شعار الموقع

شرح الرسالة الشخصية_8

00:00
00:00
تحميل
79

(المتن)

بسم الله الرحمن الرحيم

الذي يعلم من وقف عليه من الإخوان المتَّبعين محمدًا صلى الله عليه وسلم أن ابن صياح سألني عما ينسب إليَّ فطلب مني أن أكتب الجواب، فكتبته:

الحمد لله رب العالمين، أما بعد: ...

فما ذكره المشركون على أني أنهى عن الصلاة على النبي، أو أني أقول: لو أن لي أمرًا هدمت قبة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، أو أني أتكلم في الصالحين، أو أنهى عن محبتهم، فكل هذا كذبٌ وبهتان، افتراه عليَّ الشياطين.

(الشرح)

يعني أنه ينهى عن الصلاة على النبي، وأنه يقول: أهدم القبة.

(المتن)

فما ذكره المشركون على أني أنهى عن الصلاة على النبي، أو أني أقول: لو أن لي أمرًا هدمت قبة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، أو أني أتكلم في الصالحين، أو أنهى عن محبتهم، فكل هذا كذبٌ وبهتان، افتراه عليَّ الشياطين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل، مثل أولاد شمسان، وأولاد إدريس، الذين يأمرون الناس ينذرون لهم وينخونهم ويندبونهم.

(الشرح)

بالنذر؛ الشرك يعني.

(المتن)

وينخونهم ويندبونهم، وكذلك فقراء الشيطان الذين ينتسبون إلى الشيخ عبد القادر، رحمه الله.

(الشرح)

وهم الصوفية، سمونهم الفقراء، الصوفية جمع فقير، يسمى السالك، تسمية إلى عبد القادر الجيلاني الصوفية.

(المتن)

وهو منهم بريء كبراءة علي بن أبي طالب من الرافضة, فلما رأوني آمر الناس بما أمرهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم: أن لا يعبدوا إلا الله، وأن من دعا عبد القادر فهو كافر وعبد القادر منه بريء، وكذلك من نخا الصالحين أو الأنبياء، أو ندبهم أو سجد لهم، أو نذر لهم أو قصدهم بشيء من أنواع العبادة التي هي حق الله على العبيد، وكل إنسانٍ يعرف أمر الله ورسوله لا ينكر هذا الأمر، بل يقرّ به ويعرفه.

وأما الذي ينكره فهو بين أمرين: إن قال: إن دعوة الصالحين واستغاثتهم، والنذر لهم وصيرورة الإنسان فقيرًا لهم أمٌر حسن، ولو ذكر الله ورسوله أنه كفر فهو مصرٌ بتكذيب الله.

(الشرح)

يعني لو ذكر الله ورسوله أن هذا شرك وهو مصرٌ على عبادتهم نقول: هذا شرك.

(المتن)

ولو ذكر الله ورسوله أنه كفر؛ فهو مصرٌ بتكذيب الله ورسوله.

(الشرح)

هذا مشرك.

 (المتن)

ولا خفاء في كفره.

(الشرح)

يعني كفره واضح لكل أحد.

(المتن)

فليس لنا معه كلام. وإنما كلامنا مع رجلٍ يؤمن بالله واليوم الآخر، ويحب ما أحب الله ورسوله، ويبغض ما أبغض الله ورسوله، لكنه جاهلٌ قد لبَّست عليه الشياطين دينه، ويظن أن الاعتقاد في الصالحين حقٌ، ولو يدري أنه كفرٌ يدخل صاحبه في النار، ما فعله.

ونحن نبين لهذا ما يوضح له الأمر، فنقول: الذي يجب على المسلم: أن يتبع أمر الله ورسوله ويسأل عنه، والله سبحانه أنزل القرآن، وذكر فيه ما يحبه ويبغضه، وبيَّن لنا فيه ديننا؛ وكذلك محمدٌ صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء، فليس على وجه الأرض أحدٌ أحب إلى أصحابه منه؛ وهم يحبونه على أنفسهم وأولادهم.

(الشرح)

يعني يقدمون محبته على أنفسهم، يقدمون محبة الرسول على محبة أنفسهم.

(المتن)

وهم يحبونه على أنفسهم وأولادهم، ويعرفون قدره، ويعرفون أيضًا الشرك والإيمان, فإن كان أحدٌ من المسلمين في زمن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قد دعاه، أو نذر له أو ندبه، أو أحدٌ من أصحابه جاء عند قبره بعد موته يسأله أو يندبه، أو يدخل عليه للالتجاء له عند القبر، فاعرف أن هذا الأمر صحيحٌ حسن، ولا تطعني ولا غيري.

(الشرح)

يعني إذا وجدت شيء، إذا وجدته، لكن ما تجد، ما فيه أحد من الصحابة دعاه أو ندبه ونخاه.

(المتن)

وإن كان إذا سألت إلا أنه صلى الله عليه وسلم تبرأ ممن اعتقد في الأنبياء والصالحين، وقتلهم وسباهم وأولادهم، وأخذ أموالهم، وحكم بكفرهم، فاعرف أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق، والواجب على كل مؤمن اتباعه فيما جاء به.

وبالجملة، فالذي أنكره: الاعتقاد في غير الله مما لا يجوز لغيره، فإن كنتُ قلته من(..).

الاعتقاد في الصالحين، وإلا فالكفار يخافون الله ويرجونه، ويحجون ويتصدقون، ولكنهم كفروا بالاعتقاد في الصالحين، وهم يقولون: إنما اعتقدنا فيهم ليقربونا إلى الله زلفى، ويشفعوا لنا، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)[الزمر/3] .

وقال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)[يونس/18] .

فيا عباد الله، إذا كان الله ذكر في كتابه أن دين الكفار هو: الاعتقاد في الصالحين، وذكر أنهم اعتقدوا فيهم ودعوهم وندبوهم؛ لأجل أنهم يقربوهم إلى الله زلفى، هل بعد هذا البيان بيان؟ فإذا كان من اعتقد في عيسى بن مريم مع أنه نبيٌ من الأنبياء، وندبه ونخاه، فقد كفر، فكيف بمن يعتقدون في الشياطين كالكلب أبي حُدَيْدَةْ، وعثمان الذي في الوادي.

(الشرح)

شبهه بالكلب؛ لأن الكافر أشد، أسوأ من الكلب، الكلب ما عليه ما يحاسب ولا يعاقب، أبو حديدة المسميات ما تغير حسب ما يسمون، الذي يرجع إلى التاريخ ابن بشر يمكن يضبطها ابن بشر يضبط الأسماء هذه.

(المتن)

وعثمان الذي في الوادي.

(الشرح)

كما في الزمان الأول ما يضر هذا، بعد كان مسيلمة قبل ذلك، وفرعون كان في مصر قبل ذلك وراح مضى, وإذا كان في الوادي قد مضى عليه سنين.

(المتن)

فكيف من يعتقدون في الشياطين.

(الشرح)

في الطائف اللات والعزى من أيام نوح عليه السلام، ثم بعد ذلك أزيل الوثن وبني عليه مسجد الحمد لله، زال الشرك وحل محله التوحيد، زال المشركون وحل محلهم أهل التوحيد الحمد لله.

(المتن)

يقول: فكيف بمن يعتقدون في الشياطين كالكلب أبي حديدة وعثمان الذي في الوادي، والكلاب الأخر في الخرج، وغيرهم في سائر البلدان الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ويصدون عن سبيل الله؟!.

(الشرح)

هذه هي أوصافهم, يأكلون أموال الناس بالباطل وصدٌ عن سبيل الله.

(المتن)

وأنت يا من هداه الله، لا تظن أن هؤلاء يحبون الصالحين؛ بل هؤلاء أعداء الصالحين, وأنت والله الذي تحب الصالحين؛ لأن من أحب قومًا أطاعهم، فمن أحب الصالحين وأطاعهم، لم يعتقد إلا في الله، وأما من عصاهم ودعاهم يزعم أنه يحبهم فهو مثل النصارى، الذين يدعون عيسى ويزعمون محبته، وهو بريءٌ منهم، ومثل الرافضة الذين يدعون علي بن أبي طالب، وهو بريءٌ منهم.

(الشرح)

علي بريء من الرافضة وهم يزعمون أنهم يحبونه، وعيسى بريء من النصارى وهم يزعمون محبته.

(المتن)

ونختم هذا الكتاب بكلمةٍ واحدة وهي أن أقول: يا عباد الله، لا تطيعوني ولا تفكروا (نسخة: وتفكَّروا).

(الشرح)

وتفكَّروا، (لا تطيعوني وتفكَّروا)؛ يعني انظروا في كلام الله وكلام رسول الله، الشيخ يقول: لا تخذوا كلامي، خذوا كلام الله وكلام رسول الله، أنا ما آتي بشيء من عند نفسي، أنا أقرأ عليكم الآيات والنصوص، وأبينها لكم من كتاب الله وسنة رسول الله، خذ بكلام الله وكلام الرسول.

(المتن)

واسألوا أهل العلم من كل مذهبٍ عمَّا قال الله ورسوله.

(الشرح)

أحسنوا وتفكَّروا، اسمعوا كلامي وتفكَّروا.

(المتن)

يا عباد الله لا تطيعوني وتفكَّروا، واسألوا أهل العلم من كل مذهبٍ عمَّا قاله الله ورسوله، وأنا أنصحكم: لا تظنوا أن الاعتقاد في الصالحين مثل الزنى والسرقة، بل هو عبادةٌ للأصنام.

(الشرح)

أشد، الزنى والسرقة هذه من الكبائر تضعف الإيمان، أمَّا الاعتقاد في الصالحين أنهم ينفعون ويضرون ويشفعون ويعبدون من دون الله هذا شرك، فرق بين الشرك وبين المعاصي، المعاصي تضعف الإيمان، والشرك ينقض الإيمان.

(المتن)

مَن فعله كفر، وتبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(الشرح)

يا عباد الله لا تظنوا أن الزنى والسرقة.

(المتن)

لا تظنوا أن الاعتقاد في الصالحين مثل الزنى والسرقة، بل هو عبادةٌ للأصنام، من فعله كفر وتبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا عباد الله، تفكَّروا وتذكَّروا. والسلام.

(الشرح)

رحمه الله، صفحة كم؟

الطالب: خمسة وخمسين.

بارك الله فيك، وفق الله الجميع لطاعته.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد