التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة (2)
بسم الله الرحمن الرحيم , إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي المكي ثم المدني أشهد أنه رسول الله إلى الثقلين الجن والإنس إلى العرب والعجم أشهد أنه رسول رب العالمين إلى الناس أجمعين إلى الناس كافة عربهم وعجمهم أبيضهم وأحمرهم وأسودهم وأشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه من ربه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى آله وعلى أصحابه وعلى أتباعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : فإني أحمد الله إليكم وأثني عليه الخير كله وأساله المزيد من فضله وأسأله تعالى أن يصلح قلوبنا وأعمالنا ونياتنا وذرياتنا كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعل جمعنا هذا جمع خير وعلم ورحمة تنزل عليه السكينة وتغشاه الرحمة وتحفه الملائكة ويذكره الله فيمن عنده وأسأله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا في مجلسنا هذا وأن يجعل اجتماعنا مرحوما وألا يجعل فينا ولا من شقيا ولا ومحروما إنه ولي ذلك والقادر عليه .
المتن :
قال محمد بن الحسين: فإن اعترض جاهل ممن لا علم أو بعض هؤلاء الجهمية الذين لم يوفقوا للرشاد ولعب بهم الشيطان وحُرموا التوفيق فقال وهل المؤمنون يرون الله عز وجل يوم القيامة ؟ قيل له نعم والحمد لله على ذلك فإن قال الجهمي أنا لا أؤمن بهذا قيل له كفرت بالله العظيم فإن قال وما الحجة ؟ قيل له لأنك رددت القرآن والسنة وقول الصحابة وقول علماء المسلين واتبعت غير سبيل المؤمنين وكنت ممن قال الله عز وجل فيهم وَمَن یُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَیَتَّبِعۡ غَیۡرَ سَبِیلِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا
الشرح :
نعم قال محمد بن الحسين هو المؤلف , المؤلف محمد بن الحسين الآجري , مؤلف الكتاب محمد بن الحسين فإن اعترض جاهل , قال فإن اعترض جاهل مما لا علم له ممن لا علم, يعني ممن لا علم له في بعض النسخ ممن لا علم معه وبعض هؤلاء الجهمية الذين لم يوفقوا للرشاد ولعب بهم الشيطان وحرموا التوفيق يقول محمد بن الحسين الذي يعترض على هذه النصوص ولا يؤمن بها جاهل ولا علم معه وهو من الجهمية الذين لم يوفقوا للرشاد والجهمية أتباع الجهم بن صفوان الراسبي , الجهم ين صفوان هذا (اللي) تنسب إليه الجهمية وهو تنسب إليه عقيدة نفي الصفات الجهم هذا الجهم بن صفوان قتله سلم بن الأحمس أمير خُرسان تنسب إليه الجهمية , تنسب إلى عقيدته نفي الصفات اشتهر بعقائد كلها خبيثة العقيدة الأولى عقيدة نفي الصفات و ورثها عنه المعتزلة والعقيدة الثانية عقيدة الجبر قال أن العبد مجبور وليس له فعل والفاعل هو الله وأفعاله كلها اضطرارية و ورث عنه الجبرية العقيدة الثالثة عقيدة الإرجاء وهو القول بأن الأعمال مرجئة ومؤخرة عن الأعمال ,الأعمال مجرد المعرفة بالقلب والعقيدة الرابعة القول بفناء الجنة والنار هذه عقائد خبيثة أربع اشتهر بها عقيدة نفي الصفات أخذها عن الجعد بن درهم أول من تكلم في نفي الصفات الجعد بن درهم أنكر صفتين قال لم يتخذ الله إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما وهاتان الصفتان ترجع إليهما جميع الصفات لأنه إذا أنكر الكلام أنكر الرسل والكتب المنزلة تكون الرسل عبث والكتب عبث يبطل الشرائع وإذا أنكر الخُلة والخلة هي كمال , هي نهاية المحبة وكمالها معناه قطع الصلة بين الله وبين عباده , فقتله , قتله قُتل الجعد بن درهم من الذي قتله ؟ خالد بن عبد الله القسري في يوم العيد وكان هو الأمير وكان بفتوى من علماء التابعين , من علماء التابعين أفتوا بقتله وكان الأمير على عادة الأمراء هم الذين يصلون بالناس العيد والجُمعة , فأتى به في يوم عيد الأضحى موثقا و وضعه في أصل المنبر وصلى بالناس صلاة العيد ثم صعد المنبر وخطب وقال في خطبته ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضحي بالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما ثم أخذ السكين وذبحه في أصل المنبر تقرب تقربا إلى الله ولا شك أن ذبحه أفضل من ,يعني أفضل من الذبائح الأضحية لأن ذبحه فيه قطع لدابر الفتنة والشر ولكنه مع الأسف قبل أن يموت هذا الرجل تتلمذ عليه الجهم بن صفوان وأخذ عنه هذه العقيدة وهذه العقيدة عقيدة نفي الصفات كان في أرض حرّان وأرض حرّان أرضٌ موبوءة فيها عُباد الكواكب والنجوم , وفيها اليهود والنصارى فالجعد أخذ عن أبان بن سِمعان وأبان بن سِمعان أخذها عن طالوت وطالوت أخذها عن خالد بن لبيد الأعصم الذي سحر النبي ﷺ فالجهم أخذ عن الجعد و الجعد أخذ عن أبان بن سِمعان وأبان بن سِمعان أخذ عن طالوت وطالوت أخذ عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي , هذه السلسلة سلسلة الشر والفساد تتصل يكون عقيدة الصفات تتصل باليهود والسحرة والمنجمين واليهود الجهم نسبت عقيدة نفي الصفات نسبة عن الجهم لأنه توسع فيها , توسع فيها ودافع عنها فنسبت إليه وإلا المبتدع لهذه لعقيدة نفي الصفات الجعد لكن الجعد قُتل قبل أن يتوسع فيها وتوسع فيها وأيضا الجهم قيض الله من قتله وهو سلمة بن الأحمس أمير خرسان والعلماء أثنوا على خالد بن عبد الله القسري حينما قتل الجعد وكان هذا بفتوى من علماء زمانه ولهذا ابن القيم في الكافية الشافية أثنى على عليه فقال :
ولذا ضحى بجعد خالد القسري يوم ذبائح القربان ...إذ قال إبراهيم ليس خليل كلا ولا موسى الكليم الداني ...شكر الضحية كل صاحب سنةٍ لله درك من أخي قربان
المؤلف رحمه الله يقول محمد بن الحسين : إذا اعترض جاهل مما لا علم له وبعض هؤلاء الجهمية وكل من قال بعقيدة نفي الصفات يسمى جهمي شيخ الإسلام يسمى ,الجهمية يقسمونها ثلاثة أقسام جهمية الجهمية المحضة الذين ينكرون الأسماء والصفات جهمية المعتزلة الذين ينكرون الصفات و جهمية الأشاعرة الذين ينكرون سبع صفات ويثبتون الأسماء فكل من أنكر شيء من الصفات يسمى فيه نوع من التجهم المؤلف يقول هؤلاء الجهمية إذا اعترضوا على النصوص ولعب بهم الشيطان وحرموا التوفيق فقال الجهمي وهل المؤمنون يرون ربهم عز وجل يوم القيامة قيل له نعم والحمد لله على ذلك فإن قال الجهمي أنا لا أؤمن بهذا قيل له كفرت بالله العظيم لماذا ؟ لأنه أنكر رؤية الله وهذا نص السلف على هذا الأئمة الإمام روي عن الإمام أحمد وغيره أنه قال من أنكر رؤية الله كفر و هذا الكفر هل هو بالنوع ولا بالعين ؟ بالنوع كما سبق هذا كفر ليس تكفيرا للمعين تكفير لمن قال بالمقالة أما المعين كما سبق فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة وتبين له الأدلة ويصر هذا تكفير بالعين ولهذا قال العلماء من أنكر رؤية الله كفر هذا بالنوع من أنكر علو الله واستواءه على عرشه كفر من أنكر تكليمه لخلقه كفر من ترك الصلاة كفر كل هذا تكفير بماذا ؟ بالنوع من يتصف بهذا الوصف أما المعين فلا ينبغي بعض الناس ما عندهم بصيرة يأخذ كلام العلماء ويكفر الناس به وقد يعتدي على شخص لا يصلي قال هذا كافر ثم يقتله هذا فوضى هذا ما يصلح والحدود تقام إلى ولاة الأمور يرفع إلى الحاكم وإلى القاضي هو الذي يستتيبه هو الذي يقيم الحدود سواء تكلم أنكر الرؤية أو ترك الصلاة هذا يرفع إلى المحكمة والحاكم الشرعي هو الذي يستتيبه هو الذي يحكم عليه ثم ينفذ الحكم من قبل ولاة الأمور أما أنت شخص ليس بيدك إلا النصيحة بيدك النصيحة فقط وتبليغ ولاة الأمور أما تتصرف بنفسك لا ليس لك ذلك ,فإن قال الجهمي أنا لا أؤمن بهذا قيل له كفرت بالله العظيم فإن قال وما الحجة ما الدليل على أنه كفر ؟ قيل له لأنك رددت القرآن والسنة وقول الصحابة وقول علماء المسلمين واتبعت غير سبيل المؤمنين إذا الحجة ما الدليل على تكفير من أنكر الرؤية ؟ ما هو؟ القرآن قال تعالى وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةࣱ والسنة النبي يقول إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر وقول الصحابة وقول علماء المسلمين أجمعوا على هذا واتبع غير سبيل المؤمنين وكنت ممن يقول الله عز وجل فيهم وَمَن یُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَیَتَّبِعۡ غَیۡرَ سَبِیلِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا فمن أنكر الرؤية فقد شاق الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين فهو متوعد بأن يوليه الله ما تولى ويصله جهنم هذه الآية دليل على حجية الإجماع وأن الإجماع حجة ومن خالف إجماع المسلمين في هذه الآية دليل على أنه متوعد بهذا الوعيد وَمَن یُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَیَتَّبِعۡ غَیۡرَ سَبِیلِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا
المتن :
وأما نص القرآن فقول الله عز وجل وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةࣱ وقال عز وجل مخبرا عن الكفار أنهم محجوبون عن رؤيته فقال جل ذكره كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمۡ لَصَالُوا۟ ٱلۡجَحِیمِ ثُمَّ یُقَالُ هَـٰذَا ٱلَّذِی كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ فدل بهذه الآية أن المؤمنين ينظرون إلى الله عز وجل وأنهم غير محجوبين عن رؤيته وكرامة منه لهم وقال عز وجل لِّلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِیَادَةࣱۖ فروي أن الزيادة هي النظر إلى وجه الله عز وجل وقال تعالى وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا تَحِیَّتُهُمۡ یَوۡمَ یَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَـٰمࣱۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرࣰا كَرِیمࣰا واعلم رحمك الله أن عند أهل اللغة , أن عند أهل العلم باللغة أن اللقاء ها هنا لا يكون إلا معاينة يراهم الله عز وجل ويرونه ويسلم عليهم ويكلمهم ويكلمونه .
الشرح :
نعم المؤلف رحمه الله ذكر في هذا الأدلة على ثبوت ,على رؤية المؤمنين لربهم عز وجل من الكتاب والسنة , قال فأما نص القرآن فقول الله عز وجل وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةࣱ وجوه يومئذ ناضرة الأولى ناضرة من النظرة وهي البهاء والحسن , إلى ربها ناظرة من النظر بالعين و وجه الدلالة : أن الله تعالى أضاف النظر إليه , قال إلى ربها ناظرة وضاف إلى الوجوه وعداه بأداة إلى الدالة على النظر بالعين وخلا الكلام من قرينة تدل على خلاف موضوعه فدل على أن المراد النظر بالعين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله , وجوه يومئذ ناضرة يعني من البهاء والحسن منعمة حسنة ,إلى ربها ناظرة تنظر إلى ربها بأعينها إذا أضاف النظر إلى الوجه وعداه بإلى فدل على النظر بالعين التي في الوجه إلى الله جل جلاله هذي دليل من القرآن , الدليل الثاني من القرآن وقال عز وجل مخبرا عن الكفار أنهم محجوبون عن رؤيته فقال تعالى قال جل ذكره كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ يعني الكفار كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فدلت الآية على أن الكفار محجوبون عن رؤية الله فلا يرونه وبمفهومها تدل على أن المؤمنين يرونه , فإذا كان الكفار محجوبون عن رؤيته فالمؤمنون يرونه وقد استدل الإمام الشافعي رحمه الله في هذه الآية على رؤية المؤمنين لربهم قال : فلما أن حجب هؤلاء في السخط دل على أن المؤمنين يرونه في الرضا هذا كلام الإمام الشافعي رحمه الله , الإمام الشافعي انظر إلى استنباطه ودقة استنباطه يقول لما أن حجب هؤلاء في السخط حجبوا الكفار عن الله في السخط دل على أن المؤمنين يرونه في الرضا كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ محجوبون عن الله والمؤمنون يرونه في الرضا , قال ثُمَّ إِنَّهُمۡ لَصَالُوا۟ ٱلۡجَحِیمِ بعد ذلك , يحجبون عن الله ثم يصلون الجحيم ثم يقال لهم توبيخا وتقريعا زيادة في عذابهم هذا الذي كنتم به تكذبون هذا اليوم الذي كنتم به تكذبون هذا النعيم الذي كنتم به تكذبون ذوقوا واصلوا النار نسأل الله السلامة والعافية قال المؤلف فدل بهذه الآية أن المؤمنين ينظرون إلى الله عز وجل وأنهم غير محجوبين عن رؤيته وكرامة منه لهم هذا كما قال الإمام الشافعي رحمه الله الدليل الثالث من القرآن على أنهم يرونه قال الله عز وجل لِّلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِیَادَةࣱۖ قال المؤلف فروي أن الزيادة هو النظر إلى وجه الله عز وجل للذين أحسنوا هم المؤمنون أحسنوا يعني أحسنوا العمل أحسنوا في عبادة الله وأحسنوا إلى عباد الله أحسنوا سُمٌّوا محسنون لأنهم أحسنوا عبادة الله وأحسنوا إلى عباد الله بالإنفاق عليهم والصدقة عليهم أحسنوا إلى عباد الله بالنفقة والإحسان والزكاة وأحسنوا عملهم في عبادة الله فسُمُّوا محسنين أحسنوا العبادة , أحسنوا عبادة الله وأحسنوا إلى عباد الله لهم جازاهم الحسنى والحسنى هي الجنة للمحسنين المؤمنين الذين أحسنوا العمل وأحسنوا إلى عباد الله لهم الحسنى الجزاء من جسن العمل أحسنوا فلهم الحسنى والحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث صهيب وسيسوقه المؤلف أن تفسير هذه الآية ثبت في الحديث الصحيح تفسير هذه الآية هو أن الزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم فسرها النبي ﷺ الحسنى الزيادة , الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم ولذا قال المؤلف أن الزيادة هي النظر إلى وجه الله عز وجل الدليل ماذا الدليل الرابع من الأدلة من القرآن على رؤية المؤمنين لربهم في الجنة قوله تعالى وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا تَحِیَّتُهُمۡ یَوۡمَ یَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَـٰمࣱۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرࣰا كَرِیمࣰا وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام تحية المؤمنين سلام وأعد لهم أجرا كريما وهو الجنة وجه الدلالة : أن اللقاء يكون معاينة بالأبصار اللقاء, لا يكون لقاء إلا معاينة بالأبصار تحيتهم يوم يلقونه إذا اللقاء لا يكون إلا معاينة بالأبصار فدل على أن المؤمنين يرونه ولهذا قال المؤلف واعلم رحمك الله وهذا من نصح المؤلف يعلمك ويدعو لك بالرحمة العلماء أنصح الناس للناس يعلمون الناس ويدعون لهم ولهذا الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كثيرا ما يقول اعلم رحمك الله اعلم أرشدك الله لطاعته اعلم يُعلمك ويدعو لك هذا من نصح العلماء واعلم رحمك الله أن عند أهل العلم باللغة أن اللقاء هاهنا لا يكون إلا معاينة يقول المعنى اللغوي للقاء من معناه المعاينة فإذا قلت لقيت فلان يعني رأيته لقيته ورأيته وليس المراد تقول لقيته وهو في البيت وأنت في البيت لا ما يسمى لقاء , متى يسمى لقاء؟إذا عاينته وقابلته تَحِیَّتُهُمۡ یَوۡمَ یَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَـٰمࣱۚ قال واعلم رحمك الله أن عند أهل اللغة باللغة , عند أهل العلم باللغة أن اللقاء هاهنا لا يكون إلا معاينة يراهم الله عز وجل ويرونه ويسلم عليهم ويكلمهم ويكلمونه نسأل الله الكريم من فضله نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم نعم .
المتن:
قال محمد بن الحسين رحمه الله وقد قال الله عز وجل لنبيه ﷺ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ یَتَفَكَّرُونَ فكان مما بينه لأمته ﷺ في هذه الآيات أنه أعلمهم في غير حديث أنكم ترون ربكم عز وجل ورواه عنه جماعة من صحابته وقبلها العلماء عنهم أحسن القبول كما قبلوا منهم الأخبار أن المؤمنين يرون الله عز وجل لا يشكون في ذلك ثم قالوا من رد هذه الأخبار فقد كفر
الشرح :
نعم قال محمد بن الحسين هو المؤلف رحمه الله هو اسمه محمد وأبوه الحسين قال المؤلف محمد وقد قال الله عز وجل لنبيه ﷺ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ یَتَفَكَّرُونَ إذا وظيفة الرسول ﷺ يبين القرآن ويبلغه للناس ومما بينه أنه ﷺ بين ,بين للناس أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة قال قد قال الله عز وجل لنبيه ﷺ لِتُبَیِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَیۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ یَتَفَكَّرُونَ فكان مما بينه لأمته ﷺ في هذه الآيات أنه أعلمهم في غير حديث أنكم ترون ربكم عز وجل يقول مما بينه للناس أنه أخبر في غير حديث في أحاديث كثيرة أنكم ترون ربكم عز وجل وروى هذه الأحاديث روى عنه جماعة من الصحابة وقبلها العلماء منه عنهم أحسن القبول كما قبلوا منهم الأخبار أن المؤمنين يرون الله عز وجل لا يشكون في ذلك ثم قالوا من رد هذه الأخبار كفر من رد هذه الأخبار الأحاديث التي فيها وهي متواترة بلغت حد التواتر كما قال العلامة بن القيم رواها : هذه الأحاديث في رؤية الله في الصحاح والسنن والمسانيد رواها عن النبي ﷺ نحو ثلاثين صحابيا في الصحاح والسنن والمسانيد وكل هذه ردها , ردها أهل البدع فأنكروا رؤية الله ولهذا قال قبلوها منهم قال قبلوا منهم الأخبار أن المؤمنين يرون الله عز وجل لا يشكون في ذلك ثم قالوا من رد هذه الأخبار فقد كفر وهذا التكفير على ماذا؟ على العموم ,تكفير على العموم تكفير بالنوع قالوا من رد هذه الأخبار كفر أما فلان بن فلان رد شيء من هذه الأخبار ما نكفره ما ندري عن حاله يمكن جاهل يمكن ما بلغه الحديث يمكن له شبهة لابد أن نبلغه الحديث ونكشف الشبهة عنه فإذا أصر يكفر بعد ذلك ,واضح هذا ؟ أنا أكرر هذا لأن بعض الشباب الآن ما عنده بصيرة في هذا يظنون أن من كفر (راح) يكفر الناس كل من تكلم (راح) كفره لا تكفير بالعموم وأما , وأما الأشخاص فالذي يبين لهم أهل العلم , أهل العلم والبصيرة يبينونه , يبينون له الأدلة والنصوص ويبلغونه إذا تبين لهم أنه بلغه وأنه أصر أهل العلم هم الذين يحكمون بتكفيره أما أنت لا , أنت أيها الشاب طالب علم , اطلب العلم ,اطلب العلم واسأل أهل العلم ولا تكفر الناس وليس لك أن تبين ولا أن تستتيب ولا ,هذا ليس إليك ,إليك تطلب العلم وتبلغ العلماء والعلماء هم الذين يتولون هذا نعم , والمؤلف سيسوق الآن يسرد لنا الأحاديث, الأحاديث كثيرة إلى آخر الرسالة كلها يسرد الأحاديث في رؤية الله عز وجل ويقسمها كل صحابي له حجة الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس الأحاديث التي رواه أبو هريرة الأحاديث التي رواه أبو سعيد الخدري الأحاديث التي رواها عبد الله بن مسعود وهكذا يسرد الأحاديث نعم
المتن:
حدثنا أبو القاسم محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري
الشرح :
عند المحدثين الآن إذا قال حدثنا أبو القاسم محمد بن عبد العزيز قال حدثنا يحذفون كلمة قال اصطلحوا على هذا ولكن في القراءة تقرأ فقبل حدثنا تقول قال حدثنا أبو القاسم قال حدثنا عبيد الله ابن عمر القواريري قال حدثني عمير قال حدثني وهكذا كلمة قال تحذف في الكتابة ولكن ينطق بها هذا اصطلاح المحدثين نعم حدثنا أبو القاسم
المتن :
قال حدثنا أبو القاسم محمد بن عبد العزيز البغوي قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثني مبر القاري قال حدثنا عبد الواحد بن زيد قال سمعت الحسن يقول : لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم عز وجل لذابت أنفسهم في الدنيا .
الشرح:
نعم هذا الحديث وهذا السند ليس حديث عن النبي ﷺ وإنما روي عن الحسن البصري الحسن هذا هو الإمام الحسن البصري واسمه أبي يسار اسمه أبي يسار معروف من العلماء التابعين وهو ورع وزاهد وله كلمات عظيمة وكلمات حكمة فيها حكم ينقلها المفسرون وينقلها العلماء وهو مولى من الموالي اسم أبيه يسار الأنصاري وهو ثقة وفقيه وفاضل ومشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس في الحديث قال البزَّار كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حدثنا الخطبة يعني أهل البلدة ,أهل بلده أهل البصرة يقول حدثنا وهو ما سمع والمقصود حدث أهل بلده وهم أهل البصرة لكنه ثقة لكن في الحديث لا بد أن ينظر فيه هو ثقة وله كلام وحكم وعظيم ينقل عنه العلماء ومن ذلك نقل عنه في قول وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلࣰا مِّمَّن دَعَاۤ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا وَقَالَ إِنَّنِی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ قال هم المؤذنون نعم المؤمنون داخلون في هذا في الأولية فيقول من إرساله حدثنا أو و خطبنا يعني يحدث أهل بلده وأهل البصرة وهو رأس الطبقة الثالثة ومات سنة عشرين و مئة قد قارب التسعين يقول رحمه الله هذا القول هل هو صحيح عنه نسب هذا القول بهذا السند وهذا الأثر أورده ابن القيم في حديث الرواة كما ذكر المحقق بلا إسناد ونسبه إلى الحسن يقول لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم عز وجل لذابت أنفسهم في الدنيا يقول لو يعلمون أنهم ما يرون لذابت أنفسهم في الدنيا يعني أعظم نعيم رؤية الله لو يعلمون أنهم ما يرون الله لذابت أنفسهم في الدنيا وذهبت يعني أن رؤية الله في الدنيا هو المهم رؤية الله في الآخرة هو المهم وهو الأساس فلو كانوا يعلمون أنهم ما يرونه لذابت أنفسهم وهلكت يعني بيان فضل رؤية الله عز وجل هذا كلام الحسن رحمه الله نعم
المتن:
قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد العطشي قال حدثنا أبو حفص عمر بن مدرك القاصّ قال حدثنا مكي بن إبراهيم قال حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال : إن الله عز وجل ليتجلى لأهل الجنة فإذا رآه أهل الجنة نسوا نعيم الجنة .
الشرح :
نعم هذا الأثر عن الحسن أيضا ليس من كلام النبي ﷺ ولا من كلام الصحابة ولكنه أثر مروي عن الحسن وهذا الأثر الذي ذكره ابن القيم أيضا في حادي الأرواح وعزاه إلى هشام بن الحسن إلى هشام بن حسان ولم يعزه إلى الحسن يقول الحسن رحمه الله إن الله عز وجل ليتجلى لأهل الجنة فإذا رآه أهل الجنة نسوا نعيم الجنة هذا يعني مما فهمه من النصوص التي دلت على أن رؤية الله أعظم نعيم يُعطاه أهل الجنة فهذا ليس من كلام النبي ﷺ وليس من كلام الصحابة وليس من كلام النبي ﷺ وليس من كلام الصحابة ولكنه من كلام الحسن فيما فهمه من النصوص قال إن أهل الجنة إذا رأوا الله نسوا ما هم فيه من النعيم وهذا صحيح لأن رؤية الله أعظم نعيم يُعطاه أهل الجنة ولهذا قال الله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة جعلها زيادة نعم
المتن :
قال حدثنا أبو بكر بن أبي داوود السجستاني قال حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا جرير يعني بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن كعب الأحبار قال ما نظر الله عز وجل الجنة إلا قال لها طيبي لأهلك فزادت ضعفا على ما كانت حتى يأتي أهلها وما من يوم كان لهم عيدا في الدنيا إلا يخرجون في مقداره في رياض الجنة فيبرز لهم الرب عز وجل فينظرون إليه وتسفي عليهم الريح بالمسك الطيب ولا يسألون ربهم عز وجل شيئا إلا أعطاهم حتى يرجعوا وقد ازدادوا على ما كانوا عليه من الحسن والجمال سبعين ضعفا ثم يرجعون إلا أزواجهم وقد ازدادوا مثل ذلك .
الشرح:
نعم وهذا الأثر ليس من كلام النبي ﷺ ولا من كلام الصحابة ولكنه من كلام كعب ،كعب الأحبار وكعب هذا رجل من أهل الكتاب أسلم في زمن التابعين وله وكان ينقل عن أهل الكتاب كثيرا ترجم له العلماء وهو يسمى كعب من مات عال وهو من أوعية العلم ومن كبار علماء أهل الكتاب أسلم في زمن أبي بكر وقدم من اليمن في دولة أمير المؤمنين عمر فأخذ عنه الصحابة وغيرهم وأخذ هو من الكتاب والسنة عن الصحابة ’ توفي في خلافة عثمان وروى عنه جماعة من التابعين مرسلا قال الذهبي : وله شيء في صحيح البخاري وغيره قال الحافظ بن حجر:وليس له في البخاري رواية في مسلم رواية لأبي هريرة عنه من طريق الأعمش عن أبي صالح وهذا الأثر عن كعب رواه ابن بطة في لبان الكبرى ورواه أبي سعيد الداري في الرد على الجهمية فهذا أيضا كعب هذا كان يهوديا ثم أسلم في زمن أبي بكر وهو ينقل عن كتب بني إسرائيل وهذا مما فهمه يعني مما فهمه ,فهم له فهذا من كلام كعب ليس من كلام النبي ﷺ ولا من كلام الصحابة وإنما فهم فهمه من النصوص يقول ما نظر الله عز وجل , ما نظر الله عز وجل إلى الجنة إلا قال لها طيبي لأهلك هذا يحتمل أنه نقله عن بني إسرائيل أو نقله عن بعض الكتب نقله عن كتب بني إسرائيل أو عن بعض النصوص وفهمه هذا القول الأقرب أنه أخذ عن بني إسرائيل قال ما نظر الله عز وجل إلى الجنة إلا قال لها طيبي لأهلك فزادت ضعفا على ما كانت عليه من النعيم حتى يأتي أهلها وما من يوم كان لهم عيدا في الدنيا إلا يخرجون بمقداره في رياض الجنة فيبرز لهم الرب عز وجل فينظرون إليه وتسفي عليهم الريح بالمسك الطيب ولا يسألون ربهم عز وجل شيئا إلا أعطاهم حتى يرجعوا وقد ازدادوا على ما كانوا عليه من الحسن والجمال سبعين ضعفا ثم يرجعون إلى أزواجهم وقد ازدادوا مثل ذلك هذا الكلام مثل ما سبق فهمه من النصوص بعضها من النصوص التي فهمها من كلام النبي ﷺ وبعضها فهمها أخذها من أخبار بني إسرائيل .
المتن:
قال حدثنا أبو بكر بن أبي داوود قال حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا عبد الله بن وهب قال مالك بن أنس رحمه الله : الناس ينظرون إلى الله عز وجل يوم القيامة بأعينهم .
الشرح:
هذا الأثر كما هو صحيح بالنسبة للإمام مالك هذا للإمام مالك أحد الأئمة الأربعة منسوب إليه وقد رواه أبو نعيم في حلية الأولياء وساق أبو نُعيم كما ذكر المحقق في الحيلة أثراً آخر لمالك قال : يقول الله عز وجل وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةࣱ قال ناظرة قوم ينظرون إلى ثوابه قال مالك كذبوا فأين هم عن قول الله عز وجل كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ فالإمام مالك رحمه الله قال عز وجل يوم القيامة بأعينهم هذا تقرير من الإمام مالك رحمه الله وهو من أئمة أهل السنة من الأئمة الأربعة أن المؤمنين , أن الناس ينظرون إلى الله عز وجل يوم القيامة بأعينهم وهذا فيه الرد على الجهمية والمعتزلة الذين ينكرون الرؤية الجهمية , المعتزلة يقولون يرون ربهم : يعلمون ,يفسرونها بالعلم يقول ترون ربكم كما ترون القمر تقول المعتزلة تعلمون ربكم كما تعلمون أن القمر قمر لا تشكون فيه ,هذا معنى فاسد تعلمون ربكم كما تعلمون القمر معلوم أن الناس في يوم القيامة كلهم يزول عنهم الشك ,ما أحد ينكر يوم القيامة والمؤلف رحمه الله قدم هذه الأقوال وغيرها من التابعين وغيرهم الأولى به أن يقدم الأحاديث ,الأحاديث أخرها ,الأحاديث الصحيحة المروية عن النبي ﷺ أخرها وأقوال الصحابة أخرها وبدأ بهذه الآثار عن التابعين وغيرهم نعم
المتن:
قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا عبد الوهاب الوراق قال قلت للأسود بن سالم هذه الآثار التي تروى في معنى النظر إلى وجه الله عز وجل ونحوها من الأخبار فقال نحلف عليها بالطلاق والمشي قال عبد الله معناه تصديقا بها.
الشرح:
هذا الأثر مروي عن الأسود بن سالم والأسود بن سالم هذا يروي عن سفيان بن عيينه وروى عنه إسحاق بن موسى الخطمي يقول هذه الآثار التي تروى في معنى النظر إلى وجه الله عز وجل ونحوها من الأخبار عبد الوهاب الوراق وهو عبد الوهاب بن حكم بن نافع أبو الحسن الوراق وهو ثقة روى عنه أبو داوود والترمذي والنسائي يروي عن الأسود بن سالم يسأله عبد الوهاب يسأل سالم قلت لسالم ،الأسود بن سالم هذه الآثار التي تروى في معنى النظر إلى وجه الله عز وجل ونحوها من الآثار يعني هل هي صحيحة فقال : نحلف عليها بالطلاق والمشي قال عبد الله معناه تصديقا بها نحلف , قال نحلف عليها بالطلاق يعني المعنى أنها صحيحة هذه الأحاديث فلو حلف إنسان بالطلاق أنها صحيحة لا تطلق زوجته هذا معناه لأنه صادق هذا معنى الطلاق والمشي : هذا كيف المشي ؟ يقول المحقق لم أفهم ماذا يقصد به أهو أن ينذر أن يحج ماشيا أم هو ما كانوا يفعلونه من المشي ثلاث خطوات بعد اليمين الموجبة أم يعني بذلك أنه يمشي كناية بذلك عن انعقاد التام ليمينه كما كان يفعل ابن عمر فقد روي عنه أنه كان يمشي خطوات إذا باع بيع وتم البيع , بعتك , مشى خطوات ثم يرجع حتى يتم البيع فلعل هذا يمشي خطوات يعني من باب التأكيد يمشي خطوات , ولعل هذا الأرجح هذا الذي أرى يعني يحتمل أنه أننا هذه الآثار ثابتة بحيث لو طلق الإنسان زوجته على صدقها لم تطلق وكما أن الإنسان إذا مشى خطوات تم البيع فكذلك , فكذلك نمشي عليها يعني أنها ثابتة , أنها ثابتة ثبتت بالمشي كما يثبت البيع بالمشي وكما أن الصادق لا تطلق زوجته فكذلك هذه الأحاديث صدق نعم ولهذا قال عبد الله معناهُ تصديقا بها , معناه تصديقا بها وهذا كما ذكر المحقق أن هذا الأثر رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى وأنه فقال : قال الأسود بن سالم هذه الأحاديث والله حق نحلف عليها بالطلاق يعني أنها ثابتة ومعناه يعني أنها نصدق بها وأنها ثابتة وهذا القول قال أبو بكر عبد الله لعل عبد الله هو أبو بكر الراوي هو أبو بكر عبد الله هو الذي قال معناه تصديقا بها قال عبد الله أبو بكر نعم حدثنا أبو حفص نعم
المتن:
قال حدثنا أبو حفص بن أيوب السبطي قال حدثنا محمد بن سليمان الوين قال قيل لسفيان بن عيينة هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية فقال حق على ما سمعناها ممن نثق به.
الشرح :
نعم هذا الأثر مروي عن سفيان بن عيينة ,سفيان بن عيينة ثقة حافظ وإمام حجة وسفيان بن عيينة الهلالي من رؤوس الطبقة الثامنة وكان أثبت الناس في عمر بن دينار ,عمر بن دينار له الجماعة فهذا الحديث من رواية حفص بن أيوب السبطي وكان ثقة قال حدثنا محمد بن سليمان الوين , الوين لقب له محمد بن سليمان لقبه لوين قال قيل لسفيان بن عيينة هذه الأحاديث التي تروى يعني في الرؤية رؤية الله عز وجل فقال سفيان حق على ما سمعناها ممن نثق به يعني حق ثابتة نعم .
المتن:
قال حدثنا أبو الفضل الجعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا الفضل بن زياد قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وبلغه عن رجل أنه قال إن الله لا يُرى في الآخرة فغصب غضبا شديدا ثم قال من قال إن الله عز وجل لا يُرى في الآخرة فقد كفر عليه لعنة الله وغضبه من كان من الناس أليس الله جل ذكره قال وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةࣱ وقال عز وجل كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ هذا دليل على أن المؤمنين يرون الله.
الشرح:
نعم هذا الأثر عن الإمام أحمد بن حنبل وهو إمام أهل السنة والجماعة إمام أهل الحديث هو الثقة الحافظ الحجة بلغه عن رجل أنه قال إن الله لا يُرى في الآخرة فغضب الإمام أحمد غضبا شديدا ثم قال من قال إن الله عز وجل لا يُرى في الآخرة فقد كفر هذا دليل على أن الأئمة يكفرون من أنكر الرؤية عليه لعنة الله وغضبه من كان من الناس أي ,أي شخص, من كان من الناس يعني أي شخص كان من الناس ينكر فقد كفر من كان من الناس أيا كان ثم قال أليس الله جل ذكره قال وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةࣱ كيف ينكر الآيات ؟ وقال عز وجل كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ هذا دليل على أن المؤمنين يرون الله وهذا الأثر أيضا ذكره ابن بطة في الإبانة الكبرى وقال من قال إن الله لا يُرى في الآخرة فهو جهمي وقد كفر ذكره أبو يعلى الحنبلي في طبقات الحنابلة نعم
المتن:
قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال حدثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل قال سمعت أبا عبد الله يقول قالت الجهمية إن الله عز وجل لا يرى في الآخرة وقال الله عز وجل كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ فلا يكون هذا إلا أن الله عز وجل يُرى وقال عز وجل وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةࣱ فهذا النظر إلى الله والأحاديث التي رُويت عن النبي ﷺ أنكم ترون ربكم بروايات صحيحة وأسانيد غير مدفوعة والقرآن شاهد أن الله عز وجل يُرى في الآخرة.
الشرح :
نعم وهذا الأثر أيضا يروى عن الإمام أحمد رحمه الله وإسناده صحيح إلى الإمام أحمد قال حنبل ذكره الإمام بن القيم في حادي الأرواح قال سمعت أبا عبد الله يقول أدركنا الناس وما ينكرون من هذه الأحاديث شيئا وكانوا يحدثون بها عن الجملة يمروها على حالها غير منكرين لذلك ولا مرتابين قال تعالى كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ ولا يكون الحجاب إلا لرؤية أخبر الله سبحانه أن من شاء الله ومن أراده يراه والكفار لا يرونه قال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول قال الله تعالى وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةࣱ فهذه من رواية حنبل عن الإمام أحمد يقول قالت الجهمية إن الله عز وجل لا يُرى في الآخرة جهمية منسوبة إلى الجهم بن صفوان وقال تعالى كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ ولا يكون هذا إلا أن الله عز وجل يُرى يعني كون الكفار يحجبون دليل على أن المؤمنين لا يحجبون وقال الله عز وجل وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةࣱ فهذا النظر إلى الله والأحاديث التي رويت عن النبي ﷺ إنكم ترون ربكم بروايات صحيحة وأسانيد غير مدفوعة يعني لا يستطيع أحد دفعها غير مدفوعة يعني أسانيد صحيحة ثابتة لا يمكن أن تُرد والقرآن شاهد أن الله عز و جل يُرى في الآخرة نعم
المتن:
قال حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي قال حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية.
الشرح :
نعم وهذا الأثر رجاله وإسناده ثقات كما وقد حكي عثمان بن سعيد الدارمي قول عبد الله بن المبارك في كتاب الرد على الجهمية قال المبارك رحمه الله لأن أحكي كلام اليهود والنصارى أحب إليّ من أن أحكي كلام الجهمية حدثنا الحسن بن صباح البغدادي عن علي بن شقيق عن المبارك فهذا الأثر عن عبد الله بن المبارك وعبد الله بن المبارك معروف علمه وزهده عبد الله بن المبارك الواضح الحنظلي الولاء التميمي المرمزي أبو عبد الرحمن الحافظ شيخ الإسلام المجاهد التاجر صاحب التصانيف والرحلات أفنى عمره في الأسفار حاجا ومجاهدا وتاجرا وجمع الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء كما جاء عن الحافظ بن حجر في التقريب قال الثقة الحافظ الحجة الكريم الجواد الشجاع المجاهد ذكر أوصافا عظيمة عبد الله بن المبارك وكان يحج سنة ويغزو سنة ورحمه يقول إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية لخبثه وشره يعني أن الجهمية قالوا كلاما خبيثا ما يستطيع الإنسان أن يتكلم به زاد على كلام اليهود والنصارى في الخبث والعياذ بالله لجرأتهم لأنهم وهذا يدل على أن عبد الله بن المبارك يرى كفر الجهمية فقد ذكر ابن القيم أنه كفرهم خمسمائة عالم الجهمية خمسمائة عالم كفروا الجهمية قال في الكافية الشافية :
ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان
خمسون في عشرة كم ؟ خمسمائة
وإلا لك حكاه عنهم بل حكاه قبله طلحة فعبد الله بن المبارك يقول نستطيع نحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع نحكي كلام الجهمية لخبثه وشره لأنهم , لأنهم أنكروا الخالق ,أنكروا أسمائه وصفاته وأنكروا رؤية وكما سيأتي عن بعض السلف أيضا سيأتي به المؤلف أيضا أن عن بعض السلف من كان يتكلم كلام ثبت عن جمع من الأئمة أنهم قالوا إن كلام الجهمية في الله يدور على أنهم يقولون ليس فوق العرش إله كلامهم يدور على إنكار وجود الله لأنهم أنكروا أسمائه وأنكروا صفاته وأنكروا علوه والذي نفى الأسماء والصفات لا وجود له لا وجود لشيء إلا بأسمائه وصفاته وهم قالوا لا ،لا نقول لا نثبت العلم ولا القدرة ولا السمع ولا البصر ولا نقول فوق العالم ولا تحت العالم ولا متصل بعالم ولا محيط وش يكون عدم بل يكون هذا مستحيل نسأل الله العافية ولهذا قال جمع من السلف أن كلام الجهمية يدور على أنهم ,يقولوا ليس فوق العرش إله وليس فوق السماء إله يدور على جحدهم لله وإنكارهم لوجوده نعوذ بالله ولهذا قال عبد الله بن المبارك إنا لنستطيع أن نحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع نحكي كلام الجهمية لأن اليهود والنصارى ما أنكروا وجود الله أثبتوا الذين أثبتوا إنما كفرهم بعدم إيمانهم بالنبي ﷺ لكن ما أنكروا وجود الله ولا أنكروا صفاته فالجهمية زادوا عليهم نعم .