شعار الموقع

اعتقاد أهل السنة للإسماعيلي (8) من قوله: "ويرون مجانبة البدعة والآثام" – إلى نهاية الكتاب

00:00
00:00
تحميل
141

المتن:

ويرون مجانبة البدعة والآثام والفخر والتكبر والعجب والخيانة والدغل والسعاية ويرون كف الأذى وترك الغيرة إلا لمن أظهر بدعة وهو يدعو إليها فالقول فيها ليس بغيبة عندهم .

الشرح:

ويرون يعني أهل السنة والجماعة مجانبة البدعة والآثام, أهل السنة يرون البعد عن البدعة هكذا ويحذرون من البدعة هذه عقيدة أهل السنة والجماعة خلافاً للمبتدعة ما يبالون بالبدعة , هل السنة لا يبتعدون عن البدع ويرون ويحثون على مجانبة البدعة والآثام المعاصي والفخر التفاخر على الناس بالأحساب والأنساب والتكبر غبط الناس ورد الحق هذا الكبر كما بينه النبي: الكبر بطر الحق و غمط الناس، احتقار الناس ورد الحق والعجب كون الإنسان يعجب بنفسه ويرى أنه فوق الناس وأنه فوق الآخرين والخيانة كونه يخون الإنسان في أهله أو في ماله أو في معاملته والدخل وهو السعي بالفساد والاغتيال كونه يغتال أو يقتل أحداً بخفية والسعاية بالباطل كل هذا يرون أهل السنة والجماعة مجانبته يرون أن على الإنسان أن يجتنب البدعة وأن يجتنب المعاصي والكبائر ويجتنب الفخر على الناس والتعاظم بالآباء والأجداد والأسلاف والتكبر وهو ازدراء الناس ورد الحق والعجب كونه يعجب بنفسه ويرى أنه فوق الناس والخيانة في أهل أو في مال والدغل وهي السعاية بالفساد والاغتيال القتل بالخفية والسعاية أيضاً يسعى بالفساد كل هذا يرون أهل السنة والجماعة مجانبته, ويرون كف الأذى يعني يرون أهل السنة يرون أنه يجب على الإنسان أن يكف أذاه عن الناس يكف الأذى فلا يؤذي أحداً ببدنه أو بماله أو بعرضه فلا يعتدي على بدن شخص مسلم أو معصوم بالقتل أو قطع العضو أو جرح الجسد أو بترويعه وهز السلاح في وجهه أو أخذ شيء من ماله عن طريق السرقة أو الغصب أو السلب والنهب أو عن طريق جحد الدين والحق أو مثلاً أو طريق الغش والخداع أو عن طريق الرشوة أو الربا كل هذا يجب على المسلم أن يجتنب هذا أن يكف أذاه عن المسلمين وكذلك يكف أذاه عن الكلام في الناس عن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره فلان طويل فلان قصير فلان لئيم فلان بخيل فلان قال كذا ذكرك أخاك بما يكره الغيبة وهي من كبائر الذنوب ومن اغتاب مسلماً فكأنما أكل لحمه وهو ميت: ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه، هل تستطيع أن تأكل لحم الميت ؟ فكيف إذا كان لحم الميت لحم الإنسان فكيف إذا كان الإنسان أخوك المسلم ظلمات بعضها فوق بعض وكذلك النميمة نقل الكلام من شخص إلى شخص فيرون كف الأذى عن الناس وكذلك أيضاً كف الأذى الزنا من الأذى وكذلك أيضاً النظر إلى المرأة الأجنبية وايذاءها أو الكلام معها كل هذا من الأذية وكذلك السخرية من الناس وازدراءهم واحتقارهم والهمز واللمز كل ذلك من الأذية ومن الأذى الذي يرى أهل السنة أنه يكف الأذى كف أذاك عن الناس يرون أهل السنة أن تكف الأذى عن الناس كف الأذى لا تعتدي على الناس لا تؤذيهم بأبدانهم ولا بأبشارهم ولا بأموالهم ولا بأعراضهم كما سبق وترك الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهو يدعوا إليها أظهر البدعة هذا لا غيبة له أو كذلك الفاسق , واحد يشرب الدخان في الشارع فقلت لما اجتمعت فلان يشرب الدخان هل هذه غيبة ؟ لا ليست غيبة هو الآن يشرب الدخان أمام الناس هو الذي فضح نفسه أو قلت فلان حليق اللحية غيبة ؟ لا هو حلق اللحية أمام الناس كل الناس يرون أنه حليق اللحية , الذي يظهر الشيء الظاهر ليس غيبة لكن الشيء الخفي انسان عمل معصية وأخفاها وستر نفسه لا تتكلم فيه إلا لأجل النصيحة , ويرون الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهوى وهو يدعو إليها فالقول فيه ليس بغيبة ويستثنى من الغيبة كما ذكر لعلماء سنة أشياء التظلم كأن يكون الإنسان مظلوم فيأتي للقاضي فيقول فلان ظلمني فلان ظلمني فلان أخذ مالي فلان أخذ حقي هذا ليس بغيبة تقرر تطالب بحقك كذلك الاستعانة على تغيير المنكر , يعني شخص يفعل المنكر قلت يا فلان ننكر المنكر على الشخص الفلاني هذه غيبة لكن مستثنى لابد أن تستعين بأحد يعينك على انكار المنكر وثالثاً الاستفتاء يستفتي مثل ما استفتت هند بنت عتبة قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح يعني بخيل ما يعطيني ما يكفيني وبنيّ فهل علي من جناح أن آخذ من ماله بغير علمه قال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف، هذه غيبة ولا مو غيبة ؟ تقول فلان شحيح غيبة لكن مضطرة للفتوى تستفتي هل لها أن تأخذ من ماله أو لا ؟ هذا مستثنى كذلك أيضاً التحذير تحذير المسلمين من الاغترار كجرح الرواة العلماء جرحوا الرواة حتى يذبوا عن حديث رسول الله ﷺ ليعرف صحيح الحديث من سقيمه هذا مستثنى ولهذا لما قال بعضهم للمحدثين يعني كيف تجرح الرواة هذا يكونون خصمائك قال كونهم خصمائي أحل إلي من أن يكون خصمي رسول الله أنا أذب عن حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام , كذلك من جاهر بالفسق والبدعة يظهر للناس هذا هو الذي فضح نفسه كذلك إذا قصد التعريف بالشخص ليعرف فيقول فلان أعور فلان أعرج فلان أعمى قصدك التعريف ليس قصدك الذم ما يعرف , ما يعرف إلا إذا قيل فلان أعمى من باب التعريف لا من باب العيب هذا لا بأس به هذه ستة أشياء مستثناة قوله فلان أعمى أعرج أعور من باب التعريف و لا يراد به عيبه جمع هذه الستة ابن الشريف في بيتين قال :

الذم ليس بغيبة في ستة متظلم و معرف و محذر
ولمظهر فسقاً ومستفت ومن طلب الإعانة في إزالة منكر

الذم ليس بغيبة في ستة متظلم الذي يأتي القاضي ويقول فلان ظلمني ومعرف تعريف أعمى أعرج تعريف ومحذر , محذر من البدعة والشرور والفتن ومظهر الفسق الذي أظهره هو الذي فضح نفسه ومستفت الذي يستفتي يسأل ومن طلب الإعانة في إزالة منكر إذا طلبت شخص يعينك في إزالة المنكر فقلت فلان يفعل منكر فليس بغيبة .

المتن:

ثم قال رحمه الله تعالى: ويرون تعلم العلم وطلبه من مظانه والجد في تعلم القران وعلومه وتفسيره وسماع سنن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم جمعها والتفقه فيها وطلب آثار الصحابة والكف عن الوقيعة فيهم وتأول القبيح عليهم ويكلونهم فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله مع لزوم الجماعة والتعفف في المأكل والمشرب والملبس والسعي في عمل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإعراض عن الجاهلين حتى يعلموهم ويبينوا لهم الحق ثم الإنكار والعقوبة من بعد البيان واقامة العذر بينهم ومنهم .

قال: هذا أصل الدين و المذهب اعتقاد أئمة أهل الحديث الذين لم تشنهم بدعة و لم تلبسهم فتنة ولم يخفوا إلى مكروه في دين فتمسكوا معتصمين بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا عنه واعلموا أن الله تعالى أوجب في كتابه محبته ومغفرته لمتبعي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في كتابه وجعلهم الفرقة الناجية والجماعة المتبعة وقال لمن ادعى أنه يحب الله  قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم، نفعنا الله و إياكم بالعلم و عصمنا بالتقوى من الزيغ و الضلالة بمنه و رحمته .

الشرح:

يقول المؤلف رحمه الله ويرون يعني أهل السنة والجماعة تعلم العلم وطلبه من مظانه والجد في تعلم القران وعلومه وتفسيره هكذا أهل السنة والجماعة يرون أن المسلم يتعلم العلم الشرعي , العلم الشرعي العلم بالله وبأسمائه وبصفاته والعلم بدينه وبشرعه من أوامر ونواهي والعلم بالجزاء الذي يكون يوم القيامة هو ثلاثة أنواع العلم النافع العلم بالله واسمائه وصفاته وأفعاله وهذا أشرفها الثاني العلم بالأوامر والنواهي والثالث العلم بالجزاء الذي يكون يوم القيامة جزاء المؤمنين و جزاء الكفار كما قال العلامة ابن القيم :

العلم أقسام ثلاثة ما لها من رابع والحق ذو تبيان
علم بأوصاف الإله وفعله وكذلك الأسماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه وجزائه يوم المعاد الثاني

أشرف العلم , العلم بأوصاف الإله وفعله هذا أشرف العلم , العلم بالله ثم العلم بالأوامر والنواهي الحلال والحرام ثم العلم بالجزاء أهل السنة يرون تعلم العلم وتعليمه ويحثون الناس على تعلم العلم و التفقه والتبصر بدين الله وشرعه وطلبه من مظانه يعني من أهله تعلموا العلم من أهله من أهل الحق لا تتعلم العلم من أهل البدع ولا من أهل الفسق ولا من أهل الانحراف اطلب العلم من مظانه من أهله من أهل الحق وأهل البصيرة من أهل السنة والجماعة فيرون تعلم العلم وتعليمه وطلبه من مظانه من أهله والجد في تعلم القران الحرص والجد في تعلم القران وتعلم علومه أسباب النزول وعلوم التفسير وكذلك معرفة العام والخاص والأوامر والنواهي الجد في تعلم القران وتفسيره تفسير القران حتى يعلم الإنسان معاني كلام ربه وسماع سنن الرسول ﷺ وقراءة السنة المطهرة وحفظ المتون الصغيرة يبدأ أولاً يحفظ مثلاً الأربعين النووية ثم عمدة الأحكام ثم بلوغ المرام ثم الصحاح من السنن والمسانيد والأمهات الست وهكذا يتفقه شيئاً بعد شيء يتعلم ويسمع سنن الرسول ﷺ وجمعها والتفقه فيها والتفقه في معانيها حتى يعبد الله على بصيرة حتى يمتثل للأوامر ويجتنب النواهي وطلب آثار الصحابة أيضاً كذلك آثار الصحابة لأن الصحابة صحبوا النبي ﷺ وشهدوا التنزيل والرسول ﷺ بين أظهرهم ويفسر لهم القران ويبين لهم الأحكام ولزموا النبي ﷺ في ليله ونهاره في سره وجهره في اسفاره وحضوره جاهدوا مع النبي ﷺ ولزموه هم أعرف الناس بالكتاب والسنة وأعرف الناس بالنبي ﷺ فآثار الصحابة يحث أهل السنة والجماعة على حفظها وفهمها والكف عن الوقيعة فيهم يعني أهل السنة يرون الكف عن الوقيعة في الصحابة يعني لا يجوز سبهم ولا عيبهم ولا ذمهم خلافاً للرافضة الذين يسبون الصحابة ويكفرونهم ويفسقونهم ويرون أن الصحابة كفروا وارتدوا بعد وفاة النبي ﷺ إلا نفر قليل علي ومن والاه وهذا من أبطل الباطل فالله تعالى زكاهم وعدلهم ووعدهم بالجنة قال: وكلاً وعد الله الحسنى، لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، وقال عليه الصلاة والسلام: لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة، رواه مسلم في صحيحه من حديث حفصة رضي الله عنها وقال تعالى: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا، فبين أن الذين انفقوا وقاتلوا من قبل الفتح فتح الحديبية أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد الفتح وقاتلوا وأن هؤلاء أعظم درجة كلهم درجاتهم عالية في الجنة ثم قال: وكلاً وعد الله الحسنى، فهذه شهادة لهم بالجنة وفي سورة الفتح: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار، ثم قال في آخر الآية: وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً، فالله تعالى شهد لهم بالجنة فمن سبهم وكفرهم وفسقهم فقد كذب الله ومن كذب الله كفر نوع من الردة ولهذا سبط الإمام مالك في قوله: ليغيظ بهم الكفار، كفر الرافضة أهل السنة لا يرون الوقيعة فيهم ولا سبهم ولا عيبهم بل تذكر محاسنهم والأخبار التي تنقل ثم قال شيخ الإسلام الأخبار التي تنقل عن الصحابة فيهم فهي أقسام منها ما هو كذب لا أساس له من الصحة ومنها ما هو أصل لكن زيد فيه ونقص وغُيِّر عن وجهه ومنها ما هو صحيح وهذا الصحيح هم فيه ما بين مجتهد له أجران وما بين مخطئ له أجر والضروب المحققة التي تقع من الصحابة ليسوا معصومين الواحد ليس بمعصوم الذنوب المحققة هم يتعرضون للمغفرة إما أن يتوب وإما أن يعفوا الله عنه وإما أن يتوب توبة نصوح وإما أن يبتلى بمصائب يكفر الله بها عنه وإما أن يُشفع له يشفع له النبي ﷺ فهم أولى الناس بشفاعة النبي ﷺ أما سبهم وعيبهم وذكر مثالبهم هذا تنفير منهم , من الذي نقل لنا الكتاب والسنة ؟ الصحابة فإذا عبتهم إذا عيبوا وفسقوا معناه بطل الكتاب والسنة كيف يوثق بشرع نقله كفار وفساق نسأل الله السلامة والعافية فالواجب الترضي عنهم وذكر محاسنهم والكف عن مساوئهم وعيبهم واعتقاد أنهم خير الناس وأفضل الناس وإن كانوا ليسوا معصومين الواحد منهم ليس معصوماً لكنهم خير الناس واجتهاداتهم التي اجتهدوا فيها ما بين مصيب له أجران وما بين مخطئ له أجر والأخبار التي تنقل عنهم منها ما هو كذب ومنها ما هو أصل لكن زيد فيه ونقص وغُيِّر عن وجهه ومنها ما هو صحيح وهم فيه ما بين مجتهد مصيب له أجران وما بين مجتهد مخطئ له أجر ولهذا قال المؤلف رحمه الله والكف عن الوقيعة فيهم وتأول القبيح عليهم يعني الأخبار التي تنقل عنهم تأول ويكلون فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله تعالى , قال أبو زرعة رحمه الله: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله ﷺ فاعلم أنه زنديق و الزنديق هو المنافق إذا رأيت الرجل ينتقص يتنقص يعني أحداً من أصحاب رسول الله ﷺ فاعلم أنه زنديق وذلك لأن الرسول ﷺ عندنا حق والقران حق وإنما أدى إلينا هذا القران والسنن أصحاب رسول الله ﷺ وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى , من يسبون الصحابة يريدون أن يجرحوا شهودنا من هم شهودنا ؟ الشهود على الكتاب والسنة من هم ؟ الصحابة , من الذين نقلوا إلينا الكتاب والسنة ؟ الصحابة , من الذين نقلوا القران والسنة ؟ الصحابة ومن يجرحهم يريد أن يجرح شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة هكذا قال أبو زرعة زنادقة حكم عليهم أنهم زنادقة قال المؤلف رحمه الله : مع لزوم الجماعة يعني أهل السنة والجماعة مع كونهم يأمرون بتعلم العلم والجد في تعلم القران والسنن والكف عن الوقيعة في الصحابة مع ذلك يلزمون الجماعة فلا يخرجون على إمام المسلمين ولا ينزعون يداً من طاعة ولا يشذون عن الناس ويصلون خلف الأئمة وإن جاروا وظلموا ويلزمون الجماعة قال المؤلف : والتعفف في المأكل والمشرب والملبس يعني أهل السنة يرون أن الإنسان يتعفف في مأكله عن الحرام وفي مشربه وملبسه ولا يتعامل بالحرام يتعفف يترك الحرام ويترك المتشابه الذي فيه شبهة في مأكله أو مشربه أو ملبسه والسعي في عمل الخير يعني يرون السعي في عمل الخير الإنسان يسعى في عمل الخير , عمل الخير والإصلاح بين الناس مثلاً أعمال خيرية بناء مساجد كفالة أيتام إلى غير ذلك من أعمال الخير يرون أن المسلم عليه أن يسعى في عمل الخير والأمر بالعروف والنهي عن المنكر يعني يرون الأمر بالمعروف , الأمر بالمعروف المعروف هو ما عرف شرعاً حسنه وأوله وأصله التوحيد المعروف ما عرف شرعه عقلاً وحسناً وأوله التوحيد والمنكر ما عرف قبحه شرعاً وعقلاً وأعظم المنكرات الشرك المعروف ما عرف شرعه عقلاً  وحسناً وأعظم المعروف التوحيد ثم يليه إقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان ثم بقية الأوامر والمنكر أعظمه الشرك ثم يليه في القبح القتل قتل النفس بغير حق والسحر وأكل الربا والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم إلى غير ذلك من المنكرات فيرون أن المسلم عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لكن بشرط أن لا يؤدي انكار المنكر إلى منكر أعظم لأن المنكر مثلاً أنك تنكر المنكر وإذا أردت أن تنكر المنكر لك أحوال الحالة الأولى أن تعلم أنه أن المنكر إذا أنكرته يحصل منكر أعظم هذا لا تنهى عنه كيف تنهى عن شيء يحصل منكر أشد مثال ذلك الخروج على ولاة الأمور بالقتال رأى ولي الأمر بعض الناس قال يخرج على ولي الأمر لأنه لا يعدل بين الناس ولا يوزع المال أو لأنه يشرب الخمر فخرج عليه بالسيف قاتله هذا منكر حصل منكراً أعظم فهذا قتل و تبعه ناس فصاروا، وفرقوا المسلمين واراقوا الدمى وشوشوا على الناس واختل الأمن وقد يتدخل الأعداء هذا المنكر ولا كونه يشرب الخمر أو قتل بعض الناس أو سجن بعض الناس أو ما وزع بعض المال أي هذا أعظم ؟ هذا منكر أعظم منه فلا تنكر على ولي الأمر و مثال ذلك أيضاً مثل لذلك قصة حصلت لشيخ الإسلام ابن تيمية شيخ الإسلام ابن تيمية خرج مع بعض طلابه وتلاميذه في أيام التتار , التتار الذين هجموا على المسلمين وقتلوا المسلمين وكانت بغداد هي العاصمة قتلوا في يوم واحد ما يقرب من مليون أو مليونين وأراقوا الدماء وأحرقوا البلدان حصل أمر عظيم يمشون على البلاد يقتلون ثم يحرقونها خرج شيخ الإسلام في هذه الحالة التتار مسيطرين على الناس كفرة فمروا على قوم من التتار يشربون الخمر فأراد بعض تلامذة الشيخ أن ينكر عليهم شرب الخمر فقال شيخ الإسلام : لا لا لا تنكر عليهم خلهم يشربون الخمر لأنك إذا أنكرت المنكر يحصل منكر أعظم إذا أنكرت عليهم تفرغوا لقطع الرؤوس وقتل الناس فخلهم يشربون الخمر أسلم من كونهم يقتلون الناس فإنكار المنكر يترتب عليه منكر أعظم , الحالة الثانية أنك إذا أنكرت المنكر يحصل منكر أخف ففي هذا الحالة تنكر , الحالة الثالثة أن يزول المنكر و يحصل منكر مماثل فهذا محل نظر ومحل اجتهاد , الحالة الرابعة أن يزول المنكر ولا يحصل معه منكر آخر فهذا تنكره أربعة أحوال يزول المنكر ويحصل منكر أعظم لا تنكر يزول المنكر ويحصل منكر أخف نعم تنكر , يزول المنكر ولا يحصل منكر هذا تنكر يزول المنكر ويحصل منكر مماثل هذا محل نظر , يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين يقول: إن النبي ﷺ شرع لأمته ايجاب انكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله فإذا كان انكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله لأنه لا يسوغ انكاره وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله وهذا كالإنكار على الملوك والولاة والخروج عليهم فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر وقد استأذن الصحابة رسول الله ﷺ في قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها وقالوا أفلا نقاتلهم فقال: لا ما أقاموا الصلاة، وقال: من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر ولا ينزعن يداً نم طاعة، قال ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من اضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكر فطلب ازالته فتولد ما هو أكبر منه فقد كان رسول الله ﷺ يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها بل لما فتح الله مكة وصارت دار إسلام عزم على تغيير البيت ورده على قواعد ابراهيم ومنعه من ذلك مع قدرته عليه خشية وقوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك لقرب عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفر ولهذا لم يأذن في الإنكار على الأمراء باليد لما يترتب عليهم من وقوع ما هو أعظم منه كما وُجِد سواء , يقول المؤلف رحمه الله : من عقيدة أهل السنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإعراض عن الجاهلين تعرض عن الجاهل أعرض عنه فلا تكلمه واتركه لقول الله تعالى: خذ العفو واؤمر بالمعروف واعرض عن الجاهلين، ومن ذلك من العراض عن الجاهلين أن الحر ابن قيس كان من شاب من الذين يدنيهم عمر وكان الشاب من القراء الذين يدنيهم عمر وكان القراء أصحاب مشاورة مجلس عمر كان القراء هم العلماء إذا حصلت قضية مع العلماء جمع القراء عمر يشاورهم سواء كانوا شباباً أو شيوخاً والحر ابن قيس هذا من الشباب الذين يدنيهم عمر وله عم في البادية جافي من الجفاة فجاء عمه الجافي في البادية ما تعلم جافي غليظ ما يعلم عنه ابن أخيه هذا عالم من القراء فقال لابن أخيه الحر استأذن لي الحر ابن قيس استأذن لي على الأمير أنا لي حاجة ما يدري ماذا يقول فاستأذن له قال عمي يريد أن يقابلك فقابل عمر بن الخطاب فقال هيهِ يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل فهم عمر أن يوقع به فتأمل ابن أخيه الحر بن قيس قال يا أمير المؤمنين إن الله قال لنبيه: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، وإن هذا من الجاهلين قال فوالله ما جاوزها عمر وكان وقاف عند كتاب الله فسكت ولم يعمل أي شيء هذا مع قوله الحديث هذا ثابت في الصحيح وهو من أحاديث رياض الصالحين وأظنه في صحيح مسلم فمن عقيدة أهل السنة الإعراض عن الجاهلين حتى يعلموهم و يبينوا لهم الحق ثم الإنكار والعقوبة من بعد البيان الجاهل يعرض عنه ويعلم ويرشد فإذا تعلم ينكر ويعاقب ويؤدب بعد ذلك هذا معنى قوله ثم الإنكار والعقوبة من بعد البيان وإقامة العذر بينهم قال المؤلف رحمه الله هذا أصل الدين والمذهب واعتقاد أئمة أهل الحديث هذه العقيدة التي ذكرها العقيدة التي مرت الآن والتي كتبها هذا أصل الدين والمذهب واعتقاد أئمة أهل الحديث الذين لم تشنهم بدعة الشين العيب والقبح يعني يقول هذه العقيدة هي عقيدة أهل السنة والجماعة وأهل الحديث الذين لم يعابوا بالبدعة ما شانتهم البدعة ولم تلبسهم فتنة ما فتنوا بالدنيا ولا فتنوا بالبدع ولا فتنوا بالأهواء بل سلمهم الله سلمهم الله من الفتن وسلمهم الله من البدع هذه عقيدتهم التي ذكرتها لك ولم يخفوا إلى مكروه في دين يعني المكروه في الدين ليسوا اخفاء بل ثقلاء ثقيل ما يسير إلى الشيء الذي الشيء المكروه في الدين يكون ثقيل ما يكون خفيف لعلمه وورعه وديانته يمتنع ويحجم عن الشيء المكروه في الدين فهؤلاء يقول المؤلف رحمه الله هذه العقيدة الذي يعتقد ويلتزم بها الشخص الذي ما عيب ببدعة ولم يدخل في الفتنة ولم يسرع إلى مكروه في دين هذه عقيدتهم أهل السنة والجماعة الذين لم تشنهم بدعة ولم تلبسهم فتنة ولم يخفوا إلى منكر في دين يعتني اعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله قال : فتمسكوا معتصمين بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا يعني عملاً بقول الله: واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، يقول المؤلف تمسكوا يخاطب من ؟ يخاطب أهل السنة والجماعة تمسكوا بحبل الله حبل الله دينه الذي أنزله في كتابه وعلى لسان رسوله تمسطوا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا عنه احذروا التفرق اجتمعوا على الحق اجتمعوا على ولاة أمركم الذين ولاهم الله أمركم لا تخرجوا عليهم اجتمعوا معهم حتى تكونوا يداً واحدة وحتى تحصل الاجتماع والألفة وحتى تزول الفرقة وحتى يهابكم الأعداء وحتى تكونوا قوة في وجوه الأعداء وأهل البدع تمسكوا معتصمين بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا عنه قال الله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا.

ثم قال المؤلف : واعلموا يعني تيقن العلم هو اليقين في القلب واعلموا أن الله أوجب محبته ومعرفته لمتبعي رسوله في كتابه وجعلهم الفرقة الناجية والجماعة المتبعة اعلموا أن الله أوجب المحبة والمغفرة لمن يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام والذين اتبعوا الرسول هم الفرقة الناجية وهم المذكورون في قول النبي ﷺ: لاتزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى هم الفرقة الناجية وهم أهل السنة والجماعة وهم الطائفة المنصورة هذه كلها أوصاف لهم فمن قال الطائفة المنصورة غير الفرقة الناجية فقد غلط , أهل السنة و الجماعة هم الطائفة المنصورة هم أهل الحق هم الصحابة وأتباعهم بإحسان من الأئمة والعلماء هم أهل السنة والجماعة هم أهل الحق هم أهل الفرقة الناجية هم الطائفة المنصورة هم الذين يحبهم الله ورسوله الدليل على أنهم هم أحباب الله قول الله تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لهم ذنوبكم، هذه الآية تسمى آية المحنة امتحان واختبار ادعى قوم محبة الله فامتحنهم بهذه الآية والمبتدعة يقوبون نحب الله أهل المولد يقولون نحب الله ما هو الميزان؟ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لهم ذنوبكم الميزان , من كان متبعاً للرسول فهو صادق في دعوى المحبة ومن كان غير متبع للرسول فهو كاذب ولهذا قال العلماء هذه الآية آية المحنة ادعى قوم محبة الله فامتحنهم الله بهذه الآية: قل إن كنتم تحبون الله، صادقين  فاتبعوني اتبعوا الرسول، يحببكم الله ويغفر لهم ذنوبكم

نفعنا الله وإياكم بالعلم اللهم آمين وعصمنا بالتقوى من الزيغ والضلالة بمنه وكرمه نسأل الله أن يرزقنا جميعاً العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله وأن يوفقنا للعمل الصالح الذي يرضيه وأن يعيذنا وإياكم من الفتن وأن يعصمنا وإياكم من الفتن والبدع والمنكرات وأن يثبتنا على دينه القويم غير مغيرين ولا مبدلين إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين .

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد