شعار الموقع

شرح الرسالة الشخصية_5

00:00
00:00
تحميل
87

(المتن)

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب إلى عبد الرحمن بْنَ عبد الله رسالة أرسلها إِلَى  السويدي عالم من أهل العراق سلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد: ....

فَقَدْ  وصل كتابك وسر الخاطر، جعلك الله من أئمة المتقين ومن الدعاة إِلَى دين سيد المرسلين، وأخبرك أني ولله الحمد متبع وَلَسْتُ بمبتدع، عقيدتي وديني الَّذِي أدين الله به مذهب أهل السُّنَّةِ والجماعة الَّذِي عَلَيْهِ أَئِمَّة الْمُسْلِمِين مثل الْأَئِمَّةِ الأربعة وأتباعهم إِلَى يوم الْقِيَامَة، لكني بينت للناس إخلاص الدين لله، ونهيتهم عن دعوة الأحياء والأموات من الصَّالِحِين، وغيرهم.

(الشرح)

نعم، دعواهم يعني دعائهم.

(المتن)

ونهيتهم عن دعوة الأحياء والأموات من الصَّالِحِين، وغيرهم، وعن إشراكهم فيما يُعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هُوَ حق الله الَّذِي لا يشركه فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل، وَهُوَ الَّذِي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو الَّذِي عَلَيْهِ أهل السُّنَّةِ والجماعة، وبينت لهم أن أول من أدخل الشِّرْك في هَذِهِ الأمة هم الرافضة الملعونة الَّذِينَ يدعون عليًا وغيره ويطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات.

(الشرح)

الرافضة هم أقرب النَّاس إِلَى الشِّرْك يدعون علي، يَقُولُونَ: يا علي فرج كربتي, يا حُسين، وهم أول من بنى عليها القبور، وأول من بنى القباب عَلَى القبور حَتَّىَ إِنَّهُمْ غلوا في القبور، وجعلوا لها حَج، وألف بعض علمائهم كتاب سموه حج المشاهد، وجعل للقبور حَج، وَقَالَ: إِنَّهُ إذا أقبل للقبر فهو محرم كما يحج الحاج، والمعتمِر، يُحرِم إِذَا أقبل عَلَى القبر، يكشف رأسه ويحرم، ثُمَّ بعد ذَلِكَ إذا وصل إلى القبر طاف بهِ سبعة أشواط، ثُمَّ بعده صلى عند القبر ركعتين، ثم ذبح، ثُمَّ حلق رأسه، ويذكر أَنَّهُ يأتي ألوف منهم هكذا من الرافضة وغيرهم يعملون هكذا يحجون، وهو حج المشاهد، ثُمَّ إذا انتهوا هنأ بعضهم بعضًا, قالوا: أعظم الله أجرك, عظم الله مثوبتك, فَإِذا قِيلَ: تبع هَذِهِ الْحجَّة بحجتك إِلَى  بيت الله الحرام قَالَ: لاَّ, ولا بألف حجة, هكذا استحوذ عَلَيْهِم الشَّيْطَان نعوذ بالله, الرافضة أسبق النَّاس فِي الشيعة إِلَى الشِّرْك.

(المتن)

وأنا صاحب منصبٍ فِي قريتي مسموع الكلمة فأنكر هَـذَا بعض الرؤساء لِأَنَّهُ خالف عادة نشئوا عَلَيْهَا وأيضًا ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وغير ذَلِكَ من فرائض الله، ونهيتم عن الربا وشرب المسكر، وأنواع من المنكرات فلم يمكن الرؤساء القدح في هذا وعيبه لكونه مستحسنًا عند العوام.

(الشرح)

يعني ما أنكروا، ما أنكروا شرب الخمر ما أنكروا عدم إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ما أنكروه، بل أنكروا النهي عن الشِّرْك وعن دعاء غير الله هَـذَا أنكروه، أما كونه ينهى عن شرب المسكرات، ينهى عن الزنا، ينهى عن السرقة ويأمر بالصلاة, فَهَذَا معروف عندهم يعرفونه ما ينكرونه, لكن كونه ينهى عن الشِّرْك وَيَدْعُو إلى التوحيد وصرف العبادة لله هذا أنكروه اللي هُوَ أصل الدين وأساس الْمَلَّة.

(المتن)

فجعلوا قدحهم وعداوتهم فيما آمر به من التوحيد وأنهى عنه من الشِّرْك، ولبسوا على العوام أن هَـذَا خلاف ما عليه أكثر النَّاس وكبرت الفتنة جدًا، وأجلبوا علينا بخيل الشَّيْطَان ورجله، منها إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه فضلاً عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع النَّاس إلا من اتبعني.

(الشرح)

من التهم الَّتِي يلصقونها بالشيخ يَقُولُونَ: يكفر جميع النَّاس إلا الَّذِينَ يتبعوه, ومنهم من يَقُول: إِنَّ النَّاس من ستمائة سنة كلهم ما هم عَلَى شَيْء ما هم عَلَى دين, هَـذَا كله يتهمون به الشيخ, والشيخ يَقُول: سبحانك هذا بهتان عظيم، هذا كله حتى ينفروا الناس من الدعوة، قَالُوا : إِنَّ الشيخ كفر النَّاس كلهم إِلاَّ أتباعه وَأَنَّهُ يَقُول: النَّاس كلهم عَلَى ضلال من ستمائة سنة, والشيخ يَقُول: هَـذَا كله بهتان.

(المتن)

ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة. ويا عجبًا كيف يدخل هذا في عقل عاقل هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون، وكذلك قولهم: إِنَّهُ يَقُول لو أقدر أهدم قبة النبي r لهدمتها.

(الشرح)

اتهموه يَقُول: لو أقدر على هدم قبر النبي r لهدمته.

(المتن)

وأما (دلائل الخيرات) فله سبب وذلك أني أشرت على من قبل نصيحتي من إخواني أن لا يصير في قلبه أجلُّ من كتاب الله ويظن أن القراءة فيه أجلُّ من قراءة القرآن، وأما إحراقه.

(الشرح)

" دلائل الخيرات " كتاب كُتب فيه الصلاة عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كذا, يعظمه بعض النَّاس يقرؤونه ويقولون: هَـذَا أفضل من الْقُرْآن, فالشيخ نهاهم, الْقُرْآن لاَّ يَنبَغِي الإنسان أن كان يكون في قلبه شَيْء  أعظم من الْقُرْآن، القرآن كلام الله وهذا جمعه بعض الناس كيف يَقُول إِنَّ قراءة دلائل الخيرات أفضل من قراءة الْقُرْآن، دلائل الخيرات فيه الصلاة على النَّبِيّ r قد يكون فيه شيء مبتدع قد يكون غير مبتدع حَتَّىَ ولو كان صحيح لا يقال هذا أفضل من قراءة الْقُرْآن.

(المتن)

وأما (دلائل الخيرات) فله سبب وذلك أني أشرت على من قبل نصيحتي من إخواني أن لا يصير في قلبه أجل من كتاب الله ويظن أن القراءة فيه أجل من قراءة القرآن، وأما إحراقه والنهي عن الصلاة على النَّبِيّ r بأي لفظ كان فهذا من البهتان.

(الشرح)

أَنَّهُ كونه يحرق, أَنَّهُ أمر بإحراق دلائل الخيرات, وَأَنَّهُ ينهى عَنْ الصلاة عَلَى النَّبِيّ r، وكذلك النهي عن زيارة قبر النَّبِيّ، وهكذا كل هذه من التهم الَّذِي اتهموا الشيخ بها للتنفير من دعوته.

(المتن)

والحاصل أن ما ذكر عنا من الأسباب غير دعوة النَّاس إلى التوحيد والنهي عن الشِّرْك فكله من البهتان، وهذا لو خفي على غيركم فلا يخفى على حضرتكم، ولو أن رجلا من أهل بلدكم ولو كان أحب الخلق إلى النَّاس قام يلزم النَّاس بالإخلاص ويمنعهم من أهل القبور وله أعداء وحساد أشد منه رياسة وأكثر أتباعًا وقاموا يرمونه بما تسمع ويوهمون النَّاس أَن هَـذَا تنقص بَالصَّالِحِين وأن دعوتهم من إجلالهم واحترامهم تعلمون كيف يجري عَلَيْهِ ومع هذا وأضعافه فلابد من الإيمان بما جاء به الرسول ونصرته كما أخذ الله على الأنبياء قبله وَأَنَّهُمْ في قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ)[آل عمران:81].

فَلَمَّا فرض الله الإيمان لَمْ يجز ترك ذَلِكَ وأنا أرجو أَن يكرمك الله بنصر دينه ونبيه وذلك بمقتضى الاستطاعة ولو بالقلب والدعاء وقد قال r : «إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منهُ ما استطعتم».

(الشرح)

الرسول يخاطب الأمة يَقُول: «إِذَا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم, وإِذَا نهيتكم عَنْ شَيْء فاجتنبوه», النواهي اجتنبها, والأوامر افعل ما تستطيع.

(المتن)

«إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منهُ ما استطعتم». فَإِن رأيت عرض كلامي عَلَى من ظننت أَنَّهُ يقبل من إخواننا فَإِن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

(الشرح)

يَقُول: إذا عرضت كلامي على من يقبل من أهل بلدكم تبين له التوحيد لينتشر التوحيد فأنت مأجور، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، من لطف الشيخ رحمه الله.

(المتن)

ومن أعجب ما أجرأ.

(الشرح)

أجرأ يَعْنِي جعلهم يتجرؤون.

(المتن)

ومن أعجب ما أجرأ من الرؤساء المخالفين أني لما بينت لهم كلام الله وما ذكر أهل التفسير في قوله :(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ)[الإسراء:57].

وقوله:( ويقولون هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)[يونس:18]، وقوله:( الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ)[الإسراء:57]، وقولهم:(مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)[الزمر:3]؛ وما ذكر الله من إقرار الكفار في قوله : (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)[يونس:31] الآية وغير ذلك، قالوا القرآن لا يجوز العمل به لنا ولأمثالنا ولا بكلام الرسول ولا بكلام المتقدمين.

(الشرح)

نسأل الله العافية، يَقُول: ما نعمل نحن ولا وأمثالنا، ولا نعمل بكلام الرسول مَن الَّذِي يعمل به؟ يَقُول: هؤلاء العلماء يعملون, نحن نقبل به كلام النَّاس كلام المُقلدين, الَّذِي نقلده نفهم كلامه, نحن ما نفهم كلام الله، ولا كلام الرسول، كلام الله، وكلام الرسول يفهمه الرؤساء، والكبار هم اللي يفهمونه، أَمَّا نَحْنُ نقبل كلامهم اللي يقولونه نأخذه, هذه حجة شيطانية أراد بها أن يصد النَّاس عن كلام الله، وكلام رسوله.

هل قال الله سبحانه وتعالى قَالَ إِنّ الْقُرْآن خاص بأقوام؟ قال:(ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ) [القمر:17].

  (ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﮉ)؛ لم يقل لم يتدبره إلا الرؤساء؟ (ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ) [النساء:82].

(ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) [محمد:24].

(ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭻ) [ص:29].

الناس كلهم, ما هُوَ خاص بفئة دون فئة, هَذِهِ حجة شيطانية يَقُول: ما نفهم القرآن ما نفهم السُّنَّةِ يفهمه الكبار, أَمَّا نَحْنُ نأخذ بكلامهم، هم يعطونا، ونحن نأخذ، هم الَّذِينَ يقرءون القرآن، ويفهمونه، ويعلمونه, أَمَّا نَحْنُ ما نأخذ كلام الله هَذِهِ حجة شيطانية لصد النَّاس عن كلام الله، وكلام رسوله.

(المتن)

قَالُوا: الْقُرْآن لا يجوز العمل به لنا ولأمثالنا ولا بكلام الرسول ولا بكلام المتقدمين، ولا نطيع إلا ما ذكره المتأخرون، قلت لهم أنا أخاصم الحنفي بكلام المتأخرين من الحنفية والمالكي والشافعي والحنبلي كل أخاصمه بكتب المتأخرين من علمائهم الَّذِينَ يعتمدون عَلَيْهِم، فَلَمَّا أبو ذلك نقلت لهم كلام العلماء من كل مذهب وذكرت ما قالوا بعد ما حدثت الدعوة عند القبور والنذر لها فصرفوا ذلك وتحققوه ولم يزدهم إلا نفورًا. وَأَمَّا التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثُمَّ بعد ما عرفه سبه ونهى النَّاس عنه وعادى من فعله فهذا هُوَ الَّذِي أكفره.

(الشرح)

نعم الكافر من عرف دين الرسول ثم سبه وعاداه وعادى أهله يكفره. هذا كافر لا شك، هذا يكفره الشيخ أما قول: أَنَّهُ يكفره عَلَى العموم هَـذَا باطل.

(المتن)

وأكثر الأمة، ولله الحمد ليسوا كذلك.

(الشرح)

أكثر الأمة لا يسبون الدين، ويعادون من سب الدين.

(المتن)

وَأَمَّا القتال فلم نقاتل أحدًا إِلَى  اليوم إلا دون النفس والحرمة وهم الَّذِينَ أتونا في ديارنا.

(الشرح)

وما نقاتل أحد إلا يعتدي علينا، اللي يعتدي عليَّ أقاتل دون نفسي ، ودون عرضي، أَمَّا أني أذهب إليهم أقاتلهم ما قاتلت أحد, إِنَّمَا أقاتل من اعتدى, من اعتدى عليَّ أقاتل هَـذَا دفاع عَنْ النَّفْسِ.

(المتن)

وهم الذين أتونا في ديارنا، ولا أبقوا ممكنا ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة (وجزاء سيئة سيئة مثلها) وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه والسلام.

(الشرح)

رحمه الله نعم

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد