(المتن)
قال الشيخ رحمه الله تعالى في الرسالة التاسعة:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب إلى من يصل إليه من المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
ما ذكر لكم عني أني أكفر بالعموم؛ فهذا من بهتان الأعداء، وكذلك قولهم: إنِّي أقول: من تبع دين الله ورسوله، وهو ساكن في بلده أنَّه ما يكفيه حتى يجيء عندي؛ فهذا أيضًا من البهتان.
إنَّما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت، ولكن أكفر من أقرَّ بدين الله ورسوله، ثمَّ عاداه وصدَّ الناس عنه، وكذلك من عبد الأوثان بعدما عرف أنَّها دين للمشركين، وزينه للناس.
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربَّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد.
فهذه من التهم التي اتهم الأعداء بها الشيخ الإمام المجدد: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وهو أنَّه يقول: أنَّه كفر الناس بالعموم، أنكر رحمه الله، وقال: (هذا بهتان عظيم)، وكذلك قولهم: من عمل بدين الله لا يكفي حتى يأتي إليه ويسكن عليه, قال: هذا بهتان عظيم، المهم العمل بدين الله، وإنما يكفر من عرف دين الله ثم صد الناس عنه ونفر منه؛ هذا هو الذي يكفر، ومن عبد الأوثان بعد معرفته أنَّها من الشرك، وأنها من عبادة الأوثان؛ هذا يُكفَّر.
(المتن)
هذا الذي أكفره، وكلُّ عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء.
(الشرح)
كلُّ عالم على وجه الأرض يُكفر من عرف دين الله، ثمَّ صدَّ عنه الناس، ونفَّر منه، وكذلك من عبد الأوثان بعد معرفته، فكلُّ عالم يكفر هذا، بل كلُّ مسلم يكفر هذا، من لم يكفر هذا فليس مسلم، من لا يكفر المشركين، أو شكَّ في كفرهم، أو صحَّ مذهبهم؛ فهو كافر مثلهم؛ هذا من نواقض الإسلام، والشخص الذي يقول: أنا ما أكفر اليهود، والنصارى، ولا أكفر الوثنيين أنا ما أدري عنهم، أنا أقول: إنهم على دين، والمسلمون على دين، ولا أدري عنهم، ما أقول فيهم شيء، ما أقول على حق، ولا على باطل، فلا بد تعتقد أنَّهم على باطل، وأنَّهم على الكفر، تكفرهم، تتبرأ منهم، وإلا فأنت كافر مثلهم، أعوذ بالله، فهذا ناقض من نواقض الإسلام، من لم يكفر المشركين، أو شكَّ في كفرهم، أو صحح مذهبهم؛ فهو كافر مثلهم، لا بد أن تعتقد كفر اليهود، وكفر النصارى، والوثنيين، والشيوعيين، والملاحدة، وتتبرأ منهم ومن دينهم لابد من هذا وإلَّا فلا يكون الإنسان مسلم.
كما يقول اليهودية دين سماوي، والنصرانية دين سماوي، والإسلام دين سماوي، والإنسان مخير إن شاء اختار بين اليهودية، أو النصرانية، أو الإسلام؛ فهذا كافر، فاليهودية والنصرانية حرفت ونسخت، قال عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثمَّ لا يؤمن بي إلا دخل النار».
السائل: (..)؟.
الشيخ: هو مقصوده لي ما أعتقد، ولك ما تعتقد، يعني مقصوده أنه يبقى على بدعته.
(المتن)
وكل عالم على وجه الأرض يُكفر هؤلاء إلَّا رجلًا معاندًا، أو جهلًا، والله أعلم، والسلام.
(الشرح)
المعاند، أو الجاهل لا حيلة فيه، كل مسلم من عبد الأوثان وهو يعرفها, وصدَّ الناس عن دين الله بعد معرفته أنَّه دين الله.
طالب: ما سبق الرسالة التاسعة، الآن العاشرة.