الاعتقاد:
والشفاعة لأهل الكبائر من أمة محمد ﷺ وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء والمسح على الخفين في الحضر والسفر والجهاد ماض مع كل بر وفاجر وصلاة العيدين والجمعة إلى يوم القيامة والبيع والشراء على حكم الكتاب والسنة والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح ولا يخرج عليهم بالسيف والإيمان بعذاب القبر والإيمان بالحوض والشفاعة وخروج الدجال حق ومنكر ونكير حق والإيمان بهذا كله حق فمن ترك من هذا شيئا فهو مخالف لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه ﷺ.
الشرح:
الشفاعة لأهل الكبائر من أمة محمد ﷺ وأؤمن أن الشفاعة لأهل الكبائر من أمة محمد ﷺ يعني أؤمن بإثبات الشفاعة لأهل الكبائر من أمة محمد ﷺ والشفاعة لأهل الكبائر جاءت في أحاديث متواترة عن النبي ﷺ ومع ذلك أنكرها أهل البدع من المعتزلة والخوارج أنكروا الشفاعة في خروج عصاة موحدين أنكروا الشفاعة للعصاة في عدم دخولهم النار وأنكروا الشفاعة لمن دخل منهم لأن المعتزلة والخوارج من أهل الزيغ ومن أهل الضلال من أهل البدع فهم خالفوا النصوص وحكموا على العصاة بالخلود في النار وأنزلوا النصوص التي وردت في الكفار جعلوها في العصاة فأنكروا الشفاعة لأهل الكبائر الموحدين مع أن الأحاديث في هذا متواترة تواترت الأخبار عن النبي ﷺ أنه يشفع في أهل الكبائر في خمس مرات في كل مرة يحد الله له حدا فيخرجهم من النار جاء في بعض الأحاديث أن الله يقول في المرة الأولى أخرج من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، ثم في المرة الثانية: أخرج من كان في قلبه أدنى من مثقال ذرة من إيمان، ثم في المرة الثالثة: أخرج من كان في قلبه أدنى من أدنى من مثقال ذرة من إيمان، وفي المرة الرابعة: أخرج من قال لا إله إلا الله، وفي بعدها: من كان في قلبه نصف دينار من إيمان، يعني مثقال نصف دينار .
وكذلك أيضا ثبت في الأحاديث أن الملائكة يشفعون ، وأن الأنبياء السابقين يشفعون ، وأن الصالحين يشفعون ، وأن الشهداء يشفعون وأن (...) يشفعون ، ويبقى بقية من العصاة لا تنالهم الشفاعة فيخرجهم رب العالمين برحمته يقول شفعت الملائكة وشفع النبيون ولم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين فيخرج قوما من النار لم يعملوا خيرا قط، يعني زيادة على التوحيد والإيمان الأحاديث في ذلك متواترة ومع ذلك أنكرها أهل البدع والخوارج والمعتزلة أنكر عليهم أهل السنة بدعوهم وصاحوا بهم وأنكروا عليهم والإمام الشافعي رحمه الله تعالى إمام من أئمة أهل السنة والجماعة فهو على معتقد أهل السنة والجماعة فيقول أؤمن بالشفاعة لأهل الكبائر من أمة محمد ﷺ وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء هذا فيه إثبات علو الله على عرشه وسبق مر معنا في عقيدته أنه يثبت علو الله على عرشه ونصوص العلو النصوص التي دلت على علو الله على خلقه كثيرة أفرادها تزيد على ثلاثة آلاف دليل وهناك قواعد وأصول ترجع إلى هذه الأدلة منها نصوص الاستواء على العرش جاءت في سبعة مواضع ، ومنها نصوص العلو كقوله وهو العلي العظيم،و النصوص الفوقية كقوله: وهو القادر فوق عباده، والنصوص التي فيها صعود: إليه يصعد الكلم الطيب، والنصوص التي فيها تنزيل: تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم، والسؤال عن الله في الجارية قالت أين الله قال في السماء والنصوص التي فيها رفع اليدين إلى السماء إلى غير ذلك من الأدلة ومع ذلك أنكرها أهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وقالوا إن الرب ليس فوق العرش وليس بالعلو وإنما هو مختلط بمخلوقاته والعياذ بالله.
هذه الطائفة الأولى من الجهمية قالوا أنه مختلق من مخلوقاته وممتزج بها حتى قالوا أنه في كل مكان حتى في بطون السباع وفي أجواف الطيور والعياذ بالله.
والطائفة الثانية من الجهمية المتأخرون نفوا النقيضين وقالوا أن الرب ليس داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا مباين له ولا محايد له ولا متصل به ولا منفصل عنه وهذا كفر وضلال والعياذ بالله فالإمام رحمه الله يثبت علو الله على عرشه فالله على عرشه كما دلت النصوص وكما هو عقيدة أهل السنة والجماعة الصحابة والتابعين ومن بعدهم حيث تلقوها من نبيهم ﷺ قوله يقرب من خلقه كيف شاء ، يقرب من خلقه كيف شاء وهو على العرش يقرب من خلقه كيف شاء كما أنه ينزل وهو على العرش كل ليلة إلى السماء الدنيا يقرب من خلقه كيف شاء وقربه خاصا ليس عاما وهو قرب من الداعين بالإجابة وقرب من العابدين بالإثابة كما قال تعالى: واسجد واقترب ، فالساجد قريب من الله.
وكما قال سبحانه: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان، فهو قريب من الداعين بالإجابة وكما في قوله عن نبيه ﷺ: واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب، يعني قريب من المستغفرين التائبين.
وكما قال عن نبيه شعيب: واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود، فهو رحيم بالمستغفرين التائبين وقريب منهم وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء فيه إثبات النزول لله كما يليق بجلاله وعظمته لا يكيف ولا يماثل خلقه في شيء من صفاته يثبت النزول وينزل كيف شاء سبحانه وتعالى الله أعلم بالكيفية ، وقد تواترت الأحاديث في إثبات النزول وأن الله سبحانه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر تواتر في هذا الأحاديث هذا الحديث متواتر رواه الشيخان و أهل السنن وأصحاب المسانيد وغيرهم .
وأثبت النزول أهل السنة والجماعة وأنكر النزول أهل البدع من الجهمية والمعتزلة و الأشاعرة وغيرهم ، ثم قال المؤلف والمسح على الخفين في الحضر والسفر يعني أؤمن بالمسح على الخفين في الحضر والسفر والمسح على الخفين من المسائل الفرعية والمسائل الفقهية تبحث في كتب الفقه وفي كتب الفروع ولكن العلماء يذكرونها في كتب العقائد لأجل الرد على الرافضة الذين أنكروا المسح على الخفين ولهذا ذكروه في كتب العقائد وليس المراد التفصيل في المسح على الخفين التفصيل هذا في كتب الفروع كتب الفروع وكتب الفقه يذكرون مشروعية المسح على الخفين وشروط المسح على الخفين ومدة المسح على الخفين في الحضر وفي السفر كل هذا تبحث في كتب الفروع وكتب الفقه لكن في كتب العقائد يذكر المسح على الخفين من باب الاعتقاد اعتقاد مشروعية المسح على الخفين للرد على الرافضة الذين يرون أنه لا يجوز المسح على الخفين فالرافضة لا يرون المسح على الخفين ولا يرون غسل الرجلين بل يقولون من عليه خفين فإنه إذا توضأ يجب عليه خلع الخفين ومسح ظهور القدمين فالرجلين لا تغسلان ولا تمسحان لا تغسلان إذا كانتا مكشوفتين في الوضوء ولا تمسحان إذا كان عليهما الخفان وإنما الواجب مسح ظهور القدمين هكذا يقولون .
استدلوا بقراءة الجر التي جاءت في آية المائدة وهي قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم قراءة الجر استدلوا بها وقالوا إن الأرجل مجرورة وهي معطوفة على الممسوح والمعطوف على الممسوح ممسوح فالرجلان تمسحان كما أن الرأس يمسح وأهل السنة أجابوا عنها بجوابين الجواب الأول أن الآية محمولة على المسح على الخفين على من كان عليه الخفين من كان عليه الخفان فإنه يمسح عليهما إذا لبسهما على طهارة والجواب الثاني أن المراد بالمسح على الرجلين الغسل الخفيف والغسل الخفيف وهو الإسالة لكن الغسل يكون خفيفا والعرب تسمي الغسل مسحا تقول العرب تمسحت للصلاة المراد الغسل الخفيف و استدلوا أيضا بقراءة النص وأرجلكم المقصود أن الإمام رحمه الله يقول والمسح على الخفين يعني وأؤمن بالمسح على الخفين في الحضر والسفر للرد على الرافضة الذين لا يرون المسح على الخفين ويعتقدون أنه لا يجوز المسح على الخفين وإنما تمسح ظهور القدمين إذا كانتا مكشوفتين فإن كان فيهما خفان فيجب خلع الخفين ومسح ظهور القدمين. يقول المؤلف والجهاد ماض مع كل بر وفاجر يعني وأؤمن بأن الجهاد ماض مع كل بر وفاجر هذه عقيدة أهل السنة والجماعة يعني الجهاد ماض مع الإمام مع الأئمة أبرارا كانوا أم فجارا كما جاءت في ذلك الأحاديث وأنه لا يجوز الخروج على ولاة الأمور بالمعاصي وأن ولي الأمر يدين الناس له بالولاية ولو كان فاسقا ولو كان جائرا ويقيم الحج للناس والجهاد فالجهاد ماض والحج ماض مع الإمام برا كان أو فاجرا هذه عقيدة أهل السنة والجماعة خلافا لأهل البدع الخوارج الذين يرون أن الإمام الفاسق والجائر يجب قتله وخلعه لكفره وضلاله لأنه كافر مخلد في النار والمعتزلة يرون أنه خرج من الإيمان ولم يدخل في الكفر فهو في منزلة بين المنزلتين في الدنيا وفي الآخرة هو مخلد في النار ومن أصول المعتزلة من أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستتروا تحت هذا الأصل الخروج على ولاة الأمور بالمعاصي وكذلك الرافضة الذين يرون أن الإمامة لا تكون إلا للإمام المعصوم والأئمة المعصومون هم الأئمة الاثني عشر وعلى هذا فالرافضة والمعتزلة والخوارج لا يرون الجهاد ولا الحج ماض مع ولي الأمر الفاجر وأهل السنة والجماعة يخالفونهم في هذا والنصوص صريحة في أن الجهاد ماض مع الأئمة أبرارا كانوا أم فجارا وكذلك الجهاد ولهذا قر الإمام الشافعي رحمه الله في اعتقاده ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة وما أقره أهل السنة من أن الجهاد ماض مع كل بر وفاجر من الأئمة , يقول وصلاة العيدين و الجمعة إلى يوم القيامة صلاة العيدين والجمعة تصلى خلف الإمام ولو كان جائرا إلى يوم القيامة ، والبيع والشراء على حكم الكتاب والسنة يعني وأعتقد أن البيع والشراء على حكم الكتاب والسنة يعني يعتقد أن البيع حلال على حكم الكتاب والسنة لقول الله تعالى: وأحل الله البيع وحرم الربا، والدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح يعني وأعتقد بمشروعية الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح لأنهم إذا صلحوا صلحت الرعية خلافا لأهل البدع الذين لا يدعون للأئمة وإنما يرون الخروج عليهم ومنابذتهم وعدم الولاء لهم فأهل السنة يوالونهم ويدعون لهم ولو كانوا فجارا يدعون لهم بالصلاح لأن بصلاحهم تصلح الرعية ولا يخرج عليهم بالسيف هذه عقيدة أهل السنة والجماعة لا يخرج على الأئمة بالسيف ولو كانوا فجارا لأن الخروج على الأئمة بالسيف يترتب عليه مفاسد عظيمة أكثر من مفسدة فسقه وجوره ، والنصوص جاءت في درء المفاسد وتقليلها وجلب المصالح وتكميلها فإذا وجدت مفسدتان لا يمكن درؤهما وتركهما فإذا تركت المفسده الصغرى بدرء الكبرى وإذا وجدت مصلحتان عليا ودنيا ولا يمكن فعلهما فإنه تفعل المصلحة العظمى ولو فاتت الصغرى وهذه القاعدة دلت عليها نصوص كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ ومن ذلك الخروج على ولاة الأمور الجائرين الظالمين ارتكبوا مفسدة وهي مفسدة الجور والظلم ولكن الخروج عليهم يترتب عليه مفسدة أكبر وهي مفسدة إراقة الدماء واختلال الأمن والفوضى والاضطراب وتربص الأعداء وتدخل الأعداء في الدول الأجنبية الكفرة في أمور المسلمين واختلال الأمن واختلال المعيشة والاقتصاد والزراعة والتجارة والتعليم إلى غير ذلك من المفاسد والحروب الطاحنة التي تقضي على الأخضر واليابس والانقسامات وإيغار الصدور والبغضاء والعداوات كل هذه المفاسد تترتب على الخروج على ولي الأمر هذه مفاسد عظيمة أما مفسدة ظلمه وجوره هذه مفسدة صغرى ترتكب والنصيحة مبذولة لولاة الأمور من قبل أهل الحل والعقل فإن قبلوا فالحمد لله وإن لم يقبلوا فقد أدى الناس ما عليهم ولا يجوز الخروج عليهم بالمعاصي ثم قال الإمام رحمه الله والإيمان بعذاب القبر يعني من عقيدته الإيمان بعذاب القبر يعني ونعيمه وجاءت الأحاديث بأن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ودلت الأحاديث على أن الإنسان قد يعذب في قبره الكفرة وكذلك بعض العصاة كما في حديث ابن عباس أن النبي ﷺ مر على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم أخذ جريدة رطبة وشقها نصفين وغرز في كل قبر واحدة وقال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا، خلافا لأهل البدع الذين أنكروا عذاب القبر المعتزلة وغيرهم قالوا والعذاب للروح والجسد لا يعذب ولا ينعم والإيمان بالحوض والشفاعة يعني وأؤمن وأعتقد الإيمان بالحوض والشفاعة الحوض يعني حوض نبينا ﷺ في موقف القيامة والأحاديث في هذا متواترة في إثبات الحوض وهو حوض عظيم طوله مسافة شهر وعرضه مسافة شهر وأوانيه الكيزان أواني الشرب عدد نجوم السماء وأشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك من شرب شربة لم يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة تواترت الأحاديث في هذا وأنكر الحوض الخوارج والمعتزلة بجهلهم وضلالهم وكذلك الشفاعة يؤمنون بالشفاعة كما سبق خلافا لأهل البدع من الخوارج والمعتزلة الذين أنكروا الشفاعة ثم قال المؤلف وخروج الدجال حق خروج الدجال في آخر الزمان حق وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما خروج الدجال والدجال صيغة مبالغة من الدجل وهو كثير الدجل والكذب والتزوير وهو رجل من بني آدم يخرج في آخر الزمان يدعي الصلاح أولا ثم يدعي النبوة ثانيا ثم يدعي الربوبية ثالثا فيقول للناس أنا ربكم هو رجل أعور عينه اليمنى كأن عينه عنبة طافية ويبتلي الله تعالى به الناس ويكون معه الخوارق العادات منها أنه يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ويقطع الرجل نصفين ويمشي بينهما فيقول قم فيستوي قائما يحييه الله ابتلاء وامتحان ومعه صورة الجنة والنار ويمكث في الأرض أربعين يوما اليوم الأول طوله سنة يعني تطلع الشمس ولا تغرب إلا بعد سنة واليوم الثاني طوله شهر واليوم الثالث طوله أسبوع وسبع وثلاثين يوما كأيامنا ويقتله عيسى بن مريم عليه الصلاة السلام إذا نزل من السماء يقتل الدجال فهو حق من عقيدة أهل السنة والجماعة أن خروج الدجال حق و الدجال هو العلامة الثانية من علامات الساعة من أشراط الساعة الكبار الكبرى أولها خروج المهدي وهو رجل من سلالة فاطمة اسمه كاسم النبي ﷺ وكنيته ككنيته محمد بن عبد الله المهدي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ويبايع له بين الركن والباب في الكعبة في وقت ليس للناس فيه إمام فتحصل للناس الفتن في آخر الزمان في الشام وتكثر الحروب بين المسلمين وبين النصارى تحصل حروب طاحنة من آخرها فتح القسطنطينية فإذا فتحت القسطنطينية صاح صائح أن الدجال قد خلفكم في أهليكم فيخرج الدجال في زمانه ثم بعد ذلك ينزل عيسى بن مريم وهو العلامة الثالثة في وقت الدجال فيقتل الدجال ثم بعد ذلك تخرج العلامة الرابعة يأجوج ومأجوج هذه أربعة متوالية ومرتبة المهدي ثم الدجال ثم عيسى ثم يأجوج ومأجوج هذه مرتبة وهي أول الشرائط ثم تتتابع أشراط الساعة منها هدم الكعبة ومنها نزع القرآن من الصدور ومن السطور ومنها الدخان الذي يملأ ما بين السماء والأرض ومنها طلوع الشمس من مغربها ومنها الدابة و آخرها نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا ومن تخلف أكلته يقول المؤلف الإمام رحمه الله وخروج الدجال حق ومنكر ونكير حق منكر ونكير هما فتانا القبر هما ملكان اسم أحدهما منكر والثاني نكير يفتنان الناس يعني يسألان كل إنسان في قبره عن ربه وعن دينه وعن نبيه هذا حق.
ولهذا قال المؤلف رحمه الله والإيمان بهذا كله حق فمن ترك من هذا شيء فهو مخالف لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يعني من لم يؤمن بشيء مما ذكر فهو مخالف للكتاب والسنة ومخالف لأهل السنة والجماعة .نعم.
الاعتقاد:
قال خبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ بمدينة السلام قال أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الفقيه قال حدثني الزبير بن عبد الواحد قال حدثني أبو بكر العطار الدينوري قال أنبأنا محمد بن راشد الأصفهاني قال سمعت أبا إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني يقول أنشدني الشافعي من قيله:
شهدت بأن الله لا شيء غيره | وأشهد أن البعث حق وأخلص |
وأن عرى الإيمان قول مبين | وفعل زكي قد يزيد وينقص |
وأن أبا بكر خليفة ربه | وكان أبو حفص على الخير يحرص |
وأشهد ربي أن عثمان فاضل | وأن عليا فضله متخصص |
أئمة قوم يهتدى بهداهم | لحا الله من إياهم يتنقص |
فما لغواة يشهدون سفاهة | وما لسفيه لا يحيص ويحرص |
الشرح:
نعم هذه الأبيات نقلها الجامع وهو أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري الذي جمع عقيدة الإمام الشافعي نقل في سنده هذا هذه الأبيات وهذه الأبيات تتمشى مع معتقد أهل السنة والجماعة يقول شهدت بأن الله لا شيء غيره أي لا شيء يعبد بحق يعني بأنه لا شيء غيره يستحق العبادة ولا يتطرق إلى الذهن أن الإمام يريد مذهب الاتحادية أنه لا شيء إلا الله لا موجود إلا الله هذا لا يتطرق إلى الذهن لأن الشافعي رحمه الله إمام حق إمام من أهل السنة والجماعة ولأن العقيدة صريحة في هذا ولأن الأبيات كلها واضحة في هذا فلا يتعلق متعلق من أهل الزيغ والضلال بقوله لا شيء غيره يعني لا موجود غيره وأن الوجود واحد هذا لا يتطرق إلى الذهن والمعنى شهدت يعني أعترف وأقر بأنه لا شيء يستحق العبادة غير الله لا شيء يعني غيره يستحق العبادة وأشهد أن البعث حقا و أخلصه هذا فيه إثبات البعث وسبق أنه من لم يثبت البعث للأجساد فهو كافر بنص القرآن قال الله تعالى: زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن سبق أن أشرنا إلى الآيات الثلاث في البعث أن الله أمر نبيه أن يقسم على البعث في ثلاثة مواضع وأن من أنكر بعث الأجساد فهو كافر والإيمان بالبعث أصل من أصول الإيمان واليوم الآخر وأشهد أن البعث حق وأخلصه وأن الإيمان قول مبين وفعل زكي قد يزيد وينقص وأن الإيمان قول مبين الإيمان هذا مجمل المراد به أن الإيمان مكون من قول باللسان وعمل بالجوارح وتصديق بالقلب يزيد وينقص.
وقال وأن أبا بكر خليفة ربه يعني أبو بكر الصديق خليفة الله وهذه المسألة مسألة قوله فلان خليفة الله في الأرض مسألة مختلف فيها بين العلماء من العلماء من أجاز أن يقال فلان خليفة الله في الأرض أجاز بعض العلماء أن يقال فلان خليفة الله كما في قول الإمام أن أبا بكر خليفة ربه و استدلوا بحديث علي أولئك خلفاء الله في أرضه وذهب آخرون من أهل العلم إلى المنع من قول خليفة الله قالوا لأن الخليفة يكون عن من يغيب ويخلفه غيره والله شاهد غير غائب والخليفة يكون عن من يغيب والله تعالى شاهد وليس غائبا قالوا فلا يجوز ومن العلماء من فصل كابن القيم رحمه الله فقال إن أريد أن الله استخلفه عن غيره مِن مَن كان قبله فهذا جائز إن أريد خليفة ربه يعني الله استخلفه عن غيره مِن مَن كان قبله فهذا جائز وإن أريد أنه خليفة عن الله فهذا ممنوع ولعل هذا التفصيل هو الأولى إن أريد أنه خليفة عن الله فهذا ليس بصحيح لا يجوز وإن أريد أن الله استخلفه عن غيره من من سبقه فهذا جائز يقول وأن أبا بكر خليفة ربه وكان أبو حفص على الخير يحرص أبو حفص هو عمر بن الخطاب يحرص على الخير وأشهد ربي أن عثمان فاضل عثمان بن عفان المؤلف يثبت أئمة الخلفاء الأربعة خلافا للرافضة الذين أنكروا خلافة الأئمة الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان وقالوا أنهم مغتصبون وأن الصحابة كفروا وارتدوا بعد وفاة النبي ﷺ وولوا الخلافة زورا وبهتانا وظلما أبا بكر ثم عمر ثم عثمان وأنهم أخفوا النصوص التي فيها النص على الأئمة الاثني عشر وأن الخليفة بعد النبي ﷺ هو علي بن أبي طالب لكن الصحابة كفروا و ارتدوا و أخفوا النصوص وولوا الخلفاء الثلاثة الخلافة ظلما وعدوانا هذا قول الرافضة وهم بهذا كفار والعياذ بالله لأنهم كذبوا الله, الله تعالى زكاهم وعدلهم ووعدهم بالجنة و هم كذبوا الله قال الله تعالى عن الصحابة وكلا وعد الله الحسنى يعني الجنة وكل من كذب الله كفر ولأنهم كذبوا الله في حفظه للقرآن في قوله: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، وهم يقولون أن القرآن غير محفوظ وأنه محرف وأنه لم يبق منه إلا وكذلك الرافضة يتوسلون بآل البيت ويعبدونهم وهذا شرك فالإمام الشافعي رحمه الله يبرأ من مذهب الرافضة ويثبت خلافة الأئمة الخلفاء الراشدين الأربعة ولهذا قال وأشهد ربي أن عثمان فاضل وأن عليا فضله متخصص الخليفة الرابع أئمة قوم يهتدى بهداهم يعني الخلفاء الأربعة لحى الله من إياهم يتنقص دعاء على من تنقص الأئمة والخلفاء دعاء على الرافضة لأنهم تنقصوا الخلفاء الثلاثة فمال غواة يشهدون سفاهة يعني إنكارا على هؤلاء الغواة الذين يشهدون شهادة تخالف الحق وما لسفيه لا يحيص ويحرص الحيص معناه الميل والجور قوله حاص عن الحق إذا جار وما لسفيه يحيص يعني يميل عن الحق لعلها يحيص يحتمل أن لا زائدة ويحتمل أن أصلها وما لسفيه يحيص ويحرص يعني إنكار على السفيه الذي يجور ويميل عن الحق ويحرص على الباطل . نعم
الاعتقاد
قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال الحافظ بن بغداد قال حدثني أبي رحمه الله قال أنبأنا محمد بن العباس المخلص قال أنبأنا أبو بكر بن أبي داوود قال أنبأنا الربيع بن سليمان قال: سألت الشافعي عن صفة من صفات الله ؟ فقال: حرام على العقول أن تمثل الله وعلى الأوهام أن تحده وعلى الظنون أن تقطع وعلى النفوس أن تفكر وعلى الضمائر أن تعمق وعلى الخواطر أن تحيط وعلى العقول أن تعقل إلا ما وصف به نفسه أو على لسان نبيه عليه السلام.
الشرح:
نعم وهذا السند نقله الجامع رحمه الله في بيان عقيدة الإمام الشافعي في إثبات الصفات لله وأنه يثبت الصفات التي وردت في الكتاب والسنة ولهذا قال في آخر النقل إلا ما وصف به نفسه أو على لسان نبيه ﷺ قال يعني يجب إثبات الصفات التي أثبتها الله لنفسه أو أثبتها له رسوله ﷺ وكما جاء عن الشافعي رحمه الله أنه قال آمنت بالله وبما جاء عن الله وعلى مراد الله وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله وعلى مراد رسول الله فهو يثبت أن الصفات التي دلت عليها النصوص من الكتاب والسنة وهذا الربيع بن سليمان يقول سألت الشافعي عن صفة من صفات الله فقال حرام على العقول أن تمثل الله يعني لا يجوز للإنسان أن يمثل الله بخلقه وتسويته بصفات خلقه كما قال الله تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، قال سبحانه: هل تعلم له سميا، وقال سبحانه: فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون، وقال سبحانه: فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون، فلا يجوز أن تمثل صفات الله بصفات خلقه ولهذا قال الإمام حرام على العقول أن تمثل الله وعلى الأوهام أن تحده الأوهام جمع وهم وهي خطرات القلب يعني يحرم أن يحد الله أو أن يذكر له حد من أجل خطرات تخطر بالقلب الصفات توقيفية الأسماء و الصفات توقيفية لا يثبت لله شيء من الأسماء والصفات إلا ما ورد في الكتاب والسنة أما الخطرات والأوهام خطرات القلوب فلا يعول عليها فإنه يخطر في قلبه أن الله على كذا أو أن الله على صفة كذا هذا لا يجوز أن يعتمد كما أن الله لا يمثل بخلقه فكذلك لا يحده الأوهام الخطرات خطرات القلوب والأوهام التي يتوهمها يتوهم ويخطر بقلبه أن الله على صفة كذا وعلى صفة كذا كل هذا ممنوع قال وعلى الظنون أن تقمع كذلك الظنون كونه يظن ويعتمد على هذا الظن أن الله وأن صفات الله كذا وكذا من أجل الظن فقط الظنون وكذلك على النفوس أن تفكر , تفكر في صفات الله ويعتمد على هذا التفكير وأن صفات الله كذا وكذا وعلى الضمائر أن تعمق الضمائر جمع ضمير وهو ما يخفيه الإنسان في نفسه يخفي شيئا ثم يعتمد على هذا الشيء الضمير الذي يخفيه أن صفة الله على كذا وكذا وعلى الخواطر وعلى ما يتعمق يتعمق وتكيف الصفات وعلى الخواطر أن تحيط يعني خطرات القلب لا تحيط بالله الله تعالى لا يحيط به أحد من خلقه قال : ولا يحيطون به علما، وعلى العقول أن تعقل أن تعقل وتتصور شيء يخالف ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله ﷺ.
الاعتقاد
قال أخبرنا الشيخ أبو يعلا الخليل بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد القزويني الحافظ قال أنبأنا القاضي أبو سعد القاسم بن علقمة الأبهري قال أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال أنبأنا يونس بن عبد الأعلى المقرئ قال سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله تعالى وما يؤمن به فقال لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه ﷺ أمته لا يسع أحدا من خلق الله تعالى قامت عليه الحجة ردها لأن القرآن نزل به وصح عن رسول ﷺ القول به فيما روى عنه العدل فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر بالله وأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالروية ولا بالفكر ونحو ذلك إخبار الله سبحانه إيانا أنه سميع بصير وأن له يدين بقوله: بل يداه مبسوطتان، وأن له يمينا بقوله: والسماوات مطويات بيمينه، وأن له وجها بقوله: كل شيء هالك إلا وجهه، وقوله: ويبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام ، وأن له قدما بقوله ﷺ: حتى يضع الرب فيها قدمه، يعني جهنم و أنه يضحك من عبده المؤمن بقوله عليه السلام للذي قتل في سبيل الله إنه لقي الله وهو يضحك إليه وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا بخبر رسول الله ﷺ بذلك وأنه ليس بأعور لقول رسول الله ﷺ إذ ذكر الدجال، فقال: إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر وأن له أصبعا بقول النبي ﷺ: ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن فإن هذه المعاني التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله ﷺ في ما لا يدرك حقيقة ذلك بالفكر والروية ولا نكفر بالجهل بها أحدا إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها وإن كان الوارد بذلك خبر يقوم بالفهم مقام المشاهدة السماع وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته والشهادة بما عاين وسمع من رسول الله ﷺ ونثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى التشبيه عن نفسه تعالى فقال: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
الشرح:
نعم هذا النص في السند في بيان اعتقاد الإمام الشافعي رحمه الله في صفات الله وأسمائه حيث الجامع رحمه الله نقل في السند عن أبي عبد الأعلى المقري قال سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي وقد سئل عن صفات الله وما يؤمن به فقال لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه ﷺ أمته لا يسع أحدا من خلق الله تعالى قامت عليه الحجة ردها ، يعني الإمام الشافعي رحمه الله على عقيدة أهل السنة والجماعة يثبت الأسماء والصفات التي جاءت في الكتاب والسنة يقول إن من بلغته هذه النصوص فلا يسعه أن يردها لأنها حينما تبلغه قامت عليه الحجة فلا يسعه أن يردها لأن القرآن نزل بها وصح عن الرسول ﷺ القول بها في رواية العادل الثقة قال الإمام فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر من أنكر يعني من يجحد صفة من صفات الله بعد بلوغ الحجة و بعد بلوغ النص بعد معرفته أن الله تعالى أخبر بها عن نفسه أو أخبر بها عنه رسوله ﷺ فإنه يكون كافرا لأن من جحد اسما من أسماء الله أو صفة من صفات الله فهو كافر قال الله تعالى: وهم يكفرون بالرحمن، نص القرآن وهذا بخلاف المتأول المتأول يدرأ عنه التكفير الشخص الذي يثبت الصفة ويثبت الاسم ولكن يتأوله لأجل شبهة عرضت له لا يكفر كما لو أثبت الاستواء الرحمن على العرش استوى، هذا نص يثبت أن الله استوى لكن يقول معنى استوى استولى لأنه لا يليق بالله الاستواء لأنه يلزم منه التحيز والجسمية لشبهة عرضت له هذا لا يكفر بخلاف من أنكر صفة الاستواء قال إن الله لا يستوي على العرش هذا كافر لكونه جاحدا فالجاحد كافر و المتأول لا يكفر فالإمام رحمه الله يقول فإن خالف بعد ثبوت الحجة عليه وأنكر الصفة يكفر لقوله تعالى: وهم يكفرون بالرحمن.
ففرق بين الجاحد والمتأول الجاحد الذي يجحد الصفة يجحد الاسم هذا يكفر لأنه كذب الله وأما المتأول غير الجاحد المتأول يقول الصفة على الرأس والعين أثبتها أثبت أن الله استوى على العرش لكن أفسر الاستواء أتأول الاستواء بأنه استولى هذا لا يكفر لأجل الشبهة التي حصلت له لا يكفر لكنه عاصي ومبتدع وضال ومنحرف لكن لا يصل إلى درجة الكفر لأجل الشبهة يقول الإمام رحمه الله فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر بالله وأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر معذور بالجهل إذا لم يبلغه النص أنكر لأنه ما بلغه النص ولا علم هذا معذور بالجهل لأن من شرط التكليف العلم، من شرط التكليف العلم هذا لم يعلم فيكون معذورا لكن إذا بلغه النص وجحد وأنكره كفر فإن قبله وتأوله فهو مبتدع يقول المؤلف رحمه الله لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالروية والفكر علم إثبات النصوص إثبات الصفات والأسماء هذه علم كونك الان تعلم أن الله له أسماء وله صفات هذا علم وهذا العلم مأخوذ من الكتاب والسنة هذا العلم مأخوذ من الكتاب والسنة لا يدرك بالعقل ولا يدرك بالروية ولا بالفكر وإنما هذا العلم يؤخذ من الكتاب والسنة يقول الإمام ونحو ذلك إخبار الله سبحانه إيانا أنه سميع بصير فنثبت أن الله سميع ونثبت أن الله بصير نثبت اسم السميع واسم البصير وكل اسم من أسماء الله مشتمل على الصفة أسماء الله مشتقة فاسم الله السميع مشتق من صفة السمع والبصير مشتق من صفه البصر قال وأن له يدين فيثبت لله اليدين بقوله: بل يداه مبسوطتان هذا الدليل وأن له يمينا بقوله: والسماوات مطويات بيمينه، وأن له وجها يثبت صفة الوجه بقوله: كل شيء هالك إلا وجهه، وقوله: ويبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام، وأن له قدما يثبت القدم لله بقوله ﷺ: لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه، وهذا ثابت في الصحيحين إثبات القدم لله يعني جهنم وأنه يضحك من عبده المؤمن بقوله عليه السلام للذي قتل في سبيل الله إنه لقي الله وهو يضحك إليه هذا في الصحيحين يقول النبي ﷺ: يضحك الله إلى الرجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخلان الجنة، قال: وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا بخبر رسول الله ﷺ بذلك هذا فيه إثبات النزول سبق أن أحاديث النزول متواترة وأنه ليس بأعور لقول رسول الله ﷺ إذ ذكر الدجال فقال: إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وهذا فيه إثبات العينين لله يثبت لله عينان سليمتان من حديث الدجال إن الدجال أعور عينه اليمنى وأن ربكم ليس بأعور هذا دليل على إثبات العينين لله وأن لله عينان سليمتان والدجال له عين عوراء والله ليس بأعور هذا فيه إثبات العينين لله والأحاديث في هذا في الصحيحين وغيرهما قال وإن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر وهذا ثابت في الصحيحين وفي غيرهما وثابت في الآيات الكريمات وجوه يومئذن ناضرة إلى ربها ناظره، قال عن الكفرة: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون، وقوله: ولدينا مزيد، وهو النظر لوجه الله الكريم، وفي الحديث: إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، وفي اللفظ: كما ترون الشمس و صحوا ليس دونها سحاب والأحاديث في هذا متواترة و الآيات صريحة في هذا في إثبات الرؤية وأنكر الرؤية أهل البدع من الجهمية والمعتزلة وغيرهم. وأن له إصبعا لقول النبي ﷺ ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن يعني فيه إثبات الأصبع لله صفة من صفات الله في الحديث الذي رواه مسلم المؤلف رواه بالمعنى حديث قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه يقول المؤلف رحمه الله فإن هذه المعاني يعني الصفات التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله ﷺ في ما لا يدرك حقيقة ذلك بالفكر والروية يعني ما يدرك الإنسان حقيقة الصفة ولا كنها بفكره ولا بعقله ولا برويته ولا بظنونه ولا بخواطره و أوهامه إنما حقيقة ذلك كنهه يكون إلى الله لا يعلم حقيقة الصفات وكنها إلا الله ولكن المعاني معروفة معاني الصفات معروفة كما قال الإمام مالك رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة هذا يقال في جميع الصفات لأن العلماء تلقوا هذه المقالة عن الإمام مالك بالقبول فكل صفة من صفات الله معناها معلوم العلم علم الله معلوم ضد الجهل الاستواء الاستقرار والصعود والعلو والارتفاع لكن كيفية علم الله كيفية استوائه لا يعلمها إلا هو لا يدرك ذلك بالفكر ولا بالروية ثم قال الإمام ولا نكفر بالجهل بها أحدا إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها يقول لا نكفر الجاهل من أنكر شيئا من ذلك جاهلا لم يبلغه النص فلا يكفر كما سبق لأن من شرط التكليف العلم إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها إذا انتهى إليه الخبر بها ثم جحد وأصر فإنه يكفر لجحوده وإن تأول فلا يكفر ولكنه زائغ ضال ومبتدع يقول الإمام وإن كان الوارد بذلك خبرا يقوم بالفهم مقام المشاهدة والاستماع وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته والشهادة بما عاين وسمع من رسول الله ﷺ يقول إذا ورد الخبر وقام بفهم المخاطب مقام المشاهدة في السماع وجب أن يدين لله بذلك إذا ورد إليه الخبر وفهمه فهما سليما وجب أن يدين لله بإثبات الصفة على ما يليق بجلال الله وعظمته والشهادة لله بذلك إذا عاين ذلك وسمع من رسول الله ﷺ ثم قال الإمام ونثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى التشبيه عن نفسه تعالى فقال: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، المعنى أن نثبت الأسماء والصفات لله ولكن ننفي المماثلة لا يماثله أحدا من خلقه عملا بقوله تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وغيرها من النصوص نعم.
الاعتقاد:
قال أخبرنا أحمد بن مهدي بن سليمان المقرئ قال أنبأنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري قال أنبأنا أبو القاسم الميانجي القاضي بدمشق قال أنبأنا أبو بكر جعفر بن محمد النيسابوري بالرقة قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول أسماء الله وصفاته غير مخلوقة.
الشرح:
نعم وهذا النص بالسند مع الربيع بن سليمان والشافعي رحمه الله يقول أسماء الله وصفاته غير مخلوقة لأن الله تعالى بذاته وصفاته وأسمائه هو الخالق وغيره المخلوق كما قال الله تعالى الله خالق كل شيء، الله هو الخالق بذاته وأسمائه وصفاته ولا يقال أن الذات مجردة عن الأسماء والصفات لأن لا وجود للذات إلا بالأسماء والصفات الذات المجردة عن الأسماء والصفات لا وجود لها إلا في الذهن ولهذا فإن أسماء الله وصفاته داخلة في مسمى اسمه هو الخالق بذاته وأسمائه وصفاته فمن قال أن أسماء الله وصفاته مخلوقة فهو كافر نعم.
الاعتقاد:
وأخبرا ابن مهدي قال أنبأنا أبو نصر المري قال أنبأنا القاضي يوسف بن القاسم الميانجي قال أنبأنا أبو بكر الحميدي المعدل قال أنبأنا الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي : "من حلف بالله أو باسم من أسماء الله فحنث فعليه الكفارة ومن حلف بشيء غير الله فلا كفارة عليه وجب أن تكون معصية ومن حلف بالكعبة أو بشيء مخلوق فلا حنث عليه".
الشرح:
نعم وهذا النص منقول بالسند ربيع بن سليمان أن الإمام الشافعي رحمه الله قال من حلف بالله أو باسم من أسماء الله فحنث فعليه كفارة يعني إذا حلف بالله الحلف يكون بالله أو بأسمائه أو صفاته لا وعزة الله مثل أن يقول الرجل الذي هو آخر أهل النار خروجا منها لا وعزتك لا أسألك غيرها قال الله عن إبليس فبعزتك أقسم بصفة من صفات الله فالحلف يكون بالله وأسمائه وصفاته فإذا حلف بالله أو باسم من أسماء الله أو بصفة من صفات الله ثم حنث فعليه كفارة ومعنى حنث يعني لم ينفذ ما حلف عليه خالف مقتضى الحلف قال حلف قال والله وعزة الله لا أكلم فلان ثم كلمه هذا يسمى حنث عليه كفارة و الكفارة كما بين الله في سورة المائدة إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فإذا حلف بالله أو اسم من أسماء الله أو صفة من صفاته وحنث فعليه كفارة ومن حلف بشيء غير الله فلا كفارة عليه وجب أن تكون معصية إذا حلف بالنبي أو بالكعبة أو بحياته أو بلحيته أو بشرفه هذه معصية وليس عليه كفارة لأنه عاصي هذا في أحد الأقوال وذهب آخرون من أهل العلم إلى أن عليه كفارة ولو كان عاصيا لما جاء في الحديث أن من حلف بغير الله فكفارته كفارة يمين والحديث فيه ضعف قال به بعض أهل العلم والإمام الشافعي يرى أنه ليس عليه كفارة ثم قال ومن حلف بالكعبة أو بشيء مخلوق فلا حنث عليه يعني فلا يحنث لأنه لا تنعقد يمينه لأنها يمين باطلة حيث أنه حلف بالكعبة أو بالمخلوق إنما تنعقد اليمين إذا كانت بالله أو باسم من أسمائه أو بصفة من صفاته وسبق أن القول الثاني أن عليه الكفارة نعم.
الاعتقاد:
قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر القزويني الشيخ الصالح رحمه الله قال أنبأنا يوسف بن عمر أبو الفتح القواس الزاهد ببغداد قال أنبأنا أبو الحسين بن حبيش قال أنبأنا الحسين بن علي الجصاص قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول القرآن كلام الله غير مخلوق.
الشرح:
نعم وهذا النص منقول بالسند أيضا فيه بيان مذهب الإمام الشافعي بالقرآن كما أن النص السابق أيضا فيه بيان مذهب الإمام الشافعي في أسماء الله وصفاته وهذا النص فيه بيان مذهب الإمام الشافعي بالقرآن يقول القرآن كلام الله غير مخلوق وسبق هذا أن هذا قول أهل السنة والجماعة وأن من قال القرآن مخلوق فهو كافر من قال القرآن مخلوق فهو كافر يعني على العموم نص الأئمة الإمام أحمد والشافعي وغيرهم أن من قال القرآن كلام الله من قال مخلوق فهو كافر لكن الشخص المعين فلا يكفر إلا إذا قامت عليه الحجة وجدت الشروط وانتفت الموانع لكن قال على العموم من قال القرآن مخلوق فهو كافر من أنكر وجود الله فهو كافر يعني فلان بن فلان قال القرآن مخلوق لا نكفره إلا بعد قيام الحجة عليه وسبق أن المعتزلة يقولون أن القرآن مخلوق كلام الله والقرآن لفظه ومعناه مخلوق و أما الأشاعرة فيقلون القرآن هو كلام الله معناه الكلام النفسي وأما الحروف والأصوات فهي مخلوقة ليست من كلام الله إنما كلام الله هو معناه النفسي وهذا نصف مذهب المعتزلة نعم.
الاعتقاد:
قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن نصر بن الغرابيلي الشيخ الزاهد رحمه الله قال أنبأنا الحسين محمد بن عبد الله بن حماد قال أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري قال أنبأنا أبو سعيد الحسن بن علي القصاص قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر.
الشرح:
نعم وهذا النص صريح في تكفير من قال القرآن مخلوق وهو قول الأئمة قاطبة قول الأئمة والمراد التكفير على العموم أما الشخص المعين فلا بد من وجود الشروط وانتفاء الموانع نعم.
الاعتقاد:
قال أخبرنا أبو نصر أحمد بن الخضر الفارقي وأبو الحسن علي بن الحسين العكبري قال أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الفقيه الطبري الشافعي رحمه الله قال أنبأنا الحسين بن أحمد الطبري قال سمعت أحمد بن يوسف الشالنجي يقول سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول من قال لفظي بالقرآن مخلوق أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي.
الشرح:
نعم وهذا النص قاله الإمام الشافعي فيه حكم ما تكلم به أهل البدع أهل البدع تكلموا في مسألة اللفظ قال بعضهم لفظي بالقرآن مخلوق وأما القرآن فليس بمخلوق يقول لفظي لأنه صفة من صفاتي فيقول لفظي بالقرآن مخلوق وأما الملفوظ وهو القرآن فليس بمخلوق الإمام الشافعي رحمه الله يقول هذا قول الجهمية الجهمية يقولون القرآن مخلوق لفظه ومعناه ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أيضا ولو زعم أن الملفوظ وهو كلام الله ليس بمخلوق وأن لفظه ليس بمخلوق لأن اللفظ قد يراد به الملفوظ وثبت عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع سد الباب من الجهتين من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي لأن اللفظ قد يراد به الملفوظ وهو القرآن فيكون جهميا ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع لأن هذا مخالف لقول السلف فسأل الإمام أحمد سد الباب من الجهتين فلا تقل لفظي بالقرآن مخلوق ولا تقل أن القرآن مخلوق بل قل القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وكونك تخصص اللفظ لا وجه له مثل من قال السبع الطوال من القرآن غير مخلوقة هذا بدعة القرآن كله غير مخلوق فكونك تخصص السبع الطوال هذا مخالف لقول السلف فكذلك يقولون لفظي بالقرآن مخلوق الإنسان مخلوق الإنسان ابن آدم مخلوق له ذاته وصفاته لكن لا تخصص اللفظ التخصيص هذا مخالف لقول السلف ولهذا قال الإمام من قال لفظي بالقرآن مخلوق أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق كما قال الإمام أحمد رحمه الله فهو مبتدع لكونه مخالف لمذهب السلف وأقوال السلف...
الاعتقاد:
قال أخبرنا أبو نصر أحمد بن مهدي قال أنبأنا أبو نصر المري قال أنبأنا يوسف بن القاسم الميانجي قال أنبأنا يوسف بن عبد الأحد الرعيني قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وبإسناده قال قال الشافعي قال الله : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية، فعلمنا أنهم خير البرية بالإيمان وعمل الصالحات.
الشرح:
نعم وهذا النص في بيان مذهب الإمام الشافعي في الإيمان وأن الإمام الشافعي يعتقد ما يعتقده أهل السنة والجماعة وما دلت عليه النصوص من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وأن الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالقلب و عمل بالجوارح فالإيمان مكون من أربعة أشياء إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالقلب وهو النية والإخلاص والمحبة وعمل بالجوارح هذا هو معتقد أهل السنة والجماعة وهذا هو الذي دلت عليه النصوص كما قال النبي ﷺ: الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان، فاللفظ قول لا إله إلا الله والحياء عمل القلب وإماطة الأذى عمل بدني ولهذا الإمام الشافعي أقر ما أقره السلف قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وبإسناده قال قال الله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية، وبين الشافعي رحمه الله وجه الدلالة في الآية قال فعلمنا أنهم خير البرية بالإيمان وعمل الصالحات بالإيمان والعمل وقصد بذلك الرد على المرجئة الذين قالوا الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان الله تعالى سماهم خير البرية بأمرين بالإيمان والأعمال قال: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية.
الاعتقاد:
قال أخبرنا ابن مهدي قال أنبأنا أبو نصر المري قال أنبأنا القاضي يوسف قال أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي قال أنبأنا المزري قال قال الشافعي نقول عند ابتداء الطواف والاستلام بسم الله والله أكبر اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك و اتباعا لسنة نبيك ﷺ.
الشرح:
نعم وهذا النص فيه بيان معتقد الإمام الشافعي وأن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان قال اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك و اتباعا لسنة نبيك ﷺ وهذا كله داخل في مسمى الإيمان قال اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك هذا التصديق والوفاء هذا عمل واتباع السنة كل ذلك داخل في مسمى الإيمان.
الاعتقاد:
قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال قال أنبأنا أبي قال أنبأنا محمد بن الحسن السروي قال أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال أنبأنا أبي قال أنبأنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال حدثنا أبو عثمان محمد بن محمد الشافعي قال سمعت أبي محمد بن إدريس الشافعي يقول للحميدي ما يحتج عليهم يعني أهل الإرجاء بآية أحج عليهم من قوله: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة.
الشرح:
نعم وهذا النص في السند للإمام الشافعي رحمه الله في الرد على المرجئة والمرجئة كما سبق هم الذين لا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان وسموا مرجئة من الإرجاء وهو التأخير وسبق أن المرجئة أربع طوائف:
الطائفة الأولى: الجهمية الذين يقولون أن الإيمان مجرد معرفة الرب بالقلب والكفر جهل الرب بالقلب وهذا تعريف الإيمان أفسد ما قيل في تعريف الإيمان أفسد تعريف للإيمان على وجه الأرض هو تعريف الجهمية أن الإيمان معرفة الرب بالقلب والكفر جهل الرب بالقلب وألزمهم العلماء بأن إبليس مؤمن على هذا التعريف وفرعون مؤمن واليهود مؤمنون وأبو طالب مؤمن والكفرة كلهم مؤمنون لأنهم يعرفون ربهم بقلوبهم .
والطائفة الثانية: هي الكرامية الذين يقولون أن الإيمان هو النطق باللسان.
والطائفة الثالثة: الماتوريدية الذين يقولون الإيمان هو تصديق بالقلب والأشاعرة وفي رواية عن الإمام أبي حنيفة والطائفة الرابعة مرجئة الفقهاء الذين يقولون الإيمان شيئان قول اللسان وتصديق القلب وأهل السنة والجماعة انفصلوا عن هذه الطوائف الأربعة فقالوا الإيمان مكون من أربعة أشياء تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالقلب وعمل بالجوارح المؤلف رحمه الله يرد عليهم ما يحتج عليهم يعني أهل الإرجاء بآية أحج من قوله: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وجه الدلالة وجه الرد أن الله تعالى سمى ذلك دينا فقال ذلك دين القيمة وهذا يرجع إلى إخلاص العبادة لله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة فإخلاص الدين هذا عمل القلب والصلاة والزكاة هذه من أعمال الجوارح تسمى دين ومسمى الدين هو مسمى الإيمان فالدين إذا أطلق هو الإيمان وهو الإسلام وهو الهدى وهو البر فهذه الآية أقوى الأدلة يقول الإمام الشافعي في الرد على المرجئة.
الاعتقاد:
قال أخبرنا الخلال قال أنبأنا أبي قال أنبأنا عمر بن أحمد الوراق قال أنبأنا أحمد بن محمد الأدمي قال أنبأنا الفضل بن زياد قال قلت للشافعي رحمه الله كيف نصنع بأهل الأهواء نكلمهم؟ قال أما الجهمية فلا تكلمهم قيل له فالمرجئة؟ قال هؤلاء أسهل إلا المخاصم منهم فلا تكلمه قيل فينبغي أن لا يكلم أحد أحدا قال نعم إذا عرفت من أحد نفاقا فلا تكلمه لأن النبي ﷺ خاف على الذين خلفوا النفاق فأمر الناس أن لا يكلموهم.
الشرح:
نعم وهذا نص عن الإمام الشافعي رحمه الله في هجر أهل البدع ومنهم المرجئة سئل الإمام الشافعي رحمه الله كيف نصنع بأهل الأهواء أهل الأهواء هم أهل البدع سموا أهل الأهواء لأنهم يعملون بأهوائهم و آرائهم وزبالة أذهانهم ونحاتة أفكارهم ويتركون النصوص وراءهم ظهريا فقال الإمام الشافعي أما الجهمية فلا تكلمهم لكفرهم وضلالهم فالجهمية الذين ينكرون أسماء الله وصفاته كفرهم خمسمائة عالم كما قال ابن القيم رحمه الله قال ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان خمسين في عشرة خمسمائة ومن العلماء من كفر الغلاة دون العامة قيل له فالمرجئة ؟ قال هؤلاء أسهل المرجئة يعني أسهل من الجهمية إلا المخاصم منهم فلا تكلمه المجادل أما المتستر والذي لا يخاصم ولا يجادل ولا يظهر مذهبه فهذا أسهل أما المجادل والمخاصم والذي يظهر مذهبه ويدعو إليه ويناضل عليه فهذا يهجر قيل فينبغي أن لا يكلم أحد أحدا قال نعم إذا عرفت من أحد نفاقا فلا تكلمه إذا عرفت أنه منافقا فلا تكلمه اهجره واستدل بأن النبي ﷺ هجر الثلاثة الذين خلفوا تخلفوا عن غزوة تبوك وهم كعب بن مالك وصاحباه هلال بن أمية ومروان بن الربيع هجرهم النبي ﷺ والمسلمون خمسين ليلة فلم يكلموهم حتى تاب الله عليهم الشافعي رحمه الله الإمام استدل بأن أهل البدع يهجرون وبأن من خيف عليهم النفاق يهجرون لأن النبي ﷺ والمسلمون هجروا الثلاثة خمسين ليلة لأنهم خشي عليهم النفاق . وفق الله الجميع...