الْقَوْلُ فِي الْإِيمَانِ، زِيَادَتِهِ وَنُقْصَانِهِ
وَأَمَّا الْقَوْلُ فِي الْإِيمَانِ هَلْ هُوَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ؟ وَهَلْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، أَمْ لَا زِيَادَةَ فِيهِ وَلَا نُقْصَانَ؟ فَإِنَّ الصَّوَابَ فِيهِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: هُوَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَبِهِ جَاءَ الْخَبَرُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ r، وَعَلَيْهِ مَضَى أَهْلُ الدِّينِ وَالْفَضْلِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المسألة الخامسة من مسائل الإعتقاد التي تناولها المؤلف أبو جعفر ابن جرير الطبري وهي: (الْقَوْلُ فِي الْإِيمَانِ، زِيَادَتِهِ وَنُقْصَانِهِ) قال ـ رحمه الله ـ: (وَأَمَّا الْقَوْلُ فِي الْإِيمَانِ هَلْ هُوَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ؟ وَهَلْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، أَمْ لَا زِيَادَةَ فِيهِ وَلَا نُقْصَانَ؟ فَإِنَّ الصَّوَابَ فِيهِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: هُوَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَبِهِ جَاءَ الْخَبَرُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ مَضَى أَهْلُ الدِّينِ وَالْفَضْلِ):
بيّن المؤلف القول الصواب في هذه المسألة،وهو قول أهل السنة والجماعة، والذي تدل عليه النصوص أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وبه جاء الخبر عن جماعة من أصحاب رسول الله ﷺ، وعليه مضى أهل الدين والفضل والصحابة والأئمة كلهم على هذا القول؛ وأن الإيمان: قول وعمل، والقول نوعان، والعمل نوعان؛ فمسمى الإيمان مكون من أربعة أشياء :
- قول القلب: وهو الإقرار والتصديق.
- قول لسان: وهو النطق.
- عمل القلب: وهو النية والإخلاص والمحبة والخوف.
- عمل الجوارح: كالصلاة والصيام والحج وبر الوالدين إلى غير ذلك.
PPP
ما روي عن السلف في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ الْإِيمَانِ، فِي مَعْنَى الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: «الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ» ، فَقِيلَ: وَمَا زِيَادَتُهُ، وَمَا نُقْصَانُهُ؟ فَقَالَ: «إِذَا ذَكَرْنَا اللَّهَ فَحَمِدْنَاهُ وَسَبَّحْنَاهُ فَذَلِكَ زِيَادَتُهُ، وَإِذَا غَفَلْنَا، وَضَيَّعْنَا، وَنَسِينَا فَذَلِكَ نُقْصَانُهُ»([1])
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استدل المؤلف بأقوال الصحابة على أن الإيمان قول وعمل. عمير بن حبيب قال:«الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»، فَقِيلَ: وَمَا زِيَادَتُهُ، وَمَا نُقْصَانُهُ؟ فَقَالَ: «إِذَا ذَكَرْنَا اللَّهَ فَحَمِدْنَاهُ وَسَبَّحْنَاهُ فَذَلِكَ زِيَادَتُهُ، يعني يزيد بالعمل الصالح ، إذا عمل الإنسان الطاعة وصلى وسبح الله.
وإذا فعل معصية نقص الإيمان ، ولهذا قال:« وَإِذَا غَفَلْنَا، وَضَيَّعْنَا، وَنَسِينَا فَذَلِكَ نُقْصَانُهُ» وهو أثر صحيح ، وهو دليل على أن الصحابة على هذا القول «إن الإيمان يزيد وينقص» .
PPP
تعريف السلف للإيمان
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَسَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، رَحِمَهُمُ اللَّهُ، يُنْكِرُونَ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ الْإِيمَانَ إِقْرَارٌ بِلَا عَمَلٍ، وَيَقُولُونَ: «لَا إِيمَانَ إِلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا عَمَلَ إِلَّا بِإِيمَانٍ»([2])
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا أثر عن التابعين، وسنده حسن.
وفيه أنهم ينكرون قول المرجئة الذين يقولون: إن الإيمان إقرار بلا عمل.
فيقول هؤلاء العلماء التابعون رحمهم الله: لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بإيمان - التصديق والإقرار -.
قوله: (لَا إِيمَانَ إِلَّا بِعَمَلٍ) فلابد له من عمل يتحقق به، وإلا صار كإيمان إبليس وفرعون، حيث أنهم استكبروا عن العمل فلم يتحقق إيمانهم بالعمل.
قوله: (وَلَا عَمَلَ إِلَّا بِإِيمَانٍ) فلا عمل إلا بتصديق في الباطن يصحح له، كالصلاة والصيام فلا تصح إلا بإيمان، و إلا صار كإسلام المنافقين،فهم يصلون ويصومون ويحجون؛ ولكن ليس عندهم إيمان في الباطن يصحح هذا العمل؛ لأنهم مكذبون في الباطن.
والمؤلف هنا اختصر ولم يذكر أصناف المرجئة، ولم يذكر أدلة من الكتاب والسنة على قول أهل السنة، فأهل السنة يقولون أن الإيمان قول وعمل، قول باللسان وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
- والأدلة على أن الإيمان قول وعمل كثيرة،مثل:
- قوله تعالى: ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄﭼالأنفال: ٢ - ٤.
وجه الاستدلال:فذكر سبحانه أن وَجَلَ القلوب عند ذكر الله، وزيادة الإيمان عند تلاوة القرآن والصلاة والزكاة كلها في مسمى الإيمان.
- قال سبحانه: ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼالحجرات: ١٥.
- ثبت في الصحيحين في حديث أبي هريرة إن النبي r قال: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ»([3])
فالإيمان بضع وسبعون شعبة، والبضع: من ثلاثة إلى تسعة ، والبيهقي ـ رحمه الله ـ تتبع شُعب الإيمان من الكتاب والسنة، وأوصلها إلى تسع وسبعين شعبة، وصنف مؤلف سماه شعب الإيمان ، كلها داخل مسمى الإيمان تسع وسبعون شعبة أعلاها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان، مثّلr بـــ: شعبة قولية وهي لا إله إلا الله.
وشعبة فعلية وهي إماطة الأذى عن الطريق.
وشعبة قلبية وهي الحياء.
- في حديث عبد قيس في الصحيحين أنهم جاءوا إلى النبيr فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا الحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ قَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، وَلَسْنَا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ، فَمُرْنَا بِشَيْءٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَشَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ - وَعَقَدَ بِيَدِهِ هَكَذَا - وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ: الدُّبَّاءِ، وَالحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالمُزَفَّتِ »([4]).
وجه الاستدلال: فسر الإيمان بالأعمال فدل على أن الإعمال داخله في مسمى الإيمان.
- والأدلة على أن الإيمان يزيد وينقص كثيرة أيضا، فمنها:
- قوله تعالى:ﭽﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭼالتوبة: ١٢٤،
- قوله تعالى: ﭽﭳﭴﭵﭶﭷﭼالفتح: ٤،
- قوله جل وعلا: ﭽﭮﭯﭰﭱﭲﭼالفتح: ٤.
والأدلة كثيرة؛ ولكن المؤلف اقتصر على ذكر أثرين، كذلك لم يذكر أصناف المرجئة،و اكتفى بهذا الأثر أنهم يقولون لا إيمان بلا عمل.
مسألة: هل في قوله عليه الصلاة والسلام: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ »([5])استدلال على أن الإيمان ينقص بالمعصية؟
الجواب :هذا الحديث يدل على أن الإيمان ينقص بالمعصية، وأن صاحب المعصية ضعيف الإيمان، نقول هذا الحديث دليل على مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، ليس أنه كافر بل لم يدخل الإيمان الكامل، أما أصل الإيمان فقد دخل في قلبه فهو مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره مؤمن ، المغتاب لو قلت لصحاب الغيبة هل أنت مؤمن بالله ورسله وملائكته و.. قال نعم عنده أصل الإيمان؛ ولكن ليس عنده كمال الإيمان الذي يمعنه من الغيبة، ولهذا وقع في الغيبة ، فكمال الإيمان الواجب هذا لم يكن عنده، فالغيبة منعته من الإيمان الكامل الواجب، ليس كفراً بل مؤمن ضعيف الإيمان لم يدخل الإيمان الواجب الكامل في قلبه، وإن كان أصل الإيمان معه .
* والمرجئة أربعة أصناف:
- المذهب الأول: أعلى طائفة في المرجئة وأخبثها وأشرها وأفسدها قول مرجئة الجهمية، الذين يقولون:(الإيمان مجرد المعرفة في القلب؛ والكفر جهل الرب بالقلب).
وهذا أفسد قول في تعريف الإيمان؛ لأن العلماء ألزموا الجهم بأن إبليس مؤمن، وفرعون مؤمن لأنهما يعرفان ربهما، واليهوديعرفون ربهم.
وقول الجهم أيضا:[الكفر جهل الرب بالقلب] قال العلماء:إنه كافر بتعريفه على نفسه؛ فهو أجهل الناس بربه.
- المذهب الثاني: قول الكرّامية الذين يقولون إن الإيمان النطق باللسان ، فإذا نطق بلسانه لا إله إلا الله، فهو كامل الإيمان ولو كان مكذب بقلبه، وإذا كان مكذباً فهو مخلد في النار، فيلزم على قولهم ان المؤمن كامل الإيمان مخلد في النار، فجمعوا بين قولين متناقضين.
- المذهب الثالث: مذهب الماتوريدية والأشاعرة يقولون: إن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط.
- المذهب الرابع: المرجئة من الفقهاء وهو أن الإيمان شيئان:
- إقرار باللسان.
- تصديق بالقلب.
وأن الأعمال ليست من الإيمان؛ ولكنها مطلوبة.
ومرجئة الفقهاء طائفة من أهل السنة. وأول من قال إن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان هو حمّاد بن أبي سليمان شيخ الإمام أبي حنيفة.
- أبو حنيفة له روايتان:
الرواية الأولى: أن الإيمان إقرار باللسان وتصديق بالقلب وهذه عليها جمهور أصحابه.
الرواية الثانية:أن الإيمان تصديق بالقلب فقط، والإقرار باللسان ركن زائد، وهذا مذهب الماتوريدية والأشاعرة ، وكلها باطلة.
ولكن مرجئة الفقهاء يوافقون أهل السنة في المعنى يقولون: الواجبات واجبات، والمحرمات محرمات؛ لكن لا نسميها إيمان نسميها بر وتقوى وهدى، و أهل السنة يسموها يمان وهدى وتقوى وبر ، فهم وافقوا أهل السنة في المعنى وخالفوهم في اللفظ.
وجمهور أهل السنة وافقوا الكتاب والسنة في اللفظ والمعنى، ولا يجوز للإنسان مخالفة الكتاب والسنة باللفظ والمعنى؛ بل الواجب التأدب مع النصوص.
وَأَمَّا الْقَوْلُ فِي أَلْفَاظِ الْعِبَادِ بِالْقُرْآنِ، فَلَا أَثَرَ فِيهِ نَعْلَمُهُ عَنْ صَحَابِيٍّ مَضَى، وَلَا تَابِعِيٍّ قَضَى، إِلَّا عَمَّنْ فِي قَوْلِهِ الْغَنَاءُ وَالشِّفَاءُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ، وَفِي اتِّبَاعِهِ الرُّشْدُ وَالْهُدَى، وَمَنْ يَقُومُ قَوْلُهُ لَدَيْنَا مَقَامَ قَوْلِ الْأَئِمَّةِ الْأُولَى: أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
فَإِنَّ أَبَا إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيَّ حَدَّثَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: « اللَّفْظِيَّةُ جَهْمِيَّةٌ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ: ﭽﯬﯭﯮﯯﭼالتوبة: ٦، فَمِمَّنْ يَسْمَعُ ؟».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المسالة السادسة وهي: القول في ألفاظ العباد بالقرآن، هل هي مخلوقة أو غير مخلوقة.
والمؤلف رحمه الله يقول القول في ألفاظ العباد بالقرآن ما وجدت فيه كلاما لأحد من أهل العلم، لا أثر عن صحابي ولا عن تابعي ، إلا عن شخص في قوله الغناء بفتح الغين والمد: الكفاية ، أما الغنى بكسر الغين فهي ضد الفقر، فأنا أتبعه في ذلك.
قوله: (وَمَنْ يَقُومُ قَوْلُهُ لَدَيْنَا مَقَامَ قَوْلِ الْأَئِمَّةِ الْأُولَى) وهو الإمام أحمد بن حنبل، إذ يقول رحمه الله: «اللَّفْظِيَّةُ جَهْمِيَّةٌ» أي: الذي يقول: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جمهي، فالجهمية يقولون: إن القرآن مخلوق، وينكرون صفات الله،فاللفظية جهمية.
واستدل الإمام أحمد رحمه الله بقوله تعالى:ﭽﯬﯭﯮﯯﭼالتوبة: ٦، أي: فماذا يسمع؟ إنما يسمع كلام الله، فإذا قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فقد قال: إن كلام الله مخلوق.
تتمة القول في ألفاظ العباد بالقرآن
ثُمَّ سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِنَا لَا أَحْفَظُ أَسْمَاءَهُمْ يَذْكُرُونَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: « مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ قَالَ: هُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَهُوَ مُبْتَدِعٌ ».
وَلَا قَوْلَ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا يَجُوزُ أَنْ نَقُولَهُ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَنَا فِيهِ إِمَامٌ نَأْتَمُّ بِهِ سِوَاهُ، وَفِيهِ الْكِفَايَةُ وَالْمَنْعُ، وَهُوَ الْإِمَامُ الْمُتَّبَعُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا النقل الثاني عن الإمام أحمد،قال أبو جعفر: (سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِنَا لَا أَحْفَظُ أَسْمَاءَهُمْ يَذْكُرُونَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: « مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ قَالَ: هُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَهُوَ مُبْتَدِعٌ»). وهذه المقالة مشهورة عن الإمام أحمد، قد نقلها عنه العلماء، ونقلها عنه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ووجّهوها([6])، فمن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، لماذا؟
لأن اللفظ قد يراد به الملفوظ، فإذا أراد الملفوظ صار من الجهمية.
ولأن اللفظ قد يراد به الشيء الساقط فلا ينبغي.
ومن قال لفظي بالقرآن غيرمخلوق فهو مبتدع؛ لأنه خالف قول السلف.
- فالإمام أحمد سد الباب من الجهتين، لا تقل مخلوق ولا تقل غير مخلوق.
فمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي؛ لأن اللفظ يراد به الملفوظ فيكون قد أنكر صفات الله أنكر كلام الله
ومن قال: لفظي غير مخلوق فقد خالف قول السلف فهو مبتدع.
- والإمام البخاري في صحيحه ميّز ففصل وذلك بين ما يقوم بالعبد وبينما يقوم بالرب، فبين في أبواب متعددة أن أفعال العباد وحروفهم وألفاظهم كلها مخلوقة، وإذا قال:باب قراءة المنافق والفاجر وأصواتهم وقراءتهم لا تجاوز تراقيهم ، ثم ذكر الحديث.
- وظن بعض الناس أن هناك خلافا بين الإمام أحمد والإمام البخاري، ولا خلاف بينهما؛ فالأئمة كلهم متفقون على أن العبد مخلوق في أقواله وأفعاله وحركاته، وأن كلام الله لفظه ومعناه وحروفه صفة من صفاته.
- الإمام أحمد والإمام البخاري كلاهما إمام من أهل السنة ، ومعاذ الله أن يحصل خلاف بين أئمة أهل السنة؛ ولكن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ أجمل وسدّ الباب وسدّ الذريعة، فقال من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي،ومن قال القرآن غير مخلوق فهو مبتدع، وأراد رحمه الله سد الذريعة؛ لأن من يقول لفظي بالقرآن مخلوق قد يراد باللفظ الملفوظ، فإذا أراد كذا فهو قول الجهمية، أي أنكر إن يكون الكلام كلام الله، وإذا قال لفظي بالقرآن غير مخلوق، يعني أنه خالف قول السلف، فأراد سد الباب .
والإمام البخاري فصّل وبّين وميّز وترجم بتراجم متعددة، يبين فيها أن ألفاظ العباد وحروفهم وكلامهم كله مخلوق، بما يعلمه الله عز وجل، وحصل لبس عند بعض الناس في زمن الإمام البخاري،وتعلقوا بالقول المجمل للإمام أحمد، مع الحسد الذي أصابهم للإمام البخاري عندما رفع الله صيته، ونشر فضله بين الناس ، حسده بعض الناس وتعلقوا بالقول المجمل للإمام أحمد فحصلت فتنة في صفوف المحدثين، تسمى مسألة اللفظ، وهجر بعضهم الإمام البخاري وبدّعوه، وقال بعضهم من كان في زمانه من جلس في مجلس البخاري فهو مبتدع، وسبب ذلك أمران:
- الحسد الذي أصاب بعض الناس لما رفع الله البخاري ورفع قدره.
- وتعلقهم بالقول المجمل شبهة وشهوة ، شهوة هي شهوة الحسد ، وشبهة من القول المجمل للإمام أحمد ، وإلا فلا منافاة في قول الإمامين ، الإمام أحمد لا يريد أن أقوال العباد وأفعالهم أنها ليست مخلوقة بل يرى ويقرر:أن العباد مخلوقون بأقوالهم وأفعالهم؛ لكنه أراد أن يسد الباب؛كثيرا من الناس لا يفرقون بين اللفظ والملفوظ، فسد الباب حتى لا يقع الناس في البدعة.
وأما الإمام البخاري فصّل وميّز وأشبع في البحث وبين أنما يقوم به العباد من الأفعال والأقوال وحروف العباد وألفاظهم وأداءهم وحركاتهم وسكناتهم كلها مخلوقة، وأما كلام الله (ف) صفة من صفاته لفظه ومعناه، ففصّل وميّز بما يقوم به العبد فهو مخلوق ، وما يقوم بالرب فوصفه وكلام الله تعالى ، والإمام أحمد يوافقه في هذا، لكنه أراد سد الباب حتى لا يقع الناس في البدعة والضلال، فتعلق بعض الناس بالقول المجمل الذي تكلم به الإمام أحمد حصلت له شبهة منه وافق شهوة الحسد، حسد للإمام البخاري لما رفع الله صيته بين الناس، فحدثت فتنة بين صفوف المحدّثين تسمى مسألة اللفظ، وبدّعوا الإمام البخاري وقالوا أنه يخالف الإمام أحمد وأنه يقول باللفظ.
ثم ختم الإمام الطبري رحمه الله هذا الباب بأنه مادام الإمام أحمد قال هذا الكلام، فنحن نقول مثل قوله، ولا قول في ذلك عندنا،فلا نقول قولاً لم يسبقنا أحد من الأئمة،ولم نجد كلاما إلا للإمام أحمد، وهو إمام أهل السنة والجماعة، إمام هدى فاتباعه فيه الكفاية.
PPP
وَأَمَّا الْقَوْلُ فِي الِاسْمِ: أَهُوَ الْمُسَمَّى أَمْ غَيْرُ الْمُسَمَّى؟ فَإِنَّهُ مِنَ الْحَمَاقَاتِالْحَادِثَةِ الَّتِي لَا أَثَرَ فِيهَا فَيُتَّبَعُ، وَلَا قَوْلَ مِنْ إِمَامٍ فَيُسْتَمَعُ، فَالْخَوْضُ فِيهِ شَيْنٌ، وَالصَّمْتُ عَنْهُ زَيْنٌ. وَحَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الْعِلْمِ بِهِ، وَالْقَوْلِ فِيهِ أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ ثَنَاؤُهُ، الصَّادِقِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: ﭽﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﭼالإسراء: ١١٠، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﭽﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭼالأعراف: ١٨٠.
وَيَعْلَمَ أَنَّ رَبَّهُ هُوَ الَّذِي عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼطه: ٦، فَمَنْ تَجَاوَزَ ذَلِكَ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ وَضَلَّ وَهَلَكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المسألة السابعة من المسائل التي بحث فيها المؤلف ، وهي القول في الاسم أهو المسمى أم غير المسمى، يعني: اسم الله اسم الرحمن هل الاسم غير المسمى أو المسمى هو الاسم ولا فرق بينهما؟ أنت الآن اسمك محمد اسمك هل هو نفس ذاتك أو يختلف ؟
الإمام أبو جعفر الطبري ـ رحمه الله ـ قال: البحث في هذا من الحماقات الحادثة، لا أثر لا عن الصحابة ولا عن التابعين ، وليس هناك أحد من الأئمة تكلم فيها، فإذن نسكت، ولهذا قال: (فَالْخَوْضُ فِيهِ شَيْنٌ، وَالصَّمْتُ عَنْهُ زَيْنٌ)، فالصمت أحسن إذ الكلام والبحث فيها من الحماقات، فلا تبحث، هذا ما أقرّه الإمام أبو جعفر وقال:(وَحَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الْعِلْمِ بِهِ، وَالْقَوْلِ فِيهِ أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ ثَنَاؤُهُ) أي يكفيك كلام الله عز وجل، اقرأ قوله: ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗﭼالإسراء: ١١٠، واقرأ قول الله تعالى: ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ الأعراف: ١٨٠ ، ادعو الله بأسمائه ولا تتكلم ولا تقل اسم ولا مسمى، وحسب الإنسان أن يقرأ الآيات ويثبت لله الأسماء والصفات.
قوله: (وَيَعْلَمَ أَنَّ رَبَّهُ هُوَ الَّذِي عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)، تعلم وتعتقد أن الله على العرش استوى ﭽﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﭼطه: ٦، ولا تتجاوز ذلك، (فَمَنْ تَجَاوَزَ ذَلِكَ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ وَضَلَّ وَهَلَكَ) والذي يقول الاسم هو المسمى والمسمى هو الاسم تجاوز ذلك ، فهو خاسر هالك ضال، هذا ما قرره أبو جعفر الطبري؛ ولكن العلماء بحثوا في هذه المسألة، بحثها شارح الطحاوية، ونقل فيها عن شيخ الإسلام، وابن القيم، إذ شرح الطحاوية كلها نقول عن كتب شيخ الإسلام وابن القيم ، وكذلك ينقل عن شيخه الحافظ ابن كثير.
ونقول: قولهم: فنفصل في ذلك الاسم عين المسمى أو غيره ، وطالما غلط كثير من الناس في ذلك وجهلوا الصواب فيه، قال فالاسم يراد به: المسمى تارة ، ويراد به: اللفظ الدال على المسمى تارة أخرى، وهذا يختلف باختلاف السياق والقرائن، فإذا قلت: قال الله كذا، أو سمع الله لمن حمده، ونحو ذلك فهذا المراد به المسمى نفسه، فإذا قلت: قال الله فالاسم هو المسمى، سمع الله لمن حمده الاسم هو المسمى.
وإذا قلت: الله اسم عربي والرحمن اسم عربي والرحيم من أسماء الله ونحو ذلك، فالاسم هنا هو المراد من المسمى.
ولا يقال غيره أي: لا يقال الاسم غير مسمى؛ لما في لفظ الغير من الإجمال ، فإذا قيل: المسمى غير مسمى الاسم، فتزيد المغايرة أن اللفظ غير المعنى فحق.
وإن أريد أن الله سبحانه كان ولا اسم له حتى خلق لنفسه أسماء، أو حتى سماه خلقه أسماء من صنعتهم، فهذا من أعظم الضلال والإلحاد في أسماء الله.
- الخلاصة:
فتبين في هذا أن الاسم المراد به المسمى تارة ويراد به اللفظ تارة.
ولا يقال الاسم غير المسمى لما في لفظ الغير من الإجمال ، فإذا قال شخص: الاسم غير المسمى فنقول ما مرادك بالمغايرة؟
إن أردت إن اللفظ غير المعنى فهذا حق.
وإن أردت أن الله كان ولا اسم له حتى خلق لنفسه أسماء، أو سماه خلقه أسماء من صنعنهم فهذا ضلال وإلحاد في أسماء الله تعالى .
PPP
التحذير من تقويل أحدا مالم يقله
فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ بَعُدَ مِنَّا فَنَأَى، أَوْ قَرُبَ فَدَنَا، أَنَّ الَّذِي نَدِينُ اللَّهَ بِهِ فِي الْأَشْيَاءِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مَا بَيَّنَّاهُ لَكُمْ عَلَى وَصْفِنَا، فَمَنْ رَوَى عَنَّا خِلَافَ ذَلِكَ أَوْ أَضَافَ إِلَيْنَا سِوَاهُ أَوْ نَحَلَنَا فِي ذَلِكَ قَوْلًا غَيْرَهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَرٍ،مُتَخَرِّصٌ مُعْتَدٍ، يَبُوءُ بِسَخَطِ اللَّهِ، وَعَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ وَلَعْنَتُهُ فِي الدَّارَيْنِ، وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُورِدَهُ الْمَوْرِدَ الَّذِي وَرَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُرَبَاءَهُ، وَأَنْ يُحِلَّهُ الْمَحَلَّ الَّذِي أَخْبَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ يُحِلُّ أَمْثَالَهُ، عَلَى مَا أَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن انتهى المؤلف من المسائل الاعتقادية السبع، ختم ذلك بخاتمة حذّر فيها من تقويل الإنسان مالم يقله ، وحذر فيه من الغيبة وأكل أعراض الناس.
قال: (فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ بَعُدَ مِنَّا فَنَأَى) أي: بلغوا ما قررته من هذه المسائل، انقلوا الكلام ولا تزيدوا ولا تنقصوا.
فليبلغ الشاهد منكم الغائب، (مَنْ بَعُدَ مِنَّا فَنَأَى، أَوْ قَرُبَ فَدَنَا)، يعني بلغوا البعيد والقريب معتقدنا: (أَنَّ الَّذِي نَدِينُ اللَّهَ بِهِ فِي الْأَشْيَاءِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا)، وهي المسائل السبع، (مَا بَيَّنَّاهُ لَكُمْ عَلَى وَصْفِنَا) وهي المسائل السبع.
ودعا المؤلف على من نقل كلاماً، يقله، أو غير كلامه، فقال: (فَمَنْ رَوَى عَنَّا خِلَافَ ذَلِكَ أَوْ أَضَافَ إِلَيْنَا سِوَاهُأَوْ نَحَلَنَا فِي ذَلِكَ قَوْلًا غَيْرَهُ) يعني: أضاف إلينا، أو ادّعى علينا وقوّلنا شيئاً لم نقله في ذلك قولاً غيره.
قوله: (فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَرٍ، مُتَخَرِّصٌ مُعْتَدٍ) وصفه بأربعة أوصاف:
- كاذب.
- مفتري.
- معتدي.
- متخرص.
قوله: (يَبُوءُ بِسَخَطِ اللَّهِ، وَعَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ وَلَعْنَتُهُ فِي الدَّارَيْنِ، وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُورِدَهُ الْمَوْرِدَ الَّذِي وَرَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُرَبَاءَهُ) يعني أمثاله.
وقوله: (وَأَنْ يُحِلَّهُ الْمَحَلَّ الَّذِي أَخْبَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ يُحِلُّ أَمْثَالَهُ، عَلَى مَا أَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يريد ما جاء في قولهﷺ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»([7])، وأيضاً قوله r: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ»([8]).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله بعد ذلك خمسة أحاديث كلها في التحذير من الغيبة وتقويل الإنسان ما لم يقله ، وبيان الغيبة المحرمة، وأكل أعراض الناس وما فيها من البشاعة والإثم .
PPP
الترهيب من الكلام القبيح والنميمة
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بُشَيْرٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ الْأَصْبَحِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الْأَذَى: يَسْعَوْنَ بَيْنَ الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ، يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، يَقُولُ أَهْلُ النَّارِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ قَدْ آذَوْنَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى؟: فَرَجُلٌ مُغْلَقٌ عَلَيْهِ تَابُوتٌ مِنْ جَمْرٍ، وَرَجُلٌ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ، وَرَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ لَحْمَهُ، فَيَقُولُ لِصَاحِبِ التَّابُوتِ: مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى؟ فَيَقُولُ: إِنَّ الْأَبْعَدَ مَاتَ وَفِي عُنُقِهِ أَمْوَالُ النَّاسِ، وَيُقَالُ لِلَّذِي يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ: مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى؟ فَيَقُولُ: قد سقط مني، وَيُقَالُ لِلَّذِي يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا: مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى؟ فَيَقُولُ: إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ قَذِعَة فَيَسْتَلِذُّهَا كَمَا يَسْتَلِذُّ الرَّفَثَ، وَيُقَالُ لِلَّذِي يَأْكُلُ لَحْمَهُ، مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى؟ فَيَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ وَيَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ »([9])
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الحديث الأول ، يذكر أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى، يسعون بين الحميم والجحيم، وذكر:
الأول: (فَرَجُلٌ مُغْلَقٌ عَلَيْهِ تَابُوتٌ مِنْ جَمْرٍ) وهذا الأول الذي عليه التابوت مات وفي عنقه أموال الناس ، زاد في الحلية: (ما نجد لها قضاء أو وفاء) هذا عذابه أنه في تابوت مغلق عليه من جمر؛ لأنه أخذ أموال الناس ولم يجد لها وفاءاً، لو صحّ لحُمل على من أخذ أموال الناس ولا يريد أداءها كما ورد في صحيح البخاري أن النبي rقال: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ»([10])هذا في صحيح البخاري .
أما من أخذها وهو يريد أداءها نوى آداءها؛ لكن لم يتمكن حتى مات أدى الله عنه.
الثاني: (وَرَجُلٌ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ في النار).أما الثاني الذي يجرّ أمعاءه لما سُئل قال كلام
(سقط مني) يعني: نَسِيَه ، وقد ذُكر في المعجم الكبير للطبراني([11]) والحلية([12]) أنه يقول:إنه كان لا يبالي أين أصاب البول منه لا يغسله.
الثالث: (وَرَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا) هذا الثالث الذي يسيل فوه قيحاً ودماً، إذا سئل قال: (كَانَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ قَذِعَة) يعني: سيئة قبيحة فيستلذها كما يستلذ الرفث، وهذا هو الشاهد من سياق الحديث، الذي يتكلم بالكلام السيئ ويأخذ الكلمة القبيحة وينشرها ويستلذ بها ،
الرابع: (وَرَجُلٌ يَأْكُلُ لَحْمَهُ) وهذا الرابع الذي يأكل لحمه إذا سُئل قال إنه كان يمشي بالنميمة ويأكل لحوم الناس.
فالمؤلف ـ رحمه ـ الله يحذر من النميمة وأكل لحوم الناس، والكذب على الناس بالقول عليهم ما لم يقولوا؛ ولكن هذا الحديث ضعيف بثلاث علل:
العلّة الأولى: جهالة ثعلبة بن مسلم فإنه مجهول، والحديث إذا كان فيه مجهول فهو ضعيف.
العلّة الثانية: جهالة أيوب بن بشير العجلي فهو مجهول.
العلة الثالثة: الإرسال فإن شفي بن ماتع الأصبحي تابعي.
فالحديث ضعيف لا يعولعليه ، وكان الأولى بالمؤلف رحمه الله أن يكتفي بالنصوص الصحيحة، فعندنا في القرآن ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭼالحجرات: ١٢
والأحاديث الصحيحة:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺَ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ»([13])
وحديث ابن عباس قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ ﷺعَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ»، قَالَ فَدَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ ثُمَّ غَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا ثُمَّ قَالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا»([14]).
PPP
دليل آخر على ترهيب من يعيب المسلم
حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلِ بْنِ حَرَشَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ ذَكَرَ امْرَأً بِمَا لَيْسَ فِيهِ لِيُعِيبَهُ، حَبَسَهُ اللَّهُ فِي جَهَنَّمَ حَتَّى يَأْتِيَ بِنَفَاذِ مَا قَالَ فِيهِ»([15])
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث رواه الطبراني في الأوسط، ولكن الحديث ضعيف:
- فقد رواه الطبراني عن الشيخ مقدام بن داوود وهو ضعيف.
- عمرو بن عبد الله الأودي وهو أيضاً ضعيف.
فالحديث فيه: الوعيد على من ذكر امرءاً بما ليس فيه ليعيبه، حَبَسَه الله في جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه ؛ لكن الحديث ضعيف ، ويكفي ما يلي:
1- أن من ذكر امرءاً بما ليس فيه اتصف بصفة الكذب.
2- أنه آذى أخاه المسلم؛ وهذا من العدوان ، من يعتدي على أخيه؛ فإن هذا من حقوق الخلق؛ وحقوق الخلق مبنية على المشاحّة.
الترهيب من أكل لحوم الناس
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ صُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ»([16])
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الحديث الثالث من الأحاديث (التي) ذكرها المؤلف، وهذا الحديث سنده صحيح لا بأس به.
وفي الحديث:
1- تحذير من الغيبة.
2- أن المغتابين يعذبون في البرزخ من أرواحهم، النبي ﷺ رءاهم ليلة المعراج، وليلة المعراج ما قامت القيامة، ويوم القيامة يعذبون بأرواحهم وأجسادهم، فتبعث يوم القيامة الأرواح والأجساد فيعذبون، أما في البرزخ فتعذب الأرواح، قال رسول الله ﷺ:«لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ ـ الروح تأخذ شكل الجسد ـ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ، قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِم»([17]).
3- في الحديث أن الغيبة من أسباب عذاب القبر، والله قد حذر منها وبشّعها ، قال تعالى : ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯﭼالحجرات: ١٢>
هل تستطيع أن تأكل لحماً ميتاً، فكيف إذا كان لحم الميت لحم إنسان، وكيف إذا كان الميت إنسان وهو أخوك؛!
هذه الغيبة والنميمة من اغتاب أخاه فكأنما أكل لحم أخيه وهو ميت ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭼ الحجرات: ١٢، اتقوا الله من الغيبة والنميمة واتقوه إنه هو التواب الرحيم لمن تاب.
وفي الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ»([18])، دائر بين الأمرين إما غيبة أو بهتان، إذن لا تتكلم مطلقاً في عرض أخيك سواء موجودا أو غير موجود ، واجهه بالكلام قل يا فلان أنت فعلت كذا أو قلت كذا ؟ هل هذا صحيح ؟ بيّن لي ذلك ؟
إذا قال نعم صحيح ، قل ما وجهك ؟
وإذا قال ليس بصحيح، فقد انتهى الأمر.
أما تتكلم في غيبته فهذا كبيرة من كبائر الذنوب إن كان فيه ما تقول فهي غيبة، وإن لم يكن فيه ما تقول فهو بهتان.
فالغيبة من أسباب عذاب القبر، ومن أسباب العذاب في البرزخ، ومن كبائر الذنوب.
وعذاب القبر هو عذاب البرزخ، والبرزخ هو الفاصل بين الدنيا والآخرة عذاب البرزخ من حين يموت الإنسان إلى أن تقوم القيامة، حتى يبعث الله الأجساد هذا يقال له البرزخ وهو الفاصل قال تعالى : ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﭼالفرقان: ٥٣ ، فهو فاصل بين الدنيا والآخرة ، وعذاب البرزخ وعذاب القبر إلى أن يبعث الله الأجساد، ثم تبدأ بعد ذلك الآخرة .
مسألة: هل ذكر أخطاء العالم وطالب العلم وترديدها بحجة الجرح والتعديل والتحذير تعتبر غيبة؟
جواب :لا ينبغي للإنسان أن يذكر أخطاء العالم وينشرها أمام الناس ، هذا إنما يكون لأهل العلم، كون الإنسان عالم، وعنده بصيرة ورأى أن العالم أخطأ في بعض المسائل ، فإنه يكتب إليه أو يشافهه في هذه المسائل، ويكون بينه وبينه محاورة حتى يتبين الحق فإن أصر على ذلك ولم يرجع وكان في هذه الأخطاء مضرة على الناس فإن العالم يرد عليه وينشرها للناس ويبين للناس الحق، أما لغير العالم فلا ينبغي له أن ينشرها ويتكلم في أعراض العلماء، فليتعلم أولا ويتبصر ويسأل أهل العلم فيما أشكل عليه، قد يظن أنه خطأ وليس بخطأ، الإنسان الذي يسأل وعنده بصيرة قد يظن أن العالم أخطأ وهو ليس بمخطئ، قد يكون فهمك سقيم أنت المخطئ ، نرجع إلى أهل العلم ارجع إلى العالم واسأله ، العلماء يبين أخطاءهم العلماء ، والأخطاء تنقسم إلى قسمين:
- قسم ليس فيه ضرر على أحد فهذا لا داعي إلى نشره يكاتب العالم أو يشافهه
وإذا أصر فلا ضرر .
- وقسم فيه ضرر على الناس هذا إذا لم يرجع فالعالم الثاني يرد عليه، ويبين
الصواب للناس حتى لا يضلوا .
أما أن يأتي صغار الطلبة ويصف العلماء بالأخطاء، وينشرها أمام الناس فهذا من الغيبة وأكل لحوم الناس ولحوم العلماء مسمومة ، بعض الناس يخطّئ العلماء ويتكلم فيهم ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭼ الحجرات: ١٢، فالواجب الإقلاع عن هذه الخصلة الذميمة،وأن يُقبل على طلب العلم ويبتعدوا عن التبديع والتفسيق في كلام العلماء وفي المسلمين ، وهذه التحزبات التي فرقت الشباب، عليهم أن يرجعوا إلى رشدهم ويكونوا حزبا واحدا ، هو حزب أهل السنة والجماعة، هذا هو الذي ينبغي عليهم، لستَ مكلّفاً بالناس ، ولستَ أهلاً لأن تبدّع أو أن تفسّق، فالتبديع والتكفير والتفسيق هذا الحكم لله ولرسوله ، لا يكفّر إلا من كفّره الله ورسوله، ولا يبدّع إلا من بدّعه الله ورسوله، ولا يفسّق إلا من فسّقه الله ورسوله، وأنت لم تصل إلى هذه الدرجة ، درجة أن تعلم وتفسّق ، أنت لا زلت طالب علم صغير واترك هذا لغيرك .
PPP
حديث آخر
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَقِيعَ الْغَرْقَدِ فَوَقَفَ عَلَى قَبْرَيْنِ ثَرِيَّيْنِ، فَقَالَ: «أَدَفَنْتُمْ هُنَا فُلَانًا وَفُلَانَةَ؟» أَوْ قَالَ: «فُلَانًا وَفُلَانًا؟» فَقَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «قَدْ أُقْعِدَ فُلَانٌ الْآنَ يُضْرَبُ» ، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ ضُرِبَ ضَرْبَةً مَا بَقِيَ مِنْهُ عُضْوٌ إِلَّا انْقَطَعَ، وَلَقَدْ تَطَايَرَ قَبْرُهُ نَارًا، وَلَقَدْ صَرَخَ صَرْخَةً سَمِعَتْهَا الْخَلَائِقُ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَلَوْلَا تَمْرِيجُ قُلُوبِكُمْ وَتَزَيُّدُكُمْ فِي الْحَدِيثِ لَسَمِعْتُمْ مَا أَسْمَعُ» ، ثُمَّ قَالَ: «الْآنَ يُضْرَبُ هَذَا، الْآنَ يُضْرَبُ هَذَا» ، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ ضُرِبَ ضَرْبَةً مَا بَقِيَ مِنْهُ عَظْمٌ إِلَّا انْقَطَعَ، وَلَقَدْ تَطَايَرَ قَبْرُهُ نَارًا، وَلَقَدْ صَرَخَ صَرْخَةً سَمِعَهَا الْخَلَائِقُ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَلَوْلَا تَمْرِيجٌ فِي قُلُوبِكُمْ وَتَزَيُّدُكُمْ فِي الْحَدِيثِ لَسَمِعْتُمْ مَا أَسْمَعُ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا ذَنْبُهُمَا؟، قَالَ: «أَمَّا فُلَانٌ، فَإِنَّهُ كَانَ لَا يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا فُلَانٌ - أَوْ فُلَانَةُ - فَإِنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ»([19])
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الحديث الرابع وهو حديث أبي أمامة ، قال: (أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَقِيعَ الْغَرْقَدِ) وهو البقيع المعروف الآن القريب من المسجد النبوي، (فَوَقَفَ عَلَى قَبْرَيْنِ ثَرِيَّيْنِ، فَقَالَ: «أَدَفَنْتُمْ هُنَا فُلَانًا وَفُلَانَةَ؟» أَوْ قَالَ: «فُلَانًا وَفُلَانًا؟» فَقَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «قَدْ أُقْعِدَ فُلَانٌ الْآنَ يُضْرَبُ») يعني في قبره يعذب، (ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ ضُرِبَ ضَرْبَةً مَا بَقِيَ مِنْهُ عُضْوٌ إِلَّا انْقَطَعَ، وَلَقَدْ تَطَايَرَ قَبْرُهُ نَارًا، وَلَقَدْ صَرَخَ صَرْخَةً سَمِعَتْهَا الْخَلَائِقُ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَلَوْلَا تَمْرِيجُ قُلُوبِكُمْ) التمريج: الفساد على ظاهر السياق، فلولا أن يحصل لكم تكدُّرٌ في حياتكم وعدم استقرار.
قوله: (وَتَزَيُّدُكُمْ فِي الْحَدِيثِ لَسَمِعْتُمْ مَا أَسْمَعُ) هذا من رحمة الله أننا لا نسمع أصوات المعذبين، لو أننا نسمع أصوات المعذبين في قبورهم لما استطاع أهل الدنيا أن يعيشوا، ولا أن يأكلوا ويشربوا، وكان من رحمة الله أنهم لا يسمعون؛ ولكن البهائم تسمع تعذيب المعذبين ، ولذلك كان شيخ الإسلام ابن تيمية يأمر بأن يُذهب بالخيل إذا أصابها ـ يعني إذا أريد معالجتهاـ إذا أكلت تراب أو شيء ثقيل في بطنها، وثقل عليها وأريد علاجها قال اذهبوا بها إلى قبور النصارى أو الرافضة،فيذهبون بها فتسمع صوت المعذبين فيحصل لها إسهال وينزل ما في بطونها، فيكون لها علاجاً من ذلك.
جاء في الحديث أن النبيﷺ مرّ بقبر مشرك فقست به بغلته حتى كاد أن يسقط، ثم قال الآن يضرب هذا، الآن يضرب هذا.
ثم قال: (قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا ذَنْبُهُمَا؟، قَالَ: «أَمَّا فُلَانٌ، فَإِنَّهُ كَانَ لَا يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا فُلَانٌ - أَوْ فُلَانَةُ - فَإِنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ»)
والحديث ضعيف، فالسند الذي ذكره المصنف وقع فيه سقط ما بين عثمان بن أبي العائكة وما بين أبي أمامة رضي الله عنه، فإن بينهما أسنان، والتقدير هكذا ابن عثمان بن أبي العائكة بن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة، وعلي بن يزيد والقاسم ضعيف، وعثمان كذلك ضعيف، فكلهم ضعاف، فعلى هذا يكون الحديث إسناده ضعيف؛ لأن هناك ثلاثة ضعفاء؛ ولكن معنى الحديث صحيح، معناه جاء في حديث صحيح آخر أخرجه الشيخان، ولفظه: ولفظه:عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ....» الحديث ([20]).
فالأولى على المؤلف أن يأتي بأحاديث صحيحة، ولكن عذره في ذلك أنه يذكر السند، والعلماء إذا ذكروا السند كانوا يؤلفون لعلماء ، من مجرد ذكر السند يعرفون هل هو صحيح أو غير صحيح.
ومن أسند فقد برئ من العهدة ، هو أعطاك السند وأنت ابحث في الرواة .
النهي عن تتبع عورات المسلمين
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، جَمِيعًا عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ»([21])
آخر الكتاب والحمد لله وحده وكان الفراغ منه في يوم الأربعاء ثاني عشر من شهر المحرم الحرام افتتاح سنة أربعة وثمانين وألف و وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين آمين آمينآمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الحديث الخامس من الأحاديث الخمسة التي ذك ذكرها المؤلف في التحذير من الغيبة والتحذير من تقويل أحدهم ما لم يقله، وهو حديث أبي برزة الأسلمي قال قال لنا رسول الله ﷺ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ»([22]).
والحديث حسن لغيره؛ لأن له شواهد، القاعدة: أن الحديث الضعيف إذا كان له شواهد أو متابعات؛ فإنه يرتقي من درجة الضعف لدرجة الحسن لغيره، فيكون حجة؛ فهذا الحديث حجة.
وفي الحديث:
- التحذير من الغيبة.
- وفيه التحذير من تتبع على عورات المسلمين.
3- وفيه من الفوائد: أن الجزاء من جنس العمل، فمن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته جزاءاً وفاقاً، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته، فلا ينبغي لإنسان أن يتتبع إذا كان الإنسان في أهل بيته ولم يخرج منه شي، ولا ينبغي أن يتسمع وتصيد ويفتش والناس قد استتروا، فإن من استتر: إثمه عليه ولا يضر إلا نفسه، أما إذا أظهر شيئاً، فيؤخذ به ويعاقب.
فالإنسان إذا عمل ذنباً بينه وبين الله وأخفاه وجلس في بيته، فهذا ستر نفسه وهذا بينه وبين الله وليس لأحد أن يبحث عنه أو يتتبع عورته، أو يفتش أو يتسمع ، ليس له ذلك ، بخلاف المجاهر الذي يجاهر ويعمل الفواحش أمام الناس، فهذا كما قال النبي ﷺ، فقد قال: « كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ»([23])
فالذي يجاهر ليس من أهل المعافاة والستر والعفو، بل من أهل الفضيحة فضح نفسه.
وقوله r: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ» فيه دليل على أن المغتاب ضعيف الإيمان، وليس المراد أنه كافر؛ بل المراد أنه لم يدخل قلبه الإيمان الكامل الواجب، وإلا فإن عنده أصل الإيمان ، كقوله ﷺ«لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»([24])يعني لا يؤمن الإيمان الكامل الواجب وكقوله:«لَا وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، لَا وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، لَا وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ» قَالُوا: وَمَنْ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «جَارٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»([25]).
ومثل وقوله r :«لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»([26])، يعني: وهو مؤمن الإيمان الواجب الكامل، وإلا فعنده أصل الإيمان، إذن فالنّمام والمغتاب والسارق والزاني عندهم أصل الإيمان؛لكن لم يؤمنوا الإيمان الكامل والواجب، ولا يطلق عليهم الإيمان بإطلاق ولا ينفى عنهم بإطلاق؛ بل يقال هو مؤمن ناقص الإيمان، أو يقال هو مؤمن ضعيف الإيمان، أو يقال: هو مؤمن بإيمانه وفاسق بكبيرته.
وكذلك في النفي لا ينفى ولكن يقال ليس بمؤمن حقاً، هذا هو الصواب الذي دلت عيه النصوص.
فالزاني لا تقل عنه: إنه مؤمن، لأنك لو قلت مؤمن وافقت المرجئة، ولا تقل ليس بمؤمن؛ لأنك إذا قلت ليس بمؤمن وافقت الخوارج، والمعتزلة ، إذن ماذا تقول ؟
لا بد أن تُقيّد في النفي والإثبات، ففي الإثبات تقول: مؤمن ناقص الإيمان، وفي النفي تقول: ليس صادق الإيمان، أو ليس بمؤمن حقاً.
هذا فراغ الكاتب إذ كتبه عام 1084 من الهجرة، يعني بعد أن مضى على وفاة المؤلف 774 سنة من الهجرة، إذ وفاة الإمام الطبري رحمه الله عام 310 من الهجرة النبوية.
وبهذا نكون قد انتهينا من هذه الرسالة.
خاتمة:
وفق الله الجميع ونسأل الله سبحانه أن يغفر للمؤلف ويجزيه خيراً، ويجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونسأله ـ سبحانه ـ أن يرزقنا جميعاً العلم النافع والعمل الصالح، وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص والصدق في القول وأن يثبتنا على دينه القويم ، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
([1]) أخرجه بن أبي شيبة في مصنفه ج6/160، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة ج1/315، وأبو بكر الخلال في السنةج5/48، وغيرهم.
([2]) أخرج هذا الأثر أبوالقاسماللالكائي وبنفس السند في كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ج4/930، كما أورده في نفس الجزء ص921، عن ابن عمر مرفوعا إلى النبي ﷺ .
([3]) متفق عليه البخاري في كتاب الإيمان، باب أمور الإيمان، رقم (9) ومسلم في كتاب الإيما، ، باب شعب الإيمان، رقم (35)، واللفظ له.
([4]) متفق عليه عن ابن عباس البخاري في كتاب مواقيت الصلاة، باب قول الله تعالى: ( منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة، رقم (523) ومسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بالله ورسوله وشرائع الدين والدعاء إليه ، رقم (17).
([5]) سبق تخريجه.
([6]) انظر:
([7]) متفق من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أخرجه البخاري في كتاب فضل العلم، رقم (110) ومسلم في مقدمة الكتاب، باب التحذير من الكذب على رسول الله ﷺ، رقم (3).
([8]) أخرجه من حديث المغيرة بن شعبة ـ رضي الله عنه ـ الترمذي في كتاب أبواب العلم، باب ما جاء فيمن روى حديث وهو يرى أنه كذب، رقم (2662)، وابن ماجة في افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة، باب من حدث عن رسول الله ﷺ حديث وهو يرى أنه كذب، رقم (41)، والإمام أحمد ج30/174، رقم (18240)، وقد أورده الإمام مسلم في المقدمةج1/8، وصححه الألباني.
([9]) أخرجه الطبراني في الكبيرج7/310، وابو نعيم في الحلية ج5/167، وابن المبارك في الزهد ج2/94، قال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 1 / 209 :رواه الطبراني في الكبير، وهو هكذا في الأصل المسموع، ورجاله موثقون.
([10]) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة في كتاب الاستقراض وأداء الديون، باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها أو إتلافها، رقم (2387).
([11]) أنظر المعجم الكبير للطبراني ج7/310، ورقم (7226).
([12]) انظر حلية الأولياء لأبي نعيم ج5/167.
([13]) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والأداب، باب تحريم الغيبة، رقم (2589).
([14]) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله، رقم (216) ومسلم في كتاب الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه، رقم (292)
([15]) أخرجه الطبراني في الأوسط ج8/380، فال في مجمع الزوائد 8 / 94 :رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف.
([16]) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب ، باب في الغيبة، رقم (4878)، والأمام أحمد ج21/53،رقم (13340).
([17]) سبق تخريجه.
([18]) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والأدب، باب تحريم الغيبة، رقم (2589).
([19]) حديث أبي أمامة هذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج36/626، ورقم (22292) ، بلفظ آخر وقال في مجمع الزوائد 1 / 208 :رواه أحمد، وفيه علي بن يزيد [بن علي] الألهاني عن القاسم، وكلاهما ضعيف، و أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ج8/216، ورقم (7869)، وقال في مجمع الزوائد 3 / 56 :رواه الطبراني في الكبير، وفيه علي بن يزيد، وفيه كلام. قال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب:2 / 124 :رواه ابن جرير الطبري من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه ورواه من هذه الطريق أحمد بغير هذا اللفظ وزاد فيه قالوا يا نبي الله حتى متى هما يعذبان قال غيب لا يعلمه إلا الله.
([20]) أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب ما جاء في غسل البول، رقم (218) ، ومسلم في كتاب الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه، رقم (292،
([21]) أخرجه من حديث أبي برزة الأسلمي أبو داود في كتاب الأدب، باب في الغيبة، رقم (4880)، والإمام أحمد ج33/20، ورقم (19776).
([22]) سبق تخريجه.
([23]) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة، في كتاب الأدب ، باب ستر المؤمن على نفسه، رقم (6069).
([24]) متفق عليه من حديث أنس البخاري في كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، رقم (13)، ومسلم في كتاب الإيمان ، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه، رقم (45).
([25]) أخرجه الأمام أحمد من حديث أبي هريرة ج14 / 153، قال في مجمع الزوائد8 / 169 :رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
([26]) متفق عليه من حديث أبي هريرة ، البخاري في كتاب المظالم والغصب، باب النهبى بغير إذن صاحبه، رقم (2475)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدين النصيحة، رقم (57).