(الشيخ)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
نواصل الدرس بقراءة الرسائل الإمام المجدد ابن عبد الوهاب رحمه الله، لعلها الرسالة إيش؟ الحادية والأربعون؟ نعم؟ نعم، الرسالة الحادية والأربعون، صفحة أربعة وثمانين.
(القارئ)
أحسن الله إليك.
(الشيخ)
سمِّ.
(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(الشيخ)
اللهم صلِّ وسلم عليه.
(المتن)
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين، يقول الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وإيانا:
"بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب إلى الأخوين أحمد بن محمد وثنيَّان، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد ذُكر لي أن بعض الإخوان تكلم في عبد المحسن الشريف، يقول: إن أهل الإحساء يحبون على يدك، وأنك لابسٌ عمامةٌ خضراء".
(الشيخ)
عمامةً، وأنك.
(المتن)
"وأنك لابسٌ عمامةً خضراء، والإنسان لا يجوز له الإنكار إلا بعد المعرفة، فأول درجات الإنكار: معرفتك أنَّ هذا مخالفٌ لأمر الله، وأما تقبيل اليد فلا يجوز إنكار مثلَه، وهي مسألةٌ فيها اختلاف".
(الشيخ)
فلا يجوز إنكار مثلِهِ.
(المتن)
"فلا يجوز إنكار مثلِه، وهي مسألة فيها اختلافٌ بين أهل العلم، وقد قبَّل زيد بن ثابت يد ابن عباس، وقال: "هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا"، وعلى كل حال فلا يجوز لهم إنكار كل مسألةٍ لا يعرفون حكم الله فيها، وأما لبس الأخضر فإنها أحدثت قديمًا تمييزًا لأهل البيت لئلا يظلمهم أحد، أو يقصر في حقهم من لا يعرفهم، وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقًا، فلا يجوز لمسلم أن يُسقط حقهم، فيظن أنه من التوحيد بل هو من".
(الشيخ)
هاه.
(المتن)
"ويظن أنه من التوحيد".
(الشيخ)
نعم.
(المتن)
"يظن أنه من التوحيد؛ بل هو من الغلو، ونحن ما أنكرنا إلا إكرامهم لأجل ادعاء الألوهية فيهم، أو إكرام المدعى لذلك".
(الشيخ)
المدعي.
(المتن)
"أو إكرام المدعي لذلك، وقيل عنه أنه اعتذر عن بعض الطواغيت، وهذه مسألةٌ جليلةٌ ينبغي التفطن لها، وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6].
فالواجب عليه إذا ذكر لهم عن أحد منكرًا عدم العجلة، فإذا تحققوه أتوا صاحبه ونصحوه، فإن تاب ورجع وإلا أنكر عليه ونتكلم فيه، فعلى كل حال نبهوهم على مسألتين:
الأولى: عدم العجلة، ولا يتكلمون إلا مع التحقق فإن التزوير كثير.
الثانية: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف منافقين بأعيانهم".
(الشيخ)
ويقبل علانيتهم، نعم.
(القارئ)
(.....)
(الشيخ)
ويقبل علانيتهم.
(القارئ)
(.....)
(الشيخ)
ويقبل.
(المتن)
"ويقبل علانيتهم، ويكِلُ سرائرهم إلى الله".
(الشيخ)
نعم.
(المتن)
"فإذا ظهر منهم وتحقق ما يوجب جهادهم جاهدهم، وغير ذلك عبد الرحمن بن عقيل رجع إلى الحق، والحمد لله، ولكن ودي أن أقرأ عليك رسالة ابن شلهوب وغيرها، وأنت يا أحمد على كل حال أرسل المجموع مع أول من يُقبل وأرسلها فيه، خذه من سليمان لا تغفل تراك خالفتَ خلافًا كبيرًا في هذا المجموع والسلام".
(الشيخ)
نعم هذه الرسالة كتبها الإمام رحمه الله إلى أحمد بن ثنيان، وبدأها قال: "سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته"، بحذف (ال) وسبق أنها (سلام)، و(السلام) الملائكة {قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ} [هود: 69] لما جاءوا إبراهيم عليه السلام.
قال: "فقد ذُكر لي عنكم أنَّ بعض الإخوان تكلم في عبد المحسن الشريف يقولون: إن أهل الإحساء يحبون على يدك وأنت لابس عمامةً خضراء"، يعني أنكروا عليه، أنكروا على، يحبون على يدك يعني يقبلون اليد، "وأنت لابس عمامةً خضراء" ويقول الشيخ رحمه الله: الإنسان لا يجوز له الإنكار إلا بعد المعرفة، بعد يعني بعد معرفة أن هذا منكر، وأنه مخالفٌ لأمر الله، ثم ينكر بما يستطيع، باليد أو باللسان، ثم باللسان، ثم بالقلب، ومسألة تقبيل اليد فيها خلاف كما ذكر الشيخ ابن عبد الوهاب.
من العلماء من أجازها، ومنهم من منعها، تقبيل اليد، من العلماء من أجازها، ومنهم من قال: (.....) أو الأب، ومنهم من منعها ومن ذلك ابن الوردي قال في منظومته:
أنا لا أختار تقبيل يدٍ=قطعها أجمل من تلك القبل
أنا لا أختار تقبيل يدٍ=قطعها أجمل من تلك القبل
والشيخ رحمه الله يقول: لا تنكر في مسألة فيها خلاف بن أهل العلم، أول لا بد أن تعرف أن هذا الذي تنكره مخالفٌ لأمر الله، ثم تنكر، فهو قال: "إن أهل الحسا يحبون على يدك" يعني يقبلون يدك، "وأنتَ لابسٌ عمامةً خضراء" قال: أو درجات الإنكار أن تعرف أن هذا مخالفٌ لأمر الله، وأما تقبيل اليد ففيه خلاف.
ولذلك قال: "فلا يجوز إنكار مثله وهي مسألةٌ فيها اختلاف بين أهل العلم، وقد قبَّل زيد بن ثابت يد ابن عباس، وقال: "هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا"؛ لأن زيد بن ثابت يرى جواز تقبيل اليد.
قال: "وعلى كل حال فلا يجوز لهم إنكار كل مسألة لا يعرفون حكم الله فيها"، يعني ليس للإنسان أن ينكر المنكر حتى يعلم أن هذا منكر، وإذا كان فيها خلاف فلا ينكر إلا إذا كان الخلاف ليس له حظٌّ من النظر.
قال: "وأما لبس الأخضر فإنه أُحدث قديمًا تمييزًا لأهل البيت لئلا يظلمهم أحد، أو يقصر في حقهم من لا يعرفهم"، لبس الأخضر هذا يعني أُحدث لأهل البيت حتى يعرفهم الناس، ولا يظلمونهم.
قال: "وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى عليه وسلم على الناس حقوقًا فلا يجوز لمسلمٍ أن يُسقط حقهم، ويظن أنه من التوحيد؛ بل هو من الغلو، ونحن ما أنكرنا إلا إكرامهم لأجل ادعاء الألوهية فيهم، أو إكرام المدعي لذلك"، يعني بعض الناس غلوا في أهل البيت حتى عبدوهم من دون الله كالرافضة، وبعضهم ادعى الألوهية فيهم، أو يكرم المدعي الألوهية، هذا منكر، عبادة أهل البيت منكرة، شرك، ودعوى الألوهية في أحدٍ منهم أعظم وأعظم، أو إكرام المدعي لها هذا منكر.
ولكن أهل البيت لهم حق، قال الله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23].
"وقيل عنهم أنه اعتذر عن بعض الطواغيت (.....) الطواغيت كل من تجاوز الحد (.....) هذه الطاغوت كما قال ابن القيم رحمه الله: الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاع.
حد الإنسان أن يكون عبدًا لله، مطيعًا لله، فإذا تجاوز حده، ورضي أن يُعبد من دون الله هذا طاغوت، حده أن يكون عبدًا لله، (.....) وكذلك حد الإنسان أن يكون (.....) طاغوت، وكذلك (.....) رضي أن يُطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت، تجاوز حده.
"وقيل أنه اعتذر عن بعض الطواغيت وهذه مسألةٌ جليلة ينبغي التفطن لها وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] يعني: إذا جاء خبر عن شخص فلا يتعجل الإنسان حتى يتحقق، قيل: أنها نزلت هذه (.....) فرجع في أثناء الطريق وقال: إنهم منعوا الزكاة وأرادوا قتلي، فأراد النبي (.....) فأُنزلت هذه (.....) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] (.....) أحدٍ منكر عدم العجلة فإذا تحققوا أتوا صاحبهم ونصحوه أنَّ هذا منكر، (.....) عدم العجلة (.....) "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف منافقين بأعيانهم، ويقبل علانيتهم، ويكل سرائرهم إلى الله، فإذا ظهر منهم وتحقق ما يوجب جهادهم جاهدهم"، يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف منافقين بأعيانهم، ولكنه لا يعاملهم بمعرفته؛ بل بما يصدر منهم، يقبل علانيتهم، ويكل سرائرهم إلى الله، فإذا ظهر منهم شيء يخالف علانيتهم عمل به، إذا ظهر منهم وتحقق ما يوجب جهادهم جاهدهم، وهو يعلم أنهم منافقون، لكن ما، يعني ما يعاملهم بعلمه، إنما يعاملهم بما ظهر منهم.
قال: "وغير ذلك عبد الرحمن بن عقيل رجع إلى الحق ولله الحمد، ولكن ودي أن أقرأ عليه رسالة ابن شلهوب وغيرها"، يعني هذا فيما بينه وبينهم الشيخ، قال: "وأنت يا أحمد على كل حال أرسل المجموع مع أول من يقبل وأرسلها فيه"، يعني كأنها فيما يتعلق بهذه المسائل، "خذه من سليمان لا تغفل تراك خالفت كثيرًا في هذا المجموع والسلام"، نعم.