شعار الموقع

رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لمحمد بن عباد 2

00:00
00:00
تحميل
114

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب  العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .

أما بعد :

 

( متن )

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في الرسالة التي أرسلها إلى محمد بن عباد مطوع ثرمداء .

التاسعة : قولك الآيات التي فيها الاحتجاج بالقدر كقوله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} الآية ثم قلت فإياك والاقتداء بالمشركين في الاحتجاج على الله ! وحسبك من القدر الإيمان به فالذي ذكرنا في تفسير هذه الآيات غير المعنى الذي أردت فراجعه وتأمله بقلبك فإن اتضح لك وإلا فراجعني فيه لأنه كلام طويل.

 

( شرح )

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم وبارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .

أما بعد :

فنواصل الحديث في الكلام على الرسالة الثانية و هي الرسالة إلى محمد بن عباد مطوع ثرمداء التي أرسلها إليه الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كتب كلاما فيه الحسن و كلام آخر بعضه عليه ملحوظات بينها المؤلف رحمه الله , فالمؤلف رحمه الله من عدله و إنصافه أنه أقر الكلام الحسن ورد الكلام الباطل بين له فهذا من نصحه رحمه الله ومن إنصافه و من إنصافه أنه بين أن فيه كلاما حسنا و بين أن فيه كلاما غير حسن فأقر الحسن ورد غير الحسن, و أيضا من نصح المؤلف رحمه الله أنه دعا له قال "وفقك الله للصواب " و قال تذكر أن ودك يعني أنك تود وتحب أن نبين لك إن كان شيء غاترك, غاترك يخفى عليك بالعامية معناها شيء يخفى عليك فاعلم ثم دعا له مرة أخرى قال " أرشدك الله أن فيها مسائل غلط " ثم ذكر ثمان مسائل استعرضناها البارحة, و هذه المسألة التاسعة و هي " قولك الآيات التي في الاحتجاج بالقدر كقوله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} الآية ثم قلت فإياك والاقتداء بالمشركين في الاحتجاج على الله تعالى ! وحسبك من القدر الإيمان به " الاحتجاج بالقدر هو مسلك المشركين, فالمشركون احتجوا بالقدر على شركهم و معاصيهم قال الله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} و قال تعالى في الآية الأخرى ( و قال الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا و لا آباؤنا و لا حرمنا من شيء ) فالمشركون احتجوا على شركهم بالمشيئة مشيئة الله عز و جل يعني بالقدر و هذا باطل فإن القدر ليس حجة للعصاة لو كان القدر حجة للعصاة لكان كذلك حجة لقوم نوح و قوم هود و قوم صالح و قوم شعيب و لم يعاقبوا و لكنه ليس حجة و الله سبحانه و تعالى إنما يكلف المستطيع القادر الذي يستطيع الفعل و الترك, فالمكلف عنده عقل عنده تمييز يستطيع عنده القدرة يستطيع أن يفعل و يستطيع أن يترك هذا الذي يكلف كما قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ) زاد النسائي ( فإن لم تستطع فمستلقيا ) فالمستطيع يكلف و المريض الذي لا يستطيع القيام لا يكلف بالقيام و هكذا فالناس في أمورهم أيضا و في تعاملهم يفرقون بين القادر و غير القادر, فالقادر يكلف و غير القادر لا يكلف مثل العلماء الإنسان الذي عنده عبد مبصر يكلفه بتنقيط المصحف و تشكيله و من عنده عبد أعمى لا يكلفه هذا يكلفه لأنه قادر يستطيع أن يشكل المصحف و يضع النقط  العبد الأعمى لا يكلف لأن هذا قادر و الآخر غير قادر و الله سبحانه لا يكلف إلا القادر ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ( لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها ) و كونه يترك الأوامر و يفعل النواهي و يفعل الشرك باختياره ليس حجة له ليس القدر حجة له و إنما الذين يحتجون بالقدر هم المشركية من طوائف المجوس فإن طوائف القدرية ثلاث: الطائفة الأولى النفاة وهم المجوسية الذين نفوا القدر و قالوا إن أفعال العباد مخلوقة لهم و الله لم يخلقها و لا شاءها و لا أرادها, فالعابد هو الذي يخلق فعله طاعة و معصية في شبهة عرضت لهم و هو اعتقاد أنه لو كان الله خلق المعصية و عذب بها لكان ظالما فلذلك قالوا بأن العبد هو الذي يخلق فعل نفسه فإذا فعل المعصية يعذب على ما فعله و إذا فعل الطاعة يجب على الله أن يثيبه كما يستحق الأجير أجرته هكذا يقولون. و الطائفة الثانية المشركية الذين يحتجون بالقدر على شركهم و هم الجهمية و الصوفية كلهم يحتجون بالقدر. الطائفة الثالثة الإبليسية هم الذين شيخهم إبليس الذين آمنوا بالشرع و آمنوا بالقدر و قالوا إن الرب متناقض تعالى الله عما يقولون الطائفة المجوسية آمنوا بالشرع بالأمر و النهي و كذبوا بالقدر و الطائفة المشركية و هم الجبرية آمنوا بالقدر و كذبوا بالشرع و الإبليسية الطائفة الثالثة و شيخهم إبليس آمنوا بالأمرين جميعا و لكن قالوا إن الرب متناقض طعنوا في حكمة الرب تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا هؤلاء هم الذين يقادون إلى النار كما قال ابن القيم في القدرية " أن هؤلاء خصوم الله يقادون إلى الله طرا معشر القدرية " نسأل الله السلامة و العافية. فالكاتب يقول للمؤلف شيخ الإسلام , شيخ الإسلام يخاطب مطوع ثرمداء يقول له " قولك الآيات التي في الاحتجاج بالقدر كقوله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} الآية ثم قلت فإياك والاقتداء بالمشركين في الاحتجاج على الله ! وحسبك من القدر الإيمان به " الإيمان به يعني الإيمان باللفظ لا يكفي الإيمان بمراتبه مراتب القدر و هي العلم ثم الكتابة ثم المشيئة و الإرادة ثم الخلق و الإيجاد و كذلك فعل الأسباب لا بد منها الإنسان مأمور الله تعالى جعل للجنة أسباب كالإيمان و التوحيد من أسباب دخول الجنة و الكفر و المعاصي من أسباب دخول النار فلا يكفي لا بد أن نؤمن بالقدر و نعمل و لما قيل للنبي صلى الله عليه و سلم هل يعمل العباد بشيء قضي أو بشيء يستقبل و يستأنف فقال بل بشيء مضى قالوا يا رسول الله ففيما العمل أفلا نتكل على كتابنا و ندع العمل فقال صلى الله عليه و سلم ( لا, اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فسييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فسييسرون لعمل أهل الشقاوة ) ثم قرأ قوله تعالى ( فأما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنى فسنيسره لليسرى و أما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) فهذا الكاتب الذي كتب الشيخ يقول له إياك و الاقتداء بالمشركين في الاحتجاج على الله و حسبك من القدر الإيمان به قال الشيخ " فالذي ذكرنا في تفسير هذه الآيات غير المعنى الذي أردت فراجعه وتأمله بقلبك فإن اتضح لك وإلا فراجعني فيه لأنه كلام طويل " هذا كلام مجمل للشيخ لم يبين لكن كما سبق الاحتجاج بالقدر هذا إنما هو من عمل المشركين و طريقة المرجئة و طريقة الجبرية من الصوفية و الجهمية و الأشاعرة كلهم يقومون بالجبر, و الواجب على المسلم أن يؤمن بالقدر و بالشرع جميعا و أن يؤمن بقضاء الله وقدره و يؤمن بقدر مراتبه الأربع, و يؤمن بأن الله قد أوجب عليه شرعا بأن يعمل الأوامر و يجتنب النواهي و أن الله كلف العباد و لكنه لم يكلفهم إلا بما يطيقون و العاجز لا يكلف و لا يقول الإنسان أنه يؤمن بالقدر باللفظ فقط تؤمن بالقدر اعمل و القدر شأن الله في خلقه و أنت ما تدري ماذا كتب في القدر أنت عبد مأمور بجهاد نفسك على الإيمان و العمل الصالح أما القدر هذا شأن الله في خلقه القدر شأن الله ليس من اختصاصك هذا من اختصاص الله اختص الله به أنت مأمور بالعمل {أرسل الله إليك الرسول و أنزل عليك الكتاب لتعمل و تمتثل الأوامر و تجتنب النواهي أما القدر فلست مأمورا بأن تنظر إليه و لكنك مأمور بأن تؤمن به و تعمل .

 

 

( متن )

العاشرة : وأخرناها لشدة الحاجة إليها قولك إن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقروا بتوحيد الربوبية ثم أوردت الأدلة الواضحة على ذلك وإنما قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند توحيد الألوهية ولم يدخل الرجل في الإسلام بتوحيد الربوبية إلا إذا انضم إليه توحيد الألوهية. فهذا كلام من أحسن الكلام وأبينه تفصيلاً ولكن العام لما وجّهنا إليه إبراهيم،كتبوا له علماء سدير مكاتبة وبعثها لنا وهي عندنا الآن ولم يذكروا فيها إلا توحيد الربوبية فإذا كنت تعرف هذا فلأي شيء ما أخبرت إبراهيم ونصحته إن هؤلاء ما عرفوا التوحيد وإنهم منكرون دين الإسلام. وكذلك أحمد بن يحيى راعي رغبة عداوته لتوحيد الألوهية والاستهزاء بأهل العارض لما عرفوه وإن كان يقرُّ به أحياناً عداوة ظاهرة لا يمكن أنها لا تبلغك. وكذلك ابن إسماعيل إنه نقض ما أبرمت في التوحيد وتعرف أن عنده الكتاب الذي صنفه رجل من أهل البصرة كله من أوله إلى آخره في إنكار توحيد الألوهية وأتاكم به ولد محمد بن سليمان راعي وثيثية وقرأه عندكم وجادل به جماعتنا وهذا الكتاب مشهور عند المويس وأتباعه مثل ابن سحيم وابن عبيد يحتجون به علينا ويدعون الناس إليه ويقولون هذا كلام العلماء فإذا كنت تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قاتل الناس إلا عند توحيد الألوهية وتعلم أن هؤلاء قاموا وقعدوا ودخلوا وخرجوا وجاهدوا ليلاً ونهاراً في صد الناس عن التوحيد يقرؤون عليهم مصنفات أهل الشرك لأي شيء لم تظهر عداوتهم وأنهم كفار مرتدون فإن كان باين لك أن أحداً من العلماء لا يكفّر من أنكر التوحيد أو أنه يشك في كفره فاذكره لنا وأَفِدْنا .

 وإن كنت تزعم أن هؤلاء فرحوا بهذا الدين وأحبوه ودعوا الناس إليه ولما أتاهم تصنيف أهل البصرة في إنكار التوحيد كفّروه وكفّروا من عمل به وكذلك لما أتاهم كتاب ابن عفالق الذي أرسله المويس لابن إسماعيل وقدم به عليكم العام وقرأه على جماعتكم يزعم فيه أن التوحيد دين ابن تيمية وأنه لما أفتى به كفّره العلماء وقامت عليه القيامة إن كنت تقول ما جرى من هذا شيء فهذا مكابرة. وإن كنت تعرف أن هذا هو الكفر الصراح والردة الواضحة ولكن تقول أخشى الناس فالله أحق أن تخشاه ولا تظن أن كلامي هذا معاتبة وكلام عليك فو الله الذي لا إله إلا هو إنه نصيحة لأن كثيراً ممن واجهناه وقرأ علينا يتعلم هذا ويعرفه بلسانه, فإذا وقعت المسألة لم يعرفها بل إذا قال له بعض المشركين نحن نعرف أن رسول الله لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، وأن النافع الضار هو الله يقول جزاك الله خيراً ويظن أن هذا هو التوحيد ونحن نعلّمه أكثر من سنة أن هذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون .

فالله الله في التفطن لهذه المسألة فإنها الفارقة بين الكفر والإسلام. ولو أن رجلاً قال شروط الصلاة تسعة ثم سردها كلها فإذا رأى رجلاً يصلي عرياناً بلا حاجة أو على غير وضوء أو لغير القبلة لم يدر أن صلاته فاسدة لم يكن قد عرف الشروط ولو سردها بلسانه ولو قال الأركان أربعة عشر ثم سردها كلها ثم رأى من لا يقرأ الفاتحة ومن لا يركع ومن لا يجلس للتشهد ولم يفطن أن صلاته باطلة لم يكن قد عرف الأركان ولو سردها فالله الله في التفطن لهذه المسألة ولكن أشير عليك بعزيمة أنك تواصلنا ونتذاكر معك وكذلك أيضاً من جهة البدع قيل لي: إنك تقول فيها شيئاً ما يقوله الذي هو عارف مسألة البدع .

 وصلى الله على محمد وآله وسلم .

 

 

( شرح )

هذه المسألة العاشرة يقول الشيخ رحمه الله أخرناها لشدة الحاجة إليها و خلاصتها أن التوحيد نوعان توحيد الربوبية وهو توحيد الله بأفعاله و.... كالإماتة و الإحياء و تسبيب الأسباب و إنزال المطر , و هذا قد أقر به المشركون هذا أمر فطري قد أقرت به جميع الأمم و لهذا الرسل ما دعوا إليه لأن الناس مقرون به و هذا لا يكفيه للدخول في الإسلام و الثاني توحيد الألوهية و هو توحيد الله بأفعالك أنت أيها العبد بالصلاة و الصيام و الحج و الذبح و النذر, و هذا هو الذي تقع فيه الخصومة بين الأنبياء و أممهم فمن أقر بتوحيد الربوبية و لم يقر بتوحيد الألوهية فليس بمسلم هذا خلاصة الجواب , خلاصة الجواب أن الشيخ رحمه الله يبين له أن الذي يقر بتوحيد الربوبية و لا يقر بتوحيد الألوهية لا يكون مسلما, لأنه ما عبد الله, فتوحيد الألوهية هو الذي فيه الخصومة بين الرسل و بين أممهم و أما الربوبية فهو أمر فطري فالشيخ يبين له أنه من أنكر توحيد الألوهية فهو كافر و لا بد من تكفيره لأن من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر مثلهم و لأن من لم يكفر المشركين لم يكفر بالطاغوت و لم يؤد أحد الركنين كلمة التوحيد لا إله إلا الله , لأن لا إله إلا الله قائمة على أصلين الأصل الأول الكفر بالطاغوت و هو البراءة من كل معبود سوى الله " لا إله " نفي جميع المعبودات من دون الله و الثاني الإيمان بالله و هو الأصل الثاني في قولك " إلا الله " فلا بد من الأمرين الكفر بالطاغوت و لا بد من الإيمان بالله فلابد للمسلم أن ينكر الشرك و يكفر المشركين و يعتقد أنهم على باطل و لابد أن يوحد الله, فكلمة التوحيد "لا إله إلا الله " فيها أصلان فيها كفر بالطاغوت في قولك " لا إله " و إيمان بالله في قولك " إلا الله " قال الله تعالى ( فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها و الله سميع عليم ) و الكفر بالطاغوت في قول " لا إله " هذا كفر بالطاغوت و معناه البراءة من كل معبود سوى الله و إنكار عبادة ما سوى الله و تكفير من فعلها و بغضهم و عداوتهم هذا هو التخلية قبل التحلية فيها تخلية و تحلية التخلية " لا إله " أن تتخلى عن الشرك و تكفر المشركين و تتبرأ منهم و من عبادتهم ثم تتحلى بالإيمان و التوحيد إلا الله تخلية ثم تحلية تخلية قبل التحلية, هذا هو خلاصة هذه المسألة أن من أنكر توحيد الألوهية ليس بمسلم و أن الاقرار بتوحيد الربوبية لا يكفي في الإسلام ولا يدخله في الإسلام لأن النبي صلى الله عليه و سلم قاتل المشركين و استحل دماءهم و أموالهم و هم يقرون بتوحيد الربوبية مقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت لأنهم أنكروا توحيد الألوهية حيث أشركوا مع الله غيره و لم يوحدوا الله في العبادة بأنواعها الذبح و النذر و الصلاة  الصيام و الزكاة و الحج و الرغبة و الرهبة و الخوف و الرجاء و التوكل و الإنابة والطواف بالبيت و الرجاء و الخوف إلى آخره من أنواع العبادات. يقول المؤلف رحمه الله " العاشرة : وأخرناها لشدة الحاجة إليها قولك إن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقروا بتوحيد الربوبية " نعم قد أقروا و لكن ما أدخلهم هذا الإقرار في الإسلام لأن الإسلام لابد الإقرار من توحيد الألوهية مع الالتزام و العمل به مع توحيد الربوبية كلها لابد منها, فمن أقر بالربوبية و لم يقر بالألوهية من وحد الله في الربوبية ومن وحد الله في الألوهية ليس بمسلم و من وحد الله في الألوهية و لم يوحده في الربوبية ليس بمسلم و من وحد الله بالربوبية و لم يوحده بالأسماء و الصفات ليس بمسلم لابد من أنواع التوحيد الثلاثة كلها متلازمة لابد من توحيد الله في الربوبية و توحيد الله في الأسماء و الصفات و توحيد الله في الألوهية لكن الرسل دعوا إلى توحيد الألوهية لأنه هو الذي فيه النزاع وهو الذي عليه الخصومة, أما توحيد الربوبية و توحيد الأسماء و الصفات هذان النوعان من التوحيد هما وسيلة لتوحيد الألوهية لم ينكرهما أهل الشرك فلهذا لم يكن هناك حاجة إلى دعوة الناس إليها ما دعت الرسل إلى هذين النوعين لأنهم مقرون بهما قال المؤلف " العاشرة : وأخرناها لشدة الحاجة إليها قولك إن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقروا بتوحيد الربوبية " هذا صحيح " ثم أوردت الأدلة الواضحة على ذلك وإنما قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند توحيد الألوهية " هذا هو الصحيح لأنهم يذبحون لغير الله و ينذرون لغير الله و منهم من يعبد الأصنام و منهم من يعبد الأشجار و الأحجار و منهم من يعبد القمر و منهم من يعبد الشمس و منهم من يعبد الملائكة و منهم من يعبد الصالحين و منهم من يعبد الأنبياء " وإنما قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند توحيد الألوهية ولم يدخل الرجل في الإسلام بتوحيد الربوبية إلا إذا انضم إليه توحيد الألوهية, فهذا كلام حسن من أحسن الكلام وأبينه تفصيلاً " الشيخ رحمه الله أقره على هذا الكلام الحسن و بين الكلام الباطل, فقوله إن الرجل لا يدخل في الإسلام بتوحيد الربوبية إلا إذا انضم إليه توحيد الألوهية هذا كلام حسن هذا هو الصحيح هذا هو الصواب و لهذا المؤلف رحمه الله صوبه قال " ولكن العام " يعني العام الماضي " لما وجّهنا إليه إبراهيم،كتبوا له علماء سدير " ,الأصل أن يقول كتب له علماء سدير لكن هذه لغة قليلة تسمى لغة أكلوني البراغيث و هي أن يجمع بين الظاهر و المؤول, كتبوا علماء أصلها كتب علماء , و منه قوله تعالى في  سورة إبراهيم ( و أسروا النجوى الذين ظلموا ) و قوله عليه الصلاة و السلام ( يتعاقبون فيكم ملائكة في الليل و ملائكة في النهار ) يسمونها النحاة لغة أكلوني البراغيث أصلها أكلني تسمى هكذا فجمعوا بين الظاهر و المؤول, فالشيخ قال " لما وجّهنا إليه إبراهيم " من إبراهيم هذا ما ندري " كتبوا له علماء سدير مكاتبة وبعثها لنا وهي عندنا الآن ولم يذكروا فيها إلا توحيد الربوبية " يعني لم يذكر توحيد الألوهية, إذن ما يكون هناك إسلام " ما ذكر إلا توحيد الربوبية, فإذا كنت تعرف هذا فلأي شيء ما أخبرت إبراهيم ونصحته أن هؤلاء ما عرفوا التوحيد " ما يكفي هذا قال " وإنهم منكرون دين الإسلام " نسأل الله السلامة و العافية دين الإسلام هو إفراد الله بالعبادة قال " وكذلك أحمد بن يحيى راعي رغبة " بلدة رغبة بعضها في سدير " عداوته لتوحيد الألوهية والاستهزاء بأهل العارض لما عرفوه " يعني يحذر من هذا الرجل الذي يعادي توحيد الألوهية و يستهزئ بالموحدين " وإن كان يقرُّ به أحياناً " أحيانا يقر بتوحيد الألوهية " عداوة ظاهرة لا يمكن أنها لا تبلغك " يعني خذ حذرك منه لأنه يقر بتوحيد الربوبية و يستهزئ بتوحيد الألوهية قال " وكذلك ابن إسماعيل, إنه نقض ما أبرمت في التوحيد وتعرف أن عنده الكتاب الذي صنفه رجل من أهل البصرة كله من أوله إلى آخره في إنكار توحيد الألوهية " فإذا كان أخذ هذا الكتاب الذي فيه إنكار توحيد الألوهية فمعنى أنه أقر الشرك و من أقر الشرك فهو مشرك من صحح مذهبهم فهو كافر مثلهم و من شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر مثلهم فإذا كان عنده هذا الكتاب الذي صنفه رجل من أهل البصرة أقره كان مشركا في هذه الحالة, قال " وأتاكم به ولد محمد بن سليمان راعي وثيثية " كذلك قرية هناك في سدير هو الذي أتى بهذا الكتاب الذي فيه إنكار توحيد الألوهية " وقرأه عندكم وجادل به جماعتنا " يعني فيه إقرار لتوحيد الربوبية و إنكار لتوحيد الألوهية " وهذا الكتاب مشهور عند المويس وأتباعه " هذا كله من أسلوب الدعوة أسلوب الشيخ " ومثل ابن سحيم وابن عبيد يحتجون به علينا ويدعون الناس إليه ويقولون هذا كلام العلماء " كلام أهل البصرة ينكر توحيد الألوهية يحتجون على الشيخ يقولون هذا كلام العلماء هذا الرجل من أهل البصرة ما يعرف التوحيد ليس من العلماء أهل الحق ليس كل من يقرأ أو يكتب أو قرأ كلام بعض العلماء يكون من العلماء و أئمة التوحيد أهل الضلال لهم علماء أهل الشرك عندهم علوم قال الله تعالى ( فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم و حاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) قال " وهذا الكتاب مشهور عند المويس وأتباعه مثل ابن سحيم وابن عبيد يحتجون به علينا ويدعون الناس إليه ويقولون هذا كلام العلماء " هذا كلام العلماء الذي فيه إنكار توحيد الألوهية "  فإذا كنت تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قاتل الناس إلا عند توحيد الألوهية وتعلم أن هؤلاء قاموا وقعدوا ودخلوا وخرجوا وجاهدوا ليلاً ونهاراً في صد الناس عن التوحيد " هؤلاء المشركون صدوا أنفسهم و صدوا غيرهم و هم أشد, فالكافر الذي يمتنع بنفسه عن التوحد هذا كافر و الذي يمنع نفسه عن التوحيد و يصد الناس عن التوحيد هذا أشد عذابا لأنه لا يقبل التوحيد في نفسه و يصد الناس عنه قال تعالى ( الذين كفروا و صدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ) نسأل الله السلامة و العافية, فهم أشد فالمؤلف يقول إذا كنت عرف أن النبي صلى الله عليه و سلم ما قاتل الناس إلا عند توحيد الألوهية وتعلم أن هؤلاء قاموا وقعدوا ودخلوا وخرجوا وجاهدوا ليلاً ونهاراً " في أي شيء ؟ " في صد الناس عن التوحيد " مثل ما فعل المنصرون الآن الذين يدعون إلى النصرانية و مثل ما يفعلون الشيعة و الرافضة و غيرهم و النصيرية في دعوتهم إلى دينهم الباطل هؤلاء كلهم يصدون الناس عن دين الله " قاموا وقعدوا ودخلوا وخرجوا وجاهدوا ليلاً ونهاراً في صد الناس عن التوحيد يقرؤون عليهم مصنفات أهل الشرك " مثل هذه المصنفات التي جاءت من البصرة في قوله يقرر توحيد الربوبية و ينكر توحيد الألوهية " يقرؤون عليهم مصنفات أهل الشرك لأي شيء لم تظهر عداوتهم وأنهم كفار مرتدون " ينكر عليهم, لماذا لم تنكر عليهم ما داموا ينكرون توحيد الألوهية و ينهون الناس و يصدونهم عن توحيد الألوهية هؤلاء كفار مرتدون عليك أن تظهر عداوتهم و لا تجوز موالاتهم فالشيخ ينكر عليه يقول لماذا لم تنكر عليهم لماذا تواليهم و هم كفار لماذا لم تظهر عداوتهم و أنهم كفار مرتدون لأن من لم يكفر الكافر أو شك في كفره أو صحح مذهبه فهو كافر مثله هذه من نواقض الإسلام , اعتقاد أن الكفار أنهم على دين باطل و أنهم كفار و أنه من أهل النار لابد من هذا فإن قال شخص أنا موحد أدعوا الله و أعبد الله و أؤدي ما أوجب الله علي و لكن ما أقول شيئا في اليهود و النصارى ماذا تقول فيهم ؟ قال ما أقول شيئا يمكن أنهم على دين أنا ما أقول فيهم شيءئا هذا كافر لأنه ما كفر المشركين و من لم يكفر المشركين معناه لم يكفر بالطاغوت لأن الكفر بالطاغوت كفر بالمشركين كلمة التوحيد قائمة على أصلين الكفر بالطاغوت و الإيمان بالله و من الكفر بالطاغوت تكفير المشركين و اليهود و النصارى و اعتقاد أنهم على دين باطل أما المعاملة شيء آخر إن كانوا حربيين فهؤلاء يقاتلون و إن كانوا ذميين أو دخلوا البلاد بعهد و أمان فدماؤهم معصومة و أموالهم معصومة و من قتل معاهدا لم يذق رائحة الجنة, لكن لابد أن تعتقد أنهم كفار بعض الصحفيين الآن يكتبون في الصحف يقولون نحن ما نعادي إلا الكفار الذين يقاتلوننا ما نعاديهم هؤلاء ما كفروا بالطاغوت بل نعاديهم نعادي كل كافر سواء مقاتل أو غير مقاتل نعتقد أنه عدو لله, قال تعالى ( من كان عدوا لله و ملائكته و رسله فإن الله عدو للكافرين ) كل كافر عدو لله و لرسوله و للمؤمنين سواء حربي أو غير حربي, هذا ما وحد الله, بل نعاديه و نعتقد أنه عدو و نبغضه و نكفره و نعتقد أنه على دين باطل, أما المعاملة شيء آخر, الرسول صلى الله عليه و سلم عامل المشركين و مات وعنده رهينة عند يهودي و اشترى غنما من مشرك , التعامل شيء آخر إذا كانوا حربيين نعم ما بيننا و بينهم إلا القتال مثل اليهود الذين يقاتلون المسلمين أما إذا كانوا ذميين تحت الدولة الإسلامية يدفعون الجزية فهؤلاء دماؤهم معصومة و أموالهم معصومة أو دخل البلاد بعهد و أمان فهؤلاء دماؤهم معصومة لكن مع ذلك نعتقد أنهم أعداء لله و أنهم كفار و أنهم على دين باطل لابد من الاعتقاد هذا, و يقول الشيخ رحمه الله ينكر عليه يقول " إذا كنت تعرف أن النبي صلى الله عليه و سلم ما قاتل الناس إلا عند توحيد الألوهية وتعلم أن هؤلاء قاموا وقعدوا ودخلوا وخرجوا وجاهدوا ليلاً ونهاراً ليصدوا الناس عن التوحيد ويدعوهم إلى الشرك لأي شيء لم تظهر عداوتهم و أنهم كفار مرتدون " أين توحيدك أين إيمانك كأن الشيخ يقول ما يصح إيمانك و لا توحيدك حتى تظهر عداوتهم و تعتقد أنهم أعداء و أنهم كفار و أنهم مرتدون, و إلا فلا يصح توحيدك و لا إيمانك.  قال المؤلف رحمه الله "  فإن كان بائن لك أن أحداً من العلماء لا يكفّر من أنكر التوحيد أو أنه يشك في كفره فاذكره لنا وأَفِدْنا " هات أن أحدا من العلماء لا يكفر من أنكر التوحيد ما فيه إلا علماء الضلالة علماء الشرك أما علماء الحق علماء التوحد يكفروا من أنكر التوحيد و كذلك من شك في كفره فهو كافر لأن هذا من الكفر بالطاغوت و الكفر بالطاغوت أن تكفر من أنكر التوحد و تكفر من شك في كفره أيضا, فإن لم يكفره الإنسان و لم يشك في كفره فهو كافر مثله لأنه لا يكفر بالطاغوت و لم يحقق كلمة الحق كلمة التوحيد لا إله إلا الله, الشيخ ينكر عليه يقول إذا كنت تعرف أحدا من العلماء لا يكفر من أنكر التوحيد أو شك في كفره هات و أفدنا عالما لم يكفر من أنكر التوحيد لا تجد أنت لماذا لم تكفر هذا الذي  أنكر التوحيد و صد الناس عن دين الله لماذا لم تكفره لماذا لم تظهر و تعتقد أنه كافر مرتد و لماذا لم تظهر عداوته و تعتقد أنه عدو لله و لرسوله و للمؤمنين " فإذا كان بائن لك أن أحداً من العلماء لا يكفّر من أنكر التوحيد أو أنه يشك في كفره فاذكره لنا وأَفِدْنا " هات لكن لن يجد "وإن كنت تزعم أن هؤلاء فرحوا بهذا الدين وأحبوه ودعوا الناس إليه ولما أتاهم تصنيف أهل البصرة في إنكار التوحيد كفّروه وكفّروا من عمل به " فإنهم موحدون على هذا إذا كنت تعلم أن هؤلاء فرحوا بهذا الدين و أن الله تعالى من عليم بهذا الدين و فرحوا به و أحبوه و دعوا الناس إلى التوحيد و لما أتاهم مصنف في إنكار التوحيد كفروا صاحب هذا المصنف الذي أنكر التوحيد و كفروا من عمل به إن كانوا كذلك فهو على الحق "  وكذلك لما أتاهم كتاب ابن عفالق الذي أرسله المويس لابن إسماعيل وقدم به عليكم العام وقرأه على جماعتكم يزعم فيه أن التوحيد دين ابن تيمية وأنه لما أفتى به كفّره العلماء وقامت عليه القيامة " هذا كله من خصوم الدعوة ابن عفالق و ابن مويس و ابن إسماعيل قدم به العام الماضي و قرأه على جماعتكم يزعم في هذا الكتاب أن التوحيد دين ابن تيمية فقط و ما عدا ابن تيمية دينه الشرك و أن التوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة هذا دين ابن تيمية و أما غير ابن تيمية فإنهم يرون أن دعاء المقبورين و الذبح لهم و النذر لهم ليس شركا و إنما هو وسيلة و تشفع و محبة, وأنه لما أفتى به كفّره العلماء وقامت عليه القيامة لأنه هو المبطل و الناس كلهم على حق إلا ابن تيمية هكذا يقول " إن كنت تقول ما جرى من هذا شيء فهذا مكابرة " الشيخ يقول هذا شيء واقع " وإن كنت تعرف أن هذا هو الكفر الصراح والردة الواضحة ولكن تقول أخشى الناس فالله أحق أن تخشاه " الشيخ رحمه الله يبين له و يجادله يقول إن كنت تقول ما جرى من هذا شيء غير صحيح هذه مكابرة لأن هذا واقع يعرفه الخاص و العام أنه لما أتاهم الكتاب و قرأه عليهم قالوا هذا دين ابن تيمية و أن ابن تيمية لما أفتى بالتوحيد كفره العلماء و قامت عليه القيامة إن كنت تقول ما جرى من هذا شيء قال الشيخ هذه مكابرة و إن كنت تعلم أن هذا هو الكفر الصراح كفر صريح من أنكر التوحيد و الردة الواضحة ولكن تقول أنا ما أقدر أخشى الناس فالله أحق أن تخشاه تخشى الناس في السكوت عمن أنكر التوحيد هذا دينك هو رأس المال

 الدين رأس المال فاستمسك به                                 فضياعه من أعظم الخسران

 " وإن كنت تعرف أن هذا هو الكفر الصراح والردة الواضحة ولكن تقول أخشى الناس فالله أحق أن تخشاه ولا تظن أن كلامي هذا معاتبة وكلام عليك " يقول الشيخ لا تظن أني أعتب عليك يعني أسخر بك و أستهزأ بك  أريد أن أشهر بك و أريد أن أبين عيوبك و أفضحك بين الناس يقول لا الشيخ ما أردت إلا النصيحة حلف  و قال " فو الله الذي لا إله إلا هو إنه نصيحة " الشيخ من نصحه يبين يقول لا تظن أن كلامي هذا معتبة و كلام عليك أني أعتب عليك و ألومك و توبيخ لك وتنقيص من قدرك لا " فو الله الذي لا اله إلا هو إنه نصيحة " قال المؤلف رحمه الله " لأن كثيراً ممن واجهناه وقرأ علينا يتعلم هذا ويعرفه بلسانه " كثيرا من الذين التقى بهم الشيخ كثيرا ممن واجهنا يعني لقينا و قرأ علينا كان يعلم هذا و يعرفه بلسانه قال " فو الله الذي لا إله إلا هو إنه نصيحة لأن كثيراً ممن واجهناه " يعني قابلنا " وقرأ علينا يتعلم هذا ويعرفه بلسانه " قال " فإذا وقعت المسألة لم يعرفها بل إذا قال له بعض المشركين نحن نعرف أن رسول الله لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وأن النافع الضار هو الله يقول جزاك الله خيراً ويظن أن هذا هو التوحيد " هذا توحيد الربوبية ما يكفي يعني إذا قال له بعض المشركين نعرف أن رسول الله لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا و أن النافع و الضار هو الله يقول جزاك الله خير هذا هو التوحيد هذا توحيد الربوبية اعتقاد أن النافع  الضار هو الله و أن الرسول صلى الله عليه و سلم ليس هو النافع و الضار لا يملك لنفسه النفع و الضر يقول " فإذا قلنا له هذا قال جزاك الله خير هذا هو التوحيد و يظن أن هذا هو التوحيد ونحن نعلّمه أكثر من سنة أن هذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون " و مع ذلك لم ينتفع أكثر من سنة يقول نعلمه أن هذا هو توحيد الربوبية هذا يكفي لدخول الناس حتى يوحد الله في الألوهية " ونحن نعلّمه أكثر من سنة أن هذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون " ثم قال المؤلف " فالله الله في التفطن لهذه المسألة فإنها الفارقة بين الكفر والإسلام " هذا تحريض من الشيخ تحضيض حض الله الله أحضكم و انتبهوا و تفطنوا لهذه المسألة ما هي المسألة ؟ أن الإقرار بتوحيد الربوبية لا يكفي في الإسلام حتى يوحد الله في الألوهية و أن من وحد الله في الربوبية و لم يوحده في الألوهية لا يكون مسلما و الفارق بين المسلم و الكافر هو توحيد الألوهية من وحد الله في ألوهيته فهو مسلم و من لم يوحد الله في الألوهية و لم يوحد الله في الربوبية فهو كافر , الشيخ رحمه الله يقول فالله الله تحريض و إغراء في التفطن لهذه المسألة ما هي المسألة ؟ الفرق بين توحيد الألوهية و توحيد الربوبية و أن من أقر بتوحيد الربوبية و لم يقر بتوحيد الألوهية فليس بمسلم و من أقر بتوحيد الألوهية مع توحيد الربوبية فهو مسلم " فالله الله في التفطن لهذه المسألة فإنها  الفارقة بين الكفر و الإسلام " و المؤلف يريد أن يضرب أمثلة يقول الإنسان إذا قال بلسانه أنا أقر بتوحيد الألوهية و أقر بتوحيد الربوبية ثم لما وقع الشرك ما يعرفه ما عرف و هو ضرب مثال قال " ولو أن رجلاً قال شروط الصلاة تسعة ثم سردها  " و من شروط الصلاة ستر العورة و من شروط الصلاة استقبال القبلة فإذا واحد قيل له ما هي شروط الصلاة قال تسعة و عدها و قال منها ستر العورة و منها استقبال القبلة ثم لما رأى رجلا يصلي إلى غير القبلة ما عرف صلاته صحيحة أم غير صحيحة هذا عرف الشروط ؟ ما عرفها رأى رجلاً يصلي عرياناً و ما عرف صلاته صحيحة أو غير صحيحة طيب أنت سردتها الآن كيف سردتها ؟ سردتها بلسانك و لم تفهم معناها مثل من يقول لا إله إلا الله بلسانه و لا يعرف معناها ما يكفي السرد حتى تفهم المعنى كيف تقول شروط الصلاة تسعة و ترى من يصلي عريانا و لا تدري هل صلاته صحيحة أم غير صحيحة أو رجل يصلي إلى الشرق و القبلة إلى الغرب و تقول ما أدري هل صلاته صحيحة أو غير صحيحة طيب أنت تقول شروط الصلاة تسعة كيف تعدها و لا تدري كذلك يقول الواجب توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ثم  إذا وقع شخص في الشرك يقول ما أدري هل هو مسلم أو غير مسلم أنت طيب ما عرفت توحيد الألوهية لو عرفت توحيد الألوهية لعرفت أنه غير مسلم لأنه ما وحد الله في الألوهية هذه أمثلة ضربها الشيخ من المسائل الفقهية الفرعية قال " ولو أن رجلاً قال شروط الصلاة تسعة ثم سردها ثم رأى رجلاً يصلي عرياناً بلا حاجة أو على غير وضوء أو لغير القبلة لم يدر أن صلاته فاسدة لم يكن قد عرف الشروط ولو سردها بلسانه " ما عرف الشروط إذا كان من شرط الصلاة استقبال القبلة و ستر العورة أو الوضوء و رأى رجلا يصلي من غير وضوء قال ما أدري هل صلاته صحيحة أم فاسدة و أنا أعرف أن شروط الصلاة تسعة كيف تعرف بلسانك تسردها و لا تفقه معناها ما يفيد مثل من يقول لا إله إلا الله بلسانه و لا يعرف معناها أنها تنفي الشرك و لهذا بعض المشركين الآن يطوفون بالقبور و هو يقول لا إله إلا الله و يذبح و ينذر لأنه لا يدري ما معناها بخلاف المشركين الأوائل في زمن النبي صلى الله عليه و سلم كفار قريش لما قال لهم ( كلمة إذا قلتموها ملكتم بها العرب و دانت لكم بها العجم ) قال أبو جهل كلمة واحدة لأعطينك منها عشرة هات فقال ( هي لا إله إلا الله ) فرفض و نقص على عقبيه ينفض يديه و يقول ( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ) يعرف أنه التوحيد و لهذا قال الشيخ " لا خير في رجل الجهال و الكفار أعرف منه بمعنى لا إله إلا الله " هم يعرفون معنى لا إله إلا الله وهؤلاء يطوفون بالقبور و هم يقولون لا إله إلا الله لا يدرون ما معناها يدعون الميت يقولون لا إله إلا الله يذبح للأموات و يقول لا إله الا الله لأنه لا يدري ما معناها لكن كفار قريش لا يرفض و لا يدخل الإسلام حتى يكون عنده استعداد لترك الشرك بجميع أنواعه يدخل في الإسلام " ولو قال الأركان أربعة عشر " أركان الصلاة أربعة عشر " ثم سردها كلها " و منها الفاتحة " ثم رأى من لا يقرأ الفاتحة ومن لا يركع ومن لا يجلس للتشهد ولم يفطن أن صلاته باطلة لم يكن قد عرف الأركان ولو سردها " يعني شخص يقول أركان الصلاة أربعة عشر و عد منها قراءة الفاتحة و الركوع و الرفع منه و الجلوس للتشهد ثم رجل ما قرأ الفاتحة فقيل له صلاته صحيحة أم لا قال ما أدري أنت عديتها الآن أن أركان الصلاة أربعة عشر كيف ما تدري منها قراءة الفاتحة أو رأى شخص لا يركع تركع الركوع فقال صلاته صحيحة أم غير صحيحة قال ما أدري كيف و أنت عديت أن أركان الصلاة أربعة عشر و منها الركوع كيف ما عرفت أو رأى شخص لا يجلس للتشهد و عديت من أركان الصلاة الجلوس للتشهد يكون هذا ما عرف الأركان كذلك الذي يقر بتوحيد الألوهية و لكن إنه إذا وقع الشرك ما يدري أهو على حق أو على باطل أو أنه موحد أو مشرك ما عرف ما فرق بين توحيد الألوهية و الربوبية و لو زعم أنه يفرق بينهما و لهذا قال المؤلف رحمه " ولو قال الأركان أربعة عشر ثم سردها كلها ثم رأى من لا يقرأ الفاتحة ومن لا يركع ومن لا يجلس للتشهد ولم يفطن أن صلاته باطلة لم يكن قد عرف الأركان ولو سردها فالله الله في التفطن لهذه المسألة " تحضيض للتفطن لهذه المسألة و هي الفرق بين الشرك و الإسلام بين توحيد الألوهية و توحيد الربوبية و أن توحيد الربوبية لا يكفي للدخول للإسلام حتى ينضم إليه توحيد الألوهية قال المؤلف " ولكن أشير عليك بعزيمة "بعزيمة و قوة أشير عليك يعني أأكد عليك بعزيمة يعني بقوة العزيمة هي الأمر المؤكد " و لكن أشير اليك بعزيمة أنك تواصلنا  ونتذاكر معك " يعني يكون على اتصال بالشيخ الشيخ يوصيه بأن يكون على تواصل معه حتى يبين له التوحيد و يبين له الشرك حتى يكون على بصيرة " وكذلك أيضاً من جهة البدع " يقول يتكلم مع مطوع ثرمداء " و كذلك أيضا من جهة البدع قيل لي إنك تقول فيها شيئاً ما يقوله الذي هو عارف مسألة البدع " يعني تتكلم في البدع كلاما يدل على أنك ما عرفت البدع ما عرفت البدع معرفة من ينكرها .

 وصلى الله على محمد وآله وسلم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد