شعار الموقع

شرح الرسالة الشخصية_19

00:00
00:00
تحميل
88

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين، والصلاة والسلام عَلَى نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في الرسالة التاسعة عشرة وهي موجودة في الدرر السنية المجلد الثاني صفحة عشرين.

(المتن)

قال: بسم الله الرحمن الرحيم؛ من محمد بن عبد الوهاب إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين, سلام عليكم ورحمة الله وبركاته, خصوصًا محمد بن عبيد, وعبد القادر العديلي, وأبنه, وعبد الله بن سُحين, وعبد الله بن عبيد, وحميدان بن تركي, وعلى بن زامن, ومحمد أبا الحيل, وصالح بن عبد الله؛ أما بعد: ...

إن الله تبارك وتعالى أرسل محمد r إلينا على حين فترة من الرسل, وهدى الله به إلى الدِّين الكامل والشرع التام, وأعظم ذلك وأكبره وزبدته هُوَ إخلاص الدين لله بعبادته وحده لا شريك له, والنهي عن الشِّرْك, وَهُوَ ألا يُدعى أحد من دونه من الْمَلَائِكَة والنَّبِيِّينَ فضلًا عن غيرهم, ومن ذَلِكَ ألا يسجد إِلَى لله ولا يركع إلا له, ولا يدعى لكشف الضر إِلاَّ هُوَ, ولا لجلب الخير إِلاَّ هُوَ, ولا ينذر إلا له, ولا يحلف إلا به, ولا يُذبح إلا له, وجميع العبادات لا تصلح إلا له وحده لا شريك له.

(الشرح)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: ...

فهذا هُوَ الأمر الذي بعث الله به رسله, وأنزل به كتبه, وإخلاص الدين لله عز وجل والنهي عن الشرك, وإخلاص الدين, الدين هو العبادة, (إخلاص الدين) هُوَ أَن توجه جميع أعمالك وإراداتك لله, جميع الأعمال التي تتقرب به إلى الله توجهها لله, تريد بها وجه الله, ولا تشرك معه أحد غيره, والنهي عن الشرك, والشرك هو فرض شيء من العبادة لغير الله, كما مثل المؤلف رحمه الله, فلا يرُكع إلا لله, ولا يشهد إلا لله, ولا يُنذر إلا لله, ولا يُحلف إلا بالله, ولا يُذبح إلا لله, ولا يُدعى لكشف الضر ولجلب النفع إلا الله سبحانه وتعالى هذه هي العبادة.

العبادة أنواع كثيرة: الركوع, والسجود, والنذر, والصلاة, والصيام, والزكاة, والحج كلها توجهها لله, فإن صرف شيء من هذه الأشياء وقع في الشرك وحبط عمله, الأمر الذي بعث الله به رسله, وأنزل به كتبه هو إخلاص الدين لله, (ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮩ)[البينة:5].

 (ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮩ)[الزمر:3]؛ (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ)[الزمر:11].

(المتن)

 وهذا معنى قول لا إله إلا الله.

(الشرح)

 (وهذا معنى لا إله إلا الله)؛ لأن معناها: لا معبود حق إلا الله, هذه الكلمة العظيمة هي كلمة التقوى وهي الكلمة التي تقي قائلها الشرك, وهي الفارقة بين المسلم والكافر, وهي معناها إخلاص الدين لله, معناها لا معبود حق إلا الله, هي تنفي العبادة بجميع أنواعها عن غير الله, وتثبت العبادة بجميع أنواعها لله.

لها صدر ولها عجز, فصدرها, لا إله, فيه النفي لجميع أنواع العبادة لغير الله, وهذا هو الكفر بالطاغوت, وعجزها إلا الله هذا هو الإيمان بالله، إثبات العبادة لله, وليس هناك توحيد ولا لإيمان إلا بشيئين : نفي وإثبات, كفر بالطاغوت وإيمان بالله, وكلمة التوحيد مشتملة على الأمرين, لا معبود حق إلا الله.

(المتن)

فَإِن المألوه هُوَ المقصود المعتمد عَلَيْهِ, وهذا أمر هين عند من لا يعرفه.

(الشرح)

الإله هو المألوه, أن لا إله, إله فعال, وزن مفعول, لا إله إلا الله أي لا مألوه, ولا معبود بحق إلا الله, هذه الكلمة (لا إله إلا الله), لا نفي للجنس من أخوات إِنَّ تنصب الاسم وترفع الخبر إله أسمها, والخبر محذوف تقديره حقٌ, لا إله حقٌ إلا الله, لا معبود بحق إلا الله, وكل المعبودات التي عبدت من دون الله هي معبودات باطلة، عبدت الشمس, والقمر, والنجوم, والأشجار, والأحجار والأشخاص, والملائكة والنبيين كلهم عُبدوا بالباطل, العبادة بالحق هي عبادة الله وحده, كما قال سُبْحَانَهُ: (ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯚ)[الحج:62].

(المتن)

وهذا أمر هين عند من لا يعرفه, كبير عظيم عند من عرفه.

(الشرح)

نعم, التوحيد, وأمر التوحيد وأمر الشرك هين على من لم يعرف, ولكنه عظيم عند من عرفه, عظيم لأن التوحيد هو الأمر الذي بعث به رسله وكتبه, والشرك أعظم ذنب عصي الله به في الأرض, وصاحبه مخلد في النار, الشرك الأكبر, لهذا عظيم عند من عرفه, لكن من لا يعرف هين عنده.

(المتن)

فمن عرف هذه المسألة عرف أن الخلق قد لعب بهم الشيطان, وزين لهم الشرك بالله, وأخرجه في قالب حب الصالحين وتعظيمهم.

(الشرح)

نعم, الشيطان تلاعب بكثير من الناس, زين لهم الشرك في قالب التوحيد, هم يدعون الصالحين, ويدعون الأنبياء, يذبحون لهم, وينذرون لهم, فإذا قلت لهم هذا شرك قال لا هذا محبة للصالحين, هذا محبة, تشفع, وهذه حقوق الصالحين نؤديها لهم, هم وجهاء عند الله, هكذا تلاعب الشيطان بهم, وهذا هو الشرك بعينه, صور لهم الشرك الذي هو أعظم ذنب عُصي الله به الأرض, صوره في قالب محبة الصالحين, وتشفع, وحقوق لهم, يدعو غير الله يكون هذا ليس شرك, هذا محبة للصالحين, هذا تشفع وهو الشرك بعينه, هكذا الشيطان تلاعب بهم.

(المتن)

والكلام في هذا ينبني على قاعدتين عظيمتين:

 القاعدة الأولى: أن تعرف أن الكفار الَّذِينَ قاتلهم رسول الله r يعرفون الله ويعظمونه, ويحجون, ويعتمرون, ويزعمون أَنَّهُمْ على دين أبراهيم الخليل وَأَنَّهُمْ يشهدون أنه لا يخلق, ولا يرزق, ولا يدبر الأمر إلا الله وحده لا شريك له, كما قال تعالى:{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[يونس :31], الآية فَإِذا عرفت أن الكفار يشهدون بهذا كله فاعرف القاعدة التالية:

وهي أنهم يدعون الصالحين مثل الملائكة, وعِيسَى, وعذير وغيرهم, وكل من ينتسب إلى شيء من هؤلاء سماه إله, ولا يعني بذلك أنه يخلق, أو يرزق بل يدعون الملائكة وعيسى ويقولون هؤلاء شفعائنا عند الله, ويقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زُلفى, والإله في لغتهم هو الَّذِي يسمى في لغتنا الذي فيه سر, والذين يسمونه الفقراء شيخهم, يعنون بذلك أَنَّهُ يُدعى وينفع ويضر إِلاَّ أَنَّهُمْ مقرون لله بالتفرد بالخلق والرَزق, وليس ذلك معنى الإله.

(الشرح)

(الرَزق): هو فعل الرب, أما (الرِزق): هذا ما يرزقه الله العباد من ثمرات والأنعام وغيرها.

 هاتان قاعدتان عظيمتان لابد لكل مسلم من معرفتهما:

القاعدة الأولى: أن تعرف أن المشركين الذين قتلهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأستحل دمائهم وأموالهم يعرفون الله, ويقرون بربوبيته, ويعتقدون, ويقرون بأن الله يخلق, ويرزق, ويدبر الأمور, ومع ذلك ما نفعهم هذا, ولا أدخلهم في الإسلام, لأنهم أشركوا في عبادة الله.

 وهي القاعدة الثانية: أنهم يتوجهون للصالحين بالدعاء, والذبح, والنذر يطلبون الوجاهة والشفاعة صاروا بذلك مشركين, بهذا القصد حينما يدعون الصالحين ويذبحون لهم, وينذرون لهم, أو الأنبياء أو الأشجار, أو الأحجار يطلبون منهم الوجاهة, والشفاعة صاروا بذلك مشركين, ولا نفعهم كونهم يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر المحي المميت, كونهم يعرفون الله, كونهم يصلون, كونهم يحجون, ويذكرون الله كثيرًا, ولهم أعمال, ويطعمون الحجيج ما نفعهم هَذَا؛ لأنهم وقعوا في الشرك, الشرك يحبط الأعمال ويبطلها, قال الله تعالى: (ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ)[الزمر:65].

قال تعالى: (ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ)[الأنعام:88], قال سُبْحَانَهُ: (ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ)[الفرقان:23].

(المتن)

وليس ذلك معنى الإله به.

(الشرح)

والإله يقول المؤلف رحمه الله هُوَ الذي يسمى هو المألوه المعبود الذي يتوجه إليه بالعبادة, وإن اختلف تسميته, فالمتأخرون يسمونه السيد, يسمونه صاحب السر الذي فيه السر, والصوفية يسمونه الفقراء يجعلونه شيخهم, شيخهم الذي يرجعون إليه, ويعبدونه ويشرّع لهم, هذا هو الإله, ولو لم يركعوا له, ولو لم يسجدوا له.

(المتن)

وليس ذلك معنى الإله به، الإله المقصود المدعو المرجو, لكن المشركون في زماننا أضل من الكفار في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

(الشرح)

 الذي يخلق ويرزق, العبارة التي قبلها إيش؟.

(المتن)

والذي يسمونه الفقراء شيخهم, يعنون بذلك أنه يدعى وينفع ويضر إلا أنهم يقرون لله بالتفرد بالخلق والرزق, وليس ذلك معنى الإله به.

(الشرح)

 ليس ذلك معنى الإله الذي,, معنى الإله الذي يقصد في الحوائج, ويدعى, وينذر.

(المتن)

الإله المقصود المدعو المرجو لكن الْمُشْرِكُونَ في زماننا أضل من الكفار في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وجهين:

أحدهما: أن الكفار إنما يدعون الأنبياء والملائكة في الرخاء, وأما في الشدائد فيخلصون لله الدين كما قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ}[الإسراء :57] الآية.

والثاني: أن مشركي زماننا يدعون أناس لا يوازنون عيسى وَالْمَلَائِكَة.

(الشرح)

يَعْنِي لاَّ يساوون.

(المتن)

إذا عرفت هذا فلا يخفى عليكم ما ملئ الأرض.

(الشرح)

المشركون المتأخرون وافقوا المشركين السابقين في التوجه إِلَى غير الله, التوجه إِلَى الصَّالِحِين, أو الأنبياء, أو الأشجار أو الأحجار بالدعاء, والذبح, والنذر, وغير ذلك وزادوا عليه, زادوا على شركهم, صار شركهم أغلظ وأشد من جهتين:

من جهة أن المشركين الأوائل إنما يشركون في حال الرخاء, والسعة, أما إذا جاءت الشدائد وحدوا الله, فإذا ركبوا في الفلك, وتلاطمت بهم الأمواج قالوا يا الله يا الله يا واحد, وإذا سلموا ووصلوا إلى البر سالمين أشركوا, كما قال الله تعالى: (ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭳ)[العنكبوت:65].

أي مخلصين له العباد, (ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ) [العنكبوت/65] .

قال سبحانه: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ)[الإسراء:67].

وقال سبحانه: (ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮨ)[لقمان:32]

الأَمْر الثَّانِيَ: الذي كان المشركين المتأخرين أغلظ شركًا من الأولين, أن المشركين الأوائل إنما يدعون ويعبدون أناسًا صالحين, أو أنبياء, أو أشجارًا, وأحجارًا تسبح الله, وأما متأخرون فزادوا عليهم فعبدوا كفارًا وفساقًا, كل منهم مشرك لكن الذي يعبد الكافر والفاسق أشد وأغلظ نسأل الله العافية.

(المتن)

إذا عرفتم هذا فلا يخفى عليكم ما ملأ الأرض من الشرك الأكبر عبادة الأصنام, هذا يأتي إلى قبر نبي, وهذا يأتي إلى قبر صحابي كالزبير وطلحة, وهذا إلى قبر رجل صالح, وهذا يدعوه في الضراء وفي غيبته وهذا ينذر له, وهذا يذبح للجن, وهذا يدخل عليه من مضرة الدنيا والآخرة.

(الشرح)

 أي يستجير به؛ يستجير بالصالح أو بالولي بزعمه من مضرة الدنيا والآخرة, إِن حصل له شدة في الدنيا استجار, وهذا الشرك, قال الله تعالى (ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﰀ)[المؤمنون:88]؛  أي الرب سبحانه وتعالى؛ (ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﰀ)[المؤمنون:86-88].

(المتن)

وهذا يسأله خير الدنيا والآخرة، إن كنتم تعرفون أن هذا من الشرك فعبادة الأصنام الذي يخرج الرجل من الإسلام, وما ملأ البر, والبحر, وشاع, وذاع حتى إن كثيرًا ممن يفعله يقوم الليل ويصوم النهار وينتسب إلى ا لصلاح والعبادة, فما بالكم لم تفشوه في الناس, ولم تبينوا لهم أن هذا كفر بالله مخرج عن الإسلام, أرأيتم لو أن بعض الناس, أو أهل بلدة تزوجوا أخواتهم, أو عماتهم جهلًا منهم, أفيحل لمن يؤمن بالله واليوم الأخر أن يتركهم لا يعلمهم أن الله حرم الأخوات والعمات، فإن كنتم تعتذرون أن نكاحهم أعظم مما يفعله الناس اليوم عند قبور الأولياء والصحابة, وفي غيبتهم عنها فأعملوا أنكم لم تعرفوا دين الإسلام ولا شهادة أن لا إله إلا الله, ودليل هذا مما تقدم من الآيات التي بينها الله في كتابه, وإن عرفتم ذلك.

(الشرح)

المؤلف رحمه الله الشيخ الإمام يبين يقول: يجب على كل مسلم أن ينشر دين الله, ويبين التوحيد, ويحذر من الشرك غاية التحذير, وضرب لذلك مثلًا, يقول: لو رأيتم أناس أهل بلد, أو جماعة, أو شخص تزوج عمته, أو خالته, أو أخته, ألا يكون هذا منكر؟, كل الناس ينكرون, لو سكت الإنسان, رأى شخص تزوج عمته أو خالته أو أخته وسكت, يجوز أن يسكت ولا ما يجوز؟, لا يجوز, وإذا سكت يكون شريك له في الإثم, أو لو رأى أهل بلد من البلدان يتزوج الواحد منهم شائع عندهم أخته وخالته وعمته ألا يكون فعل منكر, منكر عظيم؟ الذي يفعل الشرك أعظم, أن يدعو غير الله, ويذبح لغير الله, وينذر لغير الله هذا أعظم، هذا عاصي إذا لم يستحله, وهذا مشرك مخلد في النار, كيف يجب نهي هذا الذي تزوج عمته أو خالته وتحذيره وتخويفه بالله والإنكار عليه, ولا ينكر على من فعل الشرك, دعا غير الله, وذبح لغير الله, ونذر لغير الله الذي هو أعظم الذنوب؟!.

(المتن)

وإن عرفتم ذلك فكيف يحل لكم كتمان ذلك والإعراض عنه, (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭧ)[آل عمران:187].

,فإن كان الاستدلال بالقرآن عندكم هزوءًا وجهلاً كما هي عادتكم ولا تقبلونه, فانظروا في الإقناع في باب حكم المرتد, وما ذكر فيه من الأمور الهائلة الَّتِي ذكر أن الإنسان إذا فعل فقد أرتد وحل دمه مثل الاعتقاد بالأنبياء والصالحين وجعلهم وسائط بينه وبين الله ومثل الطيران في الهواء, والمشي في الماء, فإذا كان من فعل هذه الأمور منكم مثل السائح الأعرج ونحوه تعتقدون صلاحه ووَلَايته, فقد صرح في الإقناع بكفره, فأعلموا أنكم لم تعرفوا معنى شهادة أن لا إله أن الله.

(الشرح)

يقول المؤلف رحمه الله عليكم أن تحققوا التوحيد وأن تعلموا هذا الأمر, تحققوا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله, وإّذا أشكل عليكم شيء ارجعوا إلى كلام الفقهاء في كل مذهب يبوبون باب " باب حكم المرتد" ويذكرون فيه أشياء من فعلها خرج من الإسلام, ارجع إلى الإقناع, والإقناع من كتب الحنابلة المتأخرين, كان الناس في زمن الشيخ رحمه الله على مذهب الحنابلة, الجزيرة في نجد وغيرها ارجعوا إلى كتاب الإقناع تجدوا فيه أن من دعا غير الله, وذبح لغير الله مرتد, وكذلك أيضًا من طار في الهواء, أو مشى على الماء من السحرة أنهم كفرة, ومسألة السائح الأعرج هذا كأنه في زمانهم, كأنه شخص من السحرة السائح الأعرج.

(المتن)

فإذا كان من فعل هذه الأمور منكم مثل السائح الأعرج ونحوه تعتقدون صلاحه وولايته, وقد صرح بالإقناع بكفره, فأعملوا أنكم لم تعرفوا معنى شهادة أن لا إله إلا الله.

 

(الشرح)

من يعتقد بأن الساحر أو الصوفي من أهل الصلاح ما عرف التوحيد.

(المتن)

فإن بان لكم في كلام هذا شيء من الغلو من أن هذه الأفاعيل لو كانت حرامًا, فلا تُخرج من الإسلام, وإن فعل أهل زماننا في الشدائد في البر والبحر, وعند قبور الأنبياء والصالحين ليست من هذه بين لنا الصواب وأرشدونا.

(الشرح)

رحمه الله هَذَا من تواضعه يقول: إِن كان هَذَا ليس الشرك, الدعاء لغير الله والذبح والنذر له بينوا لنا أنها ليست من الشرك, بينوا لنا الدليل وإلا فاقبلوا الحق.

(المتن)

بينوا لنا الصواب وأرشدونا إليه, وإن تبين لكم أن هذا هو الحق الذي لا ريب فيه, وأن الواجب إشاعته في الناس, وتعليمه النساء والرجال, فرحم الله من أدى الواجب عليه ,وتاب إلى الله وأقر على نفسه, فَإِنَّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له, وعسى الله أن يهدينا وإياكم وإخواننا لما يحب ويرضى، والسلام.

(الشرح)

المقصود يجب على المسلم أن يدعو إلى التوحيد, وينهى عن الشرك هذا واجب, لا يجب على الإنسان أن يسكت على الشرك, يرى من يذبح لغير الله, وينذر لغير الله ويسكت, يجب على المسلم ينكر, هَذَا من أعظم المنكرات, وأعظم الذنوب, كيف يرى الشرك ويسكت!.

والمؤلف يقول: يجب أن تشيعوا بين الناس, بيان التوحيد والتحذير من الشرك, ويجب التوبة عما مضى, يتوب الإنسان إلى الله, ويقلع عما مضى, ثم يبين, يبين للناس ويحذرهم من الشرك, ومن تاب تاب الله عليه, من التوبة البيان, والتحذير, والإنذار.

السائل: (..)؟.

الشيخ: محتمل, بعضهم رؤساء وبعضهم مطاعون, وبعضهم عنده علم وعنده انحراف, عنده علم لكن لا يعمل بعلمه, يقر الشرك.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد