شعار الموقع

شرح الرسالة الشخصية_39

00:00
00:00
تحميل
49

(المتن)

الرسالة التي بعدها:

"بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب إلى عبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن تفضلتم بالسؤال فنحمدُ الله إليكم الذي لا إله إلا هو، ونحن بخيرٍ وعافية ،جعلكم الله كذلك وأحسنَ من ذلك".

(الشيخ)

وأحسنُ.

(المتن)

"وأحسنُ من ذلك، وأبلغوا لنا الوالد السلام، سلَّمه الله من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وغير ذلك في نفسي بعض الشيء من جهة المكاتيب لما حبسها عنا هجسنا فيه الظن الجميل، ثم بعد ذلك سمعنا بعض الناس يذكر أنه معطيها بعض السفهاء يقرؤونها على الناس، وأنا أعتقد فيه المحبة، وأعتقد أيضًا أن له غايةً وعقلًا، وهو صاحب إحسان علينا وعلى أهلنا، فلا ودي يَعقبه أذى".

(الشيخ)

يُعقبه، يُعقبه.

(القارئ)

أحسن الله إليك.

(المتن)

"يُعقبه بالأذى، ويكدر هذه المحبة بلا منفعة في العاجل والآجل، وأنا إلى الآن ما تحققتُ ذلك، وَهُوجِس فيه بالهاجوس الجيد، وذكر أيضًا عنه بعض الناس بعض الكلام الذي يشوش الخاطر، فإن كان يرى أن هذا ديانةً ويعتقده من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأنا ولله الحمد لم آتِ الذي أتيتُ بجهالة، وأشهد الله وملائكته أنه إن أتاني منه أو ممن دونه في هذا الأمر كلمةً من الحق لأقبلنها على الرأس والعين، وأتركَ قولَ كل إمامٍ".

(الشيخ)

وأتركُ.

(المتن)

"وأتركُ كلَّ إمامٍ".

(الشيخ)

طيب ما يخالف، لأقبلَنَّها وأتركَ معطوف على، وأتركَ نعم، وأتركَ قولَ كلِّ إمام.

(المتن)

"وأتركَ قول كل إمامٍ اقتديتُ به حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يفارق الحق، فإن كانت مكاتيب أولياء الشيطان وزخرفة كلامهم الذي أوحي إليهم ليجادل في دين الله لما رأى أن الله يريد أن يظهر دينه غرتهم، وأصغت إليهم أفئدتكم، فاذكروا لي حجةً مما فيها أو في غيرها من الكتب".

(الشيخ)

مما فيها أو كلها.

(القارئ)

أحسن الله إليك.

(الشيخ)

أو كلها.

(المتن)

"فاذكروا لي حجةً مما فيها أو كلها أو في غيرها من الكتب مما تقدرون عليه أنتم ومن وافقكم، فإن لم أجاوبَه".

(الشيخ)

أجاوبْه.

(المتن)

"فإن لم أجاوبه عنها بجوابٍ فاصل بيِّن، يعلمُ كل من هداه الله أنه الحق، وأنَّ تلك هي الباطل فانكرُوا عليَّ، فأنكَروا عليَّ".

(الشيخ)

فأَنكِروا.

(المتن)

"فأنكِروا علي، وكذلك عندي من الحجج الكثيرة الواضحة مما لا تقدرون أنتم ولا هم أن تجيبوا عن حجةٍ واحدةٍ منها، وكيف لكم بملاقاة جند الله ورسوله؟

وأنتم تزعمون أن أهل العلم على خلاف ما أنا عليه، فهذه كتبهم موجودة، ومن أشهرهم وأغلظهم كلام الإمام أحمد، كلهم على هذا الأمر لم يشذ منهم رجلٌ واحد ولله الحمد، ولم يأتِ عنهم كلمةً واحدة أنهم أرخصوا لمن لم يعرف الكتاب والسنة في أمركم هذا فضلًا على أن يجيبوه".

(الشيخ)

عن، فضلًا عن أن يجيبوه.

(القارئ)

أحسن الله إليك.

(المتن)

"فضلًا عن أن يجيبوه، وإن زعمتم أن المتأخرين معكم؛ فهؤلاء سادات المتأخرين وقادتهم ابن تيمية، وابن القيم، وابن رجب عندنا له مصنف مستقل في هذا، ومن الشافعية الذهبي، وابن كثير وغيرهم، وكلامهم في إنكار هذا أكثر من أن يُحصر، وبعض كلام الإمام أحمد ذكره ابن القيم، فراجعه، ومن أدلة شيخ الإسلام".

(الشيخ)

نعم، هذه رسالة أرسلها الشيخ رحمه الله إلى عبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى، كأنه بلغه بعض الأشياء منه، وأنه حصل له بعض المخالفات، فالشيخ رحمه الله يحثه على الرجوع عن الباطل الذي اقترفه، ويحثه على لزوم الحق، ويرغبه ويثني عليه، ويذكره بحاله السابقة الجميلة، ويحذره من الاستمرار على الخلاف، وأن يكون مع أعداء الله.

قال: "من محمد بن عبد الوهاب" كما سبق "إلى عبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: إن تفضلتم بالسؤال فنحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، ونحن بخيرٍ وعافية" هذا استفتاحه للكتاب، قوله: "نحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو" يعني: الذي لا معبود بحقٍّ سواه.

"جعلكم الله كذلك وأحسنُ من ذلك" وأبلغوا عني الوالد السلام، ثم قال: "سلمه الله من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، شوف الدعاء، دعاء ناصح، قال: "سلمه الله من خزي الدنيا وعذاب الآخرة".

قال: "وغير ذلك في نفسي عليه بعض الشيء من جهة المكاتيب لما حبسها عنا هجسنا فيه الظن الجميل"، هجسنا: كلمة عامية معناها ظننا فيه الظن الجميل، يعني يقول: كنا نظن به ظنًّا جميلًا، ثم بعد ذلك يعني كيف الكتب التي جاءته منا يحبسها عن الشيخ، ويوصلها إلى غيره، قال: "كنا نظن فيه الظن الجميل، ثم سمعنا بعض الناس يذكر أنه معطيها بعض السفهاء يقرؤونها على الناس"، كأن الشيخ معطيه بعض الكتب، بعض الرسائل في التوحيد وأنه حبسها ما نشرها، وأعطاها بعض السفهاء يقرؤونها، فالشيخ يعني كأنه يعني يستحثه، ويعني يقول: كيف يحصل هذا منك؟ وأنت صديق وعزيز، ونحن نعلم أنك على الحق تعمل هذا، تحبس المكاتيب اللي عندنا وتعطيها بعض السفهاء.

قال: "وأنا أعتقد فيه المحبة، وأعتقد أيضًا أن له غايةً وعقلًا" كل هذا حث له على الرجوع إلى الحق.

"وهو صاحب إحسان علينا وعلى أهلنا فلا ودي يعقبه بالأذى"، يعني لا أرغب ولا أود أنه يعقبه بالأذى، ويكدر هذه المحبة، "بلا منفعةٍ في العاجل والآجل".

قال: "وأنا إلى الآن ما تحققتُ" يعني أنه رجع إلى الحق ذلك "وهوجِس فيه بالهاجوس الجيد" يعني أظن فيه الظن، هوجس هذه كلمة عامية، هوجس يعني: ظن في نفسه، "أهوجس فيه بالهاجوس الجيد" يعني أظن فيه الظن الجيد، وأنه على خير.

قال: "وذكر أيضًا عنه بعض الناس بعض الكلام الذي يشوش الخاطر" لأنه كلام غير مناسب، وأنه يعني ما رجع إلى الحق.

قال: "فإن كان يرى أن هذا دِيانة، ويعتقده من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" يعني وأنه رجع عن الكلام، وأنه ينكر علينا، وأنه يعتقد أنه على الدين ونحن على الباطل، ويعتقد أن هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه ينكر علينا يقول: فأنا ولله الحمد، أنا على الحق وعلى التوحيد ما عندي إشكال، أنا عندي أدلة من كتاب الله وسنة رسوله، أنا ما أتكلم عن جهل، أنا أتكلم عن علم، ولهذا قال: "فأنا ولله الحمد لم آتِ الذي أتيتُ بجهالة".

قال: "وأشهد الله وملائكته أنه إن أتاني منه أو ممن دونه في هذا الأمر كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين، وأترك قول كل إمام" إلا رسول الله فإنه معصوم، الرسول ما يتكلم إلا بالحق، كل إمام إذا أتيت بكلمة حق كل إمام يخالفه أترك قوله إلا قول رسول الله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخالف الحق، لا يأتي إلا بالحق، معصوم عليه السلام.

قال: "أشهد الله"، قال: "أشهد الله وملائكته أن من أتاني منه أو ممن دونه في هذا الأمر" يعني في التوحيد "كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين وأترك قول كل إمام"؛ يقول: أنا أطلب الحق، إذا جاءني بكلمة حق أقبلها، وأقبل كل من خالفها من كل إمام إلا رسول الله، "حاشا الرسول فإنه لا يقول إلا الحق"، أما إذا كانت الأخرى، وكانت هذه "المكاتيب أولياء الشيطان وزخرفة، يزخرفوا كلامهم ليجادلوا في دين الله لما رأى أن الله يريد أن يظهر دينه غرَّتهم هذه المكاتيب وأصغت إليها أفئدتكم، فاذكروا لي حجةً مما فيها أو كلها أو في غيرها من الكتب مما تقدرون عليه أنتم ومن وافقكم"؛ هاتوا لي حجة واحدة وسترون الجواب.

"فإن لم أجاوبه بجوابٍ فاصلٍ بيِّن يعلم كل من هداه الله أنه الحق، وأنَّ تلك هي الباطل فأنكِروا علي".

قال: "وكذلك عندي من الحجج الكثيرة الواضحة ما لا تقدرون أنتم ولا هم أن تجيبوا عن حجة واحدة"؛ يعني الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله.

"وكيف لكم بملاقاة جند الله ورسوله؟!" هي الأدلة، النصوص من الكتاب والسنة.

"وإن كنتم تزعمون أن أهل العلم على خلاف ما أنا عليه هذه كتبهم"، كتب الإمام أحمد، كتب ابن القيم، كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية، كتب الصحابة، أقوال الصحابة، أقوال التابعين، هاتوا، هاتوا، يقول: "تزعمون أني مخالف للصحابة أو للتابعين أو للنصوص، هاتوا، هذه كتب "العلماء موجودة، ومن أشهرهم وأغلظهم كلام الإمام أحمد" رحمه الله كلهم على هذا الأمر، على النهي عن الشرك، والأمر بتحقيق التوحيد.

"لم يشذ منهم رجلٌ واحدٌ ولله الحمد، ولم يأتِ عنهم كلمة واحدة أنهم أرخصوا لمن لم يعرف الكتب والسنة في أمركم هذا، وأنه يُعذر الإنسان على الشرك، فضلًا عن أن يجيبوه".

"وإن زعمتم أن المتأخرين معكم فهؤلاء سادة المتأخرين وقادتهم ابن تيمية وابن القيم وابن رجب" هاتوا، هاتوا كلامهم، هاتوا أحد يؤيدكم على الشرك وأنكم على الحق.

قال: "وابن رجب عندنا له مصنف مستقل في هذا، ومن الشافعية الذهبي وابن كثير وغيرهم، وكلامهم في إنكار هذا أكثر من أن يُحصر، وبعض كلام الإمام أحمد ذكره ابن القيم في كتابه (الطرق الحُمية).

ثم قال: "فراجعه، ومن أدلة شيخ الإسلام"، نعم.

(القارئ)

أحسن الله إليك.

(المتن)

"ومن أدلة شيخ الإسلام: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]، فقد فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة بعده بهذا الذي تسمونه الفقه، وهو الذي سماه الله شركًا، واتخاذهم أربابًا لا أعلم بين المفسرين في ذلك اختلافًا".

(الشيخ)

يعني أدلة شيخ الإسلام في ذلك: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ} [التوبة: 31] الأحبار: هم العلماء، والرهبان هم العباد، اتخذوهم أربابًا: يعني يشرعون لهم، يطيعونهم في التحليل والتحريم؛ ولهذا بوَّب الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد: بابٌ من أطاع العلماء والعباد في تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابًا من دون الله، هذا عقد الباب، واستدل بهذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ} [التوبة: 31]، بابٌ من أطاع العلماء والعباد في تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابًا من دون الله، أطاعهم في التعليل، في التحليل لا في المعصية، يعني يحلل لهم الحرام فيعتقدون حله، ويحرم عليهم الحلال فيعتقدوا تحريمه لا نطيعهم في المعصية، لكن لا يُطاعوا في معصية، قالوا: اشربوا الخمر، اشربوا الخمر ويعتقد أن الخمر حرام ما أطاعه في التحريم، أطاعه في المعصية، صار عاصي مثله، فاسق، لكن إذا قال: حلال، واعتقد أنها حلال هذا ردة عن الإسلام، التحليل والتحريم، هذا طاعة في التحليل والتحريم، والتحليل والتحريم هذا خاص بالله؛ {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21].

يقول: "فسرها رسول الله والأئمة بعده بهذا الذي تسمونه فقه وهو الذي سماه الله شركًا"؛ وهو طاعة العلماء والعباد في التحريم والتحليل، "واتخاذهم أربابًا لا أعلم بين المفسرين في ذلك اختلافًا"، والحاصل، نعم.

(القارئ)

أحسن الله إليك.

(المتن)

"والحاصل أن من رزقه الله العلم يعرف أن هذه المكاتيب التي أتتكم وفرَحتم بها، وقرأتموها".

(الشيخ)

هاه، وإيش؟ وفرِحتم بها، التي أتتكم وفرِحتم بها.

(القارئ)

أحسن الله إليك.

(المتن)

"والحاصل أن من رزقه الله العلم يعرف أن هذه المكاتيب التي أتتكم وفرِحتم بها وقرأتموها على العامة من عند هؤلاء الذي تظنون أنهم علماء كما قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112]، إلى قوله: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} [الأنعام: 113].

لكن هذه الآيات ونحوها عندكم من العلوم المهجورة؛ بل أعجب من ذلك أنكم لا تفهمون شهادة ألا إله إلا الله، ولا تنكرون هذه الأوثان التي تُعبد في الخَرْج وغيره التي هي الشرك الأكبر بإجماع أهل العلم، وأنا لا أقول هذا".

(الشيخ)

وأنا لا أقول هذا وحدي، يعني يقول المؤلف رحمه الله، يقول: "من رزقه الله العلم يعرف أن هذه المكاتيب التي جاءتهم وفرِحوا بها"، وقرؤوها على العامة التي يجوزون فيها الشرك، وعبادة الأوثان، ويظن، جاءتهم من أناسٍ يظنون أنهم علماء وهم من أهل الشرك، المشركون لهم علماء؛ قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [غافر: 83]، صار عندهم علم، علمٌ باطل، المشركون صار عندهم علم، {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [غافر: 83].

هذه يقول: هذه المكاتيب التي جاءتكم من المشركين الذي يحسنون الشرك ويزينون لكم عبادة الأوثان وأنها لا يسمونها شرك، دعاء، الطواف بالقبور، والذبح لها يقولون: هذا ما هي بشرك، هذا تشفع ومحبة للصالحين، هذه حقوق الصالحين، تغبطهم حقوقهم، هكذا يحسنون لهم.

يقول: "هذه المكاتب التي أتتكم وفرحتم بها وقرأتموها على العامة من عند هؤلاء الذين تظنونهم علماء هي ينطبق عليها قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112]، هؤلاء من أعداء الرسل.

إلى قوله: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)} [الأنعام: 113].

قال: "لكن هذه الآيات ونحوها عندكم من العلوم المهجورة"؛ لأنكم ما قرأتم معناها، ولا عرفتم معناها الصحيح من كلام، ولا عرفتم كلام العلماء عليها وكلام المفسرين عليها.

قال: "بل أعجب من هذا أنكم لا تفهمون شهادة ألا إله إلا الله" لا يعرفوا معناها، بعضهم يفسرونها يقول: لا إله إلا الله بتوحيد الربوبية: لا معبود، لا إله إلا الله يعني لا خالق إلا الله، الأشاعرة والصوفية والجماعة يقولون: لا إله إلا الله: لا خالق إلا الله، لو كان معناها لا خالق إلا الله كان أبو جهل مؤمن يقول: لا خالق إلا الله، وأبو لهب مؤمن، أبو لهب امتنع أن يقول: لا إله إلا الله، رفض، لو كان معناها لا خالق إلا الله هو يقول: لا خالق إلا الله، (.....) ، أبو لهب وأبو جهل مقر بأن الخالق هو لا خالق إلا الله، لكن رفض أن يقول: لا إله إلا الله، "بل أعجب من هذا أنكم لا تفهمون شهادة ألا إله إلا الله، ولا تنكرون هذه الأوثان التي تعبد في الخرج"؛ لأن هذه الأوثان تنافي كلمة التوحيد، لا إله إلا الله، "التي هي الشرك الأكبر بإجماع من العلماء".

قال: "وأنا لا أقول هذا وحدي"؛ يعني لستُ أنا وحدي؛ بل عليها عامة العلماء، نعم.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد