شعار الموقع

شرح الرسالة الشخصية_15

00:00
00:00
تحميل
56

بسم الله الرحمن الرحيم

الرسالة الخامسة عشر: توجد في الدرر السنية المجلد واحد، صفحة64.

(المتن)

وأرسل إليه صاحب اليمن:

بسم الله الرحمن الرحيم

من إسماعيل الجراعي إلى من وفقه الله: محمد بن عبد الوهاب، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: ...

 بلغني على ألسن الناس عنكم، ممن أصدق علمه وما لا أصدق، والناس اقتسموا فيكم بين قادحٍ ومادح.

فالذي سرني عنكم: الإقامة على الشريعة في آخر هذا الزمان، وفي غربة الإسلام، أنك تدعو به، وتقوِّم أركانه.

فوالله الذي لا إله غيره مع ما نحن فيه عند قومنا، ما نقدر على ما تقدر عليه من بيان الحق والإعلان بالدعوة.

وأما قول من لا أصدق: أنك تكفِّر بالعموم، ولا تبغي الصالحين، ولا تعمل بكتب المتأخرين.

فأنت أخبرني واصدقني بما أنت عليه، وما تدعو الناس إليه، ليستقر عندنا خبرك ومحبتك.

(الشرح)

يعني هكذا أعداء الدعوة وخصوم الدعوة يقولون: أن محمد بن عبد الوهاب يكفِّر بالعموم، ولا يبغى الصالحين، يكفِّر الناس بالعموم، هذا الذي كتب يقول: أخبرني عن الواقع، وهذا لا شك أن قصده من هذا تنفير عن الدعوة.

(المتن)

قال الشيخ رحمه الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب، إلى إسماعيل الجراعي، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أمَّا بعد: ....

فما تسأل عنه، فنحمد الله الذي لا إله غيره، ولا رب لنا سواه، فلنا أسوةٌ وهم: الرسل عليهم الصلاة والسلام أجمعين.

وأما ما جرى لهم مع قومهم، وما جرى لقومهم معهم، فهم قدوةٌ وأسوةٌ لمن اتبعهم.

فما تسأل عنه من الاستقامة على الإسلام فالفضل لله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ».

وأما القول: إنا نكفِّر بالعموم، فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين، ونقول: سبحانك هذا بهتانٌ عظيم!.

وأما الصالحون، فهم على صلاحهم رضي الله عنهم، ولكن نقول: ليس لهم شيءٌ من الدعوة، قال الله: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)[الجن/18] .

(الشرح)

الصالحين نحن على محبتهم، نحبهم ونقتدي بأعمالهم الطيبة، لكن ليس لهم شيء من الدعوة لا يدعون من دون الله، ولا يذبح لهم ولا ينذر ولا يعبدون، ولا يسجد لهم، إنما العبادة حق الله، أما الأنبياء والصالحين, الأنبياء: لهم حق المحبة والإتباع والعمل بشريعتهم، وموالاتهم، والصالحون كذلك لهم محبتهم ونقتدي بأفعالهم الطيبة، لكن لا يعبدون العبادة حق الله لا يدعون من دون الله.

الله تعالى له حق وهو العبادة، والرسول r له حق وهو الطاعة والاتباع، والعمل بشريعته، وتقديم محبته على محبة النفس والأهل، والصالحون لهم حق وهو اتباعهم ومحبتهم والدعاء لهم، والاقتداء بأفعالهم الطيبة، وأعمالهم الحسنة، أما العبادة فهي حق الله.

السائل: (..)؟.

الشيخ: لا بأس أن يقول الصالحون رضي الله عنهم، إذا ترضى على بعض الصالحين أو بعض العلماء والأئمة فلا بأس، لكن العلماء اصطلحوا على الترضي على الصحابة والترحم على من بعدهم.

والصلاة تكون على الأنبياء، والترضي يكون للصحابة، والترحم على من بعدهم؛ لكن لو صلى على غير الأنبياء في بعض الأحيان لا بأس، ما لم يتخذ عادة، النَّبِيّ r كان إذا أتى أحدهم بالصدقة صلى عليه.

ولما جاء عبد الله بن أبي أوفى بالصدقة قال: «اللهم صلِّ على آل أبي أوفى»، إذا صليت على أبي بكر وعمر في بعض الأحيان لا بأس, كذلك الترضي يكون للصحابة، وإذا ترضيت عن الصالحين والتابعين، وبعض الأئمة كالإمام الشافعي وأحمد فلا بأس, الترحم لما بعدهم.

(المتن)

وأما الصالحون فهم على صلاحهم r، ولكن نقول: ليس لهم شيءٌ من الدعوة.

(الشرح)

ما يدعون من دون الله، وما يعبدون العبادة حق الله والصالحون لهم منزلتهم ومكانتهم ومحبتهم والاقتداء بهم.

(المتن)

قال الله: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)[الجن/18] .

وأما المتأخرون رحمهم الله فكتبهم عندنا، فنعمل بما وافق النص منها، وما لا يوافق النص لا نعمل به.

(الشرح)

فهذا هو الحق فكتب العلماء كلام العلماء ما وافق الدليل ما نعمل به، وما خالف الدليل لا نعمل به، العمل بكتاب الله وسنة رسوله، ( ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮰ) [الحشر/7]، (ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭽ) [التغابن/12]، أما غير الرسول من البشر يخطئ ويصيب، الرسول معصوم من الخطأ لا يأمر إلا بما فيه طاعة لله ولرسوله، (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭞ) [النساء/80].

أمَّا غيره فليس بمعصوم، يغلط فأقوال الناس تعرض على الكتاب والسنة، ما وافقها منها قبل وما خالفها يرد.

(المتن)

فاعلم رحمك الله، أن الذي ندين به، وندعو الناس إليه: إفراد الله بالدعوة، وهي دين الرسل؛ قال الله: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ)[البقرة/83] .

فانظر رحمك الله، ما أحدث الناس من عبادة غير الله، فتجده في الكتب، جعلني الله وإياك ممن يدعو إلى الله على بصيرة كما قال الله لنبيه محمد r: (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِين)[يوسف/108]؛ وصلى الله على محمد.

(الشرح)

السائل: ما معنى البصيرة هنا يا شيخ الله يحسن إليك؟.

الشيخ: البصيرة العلم، (ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮓ) [يوسف/108]؛ يعني على علم، الداعية لا بد له من بصيرة وعلم قبل أن يدعو، يعلم هذا الشيء الذي يأمر به أنه من الشرع قد أمر الله به، وهذا الشيء الذي ينهى عنه يعلم أنه محرم، ولا بد من العلم بحال المدعوين، يعرف حالهم، هل المدعون كفار يدعوهم إلى التوحيد والإسلام، إذا كانوا مسلمين وعندهم أغلاط وأخطاء ومعاصي ينهاهم عن المعاصي، لا بد يعلم حالهم كما قال النَّبِيّ r لما بعث معاذ إلى اليمن: «إنك تأتي قومًا أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله»، بين له حاله حتى يستعد لمناظرتهم, ولا بد من حلم ورق في حال الدعوة وبصيرة، ولا بد من صبر بعد الدعوة إلى الله.

السائل: (..)؟.

الشيخ: أي نعم مختصر هذا والردود كثيرة (..) أنت عليه وموقفهم من الصالحين وأنك تكفِّر الناس في العموم بين له.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد