شعار الموقع

رسالة زيارة القبور لابن تيمية (3) من قوله: "واتفق العلماء على أن من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم..." إلى قوله: "فلولا ذلك ما عبدت الأصنام ونحوها..."

00:00
00:00
تحميل
190

(المتن)

 قال رحمه الله تعالى:

واتفق العلماء على أن من زار قبر النبي ﷺ أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين الصحابة وأهل البيت وغيرهم أنه لا يتمسح به، ولا يقبله، بل ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيلها إلا الحجر الأسود‏.‏ وقد ثبت في الصحيحين‏:‏ أن عمر قال‏:‏ واللّه، إنى لأعلم أنك حَجَر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت رسول اللّه ﷺ يُقَبِّلك ما قَبَّلتك‏ .

ولهذا لا يسن باتفاق الأئمة أن يقبل الرجل أو يستلم ركني البيت اللذين يليان الحجر ولا جدران البيت، ولا مقام إبراهيم، ولا صخرة بيت المقدس، ولا قبر أحد من الأنبياء والصالحين، حتى تنازع الفقهاء في وضع اليد على منبر سيدنا رسول اللّه ﷺ لما كان موجوداً، فكرهه مالك وغيره؛ لأنه بدعة، وذكر أن مالكا لما رأى عطاءا فعل ذلك لم يأخذ عنه العلم، ورخص فيه أحمد وغيره؛ لأن ابن عمر رضي اللّه عنهما فعله‏.‏ وأما التمسح بقبر النبي ﷺ وتقبيله فكلهم كره ذلك ونهى عنه؛ وذلك لأنهم علموا ما قصده النبي ﷺ من حسم مادة الشرك، وتحقيق التوحيد وإخلاص الدين للّه رب العالمين‏.‏ .

(الشرح)

فإن المؤلف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يبين الفرق بين المشاهد والقبور والمساجد. و أن ما يشرع في هذا غير ما يشرع في هذا فالمساجد تشرع الصلاة فيها والدعاء فيها والمكوث فيها وانتظار الصلاة بعد الصلاة  و أما القبور فلا يشرع المكث فيها ولا البقاء فيها  ولا الصلاة فيها ولا الدعاء فيها ولا قراءة القرآن ثم قال المؤلف واتفق العلماء على أن من زار قبر النبي ﷺ أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين الصحابة وأهل البيت وغيرهم أنه لا يتمسح به، ولا يقبله  هذا اتفاق بين العلماء أن  من زار قبر الأنبياء لا يتسمح به ولا يقبله  والمسح إنما يكون للجحر الأسود أو للركن اليماني فقط أما قبر النبي ﷺ لا  يجوز التمسح  به  ولا تقبيله  يقبل الحجر الأسود عند الطواف كذلك الركن اليماني  أما قبر النبي ﷺ أو قبر غيره من الصحابة أو قبر واحد من أهل البيت أو قبر واحد من أهل العلم أو من الصالحين  لا يجوز تقبيله و لا التمسح به  وإنما يفعل السنة, و يجوز أن يسلم عليه يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و يترحم عليه ثم ينصرف  بدون تقبيل أو تمسح.

ثم بين المؤلف رحمه الله  قال: بل ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيلها إلا الحجر الأسود‏.‏  هذا نفي عام ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيلها إلا الحجر الأسود‏. يعني في العبادة لكن تقبيل الوالد هذا من باب السلام  لكن من باب التعبد ليس هناك شيء يشرع تقبيله إلا الحجر الأسود  قال وقد ثبت في الصحيحين‏:‏ أن عمر ﷺ قال‏:‏ واللّه، إني  لأعلم أنك حَجَر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت رسول اللّه ﷺ يُقَبِّلك ما قَبَّلتك‏.‏ يبين عمر للناس أنه لما يقبل الحجر تأسيا  بالنبي  ﷺ لا أنه يضر وينفع من باب التأسي بالنبي ﷺ  لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.

 قال المؤلف ولهذا لا يسن باتفاق الأئمة أن يقبل الرجل أو يستلم ركني البيت اللذين يليان الحجر وهما الركن الشامي والركن العراقي بل الذي يستلم الركنان اليمانيان الركن اليماني والركن الأسود والحكمة أن الركنان اليمانيان على قواعد إبراهيم أما الركنان الآخران ليسا على قواعد إبراهيم  يعني أخرج ستة أذرع أو سبعة أذرع  من البيت وهو الحجر فليسا على قواعد إبراهيم ولهذا لما بنى عبد الله بن الزبير  لما بويع بالخلافة  بنى الكعبة أدخل الحجر صارت الكعبة كلها على قواعد إبراهيم فجعل يمسح الأركان كلها  لكن لم تطل المدة الحجاج قتله وهدم الكعبة و أعادها كما كانت و أدخل الحجر و أعادها  على بناء الجاهلية.

وكذلك يقول ولا جدران البيت يعني ما يشرع التمسح بجدران البيت, البيت يعني الكعبة ولا مقام إبراهيم لا يشرع التمسح به ولا صخرة بيت المقدس، لا يشرع التمسح بها ولا تقبيلها  ولا قبر أحد من الأنبياء والصالحين مطلقا ليس مشروعا أن يقبل ولا أن يمسح إلا الحجر.

 قال حتى تنازع الفقهاء في وضع اليد على منبر سيدنا رسول اللّه ﷺ لما كان موجودا  فكرهه مالك وغيره؛ لأنه بدعة مالك قال لا تضع  يدك على منبر الرسول ﷺ لأنه بدعة  قال وذكر أن مالكا لما رأى عطاءا فعل ذلك لم يأخذ عنه العلم، هجره قال إنه مبتدع ورخص فيه أحمد وغيره اجتهادا اجتهدوا واستدلوا بفعل ابن عمر  قالوا إن ابن عمر  فعله والصواب القول الأول أنه لا يشرع , لكن ظاهر كلام المؤلف أن الإمام أحمد أخذ به و علق في بعض الروايات الإمام أحمد من  سعة علمه ذهبوا بروايات كثيرة حتى بعض الأحيان تصل إلى سبع روايات لأن علمه غزير فيأتي حديث فيترك القول الأول والرواية الأولى ثم يبلغه علم آخر وهكذا حتى تجتمع سبع روايات فيأتي ويقارن بين الرواية  وبين الأقوال له رواية فالأقرب القول الأول قول ابن مالك ولو صح هذا الشاهد منه وله اجتهادات مرجوحة ومنها الأخذ من لحيته إذا حج أو اعتمر يرى أن هذا من باب النسك  إذا حج أو اعتمر أخذ من رأسه ولحيته ويرى أن هذا من  ... ومنها تتبع النبي ﷺ في الأماكن التي نزل بها في البراري  والطرقات المكان الذي نزل فيه ينزل فيه والمكان الذي بال فيه يبول فيه والمكان الذي نام فيه ينام فيه  والصواب عدم مشروعية هذا  ومنها أنه من اجتهاده إذا ... أدخل الماء في عينيه منها هذا ... النبي ﷺ.

قال وأما التمسح بقبر النبي ﷺ وتقبيله فكلهم كره ذلك ونهى عنه؛ يعني هذا  اتفاق من السلف أنه ينهى عن التمسح بقبر النبي ﷺ وتقبيله هذا منهي عنه , قال وذلك لأنهم علموا ما قصده النبي ﷺمن حسم مادة الشرك، وتحقيق التوحيد وإخلاص الدين للّه رب العالمين‏.‏ لما علموا قصد النبي ﷺ  قصد حسم مادة الشرك  وتحقيق التوحيد و إخلاص الدين يعني العبادة لله رب العالمين لما علموا ذلك كرهوا و اتفقوا على  كراهة أو المنع من التمسح  بقبر النبي ﷺ وتقبيله .

(المتن)

وهذا ما يظهر الفرق بين سؤال النبي ﷺ والرجل الصالح في حياته، وبين سؤاله بعد موته وفي مغيبه؛ وذلك أنه في حياته لا يعبده أحد بحضوره، فإذا كان الأنبياء صلوات اللّه عليهم والصالحون أحياء لا يتركون أحداً يشرك بهم بحضورهم، بل ينهونهم عن ذلك، ويعاقبونهم عليه، ولهذا قال المسيح عليه السلام ‏:‏ ‏‏مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ‏‏ وقال رجل للنبي ﷺ‏:‏ ما شاء اللّه وشئت، فقال‏:‏ ‏‏أجعلتني للّه نداً‏؟‏‏!‏ ما شاء اللّه وحده‏‏، وقال‏:‏ ‏‏لا تقولوا‏:‏ ما شاء اللّه وشاء محمد، ولكن قولوا‏:‏ ما شاء اللّه ثم شاء محمد‏"‏‏‏ ولما قالت الجويرية‏:‏ وفينا رسول اللّه يعلم ما في غَدٍ‏.‏ قال‏:‏ ‏دعي هذا، وقولي بالذي كنت تقولين‏‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا‏:‏ عبد اللّه ورسوله‏‏، ولما صفوا خلفه قياما، قال‏:‏ ‏‏لا تعظموني كما تعظم الأعاجم بعضهم بعضا‏، وقال أنس‏:‏ لم يكن شخص أحب إليهم من رسول اللّه ﷺ، وكانوا إذا رؤوه لم يقوموا له؛ لما يعلمون من كراهته لذلك‏.‏ ولما سجد له معاذ نهاه، وقال‏:‏ ‏إنه لا يصلح السجود إلا للّه، ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها‏‏‏.‏ ولما أتي علي بالزنادقة الذين غلوا فيه واعتقدوا فيه الإلهية أمر بتحريقهم بالنار‏.‏ فهذا شأن أنبياء اللّه وأوليائه، وإنما يقر على الغلو فيه وتعظيمه بغير حق من يريد علواً في الأرض وفساداً، كفرعون ونحوه، و مشائخ الضلال الذين غرضهم العلو في الأرض والفساد، والفتنة بالأنبياء والصالحين، واتخاذهم أرباباً، والإشراك بهم مما يحصل في مغيبهم وفي مماتهم، كما أشرك بالمسيح و عزير‏.‏

فهذا مما يبين الفرق بين سؤال النبي ﷺ في حياته وحضوره، وبين سؤاله في مماته ومغيبه.

(الشرح)

نعم هذا هو الفرق بين الأمرين  الفرق بين سؤال النبي ﷺ والرجل الصالح وهو حي حاضر وبين سؤاله وهو ميت غائب الفرق بينهما أن الحي الحاضر يجوز سؤاله  يجوز أن تسأله ويجوز أن تستغيث به إذا كان قادرا على الإغاثة لأن معه أسبابا ظاهرة فيجوز أن تدعو الحي الحاضر تقول يا فلان أغثني  يا فلان أغثني إن كان غريقا وكان يجيد السباحة يا فلان  فرج كربتي  أقرضني مالا  أقضي ديني أو يا فلان أعني على إصلاح مزرعتي أو إصلاح سيارتي هذا حي حاضر أسباب ظاهرة هذا ليس بشرك و أما الميت والغائب فلا يباح الميت انقطع عمله لا يقول للميت أغثني  نجني من الكربة نجني من الغرق أو يقول أقرضني مالا أو انصرني على عدوي هذا شرك إلا إذا كان غائبا في حكم الحاضر إذا كان غائبا لكن تتصل به عن طريق الهاتف أو عن طريق التلكس هذا في حكم الحاضر تتصل به بالهاتف يا فلان أعطني بالجوال  تكلمه أعطني كذا هذا حاضر لأنه حاضر  لكن الميت والغائب الذي لا يمكن سماعه لا يدعى ولا يطلب منه شيء انتهى . ليس من أهل الدنيا.

 والمؤلف رحمه الله يبين الفرق بين الأمرين سؤال النبي ﷺ في  حياته لا بأس لأنه كان الصحابة إذا أجدبوا في حياة النبي ﷺ أتوا إليه أن يدعو لهم ويستسقي فيسقون ولما مات النبي ﷺ ما جاؤوا إليه في قبره موجود في قبره حي في قبره وهو عليه الصلاة موجود وجاهه أعظم من جاه العباس عدلوا إلى عم العباس فلما أجدبوا في زمن عمر بن الخطاب أتى بالعباس وجمع الناس وقال يدعو الله قال اللهم إنا كنا  إذا أجدبنا  يعني أصابنا الجدب اللهم أنا كنا إذا أجدبنا نستسقي بنبيك فتسقينا  يعني بدعائه و إنا نتوسل لك بنبينا فتسقينا و إنا نتوسل إليك بعم نبينا قم ياالعباس لأنه من أهل البيت فالمؤلف رحمه الله قال وهذا ما يظهر الفرق بين سؤال النبي ﷺ والرجل الصالح في حياته، وأن هذا جائز فيما يقدر عليه  وبين سؤاله بعد موته وفي مغيبه؛ هذا لا يجوز  بين الفرق قال ذلك أنه في حياته  لا يعبده أحد بحضوره، يأتي واحد في حياتك و أنت مؤمن يسجد لك يمكن أن يدعوك من دونه تقول أعوذ بالله أنا لا أقبل الشرك. لكن بعد موت الإنسان ما فيه حيلة بعد موته انتهى . لا يعبده أحد بحضوره.

فإذا كان الأنبياء صلوات اللّه عليهم والصالحون أحياء لا يتركون أحداً يشرك بهم بحضورهم، بل ينهونهم عن ذلك، ويعاقبونهم عليه، ولهذا قال المسيح عليه السلام ‏:‏ ‏‏مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ‏‏ يعني لما كنت حيا أنا شهيد عليهم آمرهم و أنهاهم, فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ, وقال رجل للنبي ﷺ‏:‏ ما شاء اللّه وشئت، فقال‏:‏ ‏أجعلتني للّه نداً‏؟‏‏!‏ ما شاء اللّه وحده‏، فهذا الرجل شرّك بين مشيئة الخالق وبين مشيئة المخلوق بين مشيئة الله وبين مشيئة النبي ﷺ ما شاء الله و شئت الواو تفيد التشريك العطف ما شاء الله وشئت فأنكر عليه النبي ﷺ شهد النبي أنكر عليه في حياته  قال قل ما شاء الله وحده وجاء في الحديث أنه يجوز أن تشرّك بين الخالق والمخلوق أن تعطف مشيئة المخلوق على مشيئة الخالق لكن بثم  يعني ثم تفيد الترتيب والتراخي بمهلة فتقول ما شاء الله ثم شئت ثم للترتيب والتراخي فتأتي مشيئة المخلوق على مشيئة الخالق ولهذا جاء في الحديث ‏‏لا تقولوا‏:‏ ما شاء اللّه وشاء محمد، ولكن قولوا‏:‏ ما شاء اللّه ثم شاء محمد‏.‏ ولكن الأفضل أن تقول ما شاء الله وحده.

  فالأحوال ثلاثة الحالة الأولى أن يقول ما شاء الله وشئت بالواو  هذا لا يجوز شرك أصغر لأن الواو تفيد التشريك المعطوف على المعطوف عليه الحالة الثانية أن يعطف بثم أن يقول ما شاء الله ثم  شئت وهذا جائز  لأن مشيئة المخلوق تأتي بعد مشيئة الخالق بترتيب وتراخي الحالة الثالثة أن يقول ما شاء الله وحده وهذا أكمل ما شاء الله وحده والشاهد أن الرجل لما قال ما شاء الله وشئت أنكر عليه في حياته  ولما قالت الجويرية‏:‏ الصغيرة التي تغني من الجواري  لما دخل النبي وفينا رسول اللّه يعلم ما في غَدٍ‏. أنكر عليها يعلم الغد يعني يعلم الغيب أنكر عليها  قال‏:‏ ‏"‏دعي هذا، وقولي بالذي كنت تقولين‏"‏‏. ‏أنكر عليها  الشاهد أن الحي ينكر ما يريد الشرك.

 وقال‏:‏ ‏لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، الإطراء وهو مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه لا تطروني لا تمدحوني وتغلوا وتزيدوا  في المدح كما مدحت النصارى ابن مريم حتى وصلوا إلى الشرك فرفعوه من مقام العبودية إلى مقام الإلوهية,  إنما أنا عبد، فقولوا‏:‏ عبد اللّه ورسوله‏، ولما صفوا خلفه قياما في مرضه لما جُحش سقط عن الفرس وجُحش صلى قاعدا مريضا صلى الناس خلفه قياما فأشار إليهم أن يجلسوا ثم قال كدتم أن تفعلوا مثل ما تفعل الأعاجم يقفون على رؤوس ملوكهم وهم جلوس إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا و إذا ركع فاركعوا و إذا سجد فاسجدوا و إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين وهذه مسألة الصلاة خلف الإمام فيها تفصيل وفيها كلام عند أهل العلم من العلماء من قال يصلون قاعدا وبعضهم من قال يصلون قياما ... استدلوا بهذا, ومنهم من جمع بينهما بأن الصلاة قائما جائز والصلاة قاعدا أفضل وحمل الأمر على الاستحباب, فلما صفوا خلفه قياما  قال‏:‏ ‏‏لا تعظموني كما تعظم الأعاجم بعضهم بعضا‏‏، وقال أنس‏:‏ لم يكن شخص أحب إليهم من رسول اللّه ﷺ، وكانوا إذا رؤوه لم يقوموا له؛ إذا  رؤوه لم يقوموا له لماذا  لما  يعلمون من كراهته لذلك‏.‏ ولما سجد له معاذ نهاه، لما جاء من اليمن سجد للنبي ﷺ سجود احترام ليس عبادة احترام له نهاه وقال‏:‏ ‏‏إنه لا يصلح السجود إلا للّه، ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها‏.‏ والشاهد أن النبي ﷺ أنكر على معاذ, فالحي الحاضر ينكر الشرك ولا يقبله ولكن الميت لا حيلة له,  ولما أتي علي بالزنادقة الذين غلوا فيه واعتقدوا فيه الإلهية أمر بتحريقهم بالنار وأمر أن تحفر لهم حفر و تضرم النار ثم ألقاه فيها من شدة حنقه عليهم وقال  لما وراءه انظر

لما رأيت الأمر أمرا منكرا  أججت ناري ودعوت قنبرا

 فألقاهم فيها من شدة حنقه مع أنه لا يجوز التعذيب بالنار  لكن اجتهاد منه من شدة حنقه و إلا في الحديث لا يعذب بالنار إلا رب النار . ولهذا لما بلغ ابن عباس تحريق علي قال  لو كنت أنا أي في مكانه لقتلتهم بالسيف لقول الرسول ﷺ لا يعذب بالنار إلا رب النار  وثبت عن الصديق أيضا أنه حرق بعض أهل الردة وكذلك خالد أبو بكر حرق بعض أهل الردة هذا اجتهاد منهم  هذا من شدة حنقهم أو أنه لم يبلغهم النصوص  لأن النبي ﷺ أرسل إلى رجلين قال حرقوهما بالنار ثم لما ولى دعاهما وقال لا تعذبوا بالنار لا يعذب بالنار إلا رب النار.

قال المؤلف رحمه الله فهذا شأن أنبياء اللّه وأوليائه، يعني لا يقرهم على الشيء في حياته وإنما يقر على الغلو فيه وتعظيمه بغير حق من يريد علواً في الأرض وفساداً، كفرعون ونحوه، قال الله تعالى  تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . وممن يريد العلو في الأرض فرعون  ولهذا ادعى الربوبية و أقر على عبادة الناس له, أما الصحابة فلا يرضون بهذا ولهذا علي ما رضي بغلو الزنادقة أنكر عليهم وعذبهم في النار حرقهم بالنار, قال المؤلف رحمه الله  فهذا مما يبين الفرق بين سؤال النبي ﷺ في حياته وحضوره، وبين سؤاله في مماته ومغيبه.

(المتن)

ولم يكن أحد من سلف الأمة في عصر الصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين يتحرون الصلاة والدعاء عند قبور الأنبياء ويسألونهم، ولا يستغيثون بهم، لا في مغيبهم، ولا عند قبورهم، وكذلك العكوف‏.‏

(الشرح)

 هذا يبين المؤلف رحمه الله أن هذا ليس معروفا عند السلف لا بعهد الصحابة ولا التابعين ولا تابع التابعين وهم القرون من فوقنا لا يعرف أنهم يتحرون الصلاة ولا يتحرون الدعاء عند قبور الأنبياء ويسألونهم ولا يستغيثون بهم، لا في مغيبهم، ولا عند قبورهم، وكذلك العكوف‏.‏ وهذا محل اتفاق عند الصحابة والتابعين وأتباعهم  أنهم لا يصلون عند القبور ولا يدعون عندها ولا يسالون أهل القبور ولا يستغيثون بهم لا في حال غيبتهم ولا عند حضورهم.

(المتن)

ومن أعظم الشرك أن يستغيث الرجل بميت أو غائب، كما ذكره السائل، ويستغيث به عند المصائب يقول‏:‏ يا سيدي فلان، كأنه يطلب منه إزالة ضره أو جلب نفعه، وهذا حال النصارى في المسيح وأمه وأحبارهم ورهبانهم‏.‏ ومعلوم أن خير الخلق وأكرمهم على اللّه نبينا محمد ﷺ، وأعلم الناس بقدره وحقه أصحابه، ولم يكونوا يفعلون شيئاً من ذلك؛ لا في مغيبه، ولا بعد مماته‏.‏ وهؤلاء المشركون يضمون إلى الشرك الكذب، فإن الكذب مقرون بالشرك، وقد قال تعالى‏:‏ ‏‏فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ  ۝ حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ‏.‏ وقال النبي ﷺ:‏ ‏عَدَلت شهادة الزور الإشراك باللّه‏"‏مرتين، أو ثلاثاً‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ‏ ‏وقال الخليل عليه السلام ‏:‏ ‏أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ‏

 

 الشرح:

 يبين المؤلف رحمه الله أن من أعظم الشرك الاستغاثة بالأموات الغائبين ومن أعظم الشرك أن يستغيث الرجل بميت أو غائب، كما ذكره السائل، ويستغيث به عند المصائب يقول‏:‏ يا سيدي فلان، كأنه يطلب منه إزالة ضره أو جلب نفعه يقول يا سيدي فلان  أزل ضري انفعني حتى لو لم يقلها وقال يا سيدي فلان معروف , معروف ماذا يريد قال وهذا حال النصارى في المسيح وأمه  يغلون بهم وأحبارهم ورهبانهم‏.‏ ومعلوم أن خير الخلق وأكرمهم على اللّه نبينا محمد ﷺ، وأعلم الناس بقدره وحقه أصحابه، ولم يكونوا يفعلون شيئاً من ذلك؛ لا في مغيبه، ولا بعد مماته إذا خير الخلق نبينا ﷺ وأعلم الناس بقدره وحقه هم الصحابة ومع ذلك لم يكونوا يفعلوا شيئاً من ذلك  لا في مغيبه، ولا بعد مماته‏.

‏قال وهؤلاء المشركون يضمون إلى الشرك الكذب، فإن الكذب مقرون بالشرك، وقد قال تعالى‏:‏ ‏‏فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ  ۝ حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ‏.‏ وقال النبي ﷺ:‏ ‏عَدَلت شهادة الزور الإشراك باللّه‏ مرتين، أو ثلاثاً‏.  يعني يبين المؤلف أن المشركين يضمون إلى الشرك الكذب فيجمعون بين سيئة الشرك وسيئة الكذب, والكذب مقرون بالشرك كما في هذه الآية  فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ هذا الشرك وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور هذا الكذب  وقال النبي ﷺ‏:‏ ‏عَدَلت شهادة الزور الإشراك باللّه مرتين، أو ثلاثاً‏.‏ من عظم شأنها  وقال تعالى‏:‏ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْل أي يعبدوه من دون الله سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ‏‏ ‏ إذا قرن الافتراء بالشرك ‏إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ هؤلاء المشركون وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ يعني توعد الله من اتخذ العجل بالغضب والذلة وكذلك المفترين  وقال الخليل :‏ ‏‏أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ  ۝ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ‏‏  أإفكا استفهام ؟!!  إنكار ! ينكر عليهم  أإفكا يعني كذبا الإفك أسوأ من الكذب ‏أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ } تريدون آلهة  من دون الله هذا من الإفك والافتراء و الكذب هذا الشاهد  أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ يعني تريدون آلهة من دون الله هذا هو الإفك وهذا هو الافتراء ولهذا قال فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ‏ وفي الحديث القدسي يقول أنا عند ظن عبدي بي ولهذا ينبغي للإنسان أن يحسن ظنه بربه.

(المتن)

قال رحمه الله:

فمن كذبهم أن أحدهم يقول عن شيخه‏:‏ أن المريد إذا كان بالمغرب وشيخه بالمشرق وانكشف غطاؤه رده عليه، وإن الشيخ إن لم يكن كذلك لم يكن شيخاً‏.‏ وقد تغويهم الشياطين، كما تغوى عباد الأصنام كما كان يجرى في العرب في أصناهم، ولعباد الكواكب وطلاسمها من الشرك والسحر، كما يجرى للتتار، والهند، والسودان، وغيرهم من أصناف المشركين؛ من إغواء الشياطين ومخاطبتهم ونحو ذلك‏.‏ فكثير من هؤلاء قد يجرى له نوع من ذلك، لا سيما عند سماع المكاء والتصدية؛ فإن الشياطين قد تنزل عليهم، وقد يصيب أحدهم كما يصيب المصروع‏:‏ من الإرغاء، والإزباد، والصياح المنكر، ويكلمه بما لا يعقل هو والحاضرون، وأمثال ذلك مما يمكن وقوعه في هؤلاء الضالين‏.‏

 (الشيخ)

 المؤلف رحمه الله  يبين صورا من الشرك قال فمن كذبهم أن أحدهم أحد الصوفية  يقول عن شيخه‏:‏ إن المريد  أي الصوفي يسمى مريدا يسمى الفقير يسمى السالك  سالك لأنه يسلك الطريق إلى الله يسمى مريدا يسمى فقيرا  الصوفية  يقول عن شيخه‏:‏ إن المريد  إذا كان بالمغرب وشيخه بالمشرق وانكشف غطاؤه رده عليه، رده عليه هذا من غلوهم والشيخ يعلم الغيب !! أنه انكشف غطاؤك كيف ينسب شيئا لنفسه ما لا يعلم إذا كان التلميذ في المشرق والشيخ في المغرب وانكشف غطاؤه رده الشيخ عليه وهو في المغرب هذا غلو يعني جعله إلها جعله يعلم ويقدر أثبت له علم وقدرة وإن الشيخ إن لم يكن كذلك لم يكن شيخاً‏.‏ إذا كان لا يستطيع لم يكن شيخ لا بد أن يكون يستطيع إذا انكشف غطاؤه وهو في المشرق والمغرب.

‏ وقد تغويهم الشياطين، كما تغوي عباد الأصنام نعم الشياطين تساعدهم تغويهم تشجعهم على الشرك كما كانت الشياطين تدخل العزلة وتعبد ويشرع منها الصوت وتخاطبهم فيها وتلبي حوائجهم وهي سبب عدة أسباب تقابلها قريش ولكن كان يشرع منها الصوت ولما جاء الإسلام أمر النبي ﷺ أن يهدمها وقال لما هدمها هل وجدت شيئا ؟! قال  لا فأمر خالداً فهدمها  فخرجت إليه حبشية تصك أسنانها  تضرب بأسنانها ففلقها خالد بالسيف, فالشياطين تغوي هذا من الشرك وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه أن الشياطين قد تتمثل بالرجل وقد ينشق القبر قبر الذي يدعونه  قد ينشق ويخرج رجل بصوت الميت ويسلم عليهم ويشجعهم على الشرك  وقال شيخ الإسلام قالوا إنا رأيناك في البلد الفلاني قال هذا شيطان والشياطين لها أعمال خبيثة  قال فمن كذبهم أن أحدهم أحد الصوفية يقول عن شيخه‏:‏ إن المريد إذا كان بالمغرب وشيخه بالمشرق وانكشف غطاؤه رده عليه، وإن الشيخ إن لم يكن كذلك لم يكن شيخاً‏.‏

وقد تغويهم الشياطين، كما تغوي عباد الأصنام كما كان يجرى في العرب في أصناهم، ولعباد الكواكب وطلاسمها من الشرك والسحر، كما يجري للتتار, المغول التتار الذين  قدموا القرن السابع سنة ستة وخمسين لما سقطت الدولة العباسية في العراق   آخر خلفائهم المعتصم بالله سقطوا بسبب ماذا !! بسبب انتشار السحر والزندقة والبدع والظلال وعربت كتب اليونان وجاء التتار وهجموا على المسلمين وكان الخليفة له وزيرا  رافضياً  وهو الذي اتفق مع رئيس التتار والمغول وكل إليه الخليفة المفاوضة مهمته المفاوضة  وثق به وثق بالرافضي فأسقط الدولة العباسية الوزير الرافضي الملعون الخبيث وكان يفاوض منذ مدة, فالخليفة وثق به فبدأ أولا بالخليفة فقال للخليفة الجيش الآن العدد كثير يأخذون رواتب ولا حاجة إليهم نريد نوفر المال لصرفيات الدولة من الآلاف المؤلفة من الجيش و أقنعه حتى لم يبق إلا عشرة آلاف والباقي ذهب ثم تفاوض مع التتار رئيس المغول وقال له تأتي في وقت كذا وكذا, وقال للخليفة إني فاوضته أنه سيأتي وسيكون بينكم صلح  وسيكون أيضا بينكم مصاهرة و أنه يأتي في مكان قرب البلد  فخرج إلى الخليفة  لمقابلته وثوقا بالوزير الخبيث الرافضي الخبيث وكان وفق خطة معينة مدبرة وقال لا يخرج إلا الخليفة وحاشيته وخرج الخليفة  بجمع كبير بحاشيته و أعمامه و أولاده  فلما وصلوا إليه الآن واقفون ما عندهم جيش ولكن مدججين بالسلاح  فقتل جميع حاشية الملك حاشية الملك و أولاده  والعلماء والفقهاء كلهم خرجوا وكلهم قتلوا عن آخرهم  ثم بقي الخليفة اختلف كثيرا في قتله قيل أنه قتل بالغرق وقيل رفسا بالأرجل رفس بالأرجل حتى مات فدخل المغول بغداد وهي أم العلم حاضرة الدين قد ملئت بالعلماء والفقهاء في آلاف مؤلفة من الكتب ومن العلماء  فقتل جميع من فيها حتى قيل أنه قتل في اليوم الأول مليون وفي اليوم الثاني مليونين حتى قضي على البلد ثم أحرقوا  صاروا يحرقون البلد وينتقلون من بلد إلى بلد  يفعلون هكذا حتى إن العلماء ذكروا والمؤرخون قال بعض المؤرخين ما أستطيع أن أتكلم و يتلعثم لساني ولا أستطيع أن أكتب كيف أكتب يعني نكبة المسلمين تعجز الأقلام أن تكتب والألسن أن تتكلم الأمر الجلل المصيبة العظمى التي أصابتهم  حتى قال ما أصاب الإسلام  في هذه النكبة أمر عظيم لم يحصل مثله كله بسبب الرافضة والوثوق بهم وكذلك ضياع الحق، وليس عنا ببعيد  لما أصدر أوامره, و هذا معروف فلا يوثق بأعداء الله  وقد تغويهم الشياطين، كما تغوي عباد الأصنام كما كان يجرى في العرب في أصناهم،  كما كانت العزى  ولعباد الكواكب وطلاسمها من الشرك والسحر، كما يجرى للتتار، والهند، والسودان، وغيرهم من أصناف المشركين؛ من إغواء الشياطين ومخاطبتهم ونحو ذلك‏.‏ وهذا شيء معروف الشياطين لها صلة  فكثير من هؤلاء قد يجري له نوع من ذلك، لا سيما عند سماع المكاء والتصدية الشياطين تشرف عند سماع الغناء المكاء والتصدية التصفيق. قال الله تعالى عن المشركين وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً والمكاء صفير والتصدية تصفيق  تعبدا بهذا والآن كثير من الذين يشجعون في الكرة تسمع صفيرا وتسمع تصفيقا , تصفيق وصفير تشبه بالمشركين وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فإن الشياطين قد تنزل عليهم، يعني هذا مكانها الغناء والرقص والسحر هل أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ  ۝ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ والكذب والتشبيه بالنساء كل هذا تحبه الشياطين وتنزل  إليه  فإن الشياطين قد تنزل عليهم، وقد يصيب أحدهم كما يصيب المصروع‏ يعني قد يتلبس  بسبب ما يحصل له من النشوة  وقد يصيب أحدهم يعني من النشوة الصوفية عندما يرقصون يصيب أحدهم كما يصيب المصروع‏:‏ من الإرغاء، والإزباد، يرغي ويزبد كأنه مجنون  والصياح المنكر، ويكلمه بما لا يعقل هو والحاضرون، ومثال ذلك مما يمكن وقوعه في هؤلاء الضالين‏.‏

(المتن)

وأما القسم الثالث‏:‏ وهو أن يقول‏:‏ اللهم بجاه فلان عندك، أو ببركة فلان، أو بحرمة فلان عندك، افعل بي كذا، وكذا‏.‏ فهذا يفعله كثير من الناس، لكن لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين وسلف الأمة أنهم كانوا يدعون بمثل هذا الدعاء، ولم يبلغني عن أحد من العلماء في ذلك ما أحكيه، إلا ما رأيت في فتاوى.

(الشرح)

هذا القسم الثالث في أن يدعو ويتوسل بوسيلة مبتدعة اللهم أسألك بجاه فلان أو ببركة فلان أو بحرمة فلان أو بحق فلان وهو قسم ثالث والقسم الأول أين هو؟! أين القسم الأول وأين القسم الثاني.؟ فقبل ذلك ذكر وهذا هو القسم الثاني إذا دعا الله و إن قلت هذا إذا دعا الله أجاب الله دعاءك أعظم مما يجيبه إذا دعوته فهذا هو القسم الثاني وهو ألا تطلب منه فعل ولا تدعوه ولكن تطلب أن يدعو لك هذا القسم الثاني تقول يا فلان ادع الله لي كما تقول للحي ادع لي الحي ليس فيه إشكال لكن الميت تقول يا ميت ادع الله لي ما الحكم.؟  قال المؤلف رحمه الله إنه بدعة  ما دعا الميت يقول يا فلان ادع الله لي  صاحب القبر والقول الثاني أنه شرك لأنه دعا غير الله وهذا هو الصواب شيخ الإسلام يرى أنه بدعة وجمع من أهل العلم يقول للميت يا فلان ادع الله لي لو قال للميت يا فلان أغثني هذا شرك  لكن قال يا فلان ادع الله لي شيخ الإسلام يقول هذا من الابتداع وليس بشرك لأنه ما دعاه وقال آخرون بل هو شرك لا يشرع دعاء غير الله قال والقسم الثالث أن يدعو بجاه فلان أو ببركة فلان  والقسم الأول ما هو؟   أين القسم الأول !  حكم من يأتي إلى قبر النبي ﷺ ويستنجد به نعم وهو من يأتي إلى قبر نبي أو صالح ويسأله و يستنجده فهذا على ثلاث درجات أحدها أن يسأله حاجته مثل أسأله أن يزيل مرضي هذا شرك إذا كان من يأتي إلى قبر نبي أو صالح ويسأله و يستنجده كم له حالة !!  ثلاث حالات الحالة الأولى شرك وهو أن يقول يا فلان أغثني  اشف مريضي رد غائبي  هذا شرك الحالة الثانية أن يأتي للميت ويقول يا ميت ادع الله لي هذا ماذا !! هذا بدعة عند شيخ الإسلام وجماعة  وشرك عند آخرين الحالة الثالثة التي نحن فيها الآن أن يتوسل بوسيلة بدعية  فيقول أسألك يا الله بجاه فلان  أو بحرمة  فلان هذا بدعة إذا الأول شرك والثالث بدعة والثاني هل هو بدعة أو شرك ! الأول أن يقول يا فلان أغثني ما حكم من يأتي إلى قبر نبي أو صالح ويستنجد به ما حكمه نقول على ثلاث درجات الدرجة الأولى أن يسأله قضاء حاجته وتفريج الكربات هذا شرك والثاني أن يسأله أن يدعو له  فهذا بدعة عند شيخ الإسلام  وجماعة وشرك عند آخرين الحالة الثالثة أن يتوسل بوسيلة مبتدعة  كأن يسأل الله بجاهه  بجاه النبي أو أسألك بحرمة هذا الولي بجاهه بحقه فهذا بدعة هو ما سأله سأل الله لكن الوسيلة بدعة والأول سأله فصار شركا ما سأل الله الأول سأله هو فصار شرك  والثاني سأله أن يدعو الله  لم يسأله هو ولم يأت بوسيلة من الوسائل طلب منه أن يدعو الله ... شرك, إذا القسم الثالث أن تكون الوسيلة  يتوسل أن يجعل هذا الميت  أن يسأله بجاه هذا الميت أسألك بجاه فلان أو بذاته أسألك برسولي بنبيي أو بذاته أو بجاهه أو ببركته أو بحرمته أو بحقه قال المؤلف  فهذا يفعله كثير من الناس، لكن لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين وسلف الأمة أنهم كانوا يدعون بمثل هذا الدعاء، ولم يبلغني عن أحد من العلماء في ذلك ما أحكيه . إلا في هذا النص إذا هذا ما فعله الرسول ولا الصحابة ولا التابعين  الدعاء بجاه فلان  أو بحرمة فلان المشروع أن تسأل الله وتتوسل بأي شي ! بأسمائه أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أو تتوسل بعملك الصالح كالسلف الذين انطبقت عليهم الصخرة أسألك ببري بوالدي بأمانتي بعفتي عن الفاحشة لا بأس .

(المتن)

 ولم يبلغني عن أحد من العلماء في ذلك ما أحكيه، إلا ما رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد ابن عبد السلام‏.‏ فإنه أفتى‏:‏ أنه لا يجوز لأحد أن يفعل ذلك؛ إلا للنبي ﷺ إن صح الحديث في النبي ﷺ‏.‏ ومعنى الاستفتاء‏:‏ قد روى النسائي والترمذي وغيرهما أن النبي ﷺ علم بعض أصحابه أن يدعو فيقول‏:‏‏ ‏اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة، يا محمد، يا رسول اللّه، إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي‏.‏ اللهم، فشفعه في‏‏‏.‏ فإن هذا الحديث قد استدل به طائفة على جواز التوسل بالنبي ﷺ في حياته وبعد مماته‏.‏ قالوا‏:‏ وليس في التوسل دعاء المخلوقين، ولا استغاثة بالمخلوق، وإنما هو دعاء واستغاثة باللّه، لكن فيه سؤال بجاهه، كما في سنن ابن ماجه عن النبي ﷺ أنه ذكر في دعاء الخارج للصلاة أن يقول‏:‏ ‏اللهم أني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً.

 

(الشيخ)

       أشراً المسجد قصده الخروج.              

(المتن)

فإني لم أخرج أشراً ولا بطرا ً، ولا رياءً ولا سمعةً‏.‏ خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. 
قالوا‏:‏ ففي هذا الحديث أنه سأل بحق السائلين عليه، وبحق ممشاه إلى الصلاة، واللّه تعالى قد جعل على نفسه حقاً، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏‏وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ  ونحو قوله‏:‏ ‏كَانَ عَلَى رَبِّكَ وعدا مسئولا‏‏ ‏ وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل‏:‏ أن النبي قال له‏:‏ يا معاذ، أتدرى ما حق اللّه على العباد‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ اللّه ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏حق اللّه على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً‏.‏ أتدري ما حق العباد على اللّه إذا فعلوا ذلك‏؟‏ فإن حقهم عليه أن لا يعذبهم‏‏‏.‏ وقد جاء في غير حديث‏:‏ ‏كان حقاً على اللّه كذا وكذا‏‏ كقوله‏:‏ ‏‏من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، فإن تاب , تاب اللّه عليه، فإن عاد فشربها في الثالثة أو الرابعة كان حقاً على اللّه أن يسقيه من طينة الخَبَال‏"‏ قيل‏:‏ وما طينة الخبال‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏عصارة أهل النار. 

وقالت طائفة: ليس في هذا جواز التوسل به بعد مماته وفي مغيبه، بل إنما فيه التوسل في حياته بحضوره، كما في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب استسقى بالعباس، فقال‏:‏ اللهم إنا كنا إذا أجْدَبْنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعَمِّ نبينا فأسقنا، فيسقون‏.‏ وقد بين عمر بن الخطاب أنهم كانوا يتوسلون به في حياته فيسقون‏.

وذلك التوسل به أنهم كانوا يسألونه أن يدعو اللّه لهم، فيدعو لهم، ويدعون معه، ويتوسلون بشفاعته ودعائه،كما في الصحيح عن أنس بن مالك أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان بجوار ‏[‏دار القضاء‏]‏، ورسول اللّه ﷺ قائم يخطب، فاستقبل رسول اللّه، قائما، فقال‏:‏ يا رسول اللّه، هلكت الأموال، وانقطعت السُّبُل‏.‏ فادع اللّه لنا أن يمسكها عنا, قال فرفع رسول الله ﷺ يديه ثم قال : اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر قال وأقلعت فخرجنا نمشي في الشمس, ففي هذا الحديث أن قال: ادع اللّه لنا أن يمسكها عنا.

(الشرح)

 المؤلف رحمه الله يبين في هذا أن التوسل بجاه فلان وحق فلان ليس فيه وسيلة بينه وبين الدعاء إنما الذي ينفع الإنسان عمله وهو الذي يكون وسيلة أما عمل فلان لفلان ليس لك فهذه القصة يقول المؤلف رحمه الله  التوسل بجاه فلان  وبحرمة فلان هذا ما يقوله الناس  لكن لم ينقل هذا عن أحد من الصحابة ولا عن التابعين ولا عن تابعيهم ولا عن أحد من القرون المفضلة أنهم يفعلون هذا إلا  في هذه الحكاية التي جاءت في فتاوى الفقيه أبي محمد ابن عبد السلام  فإنه أفتى أنه لا يجوز لأحد أن يفعل ذلك إلا للنبي ﷺ خاصة النبي يجوز التوسل بجاهه بحقه أما  غيره فلا, فليس بجاه أبي بكر ولا بحرمة أبي بكر إلا النبي ﷺ خاص استثنى و أما غيره ما استثنى  لا النبي ولا غيره ما تسأل بجاه النبي ولا بحقه إنما تتوسل بأسماء الله وصفاته و عملك الصالح إلا الفقيه محمد ابن عبد السلام  أجاز التوسل بجاه النبي ﷺ خاصة ما دليله على هذا ! قال فإنه أفتى أنه لا يجوز لأحد أن يفعل ذلك إلا لنبي ﷺ قال إن صح الحديث عن النبي ﷺ. يقول عنده حديث دليل يقول إن صح فهذا دليل على أنه يجوز التوسل بجاه النبي ﷺ و إن لم يصح فلا والحديث صحيح  صححه الترمذي والنسائي لكن لا يدري لما قاله الحديث ثبت في الذي رواه الترمذي قصة الأعمى وهو حديث صحيح وذلك أن رجلا أعمى جاء إلى النبي ﷺ قال يا رسول الله ادع الله لي ادع الله أن يرد إلي بصري فقال إن شئت صبرت و إن شئت دعوت الله قال فادعه  قال فأتي بوضوء فتوضأ وقل اللهم إني أتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة أسالك حاجتي أن تقضى فكان النبي ﷺ يدعو والأعمى  يؤمن  يتوسل بدعاء النبي ﷺ ورد الله إليه بصره  فهذا ليس فيه أنه توسل بجاهه توسل بدعائه وهو حي حاضر فهذا محمد ابن عبد السلام أجاز التوسل بجاه النبي ﷺ إن صح الحديث والحديث صح  لكن لا يدل لما استدللت به لا يدل على جواز التوسل بالجاه الأعمى توسل بالحي الحاضر, ومعنى الاستفتاء‏:‏ قد روى النسائي والترمذي وغيرهما أن النبي ﷺ علم بعض أصحابه أن يدعو فيقول‏:‏‏ اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة، يا محمد، يا رسول اللّه، إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها يعني أتوسل بدعائك  فشفعه في‏"‏‏ يعني اقبل شفاعته ودعاءه فقبل الله شفاعته ودعائه فرد عليه بصره  قال هذا محمد .‏ فإن هذا الحديث قد استدل به طائفة على جواز التوسل بالنبي ﷺ في حياته وبعد مماته‏ هذا غلط منهم  لأن هذا التوسل في حياته توسل بدعائه الذين استدلوا به بعد مماته قد غلطوا,  قالوا المجيزون يعني الذين يجيزون التوسل في حياته وبعد مماته ‏:‏ وليس في التوسل دعاء المخلوقين، ولا استغاثة بالمخلوق، وإنما هو دعاء واستغاثة باللّه، لكن فيه سؤال بجاهه هذا يقولون ما دعونا المخلوق ولا استغثنا به إنما دعاء واستغاثة بالله إلا أن فيه سؤال بجاه النبي ﷺ هذا السؤال بجاهه بدعة ما عليه دليل, واستدلوا أيضا بحديث آخر  كما في سنن ابن ماجه عن النبي ﷺ أنه ذكر في دعاء الخارج للصلاة  الذي يخرج للصلاة من بيته يشرع أن يقول ‏:‏ ‏‏اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطرا ً، ولا رياءً ولا سمعةً‏.‏ خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت‏‏‏.‏ هذا يشفع لمن يقوله ! وهو في طريقه إلى المسجد في الطريق يقول اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك  وجه الدلالة الطالب هذا وجه الدلالة قالوا‏:‏ ففي هذا الحديث أنه سأل بحق السائلين عليه، وبحق ممشاه إلى الصلاة، حق الممشى هل هو من أسماء الله وصفاته؟ قالوا هذا الدليل التوسل بجاه النبي ﷺ هذا الحديث يدل لهذا الحديث  اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك  وبحق ممشاي هذا،  ممشاي للعبادة فإني لم أخرج أشراً ولا بطرا ً، قالوا هذا الحديث يدل على أنه يجوز أن أسألك بجاه فلان  بجاه نبيك قالوا‏:‏ ففي هذا الحديث أنه سأل بحق السائلين عليه، وبحق ممشاه إلى الصلاة، واللّه تعالى قد جعل على نفسه حقاً، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏‏وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ‏‏  ونحو قوله‏:‏ ‏‏كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مسئولا‏ إذا الرسول له حق أسألك بجاه نبيك له جاه و الله جعل لنفسه حق للنبي ﷺ وإذا سألت بحق نبيك فالله  أوجب على نفسه أو جعل على نفسه حق للنبي فلا خيار في ذلك , واستدلوا أيضا  لما في الصحيحين عن معاذ بن جبل‏:‏ أن النبي ﷺ قال له‏:‏ ‏"‏يا معاذ، أتدرى ما حق اللّه على العباد‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ اللّه ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏حق اللّه على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً‏.‏ أتدري ما حق العباد على اللّه إذا فعلوا ذلك‏؟‏ فإن حقهم عليه أن لا يعذبهم‏  الشاهد حق العباد أوجبه الله على نفسه هناك فرق بين الحقين حق الله وحق العباد وحق المخلوق ألا يعذبهم قال العلماء فرق حق الله حق إلزام و إيجاب ما فيه خيرة يجب عليك أن تعبد الله أما حق العباد على الله فهذا حق تفضل وإكرام كما قال الناظم:

ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع
إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواجد

حق الله حق  واجب وحق العباد هذا حق تفضل و إكرام  هذه أدلة من يجيز التوسل بجاه النبي ﷺ وبحقه قالوا عن حديث الأعمى توسل بجاهه و الجواب أنه توسل وهو حي حاضر و الثاني أسألك بحق السائلين عليك و بحق ممشاي هذا قال هذا حق المخلوق حقه على نفسه والجواب أن الحديث حديث ابن ماجه  يجمع بين الأجوبة الجواب الأول بأنه حديث ضعيف,  الثاني لا يصح فليس فيه سؤال بجاه النبي أسألك بحق السائلين ما هو حق السائلين الإجابة وحق الممشى الإجابة و الثواب و الإجابة من أفعال الناس حق السائلين أن يجيب والإجابة فعل الله وحق الممشى الثواب,  وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ‏  هذا الحق حق لم يوجبه عليه أحد وهو حق تفضل و إكرام تفضل الله به على نفسه.

‏ ومن أدلتهم قالوا وقد جاء في غير حديث‏:‏ ‏‏كان حقاً على اللّه كذا وكذا‏ كقوله‏:‏ ‏"‏من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، فإن تاب ,تاب اللّه عليه، فإن عاد فشربها في الثالثة أو الرابعة كان حقاً على اللّه أن يسقيه من طينة الخَبَال‏"‏ قيل‏:‏ وما طينة الخبال‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏عصارة أهل النار‏.‏ والشاهد قال حق على الله.

 وقالت طائفة: ليس في هذا جواز التوسل به بعد مماته وفي مغيبه، بل إنما فيه التوسل في حياته بحضوره هذا هو الصواب الأعمى توسل بحياته بحضوره بدعائه وهو حاضر  كما في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب استسقى بالعباس، فقال‏:‏ اللهم إنا كنا إذا أجْدَبْنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا،(يعني يدعو ) وإنا نتوسل إليك بعَمِّ نبينا فاسقنا، فيسقون‏. ‏وفي لفظ آخر قم يا عباس فادع الله  وقد بين عمر بن الخطاب أنهم كانوا يتوسلون به في حياته فيسقون‏.‏ وذلك التوسل به أنهم كانوا يسألونه أن يدعو اللّه لهم في حياته ، فيدعو لهم، ويدعون معه، ويتوسلون بشفاعته ودعائه، كما في الصحيح عن أنس بن مالك أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان بجوار ‏[‏دار القضاء‏]‏، ورسول اللّه ﷺ قائم يخطب، فاستقبل رسول اللّه ﷺ قائما، فقال‏:‏ يا رسول اللّه، هلكت الأموال، وانقطعت السُّبُل‏.‏ فادع اللّه لنا أن يمسكها عنا، قال‏:‏ فرفع رسول اللّه ﷺ يديه ثم قال‏:‏ ‏"‏اللهم، حوالينا ولا علينا اللهم على الآكَام والظِّرَاب وبُطُون الأودية ومَنَابِت الشجر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وأقلعت فخرجنا نمشى في الشمس، ففي هذا الحديث‏:‏ أنه قال‏:‏ ادع اللّه لنا أن يمسكها عنا‏.‏  وهذا الحديث اختصره بأن النبي ﷺ كان في المسجد جاء رجل قال يا رسول الله ادع الله هلكت الأموال، وانقطعت السُّبُل‏.‏ فادع اللّه أن يغيثنا  فسأل الله الإغاثة فنشأت سحابة مثل الترس في الحال ثم أمطرت ورعدت فسقوا في الحال والنبي ﷺ قائم  و استمر المطر سبعة أيام مستمر حتى جاءت الجمعة الثانية والنبي ﷺ يخطب فأصاب الناس ضرر من الأمطار تهدمت عليهم البيوت  فدخل ذلك الرجل أو غيره والنبي ﷺ يخطب قال يا رسول الله تهدمت البيوت و انقطعت السبل فادع الله أن يمسكها عنا فقال الرسول ‏"‏اللهم، حوالينا ولا علينا اللهم على الآكَام والظِّرَاب  فانقشعت وخرجت الشمس وصارت السحب حول المدينة وصار على المدينة كالجبة لا يأتيها شيء, استجيب دعاء النبي ﷺ في كلا حاليه المرة الأولى في الاستسقاء والمرة الثانية في الاستصحاب هذا توسل بماذا !! بدعاء حي حاضر ليس فيه دليل بمن يجيز التوسل بجاه النبي ﷺ .

(المتن)

وفي الصحيح‏:‏ أن عبد اللّه بن عمر قال‏:‏ إني لأذكر قول أبي طالب في رسول اللّه ﷺ حيث يقول‏:‏

وأبيض يُسْتَسقى الغَمام بوجهه ثِمَال اليتامى عِصمة للأرامل‏

فهذا كان توسلهم به في الاستسقاء ونحوه.

(الشرح)

كذلك أبو طالب عم النبي ﷺ له قصيدة يمدح الرسول ﷺ يقول و أبيض الرسول ابن أخيه يستسقى الغَمام بوجهه  ثِمَال اليتامى عِصمة للأرامل . يستسقى الغمام بوجهه يعني بدعائه قال عبد اللّه بن عمر قال‏:‏ إني لأذكر قول أبي طالب وأبيض يُسْتَسقى الغَمام بوجهه يعني في حياته  يتوسل به في الاستسقاء يستسقى الغمام بوجهه يعني إذا دعا وتوسل إلى الله وسأل الله الغمام السحاب سأل الله أن يسقيهم الغيث أجاب الله دعاءه و أبيض يعني الرسول في قصيدة طويلة  لأنه أبيض مشرب بحمرة  يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل عصمة و حماية لليتامى والأرامل.

(المتن)

قال رحمه الله:

فهذا كان توسلهم به في الاستسقاء ونحوه‏.‏ ولما مات توسلوا بالعباس كما كانوا يتوسلون به ويستسقون‏.‏ وما كانوا يستسقون به بعد موته، ولا في مغيبه ولا عند قبره ولا عند قبر غيره، وكذلك معاوية بن أبي سفيان استسقى بيزيد ابن الأسود الجُرَشي ، وقال‏:‏ اللهم إنا نستشفع إليك بخيارنا  يزيد، ارفع يديك إلى اللّه.

 

(الشيخ)

نسبة إلى بلجرشي.

(المتن)

يا يزيد، ارفع يديك إلى اللّه، فرفع يديه، ودعا، ودَعْوا، فسقوا‏.‏ فلذلك قال العلماء‏:‏ يستحب أن يستسقى بأهل الصلاح والخير، فإذا كانوا من أهل بيت رسول اللّه ﷺ كان أحسن‏.‏ ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل والاستسقاء بالنبي والصالح بعد موته ولا في مغيبه، ولا استحبوا ذلك في الاستسقاء ولا في الاستنصار ولا غير ذلك من الأدعية‏. ‏والدعاء مُخُّ العبادة‏ , والعبادة مبناها على السنة والاتباع، لا على الأهواء والابتداع، وإنما يعبد اللّه بما شرع، لا يعبد بالأهواء والبدع، قال تعالى‏:‏ ‏‏أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏ ، وقال تعالى‏:‏ ‏‏ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ‏ وقال النبي ﷺ‏:‏ ‏إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور‏.‏

(الشرح)

 هذا يبين المؤلف رحمه الله أنه لما توفي عليه الصلاة والسلام الصحابة  توسلوا بالعباس يعني بدعائه ولم يتوسلوا بالنبي ﷺ لو كان توسلهم بذات العباس لتوسلوا بذات النبي ﷺ وهو موجود في قبره وهو أعظم جاها,  فلما عدلوا إلى التوسل بالنبي ﷺ توسلوا بالعباس دل على أنهم ما يتوسلون بالذات ولا بالجاه ولا بالخلق إنما يتوسلوا بالدعاء وهذا فات لما توفي النبي ﷺولما مات توسلوا بالعباس كما كانوا يتوسلون به ويستسقون‏.‏

وما كانوا يستسقون به بعد موته، ( يعني عليه الصلاة والسلام )  ولا في مغيبه ولا عند قبره ولا عند قبر غيره الصحابة  لكمال علمهم بالله ما يتوسلون بالنبي بعد موته ولا في مغيبه ولا عند قبره ولا عند قبر غيره وكذلك معاوية بن أبي سفيان الصحابي كاتب الوحي في جمال خلافته أصابهم قحط  استسقى بيزيد ابن الأسود الجُرَشي ، (يعني بدعائه) وقال‏( يعني معاوية):‏ اللهم إنا نستشفع إليك بخيارنا‏. (يعني نتوسل إليك بخيارنا بالسمحاء و الأخيار )‏ يا يزيد، ارفع يديك إلى اللّه، ( يعني ادع الله لنا ) فرفع يديه، ودعا، ودَعْوا، فسقوا ‏لأنه رجل صالح.

قال المؤلف رحمه الله فلذلك قال العلماء‏:‏ يستحب أن يستسقى بأهل الصلاح والخير ( لماذا يستحب أن يستسقى بأهل الصلاح والخير؟! يعني يتوسل بدعائهم  يقدمهم الناس أهل الدعاء والصلاح والخير يقدمهم الناس يصلون ويستسقون الله ويدعون و يأمنون قد تكون أقرب للإجابة  معنى الاستسقاء بأهل الصلاح والخير يعني يتوسل بدعائهم يدعون الله السمحاء والأخيار الأحياء الحاضرون يقدمون يدعون الله أو يصلون صلاة الاستسقاء يستسقى بصاحب الخير فإذا كانوا من أهل بيت رسول اللّه ﷺ كان أحسن‏ إذا  وجد من سلالته من أهل بيته فهو أفضل ولذلك عمر استسقى بالعباس لأنه عم النبي ﷺ من أهل بيته أهل البيت لهم حق إذا كان من أهل البيت وصالح هذا أولى من غيره.

 قال المؤلف ‏ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل والاستسقاء بالنبي والصالح بعد موته ولا في مغيبه. بعد الموت والغائب ما يستسقى به سواء كان نبيا أو صالحا أو غيره  ،ولا استحبوا ذلك في الاستسقاء في الجدب ولا في الاستنصار على العدو في الجهاد ما يستنصرون بالميت ولا بالغائب ، اللهم انصرنا بفلان ولا غير ذلك من الأدعية‏. لا يتوسل بالأموات ولا بالغائبين.

‏قال المؤلف والدعاء مُخُّ العبادة‏. العبادة مبناها على السنة و الاتباع، لا على الأهواء والابتداع  العبادة مبنية على السنة الدعاء والعبادة مبنية على السنة و الاتباع لا على الهوى والبدعة  وإنما يعبد اللّه بما شرع، يعبد الله بالشريعة ما شرع في كتابه وعلى لسان رسله  لا يعبد بالأهواء والبدع ولهذا أنكر الله على من شرع وابتدع  قال تعالى‏:‏ ‏‏أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏، وقال تعالى‏:‏ ‏ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ‏ والتوسل بجاه النبي وهو غائب و الأنبياء هذا من العدوان لأنه جاوز الحد  ‏ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ‏  وقال النبي ﷺ‏:‏ ‏إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور‏.‏  يجاوزون المشروع ففي الدعاء يتوسل بالنبي وبالميت والغائب يتوسل بتوسلات غير مشروعة مثل الطهور تجاوز الحد في الإسراف وزيادة عن المشروع.

(المتن)

قال رحمه الله:

وأما الرجل إذا أصابته نائبة أو خاف شيئا فاستغاث بشيخه، يطلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع، فهذا من الشرك، وهو من جنس دين النصارى؛ فإن اللّه هو الذي يصيب بالرحمة ويكشف الضر، قال تعالى‏:‏ ‏‏وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ‏ وقال تعالى‏:‏ ‏مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ‏‏ وقال تعالى‏:‏‏ ‏قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ۝ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ‏}‏ ‏ وقال تعالى‏:‏ ‏قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً ۝ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا‏‏ فبين أن من يدعى من الملائكة والأنبياء وغيرهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا‏.

(الشرح)

  هذه المسألة وهي أن من أصابته نائبة أو خاف شيئا فاستنجد  بشيخه ما حكمه؟! وأما الرجل إذا أصابته نائبة أو خاف شيئا فاستغاث بشيخه، يطلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع، هذا شرك والعياذ بالله  لأنه عبد غير الله  كيف يدعو شيخ أن يثبت قلبه شيخ بشر مثله يأكل ويشرب يبول ويتغوط ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا كيف يدعوه أن يثبت قلبه  ادع ربك يثبت قلبك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك  وأما الرجل إذا أصابته نائبة أو خاف شيئا فاستغاث بشيخه، يطلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع، فهذا من الشرك، هذا بالاتفاق وهو من جنس دين النصارى الذين يدعون المسيح وغيره هذا دعاء شيخ وهذا دعاء المسيح  متماثلان قال : فإن اللّه هو الذي يصيب بالرحمة ويكشف الضر ليس الشيخ الذي يثبت قلبه فإن اللّه هو الذي يصيب بالرحمة ويكشف الضر ثم سرد الأدلة في بيان أن الله تعالى هو الذي يصيب بالرحمة ويكشف الضر  قال تعالى‏:‏ ‏‏وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ‏ إذا الرحمة من الله والضر من الله  وقال تعالى‏:‏ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ‏‏  إذا  الرحمة من الله وما يمسكها إلا الله وقال تعالى‏:‏‏‏قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ  ۝ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ‏ إذا هو الذي يكشف الضر، ‏ وقال تعالى‏:‏ ‏‏قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً كل من سوى الله لا يملك كشف الضر ولا تحويلا من حال إلى الله  ثم قال أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ هم محتاجون إلى الله هم يتقربون إلى الله هم يخافون الله ويرجونه فكيف تعبدونهم وهذه حالهم بشر مثلكم  أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا‏ فبين أن من يدعى من الملائكة والأنبياء وغيرهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا‏.‏

 (المتن)

فإذا قال قائل‏:‏ أنا أدعو الشيخ ليكون شفيعا لي، فهو من جنس دعاء النصارى لمريم والأحبار والرهبان‏.‏ والمؤمن يرجو ربه ويخافه، ويدعوه مخلصا له الدين، وحق شيخه أن يدعو له ويترحم عليه؛ فإن أعظم الخلق قدرا هو رسول اللّه ﷺ، وأصحابه أعلم الناس بأمره وقدره، وأطوع الناس له، ولم يكن يأمر أحدا منهم عند الفزع والخوف أن يقول‏:‏ يا سيدي، يا رسول اللّه، ولم يكونوا يفعلون ذلك في حياته ولا بعد مماته، بل كان يأمرهم بذكر اللّه ودعائه والصلاة والسلام عليه ﷺ، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  ۝ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ‏‏ ‏، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ‏:‏ أن هذه الكلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد ﷺ يعني وأصحابه حين قال لهم الناس‏:‏ إن الناس قد جمعوا لكم‏.‏ وفي الصحيح عن النبي ﷺ‏:‏ أنه كان يقول عند الكرب‏:‏ ‏‏لا إله إلا اللّه العظيم الحليم، لا إله إلا اللّه رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم‏.‏ وقد روي أنه علم نحو هذا الدعاء بعض أهل بيته‏.‏ وفي السنن‏:‏ أن النبي ﷺ كان إذا حَزَبَه أمر قال‏:‏ ‏‏يا حي، يا قيوم، برحمتك أستغيث‏‏‏.‏

 وروي أنه علم ابنته فاطمة أن تقول‏:‏ يا حي، يا قيوم، يا بديع السموات والأرض، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تِكَلْني إلى نفسي طَرْفَة عين، ولا إلى أحد من خلقك‏ ‏.‏ 
وفي مسند الإمام أحمد وصحيح أبي حاتم البستي عن ابن مسعود عن النبي ﷺ أنه قال‏:‏ ‏"‏ما أصاب عبدًا قط هَمٌّ ولا حَزَن فقال‏:‏ اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصِيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عَدْل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سَمَّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو عَلَّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك‏:‏ أن تجعل القرآن العظيم رَبِيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، إلا أذهب اللّه همه وغمه، وأبدله مكانه فرحا‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏يا رسول اللّه، أفلا نتعلمهن‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن‏‏‏.‏ وقال لأمته‏:‏ ‏إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن اللّه يُخَوِّف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة، وذِكْر اللّه، والاستغفار‏‏‏.‏ فأمرهم عند الكسوف بالصلاة والدعاء والذكر والعتق والصدقة، ولم يأمرهم أن يدعوا مخلوقا ولا ملكا ولا نبيا ولا غيرهم‏.‏ 
ومثل هذا كثير في سنته، لم يشرع للمسلمين عند الخوف إلا ما أمر اللّه به؛ من دعاء اللّه، وذكره والاستغفار، والصلاة، والصدقة، ونحو ذلك‏.‏ فكيف يعدل المؤمن باللّه ورسوله عما شرع اللّه ورسوله إلى بدعة ما أنزل اللّه بها من سلطان، تُضَاهي دين المشركين والنصارى‏؟‏‏!‏ 
فإن زَعَم أحد أن حاجته قضيت بمثل ذلك، وأنه مثل له شيخه ونحو ذلك، فعباد الكواكب والأصنام ونحوهم من أهل الشرك يجري لهم مثل هذا، كما قد تواتر ذلك عمن مضى من المشركين، وعن المشركين في هذا الزمان‏.‏ فلولا ذلك ما عبدت الأصنام ونحوها، قال الخليل ‏:‏ ‏‏وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ  ۝ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ‏

(الشرح)

 قول المؤلف رحمه الله أراد سؤالا و أجاب عنه هذا السؤال يقول ‏:‏ أنا أدعو الشيخ ليكون شفيعا لي عند الله, إذا قال يا شيخ أسألك تثبيت قلبي يقول وسيلة حتى يكون شفيعا لي ليس بشرك , قال إذا قال قائل ‏:‏ أنا أدعو الشيخ ليكون شفيعا لي  أين الجواب !! فهو من جنس دعاء النصارى فهو يعني فهذا من جنس هذا الجواب فهو من جنس دعاء النصارى لمريم والأحبار والرهبان‏.‏ النصارى دعوا مريم و دعوا أحبارهم وعلماءهم و يسمونه شفاعة  والمؤمن يرجو ربه ويخافه، ويدعوه مخلصا له الدين يعني مخلصا له العبادة وهذا دعا حينما دعا الشيخ  يثبت قلبه فهذا من جنس دعاء النصارى لمريم ومن جنس عباد المسيح  ومن جنس دعاء الأحبار والرهبان فالمؤمن لا يدعو إلا الله ولا يخاف إلا الله ولا يدعوا إلا الله  وحق شيخه أن يدعو له ويترحم عليه لا أن يسأله شيخك له حق تدعو له وتترحم عليه تقول الله  اللهم اغفر له و ارحمه أما أن تسأله أن يثبت قلبك هذا شرك دعاء لغير الله حق شيخك أن تدعو له وتترحم عليه  فإن أعظم الخلق قدرا هو رسول اللّه ﷺ،  أعظم الخلق قدرا هو الرسول ومع ذلك فالصحابة ما دعوه من دون الله وحقه أعظم الحقوق حقه الطاعة عليه الصلاة والسلام و تصديق أخباره ومحبته أعظم من  محبة الأموال و الأنفس و الأولاد والعمل بسنته هذا حقه لا تدعوه من دون الله ليس من حقه أن تدعوه مع الله  أو تطلب منه حق الله , الله حقه العبادة هذا حق لا يرضى أن يشركه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل  ؛ فإن أعظم الخلق قدرا هو رسول اللّه ﷺ، وأصحابه أعلم الناس بأمره وقدره أصحابه أعلم الناس بأمر النبي ﷺ و أعلم الناس بقدره  وأطوع الناس له، ولم يكن يأمر أحدا منهم عند الفزع والخوف أن يقول‏:‏ يا سيدي، يا رسول اللّه أبدا ما قال إذا خفتم قولوا يا سيدي يا رسول الله أزل الخوف عنكم ولم يكونوا يفعلون ذلك في حياته ولا بعد مماته، بل كان يأمرهم بذكر اللّه ودعائه والصلاة على نبيه كانوا يذكرون الله  ويصلون على النبي ثم يسأل حاجته  قال اللّه تعالى‏:‏ ‏الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ما خشوا الناس قالوا حسبنا الله يعني يكفينا الله والله كافيهم  فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ يعني ... وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ‏‏  لما أخلصوا العبادة لله اكتفوا الحسب والكفاية خاصة لله ما تقول حسبي الله وفلان الحسب خاص بالله لكن الطاعات تكون لله ولرسوله و الإيتاء لله ورسوله,  و أما الحسب والكفاية خاصة بالله  وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ فجعل الإيتاء لله ولرسوله وجعل الحسب لله خاصة.

وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ‏:‏ أن هذه الكلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد ﷺ يعني وأصحابه حين قال لهم الناس‏ بعد ما أصابهم من الجرح بعد غزوة أحد قيل لأصحاب النبي إن قريشا قالوا لنرجعن إلى محمد ونستأصل البقية الباقية فقال النبي ﷺ حسبنا الله ونعم الوكيل ۝  فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ, و إبراهيم  قالها لما ألقي في النار قال حسبي الله و نعم الوكيل فجاء الفرج من الله أسرع من لمحة العين  ويقال إن جبريل عرض لإبراهيم وهو في الهواء من طول المسافة  عرض له جبريل يقول تحتاجني إليك حاجة لي , قال فأما إليك فلا و أما إلى الله فنعم، فجاء الفرج من الله قال الله:  يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ. كوني بردا وسلاما قال العلماء: لو قال: كوني بردا لمات من شدة البرد ولو تركها لمات من شدة حرارة النار فلما قال كوني بردا وسلاما صار الجو معتدلا لا حار ولا بارد ولما جلس وهذه النار العظيمة يضرمونها منذ مدة وإبراهيم لا يتحمل هذا !!  ولكن الله سلمه  فأرادوا أن ينظروا فوجوده مرتاحا قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم  وقالها محمد ﷺ يعنى وأصحابه حين قال لهم الناس‏ بعد ما أصابهم من أحد قيل لأصحاب النبي :‏ إن الناس قد جمعوا لكم‏.

‏ وفي الصحيح عن النبي ﷺ‏:‏ أنه كان يقول عند الكرب‏:‏ ‏‏لا إله إلا اللّه العظيم الحليم، لا إله إلا اللّه رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم‏"‏.‏ هنا ليس لله شريك   هو العليم الحليم لا أعظم منه ولا أحلم منه وهو رب العرش الكريم وهو رب العرش العظيم وقد روي أنه علم نحو هذا الدعاء بعض أهل بيته‏.‏ وفي السنن‏:‏ أن النبي ﷺ كان إذا حَزَبَه أمر قال‏:‏ ‏يا حي، يا قيوم، برحمتك أستغيث‏.‏  استغاث برحمة الله ولم يستغث بشيء من رحمة الخلق وروي أنه علم ابنته فاطمة أن تقول‏:‏ يا حي، يا قيوم، يا بديع السموات والأرض، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله, بصفة الله   ولا تِكَلْني إلى نفسي طَرْفَة عين، ولا إلى أحد من خلقك‏"‏ عدم الحاجة إلى الخلق.

  وفي مسند الإمام أحمد وصحيح أبي حاتم البستي عن ابن مسعود عن النبي ﷺ أنه قال‏:‏ ‏"‏ما أصاب عبدًا قط هَمٌّ ولا حَزَن فقال‏:‏ اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصِيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عَدْل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سَمَّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو عَلَّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك‏:‏ أن تجعل القرآن العظيم رَبِيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، إلا أذهب اللّه همه وغمه،وأبدله مكانه فرحا‏.‏ هذا فيه توحيد توسل إلى الله بأسمائه وصفاته  قال أسألك بكل اسم هو لك سَمَّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو عَلَّمته أحدًا من خلقك  لم يتوسل بأحد مخلوق  قالوا‏:‏ يا رسول اللّه، أفلا نتعلمهن‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن‏‏‏.‏ وقال لأمته‏:‏ ‏إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن اللّه يُخَوِّف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة، وذِكْر اللّه، والاستغفار‏‏‏ ما قال توسلوا بمخلوق  ولهذا قال  فأمرهم عند الكسوف بالصلاة والدعاء والذكر والعتق والصدقة هذا يشرع عند الكسوف تشرع ستة أشياء الصلاة والدعاء والذكر والعتق والصدقة والتكبير أيضا جاء في الحديث لم يذكره المؤلف ستة أشياء ذكر وصلاة ودعاء وعتق وصدقة وتكبير  ولم يأمرهم أن يدعوا مخلوقا ولا ملكا ولا نبيا ولا غيرهم‏.‏ 
قال المؤلف رحمه الله ومثل هذا كثير في سنته، لم يشرع للمسلمين عند الخوف إلا ما أمر اللّه به؛ من دعاء اللّه، وذكره والاستغفار، والصلاة، والصدقة، ونحو ذلك ما قال توسلوا بفلان وفلان.

  قال المؤلف رحمه الله فكيف يعدل المؤمن باللّه ورسوله عما شرع اللّه ورسوله إلى بدعة ما أنزل اللّه بها من سلطان، تُضَاهي دين المشركين والنصارى‏؟‏‏!‏  يقول للشيخ أسألك تثبيت قلبي كيف يعدل المؤمن عما شرعه الله ورسوله من الذكر والدعاء والصدقة والعتق إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان تماثل بدعة المشركين والنصارى وهو أن يدعو شيخه.

قال فإن زَعَم أحد أن حاجته قضيت بمثل ذلك  قال قضيت حاجتي بشيخي فقضيت حاجتي وأنه مثل له شيخه أمامه وقضيت له حاجته  يقول الجواب  ، فعباد الكواكب والأصنام ونحوهم من أهل الشرك يجري لهم مثل هذا  يقول هذا من جنس عباد الكواكب والنصارى يمثل لهم شيوخهم وقد تقضى لهم الحاجة ابتلاء و امتحان و استدراجا و الشياطين لها عمل في هذا فليس للإنسان حجة, قال فإن زَعَم أحد هذا سؤال وجواب أن حاجته قضيت بمثل ذلك، وأنه مثل له شيخه وقضيت له حاجته  والجواب نقول فعباد الكواكب والأصنام و المشركون يجري لهم مثل هذا تقضى حاجته و العزى التي يعبدها قريش  فيها شياطين تسمع منها الصوت وتجيب كلامهم ولما فتحت مكة أمر النبي ﷺ بقطع الشجرة ولما قطعت قال هل وجدت فيها قال لا قال فارجع إلي فوجدا حبشية بائن شعرها وتصك أسنانها فضرب خالدا رأسها بالسيف  ففلقها  هذه شيطانة حبشية في وسط الشجرة تظل الناس وشيخ الإسلام ذكر أنه يحصل مثل هذا و أن الشيطان قد يتمثل للإنسان ويغريه بالشرك فقالوا أحيانا ينشق القبر عن رجل و يأتي يصافح الناس ويشجعهم ويقول أنا أقضي لكم الحوائج حتى يشجعهم على الشرك وقال إن بعض الناس يقول أنه قد رأيتك  في البلد الفلاني وقلت كذا وكذا فقلت لهم لم أتي إلى البلد الفلاني الشيطان قد تمثل بي  فالشياطين لها عمل في هذا كما قد تواتر ذلك عمن مضى من المشركين أنه يحصل لهم وتجيب دعائهم كما قد تواتر ذلك عمن مضى من المشركين، وعن المشركين في هذا الزمان فالمشركين فيما مضى وفي هذا الزمان قال فلولا ذلك ما عبدت الأصنام ونحوها لولا أن الشياطين تشجع الناس وتغريهم ما عبدوا الأصنام الشياطين تلبس على الناس دينهم.

قال الخليل ‏:‏ ‏‏وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ  ۝ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ‏ ‏فالخليل يدعو الله بهذا الدعاء  الخليل إبراهيم أليس هو الذي كسر الأصنام كسرها بيده جعل الفأس عليها وهو نبي و أبناؤه أنبياء إسماعيل نبي و إسحاق نبي ومع ذلك يدعو الله أن يجنبه عبادة الأصنام نبي و أبناؤه أنبياء و كسر الأصنام بيده وقال و اجنبني خاف و يسال ربه  ‏‏وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فإذا كان الخليل وهو نبي و أولاده أنبياء وهو الذي كسر الأصنام يخاف من عبادة الأصنام ويدعو الله أن يجنبه فكيف بغيره ولهذا قال اجنبني وبني,  ومن  يأمن البلاء بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام من يأمن البلاء !! إذا كان هذا الخليل كسر الأصنام بنفسه و قاطع الناس كلهم و أباه معهم ورزقه الله الأنبياء ومع ذلك يسأل ربه أن يجنبه عبادة الأصنام قال  رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد