شعار الموقع

شرك كتاب مسائل الجاهلية_3

00:00
00:00
تحميل
74

القارئ:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد.

قال الإمام محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى: ثم يستفتح سرًّا فيقول: «سبحانك اللهم وبحمدك»، ومعنى «سبحانك اللهم»؛ أي: أنزهك التنزيه اللائق بجلالك يا الله.

شرح الشيخ:

بسم الرحمن الرحيم،الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

قال الإمام الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله في رسالته آداب المشي إلى الصلاة في بيان صفة الصلاة سبق أن المصلي أول شيء يدخل به الصلاة: تكبيرة الإحرام، يكبر تكبيرة الإحرام، قائلًا: الله أكبر، ولا تنعقد الصلاة إلا بتكبيرة الإحرام، وهي ركن من أركان الصلاة، لا تنعقد إلا بها، يقول: الله أكبر، يكبر وهو قائم؛ فإن كبر وهو ساجد أو منحني لا تصح الفريضة؛ إلا إذا كان عاجزًا؛ لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمران بن حصين : «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ».

ثم يستفتح، بعد تكبيرة الإحرام يستفتح؛ يعني: يقرأ دعاء الاستفتاح، والاستفتاح ورد في النصوص بأنواع من الاستفتاحات، أصحها، ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عن ما يقول بعد التكبير،كان يكبر ويسكت هنيهة، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ماذا تقول؟ قال:«أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ» هذا أصح ما ورد في الاستفتاحات، رواه الشيخان.

وهناك استفتاحات أخرى طويلة وردت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قيام الليل، ومنها ما ورد في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا قام من الليل يقول: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم».

ومن أخصرها وأفضلها في ذاته؛ هذا الافتتاح الذي ذكره الإمام رحمه الله في هذه الرسالة في المشي إلى  الصلاة، وهو:«سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك» هذا استفتاح مختصر، وهو أفضل الاستفتاحات في ذاته؛ لأنه ثناء وتنزيه لله  عَزَّ وَجَلَّ، قد جاء عن عمر رضي الله عنه كان يعلمه للناس على منبر المدينة؛ هذا الاستفتاح.

ومعنى «سبحانك اللهم»؛ أي: أنزهك يا الله التنزيه اللائق بجلالك، سبحان تنزيه، «سبحانك اللهم» يعني: أنزهك يا الله التنزيه اللائق بجلالك.

القارئ:

وقوله: «وبحمدك»؛ قيل معناه: أجمع لك بين التسبيح والحمد.

شرح الشيخ:

قيل معناه: سوف أسبحك؛ يعني: أنزهك وأحمدك؛ أجمع بين الأمرين، أنزهك عما لا يرضيك يا الله، وأحمدك.

القارئ:

«وتبارك اسمك»؛ أي: البركة تنال بذكرك.

شرح الشيخ:

هذه الجملة الثانية(«وتبارك اسمك»؛ أي: البركة تنال بذكرك يا لله.

القارئ:

«وتعالى جدك»؛ أي: جلت عظمتك.

شرح الشيخ:

هذه الجملة الثالثة، («وتعالى جدك»؛ أي: جلت عظمتك)، الجد: المراد به العظمة، («وتعالى جدك») أي: تعالت عظمتك.

والجد له معاني منها:

العظمة كما في هذا الاستفتاح.

 ويطلق الجد على أبي الأب؛ يقال: فلان أبوه كذا، وجده كذا، يطلق على الجد على أبي الأب، ويطلق على العظمة.

 ويطلق على الحظ من الماه والجاه والشرف.

 ومنه ما جاء في الذكر بعد الصلاة: ولا ينفع ذا الجد منك الجد، والجد يعني: الحظ، لا ينفع ذا الحظ منك حظ، والمراد بالجد هنا: العظمة، («وتعالى جدك») تعالت عظمتك، تعالت عظمتك.

القارئ:

«ولا إله غيرك»؛ أي: لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله.

شرح الشيخ:

وهذا الجملة الرابعة («لا إله غيرك»)؛ لا معبود بحق في الأرض ولا في السماء سواك يا الله، لا إله: لا معبود، الإله هو المعبود، («لا إله غيرك»)؛ يعني: لا معبود بحق غيرك، لا نفية الجنس من أخوات إن تنصب الاسم، وترفع الخبر، وإله اسمها، والخبر محذوف، والتقدير: لا إله بحق، والإله هو المعبود، لا معبود بحق غيرك يا الله،في الأرض ولا في السماء، وكل ما عبد سوى الله فهو باطل، المعبودات موجودة كثيرة؛ لكنها معبود وبالباطل، الشمس معبودة، بعض الناس عبد القمر، بعض الناس، وهناك من عبد الشجر، وهناك من عبد الحجر، وهناك من عبد الأنبياء، وعبد الصالحين، المعبودات كثيرة لا حصر لها؛ لكن كلها معبودة بالباطل، والعبادة بالحق، والمعبود بالحق هو الله وحده، قال سبحانه: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}[الحج: 2].

هذه أربع جمل: («سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»)بعض العامة يزيد جملة خامسة، يقول: ولا معبود سواك، هذه الجملة لا معبودة سواك، يغني عنها لا إله غيرك؛ يعني: لا معبود بحق سواك يا الله.

القارئ:

ويجوز الاستفتاح بكل ما ورد.

شرح الشيخ:

نعم؛ يجوز الاستفتاح بغير هذا، بكل ما ورد، يستفتح بحديث أبي هريرة، الاستفتاح الذي ورد عن أبي هريرة «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ»، أو باستفتاح النبي الذي روته عائشة«اللهم رب جبريل وميكائيل»، أو بغيرها من الاستفتاحات، لكن أخصرها وأفضلها «سبحانك اللهم وبحمدك» وأصحها «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ».

القارئ:

ثم يتعوذ سرًّا فيقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وكيفما تعوذ من الوارد فحسن.

شرح الشيخ:

وهذا مستحب، يتعوذ بعد الاستفتاح، يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، أو "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" وكيفما تعوذ من الصفات الواردة فحسن.

(ثم يتعوذ سرًّا) نعم سر بينه وبين نفسه، لا يجهر، سواء كان إمامًا أو مأمومًا أو منفرد، يتعوذ في السر.

أما تكبيرة الإحرام يجهر بها الإمام حتى يتبعه المأمومين.

القارئ:

ثم يُبَسْمِلُ سرًّا وليست من الفاتحة ولا غيرها، وبين كل سورتين سوى براءة.

شرح الشيخ:

 نعم؛ (ثم يبسمل سرًّا) أيضًا، يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، وهي مستحبة أيضًا.

والبسملة آية على الصحيح؛ للفصل بين السور، (وليست من الفاتحة ولا غيرها)؛ آية مستقلة، فالفاتحة سبع آيات بدون البسملة، أولها:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ هذه الآية الأولى، والثانية: {الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}، والثالثة: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، والرابعة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، والخامسة:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، والسادسة: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}، والسابعة: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}سبع آيات بدون البسملة، هذا هو الصواب، والدليل على هذا: ما جاء في الحديث القدسي فيما يرويه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  عن ربه عَزَّ وَجَلَّ: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين» الصلاة: الفاتحة، جاءت من اسمائها الصلاة، «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي» ولم يقل: إذا قال: بسم الله الرحمن الرحيم، بدأ عبدي باسمي، فدل على أن أول آية {الْحَمْدُ لِلَّهِ}.

وأما التسمية فهي آية مستقلة، ليست من الفاتحة ولا من غيرها، فهي آية للفصل بين السور؛ إلا آية النمل؛ فإنها بعض آية، {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}[النمل: 30]، هذه بعض آية من سورة النمل.

القارئ:

سوى براءة.

شرح الشيخ:

إلا براءة؛ نعم؛ سورة براءة ليست فيها بسملة، إنما الصحابة كتبوها هكذا، أشكل عليهم هل فيها بسملة أو ليس فيها بسملة، وهذا هو الحق؛ لأن القرآن محفوظ، ولأنهم لا يجمعون على ضلالة.

القارئ:

ويسن كتابتها أوائل الكتب كما كتبها سليمان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام.

شرح الشيخ:

يسن أن نكتب البسملة سواء كانت في رسالة أو كتاب، فنقول: بسم الله الرحمن الرحيم، لبركة بسم الله، واقتداءبالكتاب العزيز إن الله تعالى افتتح القرآن بالتسمية، واقتداء بسليمان عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ لما كتب لبلقيس كتب:{إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}[النمل: 30، 31].

القارئ:

كما كتب سليمان عليه الصلاة والسلام، وكما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل.

شرح الشيخ:

 نعم؛ كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرسل برسائله، وكتاباته للملوك، والرؤساء، والقبائل يكتب بسم الله الرحمن الرحيم، كما كتبها لهرقل، بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، يسن أن نكتبها في الرسائل.

القارئ:

وتذكر في ابتداء جميع الأفعال.

شرح الشيخ: جميع الأفعال يُسن الابتداء، عند الأكل، وعند الشرب، وعند الوضوء، عند الكتابة، عند دخول المسجد، عند الخروج منه، نقول بسم الله عند الأكل يقول بسم الله ، وهي متعلقة بمحذوف من جنس الشيء؛ فإذا أريد أن يأكل التقدير: بسم الله أكل، إذا أراد أن يكتب التقدير بسم الله أكتب، وهكذا، إذا كان يقرأ؛ بسم الله أقرأ، عند القراءة، عند الكتابة، وعند الدخول، وعند الخروج، وعند الأكل، وعند الشرب، يسمى الله.

القارئ:

وهي تطرد الشيطان.

شرح الشيخ:

هذه من فوائدها، تطرد الشيطان، وفيها البركة، والبركة في الاستعانة.

القارئ:

قال أحمد: لا تكتب أمام الشعر ولا معه.

شرح الشيخ:

(قال أحمد: لا تكتب أمام الشعر ولا معه)؛ لأن الشعر يكون فيه لغو وزر وبهتان، والمراد بالشعر: الذي كان يكتب أيام الجاهلية من الغزل بالنساء، أو من الهجاء، والسب، فلا تكتب البسملة؛ لأنه شعر باطل وزور وبهتان، أما عن الشعر الكريم الذي ليس فيه شيء، أو النظم؛ نظم المتون فلا بأس، قل: بسم الله الرحمن الرحيم، لكن الشعر الذي فيه محذور من الشر والهجاء وقول الباطل والغزل؛ لا تذكر معه.

القارئ:

ثم يقرأ الفاتحة مرتبة متوالية مشددة.

شرح الشيخ: نعم؛ بعد أن يكبر تكبيرة الإحرام، يستفتح، ثم يتعوذ سرًّا، ثم يبسمل سرًّا، ثم يقرأ الفاتحة، سبع آيات مرتبة، متوالية، لا يقدم آية على آية، الأمر على الترتيب، إن قدم آية على آية بطل، لا الفاتحة ولا غيرها، فالآيات بالنص، بخلاف ترتيب السور، لكن ترتيب الآيات بالنص يقرأها مرتبة متوالية، بحروفها يخرج الحروف من مخارجها ، وفيها إحدى عشرة شدة، لا بد من الإتيان بها؛ فإذا رقق حرفًا لم تصح.

القارئ:

 ثم يقرأ الفاتحة مرتبة متوالية مشددة.

شرح الشيخ:

 (مرتبة) لا يقدم آية على آية، (متوالية) لا يقرأ آية ثم يفصل بين القراءة فصلًا طويلا ً متوالية، (مشددة)؛ يعني: يقرأ الشدات، ويخرج الحروف من مخارجها، لا يترك شيء من الحروف، أو من الشدات، (14:04)، أو يترك كلمة أو غيرها، أو لحن لحنًا يغير المعنى؛ فإنها تبطل، كما يقال: إياكِ نعب؛ هذا خطاب للأنثى؛ هذا لحن يغير المعنى، تبطل الصلاة، لا بد أن يعدلها إياكَ نعبدُ، أو قال: اَهدنا الصراط المستقيم، اِهدنا؛ يعني: دلنا وأرشدنا وثبتنا يا الله؛ فإذا قال: أهدنا، صار من الهدي أعطنا هدية، غير المعنى، هذا يبطل الصلاة.

أما إذا كان اللحن لا يغير المعنى؛  لا يبطل الصلاة، لو قال: الحمد لله ربَّ العالمين، أو قال: مالك يومَ الدين، كما يقرأها بعض العامة، أو قال: صراط الذين أنعمت عليهُم؛ هذا لحن لكن ما يغير المعنى، لكن لا ينبغي أن يلحن إمام بالناس، لكن لو صلى بنفسه صلاته صحيحة.

الطالب: أنعمتُ عليهم.

الشيخ:وكذلك أنعمتُ عليهم تغير المعنى، صراط الذين أنعمتُ، هذا غير المعنى، لكن إذا قال: إياكِ هذا لحن في المعنى، أو قال: اَهدنا أو أنعمتُ، نسب الإنعام إليه، أنعمتَ يا الله، لكن أنعمتُ؛ يعني نفسه؛ هذا يغير المعنى تبطل الصلاة إلا إذا عدلها.

القارئ:

 وهي ركن في كل ركعة كما في الحديث: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».

شرح الشيخ: نعم؛ الفاتحة ركن من أركان الصلاة (في كل ركعة)، بالاتفاق للإمام والمنفرد، بالاتفاق الإمام والمنفرد لابد أن يقرأ الفاتحة، أما المأموم ففيه خلاف:

الجمهور: على أنها يتحملها الإمام؛ لأنها تثبت في الصلاة الجهرية.

وقال آخرون: أنها واجبة حتى على المأموم؛ وهذا هو الصواب؛ لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لعلكم تقرؤون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بأم القرآن، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها»، (16:23)، الفاتحة مستثاه.

القارئ:

وتسمى أم القرآن؛ لأن فيها الإلهيات والمعاد والنبوات.

شرح الشيخ:

(تسمى أم القرآن لأن فيها الإلهيات والمعاد والنبوات) الإلهيات: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة: 1، 2]، المعاد: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة: 4]، يوم البعث، والنبوات: صفة الرسالة لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (16:51)، فهي أم القرآن، ولها أسماء كثيرة: تُسمى الصراط، تُسمى أم القرآن، تُسمى الفاتحة، وهي أعظم سورة في القرآن العظيم، أعظم سورة في القرآن العظيم هي الفاتحة؛ لم يوجد في التوراة ولا في الإنجيل، ولافي غيرهم.

القارئ:

لأن فيها الإلهيات والمعاد والنبوات، وإثبات القدر.

شرح الشيخ:

نعم؛ إثبات القدريات: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: 5].

القارئ:

فالآيتان الأوليان يدلان على الإلهيات.

شرح الشيخ:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة: 1]؛ صفة الربوبية، {الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة: 2]؛ صفة الرحمة، (يدلان على الإلهيات).

القارئ:

و{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة: 4]؛ يدل على المعاد.

شرح الشيخ:

 ({مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة: 4]يدل على المعاد)، الدين هو الجزاء والحساب، فيبعثون ويحاسبون ويجزون.

القارئ:

و{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: 5] تدل على الأمر والنهي والتوكل وإخلاص ذلك كله لله.

شرح الشيخ:

 ({إِيَّاكَ نَعْبُدُ}[الفاتحة: 5] تدل على الأمر والنهي) نعبدك يا الله بفعل أوامرك، وترك نواهيك {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: 5] تدل على عليك نستعين ونتوكل عليك، تدل على القدر، والتوكل.

القارئ:

يدل على الأمر والنهي والتوكل وإخلاص ذلك كله لله.

شرح الشيخ:نعم؛{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}[الفاتحة: 5] العبادة تكون بفعل الأوامر، واجتناب النواهي، فيه إثبات الأمر والنهي، {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: 5]؛ تدل على التوكل والقدر، وإثبات ذلك لله عَزَّ وَجَلَّ، وإصرافالعبادة، والتوكل، والاستعانة.

القارئ:

وفيها التنبيه على طريق الحق وأهله المقتدى بهم والتنبيه على طريق الغي والضلال.

شرح الشيخ:

نعم؛(فيها التنبيه على طريق الحق وأهله المقتدى بهم) وهم المنعم عليهم، {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}[الفاتحة: 6، 7] طريقهم: العلم والعمل، يعلمون ثم يعملون، هذا المنعم عليهم، وطريق أهل الغي والضلال طريقان: طريق المغضوب عليهم؛ وهم الذين يعلمون ولا يعملون كاليهود واشباههم، والثاني طريق: الضلال، وهم النصارى الذين يتعبدون على جهل وضلال، اليهود عندهم علم لكن تخلف العمل، والنصارى عندهم عمل ولكن تخلف العلم، عملوا بجهل ما في علم، واليهود علم بدون عمل، ومن شابههم فهو مثلهم، وهذا هو الأغلب، الأغلب على اليهود العلم بدون عمل وإن لم يوجد في اليهود ضلال، والأغلب على النصارى الجهل، وإن لم يوجد فيهم علماء.

القارئ:

 ويستحب أن يقف عند كل آية لقراءته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

شرح الشيخ:

نعم؛ هذا هو الأفضل، أن يقف على رأس كل آية، يقرأ{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة: 1]ثم يقف، {الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة: 2]يقف على رأس الآية، {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة: 3] يقف، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: 4] يقف، {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة: 5]يقف،{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}[الفاتحة: 6]يقف، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: 7]يقف، وإذا وصل الآيتين فلا بأس{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة: 1، 5] لا بأس، لكن الوقف على رأس كل آية أفضل.

القارئ:

وهي أعظم سورة في القرآن.

شرح الشيخ:

نعم؛ الفاتحة، أعظم سورة في القرآن هي الفاتحة.

القارئ:

وأعظم آية فيه آية الكرسي.

شرح الشيخ:

في الآيات أفضل، أعظم آية في القرآن هي آية الكرسي، وفي السور؛ أعظم سورة في القرآن هي الفاتحة.

القارئ:

وفيها إحدى عشرة تشديدة.

شرح الشيخ:

يعني الفاتحة أعظم سورة في القرآن الفاتحة، ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد»، ثم جلس يتحدث معه، ثم أراد النبي أن يخرج، قلت يا رسول الله: إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة قبل أن تخرج من المسجد،فقال:«الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته» -علَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام.

القارئ:

وفيها إحدى عشرة تشديدة.

شرح الشيخ:

هي الفاتحة فيها (إحدى عشرة) شدة سورة الفاتحة، {الْحَمْدُ لِلَّهِ} هذه الشدة الأولى، {رَبِّ} هذه الشدة الثانية، {الرَّحْمَٰنِ} هذه الشدة الثالثة، {الرَّحِيمِ} هذه الشدة الرابعة، الشدة الخامسة{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، الشدة السادسة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، والسابعة {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، والثامنة {الصِّرَاطَ}، التاسعة {صِرَاطَ الَّذِينَ}، والعاشرة {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فيها شدتين، الضاد شدة واللام شدة، هذه إحدى عشرة شدة لا بد من ملاحظتها.

القارئ:

ويكره الإفراط في التشديد والإفراط في المد.

شرح الشيخ:

نعم؛ (ويكره الإفراط في التشديد والإفراط في المد)؛ لأن هذا منالتكلف، كونه يشدد في التشديد، مثلًا يقول:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ....العَالمين} هذا تشديد، {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}انتهتالشدة، أو {وَلَا الضَّالِّينَ}لكن لا تفرط في التشديد، وكذلك لا تفرط في المد {وَلَا الضَّالِّينَ} أربع حركات (ولا الضَّالَّين) هذا تشديد، لكن بعض الناس يزيد (ولا الضااااااالين) هذا إفراط لا تجزئ، أربع حركات.

القارئ:

 فإذا فرغ قال: "آمين" بعد سكتة لطيفة ليعلم أنها ليست من القرآن.

شرح الشيخ:

نعم؛ هذا مستحب أن يقول الإمام والمأموم: آمين، والمنفرد، يجهر بها الإمام والمأموم في الصلاة الجهرية، بعد قول: {وَلَا الضَّالِّينَ} يسكت (سكتة لطيفة) ثم يقول: آمين، (ليعلم أنها ليست من القرآن) ومعناها: اللهم استجب، دعاء، اللهم استجب يا الله، آمين اللهم استجب.

القارئ:

ومعناها اللهم استجب، يجهر بها إمام ومأموم معًا في صلاة جهرية.

شرح الشيخ:

نعم؛ هذا الصحيح، يجهرون بها جميعًا، وهذا من الأشياء التي حسدنا اليهود عليها، من الأشياء التي حسدونا عليها إن الله هدانا للجمعة، وقبل دعاءنا، وحسدونا على قول الإمام آمين.

القارئ:

ويستحب سكوت الإمام بعدها في صلاة جهرية لحديث سمرة رضي الله عنه.

شرح الشيخ:

وهذه المسألة فيها خلاف، بعض أهل العلم يرى: أنه يستحب أن يسكت، وبعضهم لا يرى هذا، المسألة مختلف فيها، هناك سكتتان متفق عليهم:

السكتة الأولى: للإمام في الصلاة الجهرية بعد تكبيرة الإحرام؛ هذه سكتة للاستفتاح.

والسكتة الثانية: قبل التسليم؛ حتى يرجع إلى الناس (24:24)، ثم يكبر إذا قام لصلاة النافلة.

بعض الناس إذا انتهى من القراءة وصل بالتكبير، لا؛ ينبغي أن يسكت سكتة، انتهيت من القراءة مثلًا: {مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}[الناس: 6]، بعض الناس يقول: {مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}[الناس: 6] الله أكبر، لا من السنة السكت {مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}[الناس: 6] يسكت سكتة، ثم يقول: الله أكبر، هاتان السكتتان متفق عليهما، أما السكتة الثالثة وهي بعد الفاتحة ففيها خلاف بين أهل العلم، والأمر في هذا واسع ، إن سكت حسن، وإن وصل فله أجر؛ لأن الحديث فيه كلام  ثبوت السكتة بعد الفاتحة، وإن كان الأولى أنه إذا رأى الإمام أنه يسكت حتى يتمكن من قراءة الفاتحة سواء كان مأموم يقرأ الفاتحة.

القارئ:

ويلزم الجاهل تعلمها، فإن لم يفعل مع القدرة لم تصح صلاته.

شرح الشيخ:

يلزم الجاهل تعلم الفاتحة، يلزمه حفظها؛ لأنها ركن من أركان الصلاة، يلزمه أن يتعلمها، وأن يحفظها؛ فإن لم يتعلمها وهو قادر حرم عليه هذا، أما إذا عجز فلا يكلف الله، يتعلم، فإذا جاءت الصلاة صلى، وإذا لم يستطع يقرأ الفاتحة يسبح؛ سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثم إذا قرأت في الصلاة يتعلم حتى يأتي الوقت الثاني.

القارئ:

ويلزم الجاهل تعلمها، فإن لم يفعل مع القدرة لم تصح صلاته.

شرح الشيخ:

 نعم؛ (لم تصح صلاته)؛ يعني: صلاته لم تصح إذا كان قادر، وإذا كان عاجز يكبر.

طالب: أنه قال فليسبح، أو يكبر، أو كما جاء في الحديث؟

الشيخ:نعم.

القارئ:

لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وهلله وكبره ثم اركع» رواه.

شرح الشيخ:

نعم في الصلاة، لا يجهر بها في الصلاة، يسرُّ بها، لكن خارج الصلاة فإن شاء أسر، وإن شاء جهر.

القارئ:

وتكون السورة في الفجر من طوال المفصل وأوله (ق) لقول أوس رضي الله عنه: سألت أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كيف تحزبون القرآن؟ قالوا ثلاثًا، وخمسًا وسبعًا وتسعًا، وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة، وحزب المفصل واحد.

شرح الشيخ:

نعم؛ هذا السنة أن يقرأ في الفجر في الغالب من طوال المفصل في الغالب، وإن قرأ في بعض الأحيان الأقل فلا بأس، في الغالب أن تكون القراءة في الفجر من طوال المفصل، والمفصل أوله (ق) لـــ (قل أعوذ برب الناس) من طواله، قال بعضهم: من طوال كما سيأتي من (ق) إلى عمَّ، وأوسطه من عمَّ إلى الضحى، والقصر من لضحى إلى (قل أعوذ برب الناس)، في الفجر يقرأ من الطوال، والطوال من طوال المفصل، والمفصل أوله (ق) والدليل عليه تحزيب الصحابة، الصحابة كانوا يحزبون القرآن، ثلاثًا وخمسًا وتسعًا وعشرًا، الحزب الأول ثلاث (البقرة وآل عمران والنساء)، ثم الحزب الثاني خمس (المائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة)، ثم بعدها سبع سور، ثم تسع سور، ثم عشرة سور، ثم إحدى عشرة سورة، ثم ثلاثة عشرة سورة، بعد الثلاثة عشر تقف على ( ق )، فيكون المفصل واحد، هذا هو الأقرب في الفجر، وأما في المغرب فالأفضل من قصار السور من الضحى إلى آخره، وأما المغرب والعصر والعشاء فالأفضل من سور القصار هذا هو الأفضل، وإن خالف فلا حرج، قرأ الفجر من قصاره والمغرب من طواله ، والأفضل أن يكون الفجر من طواله، والمغرب من القصار بعض الأحيان، و بعض الأحيان من الطوال .

القارئ:

ويكره أن يقرأ في الفجر من قصاره من غير عذر كسفر ومرض ونحوهما.

شرح الشيخ:

نعم؛ يكره في صلاة الفجر أن يقرأ من قصاره إلا إذا كان معه عذر؛ كأن يكون مسافر، أو يكون مريض؛ فلا بأس.

القارئ:

ويقرأ في المغرب من قصاره.

شرح الشيخ:

نعم؛ من الضحى، وبعض الأحيان، ويقرأ بعض الأحيان من الطوال؛ لأن ثبت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قرأ المرسلات، وقرأ الطور، واختار أيضًا مرة هي مرة واحدة الأعراف، مثل ربع في المغرب عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام.

القارئ:

ويقرأ في المغرب من قصاره ويقرأ فيها بعض الأحيان من طواله؛ لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ فيها بالأعراف.

شرح الشيخ:

 نعم؛ بعض الأحيان يقرأ من الطوال، والغالب يكون من قصاره.

القارئ:

ويقرأ في البواقي من أوساطه إن لم يكن عذر؛ وإلا قرأ بأقصر منه.

شرح الشيخ:

نعم؛ يقرأ في البواقي الظهر والعصر والعشاء من أوسط المفصل؛ إلا أن يكون هناك عذر فلا بأس.

القارئ:

 ولا بأس بجهر امرأة في الجهرية إذا لم يسمعها أجنبي.

شرح الشيخ:

 نعم؛ إذا صلت المرأة في البيت، وليس عندها أحد، أو عندها زوجها أو محارمها لها أن تجهر، تجهر بالقراءة في المغرب والعشاء والفجر، وإن أسرت فلا حرج، أما إذا عندها رجال أجانب لا، لا ترفع صوتها، خشية أن يفتتن أحد بصوتها.

القارئ:

والمتنفل في الليل يراعي المصلحة فإن كان قريبًا منه من يتأذى بجهر أسر وإن كان ممن يستمع له جهر.

شرح الشيخ:

نعم؛ المتنفل يصلي النافلة، يتهجد في الليل يراعي المصلحة، إن كان حوله من نائم فلا يجوز حتى لا يقلقه، وإن كان حوله من مستيقظ يستمع؛ يجهر حتى يستفيد، وإن لم يكن عنده أحد ينظر، إن كان لا يظهر صوته  يرفع الصوت يجهر، ويراعي المصلحة.

القارئ:وإن أسرَّ في جهر وجهر في سر بنى على قراءته.

شرح الشيخ:

نعم؛ (إن أسر في جهر وجهر في سر بنى على قراءته)؛ يعني: أسر في صلاته في المغرب، قرأ الفاتحة ناسيًا بينه وبين نفسه فلما وصل{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة:6] يبني يقول: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}ولا يعيد ما سبق ، وإن عاد فلا حرج، وكذلك أيضًا لو جهر في صلاة الظهر أو العصر ناسيًا ثم تذكر، قرأ ثلاثة آيات يجهر، يكملها سرًّا من حين ما وقف.

الطالب: وإن كان إمامًا.

الشيخ: نعم؛ وإن كان إمامًا، يبني على قراءته، إذا جهر الإمام بثلاث آيات من الفاتحة، ثم تذكر، يبني على قراءته سرًّا، ثم يكمل عليه.

القارئ:

وترتيب الآيات واجب لأنه بالنص وترتيب السور بالاجتهاد لا بالنص في قول جمهور العلماء.

شرح الشيخ:

نعم؛(وترتيب الآيات واجب)، لا يجوز للإنسان أن يقدم ويؤخر في الآيات حرام، يقرأ آية قبل آية لا، هذا ترتيب، هذا بالنص من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا نزلت الآية، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  للكاتب: ضعها في الآية التي ستذكر فيها كذا، فإنها بين آية كذا وبين آية كذا، أما ترتيب السور بالاجتهاد، الذي هو للعلماء، ترتيب مثلًا: البقرة، آل عمران قبل النساء، والنساء قبل المائدة؛ هذا بالاجتهاد من الصحابة عند الجمهور؛ قال بعض من أهل العلم: إنه بالنقل، أما الآيات فليس بالاجتهاد بالنص، لا خير لأحد التقديم والتأخير.

القارئ:

وترتيب السور بالاجتهاد لا بالنص في قول جمهور العلماء فتجوز قراءة هذه قبل هذه.

شرح الشيخ:

نعم؛ إذا قرأ الغاشية قبل السجدة فلا بأس، لكن الأفضل يرتب السور، يقرأ أولًا السجدة، ثم ما بعدها، أو قرأ (قل أعوذ برب الناس) في الركعة الأولى، أو قرأ (قل أعوذ برب الفلق) في الثانية جائز، لكن الأفضل أن يرتب، يقرأ في الركعة الأولى (قل أعوذ برب الفلق)، وفي الركعة الثانية (قل أعوذ برب الناس).

القارئ:

ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة في كتابتها.

شرح الشيخ:

في بعض مصاحف الصحابة تقديم بعض السور على بعض.

القارئ:

وكره أحمد قراءة حمزة والكسائي والإدغام الكبير في أبي عمرو.

شرح الشيخ:

نعم؛ الإدغام الكبير، (كره أحمد قراءة حمزة والكسائي) لما فيها من مخالفة، (والإدغام الكبير) بضم الميم مع الميم، فتصير حرف واحد، كره أحمد هذا، قراءة حفص ليس فيها شيء مكروه.

القارئ:

ثم يرفع يديه كرفعه الأول بعد فراغه من القراءة وبعد أن يثبت قليلًا حتى يرجع إليه نفسه.

شرح الشيخ:

نعم؛ يعني: إذا انتهى من قراءة الفاتحة، ثم قراء السورة، يسكت قليلًا (حتى يرجع إليه نفسه)، سكتة بسيطة، ثم يكبر للركوع، بعض الأئمة يصل، يصل القراءة بالتكبير، هذا غلط، لا بد أن يسكت سكتة لطيفة؛ ليسكت (حتى يرجع إليه نفسه) ثم يكبر، ثم بعد ذلك يرفع يديه حتى يحاذي المنكبين، ثم يكبر للركوع، رفع اليدين في أربع مواضع:

  1. عند تكبيرة الإحرام.
  2. وعند الركوع.
  3. وعند الرفع من الركوع.
  4. وعند القيام من التشهد الأول.

هكذا ثبت في الحديث الصحيح، أما عند السجود لا، عند الرفع من السجود ما يرفع يديه.

القارئ:

 ولا يصل قراءته بتكبير الركوع.

شرح الشيخ:

نعم؛ لا يصل، فليفصل بينهما بسكتة لطيفة.

القارئ:

 فيكبر فيضع يديه مفرجتي الأصابع على ركبتيه.

شرح الشيخ:

يكبر للركوع هكذا، يضع يديه على ركبتيه مفرجتي الأصابع، ما تكون مضمومة، يمكن يده على الركبة.

القارئ:

فيكبر فيضع يديه مفرجتي الأصابع على ركبتيه ملقمًا كل يد ركبة.

شرح الشيخ:

يلقم كل يد ركبة، يلقمها، مفرجتي غير مضمومة حتى يتمكن.

القارئ:

ويمد ظهره مستويًا ويجعل رأسه حياله لا يرفعه ولا يخفضه.

شرح الشيخ:

هذا هو السنة، إنما المستحب أنه إذا ركع يمد ظهره، ويجعل الرأس محاذي لصدره، لا يرفعه ولا يخفضه، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ركع ركع مستويًا، حتى لو وضع قدح فيه ماء ما تحرك.

القارئ:

ويمد ظهره مستويًا ويجعل رأسه حياله لا يرفعه ولا يخفضه لحديث عائشة رضي الله عنها، ويجافي مرفقيه عن جنبيه لحديث أبي حميد.

شرح الشيخ:

لحديث عائشة في بيان صفة الركوع.

القارئ:

ويجافي مرفقيه عن جنبيه لحديث أبي حميد.

شرح الشيخ:

هكذا، يضع يديه ما يكون هكذا، يضع يديه على الجنبين، في الركوع وفي السجود.

القارئ:

ويقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم) لحديث حذيفة رواه مسلم.

شرح الشيخ:

نعم؛ يقول: سبحان ربي العظيم، الواجب مرة، وأدنى الكمال ثلاثة، وأعلاه في حق الإمام عشر، ويزيد معه (سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي) مع الطمأنينة، الواجب مرة مع الطمأنينة، الطمأنينة الركود في ركوعه، ويقول: (سبحان ربي الأعلى) الواجب مرة، وثلاثة أفضل، ويزيد (سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي وارحمني)، والجمهور يرون هذا التسبيح مستحب، وكثير من العلماء، والحنابلة والجماعة يرون الوجوب، وهو الأقرب، تكبيرات الركوع، والسجود، وقل رب اغفرلي في الركوع والسجود عند الجمهور مستحب، وعند أحمد والجماعة واجب.

القارئ:

وأدنى الكمال ثلاث وأعلا في حق الإمام عشر.

شرح الشيخ:

نعم؛ الواجب مرة في التسبيح، (وأدنى الكمال ثلاث، وأعلاه في حق الإمام عشر).

القارئ:

 وكذا حكم سبحان ربي الأعلى في السجود.

شرح الشيخ:

نعم؛ الواجب مرة في السجود، وأدنى الكمال ثلاث، وأعلاه في حق الإمام عشر.

القارئ:

 ولا يقرأ في الركوع والسجود لنهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك.

شرح الشيخ:

نعم؛ لا يقرأ في الركوع، الركوع ليس محل للقراءة؛ لما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «ألا إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا»، لا يجوز القراءة سواء في الركوع أو السجود، الركوع محل تعظيم الرب (سبحان ربي العظيم ... سبحان ربي العظيم)، والسجود محل دعاء، لكن لو قرأ ناسيًا لا حرج ، صلاته صحيحة.

القارئ:

ثم يرفع رأسه ويرفع يديه كرفعه الأول قائلا، إمام ومنفرد: (سمع الله لمن حمده).

شرح الشيخ:

هذا الموضع الثالث الذي يرفع فيه يديه، الموضع الأول عند تكبيرة الإحرام، والموضع الثاني عند الركوع، والموضع الثالث عند الرفع من الركوع، الموضع الرابع عند قيامه من التشهد الأول، وهذا مستحب، ليس بواجبًا.

القارئ:

 قائلا، إمام ومنفرد: (سمع الله لمن حمده) وجوبًا.

شرح الشيخ:

نعم؛ هذا للإمام والمنفرد يقول: (سمع الله لمن حمده) وهذا واجب، أما المأموم فلا؛ فيقول: (ربنا ولك الحمد)، قال بعض أهل العلم:يقول سمع الله لمن حمده ، والصواب: أن هذا خاص بالإمام والمنفرد، ومعنى سمع: استجاب، استجاب الله لمن حمده.

القارئ:

ومعنى سمع استجاب فإذا استتم قائمًا قال: «ربنا ولك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد»، وإن شاء زاد «أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد».

شرح الشيخ:

هذا أيضًا، هذا الذكر مشروع بعد ما يقول (سمع الله لمن حمده)، يقول: («ربنا ولك الحمد») الإمام والمأموم والمنفرد، وهو مستحب عند الجمهور، وواجب عند أحمد والجماعة («ربنا ولك الحمد»)؛ هذا واجب، وإن زاد: حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه («ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد»، «أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد»)؛ لا أحد يمنع ما أعطى الله، ولا يعطي ما منع الله، («ولا ينفع ذا الجد منك الجد»)؛يعني: لا ينفع صاحب فضل منك فضل، صاحب الفضل هذا، من الغنى والمال والجاه والسلطان، لا ينفعه فضله، ولا ينغني عنه من الله شيء، ولا ينجيه من عذاب النار، لا ينفعه إلا العمل الصالح، لا ينفع صاحب الحظ منك حظًا لنجاته من النار.

القارئ:

 وله أن يقول غيره مما ورد، وإن شاء قال: «اللهم ربنا لك الحمد» بلا واو لوروده في حديث أبي سعيد رَضِي اللهُ عَنْهُ وغيره.

شرح الشيخ:

يعني: يقول: ربنا ولك الحمد، أو يقول: («اللهم ربنا لك الحمد») بلا واو، والوارد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح، أربع أنواع:

النوع الأول: ربنا ولك الحمد "بالواو".

النوع الثاني: (ربنا لك الحمد) بلا واو.

النوع الثالث: اللهم ربنا ولك الحمد "بالواو".

النوع الرابع: (اللهم ربنا لك الحمد) بلا واو.

كل هذه جائزة، إذا قال: ربنا ولك الحمد، ربنا لك الحمد، اللهم ربنا ولك الحمد، اللهم ربنا لك الحمد، كلها جائزة.

القارئ:

 فإن أدرك المأموم الإمام في هذا الركوع فهو مدرك للركعة.

شرح الشيخ:

هذا هو الصواب، إذا أدرك المأموم الإمام المأموم، والإمام راكع فإنه يدرك الركوع، ولكن عليه أن يكبر تكبيرة الإحرام، وهو يكبر قائم، إذا كان الإمام راكع يكبر تكبيرة الإحرام وهو قائم؛ فإن كبر تكبيرة الإحرام وهو يهوي لم تنعقد صلاته فريضة، صارت نافلة، لابد أن تأتي بتكبيرة الإحرام، وأنت منتصب قائم، ثم تهوي إلى الركوع، ولك حالتان إذا أدركت الركوع:

الحالة الأولى:تهوي بتكبيرة تكبيرة ثانية؛ هذا هو الأفضل.

والثانية: تهوي بدون تكبير، وتكتفي بتكبيرة الإحرام؛ وهذا جائز.

 لكن المهم أن تكبر تكبيرة الإحرام وأنت منتصب قائم، وفي هذه الحالة إذا هويت الركوع ثلاث حالات:

الحالة الأولى: أن تتيقن أنك هويت للركوع، ووصلت يديك إلى ركبتيك قبل أن يرفع الإمام رأسه من الركوع وفي هذه الحالة أدركت الركعة.

الحالة الثانية: أن تتيقن أن الإمام رفع رأسه قبل أن تهوي، وقبل أن تصل يديك إلى ركبتيك، وهنا فاتتك الركعة.

الحالة الثالثة: تشك ما تتيقن هل رفع الإمام رأسه قبل أن تهوي، أو هويت قبل أن يرفع الإمام رأسه، وفي هذه الحالة تقضي ركعة، تقضي في حالتين، ولا تقضي في حالة.

 إذا تيقنت أنك هويت، أو غلب على ظنك؛ هنا تقضي ركعة، إذا تيقنت أو غلب على ظنك أن الإمام رفع رأسه فاتك ركعة، إذا شككت تأتي بالركعة.

الطالب:بعد الرفع من الركوع  يضع يديه عل صدره

الشيخ: نعم هذا هو الأفضل، وإن لم يضع فلا حرج.

القارئ:

 ثم يكبر ويخر ساجدًا ولا يرفع يديه.

شرح الشيخ:

نعم؛ يكبر للسجود بدون رفع اليدين، وما ورد من رفع اليدين فهو حديث ضعيف، الصواب: أنه لا يرفع يديه إلا في أربع مواضع: (عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع من الركوع، وعند القيام من التشهد الأول) أما عند السجود، وعند الرفع من السجود هذا لم يكن، قد جاء في حديث ضعيف.

القارئ:

 فيضع ركبتيه ثم يديه ثم وجهه.

شرح الشيخ:

هذا عند السجود، وهو ساجد يضع يديه، ويضع ماذا؟

القارئ:

 فيضع ركبتيه ثم يديه ثم وجهه.

شرح الشيخ:

نعم؛ يضع ركبتيه ،يضع الركبتين، ثم اليدين، وعند الرفع من السجود العكس، يرفع يديه ثم ركبتيه، هذا هو السنة كما في حديث أبي هريرة: «إذا سجد أحدكم؛ فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه»‏ قال به بعض العلماء، وقال آخرون من أهل العلم: إن هذا انقلاب، انقلاب عن الراوي.

كما حكى ذلك ابن القيم كما في زاد المعاد، «إذا سجد أحدكم؛ فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه»، قال: هنا انقلاب؛ لأن البعير يضع يديه قبل ركبتيه، إذا أراد يبرك يضع يديه قبل ركبتيه، قالوا: هذا انقلاب عن الراوي، وأصل الحديث: «لا يبرك أحدكم كما يبرك البعير، وليضع ركبتيه قبل يديه» لكن انقلب على الراوي حصل وهم، فقال: «وليضع يديه قبل ركبتيه».

أصل الحديث يقول، يقول ابن القيم: أصل الحديث: «لا يبرك أحدكم كما يبرك البعير، وليضع ركبتيه قبل يديه»؛ لأن البعير يضع يديه قبل ركبتيه، فانقلب على الراوي فقال: «وليضع يديه قبل ركبتيه».

وقال آخرون: ليس فيه انقلاب البعير يديه في ركبتيه، والأرجح أنه يضع ركبتيه قبل يديه، وهذا من باب الاستحباب لكن إذا كان شيخ كبير في السن، أو مريض، ويشق عليه أن يضع يديه قبل ركبتيه فلا حرج.

القارئ:

 ويمكن جبهته وأنفه وراحتيه من الأرض.

شرح الشيخ:

نعم؛ لا بد من هذا، يمكن الجبهة والأنف؛ لأن هذه أعضاء السجود، من الأعضاء السبع، الجبهة والأنف هذه عضو واحد، وراحتيه كذلك، بعض الناس يسجد على أطراف الأصابع، يمكن راحتيه، وكذلك أطراف القدمين، وليس للإنسان أن يرفع عضو، إذا رفع عضو من هذه الأعضاء السبعة، لذي قال فيها النبي: «أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء:الجبهة، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين» فأي عضو رفعه وظل ذلك العضو يلعن ، وإذا رفع أطراف القدمين، أو رفع عضو من أوله لآخره ماصح.

القارئ:

ويكون على أطراف أصابع رجليه موجهًا أطرافها إلى القبلة.

شرح الشيخ:

هذا هو السنة؛ يجعل أطراف الأصابع، أطراف أصابع رجليه متجه إلى القبلة، مستحبة.

القارئ:

 والسجود على هذه الأعضاء السبعة ركن.

شرح الشيخ:

ركن؛ لا بد أن يسجد على الجبهة والأنف واليدين والركبتين وأطراف القدمين؛ فإن أخل بواحدٍ منها بطل.

القارئ:

ويستحب مباشرة المصلى ببطون كفيه.

شرح الشيخ:

نعم؛ (يستحب مباشرة المصلى ببطون كفيه)ولا يسجد على ثوبه ولا على بطنه إلا عند الحاجة، إذا كانت الأرض صلبة، أو حارة، أو باردة فلا بأس، يسجد على سترته، أو على ثوبه كما كان الصحابة يفعلون في شدة الحر، أما إذا كان لم يكن هناك حاجة فلا، يسجد على غترته، والأفضل أن يسجد على سجادة، يصلي على ما يصلي عليه الناس، الناس وضعوا سجادة فلا تتميز،  بعض الناس تضع ثوب، أو سجادة، الأفضل مباشرة المصلى، إذا كان المصلى أرض تباشر وتصلي، فإذا كانت الأرض سجادة، تصلي على ما يصلي عليه الناس، ولا تصلي على ثوبك، ولا على غترتك، ولا منديل، ولا سجادة؛ إلا إذا كان هناك حاجة، مثل الأرض صلبة، أو الأرض حارة وباردة لا بأس.

القارئ:

 وضم أصابعهما موجهة إلى القبلة غير مقبوضة رافعًا مرفقيه.

شرح الشيخ:

هكذا، يمد أصابعه وهو ساجد، مفروجة، يرفع مرفقاه، حتى لا يكون ذراعيه على الأرض.

القارئ:

وتكره الصلاة في مكان شديد الحر أو شديد البرد؛ لأنه يذهب الخشوع.

شرح الشيخ:

نعم؛ الصلاة مكروهة (في مكان شديد الحر أو شديد البرد؛ لأنه يذهب الخشوع)؛ ولهذا شرع الإبراد في صلاة الظهر؛ لشدة الحر، حتى تنكشف شدة الحر.

القارئ:

ويسن للساجد أن يجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه.

شرح الشيخ:

نعم؛ هكذا هكذا، حتى (يجافي عضديه عن جنبيه) لكن مجافاة لا تشق على من بجوارك، ، أما إذا كان الإمام والمنفرد يجافي، إذا كان مأموم يراعي من بجواره فلا يؤذيه، لكن مجافاة لا تضر بمن بجواره من المصليين.

القارئ:

 ويضع يديه حذو منكبيه، ويفرق بين ركبتيه ورجليه.

شرح الشيخ:

يعني: إذا سجد يضع بطون يديه حذو مناكب كتفيه، ويفرق.

القارئ:

 ويفرق بين ركبتيه ورجليه.

شرح الشيخ:

نعم؛ يعني لايضع رجليه متلاصقتان يفرج بينهما بعض الشيء.

القارئ:

ثم يرفع رأسه مكبرًا ويجلس مفترشا.

شرح الشيخ:

(ثم يرفع رأسه مكبرًا) في رفعه من السجود، ويفترش، يفترش بين السجدتين، يجلس على ينصب اليمنى، ويفرد اليسرى ويجلس عليها.

القارئ:

يفرش رجله اليسرى ويجلس عليها وينصب اليمنى ويخرجها من تحته ويجعل بطون أصابعها إلى الأرض لتكون أطراف أصابعها إلى القبلة؛ لحديث أبي حميد في صفة صلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

شرح الشيخ:

نعم؛ وهذا من باب الاستحباب، يجعل بطون الأصابع متجهة إلى القبلة، وهو ساجد.

القارئ: باسطًا يديه على فخذيه مضمومة الأصابع.

شرح الشيخ:

هكذا يبسط يديه، يضع يديه مضمومة الأصابع، لا يبسطها هكذا، ولا يفرجها هكذا.

القارئ:

ويقول: «رب اغفر لي» ولا بأس بالزيادة.

شرح الشيخ:

نعم؛ («رب اغفر لي») الواجب مرة، والأفضل ثلاثة مرات، يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي، رب اغفر لي، وإن زاد: وارحمني واهدني وارزقني وعافني، الواجب مرة عند بعض العلماء، والجمهور يرون أيضًا أنها مستحبة حتى المرة.

القارئ:

 ولا بأس بالزيادة لقول ابن عباس: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول بين السجدتين: «رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني» رواه أبو داود.

شرح الشيخ:

نعم؛ وهذا مستحب.

القارئ:

 ثم يسجد الثانية كالأولى.

شرح الشيخ:

نعم؛ يسجد السجدة الثانية كالأولى، كما فعل في الأولى من المجافاة، يعني وأيديه تحاذي منكبيه وغيرها.

القارئ: وإن شاء دعا فيه لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم» رواه مسلم.

شرح الشيخ:

«فقمن» يعني: حري، حري أن يستجاب لكم، والسجود محل دعاء، إذا قال: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، ثم دعاء اللهم اغفر لي وأدخلني الجنة وقني النار، مستحبات إذا كان الإمام منفرد، والمأموم على قدر السجود مع الإمام، إذا تمكن فجيد.

القارئ:

وله عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول في سجوده: «اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره».

شرح الشيخ:

هذا دعاء عظيم يستحب أن يقوله في السجود، وأن يقوله في آخر التشهد إن تمكن.

القارئ:

 ثم يرفع رأسه مكبرًا قائمًا على صدور قدميه معتمدًا على ركبتيه لحديث وائل.

شرح الشيخ:

نعم؛ لحديث وائل (يرفع رأسه مكبرًا قائمًا على صدور قدميه معتمدًا على ركبتيه)، والقول الثاني: أنه يرفع ركبتيه الأول قبل يديه، عكس السجود.

القارئ:

إلا أن يشق لكبر أو مرض أو ضعف.

شرح الشيخ:

فلا بأس إذا كان يشق لكبر أو مرض؛ فإنه يقوم، يرفع أولًا ركبتيه ويده على الأرض؛ فإن كان يشق عليه يرفع أيديه أولًا ثم ركبتيه على الأرض، ثم يقوم.

القارئ:

ثم يصلي الركعة الثانية كالأولى إلا في تكبيرة الإحرام والاستفتاح.

شرح الشيخ:

والقول الثاني للعلماء: إنه عند السجود يبدأ بيديه، وعند الرفع يبدأ بركبتيه، ثم يصلي الثانية كالأولى، الركعة الثانية يصليها كالأولى، مثل ما سبق في الركوع والسجود، إلا أنها الركعة الأولى فيها (الاستفتاح، فيها تعوذ) والركعة الثانية ليس فيها الاستفتاح ولا التعوذ.

القارئ:

 ثم يصلي الركعة الثانية كالأولى إلا في تكبيرة الإحرام والاستفتاح، ولو لم يأت به في الأولى.

شرح الشيخ:

والتعوذ، والركعة الأولى فيها تكبيرة الإحرام، والاستفتاح، والتعوذ، والركعة الثانية ما فيها تكبيرة الإحرام، ولا الاستفتاح، ولا التعوذ، فيها السكت.

القارئ:

قال: ولو لم يأت به في الأولى.

شرح الشيخ:

نعم؛ الأفضل الاستفتاح، أما التعوذ فإذا لم يأت بها في الأولى، يأتي بها في الثانية، الاستفتاح ما يتعوض، ما يستفتتح؛ ما لم يأت به في الأولى لا يأتي بها في الثانية، أم التعوذ سيأتي به.

القارئ:

 ثم يجلس للتشهد مفترشًا جاعلًا يديه على فخذيه باسطًا أصابع يسراه مضمومة مستقبلًا بها القبلة.

شرح الشيخ:

هكذا، كما فعل (55:00)، يضع اليسرى على فخذيه.

القارئ:

 قابضًا من يمناه الخنصر والبنصر محقق إبهامه مع وسطاه.

شرح الشيخ:

محلق، يحلقها، (55:14)، يعني: الخنصر والبنصر هكذا، والأولى واليمنى على الركبة،  ثم يجعل حلقة، والحلقة مع الوسطى والإبهام، هذه الحلقة، والتشهد والإصبع .... من أول التشهد إلى آخره، ويصير يحلق(55:46)؛ هذا نوع، في نوع آخر يقبضها هكذا(55:49)، وهذا من باب الاستحباب.

القارئ:

 ثم يتشهد سرًّا ويشير بسبابته اليمنى في تشهده إشارة إلى التوحيد ويشير بها أيضا عند دعائه في صلاة وغيرها.

شرح الشيخ:

(ثم يتشهد سرًّا) يعني: ما يرفع صوته في قراءة التشهد.

القارئ:

ويشير بسبابته اليمنى في تشهده.

شرح الشيخ:

والأفضل أن تكون منصوبة إشارة إلى التوحيد، ويشير بها عند الدعاء يحلق.

القارئ:

ويشير بسبابته اليمنى في تشهده إشارة إلى التوحيد، ويشير بها أيضا عند دعائه في صلاة وغيرها؛ لقول ابن الزبير رضي الله عنه: "كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشير بأصبعه إذا دعا ولا يحركها"، رواه أبو داود.

فيقول: «التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله».

شرح الشيخ:

وهذا التشهد الأول.

القارئ:

 وأي تشهد تشهده مما صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاز.

شرح الشيخ:

لكن هذا أصح، أفضل تشهد تشهد ابن مسعود؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمه التشهد، قال: علمني التشهد كفي إلى كفه، كما علمه السورة من القرآن، («التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله») هذا أصح ما ورد في التشهد، حديث ابن مسعود، وجاء في تشهد ابن عباس: «التحيات لله،  الصلوات المباركات الطيبات لله»  وجاء «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله»كيفما تشهد، تشهد بأي تشهد من الصفات الواردة فلا بأس، لكن أصحها تشهد ابن مسعود؛ لأنه ثبت في الصحيح ينوي لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  علمه كما علمه السورة من القرآن، كفه في كفيه.

القارئ:

 والأولى تخفيفه وعدم الزيادة عليه وهذا التشهد الأول.

شرح الشيخ:

نعم؛ (الأولى تخفيفه)؛يعني التشهد الأول، (وعدم الزيادة)؛ يعني: ما يزيد على اللهم صل على محمد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وتخفيفه لما ورد في الحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا تشهد؛ كان كأنما يجلس على الرضف، الحجارة المثناة ما يطيق يتشهد ويقوم، كأنه على الرضف الحجارة المثناة، قال بعضهم: أنه يطيل ولا يخففه، ولكن هذا الحديث فيه ضعف، ثملا يزيد عليه؛ اللهم صل على محمد، وذهب الشافعي وجماعة ما ينبغي للإنسان أن يصلى على النبي في التشهد الأول، والكلام في هذا واسع.

القارئ:

 ثم إن كانت الصلاة ركعتين فقط صلى على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقول: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد»، ويجوز أن يصلى على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما ورد.

وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد