شعار الموقع

شرح الرسالة الشخصية_18

00:00
00:00
تحميل
77

بسم الله الرحمن الرحيم

(المتن)

القسم الثاني: بيان أنواع التوحيد -الرسالة الثامنة عشرة- توجد في الدرر السنية المجلد الثاني، صفحة32.

بسم الله الرحمن الرحيم.

وسئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.

قال السائل: ما يقول الشيخ شرح الله صدره، ويسر له أمره، في مسائل أشكلت عليَّ فيما يجب علينا من معرفة الله، إذا كان موجَب الإلهية الربوبية، وأراك قليل التعريج عليها عند تقرير الإلهية؟.

(الشرح)

سبق الكلام في هذا أنه الربوبية والألوهية إذا اجتمع انفردا، وإذا انفردا اجتمعا، فإذا أطلقت الربوبية دخلت فيها الألوهية، كقول الملكين للميت في قبره: من ربك؟ يعني من إلهك؟.

أمَّا إذا اجتمعا فلكل واحدٍ منهم معنى كما في الآية: (ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ)  [الناس/1-3].

فالربُّ هنا (ﮂ ﮃ ﮄ)  [الناس/1]  ؛ يعني خالقهم ومدبرهم، (ﮈ ﮉ ﮊ)  [الناس/3]؛ معبودهم، وإذا أطلق أحدهما دخلت الربوبية في الألوهية، وإذا أطلقت الألوهية دخلت فيها الربوبية، وإذا أطلقت الربوبية دخلت فيها الألوهية، كما قال في قوله تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭤ)  [فصلت/30]؛ يعني معبودنا وإلهنا الله.

(المتن)

إذا كان موجب الإلهية الربوبية، وأراك قليل التعريج عليها عند تقرير الإلهية؟ ويشكل عليَّ أيضًا كون مشركي العرب أقروا به.

(الشرح)

أقروا بتوحيد الربوبية نعم.

(المتن)

 هل يكون من غير معرفةٍ لوضوحه؟ أم توغلوا في التقليد ولم يلتفتوا للحقيقة الموجبة للعبادة؟ أم زعمهم إن هذا شيء يرضاه الربُّ، أم كيف الحال؟.

أيضًا كلمة التوحيد، كونها محتويةً على جميع الدين من إنزال الكتب وإرسال الرسل، وأنها نافيةٌ جميع المقصودات المسماة بالآلهة الباطلة.

(الشرح)

يعني كلمة التوحيد.

(المتن)

 إذ حدها القصد فتسمى بذلك من غير استحقاق؛ لأنها مخلوقةٌ مربوبةٌ مقهورة، والواحد في القصد هو الواحد في الخلق، وإن تكلم الناس في معناها وعملها، وأن ألفاظها مجردة من غير معرفةٍ لا يفيد شيئًا، لكن نظرت في حديث الشفاعة الكبرى عند قوله سبحانه: (عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا)[الإسراء/79] .

وإخراجه العصاة من أمته بإذن ربه، حتى قال: «ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله»، هذا مشكلٌ عليَّ جدًا، وقاصر فهمي عن معرفته، إذا كان كلمة التوحيد هي الغاية وتقييدها بالمعرفة مع العمل، وإخراجه r من كان في قلبه أدنى مثقال حبةٍ من خردلٍ من إيمان، فأنت جزآك الله خيرًا بيّن لي معنى هذا الكلام، لا أَضِل ولا أُضِل، وأخبرك أني غافلٌ عن الفهم في الربوبية، ما فهمي بجيدٍ في الإلهية، فحين بان لي شيءٌ من معرفتها، واتضح لي بعض المعرفة في الإلهية بضرب المثل: أن فيصل ما استعبد لعريعر إلا لأجل كبر ملك عريعر، مع أنه قبيلٌ له، وأظن غالب الناس كذلك، وفيهم من لا يرى الربوبية ولا يعتبرها أو يتهاون بها، وهذا تسمعه من بعضهم، فجزآك الله خيرًا صرِّحْ بالجواب.

فأجاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الأخ حسن، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد....

سرني ما ذكرت من الإشكال، وانصرافك إلى الفكرة في توحيد الربوبية.

ولا يخفاك أن التفصيل يحتاج إلى طول، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله.

وأما توحيد الربوبية: فهو الأصل، ولا يغلط في الإلهية إلا من لم يعطه حقه، كما قال تعالى فيمن أقرَّ بمسألةٍ منه: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون)[الزخرف/87] .

ومما يوضح لك الأمر: أن التوكل من نتائجه؛ والتوكل من أعلى مقامات الدين ودرجات المؤمنين، وقد تصدر الإنابة والتوكل من عابد الوثن بسبب معرفته بالربوبية، كما قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ)[الزمر/8] .

وأما عبادته سبحانه بالإخلاص دائمًا في الشدة والرخاء فلا يعرفونها، وهي نتيجة الإلهية، وكذلك الإيمان بالله واليوم الآخر، والإيمان بالكتب والرسل وغير ذلك.

وأما الصبر والرضى، والتسليم والتوكل، والإنابة والتفويض، والمحبة والخوف والرجاء، فمن نتائج الربوبية؛ وهذا وأمثاله لا يعرف إلا بالتفكر، لا بالمطالعة وفهم العبارة.

(الشرح)

يعني الربوبية والألوهية كل منهما لا بد للمسلم أن يوحد الله بالربوبية، ولكن توحيد الربوبية أمر فطري أقرَّ به المشركون، ومن نتائجه التوكل، يتوكل على الله، وينيب إلى الله إذا مسَّه الضر، وقد يكون مشرك، قال: (ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ)  [الزمر/8]؛ إذًا توكل على الله وأناب إليه ومع ذلك إذا ذهبت الشدة أشرك بالله.   

(المتن)

وأما الفرق بينهما: فإن أفرد أحدهما مثل قوله: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا([فصلت/30] .

فهو توحيد الإلهية، وكذلك إذا أفرد توحيد الإلهية مثل قوله: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)[محمد/19]؛ وأمثال ذلك، فإن قُرِنَ بينهما فُسِّرَتْ كل لفظةٍ بأشهر معانيها كالفقير والمسكين.

وأما ما ذكرت من أهل الجاهلية، فكيف لم يعرفوا الإلهية إذا أقروا بالربوبية؟ هل هو كذا أو كذا أو غير ذلك؟ فهو لمجموع ما ذكرت وغيره.

وأعجب من ذلك ما رأيت وسمعت ممن يدَّعي أنه أعلم الناس، ويفسر القرآن ويشرح الحديث بمجلدات ثم يشرح (البُردة) ويستحسنها، ويذكر في تفسيره وشرحه للحديث.

وأعجب من ذلك ما رأيت وسمعت ممن يدَّعي أنه أعلم الناس، ويفسر القرآن ويشرح الحديث بمجلدات، ثم يشرح (البردة) ويستحسنها، ويذكر في تفسيره وشرحه للحديث أنه شرك.

(الشرح)

هذا الكلام في البردة فيه تفصيل, في الأول يقول: أو كفره صاحب البردة ثم ذكر التفصيل.

(المتن)

ويموت ما عرف ما خرج من رأسه؛ هذا هو العجب العجاب، أعجب بكثيرٍ من ناسٍ لا كتاب لهم، ولا يعرفون جنةً ولا نارًا، ولا رسولًا ولا إلهًا.

وأما كون "لا إله إلا الله" تجمع الدين كله، وإخراج من قالها من النار إذا كان في قلبه أدنى مثقال ذرةٍ فلا إشكال في ذلك، وسرُّ المسألة أن الإيمان يتجزأ، ولا يلزم إذا ذهب بعضه أن يذهب كله، بل هذا.

(الشرح)

هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة: أن الإيمان يتجزأ، بخلاف المرجئة الذين يقولون: إن الإيمان شيء واحد إذا ذهب ذهب كله، وإذا بقي بقي كله.

(المتن)

وأما كون "لا إله إلا الله" تجمع الدين كله، وإخراج من قالها من النار إذا كان في قلبه أدنى مثقال ذرةٍ فلا إشكال في ذلك، وسرُّ المسألة أن الإيمان يتجزأ ولا يلزم إذا ذهب بعضه أن يذهب كله، بل هذا مذهب الخوارج. فالذي يقول: الأعمال كلها من "لا إله إلا الله".

(الشرح)

يعني داخلة فيها، من لوازمها، وحقوقها.

(المتن)

فقوله الحق، والذي يقول: يخرج من النار من قالها وفي قلبه من الإيمان مثقال ذرة، فقوله الحق؛ السبب مما ذكرت لك من التجزي؛ وبسبب الغفلة عن التجزي غلط أبو حنيفة وأصحابه في زعمهم أن الأعمال ليست من الإيمان، والسلام.

(الشرح)

أبو حنيفة وأصحابه يقولون: الأعمال ليست داخل الإيمان، يسمونه مرجئة الفقهاء يقولون: الإيمان تصديقٌ بالقلب وقولٌ باللسان، هذه الرواية مشهورة عن أبو حنيفة، والروايةٌ الأخرى المشهورة عن أبي حنيفة يقول: الإيمان تصديق القلب فقط، وأما الإقرار باللسان ما هو من الإيمان، وكذلك عمل الجوارح، القول باللسان ركنٌ زائد؛ وهذا ما مذهب الماتريدية، هم والطائفة الثانية المرجئة، والطائفة الثالثة الكَّرامية: الذين يقولون: الإيمان الإقرار باللسان، فإذا أقرَّ بلسانه فهو مؤمن، وإن كان مكذبًا بقلبه، فإذا أقرَّ بلسانه وهو مؤمن كامل الإيمان، وإن كان مكذبًا باللقب فيخلد في النار، ويكون على مذهبهم مؤمن وكامل الإيمان ويخلد في النار، وهذا من أفسد المذاهب.

وأفسد منها مذهب الجهمية: الذين يقولون: الإيمان معرفة الربِّ بالقلب، والكفر جهل الربِّ بالقلب، فمن عرف ربه بقلبه فهو المؤمن على هذا فإبليس مؤمن عرف ربه قلبه، وفرعون مؤمن على مذهب جهم، وأبو طالب مؤمن واليهود مؤمن وإلا ما يعرفون ربهم بقلوبهم، هذا أفسد ما في المذاهب هذا مذهب الجهمية.

ثم مذهب الكرَّامية، ثم مذهب الماتريدية، ثم مذهب مرجئة الفقهاء، والمذهب الحق مذهب أهل السنة والجماعة: أن الإيمان تصديقٌ بالقلب وإقرارٌ باللسان، وعملٌ بالقلب وعملٌ بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، كلها من الإيمان: أعمال الجوارح، وأعمال القلوب، وأقوال اللسان تصديق القلوب كلها من الإيمان.

وفق الله الجميع لطاعته، جزآكم الله خيرًا، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى أهله وصحبه وسلم.

السائل: (..)؟.

الشيخ: المستمع للخطبة,, وأما إذا كانت في الصلاة مطلوب من المأموم ينصت، ولا يتكلم إلا قراءة الفاتحة، وأما في خطبة الجمعة إذا ذكر الله بينه وبين نفسه بدون صوت فلا بأس، وإن ذكر الله حتى في الصلاة لا ينافي، لكن المطلوب من المأموم أنه يستمع، يستمع للإمام، والمعروف عن النبي r أنه في صلاة الليل إذا مرَّ بآية تسبيح سبح، وإذا مرَّ بآية عذاب تعوذ، وإذا مرَّ بآية رحمة سأل الله، الأولى من المأموم أنه ينصت إلا إذا سكت الإمام.

 المأموم نعم ينصت إذا كانت الصلاة جهرية إلا إذا سكت الإمام يسأل لا بأس، أما إذا كان سيصلي وحده في الليل لا بأس يقف عند آية الرحمة يسأل، يقف عند آية عذاب يتعوذ، يقف عند آية تسبيح يسبح.

السائل: (..)؟.

الشيخ: لا هذا القبة على القبور، القبة على القبور هذا من وسائل الشرك، القبر، ما أعلم في هذا شيء إلا إذا سألنا أحد الإخوان عن الحديث الذي فيه القبة للنبي r لما رآه ما ردَّ عليه السلام حتى هدمها، يحتاج إلى مراجعة هذا.

السائل: (..)؟.

الشيخ: لا الأنبياء حققوا التوحيد لا شك، الأنبياء الله تعالى يعلمهم شيئًا بعد الشيء، الله تعالى قال لنبيه: (ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ)  [الضحى/7]؛ يعني غافلًا .

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد