السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , إله الأوليين والآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا وقدوتنا وإمامنا محمد بن عبد الله سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
( المتن )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، قال المؤلف -رحمة الله تعالى- : وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان ، وأنهما اليوم موجودتان ، وأنهما لا يفنيان ؛ وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته .
( الشرح )
يعني يقول المؤلف -رحمة الله- الشيخ : ( وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان ) الإيمان بالجنة والنار لابد منه من أنكر الجنة وأنكر النار فهو كافر لأنه مكذب لله ، لأن الله تعالى أخبر في القرآن أخبرنا بالجنة والنار، فمن أنكر الجنة والنار فهو مكذِّب لله ومن كذَّب الله كفر ، قال المؤلف : (وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان _ الآن _ وأنهما اليوم موجودتان ، وأنهما لا تفنيان ) ولا تبيدان هذه عقيدة أهل السنة والجماعة، الإيمان بأن الجنة والنار مخلوقتان وأنهما الآن موجودتان، في جنة وفي نار، وأنهما لا تفنيان ولا تبيدان، خلافًا للمعتزلة، المعتزلة يقولون : في جنة ونار لكن الآن ما في جنة ونار تخلق يوم القيامة ، المعتزلة يقولون: ما في الآن ما وجدت الجنة والنار متى توجدان ؟ يوم القيامة ، شبهتهم يقولون الآن وجودهما عبث ما في حاجة للجنة والنار الآن ما في أحد والعبث محال على الله ، فقالوا ما في الجنة والنار ، طيب متى توجد الجنة والنار؟ قالوا يوم القيامة يخلق الله الجنة ويخلق النار، وهذا باطل النصوص دلت على أنه الآن موجودتان ، قال تعالى في الجنة : (أُعدِّت للمتقين ) وقال عن النار : ( أُعدِّت للكافرين ) موجودة ، من قال أنه ما في مالها حاجة أنه عبث من قال ؟ الجنة فيها الحور وفيها الولدان، يفتح لهم باب إلى الجنة وأرواح المؤمنين تنعم في الجنة، وأرواح الشهداء تنعم في الجنة ، من قال أن ما في أحد وأنه عبث ، وتغرس ، يغرس له الغراس وتبنى له بالذكر والتسبيح ، والنار كذلك موجودة فيها أرواح الكفار تعذب وفيها ، ويفتح لهم باب من النار ويأتيهم من حرها وسمومها ، هذا من جهلهم وضلالهم ، المعتزلة يقولون : ما يوجدوا إلا يوم القيامة ، المؤلف يقول : وأومن أنها مخلوقتان الآن وأنهما موجودتان وأنهما لا تفنيان ولا تبيدان، أبد الآباد، خلافا للجهم بن صفوان ، الجهم بن صفوان يقول: أن الجنة والنار تفنيان يوم القيامة، يأتي أيام تفنى الجنة وتفنى النار ما في ، وهذا من جهله وضلاله وكفر وضلال ، وأبو هذيل العلاف شيخ المعتزلة في القرن الثالث يقول: تفنى الحركات ، الحركات أهل الجنة وأهل النار، يقول: يأتي يوم يجمدون مثل الحجارة ما يتحركون وهذا من جهله وضلاله ، ابن القيم رحمة الله في المنير صور هذا ، هذا المقال بتصوير بشع قال: أيها القائل هذيل وغيره : إن تفنى الحركات تصور ، قال: طيب إذا جاءت الحركات وقد مد يده ليأخذ قطف من العنب، أو فتح فمه ليأكل، ماذا تكون حاله يبقى هكذا جامد مفتوح الفم تبقى يده ممدودة ؟ أين عقلك؟ وجعل يصور مثل هذه الصور، فالمقصود أن هذا قول كافر قول هذيل إن تفنى الحركات وقول الجهم تفنيان من أبطل الباطل .
وأنهم مخلوقتان وأنهما اليوم موجودتان وأنهما لا تفنيان كما يقول الجهم ، (وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته ) كما جاء في ذلك الحديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ) وفي الحديث الآخر ( كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب ) ، وأنكر المعتزلة والجهمية أنكروا رؤية الله في الآخرة قالوا إن الله ما يُرى قالوا: اللي يُرى الجسم والله ليس بجسم، وهذا من جهلهم وضلالهم، والرؤيا ثابتة في القرآن وفي الأحاديث المتواترة ، الأحاديث المتواترة ، قال ابن القيم -رحمة الله- : رواها الأحاديث ، أحاديث الرؤيا رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ثلاثين صحابيا في الصحاح والسنن والمسانيد ، والآيات صريحة : ( وجوه يومئذ ناظرة لربها ناظرة ) ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) جاء تفسير الزيادة في صحيح مسلم من حديث سلمان أنها رؤية الله يوم القيامة ، نعم ، لا يضامون في رؤيته يعني :لا يصيبهم ضيم يرون ربهم من فوق كل واحد يرى بنفسه من فوق ما أحد يتعب لكن لو كان في أسفل كان يتعب القصير ما يشوف يحتاج إلى أن ينظر أسفل ، إذا كان شيء تجمع الناس ينظرون شيء أسفل من اللي ينظر القريب، والبعيد ما ينظر والقصير ما ينظر، لكن إذا كان فوق ما احد يتعب كل واحد يرفع رأسه وينظر ، هذا قوله: لا تضامون في رؤيته أن ترون ربكم من فوق كما ترون القمر ، نرى القمر من فوقنا نرى ربنا من فوقنا وليس المراد تشبيه الله بالقمر بل المراد تشبيه الرؤيا بالرؤيا . نعم .
( المتن )
وأومن بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين ، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ؛ وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ؛ ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان ذو النورين ، ثم علي المرتضى ، ثم بقية العشرة ، ثم أهل بدر ، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان ، ثم سائر الصحابة رضي الله تعالى عنهم . وأتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكر محاسنهم وأترضى عنهم وأستغفر لهم وأكف عن مساوئهم وأسكت عما شجر بينهم ، وأعتقد فضلهم عملا بقوله تعالى : ( والّذينَ جَاءوُا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنا ولإخْوَانِنا الّذين سَبَقُونا بالإيمان وَلا تَجْعَلْ في قُلوبِنا غِلاًّ للّذينَ آمَنُوا رَبّنا إنّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ( وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء .
( الشرح )
يقول المؤلف -رحمه الله- : ( وأومن بأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ) الإيمان بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أحد قسمي الشهادة ، الشهادة لله تعالى بالوحدانية، والشهادة أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو أصل الدين وأساس الملة ، أصل الدين وأساس الملة أن تشهد لله تعالى بالوحدانية و تشهد لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله هذا أصل الدين وأساس الملة، والشهادتان شيء واحد مرتبطة إحداهما بالأخرى لا تصلح إحداهما من دون الأخرى وإذا أُطلقت أحدهما دخلت فيها الأخرى، فإذا أطلقت شهادة أن لا إله إلا الله دخلت فيها شهادة أن محمدا رسول الله، وإذا أطلقت شهادة أن محمدا رسول الله دخلت فيها شهادة أن لا اله إلا الله، وإذا اجتمعا فسرت الشهادة الأولى بالوحدانية وفسرت الشهادة الثانية بإثبات النبوة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن شهد أن لا إله إلا الله ولم يشهد أن محمدا رسول الله لم تقبل منه، ومن شهد أن محمدا رسول الله ولم يشهد لا إله إلا الله لم تقبل منه، فلا تقبل إحداهما إلا بالأخرى وهذا أصل الدين وأساس الملة ولا يدخل الإنسان في الإسلام إلا بالشهادتين ، أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله ، ومن كان آخر كلامه الشهادتان دخل الجنة وهما مفتاح الجنة ، مفتاح الجنة لا إله إلا الله (( قِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أَلَيْسَ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ: بلى ولكن المفتاح لابد له من أسنان فأن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا ما فتح لك والأسنان هي الأعمال ، الصلاة الصيام الزكاة والحج ، المؤلف يقول : ( وأومن أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ) من أنكر رسالة محمدا صلى الله عليه وسلم فهو كافر بإجماع المسلمين ، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يؤمن بي إلا دخل النار ) والإيمان بأنه خاتم النبيين والمرسلين، فمن قال إن بعده نبي فهو كافر، ومن قال ، ولا بد من الإيمان بعموم رسالته وأن رسالته للثقلين للجن والإنس العرب والعجم، فمن قال أن رسالته خاصة بالعرب فهو كافر مكذب، لقول الله تعالى : ( وخاتم النبيين ) ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله و خاتم النبيين ) فلا بد من الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا بد من الإيمان بعموم رسالته للجن والإنس الثقلين ، وللثقلين الجن والإنس وللعرب والعجم، ولا بد من الإيمان بأنه خاتم النبيين والمرسلين ولهذا قال المؤلف : (ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ) نعم ، لأن من لم يؤمن ، فلا يكون مؤمنا حتى يؤمن بالرسالة والنبوة .
ثم قال المؤلف -رحمه الله- : (وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ؛ ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان ذو النورين ، ثم علي المرتضى) هؤلاء أفضل الصحابة أفضل الناس بعد الأنبياء: أبو بكر الصديق ، أبو بكر كنيته أبو بكر ولقبه الصديق، ثم عمر الثاني الفاروق لقبه وكنيته أبو حفص، ثم عثمان ذو النورين لأنه تزوج من ابنتين للنبي صلى الله عليه وسلم تزوج واحدة ثم لما توفيت تزوج الأخرى، ثم علي المرتضى، هؤلاء هم أفضل الناس بعد الأنبياء وترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة ترتيبهم في الخلافة هو ترتيبهم في الفضيلة ، أفضل الناس أبو بكر وهو الخليفة الأول، ثم يليه عمر وهو الخليفة الثاني، ثم يليه عثمان وهو الخليفة الثالث، ثم يليه علي وهو الخليفة الرابع ، وقد كان حصل خلاف في علي وعثمان في الفضيلة، فروي عن أبي حنيفة أن عثمان أن علي أفضل من عثمان لا في الخلافة في الفضيلة ولكن روي عنه أنه رجع وذهب إلى أن عثمان هو الأفضل فوافق الجماعة، فهذا الخلاف خلاف يسير في الفضيلة، أما من قدم علي على عثمان في الخلافة فهو كما قال العلماء: أضل من حمار أهله لأن الصحابة أجمعوا على تقديم عثمان، فمن قدم علي على عثمان في الخلافة فقد أزرا بالمهاجرين والأنصار احتقر رأيهم ، ( ثم بقية العشرة ) بقية العشرة من هم ؟ سعد أبن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمر بن نفيل، وزبير بن العوام، وأبو عبيدة بن الجراح وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف، هؤلاء ستة بقية العشرة ، عبد الرحمن بن عوف ، وأبو عبيدة بن الجراح وطلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد بن عمر بن نفيل، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام هؤلاء ستة بقية ايش ؟ بقية العشرة يلونهم يعني: بعد الأربعة في الفضيلة فالعشرة مبشرون هؤلاء عشرة مبشرون بالجنة، الأربعة ثم يليهم الستة، ثم بعد الستة أهل بدر، لقول النبي صلى الله عليه سلم لعمر : ( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان، وهم الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة بيعة الرضوان قال الله تعالى : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) سموا أهل الشجرة لأنهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة على الموت، لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان ليخبر قريش أنهم ما جاءوا للقتال، احتبس فشاع بين الصحابة أن عثمان قتل فبايع النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على الموت تحت الشجرة، ثم سائر الصحابة بقية الصحابة، بعد أهل بيعة الرضوان بقية الصحابة رضوان الله عليهم ، إذا ترتيبهم في الفضيلة الأربعة الخلفاء الراشدون، ثم الستة بقية العشرة، ثم أهل بدر، أهل بدر كانوا ثلاث مائة وبضعة عشر وأهل بيعة الرضوان كانوا ألف وأربع مائة يزيدون قليلا "منهم حذف الكسر ومنهم.. " ثم بقية الصحابة ، قال المؤلف : (وأتولى أصحاب رسول الله ) يعني أتولى أحبهم وأواليهم وأذكر محاسنهم، أفعالهم من جهاد وتبليغهم دين الله في مشارف الأرض ومغاربها وأترضى عنهم رضي الله عنهم، واستغفر لهم، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة ، الترضي عن الصحابة وتوليهم وذكر محاسنهم واستغفر لهم، وأكف عن مساويهم، يعني: أسكت عن مساويهم، وأسكت عما شجر بينهم يعني: الخلاف الذي شجر بينهم لأن الخلاف الذي حصل بينهم والنزاع والقتال هذا ما يروى من أسباب، بعضه مكذوب لا أساس له من الصحة، وبعضه له أصل لكن زيد فيه ونقص، وبعضه صحيح، والصحيح ما بين مجتهد مصيب له أجران وما بين مجتهد مخطئ له أجر واحد، ثم الذنب المحقق الحقيقة يكفره الله عنهم بأعمالهم السابقة، وقد يكفر بمرض يصيب الإنسان، وقد يكفر عنه بسابقته وسبقه إلى الإسلام، وقد يكفر وقد يكفره بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم أولى الناس بها، فلهذا عقيدة أهل السنة والجماعة، كما ذكر المؤلف: التولي تولي أصحاب رسول الله وذكر محاسنهم والترضي عنهم والاستغفار لهم ، اللهم اغفر لهم ، وأكف عن مساويهم، لنسكت عن المساوي، وأسكت عما شجر بينهم وأعتقد فضلهم عملا بقوله تعالى ( والّذينَ جَاءوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنا ولإخْوَانِنا الّذين سَبَقُونا بالإيمان وَلا تَجْعَلْ في قُلوبِنا غِلاًّ للّذينَ آمَنُوا رَبّنا إنّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ ) هذه الآية فيها الترضي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، و أن الذين يترضون عنهم ويدعون لهم تابعون لهم، ولهذا قال : ( والّذينَ جَاءوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنا ولإخْوَانِنا الّذين سَبَقُونا بالإيمان وَلا تَجْعَلْ في قُلوبِنا غِلاًّ للّذينَ آمَنُوا) فمن كان في قلبه غل للصحابة ولم يترضَ عنهم فهو خارج عنهم كما بين العلماء .
(وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء ) كذلك عقيدة أهل السنة والجماعة الترضي عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهن الطاهرات المطهرات، اختارهن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، فهم أفضل النساء وهن زوجاته في الجنة،- رضي الله عنهن- فمن طعن فيهن ففي قلبه مرض أو نفاق، وخصوصًا عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين المطهرة التي أنزل الله براءتها من فوق سبع سموات، ومن رماها بما برأها الله به فهو كافر بالله العظيم .
( المتن )
وأقرّ بكرامات الأولياء ومالهم من المكاشفات إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئاً ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله ، ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني أرجو للمحسن وأخاف على المسيء ، ولا أكفر أحداً من المسلمين بذنب ، ولا أخرجه من دائرة الإسلام ، وأرى الجهاد ماضيا مع كل إمام براً كان أو فاجراً وصلاة الجماعة خلفهم جائزة ، والجهاد ماض منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل ، وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم، ما لم يأمروا بمعصية الله ، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته ؛ وحرم الخروج عليه ، وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا ، وأحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله ، وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة .
( الشرح )
يقول المؤلف رحمة الله : (وأقرّ بكرامات الأولياء ومالهم من المكاشفات إلا أنهم لا يستحقون من حق الله شيئاً ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله) الأولياء هم الصالحون ، هم الصالحون وكل مؤمن هو ولي لله، كل مؤمن هو ولي كل مؤمن تقي فهو ، فهو ولي لله ، والناس يتفاوتون في ولاية الله كتفاوتهم في الإيمان قال الله تعالى : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ) لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة فكل مؤمن تقي فهو ولي لله، وأفضل الأولياء هم الرسل عليهم الصلاة والسلام، هم أفضل أولياء الله، ثم يليهم الصحابة فهم يتفاوتون في ولاية الله على حسب تفاوتهم في الإيمان في الإيمان والتقوى، فمن كان أعظم إيمانا وتقوى فهو أعظم ولاية ، وتنقص الولاية بقدر نقص الإيمان والتقوى ، وليس الولي كما يزعم بعض الصوفية ، الولي المخرف عندهم يسمونه ولي الذي يدعون أنه يعلم الغيب وأنه ، وتسقط عنه التكاليف هذا باطل، الولي هو المؤمن التقي ، لهم كرامات لهم كرامات في الدنيا قد يجريها الله على أيديهم خوارق، بعضهم له كرامات بسبب البركة لإتباعهم النبي صلى الله عليهم وسلم مثل، ما حصل عند بعض الصحابة ، والكرامة تنقسم إلى قسمين : النوع الأول الكشف يُكشف له ما لم يُكشف لغيره، مثل عمر رضي الله عنه كان يخطب في الجمعة فنعس وهو يصيح وينادي قائده في العراق بنهاوند يقول له: يا سارية الجبل يا سارية الجبل كُشف له عن ايش ؟ عن الجيش وهو في هذه المسافة الطويلة وأمره بأن يلزم الجبل ، فلزموا الجبل ألقى الله الكلمة في أذنه -أذن القائد- هذه من الكرامات ،مع المسافة الطويلة كشف له ، ومن ذلك أن عباد بن يوسف وأسيد بن الحضير، خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، فأضاء لهما سوطاهما كالسراج فلما افترقا أضاء لكل واحد سوطه، حتى وصل إلى بيته هذه من الكرامات الكشف ، وكذلك التأثير قد يكون التأثير تأثير مُثلَ له بأن خالد حاصر حصنا من حصون الكفار، فقالوا له لن نؤمن حتى تأكل السم، فأكل السم ولم يتأثر، قال إن صحت هذه إن صح ذلك فهذا مثال، ومثل ما ذُكر عن بعض الصحابة أنه سخر له الأسد فكان يحمل عنه الحطب من البر إلى بيته، هذه كرامات تحصل لبعضهم وبعضهم لم تحصل له، وأعظم كرامة يُعطها الإنسان هو الإيمان، الإيمان هو أعظم كرامة ، فهذه الكرامات والخوارق والعادات تحصل لبعض المؤمنين، وهذ إنما حصلت لهم ببركة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه تسمى كرامة ، أما ما يحصل على أيدي المشعوذين والسحرة هذه تسمى حالة شيطانية، خوارق العادات التي تجري على أيدي الفساق والكفار هذه أحوال شيطانية ، بما يحصل للسحرة ، بعضهم يطير في الهواء وبعضهم يغوص في البحر، ومثل ما ذكر عن بعض السحرة أنه يحمل بعض الناس إلى عرفة وقت الحج ويرجع في يومه، ويرى أن هذا له فضل وهو ما أحرم ولا كذا ولا شارك في الحجاج، هذا أحوال شيطانية قد يطير في الهواء قد يغوص في البحر ، الشياطين تتطير بهم ، ومن ذلك ما يحصل في عهد المسيح الدجال في آخر الزمان، من الخوارق يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ويقطع رجلا نصفين فيقوم فيحيه الله ومعه صورة الجنة وصورة النار، هذه الخوارق اللي تجري على يد السحرة والكفار والمنافقين هذه أحوال شيطانية، لكن الخوارق التي تجري على أيدي المؤمنين هذه تسمى كرامة، هذه الكرامة، حصلت لهم ببركة إتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي يجري على يد الأنبياء يسمى آيات أو معجزات ، مثل العصا لموسى واليد، ومثل تكثير الطعام للنبي صلى الله عليه وسلم ونبع الماء من بين أصابعه، هذه تسمى الآيات أو تسمى المعجزات، فما يجري على يد نبي يسمى آية أو معجزة، وما يجري على يد المؤمن الولي يسمى كرامة، وما يجري من الخوارق على يد السحرة والكفار هذه حالة شيطانية ، المؤلف يقول : ( أومن ، أقر بكرامات الأولياء وما لهم من المكاشفات _ مثل ما سبق _ إلا أنهم لا يستحقون من حق الله شيئا ) ما يستحقون العبادة ، العبادة حق الله لا يستحقها ولي ولا نبي ولا غيره، الله حقه العبادة والرسول حقه الطاعة والمحبة والاتباع، والولي حقه الترضي عنه والاقتداء بعمله الطيب، ولكن العبادة حق الله لا يعطى شيئا من حق الله ، ولهذا قال المؤلف : ( إلا أنهم يستحقون شيئا من حق الله تعالى ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله ) ما يدعون من دون الله كما يظن بعض الناس يأتي إلى أصحاب القبور يدعوهم يذبح لهم ينذر لهم يسألهم قضاء الحاجات تفريج الكربات، هذا شرك هذا لا يقدر عليه إلا الله .
قال المؤلف : (ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ) هذه عقيدة أهل السنة والجماعة، لا يشهد لأحد بالجنة ولا يشهد له بالنار بعينه إلا من شهدت له النصوص، كالعشرة المبشرين بالجنة نشهد لهم بالجنة أهل بيعة الرضوان كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة ) كذلك أيضا بلال من اللي شهد له بالجنة، ابن عمر وعبد الله ابن سلام نشهد لهم بالجنة، وأما غيرهم فلا نشهد له بعينه، لكن نشهد بالعموم نقول: كل مؤمن في الجنة وكل كافر في النار، أما فلان ابن فلان تشهد له بالجنة بعينه لا ما نشهد له، ما في لحاله، لكن نشهد بالعموم ، لكن أرجوا للمحسن وأخاف على المسيء، قاعدة عامة لا يشهد لأحد بالجنة إلا من شهدت له النصوص، ولا يشهد لشخص بعينه بالنار إلا من شهدت له النصوص، مثل أبو لهب أشهد أنه في النار شهد له القرآن، وكذلك فرعون في النار وأبو جهل، و ما عداهم لا نشهد له بالجنة، إلا نشهد بالجنة لعموم المؤمنين ونشهد بالنار لعموم الكفار ، أما شخص بعينه إذا كان مستقيم على طاعة الله نرجو له الخير و لكن لا نشهد له بالجنة، وإذا كان مفرط ويعمل السيئات والمعاصي نخشى عليه من النار ولكن لا نشهد له بالنار نخاف عليه ، المسيء نخاف عليه والمحسن نرجو له، ولا نشهد لهذا بالجنة ولا لهذا بالنار إلا من شهدت له النصوص ، وأما الكافر فكذلك لا نشهد له بالنار إلا من شهدت له النصوص إلا إذا علم أنه مات على الكفر، وأنه ليس له شبهه هذا نشهد له النار مصير الكفار إذا عُلم أنه مات على الكفر ، مثلا قامت عليه الحجة ودعي إلى الإسلام ومات على الكفر وقيل هذا شرك وقال لا ومات على ذلك نشهد له بالكفر و نشهد عليه بالنار، لأن النار مثوى الكافرين،-نسأل الله السلامة- ، لكن إذا كنت ما تعلم حاله أو قامت عليه الحجة أنه شبهه، هل بلغته الدعوة أو ما بلغته الدعوة ما تشهد عليه، تشهد بالعموم كل كافر في النار، أما فلان بن فلان اللى ما أدري حاله لا أشهد له إلا إذا علمت أنه قامت عليه الحجة ومات على الكفر يشهد له بالنار ويشهد عليه ويشهد بالنار ، يشهد عليه بالنار .
هذا معنى قول المؤلف -رحمه الله- : (ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أرجو للمحسن وأخاف على المسيء _ هذه عقيدة أهل السنة والجماعة _ ولا أكفر أحداً من المسلمين بذنب ، ولا أخرجه من دائرة الإسلام ) من عقيدة أهل السنة والجماعة أنه يقول: لا يكفر أحد من المسلمين بذنب، المعاصي لا يكفر بها، ولكن ينقص الإيمان ويضعف بها، إنما يكفر بالكفر إذا دعا غير الله أو ذبح لغير الله فعل الشرك أو جحد أمر معلوم من الدين بالضرورة، جحد ربوبية الله وجحد ألهويته، جحد نبي من الأنبياء أو جحد القيامة أو البعث ، نعم إذا فعل كفرا أو شركا هذا يكفر، لكن إذا فعل معصية لا يكفر لا يشهد له بجنة ولا بنار ، لا يكفر أحد من المسلمين بذنب ما لم يستحله، إلا إذا استحلى الزنا أو قال الزنا حلال أو الربا حلال أو الخمر حلال هذا يكفر لأنه مكذب لله ورسوله، أما إذا فعل الزنا ويعلم أنه حرام وفعل الخمر ويعلم أنه حرام لكن فعل طاعة للهوى والشيطان فهو عاصي، مذنب ولكن ضعيف الإيمان ولكن لا يكفر ، التكفير بالذنوب هذا مذهب الخوارج ، الخوارج يكفرون العاصي بالذنب، والمعتزلة يقولون: خرج من الإيمان ولا يدخل في الكفر، صار في منزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر ثم ( 27:59) في الدنيا، وفي الآخرة يتفق الخوارج والمعتزلة على أنه مخلد في النار، هذا مذهب باطل، أهل السنة والجماعة لا يشهدون بالجنة والنار لا يكفرون أحد من المسلمين بذنب ولا يخرج من دائرة الإسلام بعمل يعمله إلا فعل كفرا .
قال المؤلف : (وأرى الجهاد ماضيا مع كل إمام براً كان أو فاجراً ) عقيدة أهل السنة والجماعة يجاهدون مع الأمة أئمة المسلمين أبرارا كانوا أو فجارا، لأن فجورهم على نفسهم والجهاد لابد له من سائس يقوده وهذا يحصل بالإمام البر والفاجر، وكذلك الحج يقام مع الإمام برا كان أو فاجرا، الجهاد والحج يقام مع المسلم ، مع البر والفاجر زعيما مسلم ولو كان عاصيا عصيانه على نفسه، الجهاد ماضي معه والحج يقيمه ولو كان عاصيا، ولا يخرج عليه ، هذا معنى قوله : (وأرى الجهاد ماضيا مع كل إمام براً كان أو فاجراً ) وكذلك الحج كما ذكرنا يقام مع الإمام برا كان أو فاجرا ، قال المؤلف : (وصلاة الجماعة خلفهم جائزة ) وصلاة الجمعة خلف الأئمة أئمة المسلمين ولو كانوا فساقا جائزة، لأن الصحابة صلوا خلف بعض الفساق صلوا خلف الحجاج وكان فاسقا ظالما، وصلوا خلف الوليد بن عقبة بن معيض وكان أميرا في الكوفة صلى بهم وهو يشرب الخمر صلوا خلفه، لكن مره صلى خلفهم وهو سكران، فصلى بهم الفجر أربعا فلتفت وقال هل تريدون أن أزيدكم فقالوا له ما زلنا منذ اليوم معك اليوم في زيادة، ثم عاد الصلاة ثم رفع أمره إلى أميرهم عثمان فجلد أقيم عليه الحد ، الشاهد من هذا أن الصلاة تُصلى خلف الأئمة، لأن ترك الصلاة خلفهم يفرق المسلمين ويجعلهم شيعا وأحزابا، والصلاة خلفهم تجمع المسلمين، وفجوره على نفسه، يناصح النصيحة مبذولة ، نعم من أهل العلم وأهل الحل والعقل، فأن قبل فالحمد الله وأن لم يقبل فقد أدى الناس ما عليهم وفجوره على نفسه .
قال المؤلف : (وصلاة الجماعة خلفهم جائزة ، والجهاد ماض منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال ) يعنى: الجهاد باقي في سبيل الله ما ينقطع ولا يبطل، حتى بعد الدجال بعد قتل الدجال ، عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل صار فردا من إفراد الأمة المحمدية ويحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها، ثم يليه أبو بكر ويعاير بها يقول من هو رجل أفضل من أبي بكر بعد النبي؟ يقال عيسى ، عيسى نبي ومن هذه الأمة ينزل في آخر الزمان ويحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فعيسى يجاهد الكفار والمؤمنين يجاهدون معه حتى بعد قتل الدجال ويحج هذا البيت بعد قتل الدجال يحج ويعتمر ، ولهذا قال المؤلف : (والجهاد ماض منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل) لا يبطل الجهاد جور جائر ولا عدل عادل، سواء كان الإمام فاجر يعني عاصي أو مطيع أو عدل، فالجهاد معه ماضي والمسلمون يجاهدون معه ولو كان عاصيا عصيانه على نفسه .
قال المؤلف : (وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله ) يعني: يجب السمع والطاعة لولي الأمر في الطاعات إذا أمرك بالطاعة فطيعه وإذا أمرك بالأمور المباحة فطيعه، لكن إذا أمر بمعصية لا يطاع ، لا يطاع في خصوص المعصية لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الطاعة في المعروف ) فإذا أمر ولي الأمر بالمعصية قال: اشرب الخمر ما نطيعه، ولكن ليس معنى ذلك نتمرد عليه ويخرج عليه ويقاتله لا ما يطيعه في خصوص المعصية، المعاصي ما يطاع فيها أحد إذا أمر الأب ابنه بمعصية ما يطيعه، قال الأب لابنه: اشتري من البقالة دخان لا يطيعه لأن هذه معصية، لكن هل معنى ذلك أنه يتمرد على أبيه ويعقه ، ولا..؟ ، لا ، لا يطيعه في خصوص المعصية يتلطف يقول يا والدي هذا لا يجوز ولا أطيعك في معصية، أنت حقك علي عظيم وأنا أعطيك كل شيء، لكن هذا فيه معصية لله وهكذا ويطيعه في ما عدا ذلك الزوجة إذا أمرها زوجها بمعصية لا تطيعه، لكن ليس معنى ذلك تتمرد عليه وتخرج عن طاعته، السيد إذا أمر عبده بمعصية لا يطيعه العبد، لكن ليس معنى ذلك يتمرد على سيده ويخرج ولا يطيعه ، لا إنما بخصوص المعصية، لا يطاع فيها فقط، وقال المؤلف : ( وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله ) يعني يطاعون في الطاعة وفي الأمور المباحة أما المعاصي لا يطاعون فيها .
قال المؤلف : (ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته ؛ وحرم الخروج عليه ) هذا متى يكون الإمام إمام للمسلمين ، الولاية تثبت بأمور : الأمر الأول : اختيار وانتخاب أهل الحل والعقل، كما ثبتت الخلافة لأبي بكر الصديق، اختاره أهل الحل والعقل وكذلك عثمان أهل الحل والعقل، اجمعوا على اختياره خليفة ثبتت له الخلافة، الأمر الثاني : تثبت بولاية العهد كما عهد أبو بكر الصديق لعمر بالخلافة فثبت له ، الأمر الثالث : لا هذا ولا هذا إذا غلبهم بسيفه وإذا غلبهم بسيفه واجتمع عليه الناس ورضوا به واستقر الأمر ثبت له الخلافة، ووجب السمع والطاعة وإذا جاء واحد ينازعه يقتل الثاني، إذا في الحديث بما ثبت في صحيح مسلم : ( من جاءكم أمر الجميع يريد أن يفرقكم فقتلوه كائن من كان ) لأن الثاني أراد أن يفرق الأمة بعد ما اجتمعوا على الأول ، فإذا صارت الخلافة تثبت بايش ؟ واحد من الأمور الثلاثة كأبي بكر عثمان اجتمع بالحل والعقل، وبولاية العهد في عمر، والباقي من عهد الصحابة إلى الآن كلها ثبتت بالقوة والغلبة، كذلك خلافة بني أمية خلافة بني العباس وغيرهم بالقوة والغلبة، أو بولاية العهد، فإذا غلبهم كما قال المؤلف؛ غلبهم بسيفه واجتمع عليه الناس ورضوا به ثبتت له الخلافة ولا يجوز الخروج عليه وجب السمع والطاعة له بالمعروف ، هذا معنى قوله: (من ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه صار خليفة وجب طاعته وحرم الخروج عليه) هذه عقيدة أهل السنة والجماعة .
قال المؤلف : (وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا ( أهل البدع ، البدع جمع بدعة والبدعة هي الحدث في الدين الحدث في الدين يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه الشيخان البخاري ومسلم وفي لفظ لمسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) كل حدث في الدين يرد على صاحبه ، فالذي يأتي ببدعه ويحدث في الدين في الأقوال وفي الأفعال أو في الأذكار أو في غيرها، ينصح ويطلب منه الرجوع للحق فإن قبل وإلا يهجر ،يهجر بمعنى ايش ؟ لا يكلم ولا يرد عليه السلام ولا تجاب دعوته حتى يتوب، فإذا تاب يفك عنه الهجر ، ومن العلماء من قال أنه ينظر في حالة المبتدع إن كان الهجر يفيد ويرتدع عن المعصية هجر، وإن كان الهجر يزيده شرا فلا يهجر ،كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية :بأن الهجر كالدواء إن كان يفيد يهجر وأن كان لا يفيد لا يهجر، لأن بعض الناس إذا هجرته زاد في الشر والمعاصي، وإذا لم تهجره صار يراعي بعض الشيء ، كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحباه هلال ابن أمية والمغيرة بن الربيع، هجرهم النبي صلى الله عليه وسلم خمسين ليلة لأن الهجر يفيدهم، ولم يهجر المنافقين لأن هجرهم لا يفيد ، فالهجر كما رواه شيخ الإسلام والجماعة على حسب الحالة، إن كان يفيد هُجر وإن كان لا يفيد لا يُهجر ، قال المؤلف : (وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم _ يعني البعد عنهم _ حتى يتوبوا ( من بدعتهم فإذا تابوا فإنهم يعود عليهم ما كان من الصفاء والقرب ، قال المؤلف : (وأحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله ) أحكم عليهم بالظاهر يعني: إذا كان يظهر المعصية أحكم عليه بالمعصية، أما الباطن لا يعلمه إلا الله هل عقيدته سليمة وإلا....؟ هل هو عنده يعني: نية سيئة أو قصد سيء هذا لا يعلمه إلا الله هذا يوكل إلى الله، لكن نعمل بالظاهر من أظهر لنا خير أحسنا فيه الظن، ومن أظهر لنا شرا أسئنا فيه الظن، أما السرائر لا يعلمه إلا الله ، هذا معنى قوله : (وأحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله) .
قال المؤلف -رحمة الله- : (وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة ( هذي البدع كل حدث في الدين أي شيء كل حدث في دين الله يخالف ما جاء ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأقوال أو الأفعال أو الاعتقادات هذا هو البدعة .
( المتن )
وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهو بضع وسبعون شعبة، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وأرى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على ما توجبه الشريعة المحمدية الطاهرة .
( الشرح )
يقول المؤلف -رحمة الله- : (وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية) هذا هو عقيدة أهل السنة والجماعة ،أن الإيمان قول باللسان وهو الإقرار حينما يصدق ويقر وعمل بالأركان يعني بالجوارح صلاة صيام وزكاة وحج واعتقاد بالجنان الجنان القلب يعتقد ، يعتقد ، يعتقد ألوهية الله واستحقاق العبادة يعتقد الإيمان بالملائكة يعتقد الإيمان بالكتب هذا عقيدة القلب ، قول اللسان هو الإقرار النطق باللسان كنطق باللسان كالذكر قراءة القران ، وعمل بالأركان عمل بالجوارح واعتقاد بالجنان بالقلب، وأيضا قال بعضهم: الإيمان قول وعمل والقول قسمان: قول اللسان وقول القلب، والعمل قسمان: عمل القلب وعمل اللسان، قول اللسان النطق وقول القلب التصديق والاعتراف، وعمل الأركان الجوارح صلاة وصيام وزكاة، وعمل القلب النية والإخلاص والمحبة والرغبة والرهبة والخوف والرجاء ، إذا الإيمان مكون من ايش ؟ من أربعة أشياء قول اللسان وقول القلب وعمل القلب وعمل اللسان، ولهذا قال بعضهم: الإيمان قول وعمل، وقال بعضهم: الإيمان قول وعمل ونية، وقال بعضهم: الإيمان قول وعمل ونية وسنة، وقال بعضهم الإيمان كما قال المؤلف قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان ، لكن هذا فيه قول باللسان واعتقاد بالجنان ما ذكر فيها العمل بالقلب ، قول باللسان وعمل بالأركان وعمل بالقلب أيضا، و غير اعتقاد الجنان اعتقاد الجنان هذا قول اللسان التصديق والإقرار يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية إذا فعل الإنسان طاعة زاد الإيمان وإذا فعل معصية نقص الإيمان ، قال : (وهو بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) هذا إشارة إلى الحديث الذي رواة أبو هريرة رواه الشيخان أبو بكر ، رواه الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ) هذي رواة مسلم ، ورواية النسائي : ( الإيمان بضع وستون _ رواية البخاري _ بضع وستون ) ورواية مسلم : ( بضع وسبعون شعبة أعلاها _ أعلى هذه الشعب كلمة التوحيد لا إله إلا الله وأدناها أقلها إماطة الأذى عن الطريق، وبين الأعلى والأدنى شعب كثيرة، الصلاة شعبة، والصيام شعبة، والزكاة شعبة، والحج شعبة، والأمر بالمعروف شعبة، والنهي عن المنكر شعبة، وبر الوالدين شعبة، وصلة الأرحام شعبة، وهكذا الإيمان شعب كثيرة ، كم عددها ؟ بضع وسبعون والبضع من ثلاث إلى تسعة ، والبيهقي -رحمه الله- ألف مؤلف تتبع هذه الشعب وأوصلها إلى أقصى بضع أوصلها إلى تسع وسبعين شعبة، وألف كتاب سماه (شعب الإيمان) تتبع هذه الشعب من النصوص وأوصلها إلى كم ؟ ، إلى تسع وسبعين، أعلاها قول لا إله إلا الله ، المؤلف -رحمه الله- يشير إلى الحديث إلى الإيمان متعدد ليس شيء واحد، بعضه أقوال وأعمال واعتقادات أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء في الحديث الأخر ، والحياء شعبة من الإيمان، ففي الحديث ذكر الأعلى كلمة التوحيد هذا نطق والأدنى إماطة الأذى عن الطريق هذا عمل، بدني والحياء عمل قلبي، فمثل الرسول صلى الله عليه وسلم للأعلى والأدنى، ومثل لأعمال القلب وأعمال الجوارح، ولقول اللسان، أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان .
قال المؤلف رحمة الله : (وأرى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة المحمدية الطاهرة ( يعني المؤلف يرى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن الله قال سبحانه : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ولتكن هذا أمر للوجوب دل على أن الأمر بالمعروف واجب، ولكنه واجب وجوب كفائي ولهذا قال : ( ولتكن منكم أمة ) طائفة ، طائفة تقوم بهذا الأمر فإذا قامت به سقط عن الباقين ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب كفائي، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقي، فإذا تركته الأمة أثمت مثل الصلاة على الميت واجبة كفائي إذا صلى واحد أو اثنين على الميت سقط الوجوب، وأن تركته الأمة ولم يصلوا عليه أثموا كلهم مثل تغسيل الميت، هذا وجوب كفائي الصلاة على الميت ودفنه هذا واجب وجوب كفائي ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإذا رأى ظهر المنكر يجب على الأمة أن تنكره فإذا أنكره شخص أو جماعة سقط الإثم عن الباقين وإذا تركته الأمة تركوا المنكر أثموا جميعا ، وإذا تركوا المنكر انتشرت المنكرات ولم تنكر، عمت العقوبات فعم الصالح والطالح في الحديث : ( إن الناس إذا رأوا منكر ، فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده ) ، قال تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) كنتم خير أمة للناس أخرجت الخيرية بهذا حصلت بالإيمان بالله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال تعالى : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ، واجب وجوبا كفائي فمن علم بالمنكر يجب عليه أن ينكره وكذلك المعروف يجب على الإنسان أن يأمر به عند الحاجة إليه ولها قال المؤلف : (على ما توجبه الشريعة المحمدية الطاهرة) .
ثم قال المؤلف : (فهذه عقيدة وجيزة حررتها وأنا مشتغل البال لتطلعوا على ما عندي والله_ يقولها لأهل القصيم _ على ما نقول وكيل ) وجيزة يعني مختصرة حرره مشغول ليعملوا ما عنده من المعتقد لأن بعض الناس يشكك في دعوة الشيخ -رحمه الله- ، قال : (وأني أكفر الناذر إذا أراد بنذره التقرب لغير الله وأخذ النذر لأجل ذلك ) الناذر الذي ينذر لغير الله كأن يقول إن شفا الله مريضي لأذبحنَّ خروف على روح النبي أو على روح البدوي، هذا كفر شرك لأنه نذر لغير الله أو نذر إن يصلي لغير الله أو نذر إن يذبح لغير لله هذا شرك، إذا قال الناذر ، وأنا اكفر الناذر إذا أراد بنذره التقرب لغير الله وأخذ النذر لأجل ذلك، النذر لا يأخذ لأجل ذلك ولا تأخذ الذبيحة لأنه ذبيحة شركية فهي ميتة .
قال : (وأن الذبح لغير الله كفر والذبيحة حرام ) كذلك إذا ذبح للصنم أو ذبح للنجم أو ذبح لآدمي صارت ذبيحة شركية وهي ميتة ، ذبيحة يكفر بها والذبيحة حرام كالميتة ، إذا الناذر ينذر لغير الله مشرك، والنذر لا يؤخذ، واللي يذبح لغير الله مشرك والذبيحة حرام لا تؤكل .
قال المؤلف -رحمة الله- : (هذه المسائل حق وأنا قائل بها . ولي عليها دلائل من كلام الله وكلام رسوله ، ومن أقوال العلماء المتبعين كالأئمة الأربعة، وإذا سهل الله تعالى بسطت الجواب عليها في رسالة مستقلة إن شاء الله تعالى) يعني كأنه يتكلم عن النذر وعن الذبح لغير الله ويحتمل أنه يريد العقيدة كلها .
ثم قال : ثم اعلموا وتدبروا قوله تعالى) : يَا أَيُّهَا الذين آمَنُوا إنْ جاءَكُم فَاسِق بِنَبَأٍ فَتَبَيّنُوا أنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ (أمرهم يعني بتدبر هذه الآية وأن لا يقبلوا من الأخبار إلا ما صح وأنه إن جاءهم أحد بخبر لابد من التثبت، قد يخبروهم مثل ما يخبر بعض الناس عن الشيخ -رحمه الله- يقولون الشيخ قال كذا، وفعل كذا، يقول تأكدوا لا تقبلوا الخبر إلا ايش ؟ إلا ما صح .
وفق الله الجميع لطاعته وثبت الله الجميع على الهدى ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح وثبتنا على دينه القويم أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين .
( الأسئلة )
جزآكم الله خيرا وكتب أجوركم هذه أسئلة أعرض عليكم بعضها :
سؤال : هذا سائل يقول يا شيخ ما رأيكم في من يصف دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنها جاءت بالكفر وإخراج الناس من الإسلام ؟
جواب : هذا ، هذا -والعياذ بالله- إن كان قال هذا وهو عالم فهذا -والعياذ بالله- ، أنتم سمعتم عن عقيدة الشيخ الآن -رحمه الله- معناه أنه يعادي دين الإسلام معناه هذه العقيدة التي ذكرها معناها لا يؤمن بها فيكون هو الكافر ( 47:49) هذا هو الكافر ن-سأل الله السلامة والعافية- أما من قال عن جهل وهو ما يدري عن عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله- وغرر به ما يدري هذا يبين له لا يكفر يبين له، يبين له عقيدة الشيخ -رحمة الله- فإن أصر بعد البيان يحكم بكفره لأنه ما في ، إما موحد وإما كافر والشيخ موحد -رحمه الله- ويدعوا إلى التوحيد فمن كفره فهو كافر من قال إن هذا كفر وأنه لا يؤمن بها هذا لكفره وضلاله نسأل الله السلامة والعافية . نعم
سؤال : يقول معلوم أنه لم يرد في شعب الإيمان دليل فكيف جمع البيهقي هذه الشعب ؟
جواب : جمعها من النصوص كل جاء في الحديث أنه إيمان أو إن من الإيمان كذا إن من الإيمان أن تؤمن بالله، جعله تتبع النصوص تتبع الأحاديث التي فيها ذكر الإيمان وقال هذه شعبة، كذلك تتبع الأحاديث بن القيس أمركم بكذا وأمركم بكذا تتبع النصوص فيها الأوامر وفيها النواهي وفيها ، وفيها من نص عليه من الإيمان وجمعها .
سؤال : يقول ما حكم قراءة التوراة والإنجيل ؟
جواب : لا يجوز للإنسان أن يقرأ التوراة والإنجيل ، النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ورقة مع عمر أنكر عليه وقال أفي شك أنت يا ابن الخطاب والله لو كان موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي، فلا يجوز للإنسان أن يقرأ التوراة والإنجيل، اللهم إلا أن يكون إنسان داعية ليرد عليهم مما هو في أيديهم يعني ينظر في من يرد عليهم، أما إنسان يقرأ هكذا لا يجوز له ، في القرآن غنية ابن عباس كما هو في صحيح البخاري: أنكر وقال: ما معناه كيف تأخذون عنهم وعندكم كتاب الله لم يشب نزل عليكم محضا لم يشب لا والله ما رأيناهم يقرءونه أو كما قال ، ابن عباس أنكر قال عندكم كتاب الله غضا طريا وترجعون إلى كتابهم هم ما رجعوا إلى ، هم ما رجعوا إلى القرآن وانتم ترجعون إليهم هذا ثابت في صحيح البخاري . نعم .
سؤال : يقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه : ( أنا الدهر ) فكيف الجمع بين هذا الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الأخر أن الدنيا ملعونة ؟
الجواب : حديث أو الحديث من ناحية الصحة صحيح قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا الدهر ) يعني قال في الحديث الصحيح رواه البخاري في الصحيح : ( يؤذيني ابن آدم ، يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ) ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ) وفي لفظ ( أُقلب ليله ونهاره ) فمعنى قوله ، قوله وهذا حديث قدسي من كلام الله عز وجل مثل القران ، يؤذيني ابن آدم ولا يلزم من الأذى الضرر في إثبات الأذى وأن هذا فيه أذية لله ولكن ما يلزم من ذلك الضرر قال الله : (فإن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة ) الله تعالى لا يضره أحد من خلقه فلا يلزم من الأذية الضرر ، يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أُقلب ليله ونهاره ، معنى وأنا الدهر يعني خالق الدهر ومدبر الدهر، الروايات الأحاديث يضم بعضها إلى بعض والمعنى وأنا الدهر خالق الدهر ومدبر الدهر، ولهذا قال في الحديث الأخر اقلب ليلة ونهاره وقد غلط العلماء ابن حزم حين اخذ من هذا الحديث وقال من أسماء الله الدهر فهم غلطه، قال وأنا الدهر قال من أسماء الله الدهر هذا غلط، لأنه ما فهم النصوص ولا جمع بعضها إلى بعض ولا جمع النصوص بعضها إلى بعض وأنا الدهر يعني خالق الدهر ومدبر الدهر فليس من أسماء الله ، فالسؤال يقول ايش ؟
السؤال : يقول التعارض بين أنا الدهر والدنيا ملعونة ؟
الجواب : ملعونة ، ملعونة ، ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى ، ايش وجه التعارض ما فيه ، ظننت أنه يسأل عن الدهر أنه من أسماء الله ، ( الدنيا ملعونة ، ملعون فيها ، ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى وما ولاه )ملعون يعني مذمومة بمعنى ملعونة مذمومة، قوله تعالى ( والشجرة الملعونة في القران ) يعني المذمومة ، شجرة الزقوم ، الدنيا ملعونة ملعون ما فيها يعني مذمومة ، مذمومة مذموم ما فيها إلا ذكر الله وما ولاه وعالمه أو متعلمه، وش وجه التعارض بينه وأنا الدهر ما في وش وجه التعارض ، لا وأنا الدهر يعني خالق الدهر ، وأنا الدهر ، وأنا الدهر يعني خالق الدهر أُقلب ليلة ونهاره ، كون الدنيا مذمومة مذموم ما فيها إلا ذكر الله هذا ليس ذم يرجع إلى الزمان ، يرجع إلى أعمال الناس ، أفعال الناس الدنيا ملعونة مذمومة , الدنيا أعمال الناس فيها مذمومة ،إما الليل والنهار خزانتان، وهما يملأهما الناس بخير أو شر، فمن عمل خيرا في الليل والنهار فهو خير، ومن عمل في الليل والنهار شر فهو شر ، هو وعاء الدهر وعاء .
سؤال : هذا سأل يقول الفاسق في الدنيا معلوم انه يطهر في النار ثم يدخل الجنة فكيف يعامل مع مثل هذا في القبر ؟
الجواب : الفاسق ما يلزم أنه يعذب في النار، العاصي تحت مشيئة الله قد يعذب وقد لا يعذب، قال الله تعالى : ( أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) قد يعفى عنه ولا يعذب تحت مشيئة الله وقد يستحق العذاب فيشرع فيه قبل أن يدخل النار، وقد يعذب في النار، وكذلك القبر منهم من يعذب في قبره مثلا في حديث ابن عباس مر بقبرين فقال : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبيرة ، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الأخر فكان يمشي بالنميمة ،ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين قال لعله يخفف عنهما مالم ييبسا) و قد تصيب أهوال شداد في موقف يوم القيامة ، فالله أعلم بحاله، أجساد الله تعالى أعلم بهم ، وكذلك في القبر قد يعذب كما ثبت في الحديث لعله قال: يخفف عنهما مالم ييبسا اللي لا يستتر من البول واللي يمشي بالنميمة، هذه أسباب من عذاب القبر، بعد المعاصي أسباب عذاب القبر، بعض النميمة وعدم الاستتار من البول مثل الزنا أهل الزنا رآهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون، مثل أكل الربا إللي يسبح في النهر ويلقم حجرا، هذه من أسباب العذاب، واللي ينام عن الصلاة ولا يتلو القران كذلك يلتغ رأسه بالحجارة، كل هؤلاء يعذبون ورد فيهم النصوص ، المؤمن ظاهره يجيب المؤمن الموحد يجيب ، المؤمن لأنه ما يصلح الإيمان إلا بهذا، الإيمان بايش الإيمان بالله والإيمان بالنبي والإيمان بالإسلام، ما دام مؤمن فلا بد أن يجيب وغير المؤمن لا يجيب، ولا يمنع من هذا أن يعذب بعض العصاة وإن كان مؤمنا ، لأن الإعمال من لم يعرف ربه من لم يؤمن بربه ولا بدينه ولا بنبيه ليس بمؤمن . نعم
سؤال : يقول يا شيخ ما لحكم ، ما حكم الحلف بالطلاق والحرام في حال من الأحوال وخاصة عند العزيمة لضيف ؟
الجواب : لا يجب الحلف بطلاق ولا بالحرام لا يجوز الحلف إلا بالله ، إلا بالله وأسمائه وصفاته يحلف بالله من كان حلفا يحلف بالله والحلف بالطلاق يجرى مجرى اليمين عند بعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية، وإلا فجمهور العلماء على إن إذا حلف بالطلاق يقع عليه الطلاق إذا لم يفعل يقع عليه الطلاق، الأئمة الأربعة مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد يقولون إذا ايش ؟ إذا حلف بالطلاق ثم خالف ما حلف عليه وقع عليه الطلاق يلزمه الطلاق وكذلك، و أما شيخ الإسلام ففصل قال هذا أن قصد الطلاق فيقع وأن قصد الحبس والمنع، فأفتى بكفارة يمين وعلى كل حال اللى يقع في مثل هذا يرجع إلى العلماء ولا يفتى بشيء، يرجع إلى أهل العلم ويسألون عن كلامه وعن قصده ثم يفتى ولكن لا ينبغي للإنسان يفتي يقول هكذا المقصود أن هذا هو ايش ؟ الحلف بالطلاق لا يجوز، ايش السؤال ؟
سؤال : والحرام
الجواب : كذلك الحرام إذا حرم الطعام قال حرام علي كذا حرام علي أدخل بيت فلان أو أكل طعام فلان يجب عليه كفارة يمين لقول الله تعالى : ( يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم ) إلا إذا حرم زوجته قال الحرام أو حرم زوجته أو قال حرام أنها مثل أمه، هذا ظهار على الصحيح يكون ظهار يكفر كفارة الظهار عتق رقبة فأن لم أجد فصيام شهرين متتابعين فأن لم يستطع فطعام ستين مسكينا، تحريم الزوجة ، وقيل ، فقال هنا بعض العلماء يكون يمين فالصواب أنه يكون ظهار تحريم الزوجة، أما ما عدا الزوجة فهي من المكفرات، ولهذا ننصح إلا يكون الإنسان يحلف بالطلاق ولا بالحرام ، ولا يحرم الزوجة أيضا كذلك لأن هذا وسيلة إلى تفكيك بيته وفراق أهله ما في داعي يصل بالعزيمة ، ايش دخل زوجته ايش دخل أولاده يحلف بالله إذا كان يلزم عليه ولا أتركه لا تحرجه، الحمد الله أنت تريد تكرمه ولا تهينه إذا طلب منك أن تسمح له اسمح له وإذا كان ولا بد احلف بالله كفارة يمين لكن تحلف بالطلاق تشتت أسرتك وتفارق أهلك من أجل العزيمة أو فلان، هذا من السفه من السفه ، أولا : لا تحرجه عنده ظروف الآن أنت تريد تكرمه ولا تهينه هذا يحلف بالطلاق أن تأكل ذبيحة وهذا يحلف بالطلاق انو ما يرغب شوف السفه ، هذا سفه هذا سفه وقلة العقل وقلة الدين يحمله على هذا، يحلف بالطلاق تأكل ذبيحة يحلف الثاني أنه ثم يسافر ويتركه فيقع ايش ؟ (58:50) ، هذا من السفه وش الداعي إلى هذا يفيد ايش ، غصب يعني تجبره على أنه يأكل الطعام، تريد تهينه ولا تريد تكرمه فكر أين العقول، تريد تكرمه تعمل هكذا تريد تكرمه خلاص اسمح له، خلاص قول له يا فلان أنا أريد أكرمك فإذا كان لك ظروف فاقبل عذره الحمد الله إذا كان ولا بد احلف بالله كفر كفارة اطعم عشرة مساكين أو تكسوهم لكن تحلف بالطلاق، هذا من السفه ومن ضعف العقل . نعم .
سؤال : يقول يا شيخ هل يكفر الذي يستحل المسائل الخلافية ؟
الجواب : اللي يكفر اللي يستحل الأمور المجمع عليها المعلومة من الدين بالضرورة ،كالزنا شرب الخمر وعقوق الوالدين، والربا يقول الربا حلال يعتقد الربا حلال والزنا حلال والخمر حلال هذي معلومة من الدين بالضرورة، أما إذا كان بسيط الخلاف مثل يستحل الدخان الدخان حرام لكن فيه شبهة، بعض الناس قد يجد من يفتيه بأنه غير حرام فهذا فيه شبهة لا يكفر وأن قال الدخان حلال للشبهة . نعم
سؤال : يقول كثر في هذا الزمان الكلام على العلماء والتهجم عليهم وتخطئتهم فما دورنا حفظكم الله تجاههم ؟
الجواب : لا شك أن هذا تطاول هؤلاء السفهاء وهؤلاء مرضى القلوب، لا شك أن هذا أمر خطير، الواجب على المسلم أن يبلغ العلماء يبلغ ولاة الأمور ينكر هذا الشيء من هؤلاء السفهاء، يعني يبلغ ولاة الأمور يكتب لهم برقيات يبين حال هؤلاء، ونسأل الله أن يوفق ولاة الأمور لكل خير يوفقهم لصد هؤلاء عن باطلهم . نعم .
انتهت يا شيخ
وفق الله الجميع لطاعته وثبت الله الجميع على الهدى ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح وثبتنا على الدين القويم أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين .