( المتن)
فالصّلاة أوّل فريضة فُرضت على النّبيّ ﷺ ، وهي آخر ما أوصى به أمّته عند خروجه من الدّنيا ، وهي آخر ما يذهب من الإسلام ، ليس بعد ذهابها إسلامٌ ولا دين ، وجاء الحديث أنه قال : من سمع المؤذّن فلم يجبه ، فلا صلاة له ، إلاّ من عذر وجاء عن عمر بن الخطّاب : أنّه فقد رجلاً في الصّلاة ، فأتى منزله ، فصوّت به ، فخرج الرّجل ، قال : ما حبسك عن الصّلاة ؟ قال : علّةٌ يا أمير المؤمنين ، ولولا أنّي سمعت صوتك ما خرجت ، أو قال : ما استطعت أن أخرج ، فقال عمر : لقد تركت دعوة من هو أوجب عليك إجابةً منّي : منادي الله إلى الصّلاة، وجاء عن عمر : أنّه فقد أقواماً في الصّلاة ، فقال : ما بالُ أقوامٍ يتخلّفون عن الصّلاة ، فيتخلّف لتخلّفهم آخرون ؟ ليحضرُنّ المسجد ، أو لأبعثنّ إليهم من يجأُ في رقابهم، ثمّ يقول : احضروا الصّلاة ، احضروا الصّلاة احضروا الصّلاة وجاء الحديث عن عبد الله بن أمّ مكتوم : فقال : يا رسول الله ، إنّي شيخٌ ضرير البصر ، ، شاسع الدّار ، بيني وبين المسجد نخلٌ ووادٍ ، فهل من رخصة إن صلّيتُ في منزلي ؟ فقال له النّبيّ ﷺ : أتسمع النّداء ؟ قال :نعم ، قال : أجب، ولم يرخّص رسول الله ﷺ لرجلٍ ضرير البصر ، ضعيف البدن ، شاسع الدّار بينه وبين المسجد نخلٌ وواد : في التّخّلف عن الصّلاة ، فلو كان لأحدٍ عذرٌ في التّخلّف : لرخّص رسول الله ﷺ لشّيخ ضعيف البدن ، ضرير البصر ، شاسع الدّار ، بينه وبين المسجد نخل وواد.
فأنكِروا على المتخلّفين عن الصّلاة ، فإنّ ذنوبهم في تخلّفهم عظيمة ، وأنتم شركاؤهم في عظيم تلك الذّنوب ، إن تركتم نصيحتهم والإنكار عليهم وأنتم تقدرون على ذلك .
وجاء عن أبي الدّرداء و عن ابن مسعود رضي الله عنهما : أنّ الله تعالى سنّ لكلّ نبيٍ سنّة ، وسنّ لنبيّكم ، فمن سنّة نبيكم : هذه الصّلوات الخمس في جماعة ، وقد علمت : أنّ لكلّ رجلٍ منكم مسجداً في بيته ، ولو صلّيتم في بيوتكم لتركتم سنّة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيّكم لضللتم
( الشرح )
وهذا البحث كله في بيان وجوب صلاة الجماعة وأن صلاة الجماعة واجبة ولا يجوز للإنسان أن يتخلف بغير عذر وبهذا هم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحرق على قوم لا يصلون الجماعة بيوتهم ولولا أنهم تركوا واجب ما هم بالتحريق وما منعه من ذلك إلا النساء والصبيان الذين لا تجب عليهم الجماعة ومن ذلك أن عمر صوت لرجل جاءه في بيته فقال لما قال إني سمعت أجبت سمعت نداء لقد تركت دعوة من هو أوجب عليك مني وكذلك أيضا تهديد عمر للذين يتخلفون عن الجماعة في المسجد قال لهم احضروا الصلاة احضروا الصلاة حديث ابن أم مكتوم كل هذا يدل على وجوب صلاة الجماعة ولا عبرة فيمن يخالف النصوص من بعض الجهال ومن بعض الذين يكتبون في الصحف ويقولون بأن الصلاة ليست بواجبة وأنها مستحبة هذا من جهلهم من جهلهم وجرأتهم ضعف الإيمان وضعف البصيرة يجعل الإنسان يتجرأ ويكتب كيف تكتب الآن إن الصلاة غير واجبة ومستحبه وأنت تعلم أن أمامك العلماء العلماء هم أهل العلم وأهل البصيرة هم أولى منك تكتب وأنت جاهل جاهل مركب تتحمل أوزارك وتقول الصلاة غير واجبة ... نعم ...
( المتن )
فاتّقوا الله وأمروا بالصّلاة في جماعة من تخلّف ، وإن لم تفعلوا تكونوا آثمين ، ومن أوزارهم غير سالمين ، لوجوب النّصيحة لإخوانكم عليكم ، ولوجوب إنكار المنكر عليكم بأيديكم ، فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم وقد جاء الحديث : يجيء الرّجل يوم القيامة متعلّقاً بجاره ، فيقول : يا ربّ وعزّتك ، ما خنته في أهلٍ ولا مال ، فيقول : صدق يا رب ، ولكنّه رآني على معصية فلم ينهني عنها والمتخلّف عن الصّلاة عظيم المعصية ، فاحذر تعلّقه بك غداً ، وخصومته إيّاك بين يدي الجبّار ، ولا تدع نصيحته اليوم ، إن شتمك وآذاك وعاداك فإنّ معاداته لك اليوم أهون من تعلّقه بك غداً ، وخصومته إيّاك بين يدي الجبّار ، ودحضه حجّتك في ذلك المقام العظيم ، فاحتمل الشّتمة اليوم لله ، وفي الله ، لعلك تفوز غداً مع النّبيّين والتابعين لهم في الدين.
( الشرح )
المعنى أن الإنسان يجب عليه أن ينكر المنكر لأنه واجب والإنسان في أداء الواجب لا بد أن يتحمل الأذى لا بد أن يتحمل الأذى الواجب تؤديه ولو أصابك أذى فكونه يصبك أذى ما يمنعك من أداء الواجب كونك تخشى أن يتكلم عليك أو لا يقبل كلامك أو يستهزأ بك هذا ما يسقط الواجب ولهذا يتعلق بك يوم القيامة ويخاصمك فكونك تصبر على أذاه وشتيمته في الدنيا أهون من كونك يخصمك يوم القيامة بين يدي الله عز وجل.نعم .
( المتن )
فإن رأيتم اليوم من يصلّي تطوّعاً ، ولا يقيم صلبه بين الرّكوع والسّجود : فقد وجب عليكم أمره ونهيه ونصيحته ، فإن لم تفعلوا كنتم شركاؤه في الإساءة والوِزر والإثم والتّضييع . واعلموا أنّ ممّا جهل النّاس : أنّ يصلي أحدهم تطوعاً ، ولا يتمّ الركوع ولا السّجود ، ولا يقيم صلبه، لأنه تطوّع ، فيظنّ أنّ ذلك يجزيه ، وليس يجزيه ذلك التطوّع ، لأنه من دخل في التطوّع فقد صار واجباً عليه لازماً له، يجب عليه إتمامه وإحكامه ، كما أن الرّجل لو أحرم بحجّة تطوعاً : وجب عليه قضاؤها ، وإن أصاب فيها صيداً : وجبت عليه الكفّارة ، وكما أنّ الرّجل لو صام يوما تطوعاً ، ثم أفطر عند العصر : وجب عليه قضاء ذلك اليوم، وكما أنّ الرجل لو تصدّق بدرهم على فقير ، ثم أخذه منه : وجب عليه ردّ ذلك الدّرهم على الفقير فكلّ تطوّع دخل فيه لزمه ، ووجب عليه أداؤه تاماً محكماً ، لأنه حين دخل فيه فقد أوجبه على نفسه ، ولو لم يدخل فيه لم يكن عليه شيء فإذا رأيتم من يصلّي تطوّعاً أو فريضةً فأمروه بتمام ذلك وإحكامه ، إن لا تفعلوه تكونوا آثمين ، عصمنا الله وإياكم .
( الشرح )
نعم ، وهذا بحث يقول المؤلف رحمه الله الإمام يقول إذا رأيتم من يصلي تطوعا ولا يقيم صلبه بين الركوع والسجود يجب عليكم أمره ونهيه ولو كان تطوع لأنه إذا دخل في الصلاة وجب عليه أن يقيمها فكما أنه يجب الطمأنينة وإقامة الصلب في صلاة الفريضة فكذلك يجب في صلاة النافلة بعض الناس يقول هذه صلاة نافلة ما يخالف هذي ينقرها نقر الغراب ولا يتم الركوع ولا السجود ... لا الصلاة تصلي لمن ؟ لله الفريضة تصليها لله والنافلة لله لماذا الفريضة تطمئن والنافلة ما تطمئن هذا خطأ يقول إذا رأيتم من يصلي تطوعا ولا يقيم صلبه يعني ما يطمئن فقد وجب عليك أمره ونصيحته فإن لم تفعلوا تكونوا شركاء له في الإثم يقول وأيضا يقول المؤلف ينبه يقول إن مما جهل الناس أن بعضهم يقول إذا كان صلي تطوعا لا يتم الركوع ولا السجود ولا يقيم صلبه لأنه تطوع فيظن أن ذلك يجزيه يظن أن النافلة ما يخالف لا يجب إتمامها ولا يجب الطمأنينة فيه وهذا جهل يقول لأن الإنسان إذا دخل في الفريضة في النافلة وجب عليه أن يتمها فهو في حقه فريضة كما أن الرجل لو أحرم في حج بحجة تطوعا وجب عليه قضاؤها يعني لو أحرم بالحج بحجة تطوعا ثم أفسد الحجة يجب عليه قضاؤها لأنه لما دخل صارت فريضة وكما أن الرجل لو صام يوما تطوعا ثم أفطر عند العصر يجب عليه قضاء ذلك اليوم وكما لو تطوع تصدق بدرهم على فقير ثم أخذ منه وجب عليه رد ذلك اليوم لأنه حين دخل فيه أوجبه على نفسه هذه مسألة ،مسألة التطوع هل يجب عليه قضاؤه مسالة خلاف بين أهل العلم وهذا قول لبعض أهل العلم ذكره الإمام رحمه الله إذا صام التطوع ثم أفطر وجب عليه قضاؤه هذا قول ورواية عن الإمام أحمد واستدل هؤلاء بقول الله تعالى یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوۤا۟ أَعۡمَـٰلَكُمۡ (9:34) وجب عليه قضاؤها والقول الثاني لأهل العلم أنه لا يجب قضاء الصلاة لو صلى ركعتين وحصل فيها خلل أحدث لا يجب عليه قضاؤها ولو صام تطوعا لا يجب عليه قضاؤه إنما هذا خاص بالحج الحج والعمرة إذا دخل فيه ثم أفسده أفسد الحج والعمرة يجب عليه قضاؤها لقول الله تعالى وَأَتِمُّوا۟ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ هذا هو الصواب في هذه المسألة إن الحج والعمرة إذا دخل فيه ثم أفسد الحج والعمرة وجب عليه قضاؤها وأما إذا صام تطوعا وأفسده يستحب قضاؤه ولا يجب إذا أفسد صلاة نافلة يستحب قضاؤها ولا يجب هذا هو الصواب في هذه المسألة والقول الثاني لأهل العلم أنه يجب هو الذي ذهب إليه الإمام هذي رواية عن الإمام أحمد أنه يجب لقوله تعالى: وَلَا تُبۡطِلُوۤا۟ أَعۡمَـٰلَكُمۡ فإذا دخل في النافلة صلاة ثم أفسدها وجب عليه قضاؤها إذا صام تطوعا ثم أفطر قبل الغروب وجب عليه قضاؤها على هذا القول وكذلك إذا تصدق على فقير أعطاه درهم ثم أخذها منه يجب عليه ردها هذا معلوم لأنه إذا أعطيت الفقير درهم ثم أخذته منه يجب عليك رده لأنه لما قبضه خلاص لما قبضه صار من ماله فليس لك أن تأخذه لكن قبل أن تأخذه ، قبل أن تعطيه إذا خرج الإنسان بالصدقة على الفقير وضعها في جيبه ثم أراد عدل عن الصدقة فهل له ذلك؟؟ له ذلك لأنها ما أعطيت للفقير لكن إذا أعطيتها للفقير خلاص لزمت فإذا أخذتها منه يجب عليك ردها ( 11:5) لكن قبل ذلك أنت بالخيار لما كانت في جيبك نويت الصدقة الأفضل أن تنفذ هذه النية لكن لو لم تنفذها وعدلت عن الصدقة فلا حرج عليك... نعم ...
( المتن)
قد قال بعض أهل الجهل : ليس على من سبق الإمام ساهياً شيءٌ ، تأويلاً منهم للحديث الذي جاء : ليس على من خلف الإمام سهو وقد جاء الحديث بذلك ، ولكنّهم أخطؤوا معناه وتأويله ، إنّما معناه : من قام ساهياً فيما ينبغي له أن يجلس فيه ، أو جلس ساهياً فيما له أن يقوم فيه ، أو سها فلم يدرِ كم صلّى ؟ ثلاثاً ، أو أربعاً ، أو ترك بعض التّكبيرات ساهياً ، فليس عليه سهو ، وليس ذلك فيمن سبق الإمام ، لم يجئ عن النّبيّ ﷺ ولا عن المهاجرين والأنصار بيانٌ لمن سبق الإمام ساهياً أو غير ساهٍ ، وقول النّبيّ ﷺ : أما يخاف الّذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوّل الله رأسه رأس حمار لم يقل : إلاّ أن يكون ساهياً ، ولم يأمره بسجدتي السهو وقول ابن مسعود : ( لا وحدك صلّيت ولا بإمامك اقتديت) لم يقل : إلاّ أن تكون ساهياً ، ولم يأمره بسجدتي السّهو ، وقول ابن عمر رضي الله عنهما : لا صلّيت وحدك ، ولا صلّيت مع الإمام ولم يقل : إلاّ أن تكون ساهياً ، ولم يأمره بسجدتي السّهو ، ولكن ضربه وأمره بالإعادة وقول سلمان : الّذي يرفع رأسه قبل الإمام ويخفض قبله : ناصيته بيد الشّيطان ، يخفضه ويرفعه ولم يقل : إلاّ أن يكون ساهياً ، ولم يأمره بسجدتي السهو وقد سها النّبيّ ﷺ ، وسها عمر ، وسها أصحاب رسول الله ﷺ ، فمنهم من سها وترك القراءة في الركعتين الأوليين ، ثمّ قرأ في الأُخريين ، ومنهم من سها فقام فيما ينبغي له أن يجلس فيه ، وجلس فيما ينبغي له أن يقوم فيه ، ففي هذا كلّه وفيما أشبهه : سجدتا السهو ، بذلك جاءت الأحاديث عن النّبيّ ﷺ وعن أصحابه ، وذلك هو السّنة.فأمّا سبق الإمام : فإنّما جاء عنهم أنّه : ( لا صلاة له ) على ما فسّرت لك من قولهم : ( من سبق الإمام فلا صلاة له ) ساهياً كان أو غير ساهٍ .
( الشرح )
هذا في هذا البحث يبين المؤلف على فهم خطأ لبعض الناس فهم من الحديث ليس على من سبق الإمام سهيا شيء يظن أن المأموم إذا سبق الإمام وهو ساهي فليس عليه شيء يجوز له أن يسابقه فيقول المؤلف هذا حق ليس له أن يسبق الإمام إنما معنى الحديث من سبق الإمام ساهيا معناه ساهيا فيما ينبغي له أن يجلس فيه يعني سبقه ساهيا فيما ينبغي له أن يجلس فيه فلم يجلس مثلا في الجلسة في التشهد الأول أو جلس ساهيا فيما له أن يقوم فيه أو سها مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الصحابة عمر سها فترك القراءة في الركعتين الأوليين ثم قرأ في الأخريين ومنهم من سها فقام فيما ينبغي له أن يجلس هذا الذي يعذر فيه وليس المعنى أن الإنسان يسابق الإمام ويقول أنا ساهي معذور لا ..اللى يسابق الإمام غير معذور لا يجوز له أن يسابق الإمام ولا يقول أنا ساهي ومعذور مسابقة الإمام ممنوعة ولهذا قال المؤلف ليس فيمن سبق الإمام لم يجئ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن المهاجرين والأنصار أن لمن سبق الإمام ساهيا أو غير ساهيا إنما هذا فيمن في الشخص الذي يفعل مثلا يترك القراءة ساهيا أو يقوم ساهيا أو يجلس ساهيا ثم يعود أما الذي يسابق الإمام فهذا لا يعذر .. نعم ..
( المتن)
وليس للسّهو هاهنا موضع يُعذر فيه صاحبه ، وكيف يجوز السّهو هاهنا ؟وهو إذا رأى الإمام قد هوى من قيامه بادره فيسجد قبله ، أو ينظر إلى الإمام ساجداً بعده ، وهو قد رفع رأسه ، أو ينظر إليه يريد أن يسجد فيبادر قبله ، أو ساعة يفرغ الإمام من القراءة : يبادر فيركع قبله من قبل أن يكبّر الإمام فيركع ، وإنّما ينبغي في هذا كلّه : أن ينتظر حتى يركع ، أو يسجد أو يرفع ، أو يخفض ، وينقطع تكبيره في ذلك كلّه ، ثم يتبعه بعد فعل الإمام ، وبعد انقطاع تكبيره ليس للسّهو موضع يُعذر به صاحبه ، ولم يعذره النّبيّ ﷺ ولا أصحابه ، ولا أمروه بسجدتي السّهو ، ولكن أمروه بالإعادة، وخوّفه النّبيّ ﷺ : أن يحوّل الله رأسه رأس حمار وإنّما ذلك لاستخفافه بالصّلاة واستهانته بها ، وصغر خطرها في قلبه .فليحذر جاهلٌ أن يعذر نفسه فيما لا عذر له فيه ، ويفتن الناس ويحملهم وِزرا فيما لا عذر لهم فيه فيحمل وزر نفسه و وِزر من يفتنه بحجّةٍ مدحوضة ، لم يحتجّ بها أحدٌ من الأبرار .
( الشرح )
يعني يقول المؤلف رحمه الله اللي يسابق الإمام غير معذور من يسبق الإمام في الركوع وفي السجود وفي الخفض والرفع هذا غير معذور هذا عليه أن ينتظر ويتأخر ويتمهل حتى ينقطع صوت الإمام ثم يتابعه أما أن يعذر الإنسان نفسه يقول أنا ساهي معذور هذا ليس بعذر ( 16:55) قرأ في وقت القيام قرأ التشهد وهو قائم قرأ الفاتحة وهو في وقت التشهد ناسي هذا هو المعذور أما اللي يسابق الإمام فليس له عذر في هذا قرأ في الركعتين الأخريين نسي أسر في قراءة الأوليين هذا هو المعذور أما الذي يسابق الإمام(17:14) ليس بمعذور لو كان معذور لما توعده النبي بأن يحول الله رأسه رأس حمار لو كان معذور لما ضربه عمر وأمره أن يعيد الصلاة وهكذا فلا بد أن يفرق الإنسان بين السهو الذي يعذر فيه والسهو الذي لا يعذر السهو الذي يعذر فيه ما يفعله الإنسان ساهيا في قراءة في جلوس ناسي في سجود في قراءة التشهد قرأ التشهد قرأ الفاتحة وهو جالس في التشهد قرأ التشهد وهو واقف مثلا وهكذا أما الذي يسابق الإمام فهذا لا عذر له في الركوع وفي السجود وفي الخفض والرفع ... نعم..
( المتن )
فاعتنوا عباد الله بصلاتكم ، فإنّها آخر دينكم ، وليحذر امرؤٌ أن يظنّ أنّه قد صلّى وهو لم يُصلّ ، فانه جاء الحديث : إنّ الرّجل يصلّي ستين سنةً وماله صلاة ، قيل : وكيف ذلك ؟ قال : يتمّ الرّكوع ولا يتمّ السّجود ، ويتم السّجود ولا يتم الرّكوع وجاء الحديث عن حذيفة : ( أنّه رأى رجلاً يصلّي ولا يتمّ ركوعه ولا سجوده ، فقال حذيفة : منذ كم تصلّى هذه الصّلاة ؟ قال : منذ أربعين سنة : قال حذيفة : ما صليت ، ولو متَّ : لمتّ على غير الفطرة )وجاء الحديث عن عبد الله بن مسعود : ( أنّه بينما يحدّث أصحابه ، إذ قطع حديثه ، فقالوا له : ما لك يا أبا عبد الرحمن ، قطعت حديثك ؟ قال : إنّي أرى عجباً ، أرى رجلين ، أمّا أحدهما : فلا ينظر الله إليه ، وأمّا الآخر : فلا يقبل الله صلاته ، قالوا من هما ؟ فقال : أمّا الذي لا ينظر الله إليه : فذلك الذي يمشي يختال في مِشيته ، وأما الّذي لا يتقبل الله صلاته : فذلك الذي يصلّي ولا يتمّ ركوعه ولا سجوده )وجاء الحديث : أنّ رجلاً دخل المسجد ، فصلّى ثمّ جلس إلى النّبيّ ﷺ ، فقال له النّبيّ ﷺ : صلّيت يا فلان ؟ قال : نعم يا رسول الله، قال : ما صلّيت قم فأعِدها ، فأعادها ، ثم جلس إلى النّبيّ ﷺ ، فقال : صلّيت يا فلان ؟ قال : نعم ، يا رسول الله ، قال : ما صلّيت ، قم فأعِدها ، فأعادها ، فلما كانت الثّالثة أو الرّابعة : علّمه رسول الله ﷺ كيف يصلّي ، فصلّى كما علّمه النّبيّ ﷺ
( الشرح )
نعم ، هذا البحث في بيان وجوب الطمأنينة وأن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا بها ولهذا قال المؤلف رحمه الله ( ليحذر امرؤ أن يظن بأنه قد صلى وهو لم يصل ) قال جاء الحديث أنّ الرّجل يصلّي ستين سنةً وماله صلاة لماذا ؟ لأنه لا يطمئن في صلاته وإذا لم يطمئن في صلاته ترك ركنا من أركان الصلاة وإذا ترك ركنا من أركان الصلاة بطلت الصلاة وذكر حديث حذيفة (أنّه رأى رجلاً يصلّي ولا يتمّ الركوع ولا السجود ، فقال له حذيفة : منذ كم تصلّي هذه الصّلاة ؟ قال : منذ أربعين سنة هذي صلاتي: فقال له حذيفة أنت منذ أربعين سنة ما صليت ولو مت على هذه الحالة لمت على غير فطرة الله التي فطر عليها محمد صلى الله عليه وسلم كذلك أثر ابن مسعود أنه قال إنّي أرى رجلين أحدهما : لا ينظر الله إليه ، والآخر : لا يقبل الله صلاته فالذي لا ينظر الله إليه : الذي يمشي مختالا متكبرا ، والذي لا يتقبل الله صلاته : الذي لا يطمئن في صلاته لا يتمّ الركوع ولا السجود وذكر حديث المسيء في صلاته وهو في الصحيحين صحيح البخاري الرجل الذي جاء والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وصلى ركعتين ولم يتم الركوع ولا السجود ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له وسلم قال وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل ارجع فصل فإنك لم تصل هو صلى لكن صلاته صورية ارجع فصل يعني صلاة ، صلاة شرعية فإنك لم تصل هو صلى صلاة صورية لكنه لم يصل صلاة شرعية ثم رجع الرجل فصلى مثل صلاته فجاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فيه من الفوائد أن الإنسان إذا صلى يسلم مرة ثانية الصلاة فاصل فإذا صلت سلم على شخص ثم صليت لا بأس تسلم عليه مرة ثانية إنما الصلاة فاصل كان الصحابة إذا حال بينه وبين أخيه شجرة سلم عليه هنا حالت الصلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد أن يعلمه من أول مرة لماذا لم يعلمه من أول مرة؟ حتى ينتبه يكون عنده استعداد تركه ثلاث مرات (21:57) فصلى نقر الصلاة ما يعرف غير هذا فجاء فسلم على النبي فقال ارجع فصل فإنك لم تصل لماذا لم يعلمه من أول مرة؟حتى يكون عنده انتباه واعتناء رده ثلاث مرات فقال في المرة الثالثة و الرابعة والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني ما أعرف غير هذي هذي صلاتي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا شوفوا الطمأنينة في الركوع ثم ارفع حتى تطمئن قائما هذا في الرفع من الركوع ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا هذا في السجود ثم ارفع حتى تعتدل جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها دل على أن الطمأنينة ركن ولذلك يقول العلماء الطمأنينة ركن في جميع الأفعال ركن في القراءة ركن في الركوع ركن في السجود ركن في الجلوس بين السجدتين ركن في التشهد وهكذا الطمأنينة لا بد منها وفيه دليل والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بإعادة الصلوات الماضية لماذا ؟ هو قال ما أعرف غير هذا أخذ العلماء من هذا أن الإنسان إذا كان يعني على خطأ سنين طويلة لا يمكن استدراكها فإنه يكتفي بأمره بإعادة الصلاة الحاضرة أمره بإعادة الصلاة الحاضرة والباقي يعفو الله عنه لأنه لم يعلم جاهل لأنه لو أمره أن يعيد إذا كان عمره أربعين سنة كم كم أو خمسين سنة كم يعيد كم الصلوات؟؟ هذا فيه مشقة فيؤمر بالصلاة الحاضرة وما عداه فيعفو الله عنه ما عداه ... نعم ...
( المتن )
فرحم الله امرأ احتسب الأجر والثواب ، فبثّ هذا الكتاب في أقطار الأرض ، فإنّ أهل الإسلام محتاجون إليه ، لما قد شملهم من الاستخفاف بصلاتهم والاستهانة بها ، والله أعلم بالصواب واليه المرجع والآل وحفظ الله شيخنا وأطال الله من عمره بطاعته وألبسه لباس الصحة والعافية على شرحه لهذه الرسالة القيمة وغفر الله لنا ولوالدينا والحاضرين وأدخلنا الجنة بلا حساب ولا عذاب وصلى الله على نبينا محمد
( الشرح )
المؤلف رحمه الله في أخر هذه الرسالة ترحم على من احتسب الأجر والثواب وبث هذا الكتاب في أقطار الأرض ونشره يعني فعلينا أن ننشر هذا الكتاب ننشره الآن بالكتابة ننشره في الإنترنت في المواقع كل هذا من نشره يدخل في هذا الدعاء دعا له الإمام أحمد الإمام أحمد يدعو ويترحم بالرحمة على من احتسب الأجر والثواب وطلب الأجر من الله وبث هذا الكتاب في أقطار الأرض بسبب (إيش)؟؟ بسبب أن أهل الإسلام محتاجون إليه كثير منهم شمله الاستخفاف والاستهانة بالصلاة فرحم الله من احتسب الأجر والثواب وبث هذا الكتاب والحمد الله تيسر الآن الكتاب في المواقع ونرجو إن شاء الله أن تصيبنا دعوة الإمام رحمه الله
الأحاديث ، تخريج الأحاديث هذي ممكن نقرأها عليكم ، قوله لما ليس لمن سبق الإمام هذا مخرج الأحاديث خرج بعضها وبعضها لم يجدها قوله ليس لمن سبق الإمام صلاة هذا أيضا ما وجده حديث أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار هذا رواه البخاري رحمه الله ومسلم والإمام أحمد في السنن وسنن أبي داوود .
حديث الإمام يركع قبلكم ويسجد قبلكم هذا رواه البخاري ومسلم والنسائي والمسند.
حديث البراء بن عازب رواه البخاري ومسلم .
حديث حطان في مسلم وسنن أبي داوود والدرامي هذي يقول لقد خفت أن تكفيني بها أو أن تبكعني بها.
وحديث الإمام يركع قبلكم هذا مضى
حديث يأتي على الناس زمان يقول لم أجده
حديث بلال بن سعيد يقول ليس في الصحابة والمعروف في التابعين بلال بن سعد
حديث ويل للعالم من الجاهل يقول لم أجده
حديث لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة هذا في مجمع الزوائد في الموطأ وفي خبر مقتل عمر بن الخطاب الصلاة عمود الإسلام يقول جاء بنص الصلاة بنص آخر لكن في حديث معاذ رأس سنام الإسلام وعموده الصلاة هذا في مسند (26:25)
حديث أول ما تفقد في دينكم الأمانة يقول لم أجده
حديث أول ما يسأل عنه العبد هذا في المسند وفي مجمع الزوائد
وحديث الله ،الله في الصلاة في المسند وفي مجمع الزوائد
حديث أم سلمة الصلاة الصلاة إذا رفع رأسه في مسلم وكان رسول الله إذا رفع رأسه في مسلم(26:49) إذا أمّ بالقوم في مجمع الزوائد
اجعلوا أمر دينكم إلى فقهائكم هذا في سنن أبي داوود
فليؤذن لكم خياركم وليؤمكم قراءكم إن أحق الناس يقول لم أجده
راصوا الصفوف هذا فيما معناه في سنن أبي داوود
إذا قام قام للصلاة في سنن أبي داوود
لتسون مناكبكم في سنن أبي داوود وفي مسلم وفي البخاري (عن عمر أنه كان يقوم مقام الإمام ) في تاريخ الطبري لم يؤذن بلابل ذلك في سنة ( 27:13) هو حديث الطبري يدل ذلك على أنه كان في الشام بعد أن خطب عمر الناس في ذي الحجة حين عزم القفول إلى المدينة وفي أسد الغابة أنه أذن لأبي بكر حياته ثم ذكر ما قاله الطبري .
في حديث أنه كان له سكتتان في سنن أبي داوود والترمذي كان يسكت إذا فرغ من الصلاة في سنن أبي داوود إذا انحط من قيامه للسجود وضع ركبتيه قبل أن يسجد في سنن أبي داوود والنسائي وغيرهما
إذا سجد لو مرة بهيمة في سنن أبي داوود وفي مسلم وفي الدارمي إذا سجد يجافي في سنن أبي داوود ومسلم
إن العبد يسجد في سنن أبي داوود والبخاري بمعناه كان إذا رفع لو كان قدح على ظهره في مجمع الزوائد إن العبد إذا صلى فأحسن في مجمع الزوائد وبمعناه في الترغيب والترهيب من صلى إلى سترة فليدنوا منها في سنن أبي داوود ادرؤوا المار في سنن أبي داوود ومسلم لو يعلم أحدكم ما عليه في سنن أبي داوود ومسلم والبخاريخبر أبي سعد الخدري ومسلم وفي البخاري
لا يقبل الله نافلة يقول لم أجده انظر البخاري ومسلم وسنن أبي داوود كان يأمرنا بإثقال الخطى لم أجده وهو معروف بمعناهتعبد الله كأنك تراه هذا في سؤالات جبرائيل في البخاري ومسلم
إذا افتتحت الصلاة في سنن أبي داوود
أن العبد ما دام في صلاة يقول لم أجده
( 28:23) في كل يوم ) لم أجده
ولد الإسلام غريبا في مسلم والمسند وغيرهما
خير الأمة الذين بعثت فيهم معناه في سنن أبي داوود وغيرهما
أنتم خير من أبائكم لم أجده
كيف نهلك ونحن نقرئ أبناءنا القرآن هذا فيما معناه في الدارمي والرجل هو زياد بن لبيب
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده رواه الإمام مسلم وغيره
أسوء الناس سرقه الذي يسرق من صلاته في المسند وفي مجمع الزوائد
الخطيئة إذا خفيت لم أجدها
لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام في مسلم والبخاري وسنن أبي داوود
لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد لم أجده
من سمع المؤذن فلم يجبه في سنن أبي داوود
حديث عبد الله بن أم مكتوم في سنن أبي داوود
حديث أبي الدرداء إن الله تعالى سن لكل نبي سنة في مسلم وسنن أبي داوود والمسند
يجيء الرجل يوم القيامة يقول لم أجده
ليس على من خلف الإمام سهو لم أجده
أما يخاف الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار هذا سبق أنه في البخاري الذي يرفع رأسه في مجمع الزوائد
من سبق الإمام هذا سبق في
إن الرجل يصلي ستين لم أجده
حديث حذيفة في البخاري .. حديث ابن مسعود في مجمع الزوائد إن الرجل دخل المسجد فصلى البخاري وسنن أبي داوود والدرامي
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه نسأل الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح