شعار الموقع

شرح عقيدة ابن أبي زيد القيرواني_4

00:00
00:00
تحميل
97

(المتن)

وأنَّ المؤمنِينَ يُفْتَنُونَ في قُبُورِهم ويُسْأَلُون، {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}[إبراهيم:27].

وأنَّ على العباد حَفَظَةً يَكتُبون أعمالَهم، ولا يَسقُطُ شيْءٌ مِن ذلك عَن عِلمِ ربِّهِم.

(الشرح)

كُلّ هَذَا من عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة, أن العبد يسأل عَنْ ربه وَعَنْ نبيه, الأسئلة في قبورهم, بنية الاختبار والسؤال, من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فالمؤمن يثبته الله والفاجر نسأل الله العافية لا يستطيع أن يجيب ولو كَانَ أفصح النَّاس في الدنيا, يَقُولُ: ها ها سمعت النَّاس يَقُولُونَ شيئًا فقلته.

(المتن)

وأنَّ على العباد حَفَظَةً يَكتُبون أعمالَهم، ولا يَسقُطُ شيْءٌ مِن ذلك عَن عِلمِ ربِّهِم.

(الشرح)

{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ(10) كِرَامًا كَاتِبِينَ}[الانفطار/10-11].

{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ق/17-18].

(المتن)

 وأنَّ مَلَكَ الموتِ يَقْبِضُ الأرواحَ بإذن ربِّه.

(الشرح)

{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}[السجدة/11].

(المتن)

وأنَّ خيْرَ القرون القرنُ الَّذين رَأَوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وآمَنوا بِهِ.

(الشرح)

كُلّ هَذِهِ أدلتها من الكتاب وَالسُّنَّة, حديث: «خير النَّاس قرني ثُمَّ الَّذِينَ يلونهم ثُمَّ الَّذِينَ يلونهم».

(المتن)

 ثمَّ الَّذين يَلُونَهم ثمَّ الَّذين يَلونَهم, وَأفْضَلُ الصحابة: الخُلَفاءُ الرَّاشدون المَهْديُّون؛ أبو بكر ثمَّ عُمر ثمَّ عُثمان ثمَّ عليٌّ رضي الله عنهم أجمعين.

(الشرح)

نعم وترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة, في خلاف بين علي وعثمان عِنْد بعض الأحناف منهم من قدم علي عَلَى عثمان, ثُمَّ انقرض الخلاف, واتفق الجميع عَلَى تقديم عثمان, أَمَّا من قَدْم علي عَلَى عثمان في الخلافة يَقُولُ شيخ الإسلام: فَهُوَ أضل من حمار أهله, لَقَدْ أزرى بالمهاجرين والأنصار؛ لِأَنَّهُم أجمعوا عَلَى تقديم عثمان, ما أحد يَقُولُ بتقديم علي عَلَى عثمان في الخلافة؛ وَإِنَّمَا بَعْضُهُمْ قَالُوا: في الفضيلة أفضل, وَهَذَا قول لبعضهم, والجماهير عَلَى أن عثمان أفضل وزال الخلاف.

(المتن)

وأن لاَ يُذكَرَ أَحَدٌ مِن صحابَةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم إلاَّ بأحْسَن ذِكْرٍ، والإمساك عمَّا شَجَرَ بَينهم، وأنَّهم أحَقُّ النَّاس، أن يُلْتَمَسَ لَهم أَحَسَن المخارج، ويُظَنَّ بهم أحْسن المذاهب.

(الشرح)

هَذَا هُوَ الصواب, الصحابة خير النَّاس وأفضل النَّاس, صحبوا رسول الله شهدوا التنزيل وبلغوا رسالات الله وجاهدوا في سبيل الله, ونقلوا الشريعة, أفضل النَّاس بَعْدَ الأنبياء, فالواجب الترضي عنهم والإمساك عما شجر بينهما, والتماس العذر لما صدر منهم.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد