولكن الحق ثابت وباقي والباطل ذاهب وزائل فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَیَذۡهَبُ جُفَاۤءࣰۖ وَأَمَّا مَا یَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَیَمۡكُثُ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ .. نعم
( المتن )
وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر السنة مجبرة.
( الشرح )
وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر السنة مجبرة القدرية النفاة الذين نفوا أن يكون الله خلق أفعال العباد سموا قدرية لنفيهم القدر والقدرية كما سبق طائفتان قدرية نفاة ينفون القدر ويقولون أن العباد خالقون لأفعالهم والله تعالى لم يخلق أفعال العباد وإنما خلقها العباد ولم يقدرها لأنهم يرون بزعمهم أن الرب لو خلق أفعال العباد من الطاعات و المعاصي وعذب عليه لصار ظالما وفرارا من ذلك قالوا نفوا تقدير الله لأفعال العباد فسموا قدرية قالوا العباد هم الذين خلقوا أفعالهم من طاعات ومعاصي ولذلك قالوا أن العبد إذا فعل معصية هو الذي خلقها ويجب على الله أن يعذبه عليها وليس له أن يعفو عنه هكذا وإذا فعل الطاعة يجب على الله أن يثيبه عليها ويستحق الأجر على الطاعة كما يستحق الأجير أجرته والطائفة الثانية القدرية الجبرية الذين يقولون العباد مجبورون على أفعالهم وأن أفعالهم كلها اضطرارية و ليس لهم اختيار كحركة المرتعش والنائم ونبض العروق وتحريك الأشجار وتحريك الرياح الأشجار فالقدرية النفاة يسمون أهل الأثر و السنة مجبرة لأنهم يقولون إن الله تعالى خلق العباد وخلق أفعالهم كما قال الله تعالى والله خلقكم وما تعملون فلما قالوا إن الله خلق العباد وخلق أفعالهم سموهم مجبرة فإذا رأيت من يسمي أهل السنة مجبرة اعلم أنهم قدرية وإذا رأيت من يسميهم مشبهة أو نابتة فاعلم أنه جهمي ... نعم
( المتن )
وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية.
( الشرح )
وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية سبق بيان مذهب المرجئة وأن المرجئة سموا مرجئة من الإرجاء وهو التأخير أصل تسمية المرجئة من الإرجاء وهو التأخير لأنهم أخروا الأعمال ولم يدخلوها في مسمى الإيمان فسموا مرجئة والمرجئة بجميع طبقاتهم لا يقولون بدخول الأعمال في مسمى الإيمان وقلنا أنهم أربع فرق الفرقة الأولى المرجئة المحضة أو الغلاة وهم الجهمية ويقال لهم مرجئة الجهمية ويقال لهم المرجئة الغلاة ويقال لهم المرجئة المحضة وهم الذين يقولون أن الإيمان مجرد ما في القلب من المعرفة من معرفة الرب فالإيمان معرفة الرب بالقلب والكفر هو جهل الرب بالقلب وأما قول اللسان وأعمال القلوب وأعمال الجوارح ليست من الإيمان والطائفة الثانية الكرامية أتباع محمد بن كرام يقولون الإيمان مجرد النطق باللسان فإذا نطق بالإيمان بالشهادتين فهو مؤمن ولو كان مكذبا بقلبه والأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان والطائفة الثالثة الماتوريدية والأشعرية يقولون الإيمان مجرد التصديق بالقلب وأما قول اللسان وأعمال الجوارح ليست من الإيمان والطائفة الرابعة مرجئة الفقهاء وهم من أهل السنة يقولون الإيمان شيئان تصديق القلب والإقرار باللسان والأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان وإن كانت مطلوبة وأهل السنة يقولون الإيمان تصديق بالقلب ونطق باللسان وعمل بالقلب وعمل بالجوارح وجميع طبقات المرجئة كلهم يقولون الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان وكلهم يقولون الإيمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص الإيمان تصديق بالقلب والتصديق لا يزيد ولا ينقص العمل هو الذي يزيد وينقص والعمل ليس من الإيمان فلهذا سموا أهل السنة نقصانية لأنهم يقولون الإيمان يزيد وينقص وسموهم أيضا مخالفة لأنهم يخالفون الاعتقاد الصحيح بزعمهم وسموهم نقصانية ولم يسموهم زائدية لأن الإيمان يزيد وينقص لأن الزيادة جاء بها القرآن وَیَزۡدَادَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِیمَـٰنࣰا هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ فِی قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ لِیَزۡدَادُوۤا۟ إِیمَـٰنࣰا مَّعَ إِیمَـٰنِهِمۡ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَزَادَتۡهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَهُمۡ یَسۡتَبۡشِرُونَ والذي يزيد و ينقص كل شيء يزيد ينقص لكن هم ما سموهم زائدية سموهم نقصانية لكون النقصان لم يذكر في القرآن لهذا سموهم نقصانية فإذا رأيت من يسمي أهل السنة نقصانية فاعلم أنه من المرجئة يسمون مرجئة للإرجاء والتأخير قال تعالى: وَءَاخَرُونَ مُرۡجَوۡنَ لِأَمۡرِ ٱللَّهِ يعني مؤخرون إِمَّا یُعَذِّبُهُمۡ وَإِمَّا یَتُوبُ عَلَیۡهِمۡ فسموا أهل السنة نقصانية لأنهم لا يقولون بنقصان الإيمان لأنهم يقولون بنقصان الإيمان وزيادته أما المرجئة يقولون الإيمان معروف التصديق تصديق لا يزيد ولا ينقص ولهذا قالوا إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحدا وإيمان أفسق الناس وأعبد الناس واحد يقولون إيمان أفسق الناس وأعبد الناس شيء واحد لا يزيد ولا ينقص أفسد الناس مصدق وأعبد الناس مصدق فهو شيء واحد وإيمان أهل السماء وأهل الأرض شيء واحد والتفاوت بينهم في الأعمال والأعمال ليست من الإيمان ولهذا قالوا الإيمان لا يزيد ولا ينقص وسموا أهل السنة نقصانية لقولهم بأن الإيمان يزيد وينقص .. نعم
( المتن )
وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة
( الشرح )
وعلامة الرافضة تسمية أهل السنة ناصبة الرافضة فرقة من فرق الشيعة وطائفة من طوائفهم لأن الشيعة اسم عام يشمل جميع الفرق سموا شيعة من التشيع لأنهم يتشيعون ويميلون إلى أهل البيت التشيع هو الميل والمحبة لأهل البيت نحن نحب أهل البيت ولكن لا نعبدهم من دون الله ولا نغلوا فيهم نحب نحن نحب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته ولكن لا نغلوا بل ننزلهم منازلهم التي أنزلهم الله بالعدل والإنصاف لا بالهوى والتعصب فالشيعة اسم عام يشمل جميع فرقهم مسمى عام فرقهم كما ذكر الذين صنفوا الفرق أربع وعشرين فرقة أعلاهم النصيرية الذين يقولون أن الله حل في علي ثم المخطئة الذين خطؤوا جبريل عندما أرسله الله بالوحي قالوا أنه أخطأ أرسله الله إلى علي فأخطأ وأوصل الرسالة إلى محمد ثم الرافضة سموا رافضة لأنهم رفضوا زيد بن علي رفضوا زيد بن علي ابن الحسين لما سألوه عن أبي بكر وعمر ما تقول في أبي بكر وعمر قال أقول هما وزيرا جدي رسول الله وزيراه وصاحباه ورفيقاه وضجيعاه في القبر وهم أفضل الناس فرفضوه وتركوه فلما رفضوه وتركوه وقال رفضتموني رفضتموني سموا الرافضة سموا الرافضة من الرافضة من الرفض والترك لأنهم رفضوا زيد بن علي ابن الحسين وتركوه فسموا رافضة ويسمى مذهبهم مذهب الرفض الرِفض لا الرَفض الرَفض الترك الرِفض مذهب الرافضة وكانوا قبل ذلك يسمون الخشبية يسمون الخشبية لأنهم يقاتلون بالخشب ولا يقاتلون بالسيف حتى يخرج المهدي المنتظر يقولون ما في جهاد ولا قتال بالسيف حتى يخرج المهدي المنتظر الذي دخل سرداب سامرا في العراق سنة مائتين وستين ولم يخرج منه إلى الآن مضى عليه ألف ومائتين سنة فإذا خرج يقولون يبدأ هناك يكون الجهاد وسيخرج ويقاتل أهل السنة ويقتل أهل السنة فكانوا يقاتلون بالخشب ويسمون الخشبية ثم سموا بعد ذلك الرافضة والرافضة يعبدون آل البيت ويتوسلون بهم يدعونهم ويسألونهم الشفاعة علي والحسن والحسين وفاطمة وهذا شرك دعاء غير الله شرك وأيضا هم يكفرون الصحابة كلهم إلا نفر قليل وهم الذين والوا عليا كأبي ذر والمقداد والباقي يكفرونهم وتكفيرهم تكذيب لله لأن الله زكاهم وعدلهم ووعدهم بالجنة ومن كذب الله كفر وأيضا هم يعتقدون أن القرآن غير محفوظ وأن القرآن ضاع ولم يبق منه إلا الثلث ضاع الثلثان ضاع ضاع ثلثا القرآن وهذا تكذيب لله في قوله إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة يسمون أهل السنة ناصبة يعني أنهم نصبوا العداوة لأهل البيت فلا يحبون أهل البيت لأنهم لا يعبدونهم نقول أهل السنة يحبون أهل البيت ويوالونهم لكن لا يعبدونهم فلما كانوا لا يعبدونهم سموهم ناصبة هذه من علامة الرافضة إذا رأيت من يسمي أهل السنة ناصبة فاعلم أنه رافضي .
( المتن )
وظل هذا أمر ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد، ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسامي.
( الشرح)
ظل هذا الأمر مستمر في أهل الفرق وأهل النبز بالألقاب ظل هذا الأمر علامة لأهل البدع وظل هذا الأمر إن كان في سقط كلمة أو كلمتين يعني كأنه ظل هذا أمر أو ظل هذا الأمر علامة واضحة في أهل البدع في نبزهم أهل السنة والأثر بالألقاب الشنيعة تنفيرا للناس عنهم فهم ينبزون أهل السنة بهذه الألقاب الشنيعة تنفيرا للناس عنهم حتى لا يقبلوا الحق قال المؤلفان رحمهم الله ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ما يلحقهم إلا اسم واحد وهو أهل السنة والجماعة أما هذه الألقاب فلا تلحقهم وهم بريئون منها قولهم حشوية نابتة غثاء غتر مجبرة نقصانية ناصبة كل هذه أسماء باطلة لا تلحق أهل السنة والجماعة ولا يلحقهم إلا اسم واحد وهو اسم أهل السنة والجماعة للزومهم الحق وعملهم بالسنة وبعدهم عن الشذوذ والفرقة والاختلاف ولهذا لا يحلقهم إلا هذا الاسم قال المؤلفان رحمهما الله ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسامي يستحيل أن هذه الأسماء كلها تجتمع في أهل الحق فكيف تجتمع هذه الأمور وهي باطلة كيف يكون حشوية ونابتة ومجبرة ونقصانية وغثاء وغتر هذا مستحيل تستحيل هذه الأوصاف الشنيعة والألقاب السيئة يستحيل أن تجمعه هذه الأسامي وهذه الألقاب .
( المتن )
حدثنا أبو محمد قال: وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، ويغلظان في ذلك أشد التغليط.
( الشرح )
يقول الراوي عن أبي محمد ابن أبي حاتم ولعله كما سيأتي ابن المظفر يقول حدثنا محمد و وابن أبي حاتم قال سمعت أبي أبا حاتم وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، ويغلظان في ذلك أشد التغليط وهذا الهجر معروف الهجر هجر أهل البدع وأهل الزيغ وأهل الضلال مأمور به شرعا أن أهل البدع وأهل الهجر و أهل الفسق وأهل المعاصي يهجرون والهجر معناه الترك والمعنى أنهم يتركون لا يكلمون ولا يرد عليهم السلام ولا تجاب دعوتهم ولا يجالسون ولا يُؤاكلون ولا يشاربون حتى يتركوا ما هم فيه من البدعة والمعصية والفسق ولهذا يقول ابن عدي وهجران أهل البدع سنة هجران أهل البدع سنة سنة أن تهجر المبدع والعاصي والفاسق حتى يتوب إذا رأى أهل الحق أنهم سيهجرونه ولا يكلمونه ولا يردون عليه السلام ولا يجيبون دعوته حينئذ يؤنبه ضميره ويرى أن المجتمع يكرهه ولا يحبه مجتمع أهل الحق وحينئذ يتوب ويرجع عن بدعته وعن فسقه ثم بعد ذلك يكلمه أهل الحق وأهل السنة يكلمونه ويجيبون دعوته ويردون عليه السلام فهذا هجر تأديب وردع وزجر يهجر أهل البدع وأهل الفسق و أهل المعاصي حتى يرجعوا إلى الحق والهجر معناه تركهم فلا يرد عليهم السلام إذا سلموا ولا تجاب دعوتهم إذا دعوا ولا يكلمون ولا يؤاكلون ولا يشاربون وذهب بعض المحققون إلى أن الهجر فيه تفصيل هجر أهل البدع وأهل المعاصي فقالوا إن كان الهجر يفيد أهل المعاصي فيرتدعون عن معاصيهم وبدعهم ويتوبون إلى الله ويتركون ما هم عليه فإنه مشروع ويعمل به أهل الحق أما إذا كان الهجر يزيد في المعاصي فيزيد المهجور في المعصية بعض الناس لا يزيده الهجر إلا سوءا فإذا لم تهجره صار يراعيك بعض الشيء ويخفف من الشر فإذا هجرته صار لا يبالي وزاد في شره فهنا في هذه الحالة لا تهجره كما ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية قال كما قر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره يقول إن الهجر كالدواء يستعمل يستعمل كالدواء إن كان يفيد استعمله وإن كان لا يفيد فلا تستعمله إن كان العاصي والمبتدع إذا هجرته ولم ترد عليه السلام ولم تجب دعوته أنبه ضميره وتاب ورجع إلى الله فاهجره الهجر مفيد أما إذا كان المهجور إذا هجرته زاد في شره وزاد في بلائه وصار لا يبالي فلا تهجره في هذه الحالة بل استمر على نصيحته من غير هجر قال والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم هجر كعب بن مالك وصاحباه هلال بن أمية ومرارة ابن الربيع هجرهم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون لما تخلفوا عن غزوة تبوك خمسين ليلة حتى تاب الله عليهم وَعَلَى ٱلثَّلَـٰثَةِ ٱلَّذِینَ خُلِّفُوا۟ حَتَّىٰۤ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَیۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوۤا۟ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّاۤ إِلَیۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَیۡهِمۡ لِیَتُوبُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ الثلاثة هم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة ابن الربيع وهذا قول حسن ولاسيما في هذا الزمن فإن أهل البدع وأهل الفسق لا يبالون إذا هجرتهم لا يبالي إذا هجرته يجد من لا يهجره يجد من يؤيده في هذه الحالة لا تهجره وإنما استمر في نصيحته لعله يتوب ويخفف من شره هذا إذا كان الهجر لأجل الدين لأجل الدين ليس له حد محدد تهجره حتى يتوب ولو كان الهجر مدة طويلة أما إذا كان الهجر من أجل الدنيا من أجل حظ النفس وشهواتها فلا يجوز أكثر من ثلاثة أيام ما يجوز أكثر من ثلاثة أيام يباح للإنسان أن يهجر إذ كان في أمور دنيوية مشاحنات يوم ويومين وثلاثة لأن النفوس قد يكون فيها بعض التكدر ثم بعد ذلك لا يجوز الهجر أكثر من ثلاثة لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : لا يحل لسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام هذا الهجر من أجل الدنيا وشهواتها أما إذا كان الهجر من أجل الدين فليس له حد محدد فيهجر حتى يتوب ولهذا هجر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك خمسين ليلة ولهذا كان أبو حاتم وأبو زرعة يأمران بهجر أهل الزيغ والبدع أهل الزيغ يعني الانحراف ومن ذلك أهل الزيغ والبدع الذين عندهم شبه وزاغوا عن الحق ومالوا عنه وكذلك سواء كان فسقا الزيغ في الفسق أو المعاصي كأن يكون عاصيا يشرب الخمر أو يتعامل بالربا أو يأكل الرشوة أو يعق والديه أو يقطع رحمه هؤلاء فساق عصاة أو كان مبتدعا يكون جهمي أو يكون قدري أو يكون خارجي من الخوارج أو صوفي من الصوفية المنحرفون فهؤلاء كلهم يهجرون ويتركون ولهذا كان الرازيان رحمهما الله يأمران كان الرازيان رحمهما الله يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع ويغلظان في ذلك أشد التغليظ يغلظان ويشددان والعلماء لهم مؤلفات في هذا كابن بطة وغيرهم يقول لا تجالس أهل البدع حتى لا ينزل عليك السخط من الله لا تجالس أهل البدع وتكلمهم ولا تتبع جنازة المبتدع ولا تزر المريض المبتدع إلا إذا كان من أجل النصيحة فلا بأس يزار إذا كان مريضا من أهل البدع وينصح لعله يتوب بل الكافر يزار, يزار ويدعا إلى الله كما زار النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبو طالب لما حضرته الوفاة ولما زار اليهودي الصبي ودعاه إلى الإسلام فالشاب نظر إلى أبيه فقال أطع أبا القاسم فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد الله الذي أنقذه من النار فالزيارة زيارة المريض ولو كان كافرا ويدعا إلى الإسلام فلا بأس ولو كان مبدعا يزار ويدعى إلى التوبة المبدع والكافر كذلك يدعى إلى التوبة من الكفر والدخول في الإسلام لكن في الحياة لا يزار ولا يكلم ولا يؤاكل ولا يشارب إذا كان لا يفيد أما إذا كان يقبل النصيحة ويفيد وتدعوه إلى ترك البدعة ويغلب على الظن استجابته فإن هذا مطلوب فالمسلم ينظر إذا كان طالب علم وله تأثير على المبتدع يؤثر عليه ويدعوه إلى الله يزوره أما إذا كان ما يقبل هذا يخشى أيضا أن يتأثر من بدعته فإنه يهجره في هذه الحالة
( المتن )
وينكران وضع الكتب بالرأي بغير آثار.
( الشرح)
وينكران الرازيان رحمهما الله وضع الكتب برأي من غير آثار يعني ينكران أن يؤلف الإنسان الكتب بغير دليل يؤلف تأليف لا يستدل عليه بالآثار بالأحاديث والآثار عن الصحابة وإنما يضع الكتب ويذكر فيها آراء, آراء وأقوال ليس عليها دليل فالرازيان يرحمهما الله ينكران ينكران أن توضع الكتب وتؤلف الآثار وليس فيها استدلال من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين والأئمة فينكران وضع الكتب إلا بالاستدلال أيضا يؤلف الإنسان الكتب ويستدل على ما يقول بكتاب الله بالآيات من كتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم و بالآثار عن الصحابة أو عن التابعين أو عن الأئمة أما أن يذكر ويؤلف كتب ويذكر كتب وهذه الكتب مبنية على الآراء والأقوال التي ليس عليها دليل فهذا ينكره الرازيان وينكره أهل الحق .
( المتن )
وينهيان عن مجالسة أهل الكلام، وعن النظر في كتب المتكلمين، ويقولان: لا يُفلح صاحب كلام أبدًا.
( الشرح)
وينهيان أبو زرعة وأبو حاتم الرازي ينهيان عن مجالسة أهل الكلام وكذلك غيرهم من أهل العلم كلهم ينهون عن مجالسة أهل الكلام ويقول لا تجالسوا أهل الكتاب لا تجالسوا أهل الكتاب خشية أن تنزل السخطة السخط عليكم عليهم فيصيبكم ما أصابهم لا تجالسوا أهل الكلام ولا تسلموا عليهم هكذا يقول لا تجالسوا أهل الكلام ولا تسلموا عليهم ولا تجيبوا دعوتهم ولا تشيعون جنائزهم فهم ينهون عن المجالسة وعن المحادثة وعن مخالطتهم واتباع جنازتهم وعن النظر في كتب المتكلمين ينهيان عن النظر في كتب المتكلمين, المتكلمون من أهل البدع هم الجهمية والمعتزلة والقدرية فينهون عن النظر في كتبهم يقول لا تنظر في كتب المعتزلة لأنهم يضلونك لهم شبه لأنه يخشى عليك إذا قرأت في كتب المتكلمين أن تتأثر بالبدع والشبه التي يذكرونها في كتبهم إذا قرأت كتب المعتزلة وجدت عندهم شبه في إنكار رؤية الله يوم القيامة وإنكار الكلام فيذكر هذه الشبه فإذا قرأتها قد تتمكن في رأسك وتتأثر فلهذا ينهون عن النظر في كتب المتكلمين لئلا يتضرر الإنسان إذا نظر في كتب المتكلمين وليس طالب علم يريد أن يرد عليهم تأثر من الشبه التي يقولونها في إنكار الأسماء والصفات وفي إنكار القدر ويقولان يعني الرازيان لا يُفلح صاحب كلام أبدًا لا يُفلح صاحب كلام أبدًا صاحب الكلام سموا أهل الكلام لأنه ليس عندهم إلا الكلام يتكلمون في الدين وأصول الدين بآرائهم الفاسدة يتكلمون بآرائهم فلهذا سموا أهل الكلام ما عندهم إلا الكلام أما أهل الحق فإنهم عندهم الأدلة يستدلون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة حينما أثبتوا الرؤية لله وأثبتوا الكلام أثبتوا السمع أثبتوا البصر أثبتوا سائر الصفات أدلتهم واضحة من الكتاب والسنة فهم أهل السنة يسمون أهل الأثر أهل الحديث أهل السنة أهل السنة والجماعة و أما المتكلمون فليس عندهم إلا الكلام الباطل والآراء الفاسدة التي يقررونها فلهذا سموا أهل الكلام ويقولان: لا يُفلح صاحب كلام أبدا وصاحب الكلام لا يفلح بل هو هالك إلا من تداركه الله برحمته ولا يفلح الساحر حيث أتى لا يفلح صاحب كلام أبدا ما دام أنه على هذا المعتقد الفاسد أما إذا تاب من تاب تاب الله عليه فلا يفلح صاحب الكلام ولا يفلح صاحب البدعة بل إنه خاسر .
( المتن )
قال أبو محمد : وبه أقول أنا ، وقال أبو علي بن حبش المقرئ : وبه أقول ، قال شيخنا ابن المظفر : وبه أقول ، وقال شيخنا يعني المصنف أي اللكائي : وبه أقول ، وقال شيخنا السلفي : وبه أقول .آخر اعتقاد الدين .
( الشرح )
قال أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم و به أقول أنا يعني قول بما جاء في هذه الرسالة من أصول الدين أنا أقول بذلك وأعتقد ما قرره الرازيان في هذه الرسالة أنا به أقول وأعتقد ما جاء فيها من إثبات أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ومن إثبات أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ومن الإيمان بالقدر خيره وشره ومن الترضي على الصحابة والترحم عليهم واعتقاد فضلهم وسابقتهم ومن إثبات الخلافة لأبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ومن الترحم على جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن إثبات أن الله عز وجل بائن من خلقه وأنه فوق العرش وإثبات الرؤية وأن الله يورى في الآخرة وإثبات الجنة والنار وأنهما مخلوقتان الآن وإثبات الصراط والميزان والحوض والشفاعة وعذاب القبر وإثبات البعث بعد الموت وإثبات أن أهل الكبائر تحت مشيئة الله وأن المسلم لا يكفر بكبيرة واعتقاد عدم تكفير أهل القبلة بالذنوب واعتقاد فرض الجهاد والحج مع الأئمة أبرارا كانوا أو فجارا واعتقاد أنه لا يجوز الخروج على الأئمة وأن لهم السمع والطاعة لمن ولا الله أمر الأمة في طاعة الله وفي الأمور المباحة واعتقاد أن الجهاد فرض إلى قيام الساعة وأن الجهاد كذلك واعتقاد دفع الصدقات من السوائم إلى أولي الأمر وأن الناس مؤمنون بالأحكام في الدنيا وأنه لا يشهد لأحد بعينه بالجنة ولا لأحد بعينه بالنار من أهل القبلة إلا من شهدت له النصوص واعتقاد أن المرجئة ضلال وأن القدرية ضلال وأن الجهمية كفار وأن الرافضة رفضوا الإسلام وأن الخوارج مراق واعتقاد أن من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم ومن وقف في كلام الله وقف به شاكا يقول لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي ومن قال لفظي بالقرآن فهو جهمي أو قال القرآن بلفظه مخلوق فهو جهمي كل ما جاء في هذه العقيدة قال أبو محمد وبه أقول أنا به أقول بما دل بما جاء في هذه الرسالة به أقول كما قال به الرازيان فأنا أقول به وأعتقده وقال أبو علي بن حبش المقرئ وبه أقول أنا يعني أعتقد ما في هذه الرسالة من العقيدة الصحيحة السليمة قال الشيخ ابن المظفر وبه أقول قال وقال الشيخ يعني المصنف اللكائي في اعتقاد أهل السنة قال وبه أقول قال وقال شيخنا السلفي وبه أقول يعني أعتقد وقال المحقق لهذه الرسالة صالح بن عثمان بن حمدي بن عبد الحميد قال : قال صالح بن عكاشة وبه أقول يعني أعتقد ما دلت عليه هذه الرسالة وبهذا ترون أن هذه الرسالة و إن كانت صغيرة الحجم فهي غزيرة المعاني وهي رسالة وإن كانت صغيرة إلا أنها شاملة, شاملة لأصول الدين ومعتقد أهل السنة والجماعة
والحمد الله على التمام ونسأل الله أن يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح وأن يثبتنا على دينه القويم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ...