التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي المكي ثم المدني وأشهد أنه رسول الله إلى الثقلين الجن والأنس وإلى العرب والعجم وأشهد أنه خاتم النبيين والمرسلين فلا نبي بعده وأشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه من ربه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى أصحابه وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى آله وعلى أصحابه وعلى أتباعه بإحسان إلى يوم الدين وجعلنا من أتباعهم إنه سميع مجيب أسأل الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم المبارك وفي هذه العشية المباركة أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما وأن يجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما وألا يجعل فينا ولا منا شقيا ولا محروما كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعل جمعنا هذا جمع خير وعلم ورحمه تنزل عليه السكينة وتغشاه الرحمة وتحفه الملائكة ويذكره الله في من عنده فقد ثبت في صحيح المسلم من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده
أيها الإخوان إن طلب العلم وتعلم العلم وتعليمه من أفضل القربات وأجل الطاعات فهو من العبادات العظيمة التي يتقرب بها إلى الله عز وجل والتي نفعها متعدد لأن المسلم إذا تعلم العلم وتبصر وتفقه في شريعة الله رفع الجهل عن نفسه ثم رفع الجهل عن غيره فلهذا قال العلماء إن طلب العلم وتعلم العلم مقدم على نوافل العبادة نوافل العبادات نوافل الصلاة ونوافل الصيام ونوافل الصدقات ونوافل الحج فإذا تعارض طلب العلم مع النوافل فإن طلب العلم مقدم لأن نفعه متعدد وقد تكاثرت النصوص من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ في فضل العلم والعلماء وتعلم العلم وقد نوه الله سبحانه وتعالى بشأن العلماء وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته على أجل مشهود به قال الله تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو) وهو الشهادة لله تعالى بالوحدانية أجل مشهود يشهد به الشهادة لله بالوحدانية والشاهد هو الله ثم ملائكته ثم العلماء شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡعِلۡمِ قَاۤىِٕمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ والله تعالى نفى المساواة بين الذي يعلم والذي لا يعلم قال تعالى یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا قِیلَ لَكُمۡ تَفَسَّحُوا۟ فِی ٱلۡمَجَـٰلِسِ فَٱفۡسَحُوا۟ یَفۡسَحِ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَإِذَا قِیلَ ٱنشُزُوا۟ فَٱنشُزُوا۟ یَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَـٰتࣲۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ فالله تعالى يرفع المؤمنين يرفع أهل العلم من المؤمنين درجات والمراد العلماء علماء الشريعة العلماء بالله وبأسمائه وصفاته العلماء العاملون أهل الصراط المستقيم أتباع الرسل هم الذين هم أهل الفضل قال تعالى قُلۡ هَلۡ یَسۡتَوِی ٱلَّذِینَ یَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا یَتَذَكَّرُ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ وقال عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة طريق إلى الجنة طريق العلم طريق إلى الجنة ولذا ينبغي للمتعلم والمعلم أن يجاهد نفسه على إخلاص على الإخلاص في تعلمه وتعليمه لأنه يتعامل مع الله ولأنه يعبد الله بالتعلم والتعليم والعبادة هي التي خلق الله العباد من أجلها قال الله تعالى وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ وهذه العبادة التي شرعها الله وخلقنا من أجلها لا بد للمسلم في تحقيقها وإيجادها من أصلين الأصل الأول الاجتهاد في الامتثال الاجتهاد في الامتثال في امتثال هذه العبادة علما وعملا الاجتهاد في الامتثال علما هي أن تتعلم كيف تؤدي هذه العبادة وهذا العلم مأخوذ من الوحي من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ الاجتهاد في الامتثال علما وعملا فإذا أمرنا الله تعالى بالصلاة قال وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ أمر كيف نؤدي هذه العبادة نؤديها أولا نجتهد في الامتثال في العلم بها كيف نؤدي هذه الصلاة الله تعالى أمر قال وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ إجمالا وجاءت السنة النبوية بتفصيل هذا الإجمال وأن الصلاة هيئة عبادة هيئة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم وأن لها أركان ولها شروط ولها واجبات ولها أوقات محددة كلها جاءت بالسنة وأن تجتهد وأن صلاة الظهر أربع ركعات وصلاة الفجر ركعتان وصلاة المغرب ثلاث ركعات كل هذا نعلمه من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ نجتهد في الامتثال في الامتثال علما (يعني) نجتهد في أن نمتثل هذا الأمر ونتعلم كيف نؤدي هذه العبادة ثم الاجتهاد في العمل إذا (عرفنا) الصلاة (وعرفنا) شروطها وأركانها و واجباتها و واجباتها (وعرفنا) أركانها نجتهد في العمل وإقامتها على وفق العلم الذي بلغنا من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وكذالك الزكاة قال الله تعالى وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وجاءت السنة ببيان الأموال التي تجب فيها الزكاة وبيان الشروط وأنه لا بد من الحول في الأموال الزكوية ولا بد من النصاب فهذا هو الاجتهاد في الامتثال ثم نجتهد في العمل بأن نؤدي الزكاة في الامتثال والتنفيذ وكذالك الصوم أمرنا الله بالصوم أن نجتهد في الامتثال وعلمنا من كتاب الله وسنة رسوله أن الصوم هو الإمساك عن المفطرات بنية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وأن صوم رمضان فرض شهر في السنة ثم نجتهد في العمل وهكذا هذا هو الأصل الأول الاجتهاد في الامتثال علما وعملا والأصل الثاني الاستغفار والتوبة من التقصير الاستغفار والتوبة من التقصير في أداء الواجبات أو تعدي الحدود وفعل المحرمات الإنسان محل التقصير فأنت تجتهد في الامتثال علما وتجتهد في الامتثال عملا ثم تستغفر ربك وتتوب إليه من التقصير في هذا الواجب الذي أوجبه الله عليك أو في اجتراح المحرم الذي حرمه الله عليك هذه العبادة ولا بد فيها في صحتها من أمرين من أصلين الأصل الأول الإخلاص بأن تكون هذه العبادة مراد بها وجه الله والدار الآخرة وطلب العلم وتعلم العلم وتعليمه من أجل العبادات لا بد أن يتحقق في هذا الأصل الإخلاص بأن تنوي بطلبك العلم وجه الله أن ترفع الجهل عن نفسك ثم ترفع الجهل عن غيرك ترفع الجهل عن نفسك أن تعبد الله على بصيرة وتؤدي ما أوجب الله عليك وتنتهي ما حرمه الله عليك والأصل في الإنسان أنه لا يعلم قيل للإمام أحمد رحمه الله ماذا ينوي طالب العلم قال ينوي رفع الجهل عن نفسه ثم رفع الجهل عن غيره لأن الأصل في الإنسان أنه لا يعلم قال الله تعالى ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ) والأصل الثاني في صحة العبادة أن تكون هذه العبادة موافقة للشريعة موافقة للشرع موافقة لكتاب الله وسنة رسوله ﷺ هذان أصلان لا تصح العبادة إلا بهما والأصلين الأولان لا توجد العبادة إلا بهما توجد العبادة بأصلين هو الاجتهاد في الامتثال علما وعملا ثم الاجتهاد بالاستغفار والتوبة من التقصير في الواجبات وفعل المحرمات وأصلان لا تصح العبادة إلا بهما وهما الإخلاص والمتابعة الإخلاص والمتابعة قد جمع الله تعالى بين هذين الأصلين في مواضع من كتابه قال الله تعالى في كتابه العظيم فَمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ لِقَاۤءَ رَبِّهِۦ فَلۡیَعۡمَلۡ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا وَلَا یُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦۤ أَحَدَۢا والعمل الصالح هو الموافق للشريعة والعمل الذي ليس فيه شرك هو الخالص لله قال تعالى وَمَن یُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥۤ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ وإسلام وجه هو الإخلاص والإحسان هو العمل الموافق للشريعة قال تعالى بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ فإسلام وجه هو الإخلاص والإحسان هو العمل الموافق للشريعة والأصل الأول وهو الإخلاص إذا تخلف حل محله الشرك وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله ومن السنة ودليل من السنة ما ثبت في الصحيحين عن حديث عمر بن الخطاب أن النبي ﷺ قال: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى والأصل الثاني هو المتابعة للنبي ﷺ هو تحقيق شهادة أن محمد رسول الله وإذا تخلف حل محله البدع ودل عليه من السنة حديث عائشة في الصحيحين أن النبي ﷺ قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فه ورد وفي لفظ لمسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فه ورد فإذا هذان الأصلان الإخلاص والمتابعة تحقيق الأصل الأول هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله والأصل الثاني هو تحقيق شهادة أن محمد رسول الله وبهذين الأصلين يدخل المسلم الإنسان في الإسلام أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله أصل الدين و أساس الملة أن تشهد لله تعالى بالوحدانية وتشهد لنبيه محمد ﷺ بالرسالة والعلوم ثلاثة العلوم ثلاثة العلم الأول العلم بالله وبأسمائه وصفاته وأفعاله وهذا أشرف العلوم أشرف العلوم هو العلم بالمعبود سبحانه وتعالى أن تعلم ربك ومعبودك بأسمائه وصفاته وأفعاله وتعلم عظمته وأنه سبحانه وتعالى هو الكبير المتعال هو العظيم الذي لا أعظم منه هو اكبر من كل شيء هو أعظم من كل شيء والذي يقبض السماوات الأرض يقبض السماوات بيمينه والأرضيين بيده الأخرى يضع السماوات على أصبع كما في حديث والأرضيين على أصبع والماء والشجر على أصبع والجبال على أصبع وسائر الخلق على أصبع سبحانه وتعالى وفي الحديث ما السماوات السبع و الأرضيين السبع في كف الرحمن إلا كخردلة بيد أحدكم ومعلوم أن الإنسان والخردلة هي الحبة الصغيرة إذا كان بيده خردلة فهو سيطروا عليه إن شاء قبضها وإن شاء وضعها والله أعظم وأجل فبهذا العلم تعلم معبودك بأسمائه وصفاته هذا أشرف العلوم ثم العلم الثاني تعلم حقه سبحانه وتعالى حقه العبادة بعد أن تعرف ربك بأسمائه وصفاته وأفعاله تعبده وتؤدي حقه هذا العلم الثاني أداء حقه سبحانه وتعالى أوجب الله علينا أن نوحده وأن نصلي له ونسجد له ونركع له ونصوم له ونحج له ونزكي له ونؤدي جميع الأعمال هذا حقه سبحانه وتعالى العلم بالأوامر والنواهي بالحلال والحرام القسم الثالث العلم بالجزاء والحساب وما يكون في يوم القيامة العلم بالجزاء على الأعمال جزاء المؤمنين وجزاء الكفار هذا هو العلم الثالث هذه أقسام العلوم النافعة هذه أقسام العلوم النافعة ثلاث العلم بالله وبأسمائه وصفاته العلم بشرعة ودينه وأمره ونهيه والعلم الثالث علم الجزاء كما قال العلامة القيم رحمه الله والعلم أقسام ثلاثة مالها من رابع والحق ذو تبيان علم بأوصاف الإله وفعله وكذلك الأسماء للرحمن ، هذا الأمر الأول والأمر والنهي الذي هو دينه هذا الثاني وجزاؤه يوم الميعاد الثاني هذا الثالث و والواجب على المسلم وطالب العلم أن يعتني بعلوم الشريعة ويخص علم العقيدة بالعناية علم العقيدة أن تعلم بأسماء الله وصفاته هذا أشرف العلوم لأن شرف العلم بشرف المعلوم والمعلوم هو الله سبحانه وتعالى فلا بد منه وقد تكاثرت النصوص في إثبات أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله أكثر من الصفات من النصوص التي فيها الجزاء على الأعمال ومع ذلك وقع النزاع والشقاق وقع النزاع من كثير من المخالفين لأهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات أنكروها وأولوها مع كثرتها و وضوحها وهذا الكتاب هذه رسالة سوف ندرسها إن شاء الله بما يفتح الله علينا بهذا اليوم العلمي وبهذا المساء المبارك بعنوان التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة تأليف أبي بكر محمد بن حسين الآجري الحنبلي المتوفى سنة ثلاث مئة وستين ومن علماء القرن الرابع الهجري وأبو بكر محمد بن حسين له مؤلفات عدة في العقائد ومن أهمها وأعظمها كتاب الشريعة كتابه الشريعة وهذه الرسالة مأخوذة من كتاب الشريعة فصل من فصولها فصل من فصول كتاب الشريعة للآجري رحمه الله وذكر العلماء والمحققون للآجري رحمه الله مؤلفات عدة كما ذكر المحشي وغيره على هذه الرسالة ذكر منها كتاب التوبة وكتاب أخلاق حملة القرآن وكتاب فضل العلم وكتاب أخلاق أهل البر والتقوى وكتاب أوصاف السماء وكتاب التفرد والعزلة وكتاب قيام الليل وفضل قيام رمضان وكتاب التهجد وكتاب حسن الخلق وشرح قصيدة السجستاني وكتاب صفة الغرباء من المؤمنين وكتاب الشبهات وكتاب قصة الحجر الأسود وزمزم ومدى شأنها وكتاب رسالة إلى أهل بغداد وكتاب رجوع ابن عباس عن الصرف وكتاب تغيير الأزمنة وكتاب النصيحة الكبير وكتاب الأربعين وشرحه وأحكام النساء وأخبار عمر بن عبد العزيز رحمه الله وسيرته وأخلاق العلماء وكتاب أخلاق العلماء وكتاب أدب النفوس والأمر بلزوم الجماعة وترك الابتداع وتحريم اللواط والزنا وكتاب تحريم النرد والشطرنج والملاهي وكتاب التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة وهو هذا الكتاب والثمانون في الحديث وحكاية عن الشافعي وغيره و فرض طلب العلم والفوائد المنتخبة عن أبي شعيب الحراني وغيره وكتاب القدر وكتاب ليلة النصف من شعبان و المختار على أصول السنة على سياق كتاب الشريعة ومختصر الفقه ورسالة الجهر بالقرآن في الطواف وكتاب أصول المشتاقين ونزهة المستمعين وكتاب السؤولات و صفة قبر النبي ﷺ وكتاب فردوس العلم هذه من أبرز مؤلفات هذا الإمام وكتاب الشريعة للآجري هذا كتاب عظيم له مجلد الآن حقق الآن في مجلدات ولنا فيه درس يوم الخميس منتزعة منه فصل من فصوله كتاب تصديق النظر إلى وجه الله الكريم فهو يتحدث عن رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة ، وهذه الرؤية مسألة الرؤية من المسائل مسألة رؤية الله ، رؤية المؤمنين لربهم عز وجل من المسائل التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين أهل البدع وهي من العلامات الفارقة بين أهل السنة وأهل البدع ، رؤية الله عز وجل وكلام الله عز وجل و علوه ، هذه الصفات الثلاث من الصفات التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين أهل البدع ، رؤية المؤمنين رؤية المؤمنين يوم القيامة رؤية الله يوم القيامة ، في عرصات القيامة وفي الجنة يرونه وكذلك علو الله على خلقه واستوائه على عرشه وكذلك ايش ؟ نعم ؟ نعم كلام الله عز وجل صفة الكلام هذه الصفات الثلاث صفة الكلام وصفة العلو وصفة الرؤية من الصفات التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وأهل البدع بين أهل السنة وبين أهل البدع وهي من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع فمن أثبت هذه الصفات فهو من أهل السنة ومن نفاها أو نفى بعضها فهو من أهل البدعة و رؤية المؤمنين لربهم عز وجل أعظم نعيم هي أعظم نعيم يعطاه أهل الجنة ، أعظم نعيم يعطاه أهل الجنة في الجنة رؤيتهم لربهم عز وجل فإذا رأى المؤمنون ربهم عز وجل نسأل الله الكريم من فضله أسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم نسوا النعيم الذي هم فيه ومع ذلك أنكر ، أنكر أهل البدع من الجهمية والمعتزلة أنكروا رؤية الله يوم القيامة في الآخرة ولهذا قال بعض أهل العلم كا (21:47) وغيره أخلق بهم أن يحرموا أن يحرموا دخول الجنة أن يحرموا رؤية الله حيث أنكروا رؤية الله عز وجل ورؤية المؤمنين لله عز وجل ثابتة ، ثابتةٌ في الكتاب وثابتةٌ في السنة المطهرة وثابتةٌ في إجماع أهل السنة والجماعة وهي ممكنة عقلا في الدنيا لكنها غير واقعة وممكنة عقلا وشرعا في الآخرة وهي واقعة رؤية الله جائزة في الدنيا والآخرة فهي جائزة عقلا بدليل أن موسى عليه الصلاة والسلام سأل ربه الرؤية في الدنيا ولو كانت مستحيلة لما رآها لما طلبها موسى فهي جائزة لكنها غير واقعة والله والرؤية إنما تكون كل موجود يرى والله تعالى وجوده أظهر من وجود كل موجود وإنما امتنعت رؤيته في الدنيا لضعف قوة الباصرة ما يتحمل الناس رؤية الله عز وجل ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح : حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه وفي يوم القيامة ينشئ الله المؤمنين تنشئة قوية يثبتون لرؤيته فهم يرونه سبحانه وتعالى في عرصات القيامة وبعد دخول الجنة و رؤية الله في الدنيا ممكنة عقلا والدليل على إمكانها سؤال موسى ولأن موسى لا يسأل المستحيل ولكنها غير واقعة شرعا ، لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم: واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا موسى عليه الصلاة و السلام لما سمع كلام الله من وراء حجاب طمع في رؤيته قال: رَبِّ أَرِنِیۤ أَنظُرۡ إِلَیۡكَۚ قال الله: لَن تَرَىٰنِی وَلَـٰكِنِ ٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡجَبَلِ فَإِنِ ٱسۡتَقَرَّ مَكَانَهُۥ فَسَوۡفَ تَرَىٰنِیۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُۥ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُۥ دَكࣰّا فلما تجلى الله للجبل ماذا حصل ؟ تكدك و انساخ وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقࣰاۚ فَلَمَّاۤ أَفَاقَ قَالَ سُبۡحَـٰنَكَ تُبۡتُ إِلَیۡكَ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أنه لا يراك أحد في الدنيا إلا مات ولا جبلٌ إلا تدهده ، وجاء في آثار أن الله تعالى تجلى للجبل بمقدار الخنصر كشف له الحجاب بمقدار الخنصر فتدكدك و اتفق العلماء على أن الله تعالى لا يراه أحد في الدنيا و اتفقوا أيضا إلا نبينا ﷺ ليلة المعراج اتفق العلماء على أن الله تعالى لا يراه أحد في الدنيا ولم يخالف في هذا إلا بعض الصوفية المنحرفين بعض الصوفية الذين يقول بعضهم إنه ، إنه في كل خضره وكل أخضر يمكن أن يكون الله في هذه الخضرة تعالى الله عما يقولون ، والصوفية لا عبرة بهم لكن أجمع العلماء و اتفقوا على أن الله لا يراه أحد في الدنيا إلا نبينا ﷺ ، وأجمعوا على أن نبينا ﷺ لم ير ربه في الأرض واختلفوا في رؤيته ليلة المعراج ، ليلة المعراج حينما عرج به وجاوز(25:21) هل رأى ربه بعين رأسه أو رآه بعين قلبه ، على قولين : قال بعض العلماء إن النبي ﷺ رأى ربه بعين رأسه وهذا أقره جمع من أهل العلم منهم القاضي عياض و النووي وروي عن الإمام أحمد أنه رآه و روي عن ابن عباس أنه رآه و القول الثاني أن النبي ﷺ لم ير ربه بعين رأسه وإنما رآه بعين قلبه ، وهذا الخلاف للصحابة وغيرهم وجماهير الصحابة على أن النبي ﷺ لم ير ربه ليلة المعراج ، ومن ذلك عائشة رضي الله عنها أنها قالت لمسروق لما سألها : هل رأى محمد ربه ؟ قالت : لقد قفى شأني مما قلت ، ثم قالت : من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب ، والقول الثاني أن النبي ﷺ لم ير ربه بعين رأسه وإنما سمع كلامه من وراء حجاب و رآه بعين قلبه والرؤية بعين القلب الزيادة في العلم وهذا هو الصواب الذي عليه الصواب الذي عليه المحققون والذي أقره المحققون كشيخ الإسلام بن تيمية وغيره أنه يجمع بين الأقوال أقوال عن الصحابة عن التابعين وعن العلماء وعن الأئمة أقوال أنه رآه وقول أنه لم يره يجمع بينهما كما قال المحققون بأن النصوص والآثار والأقوال لأهل العلم التي بأنه رآه تحمل على أنه رآه بعين قلبه والنصوص والأقوال والآثار التي فيها أنه لم يره تحمل على أنه لم يره بعين رأسه و بذلك تجتمع الأدلة ، و روي عن ابن عباس أنه رآه و روي عنه أنه قال رآه بفؤاده فالمطلق يحمل على المقيد وكذلك روي عن الإمام أحمد قال : " إن النبي رأى ربه وروي عنه أنه رآه بفؤاده فيحمل المطلق على المقيد وعلى هذا تجتمع الأدلة فيقال النصوص التي والآثار والأقوال التي فيها أن النبي ﷺ رأى ربه تحمل على رؤيته بفؤاده بقلبه ، والآثار والنصوص التي فيها أنه لم ير ربه تحمل على أنه لم يره بعين رأسه وهذا هو الصواب ، الصواب أن النبي لم ير ربه بعين رأسه والأدلة في هذا واضحة أولا : قول النبي ﷺ في الحديث الصحيح الحديث الذي رواه أبي ذر الذي رواه الإمام مسلم ، سُئل النبي ﷺ : هل رأيت ربك ؟ قال : نورٌ أن لا أراه ، يعني الحجاب النور حجابٌ يمنعني من رؤيته ، وحديث أبي موسى في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال : " إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط و يبسطه (يخفض القسط ويرفعه) يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور وفي لفظٍ : النار ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه لو كشف الحجاب لاحترق الخلق ومن ضمنهم محمد من خلقه ، ما انتهى إليه بصره من خلقه ومحمد من خلقه فدل على أنه عليه السلام لم ير ربه ، ما يستطيع أحد يراه في الدنيا ولأن رؤية الله نعيم ادخره الله لأهل الجنة وليس في أهل الدنيا رؤية الله نعيم أعظم نعم يعطاه الله أهل الجنة ادخره الله لأهل الجنة ، أما أهل البدع من الجهمية والمعتزلة فأنكروا رؤية الله في الآخرة وقالوا إن الله لا يرُى وضربوا بالنصوص عرض الحائط مع أن النصوص متواترة كما قال العلامة بن القيم النصوص من كتاب الله تعالى واضحة " وجوهٌ يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " فالله تعالى أضاف النظر إلى الوجوه وعداه بكلمة إلى التي تدل على الرؤية بعين وأخلاها من قريةٍ تدل على خلاف موضوعها فدل على أن المراد رؤية الله تعالى بالعين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله ، مع الأحاديث الصحيحة والأحاديث كما قال العلامة بن القيم : متواترة في الصحاح والسنن والمسانيد رواها عن النبي ﷺ أكثر من ثلاثين صحابيا كلها ضربوا بها عرض الحائط أهل البدع من الجهمية والمعتزلة قالوا لا يرى الناس لا يرى المؤمنون ربهم يوم القيامة شبههم احتجوا بالعقل بعقولهم عقولهم هي الحجة وضربوا بالنصوص عرض الحائط فقالوا : لو كان الله يُرى لكان جسم ولكان محدود ومتحيز قالوا : وهذا ولو كان يُرى لكان جسما والقول بأنه جسم كفر ولهذا كفروا أهل السنة قالوا : إن الذي يقول يرى ربه كافر أو يقول إن الله في العلو كافر لماذا ، قالوا لأنه قلت إنه في العلو يعني جسم ما يُرى إلا الجسم ومحدود ومتحيز محدود وما تراه إلا فيه جهة وحدة بس فقط ، هو في كل مكان يقولون نعوذ بالله ، فقالوا أن من قال أن الله يُرى أو قال إن الله في العلو فقد تنقص الرب وزعم أنه جسم وزعم أنه محدود ومشابه للأجسام وهذا كفر نعوذ بالله ويتبين بهذا أنهم إنما اعتمدوا على عقولهم وأما الأشاعرة ، الأشاعرة فأثبتوا الرؤية لكن أنكروا الجهة فصاروا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا هؤلاء وافقوا أهل السنة في أن الله يُرى وخالفوهم في أنه في العلو فجعلوا يد مع المعتزلة وافقوا المعتزلة في إنكار العلو و وافقوا السنة في أنه يُرى فقالوا إنه يُرى لا في جهة فعسُر عليهم ذلك فلجؤوا إلى حجج سوفسطائية وهي التي توهم أنها حجة و ليست حجة وقالوا قولا ضحك منهم العقلاء فإذا قيل للأشاعرة أن الله يُرى قالوا نعم ، أين يُرى ؟ من فوق ؟ قالوا لا ، من تحت ؟ لا ، أمام ؟ لا ، خلف ؟ لا ، يمين ؟ لا ، شمال؟ لا . من أين يُرى قالوا يُرى لا في جهة ، طيب هل يمكن هذا هل معقول هذا ؟ المرء لابد أن يكون بجهة من الرأي ، فقالوا هذا القول وعادة الأشاعرة يكونون مذبذبين بين هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، الكلام قالوا القرآن كلام الله ما هو الكلام ؟ الكلام معنى قائم في النفس أما اللفظ هو الحروف والكلمات ليس كلام الله والمعتزلة قالوا الكلام لفظ ومعنى والحروف هي كلام المخلوق أعقل منهم في هذه الجهة والأشاعرة قالوا الكلام ليس بمخلوق لكن هو المعنى قائم بنفس الرد وأما الألفاظ والحروف التي نقرؤها ليست كلام الله تأدى به كلام الله ، فكانوا مع المعتزلة في يد وكانوا مع أهل السنة في يد ، في الكلام وفي الرؤية ولهذا يسمونهم العلماء كالخنثى ليس بذكر ولا بأنثى وأهل السنة والجماعة والأئمة كفروا من أنكر رؤية الله ومن أنكر علو الله ومن أنكر كلامه قالوا إنه كافر وسيذكر المؤلف وسيسوق النصوص نصوص أهل السنة والجماعة في الرد على هؤلاء وتكفيرهم بمن أنكر الرؤية وهذا التكفير من العلماء لمن أنكر الرؤية إنما هو تكفير بالعموم ،بالعموم وفرق بين التكفير بالنوع والتكفير بالعين التفكير بالعين فلان بن فلان لا يكفر بعينه لكنه قال : من أنكر رؤية الله فهو كافر ، من أنكر علو الله واستوائه على عرشه كافر لكن فلان بن فلان هل تحكم عليه قال بهذا القول هل تحكم عليه ؟ ما نحكم عليه بالكفر حتى تقوم عليه الحجة وتبين له ويبين له الأدلة يمكن عنده شبهة يمكن ما بلغه النص فالشال المعين لا يكفر إلا بعد قيام الحجة و وضوحها وإصراره على إنكارها أما تكفير العلماء إنما هو للعموم تكفير بالنوع ولذلك ما ينبغي لطالب العلم إذا سمع قال أنا سمعت فلان يقول يكفر شخص فلان وفلان ، وفلان بأعيانهم لا ، مثل ، مثل قول ترك الصلاة كفر ترك الصلاة كفر على الصحيح لكن شخص ما يصلي هل تحكم عليه بأنه كافر ما تحكم عليه ولا تصلي عليه هذا إلا رُفع إلى القاضي إلى الحاكم الشرعي واستتابه وأصر وحكم عليه بالكفر ، يحكم عليه بالكفر ولا يصلى عليه لكن إذا ما استتيب الأصل أنه مسلم على بقاء الأصل داخل في العموم فينبغي لطالب العلم أن يفهم هذه المسألة الفرق بين التكفير بالنوع والتكفير بالعين التكفير بالنوع : هذا من قال هذا القول أو من فعل هذا الفعل كفر ، من ترك الصلاة كفر ، لكن فلان بن فلان ترك الصلاة تكفره ! ما يكفر حتى يقيم عليه الحجة حتى يستتاب يستتيبه القاضي ويحكم عليه بالكفر ثم يختار القاضي أحد القولين فإذا حكم عليه القاضي بالكفر لا نغسله ولا يصلى عليه ولا يدفن في قبر المسلمين ، أما قبل ذلك فلا . كذلك شخص أنكر الرؤية أنكر الكلام نحكم بالعموم من قال هذا القول أو من فعل هذا الفعل كفر لكن فلان بن فلان لا نحكم عليه إلا بعد قيام الحجة والآن نبدأ إن شاء الله .
المتن :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد ، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات وانصر الإسلام والمسلمين في كل مكان و زمان يا رب العالمين .
قال المؤلف رحمه الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد و آله وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أخبرني الحجة الإمام العالم الحافظ شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف ابن أبي الحسن الدمياطي بقراءتي عليه عرضا بأصل سماعه قلت له قرأت على الحجة محمد النفيس بن سعيد بن نجم بن الحمود الداقوزي ببغداد أخبرك أبو الفتح عبيد الله بن محمد بن نجاء بن شاتين الدابسي قراءة عليه وأنت تسمع ، و أنت تسمع في يوم الأربعاء الثاني عشر من رجب سنة خمس وسبعين وخمس مئة فأقر به وقال نعم قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد ابن علي ابن العلاف المقرئ الحاجب قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بالحمامي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري بمكة .
الشيخ :
نعم هذا السند هذا السند الذي يصل إلى المؤلف ، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري هو المؤلف وهذا السند هذا السند يعني متصل بالمؤلف في إثبات إن هذه الرسالة للمؤلف وأنه قالها بهذا السند الأول والذي رواه الحجة الإمام العالم الحافظ شرف الدين محمد عبد المؤمن بن خلف ابن أبي الحسين الدمياطي هذا الإمام العلامة الحافظ الحجة الفقيه النسَّابه شيخ المحدثين شرف الدين محمد عبد المؤمن بن خلف بن الحسن التوني الدمياطي الشافعي صحاب التصاريف كان حافظا متقنا جيد العربية واسع الفقه رأسا في علم النسب دينا ، ديِّنا كيسا متواضعا روى بسنده حتى وصل إلى المؤلف هذا يثبت سنده سند المؤلف وأنه هذه الرسالة للمؤلف ، رواه الأئمة واحد عن واحد عن واحد رواه عن أبي بكر بن الحسين وأنه قال هذه الرسالة وكتبها ، وهو الدمياطي بقراءته عليه عرضا بسماعه على محمد نقيس ثم رواه عن شيخ أبو الفتح عبد الله بن محمد بن نجا بقراءة عليه ثم عن شيخ قال أخبرنا أبو الحسن العلاف المقري ، عن شيخ قال أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر أبي حفص المقري المعروف بالحمامي هذا تلميذ المؤلف ثم قال : قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين . فهذا سند إثبات هذه الرسالة وأن أبا بكر محمد بن الحسين كتب هذه الرسالة وأملاها نعم .
المتن :
قال الحمد لله على جميل إحسانه ودوام نعمه.
الشيخ :
أبو الحسين قال نعم الحمد لله نعم قال الحمد لله نعم ، نعم قال الحمد لله نعم.
المتن :
قال الحمد لله على جميل إحسانه ودوام نعمه حمدا من يعلم أن مولاه الكريم يحب الحمد فله الحمد على كل حال ، وصلى الله على النبي الأمي محمد وسلم وعلى آله أجمعين وبالله استعين وحسبي الله ونعم الوكيل.
الشيخ :
نعم قال الحمد لله ، ال للاستغراق والحمد هو الثناء على المحمود بأفعاله الجميلة التي فعلها باختياره وهو أبلغ من المدح فإن المدح هو الإخبار عن الموصوف بصفاته وقد تكون هذه الصفات ليس له اختيار فيها كما تمدح الأسد بأنه قوي وبأنه ملك الحيوانات وبأنه مفتول الساعدين هذا مدح لأن ليس له اختيار فيها وكما تمدح الإنسان على كونه طويل أو أبيض أو جميل الوجه هذا ليس له اختيار فيه ، لكن المدح على الأفعال الاختيارية هذا يسمى حمد كما إذا مدحته بأنه جواد وبأنه كريم وبأنه شجاع وبأنه متصدق وبأنه محسن وبأنه ، هذه أفعاله باختياره ، فالله تعالى له الحمد بجميع أنواعه ملكا واستحقاقا آل للاستغراق محمود ولهذا قال : الحمد لله على جميل إحسانه و دوام نعمه ، إحسانه جميل أوجد الخلق من العدم ورزقهم ورباهم بنعمه وتفضل عليهم و أنعم على المؤمنين بالإيمان وأدام عليهم النعمة و رزقهم دوام نعمه حمدا من يعلم أن مولاه الكريم سبحانه وتعالى يحب الحمد سبحانه وتعالى ، لا أحد أحب إليه المدح من الله كما في الحديث وإذا حمد نفسه سبحانه وتعالى فله الحمد على كل حال في السراء والضراء وفي المحبوب والمكروه ولا يحمد على مكروه سواه ثم قال : وصلى الله على النبي الأمي صلاة الله على نبيه أحسن مما قيل في صلاة الله على نبيه هو ثناء ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي العالية الرياحي أنه قال: صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى فأنت تسأل ربك أن يثني عليك في الملأ الأعلى وأما الصلاة من ، من الملائكة ومن العباد فهي الدعاء وَصَلِّ عَلَیۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنࣱ لَّهُمۡۗ يعني ادع لهم الصلاة من الرسول والصلاة من ، هي الدعاء ندعو الله أن يثني على عبده على نبيه ، الحمد لله على النبي ، النبي محمد ﷺ ثم يبين أن الله نبأ من النبأ وهو الارتفاع وهو من النبأ وهو الإخبار إن الله أخبره ورفعه ، الأمي : منسوب إلى أمه لأنه لا يقرأ ولا يكتب عليه الصلاة والسلام هذا هو الأمي ، والأمية كمال في الرسول عليه الصلاة والسلام كمال ، من كماله أنه أمي و لهذا جاء بهذا الكتاب العظيم الذي طهر العباد وتحدى الله العباد أن يأتوا بعشر سور مثله أو بسورة فعجزوا فهذا كمال ، أما غيره فلا الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب والنبي ﷺ لا يقرأ ولا يكتب ومع ذلك جاء بهذا القرآن وبهذا الشرع فهو كمال له ، قال الله تعالى : " وما كنت تتلو من قبلهم من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون " لو كان يكتب ويقرأ كان طبيعي يأتي يكتب ويقرأ ويؤلف مثل غيره ولهذا قال لارتاب المبطلون لكنه أمي لا يقرأ ولا يكتب وجاء بهذا هذا القرآن العظيم النبي الأمي : محمد ، محمد هذا من أسمائه لكثرة محامده لكثرة الخصال التي يحمد فيها ألهم أهله فسموه محمد وأسمه أحمد أيضا ، وله أسماء كثيرة من أسماء الماحي والحاشر والله تعالى له أسماء كثيرة حتى قيل لله ألف اسم والقرآن له أسماء القرآن الشفاء والفاتحة لها أسماء والسيف له أسماء حتى قيل للسيف ثلاث أسماء ثلاث مئة اسم و كذلك الأسد له أسماء حتى قيل له خمس مئة أسم الأسد الهزبر والضرغام إلى آخره وصلى الله على نبينا محمد وسلم ، دعاء بالسلامة وسلم يعني اللهم سلمه وهذا دليل على أن النبي ﷺ بشر وأنه لا يعبد لأنه دعا له بالسلامة والذي يدعا له بالسلامة محتاج فدل على أنه لا يعبد ، المعبود هو الذي لا يحتاج إلى أحد ولا يحتاج إلى أن يدعوا ، هو الله ، أما الرسول فهو بشر يدعا له بالسلامة فهو لا يستحق العبادة ولكن يستحق التعظيم والتكريم والمحبة والاتباع وتقديم محبته على محبة النفس والمال والولد أما العبادة فهي حق الله ، وعلى آله وعلى آله ، آله قيل هم أتباعه على دينه وقيل آله أزواجه وذريته والقول الثالث قول على أنه أتباعه على ذريته أشمل ويدخل في أتباعه زوجاته وذريته المؤمنون يدخلون دخولا أوليا ويدخل في ذلك العباس عمه العباس وحمزة دخولا أوليا ، وعلى آله ولم يقل وأصحابه لو قال أصحابه ، لكن أصحابه يدخلون في جملة الآن أجمعين ، قال : وبالله أستعين ، أستعين في تأليف هذا المؤلف وحسبي الله يعني كافيني الله ونعم الوكيل نعم المتوكل عليه سبحانه نعم .
المتن :
أما بعد ،، فإن الله جل ذكره وتقدست أسماؤه خلق الخلق كما أراد لم أراد ، فجعلهم شقيا وسعيدا فأما أهل الشقوة فكفروا بالله العظيم وعبدوا غيره وعصوا رسله وجحدوا كتبه فأماتهم على ذلك فهم في قبورهم يعذبون وفي القيامة عن النظر إلى الله محجوبون وإلى جهنم واردون وفي أنواع العذاب يتقلبون وللشياطين مقارنون وهم فيها أبدا خالدون ، وأما أهل السعادة فهم الذين سبقت لهم من الله الحسنى فآمنوا بالله وحده ولم يشركوا به شيئا وصدقوا القول بالعمل فأماتهم على ذلك فهم في قبورهم ينعمون و عند الحشر ينشرون وفي الموقف إلى الله عز وجل بأعينهم ينظرون وإلى الجنة بعد ذلك وافدون وفي نعيمها يتفكهون وللحور العين يعانقون والولدان لهم يخدمون وفي جوار مولاهم الكريم أبدا خالدون ولربهم عز وجل في داره زائرون وبالنظر إلى وجهه الكريم يتلذذون وله مكلمون وله بالتحية لهم من الله عز وجل والسلام منه عليهم يكرمون ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
الشرح :
نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى فإن الله جل ذكره هذا تعظيم له إذا ذكر اسم الله قال جل ذكره يعني عظم ذكره وتقدست أسماؤه يعني تطهرت أسماؤه من دنس المفترين الذين أولوا أسمائه وصفاته وجحدوها تقدست تطهرت فإن الله جل ذكره وتقدست أسمائه خلق الخلق خلق الخلق أجمعين الجن والإنس وغيره ، كما أراد لما أراد خلقهم كما أراد يعني كما يشاء سبحانه وتعالى خلقنا كما يشاء ، الجن والإنس خلقهم كما أراد ، في قوله تعالى : فِیۤ أَیِّ صُورَةࣲ مَّا شَاۤءَ رَكَّبَكَ ركبهم على صور متعددة متفاوتون فيهم الطويل وفيهم القصير وفيهم الغني وفيهم الفقير وفيهم القوي وفيهم الضعيف متفاوتون خلقهم كما أراد سبحانه ، لما أراد للذي أراد والذي أراد لما أراد المراد بها العبادة كما قال تعالى في الآية الكريمة : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " خلقهم كما أراد كقوله تعالى : فِیۤ أَیِّ صُورَةࣲ مَّا شَاۤءَ رَكَّبَكَ كما أراد صورهم وأحوالهم وأفعالهم وأجسامهم وإراداتهم وتصوراتهم وعقولهم وتحركاتهم كما أراد سبحانه وتعالى متفاوتون ، " في صورة " فِیۤ أَیِّ صُورَةࣲ مَّا شَاۤءَ رَكَّبَكَ ركبه سبحانه كما يريد والإنسان لا يستطيع أن يتصرف في نفسه ، هل تستطيع أن تغير نفسك الطويل ما يجعل نفسه قصير والقصير كذلك والثخين ما يجعل نفسه نحيف والنحيف لا يجعل نفسه خفيف، كما أراد سبحانه خلقهم كما يريد لكن العبارة الثانية لما يريد لما أراد الشيء الذي أراده بينه الله في قوله وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ خلقهم كما أراد لما أراد للشيء الذي أراده وهو العبادة والتوحيد والطاعة فجعلهم شقيا وسعيدا يعني قسمهم إلى قسمين شقي وسعيد و الله تعالى علم هذا في الأزل الذي لا بداية لأوله علم الله الأزل السابق الذي ليس له بداية وكتب في اللوح المحفوظ أيضا شقاوتهم وسعادتهم كتبه في اللوح المحفوظ كل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ قال تعالى وكل شيء أحصيناه في إمام مبين كل شيء علمه الله وكتبه في اللوح المحفوظ كتب الذوات والصفات والأفعال والحركات والسكنات والشقاوة والعز والذل والفقر والغنى والحياة والموت والعمل كل شيء والشقاوة والسعادة كل شيء كتبه في اللوح المحفوظ لكنه سبحانه أعطاهم العقول ركب فيهم العقول وأرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب جعل لهم الاختيار فمن كان معه العقل والاختيار والقدرة والأسباب والآلات فإن الله يُكلِّفه فمن عمل لما أراده الله و وحد الله وأفرده بالعبادة فهو السعيد ومن عصى الله وكفر به فهو الشقي وهم صائرون إلى ما كتبه الله لهم كل واحد لا بد أن يصير وفق ما علم الله وما كتبه الله في اللوح المحفوظ وكل إنسان له اختيار وله عقل فهو مكلف إذا وجد العقل كان الإنسان معه العقل جاء التكليف وإذا رُفع العقل رُفع التكليف قال المؤلف فجعلهم شقيا وسعيدا والشقاء والسعادة إنما تكون بالعمل حينما يظهر علم الله فيهم علم الله تعالى وكتب في اللوح المحفوظ لكن الله لا يحاسبهم إنما يحاسبهم ويثيبهم ويعاقبهم بعملهم حين يعمل الإنسان بعمل أهل الشقاوة ظهر فيه علم الله وكتابه فصار شقيا وحين يعمل الإنسان بعمل السعادة ظهر فيه علم الله فكان سعيدا فجعلهم شقيا وسعيدا قال فأما أهل الشقوة فكفروا بالله العظيم نعوذ بالله يعني جحدوا توحيده جحدوا الرب أعظم الكفر الذين جحدوا الرب العظيم وأنكروه والمشركون جحدوا حقه وهو العبادة ولهذا قال المؤلف فأما أهل الشقوة فكفروا بالله العظيم وعبدوا غيره وعصوا رسله وجحدوا كتبه يعني أنكروا الكتب المنزلة التوراة والإنجيل والزبور والقرآن أعظمها وجحدوا كتبه قال فأماتهم على ذلك أماتهم على الكفر هؤلاء هم أهل الشقاء نعوذ بالله قال فهم في قبورهم يعذبون فيه إثبات عذاب القبر ،القبر فيه عذاب ونعيم ثم ينتقلون بعد ذلك إذا قامت القيامة إلى النار أعظم وأعظم نسأل الله العافية فهم في قبورهم يعذبون وفي القيامة عن النظر إلى الله محجوبون يحجبون ودليل ذلك قول الله تعالى كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ لأن الرؤية رؤية الله نعيم وهؤلاء ليس لهم نعيم محجوبون عن النعيم وفي القيامة عن النظر إلى الله محجوبون وإلى جهنم واردون ،واردون يعني داخلون يدخلون إليها ويدخلونها نعوذ بالله وفي أنواع العذاب يتقلبون في النار ،النار والعياذ بالله قسمان حار وبارد زمهرير أشد ما يجد الناس ,أشد ما يكون من البرد ونار وهي أشد ما يكون من الحرارة وفي الحديث إن ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم ولولا أنها ضربت بالبحر مرتين لما انتفعتم منها بشيء وكذلك النوع الثاني وهو الزمهرير وفي الحديث إن جهنم استأذنت ربها بنفسين فأذن لها بنفس في الشتاء وهو أشد ما يكون في البرد ما يجد الناس من البرد وبنفس في الصيف وهو أشد ما يجد الناس من الحر إذا كان هذا النفس بس هذا أشد ما نجد من البرد هذا نفس وأشد ما نجد من الحر هذا نفس فكيف بجهنم نعوذ بالله منها وكذلك يعذبون بالماء الحار الذي يشربونه وتسقط إذا قرُب من وجوههم سقط لحم وجوههم شربوه مزق أمعائهم ثم يعيدها الله مرة أخرى نعوذ بالله من هذا وتبدل جلودهم ليذوقوا العذاب نسأل الله العافية ويعذبون بالعقارب والحيات وبالحميم والغسّاق نسأل الله العافية ولهذا قال المؤلف وإلى جنهم واردون وفي أنواع العذاب يتقلبون نعوذ بالله وللشياطين مقارنون يعني الشياطين يقارونونهم لأنهم هم الذين أضلوهم وهم فيها أبدا خالدون في النار ماكثون لا يرحلون عنها أبد الآباد قال تعالى كَذَ ٰلِكَ یُرِیهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ حَسَرَ ٰتٍ عَلَیۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَـٰرِجِینَ مِنَ ٱلنَّارِ وقال سبحانه یُرِیدُونَ أَن یَخۡرُجُوا۟ مِنَ ٱلنَّارِ وَمَا هُم بِخَـٰرِجِینَ مِنۡهَاۖ وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّقِیمࣱ وقال تعالى كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَـٰهُمۡ سَعِیرࣰا نعوذ بالله وقال تعالى لَّـٰبِثِینَ فِیهَاۤ أَحۡقَابࣰا والأحقاب جمع حقب والحقب هي المدد المتطاولة كلما انتهى حقب يعقبه حقب إلى ما لا نهاية نسأل الله السلامة والعافية قال المؤلف فأما أهل السعادة فهم الذين سبقت لهم من الله الحسنى الحسنى الجنة سبقت لهم من الله الجنة سبق لهم في علم الله وكتابته في اللوح المحفوظ و وفقهم للعمل فعملوا بأهم السعادة فصاروا من الحسنى فآمنوا بالله وحده هذا هو العمل الذي به يدخلون الجنة آمنوا صدقوا و وحدوا الله فآمنوا ولم يشركوا به شيئا فماتوا على التوحيد وصدقوا القول بالعمل يقول أحدهم لا إله إلا الله ثم يصدقها بعمله لا معبود بحق إلا الله ثم يعمل ويبتعد عما يناقضها صدقوا القول بالعمل فأماتهم على ذلك على التوحيد نسأل الله الكريم من فضله فهم في قبورهم ينعمون المؤمن يفتح له باب من الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه عمله في صورة رجل حسن الوجه حسن المنظر طيب الريح والفاجر يضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه ويفتح له باب من النار فيأتيه من حرها وسمومها ويمثل له عمله في صورة رجل قبيح الوجه قبيح المنظر منتن الريح يعذبه نسأل الله العافية فأماتهم الله على ذلك في قبورهم ينعمون وعند الحشر ينشرون يعني يخرجون من قبورهم وفي الموقف لله عز وجل بأعينهم ينظرون في موقف القيامة وإلى الجنة بعد ذلك وافدون يفدون على الله في الجنة وفي نعيمها يتفكهون يتلذذون وفي الحور العين يعانقون الحور جمع حوراء والحوراء هي المرأة الجميلة وسميت حوراء لأنها شديدة بياض شديد البياض والحور في العيون هو سواد بياضها وسوادها والحور العين يعانقون والولدان لهم يخدمون الولدان خدم أهل الجنة يخلقهم الله يخدمون أهل الجنة يطوفون عليهم ويخدمونهم بأنواع النعيم وفي جوار مولاهم الكريم أبدا خالدون يعني ماكثون لا يرحلون ولربهم عز وجل في داره زائرون يزورون الله عز وجل في جنته وفي النظر إلى وجهه الكريم يتلذذون كما سبق أعظم نعيم يعطاه أهل الجنة هو النظر إلى وجه الله الكريم وله مكلمون يكلمون الله وهذا أيضا فيه كلام تكريم فيه نعيم وبالتحية لهم من الله عز وجل والسلام منه عليهم مكرمون ثبت في حديث جابر من سنن ابن ماجة بين أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله فناداهم السلام عليكم يا أهل الجنة ففيه إثبات الكلام لله عز وجل وإثبات الرؤية وإثبات العلو وهذه الصفات الثلاث أنكرها أهل البدع الرؤية والكلام والعلو والله تعالى يحييهم يقول السلام عليكم يا أهل الجنة وبالتحية من الله لهم منه عليهم مكرمون ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم هذا فضل الله يؤتيه من يشاء بعلمه وحكمته.