شعار الموقع

شرح عقيدة ابن أبي زيد القيرواني_1

00:00
00:00
تحميل
91

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام عَلَى رسول الله وَعَلَى آله وصحبه ومن ولاه, اللَّهُمَّ اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين.

(المتن)

قَالَ محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني رضي الله عنه وأرضاه:

الحمد لله الَّذِي ابتدأ الإنسان بنعمته وصوره في الأرحام بحكمته, وأبرزه إِلَى رفقه وما يسره له من رزقه.

(الشرح)

يَعْنِي رفقه رفقائه وأصحابه, كما تكلف برزقه وأظهره إِلَى رفقه.

(المتن)

وعلمه ما لَمْ يكن يعلم وَكَانَ فضل الله عَلَيْهِ عظيمًا, ونبهه بآثار صنعته وأعذر إليه عَلَى ألسنة المرسلين الخيرة من خلقه, فهدى من وفقه بفضله وأضل من خذله بعدله, ويسر الْمُؤْمِنِينَ لليسرى وشرح صدورهم للإيمان, فآمنوا بالله بألسنتهم ناطقين وبقلوبهم مخلصين, وبما أتتهم بِهِ رسله وبكتبه عاملين, وتعلموا ما علمهم ووقفوا عِنْد ما حد لهم, واستغنوا بما أحل لهم عما حرم عَلَيْه؛ أَمَّا بَعْد: أعاننا الله وإياك عَلَى رعاية بدائعه وحفظ ما أودعنا من شرائعه, فإِنك سأَلتني أَن أَكتب لك جملة مختصرة من واجب الديانة مما تنطق به الأَلسنة.

(الشرح)

هَذَا سبب تأليف الرسالة الجواب عَنْ سؤال.

(المتن)

فإِنك سأَلتني أَن أَكتب لك جملة مختصرة من واجب الديانة مما تنطق به الأَلسنة, وتعتقده القلوب، وتعمله الجوارح، وما يتصل بالواجب من ذلك من السنن من مؤكدها ونوافلها ورغائبها، وشيء من الآداب منها، وجل من أصول الفقه وفنونه عَلَى مذهب الإمام مالك ابن أنس رحمه الله تعالى وطريقته، مع ما سهَّل سبيل ما أشكل من ذَلِكَ من تفسير الراسخين وبيان المتفقهين، لما رغبت فِيهِ من تعليم ذَلِكَ للوالدان كما تعلمهم حروف القرآن، ليسبق إلى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه ما ترجى لهم بركته وتحمد لهم عاقبته، فأجبتك إلى ذلك، لما رجوته لنفسي ولك من ثواب من علم دين الله أو دعا إليه.

(الشرح)

الشيخ: في المقدمة ما ذكر الرسالة لولده ما في شيء؟.

الطالب: ما ذكر شيء.

(المتن)

واعلم أن خير القلوب أوعاها للخير وأرجى القلوب للخير ما لم يسبق الشر إليه، وأولى ما عني به الناصحون ورغب في أجره الراغبون إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين ليرسخ فيها، وتنبيههم على معالم الديانة، وحدود الشريعة ليراضوا عليها.

(الشرح)

يَعْنِي ليروضوا عليها.

(المتن)

وتنبيههم على معالم الديانة، وحدود الشريعة ليراضوا عليها وما عليهم أن تعتقده من الدين قلوبهم وتعمل به جوارحهم؛ فإنه روي أن تعليم الصغار لكتاب الله يطفي غضب الله، وأن تعليم الشيء في الصغر كالنقش في الحجر.

وقد مثلت لك من ذلك ما ينتفعون إن شاء الله يحفظه، ويشرفون بعلمه، ويسعدون باعتقاده والعمل به، وقد جاء أن يؤمروا بالصلاة لسبع سنين، ويضربوا عليها لعشر، ويفرق بينهم في المضاجع، فكذلك ينبغي أن يعلموا ما فرض الله على العباد من قول وعمل قبل بلوغهم ليأتي عليهم البلوغ وقد تمكن ذلك من قلوبهم، وسكنت إليه أنفسهم، وأنست بما يعملون به من ذلك جوارحهم.

وقد فرض الله سبحانه على القلب عملًا من الاعتقادات وعلى الجوارح الظاهرة عملًا من الطاعات.

(الشرح)

الاعتقاد معروف أَنَّهُ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم والآخر, ومحبة الخير وَالصِّدْق والرغبة والرهبة هَذِهِ جملة من الاعتقادات, والطاعات عَلَى الجوارح معروف الصلاة والصيام وَالزَّكَاة والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام والطاعات.

(المتن)

وسأفصل لك ما شرطت لك ذكره بابًا بابًا ليقرب من فهم متعلميه إن شاء الله تعالى، وإياه نستخير وبه تستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

من ذلك الإيمانُ بالقلب، والنُّطقُ باللِّسان أنَّ الله إلَهٌ واحدٌ لا إله غيرُه، ولا شبيهَ له، ولا نَظيرَ له، ولا وَلَدَ له، ولا وَالِدَ له، ولا صاحبة له، ولا شريكَ له.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد