شعار الموقع

شرح الرسالة الشخصية_40

00:00
00:00
تحميل
40

(المتن)

قال رحمه الله:

الرسالة التي بعدها:

"بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب إلى عبد الوهاب بن عبد الله، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد وصل كتاب وما ذكرت فيه".

(الشيخ)

شيخ، كتابك.

(المتن)

"فقد وصل كتابك وما ذكرت فيه من الظن، والتجسس، وقبول خبر الفاسق فكل هذا حق وأريد به باطل، والعجب منك إذا كنت من خمس سنين تجاهد جهادًا كبيرًا في رد دين الإسلام، فإذا جاءك مساعد، أو ابن راجح، ولا صالح بن سليم وأشباه هؤلاء الذين نلقنهم شهادة ألا إله إلا الله، وأنَّ عبادة المخلوقات كفر، وأنَّ الكفر بالطاغوت فرض، قمتَ تجاهد وتبالغ في نقض ذلك، والاستهزاء به، وليس الذي يُذكَر هذا عندي".

(الشيخ)

يَذكر.

(المتن)

"هذا عنك بعشرة".

(الشيخ)

وليس الذي يذكر.

(المتن)

"وليس الذي يذكر هذا عنك بعشرة ولا عشرين ولا ثلاثين، ولا أنت بمتخفٍّ في ذلك، ثم تظن في خاطرك أن هذا يخفى عليَّ، وأنا أصدقك إذا قلتَ ما قلت، ولو أنَّ الذي جرى عشر أو عشرون أو ثلاثون مرة أمكن تعدادَ ذلك".

(الشيخ)

أمكن تعدادُ ذلك.

(المتن)

"وأحسن ما ذكرت أنك تقول: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} [الأعراف: 23]، وتقر بالذنب، وتجاهد في إطفاء الشرك، وإظهار الإسلام كما جاهدتَ في ضده، ويصير ما تقدم كأن لم يكن، فإن كنتَ تريد الرفعة في الدنيا والجاه حصل لك بذلك ما لا يحصل بغيره من الأمور بأضعاف مضاعفة، وإن أردتَ به الله والدار الآخرة فهي التجارة الرابحة، وأتتك الدنيا تبعًا، وإن كنتَ تظن في خاطرك أنَّ".

(الشيخ)

هاه، عند، أننا نبغي، أنا نبغي أن نداهنك.

(المتن)

"وإن كنتَ تظن في خاطرك أننا نبغي أن نداهنك في دين الله ولو كنتَ أجلَّ عندنا مما كنتَ فأنت مخالف، فإن كنت تتهمني بشيءٍ من أمور الدنيا فلك الشَّرْهَة، فإن كان إني أدعو لك في سجودي، وأنت وأبوك أجلَّ الناس إليَّ".

(الشيخ)

أجلُّ، أجلُّ.

(المتن)

"إني أدعو لك في سجودي، وأنت وأبوك أجلُّ الناس إليَّ وأحبهم عندي، وأمرك هذا أشق عليَّ من أهل الأحساء".

(الشيخ)

الحسا، من أهل الحسا، نعم.

من أمر أهل الحسا، نعم.

(القارئ)

أحسن الله إليك.

(المتن)

"وأمرك هذا أشق عليَّ  من أمر أهل الحسا خصوصًا بعدما استركبتَ أباك وخرَّبته، فعسى الله أن يهدينا وإياك لدينه القيم، ويطرد عنا الشيطان، ويعيذنا من طريق المغضوب عليهم والضالين".

(الشيخ)

نعم، هذه معاتبة من الشيخ رحمه الله لعبد الوهاب بن عبد الله بن عيسى، يقول له المؤلف: "فقد وصل كتابك وما ذكرتَ فيه من الظن والتجسس، وقبول خبر الفاسق" هذا المؤلف رحمه الله يعاتب، يعاتبه في الظن والتجسس، وقبول خبر الفاسق، ويقول له: "هذا حق وأريد به باطل".

ثم قال: "والعجب منك" يتعجب من حاله، "إذا كنتَ من خمس سنين تجاهد جهادًا كبيرًا في  رد دين الإسلام"، ثم إذا جاءك هؤلاء الأشخاص الثلاثة، كأن هؤلاء مناوئين للشيخ، مساعد، وابن راجح، وصالح بن سُلَيم، قال: "هؤلاء نلقنهم شهادة ألا إله إلا الله، وأن عبادة المخلوقات كفر، وأنَّ الكفر بالطاغوت فرض قمتَ تجاهد وتبالغ في نقض ذلك" يعني نقض التوحيد، والمؤلف رحمه الله يعاتبه، كيف الآن له سنين يجاهد، خمس سنين يجاهد جهادًا كبيرًا في رد دين الإسلام، فإذا جاء هؤلاء الثلاثة المتهمون الذي يلقنهم الشيخ الشهادة، وأن عبادة المخلوقات كفر قام "يجاهد ويبالغ في نقض ذلك"، والاستهزاء به.

ثم قال المؤلف: أنا متأكد من هذا الأمر، وبلغني عن طريق الثقات، "وليس الذي يذكر هذا عنك عشرة ولا عشرين ولا ثلاثين"؛ بل هو يعني مجموعة كبيرة، "ولا أنتَ متخفٍّ بذلك"، أنت أيضًا ما تنكر هذا.

"ثم تظن في خاطرك أن هذا يخفى عليَّ"، ما يخفى علي، قال: "وأنا أصدقك إذا قلتَ ما قلتَ"، تظن أنه يخفى عليَّ وأنا أصدقك في كلامك، لا أصدقك، قال: "ولو أن الذي جرى عشرة أو عشرون أو ثلاثون مرة أمكن تعداد ذلك".

ثم ذكر المؤلف رحمه الله، هذا من إنصافه ما له من حسنات، قال: "أحسن ما ذكرتَ أنك تقول: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} [الأعراف: 23]، وتقر بالذنب، وتجاهد في إطفاء الشرك، وإظهار الإسلام"، هذه يعني من المحاسن، "كما جادتَ في ضده، ويصير ما تقدم كأن لم يكن"، يعني كان في الأول يدافع عن المشركين، ويرد الدعوة، ثم بعد ذلك ندم، وقال: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} [الأعراف: 23] وأقرَّ بالذنب، وجاهد في إطفاء الشرك.

قال: "فإن كنتَ تريد الرفعة في الدنيا والجاه، حصل لك بذلك ما لا يحصل بغيره من الأمور بأضعاف مضاعفة، وإن أردتَ به الله والدار الآخرة فهي التجارة الرابحة، وأتتك الدنيا تبعًا"، يعني إذا كنتَ تفعل الآن تقر بالذنب، وتجاهد في إطفاء الشرك، وإظهار الإسلام تريد الرفعة في الدنيا والجاه حصل لك في الدنيا، وإن كنتَ تريد الآخرة، والدار الآخرة فهذه هي التجارة الرابحة؛ لأن العبرة بالقصد، يقول: تريد الآخرة حصل لك (.....) ، وأتتك الدنيا وهي راغمة، وإن كنتَ لا تريد إلا الدنيا والرفعة حصل لك ما أردتَ.

قال: "وإن كنتَ تظن في خاطرك أنا نبغي أن نداهنك في دين الله" فلا يمكن أن نداهنك، ومهما كنتَ، "إن كنتَ تظن في خاطرك أنا نبغي أن نداهنك في دين الله ولو كنتَ أجلَّ عندنا مما كنتَ فأنت مخالف" هاه، لا يمكن أن نداهنك.

"فإن كنتَ تتهمني بشيءٍ من أمور الدنيا فعليك الشَّرْهة"، هذه الشرهة كلمة عامية، يعني إن كنتَ تتهمني بأمور الدنيا، هاه، وأنت صادق، نعم، فلك الحق في هذا، لك عليَّ الشرهة، يعني لك الحق، أنت محق، لكن لا، لا تستطيع، اتهامك هذا بأمور الدنيا ليس في محلك.

قال: "فإن كان إني أدعو لك في سجودي" كل هذا الشيخ رحمه الله يحثه على لزوم الحق، واتباعه، يقول: "إني أدعو لك في سجودي، وأنت وأبوك أجل الناس إليَّ، وأحبهم عندي"، يدعو له في سجوده وهو مخالفٌ له الآن، لكن هذا حثٌّ له على مقامه، وقال: "وأمرك هذا أشق عليَّ من أمر الحسا"، يقول: أمرك هذا مشق علي، كونك يعني ترجع عن الحق، وكونك ترد الحق هذا أمرٌ يشق عليَّ.

"بعدما استركبتَ أباك وخرَّبته"، قال: "فعسى الله أن يهدينا وإياك لدينه القيم، ويطرد عنا الشيطان، ويعيذنا من طريق المغضوب عليهم والضالين"، المؤلف رحمه الله يبين نصحه، وتارةً يرغِّب، وتارةً يرهِّب، تارةً يُرغِّب، وتارةً يُرهِّب، فحثه على الحق، ويدعو له في سجوده وكذا، ثم يبين له أنه مهما كان محاولته إن كان يتهمه في أمور الدنيا فأنت غلطان، وإن كنت أني أداهنك فأنت غلطان، فإن كنتَ تظن أنا سنداهنك في دين الله ولو كنت أجل من عندنا فلا يمكن هذا، فهذا ترغيب وترهيب، وبيان للحق ولزومه رحمه الله، نعم.

(القارئ)

أحسن الله إليك.

(.....)

(الشيخ)

وفق الله الجميع لطاعته وصلى الله على محمد وآله وصحبه.

(القارئ)

(.....)

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد