شعار الموقع

رسالة في إعتقاد الشافعي 4

00:00
00:00
تحميل
203

المتن:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله العالمين، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا.

قال: أخبرنا أبو الحسين نصر بن عبد العزيز بن أحمد بن نوح الشيرازي المقرئ في جامع عمرو بن العاص بمصر سنة أربعمائة وعشرين من لفظه رحمه الله قال أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحمامي المقرئ ببغداد قال أنبأنا محمد بن العباس بن الفضل قال أنبأنا عمران بن موسى قال أنبأنا الربيع بن سليمان قال: كنت جالسا عند الشافعي وذكر القدر ، وأنشأ يقول ما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن …  خلقت العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن ... على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت وذا لم تعن ... فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن.

الشرح:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:

هذه الأبيات التي نقلت عن الإمام الشافعي رحمه الله في السند فيها إثبات المؤلف رحمه الله للقدر ولمشيئة الله وأنه الخالق للعباد وأن القدر نافذ وأن قدر الله نافذ على جميع المخلوقات وأن الله له حكمة بالغة في مفاوتته في كونه فاوت بين عباده، فأعان بعضهم ولم يعن البعض الأخر لأن هذا مبني على علمه بأحوال عباده وما يصلح أحوالهم فهو عليم بالذوات التي تصلح للإعانة وللهداية وهو يهديها ويمن عليها بالهداية برحمته وإحسانه وعلم  بالذوات التي لا تصلح للهداية فلا يهديها بل يخذلها وله الحكمة البالغة وتفاوت بين عباده جعل منهم شقيًا ومنهم سعيدًا ومنهم قبيح ومنهم حسن وكل هذا يدل على حكمته فلابد من الإيمان بالقدر ومراتبه الأربع علم بالأشياء علم الله الأزلي وكتابته لها جميع الأشياء في اللوح المحفوظ وإرادته ومشيئته السابقة لكل موجود وخلقه وإيجاده لجميع الأشياء ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله ما شئت يخاطب الرب ما شئت كان وإن لم أشأ يعني ما شاء الله مشيئة الله نافذة ولو لم يشأ العباد ثم قال وما شئت يعني أنا أيها العبد إن لم تشأ لم يكن ما شاءه العبد لا يكون إلا إذا شاءه الله وذلك لأن مشيئة العباد تابعة لمشيئة الله كما قال الله تعالى: وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين، وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليمًا حكيما، فإذا شاء الله شيئًا وأراده فلا بد أن يقع سواء أراده العباد أو لم يريدوه وإذا أراد العباد شيئا وشاؤوه فهذا إن شاءه الله فإنه يقع وإن لم يشأ وقوعه فإن لم يشأ الرب وقوعه فلا يقع ولهذا قال ما شئت كان وإن لم أشأ ما شئت إن لم تشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت لأن العلم هو أول مراتب القدر السابق العلم هو السابق والعلم الأزلي ثم الكتابة ثم الإرادة ثم الخلق والإيجاد هو خلقهم وفق علمه خلقت العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن يعني الصغير والكبير كلهم يجرون ماضون يجري فيهم قضاء الله وقدره على ذا مننت يعني المؤمنين من عليهم ووفقهم وهداهم برحمته وإحسانه وهداه وهذا خذلت الكفار خذلهم الله ولم يوفقهم لحكمة بالغة علم بالذوات التي تصلح للهداية والتي يصلح فيها غرس الكرامة وعليم بالذوات التي لا يصلحها ولهذا قال على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت وذاك لم تعن كل ذلك مبني على الحكمة فمنهم شقي ومنهم سعيد هذه أقسام الناس منهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن وله الحكمة البالغة نعم.

المتن:

قال أخبرنا ابن مهدي، قال أنبأنا المري قال أنبأنا القاضي قال أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد الحداد قال قال الشافعي رحمه الله في كتاب حرملة أقبل شهادة أهل الأهواء كلهم إلا القدرية فإنهم كفار كأنه يريد طائفة منهم لأني وجدت عنه أنه قال ومنهم من يقول إن الله لا يعلم الشيء حتى يكون كأن هذا لفظه فيما حفظت عنه فكأنه أرادهم بهذا دون غيرهم .

الشرح:

نعم وهذا النص في السند فيه أن الإمام الشافعي رحمه الله يكفر القدرية والمراد بهم القدرية الأولى القدرية الأولى الذين ينفون علم الله وكتابته للأشياء لأن القدرية طائفتان:

الطائفة الأولى: الذين أنكروا علم الله وكتابته للأشياء وبهذا نسبوا الله إلى الجهل قالوا إن الله لا يعلم بالشيء حتى يكون وهم الذين ظهروا بأواخر عهد الصحابة وهم الذين تبرأ منهم الصحابة تبرأ منهم عبد الله بن عمر كما جاء في الحديث الأول والحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه قص قصة ابن يعمر وصاحبه أنهما أتيا عبد الله بن عمر وسألاه لما ظهرت القدرية قالوا لو وفق لنا أحد من أصحاب رسول الله ﷺ فسألناه عنهم قالوا فوفق لنا عبد الرحمن عبد الله بن عمر وهو ذاهب للحج يقول فاكتنفته أنا وصاحبي وظننت أنه سيوكل الحديث إلي فقلت أبا عبد الرحمن أنه ظهر قبلنا قوم يقرؤون القرآن، ويتقفرون العلم يعني ويطلبون العلم ويزعمون أن الأمر أنف يعني مستأنف وجديد لم يسبق فيه علم الله، فقال إذا عبد الله بن عمر إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني منهم بريء وأنهم برآء مني ثم روى الحديث عن أبيه عمر في حديث جبرائيل أن جبرائيل جاء إلى النبي ﷺ في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر وسأل عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان وعن الساعة وعن أشراطها وفيه لما سأل عن الإيمان قال: وأن تؤمن بالقدر خيره وشره وهم الذين قال فيهم الإمام الشافعي رحمه الله وغيرهم ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خصموا وإن أنكروه كفروا ولهذا قال الإمام رحمه الله هنا أقبل شهادة أهل الأهواء كلهم إلا القدرية يعني أهل الأهواء المراد بهم أهل البدع سمو أهل البدع أهل الأهواء لأنهم يعملون بأهوائهم وآرائهم ويتركون النصوص يقول أهل البدع أقبل شهادتهم إلا القدرية فإنهم كفار القدرية الأولى والنوع.

والطائفة الثانية: من القدرية القدرية المتوسطة الذين أثبتوا علم الله وكتابته للأشياء ولكن أنكروا عموم المشيئة وعموم الخلق أنكروا عموم مشيئة الله حتى لا تشمل أفعال العباد وقالوا أن الله شاء كل شيء في هذا الوجود إلا أفعال العباد ما شاء وأنكروا عموم الخلق فقالوا أن الله خلق كل شيء إلا أفعال العباد فلم يخلقها بل هم الخالقون لأفعالهم هؤلاء مبتدعة لأنهم شبهة والمراد الإمام الشافعي رحمه الله الطائفة الأولى الذين أنكروا العلم والكتابة هم الذين كفرهم الشافعي وكفرهم غيره من الأئمة نعم .

المتن:

قال أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي إجازة قال أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن جابر السلمي يقول سمعت محمد بن عقيل الأزهر الفقيه يقول جاء رجل إلى المزني فسأله عن شيء من الكلام في التوحيد فقال إني أكره هذا بل أنهى عنه كما نهى عنه الشافعي ولقد سمعت الشافعي يقول سألت مالكا عن الكلام في التوحيد فقال مالك محال أن يظن بالنبي أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد والتوحيد ما قاله النبي فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله فما عصم به الدم والمال فهو حقيقة الدين.

الشرح:

نعم وهذا النص فيه قول الإمام الشافعي رحمه الله أنه جاء رجل إلى المزني فسأله عن شيء فقال إني أكره هذا بل أنهى عنه كما نهى عنه الشافعي والمراد توحيد أهل الباطل وهو الخوض في الأعراض والأجسام كما بين في النص الذي بعد هذا , هذا هو الذي يكرهه المزني ويكرهه الإمام الشافعي أما توحيد أهل العلم توحيد المسلمين فلا يكرهه الإمام ولا يمكن أن يكرهه الإمام ولا غيره ومن كرهه فهو كافر قال تعالى: ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم، فالمراد قال إني أكره هذا الكلام في التوحيد توحيد أهل الباطل أهل البدع والخوض في الأعراض والأجسام ثم قال ولقد سمعت الشافعي يقول سألت مالكا عن الكلام في التوحيد فقال مالك محال أن يظن بالنبي أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد يعني التوحيد هو أصل الدين فكيف يعلمهم أحكام الاستنجاء والطهارة ولا يعلمهم أصل الدين ؟ هذا لا يمكن والتوحيد ما قاله النبي ﷺ فإذا قالوه عصموا مني دماءهم يعني المراد بالتوحيد هو إفراد الله بالعبادة يشير الشافعي رحمه الله إلى قول النبي ﷺ: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق أو حساب مع الله ،  يقول الإمام فما عصم به الدم والمال هو حقيقة التوحيد الذي يعصم به الدم والمال هو التوحيد وهو الشهادة لله تعالى بالوحدانية والشهادة لنبيه محمد ﷺ بالرسالة هذا هو حقيقة الدين أما الذي كرهه الإمام فهو توحيد أهل الباطل كما يأتي في النص الذي بعده نعم.

المتن:

قال أخبرنا الشيخ عبد الرحمن السلمي إجازة قال سمعت أبا نصر أحمد بن محمد بن حاتم السجدي يقول قيل لأبي العباس بن سريج صاحب الشافعي ما التوحيد قال توحيد أهل العلم وجماعة المسلمين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وتوحيد أهل الباطل الخوض في الأعراض والأجسام وإنما بعث النبي بإبطال ذلك.

الشرح:

نعم وهذا النص يبين أن المراد بالتوحيد الذي كرهه المزني وكرهه الشافعي هو توحيد أهل الباطل وهو الخوض في الأعراض والأجسام ولهذا في هذا النص قيل بالعباس ابن سريج ما التوحيد قال توحيد أهل العلم وجماعة المسلمين وهو أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله يعني توحيد أهل العلم هو الشهادة لله بالوحدانية والشهادة لنبيه محمد ﷺ بالرسالة وليس المراد قول هذه الكلمة باللسان المراد قولها باللسان واعتقاد معناها والإيتاء بحقوقها والبعد عن ما يناقضها الشهادة لله بالوحدانية يقولها بلسانه ويعتقد معناها بقلبه ويلتزم بحقوقها ويبتعد عما يناقضها هذا توحيد المسلمين و توحيد أهل العلم وأما توحيد أهل الباطل فهو الخوض في الأعراض والأجسام يقول لا يعلم وجود الله إلا بحدود الأجسام ولا يعرف حدود الأجسام إلا بحدود الصفات والصفات يسمونها الأعراض وإنما بعث النبي ﷺ لإبطال ذالك يعني لإبطال الخوض في الأعراض والأجسام نعم .

المتن:

قال حدثنا أبو نصر أحمد بن مهدي المقرئ قال أنبأنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري قال أنبأنا القاضي يوسف بن القاسم الميانجي قال أنبأنا أبو بكر الحميدي المعدل قال حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول لو علم الناس ما في الكلام لفروا منه كما يفرون من الأسد.

الشرح:

نعم وهذا النص فيه ذم الإمام الشافعي رحمه الله للكلام الكلام المرتبط بالأجسام والأعراض والاعتماد على العقول ومناهج أهل الفلسفة وأهل المنطق والإعراض عن نصوص من كتاب الله وسنة رسوله يقول الشافعي رحمه الله لو علم الناس ما في الكلام من التشكيك والتضليل والحيرة والإعراض عن النصوص لفروا منه كما يفرون من أسد ولهذا فإن كثير من أهل الكلام صار عندهم حيرة و اضطراب فكان بعضهم يقول أنه يضع رأسه على الفراش من أول الليل إلى الفجر وهو يتكلم في العرض و الجسم ثم يؤذن الفجر وهو على حاله ولا يكون عنده اطمئنان ولا طمأنينة ولهذا قال بعضهم لما لقي بعضهم قال أنت عندك طمأنينة عندك طمأنينة مطمئن قال نعم مطمئن الحمد لله مؤمن بالله ورسوله مطمئن قال اشكر الله أنا ما عندي طمأنينة يقول أجلس الساعات الطويلة وعندي شكوك وحيرة وأسهر الليالي وعندي شكوك وحيره بسبب الكلام في الأعراض والأجسام ولهذا قال الإمام رحمه الله لو علم الناس ما في الكلام لفروا منه كما يفرون من الأسد نعم.

المتن:

قال اخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي إجازة قال سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت عبد الرحمن بن أبا حاتم الرازي يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول الكلام يلعن لأهل الكلام.

الشرح:

نعم هذا فيه ذم فيه ذم لأهل الكلام واللعن هو الطرد والإبعاد وهو يطردهم ويبعدهم عن رحمة الله وعن النصوص ولو لم يكن فيه إلا الحيرة والشك و الاضطراب والإعراض عن النصوص و استحواذ الشياطين وأهل السوء وأهل الإلحاد عليه لكان كافيا في البعد عنه نعم.

مداخلة........

اللعن الإبعاد و الطرد من رحمة الله يلعن لأجلهم لا شك هذا كلام مذموم يذم واللعن هو الذم والسب اللعن من الآدميين هو الذم والسب والشتم فمن سب شيئا وذمه يقال لعنه اللعن يعني الذم يذم أهل الكلام الكلام يلعن يعني يذم من أجل الكلام ومن قوله تعالى: والشجرة الملعونة في القرآن، يعني المذمومة لأن الله ذمها في القران فقال: إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ۝ كالمهل يغلي في البطون ۝ كغلي الحميم، وقال في آية أخرى قال سبحانه:  والشجرة الملعونة في القرآن، يعني المذمومة وما يلعن من الشيء يعني يذم من أجل الكلام نعم .

المتن:

وبإسناده قال الربيع بن سليمان نزل الشافعي عن الدرجة وقومه في المجلس يتكلمون بشيء من الكلام فصاح عليهم وقال إما أن تجاورونا بخير أو تقوموا عنا.

الشرح:

نعم وهذا نص من الشافعي رحمه الله تحذير من أهل البدع والبعد عنهم وعدم الجلوس معهم ولذا صاح عليهم وقال إما أن تجاورونا بخير فلا تتكلموا بالعرض والجسم و الآراء أو تقوموا عنا وتبعدوا عنا نعم .

المتن:

أخبرنا ابن مهدي قال أنبأنا المري قال أنبأنا القاضي قال أنبأنا أبو بكر الحداد قال أخبرني بشر بن وصل قال حدثني علاق بن المغيرة عن حرملة بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول الفقه في الكلام الجهل به.

الشرح:

نعم وهذا النص فيه ذم للكلام قال الجهل بالكلام فقه كون الإنسان يجهل بحجج أهل الكلام وآرائهم ومصطلحاتهم هذا فقه وعلم علم وفي نص آخر عن الإمام الشافعي المنقول عن أبي يوسف الصاحب الأول لأبي حنيفة أنه قال نقل عن الإمام الشافعي رحمه الله العلم بالكلام هو الجهل والجهل  بالكلام هو العلم, العلم بالكلام هو الجهل والجهل بالكلام هو العلم ,العلم بالكلام يعني بآرائهم ومصطلحاتهم هذا جهل لأنه لا يفيدك لا يفيد القلب تقى ولا يفيد القلوب إلا حيرة وشك فكون الإنسان يتعلم هذه الطرق وهذه المناهج لا يفيده ذلك إلا جهلًا والجهل بالكلام هو العلم إذا جهلت طرقهم ومناهجهم وأعرضت عنها هذا علم لأنك تكون فارغ من هذه الآراء الفاسدة وحينئذ تتقلى النصوص من الكتاب والسنة فالجهل بالكلام هو العلم والعلم بالكلام هو الجهل وهنا قال الفقه في الكلام هو الجهل به يعني كونك تجهل الكلام هذا فقه والفقه هو الفهم هذا فهم وعلم كونك جهلته جهلت هذه الشروط وسلمت منها هذا فقه نعم.

المتن:

وبإسناده عن الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول لأن يلقى الله الرجل بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بشيء من الكلام.

الشرح:

وهذا فيه بيان آثار الكلام والخوض في الأجسام والأعراض وفي حجج أهل الباطل ومناهجهم أنه أمر عظيم لأنه يشكك القلوب ويولد فيها الحيرة والاضطراب وهذا من أعظم الذنوب أشد من السرقة وأشد من الزنا  هذه ذنوب السرقة و الزنا والغيبة والنميمة يمكن أن يتوب الإنسان الذنوب و الأعمال تجده قد يسرق قد يزني وهو موحد ما عنده إشكال ولا عنده شبهة مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر لكن غلبته هوى نفسه والشيطان فعمل الفاحشة وعمل السرقة أو رابا تعامل بالربا أو أكل الرشوة لكن  الخوض في الكلام و الاضطراب هذا يخدش العقيدة ويولد الشكوك و الاضطراب والحيرة وقد يخرج من التوحيد والعياذ بالله ولهذا قال الإمام الشافعي هذه المقالة قال لأن يلقى الله الرجل بكل ذنب ما خلا الشرك ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بشيء من الكلام لأنه إذا لقي ربه مثلا بالزنا أو السرقة أو كذا ذنوب هذه ذنوب  تحت مشيئة الله لكن توحيده سليم لكن إذا لقي الله بالكلام صار توحيده مخلخل مهلهل مهزوز فيه اضطراب فيه حيرة وقد لا يكون موحد نسأل الله السلامة والعافية  نعم .

المتن:

وفي إسناده عن الشافعي قال حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ بالكلام.

الشرح:

نعم وهذا فيه حكم الإمام الشافعي رحمه الله تعالى عن أهل الكلام يجب تأديبهم ومجازاتهم على أعمالهم حتى يتركوا هذا حتى يتركوا الكلام ويقبلوا على الكتاب والسنة الشافعي رحمه الله يرى أنهم يجب عقوبتهم يعاقب أهل الكلام الذين أعرضوا عن النصوص وخاضوا في الأجسام والأعراض واعتمدوا على مناهج أهل الفلسفة وأدلة أهل المنطق وأعرضوا عن النصوص لا بد أن يعاقب جزاء حكم عليهم الإمام الشافعي قال يضربوا بالجريد والنعال ويحملوا على الإبل و يطاف بهم في العشائر والقبائل العشائر القبائل جمع قبيلة في الأحياء والحارات في أهل القبائل حتى يفتضحوا ويفضح أمرهم حتى يكون ذلك سبب في ردعهم وزجرهم هذا حكم الإمام الشافعي أنهم يحملون على الإبل الآن يحملون على السيارات في الأول ما كان عندهم سيارات يحملون على السيارات ويطاف بهم في الأحياء والحارات ويضربوا بالجريد والنعال ويقال أيضًا توبيخًا لهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأعرض وأخذ في الكلام نعم .

المتن:

أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن  السلمي إجازة إجازة قال سئل الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة عن الكلام في الأسماء والصفات فقال بدعة ابتدعوها ولم تكن أئمة المسلمين من الصحابة والتابعين وأئمة الدين أرباب المذاهب مثل مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والشافعي وأبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن وأحمد بن حنبل وإسحاق الحنضلي ويحيى بن يحيى وعبد الله بن المبارك ومحمد بن يحيى يتكلمون في ذلك بل ينهون عن الخوض فيه ويدلون أصحابهم على الكتاب والسنة فإياك والخوض فيه والنظر في كتبهم بحال يعني المتكلمين والله أسأل أن يعيذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.

الشرح:

نعم وهذا النص عن الإمام محمد بن إسحاق .بن خزيمة رحمه الله صاحب الصحيح صحيح ابن خزيمة وهو من الأئمة يلقب بإمام الأئمة أنه سئل عن الكلام في الأسماء والصفات على طريقة أهل البدع الذين يعتمدون على عقولهم وآرائهم وينفون الصفات ويتأولونها فقال بدعة ابتدعوها ولم تكن أئمة المسلمين من الصحابة والتابعين وأئمة الدين يتكلمون في ذلك ما كانوا يتكلمون في الجسم قالوا أنه يلزم من إثبات الصفات أن يكون لله جسمًا لأن الصفات لا تقوم إلا بالأجسام وإذا كان لله جسمًا صار مشابها للمخلوقات فهذا باطل فإذا ننفي الصفات بأن لا يكون جسما هكذا يقولون يقول الإمام ابن خزيمة هذه بدعة ابتدعوها ما تكلم بها أئمة المسلمين بل كانوا ينهون عنها الصحابة والتابعين وأئمة الدين ومثل الإمام مالك الإمام مالك بن أنس صاحب المذهب المعروف وسفيان الثوري و الأوزاعي والشافعي وأبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن حسن وأحمد بن حنبل وإسحاق الحنضلي ويحيى بن المبارك ويحيى بن يحيى كلهم ما كانوا يتكلمون في الأجسام والأعراض على طريقة أهل الكلام بل كانوا ينهون عن الخوض في ذلك ويدلون أصحابهم على الكتاب والسنة كلهم يقولون اتركوا ما عليه أهل الكلام خذوا بالكتاب والسنة ثم قال فإياك والخوض فيه إياك كلمة تحذير يعني احذر الخوض في الكلام والنظر في كتبهم فإنها تضلك ولهذا قال إياك والخوض في الكلام والنظر في حال المتكلمين ثم سأل الله والتجأ إليه قال والله أسأل أن يعيذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن هكذا ينبغي للمسلم أن يعرض عن طريقة أهل الكلام وأن يلجأ إلى ربه وأن يضرع إليه بأن يعيذه من مضلات الفتن فإن كثر من الناس فتنوا بما عليه أهل الكلام وأعرضوا عن النصوص من الكتاب والسنة نعم.

المتن:

أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني رحمه الله قال أنبأنا أبو الفتح بن عمر بن مسرور القواس الزاهد ببغداد قال أنبأنا محمد بن إسحاق المقرئ قال أنبأنا الحسن بن الحباب بن مخلد المقرئ قال سمعت محمد بن الحسن بن الصباح الزعفراني يقول سمعت الشافعي رحمه الله يقول اجتمع الناس على خلافة أبي بكر واستخلف أبو بكر عمر ثم جعل عمر الشورى إلى ستة على أن يولوها واحدا منهم فولوها عثمان قال الشافعي وذلك أنهم نظروا بعد رسول الله فلم يجدوا تحت أديم السماء خيرا من أبي بكر الصديق فولوه رقابهم.

الشرح:

نعم وهذا النص عن الإمام الشافعي رحمه الله في بيان اعتقاده بالصحابة والخلفاء الراشدين وأنه يعتقد ما يعتقده أهل السنة والجماعة ويبرأ مما كان عليه الرافضة الذين كفروا الصحابة وفسقوهم وقالوا إن النبي ﷺ نص على الأئمة الاثني عشر وأولهم علي بن أبي طالب نص على أن الخليفة الأول علي بن أبي طالب ولكن الصحابة بعد وفاة النبي ﷺ كفروا وفسقوا وارتدوا عن الإسلام وأخفوا النصوص التي فيها أن الخليفة بعده علي بن أبي طالب وولوها أبو بكر زورا وبهتانا وظلما ثم ولوها الخلافة عمر زورا وبهتانا وظلما ثم ولوها عثمان زورا وبهتانا وظلما ثم وصلت النوبة إلى الخليفة الأول وهو علي هكذا يقولون فهم  كفَّروا الصحابة وفسقوهم والله تعالى زكاهم وعدلهم ووعدهم بالجنة وهذا كفر وضلال فالشافعي الإمام الشافعي رحمه الله يبرأ من طريقة الروافض وهو على عقيدة أهل السنة والجماعة يرى صحة خلافة أبي بكر وصحة خلافة عمر وصحة خلافة عثمان لهذا يقول اجتمع الناس على خلافة أبي بكر واستخلف أبو بكر عمر يعني ثبتت الولاية لأبي بكر في مبايعة أهل الحل والعقد وقيل بالنص على قول لأهل العلم واستخلف أبو بكر عمر فثبتت له البيعة بولاة العهد، ثم جعل عمر الشورى على الستة أن يولوها واحدا منهم فولوها عثمان فثبتت البيعة لعثمان قال الشافعي وذلك أنهم نظروا بعد رسول الله ﷺ فلم يجدوا تحت أديم السماء خير من أبي بكر الصديق فولوه رقابهم تحت أديم السماء يعني  لا يوجد تحت أديم السماء يعد وفاة النبي ﷺ أفضل من أبي بكر وهو أفضل الناس وأفضل الأمة بعد نبيها نعم وهذا هو عقيدة أهل السنة والجماعة خلافًا للروافض نعم.

المتن:

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ قال أنبأنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن سلمة قال أنبأنا محمد بن مخلد قال أنبأنا محمود بن محمد المروزي قال سمعت أبا سليمان الحارث بن سريج قال سمعت إبراهيم بن عبيد الله الحجبي يقول للشافعي رحمه الله مَا رَأَيْتُ هاشميا قط قدم أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ عَلَى عَلِيٍّ غَيْرَكَ. فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: عَلِيٌّ ابْنُ عَمِّي وَابْنُ خَالِتي، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، فَلَوْ كَانَ هَذِا مَكْرُمَةً لَكُنْتُ أنا أَحق بِهِا مِنْكَ ، وَلَكِنْ لَيْسَ الْأَمْرُ كما مَا تَحْسَبُ.

وقال الخُلَفَاءُ خَمْسَةٌ : أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعلِيُّ، وَعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أجمعين.

الشرح:

نعم وهذا النص عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال له أن إبراهيم بن عبد الله الحجبي قال للشافعي ما رأيت هاشميا قط قدم أبو بكر وعمر على علي غيرك لأن الشافعي رحمه الله قرشي وكان مطلبي وهاشمي قال كأن السائل للشافعي رحمه الله يقول أنت خالفت الهاشميين كل الهاشميون ما يقدمون أبا بكر وعمر إلا أنت قدمت أبا بكر وعمر على علي والهاشميون يقدمون عليًا على أبي بكر وعمر وهذا ليس بصحيح لكن هذا سؤال فقال الشافعي رحمه الله علي ابن عمتي و ابن خالتي يعني كأنه له صلة النسب من جهة أمه ومن جهة أبيه وأنا رجل من بني بن عبد مناف وأنت رجل من بني عبد الدار أنت رجل بن عبد الدار فلو كان هذا مكرمه يعني لو كان تقديم علي على أبي بكر وعمر مكرمة كنت أنا أحق بها منك لكن ليس الأمر كما تحسب الأمر على حسب النصوص حسب النصوص والنصوص دلت على تقديم أبي بكر وعمر والصحابة أجمعوا على تقديم أبو بكر ثم عمر وما كان الله ليجمعهم على ضلالة الشافعي بين قال ليس هذا مكرمة تقديم علي على عثمان لو كان مكرمة لسبقتك إلى ذلك لكن ليس الأمر كما تحسب الأمر إنما على حسب النصوص التي دلت على تقديم الشيخين أبي بكر وعمر وكذلك أيضًا الإجماع إجماع المسلمين والله تعالى لم يكن ليجمعهم على ضلالة ولهذا بين الإمام الشافعي رحمه الله لهذا السائل أنه غلط في هذا الكلام وكلامه ليس بصحيح أنه ليس أنه ما في هاشمي قدم أبو بكر وعمر إلا أنت نعم .

المتن:

قال أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ قال أنبأنا علي بن عمر الحمامي المقرئ قال أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش قال أنبأنا محمد بن الحسن الحراني قال أنبأنا الحسين بن محمد بن بحر بمصر قال أنبأنا حرملة قال قال الشافعي رحمه الله ما كلمت رجلا في بدعة إلا رجلا متشيعا إن التشيع أضل البدع وأرداها وهو الرفض

الشرح:

الرَّفض معناه الترك , والرِّفض معناه اعتقاد مذهب الرافضة .

المتن:

وسمعت الشافعي يقول ما رأيت قوما أشهد بالزور من الرافضة.

الشرح:

نعم هذا النص عن الشافعي الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال ما كلمت رجلًا في بدعة إلا رجلًا متشيعًا ما كلمت رجلًا في بدعة إلى رجلًا متشيعًا ثم قال إن التشيع أصل البدع أصل البدع لأنه يجر إلى البدع الأخرى فتجده مثلا أولا يتشيع ثم يجره إلى بدع أخرى بدع في العبادات عندهم بدع في الصلاة عندهم بدع في الحج عندهم بدع في الصيام كل هذه مبنية على بدعة التشيع إذا دخل في التشيع لزمته البدع الأخرى في صلاتهم وفي صيامهم وفي حجهم وفي عقيدة المهدي المنتظر إلى آخر البدع وبدع كثيرة مفتاحها بدعة التشيع إذا دخل الإنسان في التشيع دخل في بدع أخرى لا حصر لها و لهذا الشيعة عندهم بدع كثيرة بدع كثيرة في صلاتهم وفي عقائدهم وفي صيامهم وفي حجهم كلها تخالف ما عليه المسلمون مثلًا يجمعون بين الصلاتين هذه من البدع يجمعون الصلاتين ومن البدع بدعهم في الوضوء أنهم لا يغسلون الرجلين إنما يمسحون ظهور القدمين كلها مفتاحها التشيع لما دخل في التشيع لزمت هذه البدع لكن لو سلم من التشيع سلم من هذه البدع في الصلاة وفي الوضوء وفي عقيدة المهدي المنتظر إلى آخره ولهذا قال الإمام ما كلمت رجلًا في بدعة إلا رجلًا متشيعًا يعني الذي أحرص على أن أكلمه هو المتشيع لماذا لأن التشيع يفتح باب البدعة كلها أما البدع الأخرى يقول فلا أكلمه لا أكلم رجلًا عنده بدعة غير بدعة التشيع لأن أمره أخف وأسهل ما كلمت رجلًا في بدعة إلا متشيعًا إن التشيع أصل البدع وأرداها هو الرفض الرفض يعني اعتقاد معتقد الرافضة يقال له الرفض أما الرَفض معناه الترك وليس المراد هذا يقول وسمعت الشافعي يقول ما رأيت قومًا أشهد بالزور من الرافضة يعني الرافضة لا يؤمنون بالكذب يعني هم أشد الطوائف شهدًا بالزور والكذب دينهم مبني على الكذب حتى قال بعضهم إن الرافضة يعني لو أردت أن أكذب للرافضة لملؤوا  لي هذا البيت ذهبًا على أن أكذب لا يبالون بالكذب دينهم كله مبني على الكذب بخلاف الخوارج لأن الخوارج أصدق الطوائف الخوارج عندهم صدق وليس عندهم كذب ولهذا روى البخاري رحمه الله عن عمران بن حطان وهو من الخوارج لأن الخارجي صديق له الصدق بل يرون أن الكذب كبيرة المعصية بالكذب كبيرة بل قد يكفرون بالكذب فأصدق الطوائف هم الخوارج وأكذب الطوائف هم الرافضة دينهم مبني على الكذب والزور والبهتان وهذا النص عن الإمام الشافعي ذكرهم في هذا يقول ما رأيت قومًا أشهد بالزور من الرافضة وهم أكذب الطوائف أكذب الطوائف وأشدهم زورًا وبهتانًا ويقال أن الرافضة إذا اختلفت الشيعة في قولين واحد من القولين لا يعرف له قائل فالحق هو الذي لا يعرف له قائل نعم وقد يختلفون إذا اختلفوا في عشرة أشياء في عشرة مذاهب نشأ المذهب الحادي عشر دينهم مبني على الظلام والتكتم ولهذا عندهم مسألة التقية والزور والبهتان والكذب نعم .

المتن:

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن إسحاق بثغر آمد حماها الله قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ قال أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله يقول طلب الحديث أفضل من صلاة النافلة.

الشرح:

نعم وهذا في حث الإمام الشافعي رحمه الله هذا النص حث الإمام الشافعي على طلب العلم وطلب الحديث أفضل من صلاة النافلة ولهذا قال العلماء وأقروا في كتبهم أن طلب العلم أفضل من نوافل العبادة يعني نوافل الصلاة نوافل الصيام نوافل الحج طلب العلم أفضل إذا كان طلب العلم يمنعك من صلاة الليل مثلًا أو من صلاة الضحى أم يمنعك من الصيام مثلًا ثلاثة أيام من كل شهر أو من صوم يوم وفطر يوم أو حج النافلة قدم طلب العلم لأنه أفضل لماذا ؟ لأن الإنسان إذا تعلم العلم تبصر وتفقه وأزال الجهل عن نفسه ثم يزيل الجهل عن غيره فنفعه متعدي بخلاف نوافل الصلاة صلاة الضحى هذي نفعها خاص بك أنت قاصر عليك أما طلب العلم نفعه لك ولغيرك تنفع نفسك وتنفع غيرك نفعه متعدي والقاعدة عند أهل العلم ما كان نفعه متعدي فهو مقدم على ما كان نفعه قاصرًا ولهذا قال الإمام رحمه الله طلب العلم أفضل من صلاة النافلة لأن طلب العلم نفعه متعدي وصلاة النافلة نفعه قاصر نعم .

المتن:

قال أخبرنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن الإدريسي الحافظ قال أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن نعيم الحافظ قال أخبرني الزبيري بن عبد الواحد قال أنبأنا أبو العباس الطبري قال أنبأنا محمد بن إسحاق قال أنبأنا يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الشافعي رحمه الله يقول إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني أرى رجلا من أصحاب النبي .

الشرح:

هذا النص عن الإمام الشافعي فيه تعظيم لأصحاب الحديث وتبجيل لهم يقول إذا رأيت رجلًا من أصحاب الحديث فكأني أرى رجلًا من أصحاب النبي ﷺ لأن أصحاب النبي ﷺ يعظمونه ويبجلونه ويعزرونه ويوقرونه ولهم عناية بالحديث نقلوا حديث النبي ﷺ وبلوغه الناس وجاهدوا مع الرسول ﷺ ونشروا دين الله وكذلك أصحاب الحديث على أثرهم على أثر الصحابة فلما كانوا كان أصحاب الحديث يعظمون حديث النبي ﷺ ويتبعون آثار الصحابة والتابعين قال الإمام إذا رأيت رجلًا من أصحاب الحديث فكأني أرى رجلًا من أصحاب النبي ﷺ لأنهم على أثرهم لأنهم يعملون مثل عملهم ولأنهم يعملون بحديث رسول الله وينشرون حديث رسول الله كما كان الصحابة ينشرون الحديث ويبلغونه نعم.

المتن:

وأخبرنا سعيد بن محمد الإدريسي قال أنبأنا محمد بن عبد الله الحاكم قال سمعت أبا العباس الأصم يقول سمعت  الربيعة بن سليمان يقول سمعت الشافعي وقد روى حديثا فقال له رجل تأخذ بهذا يا أبا عبد الله فقال إذا رويت حديثا صحيحا عن رسول الله فلم آخذ به فأشهدكم أن عقلي قد ذهب.

الشرح:

وهذا نص عن الإمام رحمه الله في تعظيم الحديث ويقول إذا رأيت حديثًا صحيحًا عن الرسول ﷺ ولم آخذ به فلا يمكن على أن يكون شعوري كامل بل لا بد أن يكون عندي خلل وهذا دليل على أن من ترك الحديث فإنه ليس بمتوازن ليس عقله سليمًا بل فيه خلل لو كان عقله سليمًا وتفكيره صحيحًا لما ترك الحديث فالذي يترك الحديث لابد أن يكون عنده خلل الذي لا يعمل بكتاب الله وسنة رسوله عنده خلل ولهذا العاصي في عقله خلل بسبب الجهل ولهذا قال العلماء من أطاع الله فهو عالم ومن عصى الله فهو جاهل كل من عصى الله فهو جاهل فالذي لا يأخذ بالحديث عاصي وعقله ليس كاملا بل فيه خلل ولهذا أكمل الناس المؤمنون المتقون هم أكمل الناس سماهم الله أولوا العقول أولوا الألباب, الألباب أصحاب العقول من هم المؤمنون المتقون الذين يعملون بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ ويعملون بالحديث فالذي لا يعمل بالحديث والذي يعصي الله ويخالف الحديث ويخالف النصوص هذا عاصي والعاصي عقله ليس تامًا وليس من أولي الألباب وعقله ليس راجحًا ولهذا أثنى الله على أهل العقول على أولي الألباب وأهل العقول بامتثالهم لكتاب الله وسنة رسوله ﷺ وبتقواهم ولهذا قال الإمام الشافعي هذه المقالة يقول إذا رأيت حديثًا صحيحا عن رسول الله ﷺ فلم آخذ به فأشهدكم أن عقلي قد ذهب يعني هذا فيه إشارة إلى أن الذي يترك الحديث عقله ليس كاملًا بل عنده خلل في عقله لو كان عقله كاملًا لما ترك الحديث نعم.

المتن:

أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي إجازة قال أنبأنا علي بن محمد بن عمر الفقيه بالري قال أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب به إلي قال سمعت أبي رحمه الله يقول كان الشافعي رحمه الله إذا ثبت عنده الخبر قلده وخير خصلة كانت فيه أنه لم يشتهِ الكلام إنما همته الفقه .

الشرح:

نعم وهذا النص عن الإمام أحمد رحمه الله في مدح الشافعي إمام يمدح إمام وهم من تلاميذه الإمام أحمد من تلاميذ الشافعي يثني عليه يمدحه يقول إذا ثبت عنده الخبر قلده يعني عمل به تقلده يعني عمل به واتبعه للإمام الشافعي وشهادة من إمام لإمام شهادة من الإمام أحمد رحمه الله للإمام الشافعي أنه يعظم الحديث وأنه إذا ثبت عنده الحديث الخبر يعني الحديث عن رسول الله ﷺ قلده يعني عمل به واتبعه ثم قال وخير خصلة كانت فيه أنه لم يشتهِ الكلام إنما همته الفقه  يعني خير خصلة في الشافعي أنه يبغض الكلام ولا يشتهيه ولا يريده وهمه الفقه والفقه هو الفهم من كلام الله عن الله وعن رسوله فهم النصوص من كلام الله وكلام رسوله هذه همة الشافعي خير خصلة فيه أن همته الفهم عن الله وعن رسوله وأنه لا يشتهي الكلام بل يبغض الكلام ولا يريده ونعم تلك الخصلة نعم هي شهادة من الإمام للإمام.

المتن:

أخبرنا أحمد بن مهدي قال أنبأنا أبو نصر المري قال أنبأنا القاضي الميانبي قال أنبانا أحمد بن مروان المالكي قال أنبأنا زكريا بن يحيى الساجي قال أنبأنا أحمد بن أبي الليث عن أحمد بن حنبل قال ما رأيت أتبع للأثر من الشافعي

 

الشرح:

وهذه شهادة ثانية من الإمام أحمد للإمام الشافعي رحمهم الله يقول الإمام أحمد : ( ما رأيت أتبع للأثر من الشافعي ) هذه شهادة  يعني أن الشافعي رحمه الله عنده عناية بالآثار والآثار هي أحاديث رسول الله ﷺ وما جاء عن الصحابة فيقول الشافعي رحمه الله ما رأيت أحدا يعني من العلماء ومن الفقهاء مثل الشافعي في شدة إتباعه للأحاديث والأخذ بها الآثار وهي الأحاديث عن رسول الله ﷺ وما جاء عن الصحابة والتابعين فهو أشد الناس اتباعًا للآثار وهذه شهادة من الإمام أحمد للإمام الشافعي رحمه الله نعم ومنقبة عظيمة نعم .

المتن:

وبإسناده عن صالح بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي رحمه الله وذكر الشافعي رحمه الله فقال وكان إذا جاء الحديث عن الرسول أو عن الصحابة لم يلتفت إلى غيره وكان رجلا قد جمع الله فيه العلم والفقه وقراءة القرآن والخضوع

 

الشرح:

وهذه شهادة ثالثة أيضًا من الإمام أحمد رحمه الله إلى الإمام الشافعي في تعظيمه للحديث وعنايته به وتقديمه على كل شيء قال الإمام أحمد رحمه الله لما ذكر الشافعي قال كان إذا جاء الحديث عن رسول الله ﷺ أو عن الصحابة لم يلتفت إلى غيره يعني يبطل جميع الآراء وجميع الأقوال التي تخالف كلام رسول الله ﷺ أو كلام الصحابة يبطلها ويعرض عنها ويقبل الحديث ويقبل الخبر عن رسول الله ﷺ و عن الصحابة ثم قال وقد كان رجلًا قد جمع الله فيه العلم والفقه وقراءة القرآن والخضوع هذه صفات عظيمة يقول الإمام أحمد رحمه الله أن الشافعي جمع الله فيه هذه الصفات العلم هو المقصود به من الكتاب والسنة والفقه يعني الفهم وقراءة القرآن يعني عبادة قراءة القرآن معلوم أنه يقرأ بالتدبر فيحصل له العلم والفقه والخضوع الخضوع لله يخضع عند قراءته لكلام الله ويتواضع لأمر الله وأمر رسوله ﷺ فيلزم بذلك العمل هذه منقبة للإمام الشافعي وشهادة من الإمام أحمد أنه جمع الله له بين العلم والفقه وقراءة القران والخضوع نعم .

المتن:

أخبرنا أبو أحسن علي بن عمد الملك بن أبي طالب الإمام بجامع حلب قال أنبأنا أبو عبد الله الأنصاري قال أنبأنا أبو نصر الفانني الفقيه قال أنبأنا أبو إسحاق الطبري قال أنبأنا أبو عمرابن السماك قال أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل التمار  بالرقة قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي رحمه الله يقول إذا رويتم عن النبي بخلاف قولي فدعوا قولي وخذوا به فإني أقول به.

الشرح:

نعم وهذا نص من الإمام رحمه الله في تعظيم السنة ويقول إذا رويتم عن النبي ﷺ بخلاف قولي فدعوا قولي وخذوا به فإني أقول به يعني إذا قلت قولًا يخالف الحديث فإنما قلته لأن الحديث ما بلغني فاتركوا قولي وخذوا به بالحديث إذا رويتم عن النبي ﷺ بخلاف قولي فدعوا قولي وخذوا به فإني أقول به هذا قوال الأئمة الأربعة كلهم أبو حنيفة ومالك والشافعي رحمهم الله كلهم يقولون إذا صح الحديث فهو مذهبي إذا قلت قولًا يخالف قول رسول الله فخذوا بالحديث واضربوا بقولي عرض الحائط وهذا هو الواجب على المسلم الواجب على المسلم أن يعمل بالنصوص وأن يبطل ما سواها وهذا هو عمل الأئمة رحمهم الله نعم وهم قدوة الناس بعد الأنبياء الأئمة سيقتدي برسول الله ﷺ وبالصحابة والتابعين والأئمة نعم.

المتن:

 قال أنشدني محمد بن عبد الله الفقيه البغدادي قال أنشدني القاضي أبو الطيب الطبري قال أنشدني بعضهم للشافعي كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه فِي الدين العلم ما كان فيه حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطين .

الشرح:

ونعم وهذه الأبيات ثبتت عن الإمام الشافعي بالسند في تعظيم للقرآن والحديث وأنه ينبغي للإنسان أن يأخذ بالقرآن والحديث وأن يترك العلوم الأخرى التي تزاحمها ولهذا قال كل العلوم سوى القرآن مشغلة أو مُشغلة مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين العلم يعني العلم الصحيح هو المأخوذ عن كتاب الله وسنة رسوله ولهذا قال العلم ما كان فيه حدثنا وما سوى ذلك وسواس الشياطين يعني ينبغي للإنسان أن يقبل على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وأن يأخذ العلم منهما وأن يبطل ما سواهما مما يخالف كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ وأن يحذر من العلوم التي تزاحم الكتاب السنة وما أكثرها في هذا العصر فالمدارس زوحمت الآن زوحم القرآن السنة بعلوم أخرى كثيرة رياضيات واللغة الأجنبية اللغات الأجنبية وكذلك أيضًا ما يسمونه بالتربية البدنية وأشياء كثيرة تلوينات كل هذه مزاحمة للقرآن الإمام الشافعي رحمه الله يقول كل العلوم سوى القرآن مشغلة تشغل الإنسان إلا الحديث والفقه في الدين العلم ما كان فيه حدثنا وما سوى ذلك من وساوس الشياطين نعم.

المتن:

وأنشدني سعيد بن محمد الإدريسي بصيدا قال أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسين سيباويه الأصفهاني بصنعاء قال أنشدنا أبو عبد الله الفقيه المراغي للشافعي رحمه الله :

 إذا رأيت شباب الحي قد نشؤوا ... لا ينقلون قلال الحبر والورق ... ولا تراهم لدى الأشياخ في حلق ... يعون من صالح الأخبار ما اتسق ... فدعهم عنك واعلم أنهم همج ... قد أبدلوا بعلو الهمة الحمق.

الشرح:

هذه الأبيات أيضًا للشافعي رحمه الله النص فيه حث على طلب العلم حث الشباب على طلب العلم وأخذ الكتب طالب العلم لابد أن يكون معه كتب, كتب ينقلها كان في الأول ينقلون الحبر والورق ويكتبون الآن صارت مدونه موجودة ينبغي لطالب العلم أن يكون معه كتب بعض الطلبة يأتي و ليس معه كتاب ما يصلح لا بد أن يكون معه كتب طالب العلم بلا كتاب كالمقاتل بلا سلاح هي سلاح طالب العلم ولهذا الإمام الشافعي رحمه الله يحث على هذا ويبين أن الشباب إذا ابتعدوا عن الحبر والورق والكتاب ابتعدوا عن الحلق والدروس العلمية فإنهم همج قد استبدلوا الحمق بعلو الهمة ولهذا قال إذا رأيت شباب الحي قد نشؤوا لا ينقلون قلال الحبر والورق لا حبر ولا ورق و لا كتب ولا تراهم لدى الأشياخ في حلق يعني ما يحضرون حلق الدروس العلمية التي يلقيها الأشياخ وكبار السن يعون من صالح الأخبار ما اتسق يعني يعون ويتفهمون ويتفقهون الأخبار الصالحة عن رسول الله ﷺ فدعهم عنك فإنهم أعرضوا عن العلم وأعلم أنهم همج همج لا خير فيهم كما قال بعض السلف كن عالما أو كن متعلمًا أو مجالسًا ولا تكن الرابع فتهلك قال بعضهم كن عالمًا أو متعلمًا أو مجالسًا أو محبًا ولا تكن الخامس فتهلك لا عالما ولا متعلما ولا مجالسا ولا محبا هذا هالك ولهذا قال فدعهم عنك و اعلم أنهم همج قد أبدلوا بعلو الهمة الحمق قال بعضهم العالم المتعلم وما سواهم همج رعاع نعم.

المتن:

قال أخبرنا الشيخ ابو طاهر محمد بن نصر بن أحمد الموصلي المعروف بابن الغرابيلي قال أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن حماد قال أنبأنا أبو بكر محمد بن حسين الآجري قال أنبأنا أبو سعيد الحسن بن علي القصاص قال أنبأنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله وليس في سنة رسول الله إلا اتباعها بفرض الله تعالى .

الشرح:

يجب على الإنسان وجوب اتباع السنة وليس له أن يتركها فالواجب قول الله تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، هذا الأمر بالوجوب والواجب على الإنسان أن يأخذ بالنصوص ويترك ما سواها قال تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم، قال الشافعي رحمه الله الاستناد إلى هذه النصوص ولهذا قال فرض على الإنسان أن يتبع السنة نعم.

المتن:

قال سمعت القاضي أبا المظفر ابن إبراهيم النسفي ببغداد يقول سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن عبد السلام بن الواثق يقول سمعت بعض من أثق إليه يقول رأيت بعض الصالحين في النوم فقلت له ما فعل الله بك فقال غفر لي قلت من وجدت أكثر أهل الجنة قال أصحاب الشافعي قلت فأين أصحاب أحمد قال سألتني عن أكثر أهل الجنة ما سألتني عن أعلا أهل الجنة أصحاب أحمد أعلا أهل الجنة منزلة وأصحاب الشافعي أكثر أهل الجنة.

قال شيخ الإسلام المؤلف لهذا الكتاب ورأيت النبي في المنام فقلت يا رسول الله أوصني فقال عليك باعتقاد أحمد بن حنبل ومذهب الشافعي وإياك وأهل البدع من أصحاب أبي حنيفة ومجالسة أهل البدع من غيرهم آخره والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد.وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الشرح:

نعم هذا السند في الرؤيا قال سمعت بعض من أثق به من أثق إليه هذا مجهول الذي سمعه لم يبين يثق به يعني قال سمعت من أثق به قد يثق به وقد لا يثق به غيره فيكون هذا ضعيف لأنه لابد أن يذكر المحدث من حدثه قد يكون ثقة عنده ولا يكون ثقة عند غيره فيكون مجهول في سنده ويقول رأيت بعض الصالحين في النوم فقلت له ما فعل الله بك قال غفر لي قلت ومن وجدت أكثر أصحاب الجنة قال أصحاب الشافعي قال وأين أصحاب أحمد قال سألتني عن أكثر أهل الجنة ما سألتني عن أعلا أهل الجنة أصحاب أحمد أعلا أهل الجنة منزلة وأصحاب الشافعي أكثر أهل الجنة يعني هذا المنام ضعيف لأن في سنده من لم يسم ولكن لا شك أن الشافعي رحمه الله و أحمد رحمه الله كلهم أئمة حق وأئمة هدى كلهم على الحق كلهم من أهل السنة والجماعة كلهم من أهل التوحيد فهم على خير عظيم وأما التفصيل فالله أعلم تفصيل هذا من يكون أكثر أهل الجنة وهؤلاء أعلا أهل الجنة فهذا إلى الله الموحد كل من أخلص توحيده لله وعمله لله يكون أعلا درجة من غيره على حسب التوحيد والإخلاص والصدق كلما قوي التوحيد والإخلاص والصدق أحرق الشبهات والشهوات فمنزلة المتقين يتفاوت الناس في التقوى والإخلاص والصدق والمحبة والله تعالى هو الذي يتولى ذلك وأما هذه الرؤيا فرؤيا فيها ضعف لأن فيها من لم يسم ثم قال قال شيخ الإسلام المؤلف لهذا الكتاب الهكاري رأيت النبي ﷺ في المنام فقلت يا رسول الله أوصني قال عليك باعتقاد أحمد بن حنبل ومذهب الشافعي وإياك وأهل البدع من أصحاب  أبي حنيفة  ومجالسة أهل البدع من غيرهم المحقق علق على هذه قال هذا مما لا يرضاه مسلم ولا يقره وما كان ينبغي منه إيراد هذا المنام الباطل أقول الجزم بأن هذا منام باطل ليس بسديد ليس بوجيه لأن له توجيه والمؤلف الآن ما ذكر سند بس قال شيخ الإسلام هنا المؤلف لهذا الكتاب يحتاج إلى سند يثبت عنه ولو ثبت له توجيه أنه رأى النبي ﷺ في المنام قال أوصني قال عليك باعتقاد أحمد بن حنبل ومذهب الشافعي لا شك أن الإمام أحمد هو إمام أهل السنة والجماعة وعقيدته هي عقيدة أهل السنة والجماعة وكذلك الشافعي كلهم على حق وقوله وإياك أن يحذرك أهل البدع من أصحاب أبي حنيفة ومجالسة أهل البدع وغيرهم هذا له وجه أولًا أصحاب أبي حنيفة عندهم بدعة الإرجاء وإن كان بدعة الإرجاء وكانوا يسمون مرجئة الفقهاء وخلافهم مع أهل السنة خلاف لفظي لأنهم يقولون الأعمال وإن لم تكن داخلة في مسمى الإيمان إلا أنها مطلوبة ومن ارتكب كبيرة فإنه يُذم ويقام عليه الحد ومن فعل الحسنات فإنه يمدح ويثاب ولكن لا يسمى إيمان عمله لكن مع ذلك هم خالفوا نصوص الكتاب والسنة في اللفظ و الله تعالى قال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ۝ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ۝ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً فأدخل الأعمال في مسمى الإيمان قال عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح: الإيمان بضعُ وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان، هذه النصوص وغيرها كثير وليس هذا محل سردها وهي معروفة تدل على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان وكون أبي حنيفة رحمه الله وغيره يخالفون النصوص ويخرجونها من مسمى الأعمال هذه بدعة لكنها بدعة في اللفظ.

وقد نقل شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه الإيمان وغيره عن بعض السلف أنه قال : "إن بدعة المرجعة أشد من بدعة الأزارقة" الأزارقة الخوارج لماذا أشد من بدعة الأزارقة ؟ لأنهم فتحوا باب لمرجئة المحضة الجهمية الذين قالوا إن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان وإن كانت مطلوبة لما قالوا مرجئة الفقهاء إن الأعمال ليست بداخلة في مسمى الإيمان وإن كانت مطلوبة فتحوا بابا للمرجئة المحضة فقالوا الأعمال غير مطلوبة ليست من الإيمان وليست مطلوبة من الذي فتح لهم الباب مرجئة الفقهاء لما قالوا إن الأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان فتحوا بابا لهم فدخلوا فقالوا الأعمال غير مطلوبة و فتحوا بابا للفساق و العصاة لما قالوا إيمان الناس واحد إيمان أهل الأرض وإيمان أهل السماء سواء والتفاوت بينهم في الأعمال والإيمان واحد إيمان أفسق الناس وأعبد وأتقى الناس واحد فيأتي الواحد من المرجئة السكير والعربيد ويقول أنا مؤمنُ إيماني كامل كإيمان جبريل و ميكائيل وكإيمان أبي بكر وعمر فإذا قيل له أبو بكر وعمر عندهم أعمال عظيمة قال ما لنا دعوة الأعمال , الأعمال شيء والإيمان شيء أنا مصدق و أبو بكر مصدق إيمانا واحد أما الأعمال شيء آخر من الذي فتح الباب هذا مرجئة الفقهاء الذين قالوا إن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان وأيضاً كذلك يحتمل أن مرادهم من أصحاب الحديث  في حديثهم المتأخرين من  الذين سلكوا مسلك الأشاعرة ومسلك التصوف ليس المراد المتأخرين من أتباع أبي حنيفة هذا له وجهان قول المحقق هذا ما لا يرضاه مسلم يقول أولاً إذا ثبت هذا فله توجيه المنام إذا ثبت فله توجيه من جهتين الجهة الأولى أن أصحاب أبي حنيفة يقولون بالإرجاء وإنما الغير داخلة في مسمى الإيمان وهم فتحوا باب للمرجئة المحضة وللفساق ولهذا قال فيه ممن قال من العلماء أن بدعته أشد من بدعة الأزارقة يعني الخوارج والأمر الثاني أنه يحتمل المراد بأصحاب أبي حنيفة المتأخرين من الصوفية والأشاعرة وغيرهم.

السؤال:

وهذا سائل يسأل ما الواجب علينا تجاه أهل البدع والشبهات التي كثرت وخاصة في الإنترنت؟

الجواب:

الذي ينبغي على أهل العلم كشف هذه الشُبه والرد عليها وإبطالها والذي ليس عنده أهلية فلا ينبغي عليه أن ينظر إلى بدعهم ولا ينظر لما نُشر في الشبكة المعلوماتية ولا يقرأها لئلا تؤثر فيه كما هو طالب علم لا ينبغي للإنسان أن يقرأها لأن قراءة الشُبه والبدع قد تؤثر في الإنسان قد تولد عندهُ شبهة في ذهنه قد لا تزول لا ينبغي للإنسان أن يقرأ كتب أهل البدع ولا شبههم ويبتعد عنها أما أهل العلم فهم الذين يكشفونها ويكشفون زيفها ويردون عليها و يناصحونهم.

السؤال:

نُقل عنكم يا شيخ أن أبي حنيفة هو الذي فيه إرجاء وسمعت منكم الآن جزاكم الله خيراً أن أصحاب أبي حنيفة فقط وليس الإمام فما توجيهكم ؟

الجواب:

نعم الإمام له روايتان رحمه الله الرواية الأولى أن الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان والأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان وهذه التي عليها كثيرُ من أصحابه التي عليها جمهور أصحاب أبي حنيفة والرواية الثانية للإمام أبي حنيفة أن الإيمان مجرد تصديق القلب والإقرار باللسان ليس من الإيمان ولكنه ركن زائد  على الإيمان وهذا مذهب الماتوريدية الإمام له روايتان معروف أول من قال بالإرجاء حماد بن أبي سليمان الشيخ أبي حنيفة شيخ أبي حنيفة أول من قال أول من تكلم أول من قال بالإرجاء حماد بن أبي سليمان شيخ الإمام أبي حنيفة والإمام أبي حنيفة تلميذ له ويقولون بمقالته يقولون بأن الأعمال ليست داخلة بمسمى الإيمان الإمام يقول هذا ولكنهم طائفة من أهل السنة وخلافهم مع جمهور أهل السنة في اللفظ فقط فالجمهور يقول الأعمال داخلة في مسمى الإيمان و أبو حنيفة يقول ليست داخلة في مسمى الإيمان لكن يتفقون على أن الأعمال مطلوبة والواجبات واجبات والمحرمات محرمات ومن فعل الواجبات أثابه الله وهو ممدوح ومن فعل المحرمات معرض للعقوبة ويقام عليه الحد إذا كان عليه حدها وهو مذموم لكن الكلام في التسمية هل تسمى إيمان أم لا تسمى إيمان لأن الجمهور يقول تسمى إيمان و أبو حنيفة يقولا تسمى إيمان تسمى شيء آخر تسمى بر تسمى تقوى تسمى بر ما تسمى إيمان لكن المصيبة المرجئة المحضة الذين يقولون الأعمال غير مطلوبة هذا البلاء هذا المنكر.

السؤال:

أحدهم يسأل لماذا ذٌكر الشافعي عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس ؟

الجواب:

ضمه بعض العلماء للخلفاء الراشدين لما اشتهر عنه من العدل رحمه الله والورع والزٌهد فهو يضم للخلفاء الراشدين لكونه وإن كانت مدته قصيرة إلا أنه نشر العدل وعمل بالكتاب والسنة ونشر العدل بين الرعية فلهذا صارت خلافته خلافة راشدة .

السؤال:

أحدهم يسأل ما الدليل على فضل الخلفاء أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي؟

الجواب:

الدليل أن الرسول ﷺ شهد لهم بالجنة قال: أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة، وقال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وكل واحد من الخلفاء الأربعة له فضائل خاصة تذكر في كتب العقائد وعمر بن عبد العزيز أثنى عليه أهل العلم ونشر العدل في خلافته فكانت خلافته خلافة راشدة

السؤال:

يسأل أحدهم لماذا خص الشافعي أهل الحديث عن غيرهم من الفقهاء ؟

الجواب:

لأن الحديث  هو الأصل الحجة كتاب الله وسنة رسوله والفقه عندما يؤخذ من الحديث والفقهاء إنما سموا فقهاء لأنهم تفقهوا في الحديث هذا الفقه لابد لها من دليل كل مسألة ليس عليها دليل لا يعمل بها.

السؤال:

هل تنحية الشريعة واستبدالها بالقانون يعتبر كفرا؟

الجواب:

تفسير هذه المسألة مبحوثة هذا فيه تفصيل قد يكون كفراً أكبر وقد يكون كفرا أصغر على حسب اعتقاده إن كان يعتقد أنه لا يجوز العمل بالشريعة وأنه يجوز العمل بغير الشريعة ويجوز العمل بالقوانين هذا ردة وإن كان لا يعتقد هذا لكن لم يعمل بالشريعة لشبهة حصلت له فلابد من كشف الشُبهة .

السؤال:

كم عدد المذاهب الصحيحة غير مذهب الشافعي والحنبلي والمالكي والحنفي وهل انتشرت تلك المذاهب ؟

الجواب:

هذه المذاهب سبب انتشارها أن أصحاب كل إمام نشروها وهناك أئمة مثل الأئمة الأربعة ولكنهم لم ينشروا مذاهبهم بسبب أنهم لم يوفقوا لتلاميذ ينشرونه أبو سفيان الثوري و سفيان بن العيينة وعبد الله بن المبارك كثير من العلماء لكن ما اشتهروا بسبب أنه لم يهيأ لهم تلاميذ ينشرون مذاهبهم وإنما انتشرت مذاهب الأئمة الأربعة بسبب التلاميذ وإلا فالعلماء الآخرين مثلهم لا يقلون عنهم  أبو سفيان الثوري ، سفيان بن العيينة ، عبد الله بن المبارك و أئمة كثيرون لم تنتشر مذاهبهم بعضهم نٌشرت ثم زالت بسبب أنه لم يعتني بها التلاميذ ولم ينشروها إلى من بعدهم انتشرت في زمن ثم انتهت .

السؤال:

ماذا عن من يقول الشيعة المذهب الخامس؟

الجواب:

فيه مذهب الظاهرية كذلك من المذاهب يضم إلى المذاهب الأربعة مذهب الظاهرية أما الشيعة فلا مذهب باطل لكن مذهب الظاهرية هذا مذهبُ صحيح .

السؤال:

يقول من هم الستة الذين جعلهم من عمر للشورى ؟

الجواب:

هم بقية العشرة المبشرين بالجنة قال ما رأيت أحق بها من هؤلاء العشرة الذين توفي عنهم الرسول ﷺ وهم  العشرة المبشرين بالجنة وهم طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام هذا بقية العشرة وقال يشهدكم عبد الله ابنه كتعزية له ولكن ليس له من أمره شيء قال ابني عبد الله يحضرهم يحضر معهم في الشورى لكن بشرط أن لا يولى الخلافة بهذا الشرط لكن من باب جبر الخاطر و التعزية له يحضر معهم ويتشاور معهم ويشاورونه يكون له رأي في الشورى إلا أنه لا يولى الخلافة بهذا الشرط .

السؤال:

يقول ما هي بدعة التشيع ؟

الجواب:

التشيع معناها الميل أنه قال تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم، من شيعة نوح يعني ممن يتبعونه ويوافقونه هم سمو شيعة لأنهم يتشيعون لعلي بزعمهم و لأهل البيت ويحبونه ويميلون إليهم والمسلمون كلهم يحبون أهل البيت ولكن المحبة معتدلة محبة موافقة للنصوص وأما هؤلاء الرافضة فإنهم غلوا في أهل البيت حتى عبدوهم من دون الله فهذا معنى التشيع سمو شيعة لأنهم بزعمه يميلون لأهل البيت ويحبونهم وينتسبون إليهم فانقسموا إلى أربعة وعشرين فرقة ففي الشيعة أربعة وعشرين طائفة منهم مؤمن ومنهم كافر على حسب الاعتقاد .

السؤال:

ما المراد بقول الشافعي أن أسماء الله وصفاته غير مخلوقة ؟

الجواب:

نعم غير مخلوقة لأن الله تعالى هو الخالق بذاته وأسمائه وصفاته وما سواه مخلوق فتعالى الله خالق كل شيء فالخالق هو الله بذاته وأسمائه وصفاته .

السؤال:

ما الفرق بين قضاء الله و قدره ؟

الجواب:

هذه المسألة فيها كلام لأهل العلم إذا أطلق أحدها دخل في الآخر إذا أطلق القضاء دخل في القدر وإذا أطلق القدر دخل في القضاء وأما إذا اجتمعا فكل واحد له معنى. القضاء له معاني ذكرها العلماء وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه، وهنا أمر و وصى هذا له معاني وهذا له معاني يذكرها أهل اللغة وأهل العقائد في كتب التوحيد وفي غيرها يمكن للإنسان يراجعها وهي مأخوذة من القرآن ومن السنة .

السؤال:

هل للمعتزلة أتباع الآن وأين هُم ؟وهل لهم دعاة ؟

الجواب:

نعم المعتزلة والأشاعرة والجهمية  كلهم موجودون الآن والرافضة والصوفية كلهم موجودون الآن ومنتشرون قد امتلأت الأرض بهم في كل مكان هم موجودون الآن حتى كثير من المدرسين بعضهم اعتنق مذهب المعتزلة وأقلهم مذهب الأشاعرة وبعضهم مذهب الجهمية وهم موجودون عندنا في المدارس وفي كل مكان في مصر وفي الشام وفي سوريا وكذلك في المغرب وفي الجزائر وفي باكستان وفي ليبيا موجودون وموجودة هذه المذاهب كلها الجهمية ،الصوفية و الأشاعرة والمعتزلة كلهم موجودون ومذاهبهم بعضها تُدرس .

السؤال:

ماذا عن علم المنطق الذي يُدرس في كلية الشريعة ؟

الجواب:

علم المنطق الذي يُدرس في كلية الشريعة لا أعلم الآن بالمنهج لكنه ليس من المنطق المذموم أي أنه مقدمات وقواعد سليمة ليس كل منطق مذموم .

السؤال:

يقول أليس المهدي المنتظر من عقيدة أهل السنة ؟ والإمام المنتظر الذين الرافضة يقولون بأنه بدعة ؟

الجواب:

المهدي المنتظر عند أهل السنة غير المهدي المنتظر عند أهل الرافضة والشيعة المهدي المنتظر عند أهل السنة جاءت به الأحاديث أحاديث كثيرة بعضها صحيح وبعضها حسن وبعضها ضعيف وما دلت عليه هذه الأحاديث هو أنه رجلُ من آل النبي ﷺ من سلالة فاطمة اسمه مثل اسم النبي ﷺ وكنيته مثل كنيته محمد بن عبد الله المهدي يخرج في آخر الزمان يبايع له بين الركن في الكعبة بين الركن والباب في وقت ليس للناس فيه إمام المهدي لا يقاتل الناس ولا يخرج على الإمام لا بل يبايع له وهو لا يريد البيعة لكن يلزم بالبيعة في وقت ليس للناس فيه إمام فيملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وفي وقت المهدي تحصل للناس الفتن تحصل الفتن للمسلمين ويجتمعون في الشام وتحصل في أيام المهدي حُروبٌ طاحنة بين المسلمين وبين النصارى ومن آخرها فتح القسطنطينية إذا فتح المسلمون القسطنطينية خرج الدجال في زمان المهدي الذي يدعي الصلاح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الربٌوبية ثم بعد خروج الدجال ينزل عيسى بن مريم وهي العلامة الثالثة فيقتل الدجال ثم بعد قتل الدجال يخرج يأجوج ومأجوج وهي العلامة الرابعة ثم تتتابع أشراط الساعة هذا المهدي عند أهل السنة حق أما المهدي عن الرافضة فهو خرافة لا أصل له يزعمون أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري من نسل الحسين وهو الإمام الثاني عشر وأبوه الحسن العسكري مات عقيماً ولم يُولد له أي مات أبوه عقيم ما وُلد لده فاختلقوا له ولد وأدخلوه السرداب وقالوا أنه دخل السرداب سامراء في العراق سنة ستين ومائتين يعني مضى عليه ألف ومائتين سنة ولم يخرج فهم يأتون كل سنة إلى الآن أخبرني أحد الإخوان يأتون في أوقات محددة ببغداد ويشترون السلاح ويقفون على باب السرداب وينادون بأصوات مرتفعة يا مولانا أخرج يا مولانا أخرج ، وفي وقت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول مضى عليه أربعمائة سنة ما خرج ففي زمنا مضى عليه ألف و مائتين سنة ما يخرج ويقول جعلوا أناس في أوقات بعضهم في المدينة وفي غيرها في ذلك الوقت يقفون و لا يصلون الصلاة إذا قيل لهم صلوا يقولون لا يمكن أن يخرج المهدي ونحن مشتغلون بالصلاة فيقفون ولا يصلون فهذا المهدي خُرافة أبوه عقيم مات عقيم ولم يُولد له انظر كيف الخرافة !!

ثم بعد ذلك لو فرضنا أنه وُلد لده وأنه دخل السرداب يقول أنه دخل السرداب وهو بالخمس سنين والثلاث سنين هذا طفل يحتاج إلى حضانة ثم أيضا كيف يجلس هذه المدة ما مات !!

وأيضا الشيعة والرافضة يُعلقُون سعادة الناس بهذا المهدي المنتظر يقولون ما في سعادة إلا باتباع المهدي.

متى يخرج المهدي ؟ أمره معلق ، إذا كان ما في سعادة لا يكون سعيد إلا باتباع المهدي أشقى الناس هم الرافضة هم الشيعة الآن لأنهم الآن ما اتبعوا المهدي ولا عرفوا المهدي ولا رأوه فالمقصود أن المهدي عند الرافضة خرافة لا أصل له كيف يٌعلق أمر الأمة الآن؟

شيخ الإسلام رحمه الله كيف يٌعلق أمر الأمة يترتب عليه بالسعادة أمر الأمة كله مُعلق بالمهدي؟وكيف تُعطل الأمة حتى يخرج المهدي ؟ والمرأة إذا غاب زوجها مدة طويلة رفعت أمرها إلى الحاكم وتفسخ لدفع الضرر عنها إذا كانت المرأة تفُسخ لدفع الضرر عنها فكيف الأمة مُعلقة برجل واحد سعادتها وشقاوتها ولا يمكن أن يكون هناك حل لهذا وأن أمر الأمة مربوطة بشخص موهوم ولا تعرف سعادة الأمة وشقاوتها إلا بخروجه وهو لم يخرج ومات أجيال بعد أجيال !! كل هذا من خرافاتهم .

السؤال:

يقول هل قامت الشروط وانتفت الموانع بتكفير الذين تكلموا عن الصحابة في غزوة تبوك ؟

الجواب:

الله تعالى نص في القرآن الكريم أنهم كفرو بعد إيمان قال تعالى: قال لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم، هذا نص خلاص بعد أن نص الله أنهم كفروا بعد الإيمان منافقون الآن كيف ما قامت عليهم الحجة وهم الوحي ينزل على الرسول ﷺ والقرآن ينزل بين أظهرهم متى تقوم الحجة عليهم! الرسول بين أظهرهم يعلمون صدقه ولكنهم كفروا بالعلم ومتى تقوم الحُجة إذا ما قامت عليهم الحجة سبحان الله والله تعالى يقول لا تعتذروا قد كفرتُم بعد إيمانكم، متى تقوم الحُجة إذا ما قامت على ناس يعلمون صدق الرسول ويعيشون بين ظهري النبي ﷺ مدة طويلة ولا يخفى عليه شيء من أمره  هل عندهم جهل الآن؟ هل عندهم شُبهة؟.

السؤال:

هل قصة استباحة يزيد بن معاوية في المدينة حقيقية ؟

الجواب:

نعم أثبتها أهل العلم شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم وذكرها العلماء و الشُراح وغيرهم ونص عليها شيخ الإسلام أنها ثابتة بعض الإخوان من طلبة العلم تكلموا في دورات وقالوا أرجو أن لا تثبت هذه القصة لأنها بعد وفاة النبي ﷺ بسبعين سنة حصل كذا وحصل كذا وحصل كذا وهذا كلام العلماء نصٌ على وقوعه وأنها ثابتة ومر في أدلة وأسانيد أنها ثابتة .

السؤال:

هل يجوز قول علي كرم الله وجهه أو علي عليه السلام؟

الجواب:

هذا شعار الشيعة يخصُون علي يقولون عليه السلام ومن أهل البيت فاطمة عليها السلام وعلي كرم الله وجهه والذي عليه أهل السنة والجماعة أن الصحابة كلهم سواء كل الصحابة كرم الله وجوههم كل الصحابة إنما يترضى عن الصحابة ويترحم على من بعدهم ويصلى على الأنبياء لكن لو صلى على بعض الصحابة في بعض الأحيان أو صلى على غيرهم لا بأس لأن النبي ﷺ لما دفع إليه ابن أبي أوفى عبد الله ابن أبي أوفى الصدقة قال: اللهم صل على آل أبي أوفى فإذا صلى على بعض الصحابة أو ترضى عن بعضهم أحياناً لا بأس لكن ينبغي أن يكون هذا الشعار الأكثر الصلاة على الأنبياء والترضي عن الصحابة والترحم على من بعدهم هذا هو الأكثر والأغلب .

السؤال:

إذا منع ولي الأمر الجهاد فهل نمضي معه ؟

الجواب:

ما في جهاد إلا إذا أمر ولي الجهاد فولي الأمر هو الذي  يعقد اللواء ويعقد الجيوش ولا يوجد جهاد إلا براية ولا راية إلا بقيادة .

السؤال:

نسمع من البعض ربط مسألة الولاء و البراء بالاستطاعة ويقول هي كالقيام في الصلاة تجب مع القدرة نرجو الإيضاح ؟

الجواب:

هل يوجد أحد لا يستطيع الولاء و البراء ماذا تحتاج الولاء و البراء ؟ الولاء محبة المؤمنين ومناصرتهم ومساعدتهم وبُغض الكافرين وعداوتهم والبُعد عنهم ما تستطيع أن تفعل هذا؟ هذا بقلبك ما تستطيع توالي المؤمنين ؟ أو تتبرأ من الكفار ؟  كيف مربوطة بالاستطاعة ؟ تحتاج تحمل شيء لا بد كل أحد يجب عليه الولاء و البراء كل مسلم ما يكتمل الإسلام إلا بالولاء و البراء يجب أن تتولى المؤمنين وتحبهم وتنصرهم وتعينهم وتساعدهم بما تستطيع بتوجيهك وإرشادك ودعوتك ما تستطيع هذا في أحد يمنعك الآن يمنع قلبك يمنع لسانك وتتبرأ من الكفرة وتبغضهم وتعاديهم إذا كان ما في قلبك, قلبك خبيث نسال الله السلامة ما في ولاء ولا براء أين الإيمان كيف الاستطاعة ما يستطيع المنافق لأن قلبه مريض فيه خبث وشر لكن المؤمن الحمد لله يستطيع لأن الله قذف في قلبه النور والإيمان يستطيع يتولى بقلبه يحب المؤمنين ويبغض الكفار لكن من في قلبه مرض من المنافقين ما يستطيع لأن الله خذله وله الحكمة البالغة.

السؤال:

هذا سؤال من الإنترنت يقول ما نصيحة شيخنا العلامة عبد العزيز الراجحي للشباب من أهل السنة والجماعة الذين انشغلوا ببعضهم البعض ؟

الجواب:

لست علامة أستغفر الله ولكني لازلت أتعلم واستفيد فأرجوا من الأخوان أن لا يذكروا هذا اللقب فإني لا أستحقه ونصيحتي للشباب أن يقبلوا على طلب العلم وعلى حلقات الدروس والمساجد وعلى المعاهد والكليات الشرعية وأن يأخذوا العلم من كل وسيلة ومن كل طريق عن طريق الجامعات والمدارس العلمية الشرعية والمعاهد وحلقات الدروس والمساجد وعن طريق الأشرطة المسجلة لأهل العلم وعن طريق قراءة كتب أهل العلم أهل البصيرة القدامى والمعاصرون وعن طريق سؤال أهل العلم عن طريق المهاتفة أو المشافهة كل هذه من وسائل طلب العلم كذلك سماع الندوات والمحاضرات في المساجد وفي إذاعة القرآن وسماع الأسئلة والأجوبة المفيدة ونصيحتي للشباب أن يقبلوا على طلب العلم ويتركوا التحزبات التي فرقتهم ودمرتهم وأتعبتهم وفرقتهم وحرمتهم العلم هذا سروري هذا كذا هذا سلفي هذا إخواني هذا كذا هذا جامي هذا تكفيري يلقبون إخوانهم أخوك مثلك الآن كيف تقول هذا كذا كلنا من أهل السنة والجماعة قول أنا من أهل السنة والجماعة أعمل ما عليه كتاب الله وسنة رسوله وأتبع ما عليه السلف الصالح والتابعين بس وأعرض عن هذه التحزبات التي فرقت الشباب ومزقتهم وأوجدت بينهم العداوات والبغضاء والحزازات هذه لا شك أن هناك أيدي من الأعداء تعمل تريد تفريق الشباب وتمزيقهم فالواجب على الشباب الإقبال على طلب العلم والإعراض عن هذه التحزبات.

السؤال:

ما نصيحتك للشباب الذين يتصدون للرد على الأحباش والروافض في الشبكة العنكبوتية وهم قليلو العلم ومنهم من لا يتقن اللغة العربية؟

الجواب:

هذا خطأ هذا غلط غلط كبير ننصح بأن لا يردوا وأن لا يدخلوا على الفرق الضالة في مواقعهم لأنهم يستدرجونهم ويلقون عليهم الشبه ويضلونهم أنت لا تستطيع أن ترد عليهم ولكن عليك أن تخبر أهل العلم وتنقل إليهم وأهل العلم بدورهم هم يردون عليهم أما أنت لا ترد عليهم ولا تدخل معهم ولا تدخل مواقعهم لئلا يتمكن في قلبك شيء من الشبه فتهلك.

السؤال:

الأحباش هل كفرهم أهل العلم وكيف نتعامل معهم؟

الجواب:

أنا ما أعلم مذهب الأحباش والحكم ( ... ) على التصوف لا بد تعطيني معتقدهم حتى يمكن الحكم عليهم بعد ذلك أما الآن ما أدري وش معتقد الأحباش, نعم  وش معتقدهم ؟ ما هو معتقدهم؟

الطالب

يجوزون الطواف بالقبور و يبيحون كثير من الفواحش

الشرح

إذا كانوا يطوفون بالقبور ويبيحون الفواحش فهؤلاء ملاحدة ملاحدة زنادقة كفرة مثل الباطنية الذين قال فيهم شيخ الإسلام أكفر من اليهود والنصارى لا شك إذا كان هذا معتقدهم يبيحون الفواحش ويجيزون الشرك فهم كفرة لا شك فيه

الطالب

ينفون الصفات و يؤولونها

الشرح

إي هذا نفي الصفات وتأويلها هذا على ما قاله أهل البدع لكن يكفي هذا إذا كانوا يستحلون المحرمات ويبيحون الطواف في القبور فهم كفار لا شك في هذا نعم ملاحدة أيضا إذا كان هذا معتقدهم ملاحدة زنادقة نعم نسأل الله السلامة والعافية

السؤال:

أحسن الله إليكم بعض الإخوان يتطاولون على العلماء ويتهمونهم في نياتهم ويلمزونهم ويقولون هم رؤساء جهال نريد منكم نصيحتهم بارك الله فيكم وتذكرون لهم فضل العلماء؟

الجواب:

ننصح هؤلاء الذين يقعون في أعراض العلماء بأن يقلعوا عن هذا الأمر وأن يعلموا أن لحوم العلماء مسمومة والغيبة من كبائر الذنوب والغيبة كما بينها النبي ﷺ ذكرك أخاك بما يكره فلان طويل فلان قصير فلان بخيل فلان لئيم فلان قال كذا فلان لم يقل كذا هذه الغيبة حتى ولو كان هذا الكلام موجودا فيه بعض الناس يقول أنا ما قلت إلا ما فيه نعم ولو كان ما فيه ولو كان الذي قلته فيه هذا غيبة طيب ما الحيلة إذا؟ ما أقول الي فيه ماذا أعمل الحيلة لا تتكلم فيه ولو كان فيه كلمة هو اذهب إليه وقل له فلان أنت فعلت كذا وقيل فيك كذا حتى يبين لك الوجه وجه ما فعل أو ما قال أما أنت تتكلم في غيبته فلا يجوز ولو كان موجودا فيه أما إذا كان هذا الشيء ليس موجودا فيه يصير هذا أعظم يصير بهتان قيل للنبي ﷺ: يا رسول الله أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته، إذا إذا كان الكلام الذي قلته موجودا فيه فهو غيبة وإذا لم يكن موجودا فيه فهو بهتان أعظم وأعظم والله نفر من الغيبة والنميمة وبين أن الغيبة مثل أكل لحم الميت هل يستطيع الإنسان أن يأكل لحما ميتا؟ هل تستطيع تأكل لحم ميت ؟ فكيف إذا كان هذا اللحم لحم إنسان ؟ فكيف إذا كان هذا الإنسان هو أخوك المسلم ؟ أعظم وأعظم: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه، وجاء في الحديث أن النبي ﷺ ذكر في حديث الرؤيا: أنه مر على قوم يخمشون وجوههم وصدورهم ليلة الإسراء فسأل من هؤلاء؟ فقال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم وإذا كان الذي اغتيب هم العلماء والأمراء يكون أعظم وأعظم لأن لحوم العلماء مسمومة لأن الناس إذا اغتابوا العلماء نفروا الناس منهم إذا نفر الناس من العلماء ممن تؤخذ الفتوى؟ إذا سببت العلماء ونفرت الناس منهم وقلت هذا فيه كذا وهذا فيه كذا وهذا فيه كذا ويحب الدنيا وهذا كذا نفرت الناس طيب نأخذ  ديننا عن من ؟ إذا أشكل على الناس مسألة لمين نروح ؟ نروح للأطباء وللمهندسين ولا للرياضيين لأهل الكرة نسألهم عن دينهم من نسأل ؟ ولا للتجار ؟ وين نروح ؟ ما دامك سبيت العلماء الآن العلماء الآن نفرت الناس منهم يرجع الناس في استفتائهم وفي دينهم إلى من ؟ وكذلك أيضا غيبة الولاة والحكام والأمراء أيضا أعظم وأعظم لأن هذا فيه تسبب للخروج على ولاة الأمور إذا سب الناس الولاة خرجوا عليهم وإذا خرجوا عليهم نشأت الفوضى حصلت الفوضى واضطراب الناس واختل الأمن واختلت حياة الناس وأريقت الدماء وقامت الحروب وتدخلت الدول الأجنبية وحصل فتن وأمور تقضي على الأخضر واليابس هذا بسبب سب الولاة والحكام وسب العلماء أيضا فيه تنفير الناس منهم ويكون هناك انفصال في الفجوة بين العلماء وبين الناس وإذا حصلت الفجوة معناه ما وثقوا بهم ولا أخذوا دينهم وصار الناس يتخبطون في الجهالات هذا يعمل برأيه وهذا يأخذ بقول من لا يوثق بقوله وصار الناس ليس عندهم ثقة في دينهم نسأل الله السلامة والعافية . نعم.

السؤال:

يقول هل من كلمة توجيهية لمن يريد الذهاب للجهاد ؟ دون علم معتقدين أن ذلك أفضل؟ ما عندهم علم ويعتقدون أن ذلك أفضل؟

الجواب:

أولا لا بد من راية قائمة الجهاد لا بد له من راية قائمة لا بد منه ثم أيضا لا بد من استئذان الوالدين إذا كان الجهاد في البلد إذا داهمه العدو البلد يجب على الإنسان أن يجاهد في البلد الذي داهمه العدو لكن إذا كان في مكان آخر لابد من استئذان الوالدين جاء رجل إلى النبي ﷺ يستأذن للجهاد قال: أحي والداك ؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد لا بد من استئذان الوالدين ولابد أيضا من التروي في الأمور والنظر وعدم السرعة والعجلة ومشاورة أهل العلم وقد يظن بعض الناس أنه جهاد وليس بجهاد بعض الناس قد يذهب إلى مكان يظن أن فيه جهاد ولا يكون جهاد ولا بد أيضا من مشاورة الوالدين حتى أي سفر أي سفر تسافره لا بد من مشاورة الوالدين ولا بد من مشاورة أهل العلم والرجوع إليهم فأي شيء تريده لأنه قد تتصور شيء وهو خلاف ذلك خلاف للواقع ومخالف للشرع قد يتصور بعض الشباب جهاد وليس بجهاد بعض الشباب يقول أذهب للعراق وأجاهد وين الجهاد في العراق هل فيه راية في العراق هل فيه إمام ما فيه لا حكومة ولا إمام و تجاهد من ؟ قال أجاهد أمريكا أنا على نيتي تجاهد أمريكا إيش أمريكا الآن هي المسيطرة الآن و إذا تجمع أحد فتقاتلهم وإذا تجمع مجموعة أحرقتهم بالطائرات وخلاص تأتي بالطائرات وتحرقهم ولا تنفع الإسلام ولا المسلمين وش نفعت الإسلام والمسلمين قتلت نفسك ولا فيه تكافؤ ولا فيه جيش ولا فيه إمام ولا فيه قيادة وين تجاهد في العراق هذا من الجهل.نعم.

السؤال:

هذا يسأل من الانترنت يقول فضيلة الشيخ ما حكم دفع مقابل مادي بغرض الإعفاء من الخدمة العسكرية ؟ علما بأنه يفرض في بلادي على الجيش حلق اللحية وتحية العلم وعدم الاهتمام بالصلاة وغير ذلك من المنكرات مثل العبارات التي فيها الولاء للنظام وعبارات تنافي العقيدة كعقيدة الثورة والإيمان بمبادئ الثورة والفقه الثوري والسلام عليكم؟

الجواب:

وعليكم السلام على كل حال إذا كان الإنسان وصل به الحال إلى هذا وصار يخشى على دينه وعلى عقيدته ومضطر إلى هذا ويريد أن يتخلص وليس له طريق إلا هذا يحاول يبحث له عن وساطة تخلصه فإن لم يتخلص إلا بهذا له ذلك ولا إثم عليه لأن هذا فيه سلامة لدينه وذكر السائل هذا فيه خطر على عقيدته وعلى الصلاة وعلى أعماله كلها فلا بد أن يتخلص وما وجد إلى هذا فله ذلك للضرورة ولا إثم عليه.

السؤال:

كيف نجمع بين قول الشافعي القول في السنة التي أنا عليها إلى آخره وبيت تعريف السنة هي ما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها ؟

الجواب:

نعم السنة يعني التي ثبتت عنده في الأحاديث ما فيه منافاة السنة التي أنا عليها حسب ما ورد في النصوص وحسب ما ورد في الأحاديث و إذا ثبت في الأحاديث صارت السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.

السؤال:

متى يحكم على الحاكم بالكفر؟ وإذا ارتكب مكفرا يكون كافرا؟

الجواب:

الذي يحكم بالكفر هو الرسول عليه الصلاة و السلام هذا حكم الشرع الرسول عليه السلام قال : إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان سبق هذا في الدرس قلنا الرسول ﷺ قال الحاكم إذا كفر كفره موصوف بثلاثة أوصاف كفر بواح عندكم من الله فيه برهان كفر يعني ليس فسق بواحا يعني صريحا لا شك فيه عندكم من الله فيه برهان دليل واضح وصريح إذا وجدت هذه الشروط صار كفر صريح كفر بواح عندكم من الله فيه برهان ثم أيضا إذا وجدت هذه الشروط لا يجوز الخروج إلا بوجود الشروط الأخرى وهي وجود البديل المسلم والقدرة إذا وجدت هذه الشروط جاز الخروج يكون الكفر كفر و ليس فسق بواح لا شبهة فيه عندكم من الله فيه برهان دليل صريح ووجود البديل المسلم.

أما إذا ما وجد بديل مسلم تخرج على كافر ويأتي كافر بداله ما حصل المقصود مثلا الحكومات العسكرية حكومة كافرة تذهب حكومة كافرة ما حصل مقصود خلك على الأولى يبقى الناس على الأولى حتى لا تراق الدماء وثالثا القدرة إذا كان عندك قدرة لا بأس وإذا لم يكن عندك قدرة فاصبر لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، خمسة شروط احفظها. نعم

السؤال:

يقول وأنا أول المسلمين هل الإسلام الفطرة الذي عليها البشر أو الإسلام دين محمد ﷺ بأصوله وفروعه ؟

الجواب:

الإسلام معناه العام هو الذي هو دين الأنبياء جميعا وهو توحيد الله وإخلاص الدين له ونفي الشرك وطاعة الأوامر والنواهي لكل نبي في زمانه وأما الإسلام بمعناه الخاص هو توحيد الله وما جاء به محمد ﷺ من الشريعة فالإسلام بمعناه العام هو دين الأنبياء جميعا دين آدم دين نوح دين هود دين صالح دين شعيب كل نبي أخبر عن الإسلام وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين للذين أسلموا كل نبي و نوح قال: وأنا من المسلمين، هذا الإسلام بمعناه العام دين الأنبياء جميعا توحيد الله وإخلاص الدين له وطاعة كل نبي في زمانه هذا الإسلام بمعناه العام والإسلام بمعناه الخاص بعد بعثة نبينا محمد ﷺ هو توحيد الله وما جاء به محمد ﷺ وجاءت به الشريعة الخاتمة .نعم

السؤال:

يقول كل شيء يحدث تحت مشيئة الله فكيف نرى المشركين والعصاة وهم يعملون ما يغضب الله ولا يرضاه ؟

الجواب:

تقول هذا الكلام لأنه اشتبه عليك لم تفرق بن الإرادة الكونية والإرادة الدينية الإرادة الكونية ترادف المشيئة لا يكون شيء في هذا الوجود إلا إذا أراده الله لا يقع إلا ما يريد أما الإرادة الدينية فهي ما شرعة الله فالذي يقع في هذا الكون ما أراده الله كونا وقدرا أما ما أراده دينا وشرعا فقد يقع وقد لا يقع فالإرادة إرادتان إرادة كونية قدرية خلقية وإرادة دينية شرعية فالإرادة الدينية الشرعية هي ما شرعها الله في كتابه وعلى لسان رسوله  فالله شرع أمر بالصلاة لكن هل كل إنسان يصلي لا المسلم يصلي وغير المسلم لا يصلي لكن الإرادة الكونية هذا قضاء الله وقدره ما كتبه في اللوح المحفوظ فمن قدر الله أنه مسلم وأنه يصلي فإنه يصلي ومن قدر الله أنه يكفر ولا يصلي فهو لا يصلي فلا بد من إثبات الإرادتين إرادة كونية قدرية خلقية لا يتخلف مرادها وإرادة دينية شرعية قد تحصل وقد لا تحصل تجتمع الإرادتان فأبو بكر اجتمع فيه الإرادتان أراد الله منه الإيمان دينا وشرعا وكونا وقدرا وتخلفت الإرادة الدينية عند أبي لهب أبو لهب أراد الله منه الإيمان دينا وشرعا ولكنه لم يرده كونا وقدرا فالذي وقع أيهما الكونية والقدرية وأبو بكر أراد الله منه الإيمان كونا وقدرا وأراد منه دينا وشرعا فاجتمعتا في المؤمن وتتخلف الإرادة الدينية في الكافر والفاسق نعم.

السؤال:

ما رأيك في من يقول لو لا السيارة ما وصلت في الوقت ؟ لولا الجبس ما برأ ساقي ؟ويقول هذا مقصدي فيه السبب أرجوا الرد مفصلا ؟

الجواب:

هذا لا يجوز النبي ﷺ نهى عن التحسر على القدر والنسبة  إلى السبب يجب على الإنسان أن  يقول لولا الله لما حصل كذا أو لولا الله ثم فلان لما حصل كذا ونهى النبي ﷺ عن التحسر في القدر في الحديث: ليقل قدر الله وما شاء فعل، ولا تقل لو أني فعلت كذا وكذا كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله و ما شاء فعل هذا فيه نهي عن التحسر لولا لو إذا كانت للتحسر على القدر فهي ممنوعة أما إذا كان فيه تمني الخير فلا بأس مثل قول النبي: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي، ومثل قولك لو علمت درسا علميا في المسجد لحضرت هذا في تمني الخير لا بأس به لكن في التحسر على القدر ممنوع وكذلك الإنسان إن أشار إلى السبب لو لا السيارة لو لا السائق جيد ما وصلت لو لا الجبس ما حصل كذا مثل ما قال العلماء لو كان الملاح حاذقا وكانت الريح طيبة فينبغي أن يسند الأشياء إلى الله عز وجل والسبب يكون بعد ذلك...

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد