شعار الموقع

شرح الرسالة الشخصية_35

00:00
00:00
تحميل
57

بسم الله الرحمن الرحيم

الرسالة الخامسة والثلاثون الدرر السنية المجلد الثامن الصفحة الثالثة والسبعون.

ومنها رسالة أرسلها إلى مطاوعة أهل الدرعية، وهو إذ ذاك في بلد العيينة، قال فيها:

(المتن)

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب، إلى عبد الله بن عيسى وابنه عبد الوهاب، وعبد الله بن عبد الرحمن حفظهم الله تعالى سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: ...

فقد ذكر لي أحمد أنه مُشكل عليكم الفُتية بكفر هؤلاء الطواغيت، مثل أولاد شمسان، وأولاد إدريس، والذي يعبدونهم مثل: طالبٍ وأمثاله فيقال:

أولًا: دين الله تعالى ليس لي دونكم، فإذا أفتيت أو علمت بشيء، وعلمتم أني مخطئٌ، وجب عليكم تبيين الحق لأخيكم المسلم، وإن لم تعلموا، وكانت المسألة من الواجبات مثل: التوحيد، فالواجب عليكم أن تطلبوا وأن تحرسوا حتى تفهموا حكم الله ورسوله في تلك المسألة، وما ذكر أهل العلم قبلكم، فإذا تبين حكم الله ورسوله بيانًا كالشمس، فلا ينبغي لرجلٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يرده لكوْنه مخالفًا لهواه، أو لما عليه أهل وقته، ومشايخه، فإن الكفر كما قال ابن القيم في نونيته:

فالكفر ليس سوى العناد ورد
 

 

ما جاء الرسول به لقول فلان
 

فانظر لعلك هكذا دون
 

 

التي قد قالها فتبوء بالخسران
 

 

(الشرح)

يعني فتش في نفسك.

(المتن)

ومتى لم تتبين لكم المسألة لم يحل لكم الإنكار على من أفتى، أو عمل حتى يتبين لكم خطؤه.

(الشرح)

الواجب على الإنسان لا ينكر حتى يتبين له الخطأ، ولكن لا يتوقف حتى يتبين أن هذا خطأ، أو أن هذا منكر ينكره الإنسان، أما إذا أشكل عليه الأمر فيتوقف حتى يتبين له، يبحث في النصوص حتى يتبين له أو يسأل مع أهل العلم فإذا تبين له بعد ذلك، تكلم، أم أن يتكلم بجهلٍ فلا.

(المتن)

بل الواجب السكوت والتوقف فإذا تحققتم الخطأ بينتموه، ولم تهدروا جميع المحاسن لأجل مسألة أو مائة أو مائتين أخطأت فيهن، فإني لا أدّعي العصمة، وأنتم تقرون أن الكلام الذي بيّنته في معنى (لا إله إلا الله) هو الحق الذي لا ريب فيه، سبحان الله، إذا كنتم تقرون بهذا فرجلٌ بيّن الله به دين الإسلام، وأنتم ومشايخكم ومشايخهم لم يفهموا ولم يميزوا بين دين محمد r ودين عمرو بن لُحيّ الذي وضعه للعرب.

(الشرح)

عمرو بن لُحيّ هُوَ الَّذِي جلب الأصنام إِلَى  بلاد العرب قَالَ النَّبِيّ r فِي الصحيح: «رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ لُحَيِّ بْنِ قَمْعَةَ بْنِ خِنْدِفَ أَبَا بَنِي كَعْبٍ هَؤُلَاءِ، يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ» أي أمعائه في النار؛ لأنه أول من سيّب السوائب وأول من جلب الأصنام إلى بلاد العرب، نسأل الله أن يعافينا.

(المتن)

بل دين عمروٍ عندهم دينٌ صحيح.

(الشرح)

دين عمرو بن لحي الَّذِي جلب الأصنام عندهم دين صحيح.

(المتن)

ويسمونه رقة القلب والاعتقاد بالأولياء ومن لم يفعل فهو متوقف لا يدري ما هذا، وما يفرق بينه وبين دين محمدٍ r.

(الشرح)

أي لا يفرق بين الشرك وبين التوحيد.

(المتن)

فالرجل الذي هداكم الله به لهذا إن كنتم صادقين، لا يكون أحب إليكم من أموالكم وأولادكم لم يكن كثيرًا.

(الشرح)

صحيح فقد أسدى إليهم معروفًا عظيمًا وهداهم الله بسببه.

(المتن)

فكيف يقال: أفتى في مسألة الوقف، أفتى في مسألة كذا، أفتى في كذا؟ كلها ولله الحمد على الحق، إلا أنها مخالفةٌ لعادة الزمان ودين الآباء.

(الشرح)

أي أن الإمام رحمه الله تسبب في هدايتهم، فينبغي تقدمونه على المال والأولاد، وكيف تتبعون الزلات تقولون: أفتى في كذا وأفتى في كذا، أي تنفروا الناس عنه، أفتى في الوقف، أفتى في كذا، كل هذه الأشياء التي أفتيت كلها على الحق والحمد لله.

(المتن)

وأنا إلى الآن أطلب الدليل مِن كل مَن خالفني، فإذا قيل له: استدل، أو اكتب، أو اذكر، حادّ عن ذلك وتبين عجزه، لكن يجتهدون الليل والنهار في صد الجهال عن سبيل الله، ويبغونها عوجًا.

اللهم إلا إن كنتم تعتقدون أن كلامي باطلٌ وبدعة، مثل ما قال غيركم، وأن الاعتقاد في الزاهد وشمسان والمطيوية والاعتماد عليهم هو الدين الصحيح، وكل ما خالفه بدعة وضلالة، فتلك مسألة أخرى.

إذا ثبت هذا، فتكفير هؤلاء المرتدين، انظروا في كتاب الله من أوله إلى آخره، والمرجع في ذلك إلى ما قاله المفسرون والأئمة, فإن جادل منافق بَكوْن الآية نزلت في الكفار، فقولوا له: هل قال أحد من أهل العلم أولهم وآخرهم: إن هذه الآيات لا تعم من عمل بها ممن انتسب للإسلام؟ أكثر من أن تُذكر. وهذا أيضًا كلام رسول الله r فيمن فعل دون هذه الأفاعيل، مثل الخوارج العُبّاد الزُهّاد، الذين يحقر الإنسان الصحابة عندهم، وهم بالإجماع لم يفعلوا ما فعلوا إلا باجتهاد وتقرب إلى الله.

وهذه سيرة أصحاب رسول الله r فيمن خالف الدين، ممن له عبادة واجتهاد، مثل: " تحريق عليٍّ t من اعتقد فيه بالنار، وأجمع الصحابة على قتلهم وتحريقهم إلا ابن عباس، رضي الله عنهما، خالفهم في التحريق، فقال: "يُقتلون بالسيف".

وهؤلاء الفقهاء من أولهم إلى آخرهم، عقدوا باب حكم المرتد للمسلم إذا فعل كذا وكذا، ومصداق ذلك في هذه الكتب، الذي يقول المخالف: جمعوا فيها الثمر وهم أعلم منّا، انظروا في متن الإقناع، في باب حُكم المرتد، هل صرّح أنه من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، أنه كافر بإجماع الأمة؟ وذكر فيمن اعتقد في علي بن أبي طالب دون ما يعتقد طالب في حسين وإدريس أنه لا شك في كفره، بل لا يُشك في كفر من شك في كفره.

(الشرح)

 نعم لأن من شك في كفر الكافر كافر

(المتن)

وذكر فيمن اعتقد في علي بن أبي طالب دون ما يعتقد طالب في حسين وإدريس أنه لا شك في كفره، بل لا يُشك في كفر من شك في كفره، وأنا أَلَزِّمْ عليكم أنكم تحققون النظر في عبارات الإقناع وتقرؤونها قراءة تُفْهَم، وتعرفون ما ذُكر فيها، وما ذُكر من التشنيع عليَّ من الأصدقاء، عرفتم شيئا من مذاهب الآباء وفتنة الأهواء، إذا تحققتم ذلك وطالعتم الشروح والحواشي، فإذا إني لم أفهمه وله معنى آخر، فأرشدوني. وعسى الله أن يهدينا وإياكم وإخواننا لما يحب ويرضى، ولا يدخل خواطركم غلظة هذا الكلام، فالله سبحانه يعلم قصدي به، والسلام.

(الشرح)

هذا من إنصافه t يقول: إذا وجدتم في كلامي خطأ، أرشدوني، لكن بوجود الدليل يقول: عليكم بالدليل.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد