وأنَّ الصِّرَاطَ حَقٌّ، يَجُوزُه العبادُ بِقَدْرِ أعمالِهم، فناجُون مُتفاوِتُون في سُرعَة النَّجاةِ عليه مِن نار جَهَنَّم، وقَوْمٌ أَوْبَقَتْهُمْ فيها أعمالُهم.
(الشرح)
الصراط والميزان حسيان, صراط حسي والميزان كَذَلِكَ, وَقَدْ أنكرت المعتزلة الميزان, قَالُوا: ما في ميزان حسي, قَالُوا: من يحتاج إِلَى الميزان البقال والفوال أَمَّا الله تعالى ما يحتاج إِلَى ميزان, المراد بالميزان العدل, المعتزلة الَّذِينَ يعملون عقولهم, وَهَذَا باطل, ثبت أن الميزان ميزان حسي توضع فِيهِ الأعمال, له كفتان والكفة أعظم من أطباق السموات والأرض, ميزان الأشخاص والأعمال, {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ}[الأعراف/8-9].
وفي الحديث: «يؤتى بالرجال العظيم السمين لا يزن عِنْد الله جناح بعوضة لخفة أعماله», وابن مسعود t لدقة ساقيه ضحك الصحابة, فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «إنهما في الميزان أثقل من جبل أحد», بالعمل, وَهَذَا فِيهِ الرد عَلَى المعتزلة الَّذِينَ يَقُولُونَ: ما في ميزان, يشغلون عقلوهم يَقُولُونَ: الميزان يحتاج البقال أَمَّا الله تعالى ما يحتاج إِلَى ميزان, وَإِنَّمَا المراد العدل؛ وَهَذَا من جهلهم.
(المتن)
والإيمانُ بِحَوْض رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، تَرِدُهُ أمَّتُهُ لاَ يَظْمَأُ مَن شَرب مِنه، ويُذَادُ عنه مَنْ بَدَّلَ وغَيَّرَ.
(الشرح)
طوله مسافة شهر وعرضه مسافة شهر كما جاء في الحديث, وَهُوَ أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج, وأطيب من ريح المسلك وأوانيه كيسانه عدد نجوم السَّمَاءِ, ثبت لكل نبي حوض, كُلّ نبي له حوض لَكِن حوض نَبِيّنَا صلى الله عليه وسلم أعظمها وأسعها وأكثر واردًا.
الطالب: ما الفرق بين الحوض والنهر؟.
الشيخ: يطلق أحدهما عَلَى الآخر وَلَكِن الصواب أن الكوثر نهر في الْجَنَّةَ, والحوض حوض النَّبِيّ في الأرض, والحوض يصب فِيهِ ميزابان, من نهر الكوثر, نهر الكوثر في الْجَنَّةَ فوق, والحوض في موقف القيامة فيصب فِيهِ ميزابان يصبان في الحوض من نهر الكوثر.
الطالب: يقال أن الكوثر أصل الحوض؟.
الشيخ: نعم بهذا المعنى؛ لِأَنَّ الحوض إِنَّمَا يمد من الكوثر.
(المتن)
وأنَّ الإيمانَ قَولٌ باللِّسانِ، وإخلاَصٌ بالقلب، وعَمَلٌ بالجوارِح، يَزيد بزيادَة الأعمالِ.
(الشرح)
هَذَا قول أهل السُّنَّة والجماعة, أن الإيمان قولٌ باللسان وتصديق بالقلب وعملٌ بالجوارح يزيد وينقص, هَذَا قول جماهير أهل السُّنَّة والجماعة, بخلاف المرجئة وطوائفه, المرجئة أربع طوائف كلهم يَقُولُونَ: الإيمان شيء واحد, مرجئة الجهمية, يَقُولُونَ: الإيمان هُوَ المعرفة في القلب, ومرجئة الكرامية يَقُولُونَ: الإيمان النطق باللسان فقط, ومرجئة الماتردية والأشاعرة يَقُولُونَ: هُوَ الصديق, ومرجئة الفقهاء يَقُولُونَ: هُوَ شيئان وهم طائفة من أهل السُّنَّة, تصديق القلب وقولٌ باللسان.
كلهم لا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان, أهل السُّنَّة جماهير أهل السنة يَقُولُونَ: وأنَّ الإيمانَ قَولٌ باللِّسانِ، وتصديق بالقلب, وعمل بالجوارح, وعملٌ بالقلب, قول القلب هُوَ تصديق القلب, وعمل القلب هُوَ النية والإخلاص لله, وعمل الجوارح وقول اللسان وعمل اللسان يزيد وينقص.
(المتن)
ويَنقُصُ بنَقْصِها، فيكون فيها النَّقصُ وبها الزِّيادَة، ولا يَكْمُلُ قَولُ الإيمانِ إلاَّ بالعمل. ولا قَولٌ وعَمَلٌ إلاَّ بنِيَّة، ولا قولٌ وعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إلاَّ بمُوَافَقَة السُّنَّة.
(الشرح)
قَالَ بعض السَّلَف: الإيمان قولٌ وعمل, وَبَعْضُهُمْ قَالَ: قولٌ وعملٌ ونية, وَبَعْضُهُمْ قَالُوا: قولٌ وعمل ونية وسنة, كلها صحيحة, والقول قول القلب وقول اللسان, والعمل عمل القلب وعمل الجوارح.
(المتن)
وأنَّه لا يَكفُرُ أَحدٌ بذَنب مِنْ أهْل القِبْلَة.
(الشرح)
هَذَا معتقد صحيح لا يكفر أحد بذنب خلافًا للخوارج الَّذِينَ يكفرون بالمعاصي, وَإِنَّمَا ينقص الإيمان ويقل.
(المتن)
وأنَّ الشُّهداءَ أحياءٌ عند ربِّهم يُرْزَقونَ، وأرْواحُ أهْل السَّعادَةِ باقِيةٌ ناعِمةٌ إلى يوم يُبْعَثون، وأرواحُ أهلِ الشَّقاوَةِ مُعَذَّبَةٌ إلى يَوم الدِّين.
(الشرح)
في البرزخ,الْمُؤْمِن إِذَا تنقل روحه إِلَى الْجَنَّةَ, وَالْكَافِر تنقل روحه إِلَى النَّارِ.