شعار الموقع

شرح كتاب صريح السنة للطبري_5

00:00
00:00
تحميل
97

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين نحمد الله ونثني عليه الخير كله ونشكره أن أعادنا إلى مجالس العلم والذكر نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح

الطالب الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين

قال المصنف رحمه الله

ثُمَّ جَعَلَ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَذِكْرُهُ، عُلَمَاءَ أُمَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَفْضَلِ عُلَمَاءِ الْأُمَمِ الَّتِي خَلَتْ قَبْلَهَا فِيمَا كَانَ؛ قَسَمَ لَهُمْ مِنَ الْمَنَازِلِ وَالدَّرَجَاتِ وَالْمَرَاتِبِ وَالْكَرَامَاتِ فَشَمِلَ، وَأَجْزَلَ لَهُمْ فِيهِ حَظًّا وَنَصِيبًا، مَعَ ابْتِلَاءِ اللَّهِ أَفَاضِلَهَا بِمَنَافِعِهَا، وَامْتَحَانِهِ خِيَارَهَا بِشِرَارِهَا، وَرُفَعَائِهَا بِسِفْلِهَا وَضُعَاتِهَا فَلَمْ يَكُنْ يُثْنِيهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مِنْهُمْ يُبْتَلُونَ، وَلَا كَانَ يَصُدُّهُمْ مَا فِي اللَّهِ مِنْهُمْ يَلْقَوْنَ عَنِ النَّصِيحَةِ لِلَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ أَيَّامَ حَيَاتِهِمْ، بَلْ كَانُوا بِعِلْمِهِمْ عَلَى جَهْلِهِمْ يَعُودُونَ، وَبِحِلْمِهِمْ لِسَفَهِهِمْ يَتَعَمَّدُونَ، وَبِفَضْلِهِمْ عَلَى نَقْصِهِمْ يَأْخُذُونَ

الشيخ المعنى أن العلماء هم خير الناس وأفضل الناس والمراد العلماء العاملون بعلمهم وأفضل علماء الأمم علماء هذه الأمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وأمته هي أفضل الأمم كما جاء في الحديث أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله وقوله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " يعني بهذه الصفات كانوا خير الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلا فالغيمان بالله هو الأصل الأساس ثم بين رحمه الله تعالى ابتلى الأخيار بالأشرار والأشرار بالأخيار وابتلى المؤمنين بالكفار والكفار بالمؤمنين والعلماء في صبرهم على أمر الله عز وجل وعلى تعليم الناس وعلى الصبر على أذاهم بذلك كانوا خير الناس وأفضل الناس بعد الأنبياء

بَلْ كَانَ لَا يَرْضَى كَبِيرٌ مِنْهُمْ مَا أَزْلَفَهُ لِنَفْسِهِ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ فَضْلٍ ذَلِكَ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَادَّخَرَ مِنْهُ مِنْ كَرِيمِ الذَّخَائِرِ لَدَيْهِ قَبْلَ مَمَاتِهِ، حَتَّى تَبْقَى لِمَنْ بَعْدَهُ آثَارًا عَلَى الْأَيَّامِ بَاقِيَةً، وَلَهُمْ إِلَى الرَّشَادِ هَادِيَةً، جَزَاهُمُ اللَّهُ عَنْ أُمَّةِ نَبِيِّهِمْ أَفْضَلَ مَا جَزَى عَالِمَ أُمَّةٍ عَنْهُمْ، وَحَبَاهُمْ مِنَ الثَّوَابِ أَجْزَلَ ثَوَابٍ، وَجَعَلَنَا مِمَّنْ قَسَمَ لَهُ مِنْ صَالِحِ مَا قَسَمَ لَهُمْ، وَأَلْحَقَنَا بِمَنَازِلِهِمْ، وَكَرَّمَنَا بِحُبِّهِمْ وَمَعْرِفَةِ حُقُوقِهِمْ

الشيخ آمين هذا دعاء من المؤلف نسأل الله أن يجعلنا منهم

 وَأَعَاذَنَا وَالْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا مِنْ مُرْدِيَاتِ الْأَهْوَاءِ، وَمُضِلَّاتِ الْآرَاءِ، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاءِ.

قال الشارح قوله ثُمَّ جَعَلَ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَذِكْرُهُ، عُلَمَاءَ أُمَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَفْضَلِ عُلَمَاءِ الْأُمَمِ الَّتِي خَلَتْ قَبْلَهَا لما كان العلماء ورثة الأنبياء فعلماء هذه الأمة بالخصوص أفض من علماء الأمم التي خلت

قوله قَسَمَ لَهُمْ مِنَ الْمَنَازِلِ وَالدَّرَجَاتِ وَالْمَرَاتِبِ وَالْكَرَامَاتِ فَشَمِلَ، وَأَجْزَلَ لَهُمْ فِيهِ حَظًّا وَنَصِيبًا منازلهم وكراماتهم أفضل الكرامات قسم لهم أفضل ما يقسمه لعباده المؤمنين وجعل لهم من الأجر والفضل حظا كبيرا ونصيبا مع أن الله ابتلى الأخيار بالأشرار والمؤمنين بالكفار وابتلى الأفاضل بالمنافقين ولهذا قال مع ابتلاء الله أفاضلها بمنافعها وامتحانه خيارها بشرارها ورفعائها بسفلها وضعاتها فالله تعالى ابتلى وله الحكمة لكن هذا لا يثنيهم ولا يدهم عن دعوتهم إلى الله وإسداء الخير للناس والنصح ولهذا قال المؤلف ولا كان يصدهم ما كانوا في الله ما يلقون عن النصيحة لله في عباده وبلاده أيام حياتهم فهذا الابتلاء والامتحان لا يمنعهم من النصيحة لعباد الله جل وعلا لأنهم يعملون بعلمهم ويتحملون الجاهل ويتفضلون على الناقص وبحلمهم لسفلهم يتعمدون يحلمون على الجاهل والسفيه ويعلمون الجاهل ويتفضلون على الناقص ولهذا قال المؤلف رحمه الله وَبِفَضْلِهِمْ عَلَى نَقْصِهِمْ يَأْخُذُونَ قد كان لا يرضى كبير منهم ما كان أزلفه لنفسه عند الله من فضل ذلك أيام حياته وادخر منه بكريم زكاته قبل مماته يعني الكبير والعالم لم يثنه ما أعد الله له من الكرامة عن الإفضال على عباد الله في أيام حياته وكذلك لا يثنيه ما ادخر الله من جزاء حتى يبقى له أثر من بعده في تعليم ونصح وتحمل الناس وإطعام جائعهم كل هذه آثار باقية ولهم وإلى الرشاد هادية وقوله جَزَاهُمُ اللَّهُ عَنْ أُمَّةِ نَبِيِّهِمْ أَفْضَلَ مَا جَزَى عَالِمَ أُمَّةٍ عَنْهُمْ، هذا دعاء لهم يدعو بأن يجازيهم الله بأفضل الجزاء وحباهم من الثواب أجزل الثواب وجعلنا ممن قسم لهم من صالح ما قسم لهم يعني جعلنا منهم وأشركنا معهم وقسم لنا نصيبا مما قسم لهم وألحقنا بمنازلهم وكرمنا بحبهم ومعرفة حقوقهم  وَأَعَاذَنَا وَالْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا مِنْ مُرْدِيَاتِ الْأَهْوَاءِ يعني البدع التي تردي الإنسان والآراء التي تضله  وَمُضِلَّاتِ الْآرَاءِ، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاءِ

مذاهب الناس في مسمى الايمان:

 مسمى الإيمان عند أهل الحق من أهل السنة والجماعة، ما دلت عليه النصوص أنه تصديق بالقلب وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة ويقل بالعصيان وهناك طوائف كالمرجئة مسمى الإيمان عندهم مختلف

فمسمى الإيمان عند الجهمية هو معرفة الرب بالقلب والكفر هو جهل الرب بالقلب، وهذا أفسد تعريف، وعلى ذلك يكون إبليس مؤمن؛ لأنه يعرف الرب بقلبه وفرعون واليهود مؤمنون وأبو طالب مؤمن لأنهم يعرفون ربهم بقلوبهم وهذا من أبطل الباطل

ثم يليه قول الكرامية الذين يقولون: إن الإيمان هو الإقرار باللسان، ولو كان مكذبا بقلبه، فيكون من نطق بلسانه مؤمنا كامل الإيمان، وإذا كان مكذبا بقلبه فهو مخلد في النار فيلزم على قولهم الجمع بين النقيضين مؤمن كامل الإيمان مخلد بالنار!

 ويليه قول الأشاعرة: إن الإيمان تصديق بالقلب.

 ثم قول مرجئة الفقهاء: أن الإيمان شيئان تصديق بالقلب وإقرار باللسان؛ وهم طائفة من أهل السنة، فهو مذهب الإمام أبى حنيفة وأصحابه، وعليه جمهور أصحابه أن الإيمان شيئان: تصديق بالقلب وإقرار باللسان، والأعمال ليست من الإيمان لكنها مطلوبة، فالواجبات واجبات والمحرمات محرمات؛ لكنهم لا يسمونها إيمانا يسمونها تقوى وبرا وهدى. أما أهل السنة والجماعة فيسمونه إيمانا وهدى وبرا وتقوى

ثم قال المصنف رحمه الله تعالى

    ثم إنه لم يزل من بعد مضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبيله حوادث في كل دهر تحدث، ونوازل في كل عصر تنزل، يفزع فيها الجاهل إلى العالم، فيكشف فيها العالم سدف الظلام عن الجاهل بالعلم الذي آتاه الله وفضله به على غيره، إما من أثر وإما من نظر، فكان من قديم الحادثة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحوادث التي تنازعت فيه أمته واختلافها في أفضلهم بعده وأحقهم بالإمامة وأولاهم 

سؤال في الفرق بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة والجماعة وضرب الأمثلة على الإمام أحمد هل هذا فيه أمر ثم قول مرجئة الفقهاء أن الإيمان شيئان تصديق بالقلب وإقرار باللسان ثم في الآخر في لآخر الكلام أما أهل السنة والجماعة فيسمونه إيمانا وهدى وبرا وتقوى والفصل بينهما

الشيخ هم طائفة كلام جمهور أهل السنة لأنهم طائفة من أهل السنة نعم الجمهور أهل السنة أدق

الطالب أما الجمهور أهل السنة

الشيخ نعم هم طائفة من أهل السنة الأحناف لكنهم خالفوا النصوص في اللفظ وإن كانوا يوافقون المعنى النصوص سمتها إيمان وهم يقولون نسميها برا وهدى وتقوى والمعنى واحد لكن اللفظ مختلف ولا يجب للإنسان يخالف الكتاب والسنة حنى باللفظ

الطالب يجوز أن نقول مرجئة الفقهاء

الشيخ نعم هم يسمون هكذا أبو حنيفة وأصحابه مرجئة الفقهاء الإمام أحمد هو إمام أهل السنة والجماعة

  ثم القول في أعمال العباد طاعتها ومعاصيها وهل هي بقضاء الله وقدره أم الأمر في ذلك المبهم مفوض؟ 

الشيخ بل هي من قضاء الله وقدره

  ثم القول في الإيمان هل هو قول وعمل أم هو قول بغير عمل؟

الشيخ الصواب أنه قول وعمل

 وهل يزيد وينقص أم لا زيادة له ولا نقصان؟ 

الشيخ يزيد وينقص المرجئة يقولون لا يزيد ولا ينقص

  ثم القول في القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق؟

الشيخ القرآن كلام الله منزل غير مخلوق من قال كلام الله مخلوق كفر قال الإمام أحمد وغيره من قال القرآن مخلوق فقد كفر يعني على العموم أما الشخص المعين فلابد من إقامة الحجة عليه    

  ثم رؤية المؤمنين ربهم تعالى يوم القيامة. 

  ثم القول في ألفاظهم بالقرآن. 

  ثم حدث في دهرنا هذا حماقات خاض فيها أهل الجهل والغباء ونوكى الأمة والرعاع

الشيخ نوكى يعني حمقى

 يتعب إحصاؤها، ويمل تعدادها، فيها القول في اسم الشيء أهو هو أم هو غيره؟ ونحن نبين الصواب لدينا من القول في ذلك إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق. 

قال الشارح وفقه الله

  لا يزال المؤلف رحمه الله يبين فضل العلماء، وأن العلماء هم الذين يرجع إليهم الناس في الحوادث التي تنزل، والنوازل التي تنزل بالأمة، ويفزع فيها الناس إلى العلماء الذين آتاهم الله العلم، فالعلماء يكشفون ما أشكل على الناس ويزيلون الغبش والظلام ولهذا قال: (فيكشف فيها العالم سدف الظلام) يقال: سدف الليل وسدف الدجى، والسدف: الظلمة بما يكشفونه؟ 

  الجواب:(بالعلم الذي آتاه الله وفضله به على غيره، إما من أثر وإما من نظر) أي: من أدلة نقلية أو أدلة عقلية. 

  ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى أن هناك أمور وحوادث تنازع الناس فيها واختلفوا فلابد أن نبين الصواب. 

  مثل: اختلافهم في الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، من أحق الناس بالإمامة، ومن أولاهم بالخلافة. وكذلك من المسائل: القول في أعمال العباد، أهي بقضاء الله وقدره، أم الأمر فيها مبهم ومفوض؟ 

  ومن المسائل: الإيمان هل هو قول وعمل أم هو قول بلا عمل، وهل يزيد وينقص؟ 

  ومن المسائل التي جدت: القول في القرآن هل هو مخلوق؟ أم غير مخلوق؟ 

  وكذلك: القول في ألفاظ الناس في القرآن هل هو مخلوق؟ أم غير مخلوق؟ 

 وكذلك مسألة: رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، هل يرونه أم لا يرونه؟

  ثم قال:(ثم حدث في دهرنا هذا حماقات خاض فيها أهل الجهل والغباء ونوكى الأمة والرعاع، يتعب إحصاؤها، ويمل تعدادها) 

  قوله:(نوكى الأمة) يعني: الحمقى. 

  قوله :(الرعاع) يعني: عامة الناس ودهماؤهم.

  خاضوا في أمور (يتعب إحصاؤها، ويمل تعدادها) تعداد: بفتح التاء، وهذه قاعدة مهمة وهي: ما كان على وزن: نفعال، مثل: تعداد وتكرار وترداد، فالأصل فيها فتح التاء، إلا مصدران هما: تلقاء وتبيان، فهي بكسر التاء. 

سؤال بوزن تفعال أم نفعال

الشيخ كلها واحد تفعال ونفعال لا فرق

  وقوله:(فيها القول في اسم الشيء أهو هو أم هو غيره؟)  يعني: القول في الاسم هل هو المسمى أم غير المسمى؟ ثم قال رحمه الله: (ونحن نبين الصواب لدينا من القول في ذلك إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق). 

  

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد